تثور الشعوب لتغيير النظم رغبة في رفع الأعباء الإقتصادية والسياسية والإشكالات الداخلية ولكن الحلم بالغد الواعد عادة ما يتأخر وقد يتاخر جداً
ثار الشعب الصومالي على سياد بري قبل عقدين من الزمان يرجوا الخلاص من نظام سياد بري ويتطلّع لمستقبل واعد والتقدم خطوات في اتجاه المدنية وبناء الدولة الحديثة والنتيجة ما نراه إلى يومنا هذا حروب وقتال وتردي حال
ثار الشعب العراقي على صدّام ولم يجني أحد ثمار التغيير بعد وربما قتل في العراق بعد جلاء نظام صدام من العراقيين الأبرياء حصائد نيران قوات التحالف بقيادة أمريكا ما يفوق ما عشارت الأضعاف من قتلهم نظام صدّام
وفي السودان قامت ثورتان شعبيتان تأمل في التغيير نحو الأفضل العيشة الهنية والديموقراطية الآبية وحصدنا حشاد الهشيم
والأمثلة في ذلك أكثر من أن تحصى في هذا الحيّز
التقارير الصادرة في حق ثورات تونس ومصر وليبيا تنبيء بمستقبل مظلم لفترة قد تمتدطويلاً, وكثر الناس تفاؤلاً ينتظر بعضاً من تحوّل للأفضل بعد عقد من الزمان
الثورة في مصر كلّفت الخزينة العامة مليارات الدولارات ولم تقدّم وظيفة واحدة لعاطل "خرج لتغيير النظام لأنّه لا يجد وظيفة أو راتبه قليل" وقد يطول انتظاره حتى تعافى الإقتضصاد المصري وتتوفر فرص عمل جراء ذلك أمّا الآن ففقدان الكثيرون لوظائفهم أقرب من نيل البعض وظائف جديدة
كيف نحسب الربح والخسارة؟
وهل التغيير غاية أم وسلية لغاية؟
وهل التغيير من داخل النظم بالإحلال والتبديل والإصلاح أفضل أم إقتلاع النظم واتنظار المجهول؟
انتظار المجهول فيمن يحكم بعد وكيف يحكم وهل سيحل الضائقة الإقتصادية ودفع عجلة الإنتاج أم سيكون الحال كحال غيره من الحكومات بعد التغيير فوضى ونزاعات حزبية ووعود بإعادة البناء تبقى حبيسة الأوراق التي كتبت عليها تحمل أثقال الغبار الذي يتراكم عليها عاماً بعد عام وعقد بعد عقد من الزمان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة