|
Re: عتمان ود باعو شيخ الراية (Re: ود الخليفه)
|
ذكرني اهتمام عتمان ودباعو بالحمقى والمغفلين بالاخبار التي جمعها الجاحظ في كتبه عن هؤلاء القوم
وقد اختصهم ابو الفرج بن الجوزي بكتاب اسماه اخبار الحمقى والمغفلين
وقد روى الجاحظ انه قد الف كتابا عن ذم المعلمين في زمانه
Quote: كى الجاحِظُ فَقالَ:عَبَرْتُ يَوْماً عَلى مُعَلِّمٍ فَوَجَدْتُهُ في هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ وَقُماشٍ مَليحٍ، فَقامَ إِلَيَّ وَأَجْلَسَني مَعَهُ فَفاتَحْتُهُ في القِراآتِ فَإذا هُوَ فيها ماهِرٌ، فَفاتَحْتُهُ في شَيْءٍ مِنَ النَّحْوِ فَوَجَدْتُهُ فيهِ ماهِراً، ثُمَّ في أَشْعارِ العَرَبِ وَاللُّغَةِ فَإِذا بِهِ كامِلٌ في جَميعِ ما يُرادُ مِنْهُ. فَقُلْتُ:وَاللهِ قَوِيَ عَزْمي عَلى تَقْطيعِ دَفْتَرِ الـمُعَلِّمينَ. فَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ أُجالِسُهُ وَأَزورُهُ، فَأَتَيْتُ في بَعْضِ الأَيّامِ إِلى زِيارَتِهِ، فَوَجَدْتُ الكُتّابَ مُغْلَقاً، فَسَأَلْتُ عَنْهُ جيرانَهُ فَقالوا:ماتَ عِنْدَهُ مِيِّتٌ. فَقُلْتُ:أَروحُ أُعَزّيهِ؛ فَجِئْتُ إِلى بابِهِ فَطَرَقْتُهُ فَخَرَجَتْ إِليّ جارِيَتُهُ فَقالَت:ما تُريدُ؟ فَقُلْتُ:أُريدُ مَوْلاكِ. فَقالَتْ:مَوْلايَ جالِسٌ وَحْدَهُ في العَزاءِ ما يُعْطي لِأَحَدٍ الطَريقَ إِلَيْهِ. فَقُلْتُ:قولي لَهُ صَديقُكَ فُلانٌ يَطْلُبُكَ. فَدَخَلَتْ وَخَرَجَتْ إِلَيّ وَقالَتْ:بِسْمِ اللهِ. فَعَبَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ جالِسٌ وَحْدَهُ فَقُلْتُ:أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ:لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ. وَهَذا سَبيلٌ لا بُدَّ مِنْهُ فَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ:هَذا الذي تُوُفِّيَ ابْنُكَ؟ قال:لا. قُلْتُ:فَوالِدُكَ؟ قال: لا. قُلْتُ:فَأَخوكُ؟ قالَ:لا. قُلْتُ: فَمَنْ؟ قالَ:حَبيبَتي. فَقُلْتُ في نَفْسي:هَذِهِ أَوَّلُ الـمَناحِسِ. ثُمَّ قُلْتُ: سُبْحانَ اللهِ! النِّساءُ كُثُرٌ وَتَجِدُ غَيْرَها وَتَقَعُ عَيْناكَ عَلى أَحْسَنِ مِنْها. فَقالَ:وَكَأَنّي بِكَ قَدْ ظَنَنْتَ أَنّي رَأَيْتُها! فَقُلْتُ في نَفْسي:هَذِهِ مَنْحَسَةٌ ثانِيَةٌ. ثُمَّ قُلْتُ:وَكَيْفَ عَشِقْتَ مَنْ لا رَأَيْتَهُ؟ فَقالَ:أَعْلَمُ أَنّي كُنْتُ في الطارِمَةِ وَإِذا بِرَجُلٍ عابِرٍ وَهُوَ يُغَنّي وَيَقولُ:
يا أُمَّ عَمْرٍو جَزاكَ اللهُ مَكْرُمَةً رُدّي عَليّ فُؤادي أَيْنَما كانا
فَقُلْتُ في نَفْسي: لَوْلا أَنَّ أُمَّ عَمْرٍو هَذِهِ ما في الدُّنيا مِثْلُها ما قيلَ فيها هَذا الشِّعْرُ، فَهَوَيْتُها، فَلَمّا كانَ بَعْدَ يَوْمَيْنِ عَبَرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُغَنّي وَيَقولُ:
إِذا ذَهَبَ الحِمارُ بِأُمِّ عَمْرٍو فَلا رَجِعَتْ وَلا رَجِعَ الحِمارُ
فَعَلِمْتُ أَنّها ماتَتْ فَحَزِنْتُ وَقَعَدْتُ في العَزاءِ ثَلاثَةَ أَيّامٍ بِهذا اليَوْمِ. فقالَ الجاحِظُ: يا هَذا إِنّي كُنْتُ أَلَّفْتُ كِتاباً في نَوادِرِكُمْ مَعْشَرَ الـمُعَلِّمِينَ، وَكُنْتُ حينَ صاحَبْتُكَ عَزَمْتُ عَلى تَقْطيعِهِ، وَالآنَ قَدْ قَوِيَتْ عَزيمَتي عَلى إِبْقائِهِ، وَأَوَّلُ ما أَبْدَأُ، أَبْدَأُ بِكَ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى!. |
| |
|
|
|
|