هاتفني الأخ الدكتور صلاح الزين بالأمس وعاجلته بقولي كل سنة و انت طيب يا صلاح فرد علي بقوله "اتمنى ان يكون العام القادم اقل حزناً" وبعد إنتهاء المكالمة فكرت كثيراً في حزن العام الماضي و العام الجديد الذي سيكون اكثر اعوام تاريخ السودان حزناً و بالتحديد يوم 9 يناير الذي سيوافق يوم الإستفتاء على انفصال جنوب السودان عن شماله ليكون دولة مستقلة .. كيف يكون العام الجديد اقل حزناً يا صلاح قلي برب السماء يا صديقي؟ الطاغية صدام حسين كان يمارس على معارضيه ابشع انواع التعذيب وكان يربط القدم اليسرى للمعارض في سيارة و القدم اليمنى في سيارة اخرى و يأمر سائقي السيارتين بالإنطلاق في جهتين متعاكستين حتى ينشطر الإنسان الى نصفين مثل الورقة، هذا تماماً ما احسه الآن، بل هذا تماماً ما سيحسه كل السودانيين من دعاة الوحدة شماليين كانوا ام جنوبيين في يوم الأحد المشئوم .. فكرت كثيراً فيما سوف افعله يوم الأحد 9 يناير و انا على بعد آلاف الأميال من وطني الحبيب ولا حول لي ولا قوة، ولا املك سوى الدعاء و الترقب و انتظار المستحيل .. يصادف الأحد يوم عطلة هنا في امريكا ولكنني سوف اعلن الحداد وسوف ارتدى ثياباً سوداء طوال اليوم، ولن استمع للموسيقى ولن اضحك و لن احدث احد إلا للضرورة و لن آكل سوى وجبة واحدة طوال اليوم ولولا اصابتي بداء السكرى اللعين وخوفي من الإنتحار فلن ادخل لقمة واحدة الى حلقي طوال يوم الأحد المشئوم، هذا ما سأفعله فماذا انتم فاعلون؟ هل ثمة طريقة جديدة ومبتكرة لنعبر بها بشكل جماعي عن حزننا ونلفت نظر العالم لإستيائنا ورفضنا لما يحدث؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة