|
إنفصال الجنوب.... إخترنا لك!! " غادة عبد العزيز خالد "
|
Quote: تثير البرامج التي تعتمد على التعامل مع الجماهير على الهواء مباشرة دهشتي وإعجابي. فهنالك من ناحية الخطر الذي يحيق بعملية التعامل مع ما هو غير مخطط له والذي قد ينجم عنه عدة مشاكل مفاجئة على الهواء مباشرة ولا يمكن معالجتها بصورة فورية. بعض من هذه المشاكل قد تتبلور في صورة الأعطال الفنية، أو يظهر في صورالخيانة البديهية للمحاور وعدم قدرته على التعامل مع بعض التعليقات المحرجة الذي قد يباغت بها المشاهد المذيع او المذيعة. لكن اكثر ما يثير إعجابي هو إختيار المقدم أغنية للمتصل او المتصلة على الهواء مباشرة. رقبت نوعية هذه البرامج في الإذاعة السودانية والمصرية والآن اسمعها في الإذاعة الأمريكية ايضا واحتار، كيف للمقدم ان يدرك بسرعة هائلة الأغنية التي تناسب هذا المتصل وموقفه، وليس هذا وحسب بل وينجح البرنامج في ان يقدم الأغنية مباشرة وبدون فواصل على الهواء ينجم عنها حتى ولو ثوان قليلة هادئة بالنسبة للمستمع. لكنني اليوم وانا اتابع احداث انفصال الجنوب، بدأت اتفهم بعضاً من العوامل التي قد تساعد المقدم، وفريق عمل البرنامج، على إختيار الأغنية المناسبة للموقف في خلال جزء من الثانية. من هذه العوامل هي تفهم المقدم بصورة سريعة وتقييمه للظروف التي يمر بها المتصل ورسمه لصورة عن الوضع الذي يمر به في ذهنه. وقرأت في خلال الأيام السابقة إعلان الحكومة السودانية عن زيارة للرئيس البشير لجوبا، بعض من اهدافها هو لقاء الفريق سلفا كير ميارديت نائب رئيس الجمهورية الأول الآن ورئيس حكومة جنوب السودان فقط في الأسبوع المقبل مع بعض من قادة حكومته. وذكرت اخبار الصحف المختلفة ان سبب الزيارة هو تحقيق اتفاقية السلام والإطمئنان على عملية الإستفتاء وسلامتها. وسأل مذيع قناة الجزيرة المتحدث الرسمي بإسم الحركة الشعبية في الجنوب امس، الإثنين الثالث من يناير، عن رأيه في الزيارة. وأثار المتحدث دهشتي حينما وجدته يقفز فوق سياج اللياقة الدبلوماسية ويصرح مباشرة وبدون مواربة انه لا يرى في زيارة السيد الرئيس نفعا وهو لا يتوقع ان تتولد عنها فائدة. وبدا لي ان قادة الجنوب وشعبه قد توصلوا إلى الإحساس بان ليس هنالك ما قد يقوم به الشمال كله، حكومة وشعبا، لتغير خططتهم التي تسير صوب حيز التنفيذ بخطى ثابته. واختار بذلك اغنية لهذه اللقطة وهي رائعة الفنان محمود على الحاج التي تقول «من بعد ما فات الأوان.. الليلة جاي تعتذر وترجع ايامنا الزمان.. من وين اجيب ليك العذر..» اما بالنسبة لشعب جنوب السودان، فاكاد استشعر رغبتهم في إختيار الأغنية التي يتفرد بها الفنان الكبير وردي «بلا وانجلى.. حمد الله الف على السلامة...» وآخر اغنية في هذا البرنامج، اعني المقال، هي للذين كانوا يرغبون في الوحدة، وانا من ضمنهم، ويأملون في ان تظل خارطة السودان كما هي ابد الدهر، فاختار لي ولهم رائعة عقد الجلاد، «حاجة آمنة اتصبري.. عارفة الوجع في الجوف شديد وعارفك كمان ما بتقدري.. إتصبري اتصبري!! |
أضغط " جريدة الصحافة " أضغط " موقع العربيــة "
|
|
|
|
|
|