حوار مـع هشـام آدم ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 02:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2010, 11:13 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مـع هشـام آدم ..

    HIS.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

11-06-2010, 11:17 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مـع هشـام آدم .. (Re: هشام الطيب)

    بعد حصوله على جائزة الطيِّب صالح للإبدّاع الروائي
    الروائي هشام آدم لتعارُف ثقافي 1-2:

    - الطيب صالح قامة سودانية، لكن يجب أن لا يكون مقياسًا لإبداع الشباب
    - صراعات الحداثة والحداثوية أسهمت في تأخر حركة النقد
    - انتقدوني لأنني لم أتخذ من الواقع السوداني موضوعاً لرواياتي وأرى أن الرواية هي موضوعات كونية، ولا تنحصر في ثقافة أو بلد ما

    هشام آدم، كاتبٌ وروائي وناقد، لم يُكن معروفاً للشارع الروائي السوداني بصورةٍ كبيرة، وربما اقتصر قرائه إلى أن فاز بالجائزة الأولى لمسابقة الطيِّب صالح للإبداع الروائي في نسختها الأخيرة، عن روايته "قونقليز"، التي نشرنا فصلاً منها في ملف الثلاثاء الماضي، وعزى هشام تأخره في تقديم نفسه كروائي للشارع السوداني لوجوده خارج السودان منذ وقتٍ طويل، الشيء الذي أضاع عليه -كما قال سابقاً- فرصة تقديم نفسه وأعمال بالشكل المطلوب.
    لهشام إسهامات عديدة في المجالات الأدبيّة، الثقافيّة، والفكريّة، وله عددٌ من الروايّات التي تعرفها دُور النّشر العربيّة، من بينها (أرتكاتا)– الصادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام، بالقاهرة، و (السيّدة الأولى) – صادرة عن دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت] و (أرض الميّت)– صادرة عن دار سندباد للنشر والإعلام، القاهرة) و (بتروفوبيا)– صادرة عن الدار العربية للعلوم (ناشرون)، ومنشورات الاختلاف، بيروت. كما له عددُ من المشاكسات والمصادمات الفكريّة التي يعرفها أعضاء ومتابعي صفحات منبر سودانيز اونلاين، وله أطروحات ثقافيّة وفكرية على موقع الحوار المتمدن، وله كذلك إسهامات أخرى في مجال النقد الأدبي والنقد السينمائي. حاورنا هشام بمناسبة فوزه بجائزة الطيِّب صالح للإبداع الروائي، وكنّا لا نريد أن يكون الحوار مقتصراً على تلك الجائزة؛ إنما ليكون نافذةً يرى ويتعرَّف فيها القارئ على روائي سوداني اقتحم الشارع الروائي السوداني بقوّة. فإلى مضابط الحوار.

    حـوار: هشـام الطيِّب.
                  

11-06-2010, 11:19 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مـع هشـام آدم .. (Re: هشام الطيب)

    قبل كُل شيء من هو هشام آدم، أو كيف يُعرِّف هشام نفسه؟
    اسمي هشام آدم محمد آدم، من مواليد القاهرة عام 1974، يقولون أنني من مواليد برج الثور، وليست لي علاقة بالأبراج. أنتمي إلى أصول نوبية، وبالتحديد من منطقة سكوت المحس من قرية وادعة وغريبة اسمها (كربين)، لي روابط عائلية ممتدة في مصر، وهذا سر مولدي هناك. عمل والدي في دار الوثائق مع خاله البروفيسور الراحل محمد إبراهيم أبو سليم لفترة من الزمن ثم هاجر بعدها إلى المملكة العربية السعودية عام 1977، بدأت حياتي الدراسية منذ مراحلها الأولية هناك، ولم أزر السودان خلال هذه المدة إلا في عام 1983 تقريباً، وكانت زيارة قصيرة، غير كافية لتكوين انطباعات ناضجة، وذكرياتي عن تلك الرحلة ليست كافية لأن تكون ذكريات مُؤثرة. وفي العام 1993 التحقت بكلية الآداب جامعة الخرطوم وكانت تلك هي النقطة الأبرز في حياتي، حيث تعرفتُ على جذوري وثقافتي الأم. بعد التخرج في العام 1988 عدت مرة إلى السعودية مُجدداً، ولم أعد إلى الوطن مرة أخرى، ولكنني هذه المرة عدت محملاً بذكريات وتجارب كانت بذرة مهمة في تشكيل وعيي؛ لاسيما في يخص الوطن وقضاياه. بطريقة ما انتهبت إلى كوني مصري بالميلاد، سعودي بالنشأة، وسوداني بالجنسية، فقط كان ينقصني معرفة هويتي، وكان ذلك شغلي الشاغل للمرة القادمة. الآن أستطيع أن أقول إن قضية الهوية ليست ذات أهمية كبيرة، وأن الأهم من ذلك هو الشعور بالانتمائية.
    فوزك بجائزة الطيِّب صالح للإبداع الروائي يعني أنّك أصبحت رقماً بالنسبة للروائيين المشاركين، ولمتابعي الجائزة، و بالنسبة للشارع الروائي كذلك، هنا نود أن نعرف ماذا تمثِّل هذه الجائزة بالنسبة لك؟

    أنا شخصياً أعتبر الجائزة جواز مرور لي إلى الشارع الثقافي السوداني، وهو حلم راودني لوقت طويل في الحقيقة، نظراً لغيابي الكامل عن الساحة الأدبية السودانية، رغم مشاركاتي في بعض الصحف والإصدارات السودانية، ولكن لم تكن لهذه المشاركات ذلك الأثر الملموس في تعريف القارئ السوداني بصفة عامة، والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي بشكل خاص بهشام آدم ككاتب يستحق أن يُقرأ. إلا أنني لا أعتبر الجائزة –على أهميتها- شرطاً للحُكم على أي كاتب بأنه جيد أم غير جيد؛ إذ أن ذلك في الغالب بمقاييس ومعاير لجنة المحكّمين والتي لا يجب بالضرورة أن تكون مُعبّرة عن آراء القراء بصورة عامة. جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي جائزة قيمة، وإنه لمن المُفرح فعلًا أن ينالها أحدنا، ولكنها في المقابل تضع على عاتقك مسئولية جديدة، إضافة إلى مسئولية الكتابة، وتجعلك تجرّب (ربما للمرة الأولى) طعم الإحساس بأنك أصبحت محط اهتمام شريحة كبيرة من الناس. واسمح لي أن أنتهز هذه الفرصة لأتناول موضوعًا استشعرته من خلال تداعيات هذا النبأ، فكثير من الناس يعتقدون أن حصول روائي على جائزة الطيب صالح، تعني أنه ربما كان في مكانة الطيب صالح نفسه، أو أن لجنة المحكمين يضعون ذلك في اعتبارهم، وسواء أصحَ أن كان أحد الحاصلين على الجائزة في مستوى الطيب صالح أم لا، فإن هذا لا يُمكن الاعتماد عليه كمقياس مُطلق. ومن المُفيد أن نعرف أن الطيب صالح قامة سودانية كبيرة وعظيمة ولاشك، ولكن لا يجب أن يجعلنا ذلك نغفل أبدًا إبداع المبدعين الشباب، بحيث نجعله مقياسًا لهم لأن هذا يظلمهم كثيرًا، كما أنه يتنافى مع الحركة الانسيابية لمسارات الأدب عمومًا. هذا ما وقع للكُتاب الشباب في كولمبيا الذين غطت شهرة غارسيا ماركيز عليهم حتى أصبحوا في الظل، ولا أحد يعلم إلى متى سيبقون، أو كيف سيخرجون. فكُتاب مثل جاسي بيل خوسيه وخوان بوتيريو وغيرهم لا يقلون إدهاشاً عن ماركيز، ولا يجب أن يعتقد أحد أنني أحاول التقليل من شأن ماركيز إن قلتُ ذلك، فأنا أحد الذين تخرجوا من المدرسية الماركيزية، وأجد أنني منجذب تمامًا نحو عوالم الواقعية السحرية التي أرسى قواعدها بجدارة، ولكن هل يعني ذلك أن كولمبيا عاجزة عن إنجاب كُتاب جيّدين سواه؟ يبقى الطيب صالح رمزاً سودانيًا نفتخر به جميعًا، ولكن نريد أن نقول للعالم: إن السودان ليس فيه طيب صالح واحد فقط.
    ورَد في تقرير لجنة التحكيم حديثٌ بسيط عن روايتك الفائزة، نريدك هنا أن تحدِّثنا عن (قونقليز) ولو بصورةٍ مُختصرة ؟
    أنا أفضّل أن أترك الرواية تتحدث عن نفسها، ولا أريد أن أفرض على القراء أفكاري وتصوراتي الخاصة عن الرواية، ولكن في المجمل الرواية تتكلم عن حياة شاب من ريف العيكورة انتقل للعيش في الخرطوم، ومكث فيها تسع سنوات، وعاد إلى العيكورة مجدداً بعد أن تلقى نبأ وفاة والدته. تدور الرواية بصفة خاصة حول المفارقات التي بدأ يشعر بها شرف الدين (بطل الرواية) عن القرية وتفاصيلها بعد هذه الغيبة الطويلة، وهنالك تداخلات كثيرة تجعل من حياة شرف الدين أنموذج لحياة الإنسان المنفصل عن واقعه، وربما رؤية مثل هذه الشخصيات للعالم وللآخرين. كما أن الرواية تتقصى الجانب النفسي لمثل هذه الشخصيات بحيث تجعلنا نتعرف على هذه العوالم التي تكاد تكون غريبة ومنسية في واقعنا اليومي اللاهث، ومن شخصيات الرواية بالإضافة إلى شرف الدين بابو: حامد ودالنعيم (زوج شقيقة شرف الدين الكبرى) وحسن البلولة (صديق شرف الدين الحميم) بالإضافة إلى شخصيات القرية والمدينة.
    وجِّهت إلى لجنة تحكيم الجائزة عددٌ من الانتقادات مفادها أنّها بعيدة كُل البعد عن واقع الإبداع الروائي في نمطه الجديد، فبرأيك هل الحركة النقديّة في السودان مواكبة للتجارب الإبداعيّة الجديدة، أم أنّها متأخرة وتعيش على أفكار نقادها وأجيالها القُدماء؟
    حركة النقد السوداني –في رأيي- تعاني من إشكاليات كبرى، ولقد كتبت عن هذا الأمر في مقال مطوّل بعنوان (نقد النقد السوداني) والذي تم تضمينه في كتابي الذي أُعد لطباعته ونشره قريباً بعنوان (تجليات في النقد الأدبي المعاصر)، وإذا حاولنا أن نناقش المسألة من جذورها، فإننا يجب أن نعترف في البداية بأن النقد هو معيار الكتابة الإبداعية وبوصلتها، وبدونه يختلط الحابل والنابل، ونجد كل من أراد يكتب القصة والشعر، ويُطالب باحترام حقه في ذلك، ويجب أن نضع في اعتبارنا ضرورة أن يسير النقد، جنبًا إلى جنب، مع الكتابة الإبداعية وحركتها، والنقد هو ما يحدد ما إذا كانت الكتابة المعنية كتابة إبداعية أم غير ذلك؛ وإذا عرفنا ذلك فإننا نصبح مباشرة أمام ضرورة معرفة ما إذا كان للنقد محددات ولوازم بالمقابل أم لا. الحقيقة أن هنالك من يقول بمهنية النقد، وهنالك من يقولون بمنهجيته، والفرق بين المهنية والمنهجية أن المهنية تحصر عمل النقد في الدارسين للنقد، بينما تتسع الدائرة قليلًا في «المنهجية» لتشمل غير الدارسين الملتزمين بشروط النقد المتعارف عليها بشكلها العام، وهنا تجدر الإشارة إلى أن أغلب النقاد الموجودين على الساحة السودانية هم نقاد منهجيون، والمتابع للساحة الأدبية بشكل جيد يجد أن هنالك غيابًا لحركة النقد أو تخلفًا عن ركب الكتابة الإبداعية. هذا التأخر في حركة النقد الذي أسهمت فيه صراعات الحداثة والحداثوية ساعد على نشوء ألوان أدبية جديدة مثل: القصة القصيرة جدًا/الشعر الحر/الخاطرة الأدبية .. و أنواع أدبية أخرى، فكان الخطأ التاريخي الذي ارتكبته الحركة النقدية: إجازتها لهذه الأنواع الأدبية، ليس من أجل اقتناعها بها ككتابة إبداعية، ولكن فقط من أجل مواكب حركة الكتابة الإبداعية نفسها، والتبرير لغيابها. وإذا كان غياب الحركة النقدية في المنطقة العربية ككل قد حدث تاريخيًا ضمن إطار صراعات الحداثة ولوثتها؛ فإن الحركة النقدية في السودان قد تغيبت، إضافة إلى مشكلات الحداثة، بسبب مشكلات الحركة الإبداعية السودانية، وانصراف الانتلجنسيا السودانية إلى مناقشة قضايا الهوية. وإذا كان غياب الحركة النقدية في المنطقة العربية قد أدى إلى بروز ظاهرات أدبية خلافية، فإن غياب الحركة النقدية السودانية، في هذه الفترة بالتحديد، أدى إلى بروز مشكلات أكبر بكثير من مشكلات الظواهر الأدبية، ويكفي أن نسوق مثالًا واحدًا على ذلك، وهو: طغيان النسق الذاتي في النقد، فقد ساهم طغيان النسق الذاتي للحركة النقدية في السودان إلى جعله نسقًا عامًا في المشهد الثقافي، فرأينا التكتلات الأدبية: شعرية وقصصية ومسرحية وخلافه، وبدأت تخرج علينا ظاهرة جديدة يمكن أن نسميها بالتحزب الأدبي، وليس التحزّب للون الأدبي الواحد فقط؛ وإنما تحزب داخل هذه الأنساق الأدبية، وهو ما يعرف بالشلليات، وما أسميه أنا بالأخوانيات. هذا التحزب، في الحقيقة، لم يخلق قطيعة بين نسيج الانتلجنسيا السودانية الواحد فقط؛ بل خلق قطيعة بين الانتلجنسيا نفسها وبين العامة من جمهور المتلقيين، وبذلك فإنه بمقدورنا أن نقول: إن جذور هذه المشكلة عائدة في أساسها إلى غياب حركة النقد. عندما عادت حركة النقد في المنطقة العربية، بعد ما يمكن أن نسميه بالتسويات مع الحداثة والحداثوية، فإنه اضطر إلى التطبيع مع الظواهر الأدبية الدخيلة، ولكن عودة الحركة النقدية السودانية لم تعد لتطبّع مع هذه الظواهر الأدبية فقط؛ وإنما لتسوق أو تروج لها كذلك، إضافة إلى أنها عملت على ترسيخ مفهوم التحزب بشكل أو بآخر. على ضوء هذا العرض التاريخي المختصر لجدلية الإبداع والنقد وحركتهما في السودان؛ فإننا نصل إلى نتيجة خطيرة؛ وهي: انفصالهما، أي الإبداع والنقد، التدريجي عن بعضيهما من ناحية، واختلال المعايير الإبداعية والنقدية من ناحية أخرى؛ لاسيما مع غياب «طبقة» النقاد المهنيين. بالإشارة إلى كل ما سبق فإن غياب النقد لم يخلق قطيعة بين المبدعين وغير المبدعين فقط؛ وإنما بين المبدعين والنقاد أنفسهم، وبذلك فإن رتق اللامعيار أخذ بالاتساع، وكذلك أشكلت علينا إجابة السؤال (لماذا ننقد؟) إن طرح سؤال (لماذا ننقد؟) على ناقد ما، قد يكشف لنا مشكلات عديدة، أهمها على الإطلاق هي مشكلة التحزب الأدبي أو الشللية، ولاهتمامي الشخصي بفن الرواية، فإنني سوف أسأل هذا السؤال بهذه الصيغة: كم عدد الروائيين السودانيين؟ وكم عدد نقاد الرواية السودانيين؟ إذا كان الفارق بين عدد الروائيين ونقاد الرواية هو 1/10 أو أقل (بمعنى ناقد واحد أمام عشرة روائيين) فإننا أمام كارثة كبيرة جدًا. ورغم أن المسألة ليست (نسبة وتناسب) بمعنى أن يكون مقابل كل روائي ناقد، إلا أن المشكلة الحقيقة تظهر إذا كان أمام كل روائي عشرة نقاد (عشرة نقاد في مقابل روائي واحد) عندها تصبح الطامة الكبرى. إن عشرة نقاد مقابل روائي واحد، مع استصحابنا لكل ما ورد سابقًا، يجعلنا كمتلقين في مأزق حقيقي؛ حيث يصبح نقد نقد العشر نقاد غير مقبولًا، وبالتالي فإن الأمر يحال تلقائيًا إلى الاستهداف والشخصانية. هذا الإرباك، في الحقيقة، هو ما أوجد مدرسة أو تيار نقدي جديد اسمه «النقد الانطباعي» وهو لا يتصل بالمدرسة الانطباعية طبعًا، ولكنه تيار انجرف إليه الكثير من النقاد المنهجيين؛ لأن محاولة نقد التجربة الإبداعية لأي مبدع، رغم اتسامها ظاهريًا بالموضوعية، هي في الحقيقة لا تنفصل إطلاقًا عن الانطباع؛ ولذا فإننا نجد العديد من النقاد، أو المحسوبين على النقد، يُحملون النصوص التي ينقدونها أكثر مما تحتمل، غير متجاوزين لانطباعهم الذاتي عن كاتب النص من ناحية، وعن المنجزات النقدية للآخرين من ناحية أخرى، ولهذا قد يرى أمثال هؤلاء في جملة من قبيل: "كانت عيناها كالسماء الحمراء النازفة" دلالات رمزية موغلة في العمق والشفافية، أو أنها ذات مدلولات ثورية مفعمة بالحركة، رغم أنها ليست أكثر من جملة سخيفة وخرقاء. يمكننا الآن أن نقول بكل راحة ضمير: إن تيارين نقديين كبيرين ظهرا في السودان؛ في حين اختفى تياران آخران، ففي حين اختفى تيار النقد المهني وتيار النقد المنهجي، ظهر تيار النقد الانطباعي وتيار النقد الأخواني، وفي الحقيقة فإن اختفاء تيار النقد المهني، حتى وإن لم يكن له تمثيل كبير في السابق، إلا أنه أثر بشكل مباشر على خلق نوع من التقاعس في تقديم واجب النقد، واعتبار أن ذلك نوع من أنواع التفضل الذي يقوم به الناقد على المبدع،
    يرى الكثير من المُهتمّين أنّ أغلب النقّاد السودانيين يعملون على إظهار عيوب وسلبيات النّص المقدّم لهم فقط، حتّى أنّ بعض الكتاب أصبحوا يفترضون أنّ النّقد في السُّودان أصبح هدّاماً أكثر من كونه عامل مطّور لحركة الكتابة الإبداعيّة، فما رأيك؟
    الحقيقة هي أن أي دراسة نقديّة يقدِّمها الناقد يجب ألا تقع في حلقة ضيقة بين الناقد والمبدع، وإنما في حلقة أوسع من ذلك بكثير، لأن دور النقد، حسب رأيي الخاص، ليس فقط هو إظهار سلبيات وإيجابيات النص الإبداعي. هذا يقودنا إلى طرح سؤال آخر: "لماذا يجب على الناقد أن يظهر سلبيات أو إيجابيات النص الأدبي؟" لا أنكر أن المبدع المعني بهذا النقد هو أحد المستفيدين المباشرين منه، ولكنه ليس الوحيد. إذن؛ دعونا نعيد طرح السؤال مرة أخرى: ما هي وظيفة النقد؟ وفق كل ما تقدم، فإن وظيفة النقد ليست وظيفة تقييمية بل تقويمية؛ بمعنى أنه لا يجب أن يعنى بتصحيح الأخطاء والوقوف على المواطن الجمالية فقط، لأن هذا من شأنه أن يفيد المبدع فقط، ولكن دور النقد يذهب إلى أبعد من ذلك ليكون مقياسًا لحركة الأدب في المجتمع، وليس ذلك فحسب؛ بل وتأريخًا له، ومن هنا، أيضًا، وجب التفريق بين دور النقد ووظيفته، ولاشك عندي أن هنالك صراعًا من نوع ما قائم داخل أروقة النقد السوداني، صراع بين النقد الكلاسيكي والنقد الحداثوي، لأن النقد –كما قلنا- يتبع حركة الأدب نفسه، وهذا يجعلنا نتساءل: "ترى ما هي الحداثة؟" وفي اعتقادي الشخصي فإنني أرى أن الحداثة أخذت قدرًا من الاهتمام (كمصطلح) قد لا تستحقه، فالأمر أبسط من كل تلك النظريات والتنظيرات التي قيلت عنه، فقط يهمنا أن نعرف علاقة الحداثة بالتراث: فهل الحداثة تجاوز للتراث أم تجديد له؟ فإن كُنا نرى أن الحداثة تجديد للتراث، فالحداثة واردة في كل زمان، فقط تمكنا نحن من استحداث مُسمى جديد لهذه الحركة الدائمة. فإذا كان A هو الماضي (التراث) بالنسبة لـ(B) الذي يمثل الحاضر، فإن (B) نفسه عند النقطة (C) والتي هي المستقبل سوف تكون (A) أي تراثاً، وهذا كلما تقدمنا في حركة التاريخ نجد أن الحاضر (باستمرار) هو تراث في النقطة المستقبلية، والحداثة على هذا شيء فاعل ومُتجدد. أما إن كنا نرى أن الحداثة هي تجاوز للتراث فإننا سنكون على الدوام في قطيعة مع التراث (الماضي) ومرهونين للحاضر، بحيث لا يكون هنالك أي قيمة للمستقبل في إحداثية هذه الحركة.

    (عدل بواسطة هشام الطيب on 11-06-2010, 03:03 PM)

                  

11-06-2010, 11:28 AM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مـع هشـام آدم .. (Re: هشام الطيب)

    Quote: وفي العام 1993 التحقت بكلية الآداب جامعة الخرطوم وكانت تلك هي النقطة الأبرز في حياتي، حيث تعرفتُ على جذوري وثقافتي الأم. بعد التخرج في العام 1988 عدت مرة إلى السعودية مُجدداً، ولم أعد إلى الوطن مرة أخرى،


    اذا تجاوزنا الخطا في تاريخ التخرج 1998 الماجستير عملتو بالمراسله؟
                  

11-06-2010, 03:08 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مـع هشـام آدم .. (Re: ود الخليفه)

    الجزء الثاني من الحوار يُنشر في ملف تعارف ثقافي بأجراس الحريّة الثلاثاء القادم.
                  

12-01-2010, 07:47 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مـع هشـام آدم .. (Re: هشام الطيب)

    [B/]الروائي هشام آدم لتعارُف ثقافي 2-2:

    الناص هو الوحيد الذي يعرف ويفهم مضمون نصه، وليس الناقد

    استفدتُ من حوارات ومناكفات سودانيز أولاين في خلق تسويات مُريحة مع نفسي

    فشلت في توزيع رواياتي داخل السودان عبر بوابات القاهرة أو بيروت

    في بداياتي لم أتخذ من الواقع السوداني موضوعاً لرواياتي

    هشام آدم، كاتبٌ وروائي وناقد، لم يُكن معروفاً للشارع الروائي السوداني بصورةٍ كبيرة، وربما اقتصر قرائه إلى أن فاز بالجائزة الأولى لمسابقة الطيِّب صالح للإبداع الروائي في نسختها الأخيرة، عن روايته "قونقليز"، التي نشرنا فصلاً منها في ملف الثلاثاء الماضي، وعزى هشام تأخره في تقديم نفسه كروائي للشارع السوداني لوجوده خارج السودان منذ وقتٍ طويل، الشيء الذي أضاع عليه -كما قال

    سابقاً- فرصة تقديم نفسه وأعمال بالشكل المطلوب.

    لهشام إسهامات عديدة في المجالات الأدبيّة، الثقافيّة، والفكريّة، وله عددٌ من الروايّات التي تعرفها دُور النّشر العربيّة، من بينها (أرتكاتا)– الصادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام، بالقاهرة، و (السيّدة الأولى) – صادرة عن دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت و (أرض الميّت)– صادرة عن دار سندباد للنشر والإعلام، القاهرة) و (بتروفوبيا)– صادرة عن الدار العربية للعلوم (ناشرون)، ومنشورات الاختلاف، بيروت. كما له عددُ من المشاكسات والمصادمات الفكريّة التي يعرفها أعضاء ومتابعي صفحات منبر سودانيز اونلاين، وله أطروحات ثقافيّة وفكرية على موقع الحوار المتمدن، وله كذلك إسهامات أخرى في مجال النقد الأدبي والنقد السينمائي. حاورنا هشام بمناسبة فوزه بجائزة الطيِّب صالح للإبداع الروائي، وكنّا قد نشرنا في الحلقة الأولى من الحوار ماذكره من حديث عن فوزه بالجائزة وما يعنيه له وعن النقد الذي وجِّه له جراء كتاباته التي وصفها بالكونيّة، وحول عدد من القضايا التي تتعلق بحركة الكتابة الإبداعيّة في السودان، يواصل هشام ما انقطع من حديث. فإلى مضابط الحوار.



    [B/]حـوار: هشـام الطيِّب.




    [B/] * المُلاحظ أنّ هشام عندما يكتُب – أياً كانت الفكرة- فهو يضع في اعتباره أن ثمة "أطروحات فكريّة" يجب أن تمُرر من خلال النّص، أعني بصورةٍ أخرى أنّ القارئ يستطيع التعرُّف على أعمالك من خلال الأسلوب والأفكار التي يحملها نّصك، فهل تخضع مكونات نصوصك لقوانين ثابتة؛ لتعطي أعمالك ما يميّزها مثلاً، أم أنّ هنالك أفكار لا يستطيع هشام آدم بثّها بصورة مباشرة إلا عن طريق دسِّها في نصوصه الروائية والقصصية مثلاً؟ أم ماذا؟



    عند قراءة أي عمل روائي، لا يكون في وسع بعضنا أو أغلبنا إقصاء الروائي، باعتباره كاتب النص، عن دائرة الشك والاتهام، آخذين في ذلك كل ما يتعلق به من ثقافة، ومعرفة، وخلفية أيديولوجية وسياسية وعَقدية كذلك، لأننا نعلم أن كل هذه المكونات أسهمت، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في تشكيل الوعي الناطق أو المكتوب في النص الروائي. ولا يسعنا، عندها، إلا أن نتوقع إيجاد بذور أفكاره تلك مخفية هنا أو هناك في زوايا النص، ظاهرة أو باطنة. هذا الأمر بديهي بلا أدنى شك، وهو ما يجعل الكثيرين لا يفرقون بين الروائي وشخصيات روايته، بل ويذهبون إلى اعتبارها تجسيدًا لتاريخ شخصي بعينه، أو تنفيسًا لرغباته الذاتية المكبوتة أو المُشتهاة، وفي أحسن الأحوال يكون النص، في هذه الحالة، نافذة للتحليل النفسي الذي يمكن إسقاط نتائجه مباشرة على الروائي. وهؤلاء هم من يحاكمون الكاتب من خلال نصه. إن إحدى واجبات الأدب، الأكثر قداسة على الإطلاق، أن يبصّرنا بالواقع الذي نعيش فيه، وأن يضيء لنا مكامن عيوبه، ويمنحنا رؤية جديدة له، ولتصورات ما كانت عليه حركته، عبر دولاب التاريخ الذي لا نكترث باستصحابه على الدوام؛ وبالتالي تكهنات مستقبله، دون أن يكون في ذلك شبهة قطعية، تحيل النص من عمل إبداعي إلى عمل وعظي قاتم وجاد. هذا الأمر يأخذنا قسرًا للحديث عن النص والناص، والتفاعل بينهما أثناء الكتابة وبعدها، فهل بإمكاننا فعلًا الجزم بأن عبارة مثل "الشتاء أجمل فصول السنة" محمولة في متن النص نقلًا عن قائلها الناص، أم أنها مجرد عملية نقل أمينة وإبداعية للواقع؟ في اعتقادي الخاص، فإنه لا يمكن الجزم بذلك بشكل قاطع ومطلق، فكلا الخيارين متاحان بذات النسبة تقريبًا، وهذا يجعلنا نؤكد على أن الناص هو الوحيد الذي يعرف ويفهم مضان نصه، وليس الناقد. ثم ما مدى قناعتنا بارتباط التفاعلية بين النص والناص حتى بعد كتابة النص؟ إن شخصًا كأرنست همنجواي الذي كتب في فترة من فترات حياتي: "الخمر والنساء من أفضل متع الحياة" وكانت هذه العبارة تعبيرًا أمينًا عن واقعه الذاتي، هو نفسه الذي تراجع، بعد ذلك، ليقول: "إن الحياة تفاهة ولا تستحق أن نحياها"، فأين دور التفاعلية بين النص والناص هنا؟ ألا يجعلنا هذا نؤمن ولو بشكل جزء أن النص، حتى الذاتي منه، قد لا يمثل الناص في شيء بعد كتابته، إلا من قبيل أنه تراث إبداعي لا يمكن محاكمته أو قراءته إلا على هذا النحو؟ هذا يجعلنا نقرر، على الفور، أن نراجع معتقداتنا عن العلاقة بين النص والناص من ناحية، وبينهما وبين القارئ من ناحية أخرى؛ إذ أن هذه العلاقة ليست ثابتة على ما يبدو، بل هي متجددة على الدوام، حتى وإن بدا النص ثابتًا، فلا شيء ثابت إلا قانون الحركة الدائمة، ومبدأه الأوفر حظًا في البقاء والديمومة.

    [B/] * هنا لابد لنا من التساؤل حول طبيعة العلاقة بين النص والناص، فما هو شكل هذه العلاقة، وما مدى ثباتها واستقرارها؟

    في اعتقادي الخاص، فإن العلاقة الوحيدة التي يمكن القبض عليها بين الناص ونصه، لا يتأتى إلى لحظة الكتابة الإبداعية نفسها، وليس في أي وقت آخر. إن هذه اللحظة هي التي تهب الناص حماسة الكتابة ودافعه، وإلا فإن انتفاء الكتابة وزوال لحظته الإبداعية، قد تجعله ينفصل تمامًا عن نصه، حتى لنرى أن بعض الكُتاب يفضل نصًا على آخر، بل ويرى البعض الآخر أن بعض ما كتب، لم يكن ناضجًا كفاية للتعبير عن أناه الآنية، ولكنها تظل تراثًا إبداعيًا، لا يمكنه نكراه أو التنازل عنه. ومن هنا فقط يتضح لنا وهمنا الأكاديمي الذي يصوّر لنا إمكانية الربط بين الناص ونصه، واعتماد هذا الرابط الوهمي في محاكمة لا يمكن التعويل عليها، وليست هي أمرًا أصيلًا في النقد الأدبي على الإطلاق.

    [B/]لك عدد من الروايات عن دور نشرٍ عربية مختلفة، لكن رُغم ذلك فالقاريء السُوداني لا يعرفك بصورة كبيرة، في حين يعرفك القارئ العربي بصورة أكبر، تُرى ما هي الأسباب التي دفعتك لطباعة وتوزيع أعمالك خارج السودان؟ ولماذا لم تقدّم نفسك كروائي منذ وقت طويل؟

    الحقيقة أن واقع النشر السوداني غير جاذب (بالنسبة لي على الأقل) فالنشر في السودان مُكلف جدًا، بالإضافة إلى أن جودة الطباعة لا ترقى لمستوى ما يبحث عنه المؤلف كما في دور النشر العربية الأخرى؛ لاسيما بيروت. ولكن ورغم كل ذلك فإنني لا أستطيع القول بأن تلك كانت أسبابي الأولى التي حالت دون الطباعة في السودان، ولكن كان هدفي الأساسي في البداية الدخول إلى السودان عبر بوابات القاهرة أو بيروت، ولكنني فشلت إلى حد كبير في توزيع رواياتي داخل السودان عن طريق دور النشر العربية، وكانت تلك واحدة من المشكلات التي واجهتني، ولازالت، رغم محاولاتي الجادة في تخطي هذه العقبة. الأمر الآخر أنني في بداياتي لم أكن أتخذ من الواقع السوداني موضوعاً لرواياتي، التي اتسمت أغلبها بالنزعة التغريبية؛ إذ تناولت واقع دول وثقافات أخرى كالإسبانية في (أرتكاتا) أو المكسيكية في (السيدة الأولى) أو الأمريكية في (بتروفوبيا)، ولقد وجّهت إليّ انتقادات لاذعة من عدد كبير من النقاد والأصدقاء بخصوص ذلك، رغم أنني كنتُ أرى (وربما حتى الآن) أن موضوعات الرواية هي موضوعات كونية عامة، لا يُمكن حصرها في ثقافة محددة بحيث يُمكننا القول: السوداني يكتب عن السودان، والمصري يكتب عن مصر. فأنا مواطن كوني أكثر من أني سودانيًا، وربما كانت لنشأتي خارج السودان دور كبير في تشكيل هذا الرأي، لاسيما وأنني لم أستطع الذوبان الكامل في ثقافة البلد التي أُقيم بها، ولكن كان من الواضح افتقاري الشديد إلى معطيات الثقافة السودانية بما يتيح لي الكتابة عن الواقع السوداني بشكل مُؤثر وجيّد. كل هذه العوامل ساعدت كثيراً في بقائي بعيداً عن الحراك الثقافي والإبداعي داخل السودان، وهذا يُفسّر أنني غير معروف لدى كثير من القراء والنقاد في السودان على عكس خارجه. ومن المفارقات الغريبة أنني اكتشفت موهبتي الروائية بالمُصادفة؛ حيث كنتُ في البداية مهتمًا بالفن الشعري، وبطريقة أقرب إلى الدرامية وجدتُ نفسي منقادًا إلى الفن السردي بإغواء غير مُبرر على الإطلاق، فكتبت أول قصة لي على الإطلاق بعنوان (يوم من أيام فاطنة) عرفتُ لاحقاً أنها تندرج تحت تصنيف Short-Long Story والحقيقة أن ردود فعل القراء سودانيين وغير سودانيين تجاه هذه القصة هو ما دفعني لإعادة النظر في أفكاري تجاه الفن السردي، واكتشفتُ لاحقاً أنه يُعبر عني بشكل أفضل بكثير من الشعر، وهذا أيضاً يُفسر غيابي عن الساحة الروائية فترة طويلة، أو تأخري في الظهور، ببساطة لأنني لم أكن روائي إلا منذ فترة قصيرة. إنه أمر مُثير للضحك فعلاً.



    :[B/]لك عددٌ من الكتابات والمواضيع الفكريّة والأدبية التي يعرفها قاريء ومتصفّح الإنترنت بصورة عامة، سواء على موقع الحوار المتمّدن، أو سودانيز أونلاين. أو غيره، نريدك هنا أن تحدّثنا عن تجربتك مع النّشر الإلكتروني؟:

    بدأتُ تجربتي مع النشر الإلكتروني منذ وقت طويل، وكانت بداياتي مع المنتديات النوبية بشكل خاص؛ لاسيما منتديات قرية عمارة، ومنتديات عبري/تبج وغيرها، ثم انفتحت أمامي عوالم أوسع: سودانيز أولاين، وسودان فور أول، وكانت بالنسبة إليّ مرحلة مهمة، إذ أنها مرحلة لم تخل من تشذيب وصقل للمعرفة، ولاشك أنني استفدتُ من هذه التجربة (رغم قساوتها)، فهي فترة خلقت لي عداوات مع بعضهم، وساعدت في تشكيل انطباعات قد لا تكون صحيحة، ولا تكون مُعبّرة عني بشكل كامل، ولكنها كانت مرحلة ضرورية، ولم أجد نفسي مُهتمًا بتعديل الصورة الانطباعية التي طُبعت في أذهان البعض، لأنني كنتُ أعلم أنها محاولات لا طائل منها، بل سوف تساعد على ترسيخ الانطباع. في تلك الفترة قررت الانصراف إلى المنتديات والمواقع العربية، فبدأت بمنتديات منابر الثقافية ثم ديوان العرب، فشبكة القصة العربية وأخيرًا الحوار المتمدن. أعتقد أنني استفدتُ في حوارات ومناكفات سودانيز أولاين في خلق تسويات مُريحة مع نفسي، كما أنها ساعدتني على خلق رؤى منهجية واضحة تجاه أفكاري التي أحاول إيصالها، والتي لم تكن متسمة بالوضوح والمنهجية في مرحلة سابقة. إن عوالم الإنترنت عوالم غنية حقاً، ورغم ما يُقال عنها من أنها عوالم "افتراضية" إلا أنني لا أراها كذلك، بل على العكس، فالإنترنت في زماننا هذا أصبح عالمًا بديلًا وليس افتراضيًا، وله تأثيراته الواضحة والمباشرة على الواقع، وربما نعلم أن كثير من الفعاليات الواقعية تبدأ بمقال منشور على الإنترنت، أو بجُملة من الحوارات من هذا النوع. إننا نعيش في عصر الإنترنت، والمثقف الذي ينأى بنفسه عن مواكبة هذه التقنية، فإنه ببساطة ينوي –بإرادته- أن يكون أُميًا، ومتخلفاً عن ركب التطوّر. الحقيقة أنني –رغم كل شيء- شاكر لموقع سودانيز أولاين ولصاحبه المهندس/ بكري أبو بكر، لأن هذا الموقع شذبني كثيرًا، وإن كانت عملية التشذيب قاسية قليلًا وتطلبت في المقابل أن أدفع ثمنها باهظاً، ولكنني شاكر لهذا الموقع بكل تأكيد. والتجربة التي أكثر ثراءً الآن هي تجربتي مع موقع الحوار المتمدن الحائز على جائزة مؤسسة ابن رشد للإبداع الحر 2010 فهو عمل على تقديمي لقاعدة واسعة من القراء العرب من مختلف أنحاء العالم، وساعدتني على تكوين صداقات حميمة مع كتاب ومفكرين وأدباء: عراقيين، سوريين، أتراك، لبنانيين، مصريين، وجيبوتيين، وغيرهم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de