تابعت شبكة الصحفيين السودانيين مبادرة جامعة الدول العربية، التي طرحتها خلال زيارة وفدها الأخيرة إلى السودان، والتي إلتقت خلالها قادة الإنقلاب العسكري، ووقفت الشبكة بتركيز جم على تفاصيل أطروحة الجامعة العربية والتي هدفت في خلاصاتها لتأمين ممر عبور آمن لجنرالات البرهان، وتقنن وضعية تشرعن فعل الجريمة: الإنقلاب العسكري، وتحافظ على هيمنة المؤسسة العسكرية على مفاصل العملية السياسية وتوجيه دفَّة الإنتقال والسيطرة على موارد البلاد المالية والاقتصادية وثرواته الطبيعية. إن جامعة الدول العربية والتي ولدت وتربَّت في محاضن الأنظمة القابضة والديكتاتوريات العربية؛ ظلت منذ إرهاصات الربيع العربي 2011 وما قبله تلعب أدواراً مشبوهة وقذرة ضد إرادة وتطلعات الشعوب الحرة والجماهير العربية الثائرة، في تونس ومصر وسوريا والعراق والبحرين وليبيا والجزائر والسودان، نحو الديمقراطية والعدالة والحرية، وظلت الجامعة العربية مشروع مناورة مستمرة لتخليق كافة سيناريوهات وأد الثورات وتحجيم الانتفاضات، بآليات شتى ومتعددة تتداخل عندها أجندة السياسة مع أفعال المخابرات وكارتيلات المافيا، وتوجهات رهن إرادة الأمة والجماع العربي لصالح قوى التخلف والهيمنة والاستبداد. إن جامعة الدول العربية بحكم تكوينها الحالي، لا تعبِّر على الإطلاق عن إرادة الأمة العربية أو جموع شعوبها، بقدر ما تخبر عن إرادة حكومات الحزب الواحد والعسكرتاريا المدنية ونفوذ ممالك البترودولار، المرتهنة لإملاءات الخارج وصفقات التطبيع الإبراهيمية ومشروعات التبعية والإنكسار، وتقف في مواجهة موجات نهوض شعوب المنطقة العربية والاقليم من بعد، لبناء وتوطين المشروع الديمقراطي في البلاد العربية، على هدى دولة المؤسسات وسيادة حكم القانون ووضع كل السلطات بيد الشعب. وشبكة الصحفيين السودانيين إذ تعلن رفضها القاطع والمبدئي لمبادرة جامعة الدول العربية، إنما ترفض إبتداءاً مناقشة الشأن السوداني وفق تصورات مخابرات الجوار والإقليم، وتؤكد أن جامعة الدول العربية غير مؤهلة من حيث المبنى أو المعنى أو الأخلاق للقيام بأي دور سياسي تجاه ثورة ديسمبر السودانية، التي مهرت تطلعاتها وأهدافها وشعاراتها بدماء الشهداء الأماجد وبعزم وتصميم ثوار السودان وقواه الحية نحو الدولة الديمقراطية والسلطة المدنية الكاملة، ونحو إعادة تعريف الدور السياسي للعسكرية العربية في الوظيفة الأم: الدفاع عن السيادة لا ممارسة السياسة، في كافة البلدان العربية، والقطع مع تاريخ اختطاف العسكرية العربية للمبادرة الإجتماعية في البلاد العربية، مرةً وللأبد. وستظل مبادرة جامعة الدول العربية دليلاً ساطعاً على وجوب إعادة هيكلة وتكوين الجامعة العربية، على نحو جديد، على هدى الشعوب وحدها لا غير.
الصحافة الحرة باقية والطغاة زائلون
9 نوفمبر 2021 شبكة الصحفيين السودانيين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/09/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة