الجزائر: قدس برس كشفت أوساط دبلوماسية مصرية عن ضغوط جزائرية سودانية على "الاتحاد الأفريقي" لمنع منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الهيئة الأفريقية، بعد اقتراح أثيوبي - صهيوني خلال زيارة قادت بنيامين نتنياهو إلى أديس أبابا. ونسبت صحيفة "الفجر" الجزائرية في عددها الصادر أمس الاثنين إلى مصادر عربية لم تسمها، تأكيدها أن دولتي الجزائر والسودان تقودان محوراً يقف في وجه حصول إسرائيل على هذه العضوية، وأن موقفيهما كان من بين الأسباب الرئيسية التي تسبّبت في عدم استقبال الاتحاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش زيارته الأخيرة للعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي مصري، توضيحه، "أنّ الجزائر قادت اتصالات دبلوماسية بالتنسيق مع السودان، مع بدء جولة إسرائيلية بدول شرق أفريقيا، التي شملت أثيوبيا وكينيا ورواندا ويوغندا، تحديداً مع تردد أنباء عن استقبال الاتحاد لنتنياهو على هامش زيارته لأديس أبابا قبل القمة الأفريقية المُرتقبة المُنتظرة في العاصمة الرواندية كيجالي، وذلك في ظل صمت مصري رسمي من سعي تل أبيب للحصول على عضوية الاتحاد الأفريقي". وأبرزت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة لعدة دول أفريقية من بينها أثيوبيا هو محاولة لاستعادة صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي، الذي تمّ إلغاؤه في 2002 بناءً على طلب من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وأضافت: "إنه في عام 1975 وصلت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول الأفريقية إلى التدهور التام بعد صدور قرار الأمم المتحدة الذي اعتمد في نوفمبر من ذلك العام، القاضي بأن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري"، وتابعت المجلة: "إنه قبل ذلك وتحديداً منذ عام 1967، كانت إسرائيل تُعاني من القطيعة في علاقاتها مع مُعظم الدول الأفريقية، على إثر حرب الأيام الستة ضد مصر ودول عربية أخرى، ولم تَكن هُناك سوى ثلاث دول أفريقية فقط تُحافظ على علاقات معها هي ملاوي وليسوتو وسوازيلاند. لكن الطفرة في علاقات إسرائيل مع الدول الأفريقية حدثت بسبب مصر وتحديداً في عام 1978 بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين القاهرة وتل أبيب، حيث نمت علاقات إسرائيل مع الدول الأفريقية بشكل متزايد". وكان وزير الخارجية ابراهيم غندور، قد أكد في تصريحات سابقة لـ "قدس برس"، "أن مطالبة بعض الدول الأفريقية بانضمام إسرائيل إلى عضوية الاتحاد الأفريقي غير واردة قانونياً، وهي مجرد استهلاك إعلامي ليس إلا"، وقال غندور: "إسرائيل ليست دولة أفريقية والاتحاد الأفريقي واتفاقية تأسيسه الأولى في المنظمة الأفريقية عام 1963، قبل أن يتحوّل إلى اتحاد في قمة سرت، لا تشير إلى إمكانية دخول أعضاء من خارج القارة الأفريقية"، وأضاف: "ميثاق الاتحاد الأفريقي يحدد شروط العضوية، وبالتالي مُطالبات البعض بدخول هذه الدولة أو تلك إلى الاتحاد تتناقض مع الميثاق، والحديث عن انضمام إسرائيل مجرد استهلاك إعلامي ليس إلا". وجواباً على سؤال وجّهته له "قدس برس"، عما إذا كان من الوارد أن تكون دولة السودان ضمن مؤسسة إسرائيل عضو فيها، قال غندور: "نحن نقول إنّ إسرائيل إذا كانت تريد أن تعيش في سلام وتتواصل مع العالم، عليها أن تعطي الشعب الفلسطيني حقوقه كاملةً، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، وأضاف: "نحن في السودان مُلتزمون بالمبادرة العربية التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووافق عليها العرب في قمة بيروت عام 2002"، على حد تعبيره.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة