في يوم المسرح العالمي : ياسر عبداللطيف فوق عتبات احتراف الإخراج المسرحي له

Quote: المنفى ورحلة المصير المجهول،أن يعيش الانسان أكثر من لحظة وأن يموت الانسان أكثر من مرة.أن يعيش أحلام وردية مليئة بالسراب،فقدان التوازن وأعصاب متوترةتشاؤم وحزن،صراع ألاخوة والصراخ والعويل والثرثرة على أكثر من جبهة والحنين القاتل الى ينبوع الحياة رغم التخلف والنفي والدكتاتوريات لافرح لاسعادة غير شق الخدود النواح وضرب الصدورعند أمهاتنا واللطم المستمر والعزاء ألأبدي والحزن الكربلائي يرافقنا في كل رحلة.لابد من الصراع الدامي صراع في بطون أمهاتنا وصراع وعينا للعالم.أسوار المقابر ورائحة الكافور تقترب رويدآ رويدآ كل شئ يضيق،ظلال الموت تغير على أضواء الحياة، فكيف العودة الى المنبع البعيد؟والحنين الى صدر أمي ورائحتها الشجية والدفئ والشعور بالأمان رغم الطوفان وعويل النسوة والاطفال والظهور المنحنية لشيوخنا وسعالهم الممزوج برائحة سكائر اللف والاصابع الصفراء،ويبقى المنفى خنجر ماكبث المغمس بالدم والغدر والخيانة،وتساؤلات هاملت الفلسفية عن جدوى الوجود في ظل الشك.كيف الخلاص من الحروب ألأهلية والعنصرية والطائفيةوالتخلف؟ فجدار كافكا يرتفع ليحجب المستقبل المجهول،أشلاء من كتل لحمية متناثرة هنا وهناك وصقور زرادشت تنهال عليها.في المنفى تأبط الشاعر والكاتب والفنان ماضيه وذكرياته لبناءمملكة خالية من الشرفات عالم أحلام وذكريات وكوابيس وسلطة الرقيب وسلطة الشيطان جاثمة على صدري وأصرخ أما من مغيث؟الكل يركض ويلهث ولا يلتفت الى الوراء،الارض تحولت الى جمرة حمراءبراكين وزلازل السماء تحترق،أين أخفي رأسي في الرمل أم في حضن أمي؟أم في الحقيبة السوداء التي أحوب بها العالم.الرحيل الى أين؟غرباء في الوطن وغرباءفي الرحيل،طيور موسمية غادرت الحقول ولم تزقزق في سمائنا ولن تعود ثانية،لامأوى ولاهواء ولاحبيب خل فقد خله كلكامش يصرخ باكيآ أنكيدوا وخمبابا الثور الوحشي يفترس كل شئ احترق ألأخضر واليابس. مؤثمرات للطرشان والعميان ومهرجانات للابداع والجنون والغرور، خيانة بالمجان وتهم وفق الماركات الجاهزة والاعلانات الرخيصة،كثرة الجروح هذيان انكسارات من الداخل والنفس البشرية المنهارة،حزن وخوف وقلق وكل المؤسسات واحدة لااختلاف فقط في الشكل واللون شعارهم واحد خدمة الانسان وتحطيم ارادته.في المنفى لم أفهم لغة الطيران،الجروح وبراءة الاطفال تنفجر في لحظة وتنساب كماء الفرات وذكريات عاشق قلبه ينزف دمآ وعينه تدمع لحظة اللقاء والوداع مابين الحياة والموت انه عذاب قاسي،ذاكرة مليئة بالصور السريالية.عمر ملئ بالنزوات والطيش،طفولة مشردة في المنفى لم يبقى لنا شئ سوى القلم وجمرة الحياة،عشاق يبحتون عن المدن الموصدة أبوابها ولانعرف كيف الدخول اليها؟وكيف الوصول الى الحبيبةوعيون الحبيبة وقلب الحبيبةونبض ذكرانا؟ ليست هناك مسافات بين روحي وعقلي،فالحبيبة من خلالها أشعر بوجودي وأتنفس وأعيش من أجلها والتي توقظ في الوجع الانساني،مقيد أنابأسلاك الحبيبة،روابط خفية لاأتحرر منها ذاكرتي مزدحمة بألاف الصور والذكريات ألم،مسرح،شعر،والسياسة والحنين الى ألوجع والى الجرح. تأبط منفى لكي يتنفس بحرية،وأي حرية في ألمنفى؟حرية خالية من العواطف،فسعادتي الحقيقية في ايجاد سفن شراعية والابحار بها دون قيد أو شرط الى شاطئ الصلات ألروحية.في المنفى تحول بيتنا الى منفى كل شئ ينتظر المجهول فيه انها الكأبة كل شئ أصبح موال عراقي حزين لن ينتهي.مايزال غوتة وشيطانه فاوست يطاردنا حتى في أحلامنا ...ألمنفى أجل دواءللخراب والانتحار.وفي زمن الولادةفحضن الحبيبة هو نخلة والرحيل ماين المسافات هو شعاب خضراء والسعي الى الحرية.ففي المنفى يصبح كل شئ وطنآ،المسرح هو وطني والشعر هو وطنى وحبيبتي هي وطني وذكرياتي هي وطني وبكائي هو وطني....