ظاهره تشبث الحركات الاسلاميه والاصوليه منها على وجه الخصوص بالنصوص الكلاسيكيه او التفسير الكلاسيكى للنص الدينى ان صح التعبير لها دلالات جد عميقه للناظر اليها من خارج بنيه هذه الحركات.
اذ يلحظ ان تمسكهم بالاسلام المتحفى او النسخ التاريخيه منه لم تاتى من محض صدفه ولكن جاءت عن سبق اصرار وترصد وذلك لان هذه الحركات تجيد ببراعه تدعوا للذهول التحرك فى فضاءات ميتا فيزيقيه خرافيه . وتجيد بدرجه عاليه ضخ خطاباتها فى الاجواء المغيب فيها العقل كشرط اساسى.
اذا العقل والخطاب الاصولى لا يلتقيان فى فضاء واحد ولايمكن اجراء مهادنه بينهم على الاطلاق فالاول يعرى الثانى ويكشف خطل ادعاءه. والثانى يحيد العقل تماما ويعتبره عدوه اللدود.
ومن هنا بدا التلازم البرغماتى ما بين الخطاب الاصولى والنص المتحفى او التفسر الحرفى للنص الدينى من نقطه تحييد العقل.
وبدا فى ذات الاثناء الاحتفاء بالنص المتحفى وعدم التخلى عنه. لان التخلى عنه بكل ما فيه من تحييد للعقل يفقدهم ميزه ارضيه الخرافه تلك الارضيه التى يكسبون فيها كل معاركهم مع الاخرين ودون عناء يذكر. نعم تدور كل معاركهم فى ارضيات تكسوها الخرافه ولا يجيدون خوض معارك فكريه او دينيه خارج هذا الفضاء ونحن كانصار للنص الحديث او بالاحرى انصار لإعادة قراءه التراث الدينى عموما قراءة تتؤام مع ما استجد من معطيات فى العالم او النظر للنص الدينى من خلال مربع الحداثه ولا العكس. مطالبين بمعاركه الخطاب الاصولى وتفكيك بنيه خطابه وكشف وكشف اسبا احتمائهم بالنصوص التاريخيه كخطوه اولى وكشف الى اى مدى ان التشبث بالنص المتحفى يساعد الاصوليون على الهروب من اسئله معاصره لا يملكون مقدره الاجابه عليها لقصور هو بالضروره فيهم وليس فى الدين,
ولنا فى ذلك تراث علينا ان نستلهمه فى خوض هذه المنازله من قبل كان المعتزله واخوان الصفاء اول تصدى لهذه الظاهره وطرح بديل العقل بدلا عن الخرافه .
نعم علينا ان نبنى على هذا التراث الايجابى ونستلهم الدروس والعبر من هذه التجارب التاريخيه التى تصب فى ذات المنحى الذى ندعوا اليه وان لا نلتفت الى خطابات الترهيب والوعيد التى تبث فى شكل فتاوى تكفير وتجييش المجتمع ضد ما نطرح ولاتى هى بالضروره تعبير صارخ عن النهايه المغلقه التىوصلت اليها الاصوليه, وتمثل تعبير فى ذات الوقت عن افلاس فكرى واخلاقى يتمظهر فى ما ذكر سالفا.
اذا التاسيس لخطاب تنويرى يقوم بالضروره على قاعده من التراث الايجابى كما اسلفت اول وقود لمعركه كشف زيف ادعاءت سدنت الظلام والكهنوت.
اذا هى دعوه صادقه لكل حملت مشروع التنوير فى السودان للاصطفاف سويا وطرح ما لديهم من تصورات واراء فى هذا الموضوع.
فهذا زمن التماهى مع خطابات التنوير واخذ موقف الضد من كل ما يدعو لحبس العقل بين جدران العظام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة