حوار مع الشاعر خالد عبد الله ... نقلا عن الصحافة ..لأمين زوربا وطارق محمد عثمان...
خالد عبد الله ذلك الأسمر النحيل جمعتنى به الدنيا فى سنى السودان الحالكات رفقة صديقنا طارق محمد عثمان وبمدينة الفاو ... فى تلك الليلة ملأنا ليل المدينة الهادىء بالكلام الحلو واللغة النديّة ... كانت المرة الأولى التى التقى فيها بخالد الشاعر الحق .. قرأ علينا أروع المراثى تلك التى رثى فيها الراحل د. محمد عبد الحى وقرأ سلسلة (الأزمنة) الروائع ... ووعد أن ينفحنى بحزمة (نصوص) ما زلت أنتظرها... أندهش لهذا السودان .. كيف يكون فيه أمثال خالد عبد الله ولكن لا يعلمهم إلا قليل ... أترككم مع الحوار الذى نشر اليوم فى ملحق جريدة الصحافة ... وآمل أن يكون هذا البوست إضاءة أخرى لشاعر كبير لكنه آثر الركون الى الظل وقد سبق أن تداعى نفر من محبى وعارفى خالد عبد الله للكتابة عنه ونشروا أطرافا من شعره بهذا المنبر .. ليخرجوا جميعهم الآن من (جغوبهم) إحتفاءا بهذا الشاعر الرقم ... أخص الصديق طارق محمد عثمان والشاعر محمد محمود الشيخ (محمد مدنى) وأمين محمود زوربا .... وإلى فضاء الحوار...... يتأهب لإصدار مجموعته الشعرية الأولى .. الشاعر خالد عبد الله لـ «الملف الثقافي»: علاقتي بالقصيدة عميقة ولا أشعر بأنني معني بإيصالها للآخرين عثمان شنقر * يتأهب الشاعر خالد عبد الله لاصدار مجموعته الشعرية الاولى تحت عنوان (واختصر الرياح بزهرة اولى) من دار عزة للنشر والتوزيع، التي يتوقع صدورها في غضون الاسابيع القادمة. وخالد عبد الله إضافة لكونه شاعراً انجز اربع مجموعات شعرية لم تر النور حتى الآن، فهو واحد من المتابعين للحركة الثقافية طيلة اكثر من ربع قرن، ومن المؤسسين لعدد من الجماعات والكيانات الثقافية إبَّان فترة الثمانينيات، مثل جماعة «تجاوز» للثقافة والابداع، وتجمع الفنانين التقدميين، وندوة الجندول، واتحاد الكتاب السودانيين في تلك الفترة، اضافة الى نشاطه ومساهمته في تأسيس عدد من الروابط الاقليمية الثقافية في السوكي وسنار والابيض. وفوق ذلك له مساهمات نظرية مقدرة في الكتابة حول الشعر والشعرية، ولم تجد بعد مكانها الطبيعي في سياق حركتنا النقدية والثقافية. بمناسبة اقتراب موعد صدور مجموعته الشعرية الاولى (الملف الثقافي) حاول الاقتراب من تخوم الشاعر والكاتب خالد عبد الله المعرفية، لفتح المغاليق العصية في حوار المثاقفة والمعرفة معه. * تتأهب الآن لإصدار ديوانك الشعري الاول.. الا ترى ان هذا الديوان تأخر كثيراً في صدوره، ذلك ان الوسط الثقافي كان يترقب صدوره منذ سنوات؟ - المجموعة التي هى قيد الإصدار الآن هي الثانية في سياق أربع مجموعات منجزة، وتعود قصائدها للفترة من 88-1993م، وبالتالي فهى من ناحية صدورها يمكن القول إنها تأخرت كثيراً، لكن من ناحيتها كقصائد فالأمر خلاف ذلك، نسبة لأن معظمها تم نشره في صحف ومجلات ودوريات، هذا بالاضافة الى انها قرئت في العديد من المنابر والمنتديات في فترتها المذكورة. لكن ما تجدر الاشارة اليه، هو أن هذه المجموعة تسبقها مجموعة اخرى هى الاولى من حيث الترتيب، وتأتي بعدها مجموعتان هى الثالثة والرابعة.. وهذه المجموعات الأربع تمثل مجمل ما كتبت حتى تاريخ اللحظة. * إذن لماذا أنت ضنين بالنشر؟ - بصراحة.. أنا بطبيعتي غير ميال لمسألة النشر هذه، وحتى القصائد التي سبق ان نشرت في الصحف والمجلات غالباً ما قام بفعل ذلك اصدقاء، فضلاً عن ان مشاركاتي في قراءات المنابر كانت دائماً تتم بعد محاصرات ومحاصرات. ولا يستطيع احد ان يقول انني قابلته ذات يوم وقلت له سأسمعك قصيدة جديدة، واعتبر ذلك بمثابة فرض لرأي او ما شابه دون التهيئة له.. بل واتضايق كثيراً ممن يطلب مني سماع قصيدة- جديدة او قديمة- دون سابق انذار، هذا فضلاً عن انني اعرف جيداً انني اكتب الشعر الذي يسمى الشعر، وبامكانية عالية، وبانماط بدأت بالقصيدة العمودية، ثم قصيدة التفعيلة، ثم القصيدة الدائرية.. واخيراً قصيدة النثر. هذا فضلاً عن أنني كتبت القصيدة العامية الحديثة، لكن علاقتي بالقصيدة علاقة ثنائية وعميقة ومستدامة، ولا أشعر مطلقاً بأنني معني بايصالها للآخرين. * ما هى الشواغل والهموم التي حفزتك على الكتابة الابداعية أنت وأبناء جيلك؟.. والى مدى استطعتم التعبير عن هذه الشواغل؟ - لا استطيع ان ادعي بأن هناك شواغل او هموما، بقدر ما هى الرغبة العميقة للتعبير عن مجريات تلامس اوتار الداخل، سواء أكان ذلك المستوى الخاص او العام.. والجيل الذي انتمي اليه كان جيل احلام ارتبطت باسئلة الحب والحرية والوطن، وقد كان خلاقاً في التعبير عن ذلك، رغم التراجعات والاحباطات التي حدثت لاحقاً. * ذكرت أنك كتبت قصيدة العامية الحديثة، وبهذه المناسبة اتجد ان القصيدة العامية في اهابها الحديث لدى رموزها المعروفين، قد سيطرت على المشهد؟ وهل تتوازى حداثتها مع قصيدة الفصحى؟ - نعم تتوازى حداثة قصيدة العامية مع الفصحى.. إذ ان الأمر كله لا يتعدى آليات للانتقال بعلاقات الحداثة من حيث تقنيات الشعر وأسلوبه من قالب المفردة الفصيحة الى العامية. وبالتالي فإن قصيدة العامية الحديثة- في رأيي- تقف كتفاً لكتف مع رصيفتها الحديثة في الفصحى، مع فارق الاشكال التي تمايز بين النمطين. * يجري الحديث كثيراً على لسانك حول الشعرية.. فهل الحركة النقدية لدينا لامست هذا المفهوم؟ - الشعرية هذه شأن آخر.. وللأسف نحن بعيدون عنه تماماً ما دامت حركة النقد الادبي الراهنة في مجال الشعر خصوصاً، لا تلامس ولو من بعيد هذه الشعرية، بل ولا تسعى لتأسيس اطار نظري نقدي معني بدراسة الشعرية بصفتها نظرية، كما هو ماثل في المغرب العربي مثلاً، بل تظل محجمة في قراءة تاريخ الشاعر وموضوع القصيدة واية انطباعات للناقد، وهو امر عفى عليه الزمن. * عن أي إطار نظري تتحدث؟ - إطار نظري عام، أي خاص بالشعرية من حيث كونها النظري. واطار نظري خاص، أي خاص بالشعرية السودانية بصفتها حركة ابداعية لها خصوصيتها وانساقها المتميزة. * ماذا عن النشاط الثقافي إبَّان سني السبعينيات والثمانينيات.. والى أي حد يمكن عقد مقارنة بينه والفترات اللاحقة؟ - أي نشاط ثقافي تقصد؟ نشاط ثقافة المركز ام ثقافة الهامش؟ وعلى صعيد المركز: النشاط الرسمي ام نشاط منظمات المجتمع المدني كاتحادات الكتاب، التشكيليين والمسرحيين.. الخ.. عموماً الموضوع يتسع ويتفرع، وهو في اطاره العام موضوع لتأرخة الحركة الثقافية الحديثة في السودان، لكنني بصفتي متابعا لهذه الحركة منذ فبراير 1977م وهو تاريخ اقامة مهرجان الثقافة الاول ايام كان دكتور محمد عبد الحي مديراً لمصلحة الثقافة وحتى الآن، مروراً بالثمانينيات، حيث لعبت كيانات مثل ندوة الجندول 1982- جماعة تجاوز للثقافة والابداع 1984م، تجمع الفنانين التقدميين 1985م- اتحاد الكتاب السودانيين 86-1989م، لعبت دوراً بارزاً ومقدراً.. يمكن القول إن انحساراً كبيراً قد رافق هذه الحركة إبَّان التسعينيات كنتيجة حتمية للمتغيرات السياسية والاقتصادية التي تمخضت عن انقلاب يونيو 1989م الذي ادى الى هجرة الكثير من المبدعين والاكاديميين، وخلق فراغاً لا تزال الساحة الثقافية تعاني من آثاره الى اليوم، لكن نلاحظ أن نهوضاً بدأ يتراءى مع عقد الالفية الثانية الاول هذا، وهو أمر يدعو الى التفاؤل. * نسمع كثيراً في الآونة الاخيرة بتراجع دور الشعر، وبالتالي تراجع الاهتمام به.. الى ماذا تعزو تراجع الشعر وتراجع دوره؟ - القول بتراجع الشعر بشكل قاطع امر غير دقيق، نعم ان هذه الحركة تتقدم وتتراجع بوتيرة جدلية ترتبط عضوياً بتطور المجتمعات وبنياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الامر الذي ينعكس في تطور مفاهيم الانسان وقدراته الوصفية والتجريدية، وهى مسألة تنبثق عنها انماط الشعر يمكن ان نقول عنها وبدقة، انها هى التي تتصارع وتتقدم وتتراجع وليس الشعر نفسه. والشعر نفسه ظاهرة انسانية لا يمكن الا ان توجد وتعبر عن هذا الانسان، سواء بملاحم هوميروس، او قصائد وليام بليك او اغاني البنات، لكن الشعر نفسه لا يتمظهر إلا في اطار انماط ترتبط تاريخياً بالانسان، مفاهيم وبيئة.. وهذا ما يبرر لماذا كانت القصيدة العمودية هى المعادل الموضوعي لشعرية الانسان العربي ما قبل الحداثة. ولماذا رافقت مراحل التحديث وصعود الطبقة الوسطى المتعلمة قصيدة التفعيلة المتماهية الى حد كبير، مع تطور الشعر الانجليزي والفرنسي، وفق تأثيرات الظرف التاريخي الكولونيالي. في الظرف الراهن المرتبط بما بعد الكولوليانية والكولونيالية الجديدة المسماة بالعولمة، والتطور الهائل في منتجات الثورة العلمية والتقنية، يقوم الشعر بتحولاته ايضاً، ويفكك كثيرا من قوالبه ومسلماته. وينزع الى نفي اشكال عديدة ظل حتى وقت قريب يتمظهر من خلالها، حيث ينزع الى اعادة تعريف نفسه من جديد. وما قصيدة النثر الراهنة إلا احدى تمظهرات الوضع الراهن، ولكن ليس بصورتها النهائية اذا مازال هذا الوضع على مستوى بنياته التحتية والفوقية قيد التفاعل في اتجاه انساق جديدة على مستوى الاقتصاد والاجتماع والسياسة، وبالتالي الانساني ومتعلقاته ومنها الشعر. * ولكن بالمقابل هناك اهتمام بالسرديات من رواية وقصة ما هى الاسباب؟ - نعم يبدو جلياً للمتابع تقدم الفهم للرواية كأكثر اشكال السرديات تداولاً. وهى مسألة بطبيعة الحال ذات طابع جدلي أيضاً، وترتبط مثلها مثل أي نسق ابداعي آخر بظرفها التاريخي وشروطه، فالرواية او القصة هى أكثر تعبيراً عن مراحل التحول او الانتقال. وكذلك عن تطور العلاقات وتشابكاتها على صعيد حركة المجتمع، لكن نجد في المقابل أن الشعر مثلاً هو الأكثر تعبيراً عن أزمات الفرد في اطار هذه التحولات، ومسألة أي هذه الانساق يسود في مرحلة تاريخية، حقيقة هى مسألة ترتبط بدراسة هذه المرحلة وتجلياتها.. وفي الوضع الراهن الذي نعايشه تتقارب الى حد كبير هذه الأنساق وتدريجياً، مثلما تقاربت كثير من الوسائط ذات التعدد، واصبحت تسمى Mutimedia وربما أدى هذا التقارب مستقبلاً الى صعوبة التجنيس وبروز أنساق جديدة تماماً، واقصد بجديدة تماماً أنساقاً لا تتضمن الشعر او النثر السردي المتمثل في القصة او الرواية، كاجساد تتميز بوجود (كونفيدرالي) داخل العمل، وانما جسد ابداعي واحد تتماهى داخله تلك الأنساق، وبالتالي تفقد مسمياتها السابقة وفق التجنيس النقدي. (عدل بواسطة Giwey on 06-12-2007, 03:11 PM) (عدل بواسطة Giwey on 06-12-2007, 05:05 PM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]