|
Re: الراحلون إلي الأبد (Re: انعام عبد الحفيظ)
|
آآآآآآآآه ثم آه يا إنعام بحكم الدراسة التى أجبرتني العيش بعيدا عن الأسره منذ ان كنت فى السابعة عشر من العمر تعلمت من الأيام أشياء كثيره كيف تكون صلبا و كيف تسمو فوق الأحداث كنت بطبيعة الحال عندما تنشأ فى مجتمع من غرب البلاد أن تكون صلبا بعض الشئ فالبكاء للنساء و لنا الصمود و لكنى حينها بكيت كمل لم أبكى فى حياتي من قبل بكيت أبي و أظنني بكيت علي نفسي أيضا و لعلي بكيت علي كل شئ أن تعيش معتمدا علي نفسك شئ و أن يقال لك أن أباك رحل إلي الأبد شئ آخر غريبه هذه الدنيا صديقي مازن الذى توفى والده وهو بن سنتين كثيرا ما كان يمازحنا حين يريد أن نلبي له طلبا بحكم صداقتنا و يقول "يا أخوانا أنا يتيم" حقيقه كذابون و منافقون كل أولئك المتشدقون بأنهم يرعون اليتامي كنت حينها أتعاطف مع مازن و ألبي له طلبه لشئ فى نفسي لا أعلمه تحديدا قد يكون لصدى كلماته فى داخلى و لكن ما أعلمه الان جيدا أن ذلك الصدى ليس بالعمق الذى أدركه لتلك الكلمات الان حضر مازن إلي العزاء بطبيعة أهلنا السودانيين فرأيته و تذكرت ما كان يدور بيننا من طرفه علي باب المزاح و لكن ناقوس كلماته كان يدق فى رأسي و سال الدمع ممزوجا بإبتسامه لا أستطيع أن أخفيها عند ملاقاتي لمازن فهو شخص "حبوب" يحب أن يبث الفرح فى نفوس الاخرين بسخريته التى لا ينجي منها حتي شخصه و غالبا ما يبتدر بنفسه ثم تعم النوادر علي الاخرين عانقته قائلا "أها أنا بقيت يتيم يا مازن" جلست بجواره و حاولت و حاول هو أن يكون مجرى الحديث فى شأن اخر و لكننى لم أستطع إلا أن أبوح له "عارف يا مازن و الله طول عمرك بتقول لي إنك يتيم لكن أنا ما فهمته الكلمه دى إلا أسه" آآآآآه قصيره هذه الحياه قرأت حديث المرأة الى لو عاشت بيننا لقضت عمرها ساجده لله ستينا و لكن لم أكن أدرى بأن الإثنين و ستين قصيره لهذا الحد قصيره أكثر مما كنت أتوقع إثنين و ستين "بس؟!" أستطيع أن أقيس ذلك علي عمرى الان إثنان و عشرون عاما للقراءة و عشره سنين للعمل حتي الان إذن تبقي ثلاثون هذا إن بلغت ذلك العمر ثلاثون؟ ماذا أفعل بها فالذى مضى أكثر بسنتين من الذي تبقي, و الذى مضى عندما أذكره الان مضى بأسرع مما كنت أتوقع.. حتي أنني لم أذكر تفاصيله جيدا منذ أن إلتحقت بالعمل و حتي الان هذه سنين كنت فيها كالآله لا أدرى حتي الآن فيما ذهبت و ماذا كنت أعمل بها.. هذه سنين لم أدرك أنها عشرا إلا الان خالتي الصغيره منذ أن كنت أنا بن عشر سنين كانت هى تقول دائما أنها بنت ثلاثون و ظللت أنا أكبر كل عام و ظلت هى بنت الثلاثين لم أستغرب يوما كيف أننى أنتقل كل عام من العشر إلي الإحدى عشر ثم الذي يليه مع أنها كانت سنويا بذات العمر الآن أنا بن إثنين و ثلاثين؟! ضحكت بداخلي و رفعت سماعة الهاتف و إتصلت بها "خالتو معليش خاشي ليك طوالي كده لكن إنتي عمرك كم" "أجى.. ما تلاتين سنه" ضحكت حينها بنصف فرح سألتني "مالك" أجبتها بلا شئ, ألحت فى السؤال فأخبرتها بأننى سأجيبها لاحقا فى إتصال اخر فقد كنت حينها حزينا لا أدرى أم كثيرالتأمل؟ فللحزن أحيانا طعم بنكهة السخريه أغلقت الهاتف و تسائلت فى داخلي يا لغبائي و كم هي ذكية خالتو هذه "إذا كنت أنا الان إثنين و ثلاثون فكيف تكون هي ثلاثون؟؟" سبحان مقدر الأمور المهم... هل ستمضي الثلاثون القادمه بهذه الطريق؟ هه قصيره هى الحياة و أجزم أنها لا تستحق كل ذلك العناء قصيره بكل تفاصيلهاالتى لا تحوى شئ يستحق العناء إن عشتها سأقضيها أضحك و أعبد الله فلا يوجد قطعا ما يستحق أن تضيق له النفس كل الحياة تذوب تفاصيلها الان و لم تبقي إلا تفاصيل الأيام الاخيره لمرضه لم تبقي إلا مراسم الدفن و العزاء لم تبقي إلا أسئله فى الذاكره و دهشة فى الخاطر أهذا كل شئ؟!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الراحلون إلي الأبد | ناصر البطل | 11-22-09, 06:18 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | emad altaib | 11-22-09, 06:25 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | معروف حمدين | 11-22-09, 06:50 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | ياسر بيناوي | 11-22-09, 06:56 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | عبد الحميد البرنس | 11-22-09, 07:04 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | ناذر محمد الخليفة | 11-23-09, 06:47 AM |
Re: الراحلون إلي الأبد | Mohamed E. Seliaman | 11-23-09, 01:14 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | ناصر البطل | 11-23-09, 03:52 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | انعام عبد الحفيظ | 11-23-09, 04:51 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | ناصر البطل | 11-25-09, 08:30 AM |
Re: الراحلون إلي الأبد | abdulhalim altilib | 11-25-09, 08:56 AM |
Re: الراحلون إلي الأبد | ناصر البطل | 11-26-09, 06:59 PM |
Re: الراحلون إلي الأبد | انعام عبد الحفيظ | 12-02-09, 12:18 PM |
|
|
|