الراحلون إلي الأبد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2009, 08:30 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الراحلون إلي الأبد (Re: انعام عبد الحفيظ)

    آآآآآآآآه ثم آه يا إنعام
    بحكم الدراسة التى أجبرتني العيش بعيدا عن الأسره منذ ان كنت فى السابعة عشر من العمر
    تعلمت من الأيام أشياء كثيره
    كيف تكون صلبا و كيف تسمو فوق الأحداث
    كنت بطبيعة الحال عندما تنشأ فى مجتمع من غرب البلاد أن تكون صلبا بعض الشئ
    فالبكاء للنساء و لنا الصمود
    و لكنى حينها بكيت كمل لم أبكى فى حياتي من قبل
    بكيت أبي و أظنني بكيت علي نفسي أيضا و لعلي بكيت علي كل شئ
    أن تعيش معتمدا علي نفسك شئ و أن يقال لك أن أباك رحل إلي الأبد شئ آخر
    غريبه هذه الدنيا
    صديقي مازن الذى توفى والده وهو بن سنتين
    كثيرا ما كان يمازحنا حين يريد أن نلبي له طلبا بحكم صداقتنا
    و يقول "يا أخوانا أنا يتيم"
    حقيقه كذابون و منافقون كل أولئك المتشدقون بأنهم يرعون اليتامي
    كنت حينها أتعاطف مع مازن و ألبي له طلبه لشئ فى نفسي لا أعلمه تحديدا
    قد يكون لصدى كلماته فى داخلى و لكن ما أعلمه الان جيدا أن ذلك الصدى ليس بالعمق الذى أدركه لتلك الكلمات الان
    حضر مازن إلي العزاء بطبيعة أهلنا السودانيين
    فرأيته و تذكرت ما كان يدور بيننا من طرفه علي باب المزاح
    و لكن ناقوس كلماته كان يدق فى رأسي
    و سال الدمع ممزوجا بإبتسامه لا أستطيع أن أخفيها عند ملاقاتي لمازن
    فهو شخص "حبوب" يحب أن يبث الفرح فى نفوس الاخرين بسخريته التى لا ينجي منها حتي شخصه
    و غالبا ما يبتدر بنفسه ثم تعم النوادر علي الاخرين
    عانقته قائلا "أها أنا بقيت يتيم يا مازن"
    جلست بجواره و حاولت و حاول هو أن يكون مجرى الحديث فى شأن اخر
    و لكننى لم أستطع إلا أن أبوح له
    "عارف يا مازن و الله طول عمرك بتقول لي إنك يتيم لكن أنا ما فهمته الكلمه دى إلا أسه"
    آآآآآه
    قصيره هذه الحياه
    قرأت حديث المرأة الى لو عاشت بيننا لقضت عمرها ساجده لله ستينا
    و لكن لم أكن أدرى
    بأن الإثنين و ستين قصيره لهذا الحد
    قصيره أكثر مما كنت أتوقع
    إثنين و ستين "بس؟!"
    أستطيع أن أقيس ذلك علي عمرى الان
    إثنان و عشرون عاما للقراءة
    و عشره سنين للعمل حتي الان
    إذن تبقي ثلاثون هذا إن بلغت ذلك العمر
    ثلاثون؟ ماذا أفعل بها
    فالذى مضى أكثر بسنتين من الذي تبقي, و الذى مضى عندما أذكره الان
    مضى بأسرع مما كنت أتوقع.. حتي أنني لم أذكر تفاصيله جيدا
    منذ أن إلتحقت بالعمل و حتي الان هذه سنين كنت فيها كالآله لا أدرى حتي الآن فيما ذهبت
    و ماذا كنت أعمل بها.. هذه سنين لم أدرك أنها عشرا إلا الان
    خالتي الصغيره منذ أن كنت أنا بن عشر سنين كانت هى تقول دائما أنها بنت ثلاثون
    و ظللت أنا أكبر كل عام و ظلت هى بنت الثلاثين
    لم أستغرب يوما كيف أننى أنتقل كل عام من العشر إلي الإحدى عشر ثم الذي يليه
    مع أنها كانت سنويا بذات العمر
    الآن أنا بن إثنين و ثلاثين؟! ضحكت بداخلي و رفعت سماعة الهاتف و إتصلت بها
    "خالتو معليش خاشي ليك طوالي كده لكن إنتي عمرك كم"
    "أجى.. ما تلاتين سنه"
    ضحكت حينها بنصف فرح
    سألتني "مالك"
    أجبتها بلا شئ, ألحت فى السؤال فأخبرتها بأننى سأجيبها لاحقا فى إتصال اخر
    فقد كنت حينها حزينا لا أدرى أم كثيرالتأمل؟
    فللحزن أحيانا طعم بنكهة السخريه
    أغلقت الهاتف و تسائلت فى داخلي
    يا لغبائي و كم هي ذكية خالتو هذه
    "إذا كنت أنا الان إثنين و ثلاثون فكيف تكون هي ثلاثون؟؟"
    سبحان مقدر الأمور
    المهم...
    هل ستمضي الثلاثون القادمه بهذه الطريق؟
    هه قصيره هى الحياة و أجزم أنها لا تستحق كل ذلك العناء
    قصيره بكل تفاصيلهاالتى لا تحوى شئ يستحق العناء
    إن عشتها سأقضيها أضحك و أعبد الله فلا يوجد قطعا ما يستحق أن تضيق له النفس
    كل الحياة تذوب تفاصيلها الان
    و لم تبقي إلا تفاصيل الأيام الاخيره لمرضه
    لم تبقي إلا مراسم الدفن و العزاء
    لم تبقي إلا أسئله فى الذاكره و دهشة فى الخاطر
    أهذا كل شئ؟!
                  

العنوان الكاتب Date
الراحلون إلي الأبد ناصر البطل11-22-09, 06:18 PM
  Re: الراحلون إلي الأبد emad altaib11-22-09, 06:25 PM
    Re: الراحلون إلي الأبد معروف حمدين11-22-09, 06:50 PM
      Re: الراحلون إلي الأبد ياسر بيناوي11-22-09, 06:56 PM
    Re: الراحلون إلي الأبد عبد الحميد البرنس11-22-09, 07:04 PM
      Re: الراحلون إلي الأبد ناذر محمد الخليفة11-23-09, 06:47 AM
        Re: الراحلون إلي الأبد Mohamed E. Seliaman11-23-09, 01:14 PM
  Re: الراحلون إلي الأبد ناصر البطل11-23-09, 03:52 PM
    Re: الراحلون إلي الأبد انعام عبد الحفيظ11-23-09, 04:51 PM
      Re: الراحلون إلي الأبد ناصر البطل11-25-09, 08:30 AM
        Re: الراحلون إلي الأبد abdulhalim altilib11-25-09, 08:56 AM
          Re: الراحلون إلي الأبد ناصر البطل11-26-09, 06:59 PM
            Re: الراحلون إلي الأبد انعام عبد الحفيظ12-02-09, 12:18 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de