حوار مع عزام فرح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2009, 08:02 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع عزام فرح (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ: عزام فرح
    تحيّة طيّبة ..

    أشكرك على الاستجابة لدعوتي لك لمواصلة الحوار هنا، والحقيقة أنني ما فتحت هذا "النفّاج" إلا عندما تداخلت الاقتباسات منذ مداخلة الدكتورة مهيرة، وما سببه ذلك من إرباك وتداخلات غريبة لم أعرف معها حلاً. (على أيّة حال)

    تقول:
    Quote: كلام المُفسِرين لا يعني لك شئ فلا يُمكِنُك الإستِشهاد بِهِ أو حتى الإستئناس بِهِ ... وهو كذلِك -أي كلام المُفسِرين- لَيس بِمُقدس عِندي أصبأ بِهِ متى تبَين لي أرجحِية غَيرِهِ
    أقول: وإذا كان كلام المفسرين لديك ليس بمُقدس، فلم طالبتني بإيراد أقوالهم؟ سوف أُفشي لك سراً أخي عزام، وليكن هذا البوست فاتحة جديدة لنقاش واعٍ بما يكفي لاحترام عقولنا نحن أولاً ولعقول القراء والمتابعين؛ إذ تصلني رسائل كثيرة على بريدي الإلكتروني بخصوص مناقشاتنا حول هذا الأمر الذي يعني أن هنالك آخرون يتابعون معنا ما نكتب.

    كلام المُفسّرين عندي محل تقدير كبير إذا لم تكن تعلم، وليس ذلك لشيء إلا لأن كثيراً من أُمهات كُتب التفاسير تعتمد فيما تفسّره إلى أقوال مأثورة عن الصحابة وبأحاديث جيّدة الإسناد الأمر الذي يهمني في ذلك أنها تأتي من مصدر موثوق به، ليس من الناحية الدينية بالتأكيد ولكن من الناحية اللغوية.

    هذا القرآن –يا سيدي- جاء بلغة عربية فصيحة، لغة العرب الذي يتكلّمون به في أوانه، وبالتالي فإن أيّ محاولة لتفسير أيّ آية لا يصلح أن يُنقل إلا بمعرفة جيّدة بمقاصد ودلالات الكلمات المُستخدمة فيه، وإلا فإن وصف القرآن بأنه كتاب "مُعجز" تنتفي عن ذلك العصر، وتقتصر على عصرنا هذا إن بدأنا نُفسر ما فيه بمُنجزات الزمن الحالية.

    أزعم أنّ القرآن كتاب جاء ليكون منهجاً لأمة المسلمين يُبيّن لهم الحق ويُرشدهم إلى الخير ويكون دستورهم في الحياة الدنيا وفي الآخر. وإن وافقتني على هذا، فلك أن تعلم أن كتاباً بهذه المواصفات يجب أن يتصف بالدقة في التعبير والوصف، وأن يبتعد عن مواطن التأويل والتفسير حتى لا يخضع إلى تحريفات في المعاني؛ لأنه إن خضع للتأويل فسوف يقع العامة في الإرباك والتشويش، ففلان يقول كذا وآخر يقول غير ذلك، وثالث يقول غيرهما، وبذلك يضيع مقصد الآية وتضيع الحِكمة من كون القرآن دستوراً؛ وعلى هذا فإن رهان القرآن الوحيد -في هذه الحالة- هو "اللغة". (هكذا أفهم الأمر، وأرجو ألا أكون مُخطئاً في ذلك)

    عندما أقول (مثلاً): "عمرو ضرب زيداً" فإن هذه الجُملة واضحة ولا لبس فيها، وهي تُحقق المراد من علّة قولها وهي الإخبار بما فعله عمرو، أما إن قلتُ: "ضُرِب زيدٌ" فإن هذه الجملة –أيضاً- واضحة ولا ليس فيها، وهي –كذلك- تُحقق المراد من علّة قولها وهي (هنا) الإخبار بما وقع على زيد. ورغم أن ما وقع على زيد قد يُستفاد ضمناً من الجملة الأولى، إلا أن هذا الأمر (لغوياً) يكون هو المعنى البعيد للجُملة، فلو أننا أردنا هذا المعنى لكان الأصح والأكثر بلاغة أن نستخدم الصيغة الثانية.

    لك أن تقيس بناء على هذا المثال البسيط ما قد يقع من إشكاليات في بناء وصياغة جُمل أكثر تعقيداً، وتتضمن أحكاماً تشريعية أو حدوداً أو يترتب عليها حفظ لواجبات أو حقوق أو خلافه. فعندها يُصبح الأمر آكد ولاشك؛ لذا فإنني أزعم أن المعاني الصحيحة في القرآن هي المعاني القريبة وليست الضمنية ولا البعيدة، لأن هذا القرآن جاء لعامة الناس، ومن الناس من قد لا يكون مُلماً بمنعرجات اللغة، ودلالاتها، وقياساتها ومنهم من قد لا يلحظ ما فيها من بلاغة (هذا على افتراض أن القرآن كتاب كُل زمان ومكان طبعاً) ويُصبح الأمر آكداً إذا تضمّن الأمر دخول غير العرب في الإسلام، فالعرب أنفسهم ليسوا مُلمين بمتاهات اللغة ومنعرجاتها ناهيك عن العجم. ويُصبح الأمر أكثر لزاماً عندما نسعى إلى ترجمة القرآن إلى لغات أخرى. (على هذا أفهم الأمر)

    إذا أراد الله أن يصف كروية الأرض (مثلاً) فما عليه –عندها- إلا أن يقولها ببساطة مُتناهية وبصياغة لغوية بدعية وبلاغية (والأرض أشبهناها كرةً فلا أطرافها تبين * ثم مددناها لكم ولمعاشكم لعلكم تشكرون) (مثلاً) أفليس هذا أسهل وأشد إعجازاً؟ (أعني مصاحبة اللغة للمعنى) بدلاً عن أن يأتي بآية فيأتي مُفسّر بما يشاء، ويأتي آخر ليُفسّرها على ما لا تحتمل!

    صدقني أخي عزام وبحق هذا العقل الذي أُكبره فيك أقول: إنّ مشكلة القرآن الأولى هي في محاولات المُفسّرين تحميلها ما لا تحتمل، فهذه الآية واضحة الدلالة ومتسقة مع ما أُريد لها تماماً (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (ق:7) لا يُمكنك أن تأتي فتقول: "إن الشكل الوحيد الذي يجعل الأرض منبسطة هو الشكل الكروي! لماذا؟ فقط لأن العلم الحديث اكتشف أن الأرض كروية بعد 1400 سنة من هذه الآية.

    إن الفكرة المتداولة في ذلك العصر السحيق هو أن الأرض منبسطة وأنها ثابتة لا تدور وهكذا قال الأغاريق الذين تأثر العرب وغيرهم من الشعوب بحضارتهم وثقافتهم فنقلوا عنهم الكثير والكثير من العلوم والمعارف الإنسانية، وحتى عندما عندما صرّح غاليليو غالي Galileo Galilei بدوران الأرض حول الشمس وليس العكس كما كان شائعاً وقتها حُوكم بالإقامة الجبرية في منزله حتى مات لأنها كانت تتعارض مع الكنيسة، والإسلام أخذ الكثير من العلوم والأخبار عن الكُتب التي سبقته، ببساطة لأن مصدرها واحد، وإذا قلنا بأن هذه الكُتب مُحرّفة، فإن ما يدور اللغط حوله في مسألة التحريف هو ورود ذكر محمد فيها، لأنهم كانوا (كما يُقال) يتوقعون أن يكون نبيّ آخر الزمان منهم وليس من العرب. ولا يُمكنك –يا عزيزي- أن تنكر تأثر الثقافة الإسلامية –بل العديد من الثقافات والحضارات الأخرى- بالتراث اليهودي الموجود في التوراة حتى قصص الأنبياء وبداية الخلق وغيرها من الأخبار والعلوم الأخرى منقولة بتفاصيلها.

    ودون أن أخوض أكثر في هذه النقطة (حتى لا تكون محوراً إضافياً) فإنني أقول إن الآيات القرآنية واضحة بالفعل، وقد تكون بليغة، بل هي كذلك فعلاً، ولكنها لا تحتمل تلك المعاني التي يحاول المُفسّرون المتأخرون تحملها لها. فعندما يقول القرآن (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (فصلت:3) ماذا يعني لك هذا الكلام؟ ألا يعني أنه كتاب مُفصّل بلغة عربية واضحة لا تقبل التأويل أو الاجتهاد البشري؟ وفي هذا الصدد فإنني لا أعلم مدى إمكانية أن يُتاح لبشر ما (كائناً من كان) أن يتدخل بشرح كلام يدعي بأنه كلام (الله) العزيز الحكيم، فهل كلام الله مُلغز وغير مفهوم مثلاً؟ هل يصح القول بأن كلاماً مثل هذا (مُلغز وغير مفهوم) أن يكون دستوراً؟

    وإذا كان الأمر (مثلما تزعم وغيرك) يحتاج إلى معارف علمية لم يتم اكتشافها إلا مؤخراً، فأين هو وجه إعجاز القرآن في زمانه؟ أعني ما قيمة معلومة خطيرة مثل (كروية الأرض) لبدو الصحراء؟ بل وما قيمة معلومة هامة ودقيقة مثل (شرح مراحل الجنين في بطن أمه) لأقوام لم يكونوا يتبّعون أبجديات الولادة الآمنة المعروفة الآن؟

    لك أن تتصوّر معي –سيدي الفاضل- مدى ما يُمكن أن تُثيره آية مثل هذه (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى:49/50) في نفوس العرب البدو الذين كانوا يعتقدون أن العُقم متعلق بالمرأة، وأن إنجاب الإناث والذكور متعلقة بها كذلك. إنها آية بليغة في وقتها، ولكنها ليست كذلك الآن في زمن أصبح فيه بمقدر الزوجين أن يختار جنسية مولدهما، أو أن يُنجبا عبر تقنية أطفال الأنابيب والأرحام الاصطناعية مثلاً.

    أريد أن أقول في نهاية هذا الكلام، أن الأمر الأكثر أهمية في فهمنا لأية آية على الإطلاق متعلقة بفهم اللغة العربية التي كان يتحدث بها العرب في ذلك الزمن، لأنها اللغة التي جاء بها القرآن وخاطبهم بها مباشرة. فإذا كان للكلمة أو المفردة الواحدة معانٍ كثيرة فإن أقرب معنى للآية هو المعنى الذي كانت العرب تستخدمه في ذلك الوقت. فلا يُمكن أن نقول اليوم مثلاً أن جُملة (ذهب الكُفار إلى النار) ويكون قصدنا بذلك أن جماعة المُزارعين ذهبوا إلى النار، استناداً على أن "كُفار" في لغة العرب تعني "مُزارع" ولا يُمكننا أن نقول (أنا أُحب السدنة) ونُحاكم لفظ "سدنة" بفهمنا واستخدامنا لها اليوم.
                  

العنوان الكاتب Date
حوار مع عزام فرح هشام آدم08-02-09, 04:39 PM
  Re: حوار مع عزام فرح عزام حسن فرح08-07-09, 05:45 PM
    Re: حوار مع عزام فرح عزام حسن فرح08-07-09, 05:59 PM
      Re: حوار مع عزام فرح Balla Musa08-07-09, 07:26 PM
        Re: حوار مع عزام فرح عزام حسن فرح08-07-09, 07:52 PM
      Re: حوار مع عزام فرح هشام آدم08-07-09, 08:02 PM
        Re: حوار مع عزام فرح ASHRAF MUSTAFA08-07-09, 08:09 PM
          Re: حوار مع عزام فرح هشام آدم08-07-09, 08:14 PM
            Re: حوار مع عزام فرح عزام حسن فرح08-08-09, 11:19 AM
              Re: حوار مع عزام فرح عمر سعد08-08-09, 12:20 PM
                Re: حوار مع عزام فرح عزام حسن فرح08-08-09, 12:34 PM
                  Re: حوار مع عزام فرح هشام آدم08-08-09, 02:07 PM
                    Re: حوار مع عزام فرح عزام حسن فرح08-08-09, 04:46 PM
                      Re: حوار مع عزام فرح هشام آدم08-08-09, 06:38 PM
                        Re: حوار مع عزام فرح هشام آدم08-08-09, 06:50 PM
                      Re: حوار مع عزام فرح HAIDER ALZAIN08-08-09, 07:09 PM
                        Re: حوار مع عزام فرح هشام آدم08-08-09, 07:27 PM
                          Re: حوار مع عزام فرح سيف الدولة كامل08-08-09, 08:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de