الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة اسامة عبد الجليل محمد(Abomihyar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2003, 03:14 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية

    شــاعــريــة الـتــفـاصــيـل

    أم قـصـيـدة الـصـرف الـصـحـي!

    شـوقـي بـزيـع



    يدأب كثيرون من الشعراء والنقاد على الاحتفاء بما يسمّونه "شعرية التفاصيل" والجزئيات ودقائق الحياة الصغيرة. وقد بدا هذا الاحتفاء واضحاً من خلال مئات المقالات والقراءات النقدية التي لا تكف عن الابتهاج بكل ما هو تفصيلي ومحسوس ومعبّر عن شؤون الحياة الصغيرة ويومياتها. وفي ظل هذا المناخ الاحتفالي نمت عشرات التجارب الجديدة التي لم يعد اصحابها يأبهون للقضايا الكبرى والموضوعات المتصلة بالحضارة والفكر والتاريخ او بالالتزام الوطني والقومي وغير ذلك من الظواهر التي واكبت عقدي الستينات والسبعينات. ان من يتصفح القسم الاوفر من المجموعات الشعرية المتأخرة لا بد ان يلاحظ الالحاح المستمر على شؤون الشاعر اليومية بدءاً من العلاقة بالمنزل او المكتب او المقهى او الشارع وصولاً الى شؤون الجسد وعاداته وطقوسه والى ما يستتبع ذلك من بوح شهواني او مزاجية طاغية او شخصانية نزقة.

    الحقيقة ان الظاهرة ليست في حد ذاتها نقيصة او مثلباً من مثالب الحداثة الشعرية بل هي في اساسها ظاهرة طبيعية وصحية ورد فعل مشروع على تعالي القصيدة العربية التقليدية واحتفائها بالتجريد والموضوعات الكلية الشاملة وعلى أنفتها وترفعها عن كل ما هو ملموس وجزئي وقريب الى اليومي والمعيش. فلطالما ارتبطت فكرة الشاعر عند العرب بكل ما هو متفوق وسحري ومنفصل عن الارض. وكان على القصيدة تبعاً لذلك ان تجد مادتها في مثال الحياة وصورتها العليا لا في الحياة نفسها ولا في ما تتضمنه من "صغائر" وهوامش وتفاصيل. وليس من قبيل الصدفة ان توضع هذه الهوامش والتفاصيل تحت باب "النثريات" حتى في لغة التجارة والمال والموازنات العامة. كأن دور الشعر عند العرب يقتصر على المتن والجوهر والاساس اما العارض والجزئي والمتفرق فمن اختصاص النثر وحده.

    لقد بدا ابن الرومي وفقاً لهذا المفهوم نسيجاً مختلفاً في الشعر العربي القديم. انه الطائر الذي غرّد خارج سربه بحق وعن سابق تصور وتصميم. وهو ليس كذلك لأنه ظل خارج البلاطات وقصور الحكام ومطولات المديح والتزلف فحسب بل لأنه من القلة القليلة التي أنزلت الشعر من مكانته السحرية والنخبوية ووضعته في طريق الحياة البسيطة والمرئيات المحسوسة والغرائز الفالتة من قيودها. لقد تجرأ ابن الرومي على العادي والبسيط والمعيش وكل ما كان يعتبر قبله مبتذلاً وسخيفاً وخارج الكتابة. لذا لم يتورع عن وصف المأكل والمشرب والملبس وما تجيش به الرغبات والغرائز والطبيعة الانسانية المليئة بالمفارقات. وديوانه المطبوع يضج بوصف العنب والموز والزلابية وانواع الاطعمة والشراب والحلوى بقدر ما يضج بالأهاجي الناضحة بالتفاصيل الساخرة والترصد الدقيق للظواهر والانفعالات وأنماط السلوك البشري. وربما كأن الاهتمام بالحياة والاتصال بالواقع الحقيقي والعيش هو في طليعة الاسئلة التي طرحتها الحداثة على نفسها قبل نصف قرن. اذ ان جزءاً من مشروع الحداثة الشعرية العربية كان يتعلق بكسر البنية الجمالية السحرية للقصيدة العربية واعادة ربطها بمصادرها الارضية اليومية. وكانت تجربة نزار قباني من هذه الزاوية، التعبير الامثل عن رغبة القصيدة في مغادرة أقفاصها اللغوية الضيقة وبلاغتها القاموسية المتحجرة في اتجاه حياة ملموسة المعالم ومشاعر مرئية الانعكاسات. لذلك لم تخجل قصيدة قباني من ترصد التفاصيل والجزئيات ومظاهر العيش اليومي ومن التحدث عن المخمل والتافتا والكافيار والمنفضة والسجائر والموكيت وباقي انواع المآكل والملابس والعطور والادوات.

    الا ان ذلك كله لا يمنعنا من الاشارة الى خطورة المنزلق الذي ينحدر في اتجاهه الكثيرون من شعرائنا الجدد. فتجربة ابن الرومي ونزار قباني، كما تجربة جاك بريفير في فرنسا، لا تتخذ مثل هذه التفاصيل غاية في حد ذاتها ولا تتحول صيداً مجانياً لصغائر العيش ومباذله وسقطاته بل هي تغادر ملموسيتها الظاهرة لتنفذ منها الى الاسئلة الصعبة والقلق الوجودي والايغال العميق في التأويل والكشف. فحين يعدّد جاك بريفير اسماء الملوك الفرنسيين بدءاً من لويس الاول حتى لويس السادس عشر الذي وضعت الثورة الفرنسية حداً لحكمه ولحكم سلالته يخلصه من هذا التعداد البطيء والممل الى سؤاله الطريف والساخر "يا لهؤلاء القوم الدين لا يحسنون العد حتى العشرين"! وكذلك يفعل الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس في معظم قصائده القصيرة.

    على أن ما يتم في الفضاء الشعري العربي يحوّل قصيدة التفاصيل عن غايتها الفلسفية الاهلية وطابعها الرؤيوي والتساؤلي ويجعلها مساحة لتجميع القاذورات والنفايات البشرية اليومية ومكاناً لـ"الصرف الصحي" والتخلص من العقد والمكبوتات وفائض الغرائز الجسدية. لقد باتت معظم هذه التجارب نوعاً من الفولكلور الممجوج والشهوانية الجانحة والجرأة المفتعلة التي لا تصب في غاية ولا تنتهي الى سؤال. لذلك لا بد من وقفة جريئة امام الذات ومن تفحص نقدي عميق لما يتم في مجالنا الشعري تحت عناوين خادعة وبريق كاذب.

    Copyright © 2003 An-Nahar Newspaper s.a.l. All rights reserved.
                  

09-23-2003, 03:38 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: Abomihyar)

    سحب لعدم مناسبته لهذا البوست
    مع فائق الاحترام
    وكثير من الاعتذار

    (عدل بواسطة bayan on 09-23-2003, 07:10 AM)
    (عدل بواسطة bayan on 09-23-2003, 07:12 AM)

                  

09-23-2003, 06:41 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: bayan)

    العزيزة د. بيان
    مع أكيد تقديري ووافر أحترامي..
    لم أر فيما كتبه شاعر الحداثة شوقي بزيع الا اعلاء لشأن قصيدة الحداثة، وانحيازا ايجابيا لها من خلال محاولة تطهيرها من الابتذال لتنفذ الى الاسئلة الصعبة والقلق الوجودي والايغال العميق في التأويل والكشف
    وأنا اذ اعلن عن انحيازي بدوري لهذا التناول الراقي للشاعر شوقي بزيع أعبر أيضا عن عدم رضاي عن الطريقة
    التي تناولت انت بها هذا الموضوع والدوافع غير المعرفية
    التي ساقتك لهذا التناول
    انني أشكرك كثيرا لدخولك لهذا البوست الذي أرجو أن يجعل تناولنا لقصيدة الحداثة منهجيا ويصب في خدمة الأدب.. وأعرف تماما انك من المؤهلين للاضطلاع بهذا الدور
    .مرة أخرى أشكرك وأحييك يادكتورة
                  

09-23-2003, 09:38 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: Abomihyar)

    أخشى أن أكون
    زعلتك يا د.بيان
    بعتابي ..فانا
    .. لا أكن لك سوى المودة
    أردت أن أفتح حوارا يقوم على
    الموضوعية وقطعا تسعدني
    ..مساهمتك أيا كان رأيك
    .تحياتي مجددا
                  

09-24-2003, 02:39 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: Abomihyar)

    جزء من مساهمة الباحث التونسي رفيق عبد السلام فى ندوة عقدت فى العاصمة البريطانية لندن، بدعوة من المركز المغاربى للبحوث والترجمة. أخذتها من جريدة العرب اللندنية آملا في تحريض المهتمين على مناقشة فرضيات الباحث
    مع تحياتي


    فى علاقة الحداثة والعلمانية

    وفى مراجعة نظرية الحداثة على نحو ما صاغها أحد أهم أقطابها فى العصر الراهن وهو الفيلسوف وعالم الاجتماع الألمانى يورجن هابرماس، حاول الباحث فك العلاقة المزعومة بين العلمانية والحداثة، مؤكدا أن التقاطع التاريخى الذى تم بين التحديث والعلمنة فى سياق التاريخ الغربي، ليس إلا ممكنا من الممكنات التاريخية.
    وأكد فى ذات الوقت أنه لا يمكن مطابقة العلمنة مع العقلنة، خلافا لما ذهب إليه هابرماس. فالعقلنة إذا ما فهمت ضمن معناها الوظيفى العام، بما هى الاستخدام الإجرائى لإمكانيات التعقل الإنساني، فإنها يمكن أن تشتغل ضمن أرضية معلمنة كما يمكنها تفعيلها ضمن أرضية دينية غير علمانية.
    ويقول الباحث عبد السلام إنه إذا كانت الحداثة تعنى فى بعد من أبعادها الرئيسية التفكير النقدى والإبداعي، وعدم الخضوع للمسلمات، فإن ذلك يقتضى التسليم بحق الشعوب فى شق طريقها الخاص فى الحداثة، بصورة إبداعية، وغير مسبوقة، باستثمار مختزناتها التاريخية والرمزية. وإذا كانت الحداثة مشروعا غير مكتمل وناجز، على ما يذكر الفيلسوف الألمانى هابرماس فإن ذلك يقتضى ضرورة فتح الإمكان النظرى والتاريخي، بدل حصره فى نموذج واحد، هو النموذج الليبرالى الغربي، (أو النموذج المسيحى البروتستنتى المعلمن) بعد إكسائه طابع الصلاحية الكونية.
    ويذهب الباحث عبد السلام إلى القول بأن هناك مصلحة عملية، وحاجة حقيقية لفتح باب الاجتهاد فى موضوعة الحداثة، بدل الاقتصار على تقبل النماذج الجاهزة، باسم ادعاءات كونية وحداثية مزعومة وموهومة، تعميقا للجهد الفكري، الذى بذلته الحركة الإصلاحية الإسلامية منذ جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده وبقية تلاميذهما فى الشرق الإسلامي، الذين راهنوا على استيعاب قيم .
    .الحداثة ضمن الوعاء الإسلامى العام
    -----------------------------------------------
                  

09-24-2003, 03:23 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: Abomihyar)

    Quote: على أن ما يتم في الفضاء الشعري العربي يحوّل قصيدة التفاصيل عن غايتها الفلسفية الاهلية وطابعها الرؤيوي والتساؤلي ويجعلها مساحة لتجميع القاذورات والنفايات البشرية اليومية ومكاناً لـ"الصرف الصحي" والتخلص من العقد والمكبوتات وفائض الغرائز الجسدية. لقد باتت معظم هذه التجارب نوعاً من الفولكلور الممجوج والشهوانية الجانحة والجرأة المفتعلة التي لا تصب في غاية ولا تنتهي الى سؤال. لذلك لا بد من وقفة جريئة امام الذات ومن تفحص نقدي عميق لما يتم في مجالنا الشعري تحت عناوين خادعة وبريق كاذب.

    شهادة من العالمين ببواطن الامور
    شكرا ابو مهيار علي هذا المقال الجري الهام
    يا تري هل يتسع صدرنا لمثل هذا النقد
                  

09-24-2003, 07:27 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: Abomihyar)


    (صدى الحداثة

    عرض/ إبراهيم غرايبة
    يناقش هذا الكتاب الفكر الغربي ضمن سياقه التاريخي للنظر في أزمة الحداثة وما بعدها والبحث عن أصولها الفكرية، ويتتبع الخلفيات التاريخية التي سبقت مقولة "صدام الحضارات" والظروف التي منحتها وهجها وجاذبيتها، ويتعرض لمقولة حوار الحضارات التي طرحت بديلا للصراع، وأهمية هذه المصطلحات بعد 11 سبتمبر/ أيلول 2001.


    غلاف الكتاب
    -اسم الكتاب: صدى الحداثة
    -المؤلف: رضوان جودت زيادة
    -عدد الصفحات: 207
    -الطبعة: الأولى 2003
    -الناشر: الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي


    من أزمة الحداثة إلى فوضى ما بعدها
    يجد الباحث الأميركي المصري إيهاب حسن أحد منظري ما بعد الحداثة أن الإسباني فيدريكو دي أونيس يعتبر أول من استخدم هذا المصطلح وذلك في كتابه "أنثولوجيا الشعر الإسباني والإسباني/الأميركي" الصادر عام 1934، ثم التقطه دولي فيتس في كتابه "أنثولوجيا الشعر الأميركي اللاتيني المعاصر" الصادر عام 1942، وكان كلاهما يشيران إلى رد فعل ثانوي على الحداثة وقائم في داخلها، وهو مصطلح نشأ في حقل النقد الأدبي، ثم وظف في حقول المعرفة الأخرى كالاجتماع والسياسة والتحليل النفسي والألسنية والاقتصاد والدين والعمارة.

    ويعتبر كثيرون أن العمارة هي أكثر حقول المعرفة التي طرحت فكرة التجديد وسؤال ما بعد الحداثة والدعوة إلى تحولات في الحياة الاجتماعية لتكون بديلا عن الثورة السياسية.

    وكتب جين جاكوبز كتابا بعنوان "موت المدن الأميركية الكبيرة وحياتها" نشر عام 1961 وتنبأ فيه بنزعة حضرية جديدة ترى أن المساحات الحضرية التي أنشأتها الحداثة كانت نظيفة ومنظمة من الناحية المادية، أما اجتماعيا وروحانيا فهي إلى الموت أقرب، والضجيج والصخب وزحام القرن التاسع عشر هو وحده الذي أبقى على الحياة الحضرية المعاصرة.

    ويعلق مارشال بيرمان في كتابه "كل ما هو صلب يتحول إلى أثير" بقوله إن "كل هذا يوحي بأن الحداثة تحتوي على تناقضاتها الداخلية الخاصة بها وبأن أنماط الفكر التي تنتمي إلى الحداثة قد تتحول إلى سلفية جامدة ويصيبها التقادم وبأن أنماطا من الحداثة قد تحتجب لأجيال طويلة دون أن تخلف أنماطا بديلة وبأن أعمق جراح التحديث الاجتماعية والنفسية قد تلتئم دون أن تشفى شفاء حقيقيا. إن الرغبة المعاصرة لقيام مدينة لها متاعبها ولكن تتميز بالحيوية والحياة تعد رغبة لنكء الجراح القديمة الجديدة، إنها رغبة في الحياة الحرة الطليقة واستعادة الحيوية من صراعاتنا الداخلية مهما كانت النتيجة، وإذا كنا تعلمنا في نمط واحد من الحداثة كيف نبني الهالات حول المساحات وحول رؤوسنا فقد نتعلم من نمط آخر منها كيف نفقد هالاتنا ونجد أنفسنا من جديد".

    وربما يصلح اقتباس مثال معبر عن تعاقب الحداثة وما بعدها بكعكة دائرية تحتوى على فراغ في وسطها، فتآكلت الكعكة وتلفت وبقي الفراغ، فهي (ما بعد الحداثة) تعبير عن فشل الحداثة ونظرياتها في تقديم تفسير كلي للمجتمع، ولكن ما بعد الحداثة تستمد مشروعيتها وجدواها واسمها من الحداثة.


    حرب الخليج الثانية من أهم تطبيقات حروب ما بعد الحداثة فهي الحرب التي سوقتها أجهزة الإعلام ووسائل الإقناع "ما فوق الواقعية" التي ساهمت في توفير إحساس واهم بالتغطية الموضوعية والتدفق الهائل الذي يهمش الرأي الآخر ويسكته تماما

    مجتمع ما بعد الحداثة
    يربط مفكرون بين فكر ما بعد الحداثة والتحولات المجتمعية التي تجري في مرحلة ما بعد الصناعة أو المجتمع المعلوماتي وأحيانا يسمى المجتمع الاستهلاكي، ولذلك فإن النزاعات الاجتماعية الجديدة مرتبطة أيضا بالتحولات الاقتصادية الجارية، وهذا يعني بالضرورة التخلي عن المفاهيم والأدوات السابقة في تحليل المجتمعات، مثل مفاهيم الطبقة الاجتماعية والصراع الطبقي، فـ"ما بعد الحداثة" تعبر عن النظام الاجتماعي الجديد للرأسمالية في مرحلتها المتقدمة، ومن مظاهرها منظمة التجارة العالمية والعولمة والشركات المتعددة الجنسية، والواقع الجديد المبني على وسائل الاتصال والإعلام.

    وتعتبر حرب الخليج الثانية -وبالطبع حرب أفغانستان وحرب العراق- من أهم تطبيقات حروب ما بعد الحداثة، فهي الحرب التي سوقتها أجهزة الإعلام ووسائل الإقناع "ما فوق الواقعية" التي ساهمت في توفير إحساس واهم بالتغطية الموضوعية والتدفق الهائل الذي يهمش الرأي الآخر ويسكته تماما.

    فالتطور التقني والمعلوماتي عمد باستمرار إلى تغييب الواقع وإخفائه وتجاوزه لصالح واقع افتراضي يجري بسرعة تتعدى قدرة الإنسان على استيعابها وتوصيفها، وكأن ثمة ماكينة للإبصار تحل محل وعينا وإدراكنا وستقوم بهذه المهمات نيابة عنا، ما يدفع الإنسان للتخلي طواعية عن وسائل إدراكه وأن يعدم الثقة بحواسه الطبيعية، فلا يقتنع بما تراه عيناه وإنما بما تعرضه تقنيات المعلومات، وتنتفي هنا القيمة الإستراتيجية للمكان لحساب الزمن، فلم يعد مجديا الفصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويكون ثمة زمنان: زمن البث المباشر وزمن البث اللاحق، فالمستقبل تلاشى في برمجة الحواسيب من جهة وفي تزييف الزمن الموسوم بالواقعية من جهة أخرى.

    وقد تقدم كرستوفر نوريس في كتابه "ما بعد الحداثة والمثقفون وحرب الخليج" بنقد لهذه المفاهيم والتصورات معتبرا أنها تسقطنا في عالم من الوهم والشك واللايقين.


    ما بعد الحداثة مفهوم من أهم ميزاته أنه غير متبلور وغير قابل للتعريف لأن في التعريف صرامة هو يرفضها ولأن بلورة المفهوم تفترض إنجازا سابقا وهو ما سعى لتحطيمه

    الحداثة وما بعد الحداثة
    تبدو مهمة التمييز بين الحداثة وما بعد الحداثة بالغة الصعوبة، ففي الأدب تعتبر الأعمال حداثية ويعتبرها البعض الآخر ما بعد حداثية، وربما تكون مقارنة الناقد الأميركي جون بارث بين أدب الحداثة وأدب ما بعد الحداثة هي الأكثر وضوحا أو الأسهل فهما، إذ يعتبر أن أدب الحداثة قام على تفضيل التجربة الشخصية والذاتية على حساب العامة، وأكد على النزعة المجازية في مقابل الكناية، وعلى اللاشعبية بالنسبة للرواية الحديثة، ما يعني ضمنا الاعتماد على المفسرين والشارحين وقناصي الشوارد ليكونوا وسطاء بين النص والقارئ. أما أدب ما بعد الحداثة فقد انتقل بالرواية إلى مستوى أعلى من المماحكة النظرية بين الواقعية واللاواقعية والشكلانية والمضمونية والأدب المجرد والأدب الملتزم ورواية النخبة والرواية الشعبية، أما حبكة الرواية فيمكن الحصول عليها في صيغة اقتباس من حكايات أخرى، والاقتباس قد يكون أقل نزوعا إلى الهرب من الحبكة المقتبس منها.

    ويقول منظر ما بعد الحداثة إيهاب حسن إنه ليس ثمة ستار حديدي يفصل بين الأدبين، لأن الثقافة منفذة للزمن الماضي والحاضر وللزمن المستقبلي، وبوسع المؤلف أن يكتب عملا حداثيا وما بعد حداثي في نفس الوقت مثل جيمس جويس في رواية "يقظة فنيغن".

    فما بعد الحداثة ليس مجرد مصطلح يصلح تطبيقه على كل أدب مغرق في الألغاز والأحاجي، وإنما هو مفهوم من أهم ميزاته أنه غير متبلور وغير قابل للتعريف، لأن في التعريف صرامة هو يرفضها، ولأن بلورة المفهوم تفترض إنجازا سابقا وهو ما سعى لتحطيمه، إنه مفهوم يكفل له التاريخ والتحول الاجتماعي نصوعه وجلاءه، وكما كان أدب الحداثة نبوءة لتحول جديد، سيخترق أدب ما بعد الحداثة زمنه ليبشر بولادة تاريخ جديد.


    أعطت أحداث 11 سبتمبر أبعادا جديدة لصراع الحضارات، أو جعلتها حقيقة واقعة يصعب نفيها وتحولت إلى حرب وصراع ربما يشبه الصراع الغربي الشيوعي الذي بدأ بالتشكل بعد الحرب العالمية الثانية

    صراع الحضارات/ حوار الحضارات
    كانت بداية الحديث عن صراع الحضارات بمعنى الصدام لدى الفكر الألماني في أيام الاشتراكية الوطنية والمعروفة باسم النازية، وسادت النظريات التي جعلت الصراع محور بنائها النظري في فترة الأربعينيات والخمسينيات مثل صراع الطبقات وصراع الأمم، وألقى المؤرخ المشهور أرنولد توينبي عام 1947 سلسلة من المحاضرات بعنوان "الصراع بين الحضارات"، وعلى هذه المحاضرات بنى هنتنغتون مقالته التي نشرت في مجلة فورن أفيرز عام 1993 بعنوان "صراع الحضارات"، ذلك المقال الذي حظي بردود فعل ونقاش واسع لم يتوقف حتى اليوم.

    يعتبر توينبي أن من أهم حوادث التاريخ اصطدام الحضارة الغربية بسائر المجتمعات الأخرى القائمة في العالم، فقد كان ذلك بداية توحيد العالم في مجتمع واحد، وينظر توينبي إلى تاريخ الحضارات على أنه صراع، وأن هذه الحضارات قائمة على الدين كمعتقد رئيسي ومرجع أساس في قيام الحضارة.

    ويقابل توينبي وهنتنغتون دعوات للحوار ومواجهة المركزية الغربية مثل غارودي وليفي شتراوس وميشيل فوكو وجاك دريدا، فيعتبر غارودي أن حوار الحضارات هو مشروع على مستوى الكوكب الأرضي من أجل ابتداع المستقبل وابتكار مستقبل الجميع بمشاركة الجميع.

    وقد أعطت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 أبعادا جديدة لصراع الحضارات، أو جعلتها حقيقة واقعة يصعب نفيها، وتحولت إلى حرب وصراع ربما يشبه الصراع الغربي الشيوعي الذي بدأ بالتشكل بعد الحرب العالمية الثانية.

    وربما تكون أحداث سبتمبر قد أسست لعلاقات دولية عبر قومية تتجاهل الدول والسيادات الوطنية، بل واعتبار بعض الدول برمتها كالمجرمين الخارجين عن القانون "الدول المارقة"، وانتهت الإنجازات الإنسانية التي كان يؤمل أن تتحول إلى مشروعات عالمية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية البشرية ومكافحة المرض والفقر والتلوث.


    العولمة بصيغها المختلفة تحمل بداخلها نزعة مركزية غربية تتيح للثقافة الغربية أن تعربد في المحافل الدولية لتفرض سيطرتها دون منازع، وتهمش الثقافات الأخرى وتجعلها فنونا شعبية قديمة

    نهاية الدولة
    تمر الدول بأسوأ أزماتها، فهي يعتريها الضعف من جميع أوجه أدائها، وتنافسها اليوم المؤسسات الدينية والدولية والشركات، وهي في الوقت نفسه تزيد الضرائب على الناس دون أن تقدم لهم الالتزامات التي كانت تفي بها من قبل.

    العولمة هي التعبير الشائع والمستخدم للتعبير عن المرحلة الجديدة التي تواجه فيها الدولة أزمتها، فتحرير التجارة والربط المتزايد للأسواق وازدهار التكنولوجيا وتطور وسائل النقل وانخفاض تكلفة النقل جعل فرص تجاوز الدول والأقاليم في العمل والإنتاج سهلة، فرؤوس الأموال تنساب عبر الحدود وكذلك التقنية والخبرات وأدوات الإنتاج بسرعة وسهولة.

    والأمر يتعدى ذلك بكثير، فصناعة سيارات مرسيدس الألمانية على سبيل المثال تتم في 24 بلدا، حيث يصنع في كل بلد أجزاء من السيارة حسب توافر الموارد واليد العاملة: الإطارات والهياكل والشرائح الإلكترونية والزجاج.

    ويجري طبقا لذلك وصف نظام اجتماعي جديد ينشأ على الصعيد الكوكبي، فلا موضع لإنتاج وطني أو تكنولوجيا وطنية أو شركة وطنية حتى اقتصاد وطني أو مسؤولية، وذلك يقلل من قوة المطالب التي توجه إلى السياسة لإعادة تعريف الهوية الجماعية والتأصيل الاجتماعي والقيم المعنوية.

    إن العولمة بصيغها المختلفة تجعل العالم أكثر بؤسا وكآبة، وتحمل بداخلها نزعة مركزية غربية تتيح للثقافة الغربية أن تعربد في المحافل الدولية لتفرض سيطرتها دون منازع وتهمش الثقافات الأخرى وتجعلها فنونا شعبية قديمة.

    وقد تتحول -وثمة مؤشرات على تحقق ذلك بالفعل- دول إلى صندوق قمامة للنفايات الصناعية وحقول للتجارب من كل نوع وساحات للمتعة المحرمة مثل دعارة الأطفال وملاجئ للمهربين يمكن للجميع استخدامها وتتعذر السيطرة عليها.

    خطاب العنف
    هل يمكن السيطرة على العنف؟
    يحلم بعض الفلاسفة وعلماء القانون أن يحل الحوار محل العنف وأن يخضع العنف لسلطان العقل، ويرى آخرون ذلك خدعة من خدع القانون تتطور إلى عنف، فالعنف ملازم للطبيعة يصعب إلغاؤه، ولكن يمكن السيطرة عليه واحتواؤه.

    وانتشار ثقافة الطاعة كما في الجيش على سبيل المثال يساعد على تصاعد أعمال العنف، وقد تساعد برأي لجنة إدارة شؤون العالم التي كونتها الأمم المتحدة ونشرت تقريرا في كتاب عنوانه "جيران في عالم واحد" وسائل الإعلام والجهود المختلفة التي يمكن أن يتحملها كل فرد على نشر ثقافة اللاعنف.

    ويمكن أن يكون اللاعنف وسيلة للمقاومة كما في تجربة غاندي التحررية التي مكنت الهنود من تحرير بلادهم من الاستعمار البريطاني، وفي الولايات المتحدة استطاع الزنوج بقيادة مارتن لوثر كينغ بحركات اللاعنف من إدراك أوضاعهم والتحرك نحو حقوقهم، وجدير بالذكر أن كلا من غاندي ومارتن لوثر كنغ ماتا مقتولين ضحية للعنف.

    المصدر :الجزيرة

















    ][BIG













    (عدل بواسطة osama elkhawad on 09-24-2003, 07:35 AM)
    (عدل بواسطة osama elkhawad on 09-24-2003, 07:57 AM)
    (عدل بواسطة osama elkhawad on 09-24-2003, 08:00 AM)

                  

09-24-2003, 05:23 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: Abomihyar)

    UP
                  

09-24-2003, 06:01 PM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: الجندرية)

    الاخ ابو مهيار
    الاستاذ عجب الفيا
    الاستاذ الخواض
    الدكتورة بيان
    والاستاذة الجندرية
    مشكورين
    على الفائدة والاستفادة
    كل المقالات التى قيلت والامثلة التى ضربت والبحوث التى نشرت تبداء بتجارب شعراء اجانب فهم اصلا ماذا حدثو على حسب فهمى ان شعرهم من بدايته لا يتقيد باى قافية وليس له اوزان ولا بحور كما للشعر العربى
    ثم ان الشعر العربى له القدح المعلى ومنه بداءت البشرية معرفة الشعر وكأن اللغات الاخرى فقيرة لهذا الفن اللغوى الذى تحداه القران
    فنحن العرب اصل الشعر فاذا اردنا ان نجدد فمن الاحرى الا نستعين بترجمات لشعراء اجانب ونقول هذه هى الحداثة هذا على الصعيد العربى
    اما على الصعيد السودانى :- دا موضوع طويل على المستوى العربى لم يسمع لنا صيت وعلى المستوى السودانى تجاربنا كلهاواستدلالاتنا مستقاة من وحى عربى واخر اجنبى والاثنان لا يمثلون شعر الحداثة السودانى من وجهة نظرى فما هو مخرجكم لنا من هذاالنفق المظلم على حد تعبيرى....ز فما قولكم فى هذا الهذيان
    وتسلمو
                  

10-06-2003, 03:48 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحداثة مرة أخرى ..الى شعرائها ونقادها مع التحية (Re: Abomihyar)

    الي شعرائها ونقادها مع التحية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de