الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 07:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مطر قادم محمد(مطر قادم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2007, 01:27 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص (Re: نهال كرار)

    الاخت نهال كرار
    كل التحايا

    ونقلا عن جريدة النهار اللبنانية
    'التلصص' لصنع الله إبراهيم
    قاهرة الأربعينات علي طريقة 'وودي آلان'!


    إبراهيم فرغلي
    للوهلة الأولي يبدو النص الذي يمثل متن رواية التلصص لصنع الله إبراهيم كأنه استعادة لتقنية السرد التي اعتمدها في كتابه الأول تلك الرائحة عبر الجمل التقريرية الوصفية المحايدة، المتقشفة، التي تبدو بسيطة، لكنها مشحونة بطاقة من التوتر الضمني بسبب موضوع الحدث.
    لكن سرعان ما انتبهت إلي مسألتين أساسيتين غيرتا انطباعي تماما بعد عدة صفحات أخري. الملاحظة الأولي تتعلق بالإيقاع المدهش للنص. الذي تصنعه الكثافة المقصودة من الكاتب، والتي دفعتني في أحيان كثيرة لمتابعتها بفضول، كأنني أتأمل الإيقاع الداخلي لقصيدة نثرية.
    إيقاع يبدو كأنه محسوب وفقا لقواعد موسيقية، تصوغه اختيارات الكلمات بدقة، والتعفف عن كل حروف العطف، وأسماء الإشارة، والاكتفاء بالجملة الخبرية المقتضبة في الزمن المضارع.
    أما الملاحظة الثانية فتتعلق بالتقنية التي يؤكد بها صنع الله قدرته علي ابتكار إضافات جديدة لما أسسه عبر مشروعه الفني الخاص: ليس باستخدام التوثيق هذه المرة، وإنما بخلق أسلوب يحيل، بشكل ما، لما يفعله وودي آلان في السينما، في صوغ نص فني تتماهي فيه شخصية الراوي بالكاتب، والسيرة الفنية بالسيرة الذاتية وإن بشكل ملتبس، بينما الأسئلة، الموضوعية والفنية، تقفز إلي وعي القارئ من بين مشاهد النص المتعاقبة.
    الراوي، في هذا النص، لا يبوح بشيء عن نفسه. هذا الصبي الذي يرقب كل ما يحدث حوله، في عالم الكبار الذي لا ينتمي له لكنه مضطر لأن يعيشه، وأحيانا لأن يتلصص عليه إذا اعترضته نواهي الكبار. إذ أنه ملتصق بأبيه، تماما، بينما ظل الأم، الشبحي، لا يظهر إلا في شذرات تولد مثل بريق خافت في ثنايا النص، عندما تبرق ملامحها في وعي الصبي عبر ذاكرته بفعل موقف مما يرصده. لكن صورتها تظل مثل صور الأفلام السالبة، لا تكشف ملامحها بوضوح. لا يفهم القاريء مصيرها إلا في لمسات ذهنية منثورة علي امتداد النص وحتي الصفحات الأخيرة . فيتجلي اخيرا مصير الأم، بذات الحياد الذي يرصد به الصبي كل شيء، لكنه لا يخلو من درامية تتناقض مع العذوبة والرومانسية والرقة والفتنة التي بدت فيها علي امتداد النص كما قدمته ذاكرة الصبي.
    صحيح أن صنع الله إبراهيم في هذا النص بدا عازفا عن استخدام تقنيته الأثيرة ممثلة في التوثيق والتسجيل، لكنه في الحقيقة يستخدم التقنية بأسلوب مختلف، يبدو فيه التسجيل جزءا من مشاهدات الصبي الذي ما زال في مراحل الدراسة الأولي حيث يعيش في أحد أحياء القاهرة في فترة الأربعينات. الأحداث السياسية، الأفلام، وصف الترام القديم، والشوارع، التظاهرات، وغيرها.
    يرسم الصبي، بما يحكيه، مشاهد عديدة لقاهرة الأربعينات. لأحوال الطبقة الوسطي التي هبطت من موقعها الطبقي درجات، وتلك التي كافحت بعناد، أوبأي وسيلة، للحفاظ علي موقعها الأثير، وأيضا علي الطبقات الأكثر ثراء عبر زيارات والد الصبي الخاطفة لبعض الأقارب، أو المعارف، ما يتيح للصبي التلصص علي مجتمع مختلف .
    أهمية هذه المشاهدات، أنها تكشف أزمة الطبقة الوسطي، وكيف أن معاناتها في الوقت المعاصر ليست سوي امتداد لأزمات عاشتها حتي في تلك الفترة التاريخية المختلفة، إضافة للإشارة إلي عمر الفساد القديم.وهي، من جهة أخري، ترسم حال القاهرة في تألقها، وتكشف أن المدينة الحديثة التي أنشأها محمد علي وسلالته، كانت تتحيز للأثرياء علي حساب الفقراء، وترصد مشكلات تبدو وكأنها توصيف لما يشبهها الآن وهنا مثل أزمة السكن، والمعاشات المبكرة وغيرها من أزمات.
    يتلصص،هذا الصبي المربك بحياده، علي العالم السري للعلاقات المسكوت عنها جميعا، إما بالتنصت علي حكايات الأب وأصدقائه وهم يتحلقون حول فراش مرضه المحموم ظنا منهم أنه نائم، أو عبر مشاهداته لغرف الجيران في الشقة التي يستأجرها الأب مع آخرين، أو في صحبة الجارات، حال غياب الأب، حيث يتلصص علي عنايتهن الحميمة بأجسادهن عبر طقوس خاصة، وبينهن من أسبغن سمة الشرعية علي تلصصه علي طقوس النظافة التي يرصدها بدقة شديدة ، وأتحن له، مستكينات لصباه، أن يري كل المساحات الممنوعة في أجسادهن .
    كما أنه تلصص علي غرف النوم، والحمام، بل إن تلصصه طال، ذات مرة، أباه وهو يحاول مضاجعة الخادمة التي كانت تساعدهما في تدبير شؤونهما اليومية. الفتي الذي استعان بكتاب شمس المعارف الكبري الشهير في شؤون السحر اعتمد علي تعويذة يجزعم أنها قادرة علي إخفائه عن العيون . يتخفف من حذره الذي يلازمه في تلصصه فينفضح أمره، وهنا يضطر للإعلان عن استهجانه ما شاهده للمرة الأولي والأخيرة.
    تكشف مشاهدات الصبي، الطيع، الذي يبدو بلا صوت، الكثير من المظاهر الحياة الاجتماعية في القاهرة آنذاك، والمفاهيم الأخلاقية، ومظاهر الزي والتزين، وأنواع الطعام والمأكولات، والحياة اليومية، وطقوس الاحتفالات ذات الطابع الديني مثل شهر رمضان والأعياد، وسبل الترفيه، وأفيشات السينما والأفلام، وعلاقة الجمهور بنجوم السينما آنذاك، إضافة لصورة الملك فاروق في خيال الجمهور المصري من تلك الطبقة علي نحو خاص، من خلال تعليقاتهم أو سخريتهم، التي لم تتجل في المجالس الخاصة فقط، وإنما امتدت إلي مظاهرات الشوارع التي تندد بعلاقات الملك العاطفية وتسخر منها.
    كما تكشف عن التفسير الضمني للمفارقات العقيدية ومنها مثلا الولع بأعمال السحر والشعوذة والطقوس السحرية، بالاعتماد علي السحر كأنه تبرير ضمني لاستكانة الشعب، لفترات، والتواكل الذي يتجلي كسمة شخصية تستبدل بالإرادة نوعا من التكاسل والركون إلي طاقة السحر من المسلمين والمسيحيين علي السواء.
    أما فعل التلصص فهو يأخذ دلالات عدة: إذ أن الصبي الصغير يدفع من أبيه أحيانا إلي التلصص علي ما يريد أن يعرفه، فيبدو وكأنه ضحية للأب الذي يدفع ثمنا باهظا لوحدته وللعناية بالصبي الذي لا يطيق صبرا علي فراق الأب، متواكلا عليه، لا يري العالم إلا من خلاله. وهو في أحيان كثيرة وسيلته لإشباع الشغف الطفولي للمعرفة، خصوصا لما هو مسكوت عنه أو يدخل في دوائر المحظور. وهو دلالة أخري علي مراقبة المتأملين لعالم لا ينتمون له، مدفوعين فيه للتلصص بفعل إحساسهم بأنهم منبوذون، أو علي الأقل، لا مجال لهم في المركز الذي تزداد مركزيته يوما بعد يوم بينما الهامش في الأطراف يبحث عن أي بصيص أمل. والأهم من هذا كله هو قدرة صنع الله علي صوغ كل هذه الدلالات في شكل فني جديد، يليق بموضوع النص الذي يعود للماضي بنص لا يتوسل إلا الحداثة.

                  

العنوان الكاتب Date
الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص مطر قادم02-03-07, 10:48 PM
  Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص مطر قادم02-03-07, 11:03 PM
    Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص محمد عبد الله شريف02-03-07, 11:27 PM
      Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص مطر قادم02-04-07, 09:42 PM
  Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص محمود ابوبكر02-05-07, 00:03 AM
    Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص bayan02-05-07, 09:58 AM
      Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص مطر قادم02-09-07, 00:29 AM
    Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص مطر قادم02-07-07, 06:13 PM
  Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص Adil Osman02-07-07, 09:16 PM
    Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص Adil Osman02-07-07, 09:37 PM
      Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص مطر قادم02-11-07, 01:32 PM
  Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص نهال كرار02-07-07, 09:48 PM
    Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص مطر قادم02-12-07, 01:27 PM
  Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص حسن النور محمد02-12-07, 03:16 PM
    Re: الطاهر وطار يكتب عن صنع الله إبراهيم:تلصص عن التلصص مطر قادم02-13-07, 00:03 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de