لا تقل إن كل هذا خيال وضلال ، فليس في العالم خيال بدون حقيقة - جلال الدين الرومي -
في أيام الطفولة الندية بجبال النوبة (منطقة كجوريا ، الكاركو و سلارا ) وهي مناطق تغازل مدينة الدلنج تقربا وزلفى ، كنت أدهش كيف يعيش الناس بلا مصادر مستدامة للماء كما كان عليه الحال في أمدرمان ، لم نعاني كثيرا في كجوريا فسرعان ما استعذبنا مياه السَرَف وماء بئر مزرعة المدرسة اليتيمة الغنية بأشجار اليوسفي والبرتقال والفافاي ، في بعض الأحيان كنا نستعذب الشرب من الَسرَف ، وهذا السرف تحديدا بدا لي من أعمال السحر وأنا أشهده لأول مرة في حياتي حيث كان من الطبيعي أن تحفر بيديك في الرمال ليتفجر ماءا فرِحا ومفرحا على قراءة هاجر بين الصفا والمروة ، أعذب منه لم أذق ، تغريك التجربة بتقمص دور هاروت لممارسة سحر استخراج الماء بضربة أنامل كما لو أنه يتدفق من قوقل، ربما أجد في ذلك سبب إعجابي بقصة موسى عند البحر الأحمر ومن نجا يومها بجسده . إزدادت تلك الدهشة بعد أن إنتقلنا لمناطق أخرى في كردفان ، مناطق كانت جبال النوبة بالنسبة لها جنان رضوان.. ولمن لايعرف جبال النوبة أقول أنها من أجمل مناطق السودان على الإطلاق ، كانت بطقس فريد وجبال جميلة وسفوح يقدل فيها الخير حافي حالق ، ترتع فيها الغزلان و النعام المختال بريش وسيقان طويلة ماركة كلوديا شيفر ، و (جداد) الوادي وأمم لم تروها، احتفالات (الصُراع) والكمبلا وأناس مغرمون بإكرام الضيف على قلة الزاد الذي يكمله عدل الطبيعة الجعل جور الحبيب مسموح . للأسف تبدل الحال تماما في العقود الثلاثة الفائتة ، سألت أحد زملاء المهنة ، وينتسب إلى المنطقة ، عن حال كجوريا التي لم أزرها منذ أن غادرتها وأنا طفل برئ لاتدهشني صدور الحسان أو الرجَّاج اليقلِّع شبه المهر الوحيل ، فأكد لي، بنبرة من مشتقات الوجع ، أن أول مدرسة استهللت بها تعليمي (كمستمع) أصبحت معسكرا لتدريب الدفاع الشعبي فأصابني غم قمين بترسيب كل دهون الدنيا المشبعة في الشرايين.
05-12-2013, 12:01 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
لم تتسرب من ذاكرتي صورة تلك المرأة التي كانت تضع قطعة (خيش) على أرض خفيضة تشبه الحفرة قرب (الدونكي) حتى يتاح لها أن تغرف بإناء صدئ ماءا بلون الكارثة يعلو الطبقة الطينية التي تبطِّن الحفرة، ذلك (الماء) كان نتاج ما تدفق من (الخُرُج) والصفائح جراء (الجلبغه) ، تلك المرأة لم يكن لديها ما تشتري به ماءا من الدونكي فلجأت لذلك الإجراء حتى توفر لنفسها ولطفل يُشبِه إلى حد بعيد المسودة الأولى للهزيمة والنموذج البكر للأسى أو نسخة للضياع بانت بعد فقد .. كانت تغرف ذلك الماء ، وأقول (ماءا) بصيغة المجاز لأن ما جمَّعته كان شيئا غير الماء الذي نعرف ، كان مأساة في حالة سيولة تغرفها المسكينة في عادية غريبة وكأنها تنهل من زمزم ، وربما أن الأمر أصبح روتينا بالنسبة لها لأن قسماتها لم تتشكل على نحو يبين منه أي تردد أو امتعاض مما تغرف حتى لكأنها من الغير الذين اصطفاهم وعناهم بن كلثوم وخصهم دون غيرهم من العباد بالشرب كدرا وطينا.
Quote: لم نعاني كثيرا في كجوريا فسرعان ما استعذبنا مياه السَرَف وماء بئر مزرعة المدرسة اليتيمة الغنية بأشجار اليوسفي والبرتقال والفافاي ، في بعض الأحيان كنا نستعذب الشرب من الَسرَف ، وهذا السرف تحديدا بدا لي من أعمال السحر وأنا أشهده لأول مرة في حياتي حيث كان من الطبيعي أن تحفر بيديك في الرمال ليتفجر ماءا فرِحا ومفرحا على قراءة هاجر بين الصفا والمروة ، أعذب منه لم أذق
سلام مرتضى
من الأماكن التي لا تزال في الذاكرة وبها ماء السرف منطقة ام بادر ، حيث ان المياه قريبة جدا من سطح الارض
وفي منطقة اسمها عديد مويه في قلب وادي ام بادر والذي يسمى ام دبيب كان عمق الابار لا يتعدى نصف متر الى متر
وكانت طيور القطا تظلل هذا العد ، ويحيط بمدينة ام بادر أودية أشهرها وادي الوكيل ووادي ام بادر وتظلل هذا الوادي على طول مجراه أشجار السنط
وأظن ان الشاعر الناصر قريب الله فد قابل الكاهلية فوهي تجني ثمار السنظ ي وادي ام بادر.
مودتي
05-12-2013, 02:24 PM
وضاحة وضاحة
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 9116
شربنا من الفولة والتُردة والسَرَف والحفير والجمَّام ومن النيلين في يوليو ، بعد إزاحة الأغصان وما يأتي من الهضبة من متاع ، وما أتيح من مصادر المياه في ربوع الوطن الذي فقط ترعاه العناية بعد تخلي حكامه عن الرعاية ، لكن ما رأيته في إناء تلك المرأة مادة لاتصلح لأي شئ بما في ذلك تسميد التربة. كان ذلك في (التبون) وهي بلدة في موضع في الجانب الغربي لكردفان ومحطة غير بعيد من بلدة (شارِف) في بداية حدود (مديرية) دارفور، محطة لا ينساها من يتردد على مُشترَك الخرطوم نيالا، وتكرر المشهد مع تغير الناس والأماكن في (ودعشانا) و(تندلتي ) وغيرها في شرق كردفان بل حتى في مدن كانت تعيش أوضاعا إقتصادية أفضل كأمروابة والنهود في أيام الصيف الغائظ حين تضن الآبار ويصبح ماؤها غورا، رغم أن الأخيرة (النهود) بها عدد من (الفولات) التي تنحسر حتى تصبح طينا بانتظار موسم تغني فيه السماء (أنشودة المطر) ..
05-12-2013, 01:03 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
من لم يعش في أطراف السودان لايعرف قيمة الماء، ففي صيف غرب حمر الكافر، في مناطق الخوي ، مركب ، أم صميمة ، ودبنده ، صُقع الجمل ، خماس وغبيش ( جريبان) وما يجاور الأُضيَّة قد يصل الأمر ببعضهم أن يبادل الماء بما يوازي وزنه صمغ هشاب كالكريستال .. ذات الأمر ينطبق على بعض المناطق الدارفورية ، والتي هي أحسن حالا من الشرق الذي شهدت فيه بؤسا يستعصي على الوصف ، الشرق حالة منسية من كل حكامنا بلا استثناء وهذا أمر آخر سأكتب عنه يوما، أولئك الناس يبذلون الغالي والنفيس ، إن وجد ، لأجل الماء ، يقضون سحابة يومهم في رحلات طويلة جيئة وذهابا لأجل قليل من الماء يُبقي على الدم جاريا في عروقهم ويحول دون جفاف الضرع في ماشيتهم.. قليل ربما يطلبه عاشق من محبوبته يروي به الجوف والفؤاد معا ، يقُدم في (قرعة) تعادل في حسابات هندسته الفراغية الكون المنظور والمُتخيَّل.
مرة أخرى أقول ، إن من لم يعش في شرقنا وغربنا الحبيبين لايعرف قيمة الماء ومعنى البؤس والشقاء المغربل المتولد عن ندرته ..
05-12-2013, 01:53 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: كنا نستعذب الشرب من الَسرَف ، وهذا السرف تحديدا بدا لي من أعمال السحر
أُستاذي محمد المرتضى. سلآم وأشواق تقالدك.
نسميها عندنا في الساقل الجمامة كما أوردت التسمية في تلك البقاع في معرض حديثك. إسم السرف إسم كان يكثر عندنا في الماضي، وكنتُ لا أستسيغه نسبةً لأنني كنت أعتقد أنه مُشتق من الإسراف. بعد شرحك إتضح لي أنه إسم يروي الظماء، فلك عظيم شكري...
05-12-2013, 02:19 PM
Osman Musa Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
نرد الجم مع عزيزنا المرتضي عندنا بنسمية الجم والجمام والجمامة والنبع موية الجمام يا ا لمرتضي في الزمانات موية زي الشربات . العارفين قالوا الجمام بختلف حسب طعم الحاكم واللون يتخج ويروق حسب حال الزمن . ... كنت وين يازول ؟؟ تحياتي
05-12-2013, 02:23 PM
علي محمد الفكي علي محمد الفكي
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3863
محمد المرتضى سلام وتحايا السودان جميل .. وكل جزء منه تجده متفرد بمناظرة وطبيعته الخلابة .. المشكلة تكمن في اننا لا نرى هذا الجمال .. ولا نحسه ولا نقيمه الا بعد ان نفتقده .. ونحن نعتقد ان الثروة هي بترول ومعادن .. وهذه عقلية حكوماتنا ونخبنا الاقتصادية والسياسية .. متناسين ان هذه الطبيعة والجمال يمكن ان تشكل مورد هام للبلد ولسكان تلك المناطق .. وبالتالي استقرار .. ولو علم الذين يتحاربون الان انهم يدمرون مصادر الغنى لاهلهم لما فعلوا ولكن قدرنا اننا لا نشعر بقيمة الاشياء الا بعد فوات الاوان
05-12-2013, 02:14 PM
Jamal Mustafa Jamal Mustafa
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 939
الزوله السمحه دي، ومنذ العام 2001 ، أي قبل أن يندلع لهيب دارفور الحارق ويأتي على الظاعن والمقيم آخذا المحسن بالمسئ ، وبعد أن غيِّر التتار أمانينا وأغانينا، لدرجة أن أطفالنا استبدلوا الأناشيد ب : ( ياوطنى اللِّشتَّت وغلب اللقاط ) ، آلت على نفسها القيام برسالة محددة وواضحة في دارفور ، آبار مياه تبل العروق ، تسقي رفاق الدرب والرزايا من ماشية أليفة هي ما تبقى من ضرع بعد أن ذهب الزرع بسبب الساسة الكرتون الذين توارى من فعلهم الغيم وخجل المطر.. بكل هدوء تولت تلك المرأة مشروعا كان له أثر مباشر على الإنسان والضان، مشروعا أعاد للماعز والبشر الأمل في حياة تسخر من درن الأيام وتفاهة الحكام ، أنجزت لقرى بكاملها ما فشلت فيه دول تنفض وتجتمع وفودها لتتمخض مزيدا من الآهات والزفرات التنينية حد اللهب .. إمرأة آمنت ببيت أبي تمام القائل السيف أصدق إنباءا من الآيباد والإيقاد ، حفرت بجهدها آبارا للماء تعيد للحياة ما سلبته آبار النفط ، بل حفرت نقوشا في القلب والتاريخ ، لم تُضع دقيقة في اللغو وهي ترتشف فابوتشينو عند ستاربكس أو ميلك شيك في كوستاكافي لتلعن أبوخاش القرنوف والأنتينوف... ولم تكترث لجرائم اللحى طويلة التيلة وملوك التشظي وأهل الكراسي الوثيرة ، فقط عملت ما يجب أن يقوم به كل من أتى الله بقلب سليم.
05-12-2013, 03:27 PM
Ahmed al Qurashi Ahmed al Qurashi
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 4263
تحية من على بعد الاف الأميال أرسلها الى أهلنا بعمان
اتابع كل ما تكتبون واستمتع بالحديث عن غربنا الحبيب وكردفان وبارا على وجه الخصوص والتي لي فيها اصدقاء كثيرين. ودوما اساءل نفسي ما سر روعة اهل كردفان وبارا بالتحديد
فقد عرفت منهم. دكتور احمد القرشي الموسوعي ودكتور فتح الرحمن الجيلي دوليب. والعزيز نبهاني كمال الدوري المقيم بأرض الحرمين.
شكرا لكم واخي احمد واستاذي محمد المرتضى على ماتكتبون.
05-12-2013, 04:22 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: تيسر لى بعض من الحظ وشاهدت بعض تلك الأجزاء من البلد الذى كان قارة,, صور جنان من الجمال والطبيعة البكر تعلق بالذاكرة وتأبى أن تفارق,,
حبيبنا أيمن، أعظم ما قدم لي الوالد ، أمد الله في عمره ، ضمن أشياء كثيرة لا أحصيها، أن أتاح لي التنقل معه في ربوع الوطن العزيز سنين عددا، وكما أشرت أعلاه ، تفتحت عيوني على الدنيا في أمدرمان لكن بعدها كانت رحلات من أقصى الغرب لأقصى الشرق ، عرفت بلدي جيدا عبر أحد عشر عاما عشتها بين أهلنا في معظم أنحائه خارج كتاب (سبل كسب العيش في السودان) ، لذا مصيبتي أكبر لأني رأيت أناسا مسالمين وطاهرين والمسلم منهم يعي حقيقة الدين بفطرته ويعرف أن الرسول الكريم اختصر رسالته في قول أجمل منه ما قال بشر: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. كان السودان جميلا ويحدوني أمل أن يعود كذلك ، فقط علينا أن نقوم بدعم الأعمال البسيطة التي لها أثر ملموس وفوري في حياة اهلناالجميلين في تلك الربوع كما فعلت هذه السيدة.. في مثل تجربتك يا أيمن هناك مقولة فحواها أن أتعس الناس من كان له ماض سئ وذاكرة قوية وأقول أن أتعس الناس من كان بماض جميل وحاضر مزر..
05-12-2013, 04:30 PM
ABUHUSSEIN ABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330
الحبيب ود المرتضى عودتنا بالجميل دوماً جمال روحك السمحة مناطق كردفان شمال وجنوب دارفور شمال وجنوب مناطق الروعة والجمال والإبداع وهي مناطق غنية بكل كنوز الأرض .. الطبيعة .. الإنسان زابداعه من تراث وحديث الغريب في الأمر الغرب إنتبه لثراء تلك المناطق ويحاول بقدر ما يستطيع أن يهيمن ويسرق كما هي عادته ونحن في غفلة من أمرنا حكومة وشعب نجهل عنها الكثير إلا من رحم ربي ( وتزداد الفجوة عمقا ) لك كل الشكر على هذه المساحة الطيبة من جنوب كردفان ( جبال النوبة وهي قارة بحالها تتنوع الرقصات والطقس والعادات ) جبال النوبة والإبداع انظر كيف أهتم الغرب برقصاتهم ويدرسها ونحن نكتفي برقصة النوبة في فرقة الفنون الشعبية ولا نعلم أنها رقصات ونجهل حتى اسمائها وكيف نزيل الجفوة بين شعوب المناطق ونحن متقوقعين ولا نريدولا نسعى لإنفتاح يتيح لجمال الشعوب في كل بقعة من بلدنا الحبيب الإندماج والتكيف مع الأخر ربنا يزيل الفي القلوب وتهدئ النفوس ونعيد سيرتها الأولى إنسان السودان الجميل الحلو بكل صفاته الطيبة
05-12-2013, 05:08 PM
طارق جبريل طارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22555
Quote: غايتو لما مزاجك يكون رائق بتتدفق سماحه وعذوبة زى مويتك دى ! يلا إنهمر خلينا نروى ونستحم .
ههههههههههههها ياخ دي مافي حد سبقك عليها اصلا
زولي انا عارفو كدا وكويس انت اكتشفت الحاجة دي من كتاباتو
يا وضاحة
قومي لفي كدا ولا كدا انت شن خبرك بالحتات دي
هسه لو قالوا ليك فكي طلاسم اللوحة التحت بتقدري؟
Quote: لم تتسرب من ذاكرتي صورة تلك المرأة التي كانت تضع قطعة (خيش) على أرض خفيضة تشبه الحفرة قرب (الدونكي) حتى يتاح لها أن تغرف بإناء صدئ ماءا بلون الكارثة يعلو الطبقة الطينية التي تبطِّن الحفرة، ذلك (الماء) كان نتاج ما تدفق من (الخُرُج) والصفائح جراء (الجلبغه) ، تلك المرأة لم يكن لديها ما تشتري به ماءا من الدونكي فلجأت لذلك الإجراء حتى توفر لنفسها ولطفل يُشبِه إلى حد بعيد المسودة الأولى للهزيمة والنموذج البكر للأسى أو نسخة للضياع بانت بعد فقد ..
اها فكيها يفكك بعنكوليبة تخليك مدورة زى الثورو - ياخ دى لو وردت في عريضة فزع للمنظمات الدولية المعنية بصحة البيئة تخليهم يتلهموا قوقول لتفسيرها وقوقل ذاتو يا وضاحة علا يتلهم خالك شيقا لتفسيرها يشق راسك ياخ
(عدل بواسطة الطيب شيقوق on 05-12-2013, 06:55 PM) (عدل بواسطة الطيب شيقوق on 05-12-2013, 06:57 PM)
05-12-2013, 08:35 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: وكانت طيور القطا تظلل هذا العد ، ويحيط بمدينة ام بادر أودية أشهرها وادي الوكيل ووادي ام بادر وتظلل هذا الوادي على طول مجراه أشجار السنط
لكأنك تحكي عن (شركيلا) وخور أبوحبل يا القرشي، كردفان ودارفور تتشابه في كافة صور الطبيعة والحياة، تلك المناطق يا أحمد ، وأنت من أبنائها ، لها مذاق خاص في الخاطر ، قال لي صديق أن طائر الإوز الذي لم تكن تخلو منه مناطق كردفان ودارفور سيما في أماكن تجمعات المياه ، لم يعد بتلك الكثافة، بل إن أسراب السِمبر وخطوط طيران الرهو غيرت مساراتها مثلها مثل خطوط طيران البشر.. إنضربنا يا ابوحميد في كافة الإرتفاعات ومستويات التحليق..
05-12-2013, 09:23 PM
إبراهيم عبد الحليم إبراهيم عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 3563
صديقي و استاذي محمد المرتضى...حبابك و حباب ضيفاتك و ضيوفك هنا.. و بعد.. ولازلنا ننتظر بقية التفاصيل عن (السمحة)..و السماحة ..و هي تفاصيل تحكي قدرة العادي فينا ليشق درب المستحيل ويصنع الحياة..و يسهم في بقاءها ..! حينما ذكرت اليوسفي و البرتقال..كدت ان اسأل: هل حقا تتحدث عن بقعة في هذا السودان المتجهم؟..و لكني عدت لليقين..فكانت تلك هي الجباريك يا صديقي..شجيرات البرتقال..اليوسفي.. عروق العنب..و اشياء اخرى طيبة..و كنا يا محمد نشترى التفاح وارد يافا في لقاوة..و معه المشمش و الكريز و الجاز الأبيض..!
ضحك اهل تلك البقاع ملء اشداقهم.. حينما اعلنت الإنقاذ في بدايات عهدها.. شعار (نأكل مما نزرع)..و سبب ضحك الطيبين هناك.. انهم تساءلوا بدهشة: يعني نفهم من كده ناس الخرتوم ما كانوا قاعدين ياكلوا مما يزرعوا؟.. مين البيزرع ليهم يعني؟.. واحد من اصعب المثيولوجيات تصديقا في السودان حكاية العطش و ندرة المأء في دار ا مسودان..فالخيرات الكثيرة..ايضا تنطوي على ثروة الماء الكبيرة.. لكن المباصرة و الإرادة في توظيف الثروات العظيمة هو ما جعلنا نتسول حتى الماء..!! مثل هذه الشهادات يا صديقي هي ما نحتاجه.. لأن اجيال اليوم تعرف فقط حدود الحي و الحلة و تجزم أن هذا هو السودان..و لكن ممن تيسر لهم ظرف الحوامة في البلد و شوف ثقافاتها ..سحناتها..لهجاتها.. مشكلاتها الصغيرة ..هم من نرجو منهم الحكي.. لأنو مناهج التعليم فارقت واقعنا مسافات..و لم يعد لنا غير هذه الدروب غير الرسمية..!
سرف..جمام .. عديد.. تردة.. فيض.. رهد..بركة..من يصدق انها ادوات الحياة و اسباب البقاء..!
و صديقنا الطيب يشيل و يتحدى في التفاسير.. !!..ابدا يا الطيب التفسير مسئوليتك يا قريبي.. لأنو في ناس بجد دايرة تعرف الحاصل.. !
و دمتم.. كبر
05-13-2013, 06:43 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: متابعيين كلامك السمح علشان صاحبتك تعمل ليها شوية معلومات عن السودان الحبيب
عزيزتنا وضاحة، ال (معلومات) لاتكفي، لو عايزه تعرفي البلد جد جد أمشي عيشي هناك ، أخدي ليك سنه في المجلد وبابنوسه ما بعيده وشوفي أبيي وكيف يتعايش الناس هناك بمحبة وبرضو (يتداوسو) بشرف ورجوله ثم يعودوا أهلا ، لاتكفي قراءة بضعة صفحات (زي مانيوال التلاجه ) لمعرفة كيف يعمل شعب ويعيش ويعشق وبم ينفعل سلبا وإيجابا ، هسه يا وضاحه ريحة الدعاش والغيم رذاذا في العصير دي أوصفها ليك كيف، عصيدة الدخن باللبن حار من ضرعو في إحدى أمسيات شتاء ( تِنقِلاني ) جنوب دارفور دي تضوقيها وين ، في اليوتيوب ؟ ما بتجي ، هسه لمسة الحنان أو النظرة المختلسة بزاوية 90 درجة من الحبيب مع ابتسامه 3000 واط في لمَّة نُقَّاره أو بيت (لعبه) أو بين قصب الصريف أجعص دكشنري بيترجما ليك؟ يا وضاحه ليس من سمع عن الحرب كمن خاضها.. يا ست ابوك ( أم جِنقِر) ال DHL ما بجيبا ، حرررم تاكلي دجاج في موقف اللوري في خريف ام صميمة إلا تفتحي بلاغ احتيال ضد KFC .
Quote: بريد زولي
وزولا سمح صوره لو بالفاتحه بِندورا.. أركزي يا وضاحه .. أركزي .. ..
05-13-2013, 07:17 AM
محمد عبد الماجد الصايم محمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312
ما كنت أتوقع أن ينبهني إليها طفل في العاشرة ، هو الإبن أيمن والذي لم يسمع قام إتعزز الليمون ولايعرف وأخويه عن الظبي الفي مقيلو غافل ولسوء حظه لم يذق أم جِنقِر، كان يعد برنامجا ليشارك به في نشاط مدرسي، قدم المعلومات والتصاوير ومن خلاله عرفت دور هذه السيدة ولم ينس تحريض والدته لنسهم بما تيسر لإنجاز عمل ملموس على الأرض يحسه الإنسان البسيط بصورة مباشرة فيغير تاريخه ويحيل بعض العسر يسرا.. وفي تقديري أن هذا أقل ما يمكن أن يقدمه الإنسان لأخيه الإنسان وأهلنا في أطراف السودان شرقا وغربا أولى بالمعروف باعتبار حالتهم أكثر إلحاحا في الوقت الحالي رغم أن كل السودان غدا قارة أسى وعِوَز.. إنه الأوان لكي نقدم القليل لهذا الوطن فهو في أسوأ حالاته وفقا لتشخيص الأطباء وتقرير الصور المقطعية، لن نهرب منه وهو يعاني ، فهناك مقولة أظن مصدرها الصين تقول:
(أحببني عندما لا أستحق ذلك ، فانا بحاجة الى حبك في ذلك الحين)
*
05-13-2013, 10:09 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: إسم السرف إسم كان يكثر عندنا في الماضي، وكنتُ لا أستسيغه نسبةً لأنني كنت أعتقد أنه مُشتق من الإسراف. بعد شرحك إتضح لي أنه إسم يروي الظماء، فلك عظيم شكري...
يا ود المدير،
سلامات يا البعيد في سابع المنازل مع إنك في الخاطر أقرب من حبل الوتين، جاء في المعجم الوسيط ما يلي:
Quote: سَرَف الماء : ما ذهب منه في غير شيء ولا نفع . يقال : ذهب هذا الماء سَرَفا .
أوع تقراها سيرفا زي كتابة بكري للسيرفر (قال الخادوم قال)، أها يا مولاي ، بالفعل السَرَف يخرج من الأرض وينداح عليها بلا هدف لذا يقول أهل المعجم الماعارفنو أنه ما ذهب من الماء في غير نفع ، لكن لو سألني أهل المعجم كان قلت ليهم كلام غير.. يا معاويه واحدة من أجمل النساء الذين رأيتهن في صباي كانت تسمى السَرَف .. لا حولالا.. ياخ السرف دا حاجه كدا زي الكرم المدفق أعمى، والله كأني به ينشد مع جورج جرداق: فادنُ مني وخذ إليك حناني ثم أغمض عينيك حتى يذهب الظمأ والعروق تطقطق.. السرف دا ياخ نبع كالمرأة الكريمة..
05-13-2013, 10:25 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: العارفين قالوا الجمام بختلف حسب طعم الحاكم واللون يتخج ويروق حسب حال الزمن .
طعم المويه زاتو بيعتمد على الليد الجابتا ومكان شرابك يا عثمان، سألتك بالذي سمك السماء، مما طلعت من السودان لقيت مويه رَوتَك؟ هسه لو خيروك بين Perrie و زير سبيل ظليل بتتلفَّت؟ لو خيَّروك بين عنقريب في قُطيَّه وبين غرفه في دورشستر بتتردد؟ ما ياهو القالو أمل دنقل زاتو ، هي ...أشياء لاتشترى..
يا ود موسى حكِّم ضميرك ..
05-13-2013, 03:29 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: نحن أول مدرسة اللي هي مدرسة حي العرب في وسط أم درمان كمان أصبحت محلية ...
يا أبوحسين الناس ديل لم يتركوا مؤسسة أكاديمية لها سمعتها إلا ودمروها، أنظر للثانويات والجامعات المحترمة كالخرطوم والقاهرة الفرع وجوبا والجزيرة، الأندية الرياضية والثقافية إلخ.. هذا عمل ممنهج ومنظم.. لكن ، ولأننا شبعنا من لعن الظلام ، رأيت الإشارة إلى وجه إيجابي في وسط هذا الخراب ودور إنساني بمعنى الكلمة قامت به السيدة باتريشيا باركر نحو الأسر الفقيرة في دارفور، ورغم أني لا أعرف ما إذا كان عملها لقي إضاءة منا كسودانيين واستصحاب تجربتها للإقتداء إلا أني لم أتردد في ابتدار هذا البوست في محاولة لعمل شئ بعيد عن أحزابنا الفاشلة..
Patricia Parker -
05-13-2013, 05:13 PM
Ahmed al Qurashi Ahmed al Qurashi
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 4263
Quote: من لم يعش في أطراف السودان لايعرف قيمة الماء، ففي صيف غرب حمر الكافر، في مناطق الخوي ، مركب ، أم صميمة ، ودبنده ، صُقع الجمل ، خماس وغبيش ( جريبان) وما يجاور الأُضيَّة قد يصل الأمر ببعضهم أن يبادل الماء بما يوازي وزنه صمغ هشاب كالكريستال
ما ان جاءت سيرة مدينة الخوي حتي امتلأت عيوني بالدموع
ووقفزت الى مخيلتي صورة الصديق الراحل البحيراوي
والذي كانت تعجبه مثل هذه البوستات و يهتم بمنطقة حمر ومحاربة العطش فيها
له الرحمة والمغفرة
05-13-2013, 09:38 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: السودان جميل .. وكل جزء منه تجده متفرد بمناظرة وطبيعته الخلابة .. المشكلة تكمن في اننا لا نرى هذا الجمال .. ولا نحسه ولا نقيمه الا بعد ان نفتقده ..
صح لسانك يا علي، لقد أدمنا البكاء على اللبن المسكوب ، لا نستبين النصح ضحى الغد ولا أول امبارح، كلما أنبت الزمان قناة ركَّبنا على القناة آر بي جي.. بين واقعنا والأماني برزخ لا يبغيان ، في شقا أكتر من كده؟ بالله شوف كم مؤمل مات وفي الحلق غصة ، يرحل اليوم د. تاج السر الحسن ووطن في الداخل ممزق دعك عن آسيا وإفريقيا والأزاهر..
لكن .. دعنا نعمل لجيل سعيد يأتي بعدنا..
05-13-2013, 09:59 PM
الشامي الحبر عبدالوهاب الشامي الحبر عبدالوهاب
تاريخ التسجيل: 09-24-2008
مجموع المشاركات: 17541
الاديب الاريب مطوّع البيان بالبنان الاخ محمد المرتضي عاطر التحايا وسعداء دائما بالاستظلال في رسوم حروفك البهية
Quote: أن أول مدرسة استهللت بها تعليمي (كمستمع) أصبحت معسكرا لتدريب الدفاع الشعبي فأصابني غم قمين بترسيب كل دهون الدنيا المشبعة في الشرايين.
هذا الواقع المؤلم تكررت صورته في الكثير من فقرات هذا البوست ولكن الصور الجميلة للماضي طغت وحملت الامل من جديد وبقلمك ازددنا تطلعا لان يتغلب الخير على الشر وتعود ما سجلته الذكريات من صفحات مفعمة بالامل للواقع من جديد
Quote: لكأنك تحكي عن (شركيلا) وخور أبوحبل يا القرشي،
ستات الحيا اللابسات ضروس الفيل...... غرب تندلتي عند شركيلا وإيد النيل
05-14-2013, 08:53 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
سؤال مشروع من Jamal Mustafa ذكرني نيرون وروما، يا جمال، عندما أتوا كانوا يرددون لو أن ناقة عثرت بالشام .. والآن ذهبت الناقة ومعظم الشام لكن علينا أن نُبقي على الشويَّه الفضل.. وأثق في مقولة الراحل ناصر:
ما بين الممكن والمستحيل تكمن إرادة الإنسان.
تسلم يا جمال
05-14-2013, 10:59 AM
د.يوسف محمد طاهر د.يوسف محمد طاهر
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 5264
كمال سالم ود خالتي، المسألة ما (مزاج رايق) ، نحن مزاجنا ما بروق لكن مرات الشوق لتلك الديار وملاعب الطفولة ومراتع الصبا يهيج بأقل صوت دوباي أو نَمَّه أو جراري ، أو لما تسمع ودباره يشدو ب (سِت الفريق الضامر قواما).. نعم ، ال (لِهيجا) سكر لايحتاج لإنسيولين أو قلوكوفيج.. يعني يا كمال ممكن تقول الليله غرام البلدان ديلاك حرَّك علي دولابو.. ياخ البلد سمح بالحيل وأنا مطمئن إنو بيشفى.. قلبي يحدثني يا ودسالم وقلبي بوصلة لاتخدعها المجالات المغنطيسية الكذوب..
05-14-2013, 03:07 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: اتابع كل ما تكتبون واستمتع بالحديث عن غربنا الحبيب وكردفان وبارا على وجه الخصوص
أهلا محمد الطيب عاشق بارا الواحة الجميله زي ناسا، و(ناسا) دي ما جبتها من غنا الراحل إبراهيم موسى أبا يوم غنى لملكة جمال بارا وباقي الكلام عند د. أحمد القرشي لأنو القطر فيهو مفتش.... يعني يا محمد الطيب بارا زاتا لو ما سمحه ما كان ناس البرازيل أطلقوا إسمها على ولاية بأكملها قيل أن الخلاسيات فيها يجلبن (الردى) من حيث تدري ولاتدري. حبك لناس بارا ربما يعود لتآلف أهلها على اختلاف أعراقهم وسحناتهم ففيهم البسعه والبديرية والنوبة والجوامعه ودارحامد والفور والركابية والجعليين والشايقية (طبعا الشايقيه ديل زي الهنود في أي قاره موجودين) ، ياخ ديل ناس المقدوم مسلم زاتم ، ناس بارا ديل يا محمد أصبحوا - كمعظم أهل السودان - يشكلوا عِرقا وقبيلة لحالها ويتحدثون عن بلدهم كما لو أنهم من أم واحدة - وهم بالفعل كذلك - بعيدا عن أي عصبية عنصرية.. كدي أمشي لمناسبة عرس هناك .. تلاته فورد رينجر تحت الخدمه وكرم ترى معه الطائي مجرد إيرلندي
الى الاعالى : : : : : مساهمة للتواجد بين هذا الحكى السمح مثل قديم النفس ان طاقت للنفس العنقريب يشيل الف (دا اياهو الزمان داااك ) والنفس ان ما طاقت للنفس الفى العنقريب يقنت على الفى البرش (دا اياهو الزمن دا الفوقو نحنا بلا منازع )
05-15-2013, 07:59 AM
الطيب شيقوق الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
انت عارف يا المرتضى السرف عندنا في الارض البادوبة عبارة عن شق من شقوق الارض اصلو ما بتملي موية ايا كانت كمية المياه التي نزلت عليه - ولما يتوقف الماء السائل عليه يبدو وكأنه ارض عادية فهو غدار جدا فاحذر الاقتراب منه . تظنه ارض بطحاء فمجرد ما وطأته قدماك والله تتوحل لإضنيك .
يعني بالعديل كدا لو قادل في ارض ثابتة بعد هطول المطرة وبتتاوق بجاي وجاي لل .... وما رامي عينك قدام ورجلك صادفت محل السرف والله تغطس لاضنيك وتصير قصتك سالفة للشاغلين فؤادك للابد .
05-15-2013, 10:06 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: ربنا يزيل الفي القلوب وتهدئ النفوس ونعيد سيرتها الأولى إنسان السودان الجميل الحلو بكل صفاته الطيبة
المامنسي،
النفوس لازم تهدأ لأنو الجميع ليس لهم خيار غير السودان الحالي، يعني يا خالد ، وكما تغنى وداللمين ، وين حانهرب منو وين؟ إنت سافرت بلاد الدنيا دي وناسبت منها ، قدرت تنسى ، ولو لساعة ، شندي ودائرة إشعاعا؟ قايل الجوازات الأجنبية بتحِل بله؟ تبقى لقرون تتقلب في الفراش وعبدالقادر ينوح نيابة عنك: النوم جافاني قسَّمتو لي جيراني..
05-17-2013, 10:22 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
ودجبرين، يعني في حديثي عن بارا وجزئية تواجدكم في كل القارات دي ما عملت ليك أي شئ؟ كنا نحكي عن تواجد السودانيين في الشتات حتى أصبحنا فتلة في الرياح وثرثرة في الصخب كما قال ودالمكي ، فذكرت في مشاركتي في ونسة بمسقط أن أستاذنا الجليل أنور أدهم المحامي – أمد الله في عمره - قال لي إن له صديقا سودانيا منذ أوائل السبعينيات يعمل في جزر سليمان ، فذكر أحد الحاضرين ، وهو بحار عتيق طريف في أدائه يذكِّرك ب Johnny Depp في دور قرصان الكاريبيان ، أن سفينتهم رست في ساحل فيتنام في ستينيات القرن المنصرم فوجد أثناء تجواله (كِنتين) يملكه دنقلاوي مشلَّخ. يعني كان ناقص يقول إسمو ساتي وعميل للفياتكونغ ، بالطبع ضحكنا بنبرة لاتخلو من أسى ، كان ذلك في ثمانينيات القرن العشرين لأننا ما كنا نظن يومها أنه سيأتي يوم تكون فيه جزر سليمان أقرب من الجزير مُقرات وريوديجانيرو ليست بأبعد من فداسي الحليماب..
05-15-2013, 03:37 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
مبادرة عمرها عشر سنوات تأسست في الخرطوم من سيدة أوروبية لأجل أطفال لايحلمون برياض أطفال خمسه نجوم أو بلاي ستيشن فايف، لكنهم يستحقون أكثر من مجرد ماء صحي وحليب يضمن إحتفاظهم بشكل الأطفال ويمكنهم من الوقوف على أرجلهم في زمن نمور الورق وهشاشة من كنا نحسبهم عظاما.. باتريشيا باركر تستحق الإحترام، فأمثالها يحررون عقول الناس من خرافات السياسة ويحررون شهادات وفاة الأحزاب التي فشلت في تغيير واقع الإنسان ، اللهم إلا نحو الأسوأ....
إشرقة، رغم بعدي برسل سلامي..
05-16-2013, 08:12 PM
الطيب شيقوق الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
يا الطيب، عزيزتنا وضاحه دي أختاها، أنا شايف فيها خير كتير للأماكن الحكينا عنها دي، يعني أتوقع أن تبدأ معسكر تدريبي في أمدرمان عاصمة الهامش الوطنية ، واللي شافا محكره في بمبر فول عند الجان أو موسى نفخو تناقش مشروع إعادة تاهيل بير البردانة كمرحلة تمهيدية لحفر بيرين تلاته مويه في الشرق ما كضب.. قلت ليك وضاحه واصله ، وهي من جيل نعول عليه كثيرا في غسل الأدران والأحزان..
أنا جاد...
05-16-2013, 10:00 PM
خالد علي محجوب المنسي خالد علي محجوب المنسي
تاريخ التسجيل: 04-10-2006
مجموع المشاركات: 15968
Quote: إنت سافرت بلاد الدنيا دي وناسبت منها ، قدرت تنسى ، ولو لساعة ، شندي ودائرة إشعاعا؟ قايل الجوازات الأجنبية بتحِل بله؟ تبقى لقرون تتقلب في الفراش وعبدالقادر ينوح نيابة عنك: النوم جافاني قسَّمتو لي جيراني..
يا مرتضى تعرف من يوم مرقت من البلد ولي هسي شندي لم تفارق مخيلتي ابدا شندي وناس شندي وناس البلد من جم وما بالغت لو قلت لك حتى كل أحلامي كلها في شندي مرة حلمت ماشي في جليد ( في شندي ) وفي طريقي للدكان ( هناك بئر قديمة مهجورة نازل شوية من سطح الأرض ) وانا عامل حسابي وماشي في الجليد داك وعامل حسابي ما اقع في البئر دي ... المهم يا شيدي فجاءة إنهارت البئر المهجورة تحت أقدامي وانا ساقط في البئر شهقت والشهقة كانت المنبه لي في نومي اني غرقان في حُلم ( تخيل جليد في شندي هههههههههه )
ود شيقوق دا ابعدو من البوست دا ولا فكني لي عشان ننخلط وما يعرفونا لإلا بي العيون الدقاق ( دا شيقوق والتاني خالد )
05-17-2013, 06:37 AM
الطيب شيقوق الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
حبيبنا كبر، هذه الرسولة ( كما يحلو لعزيزتنا هدير الزين وصف مثيلات بارتيشيا) قالت إنها في زيارتها لدارفور في 2001 وجدت طفلا في التاسعة يمشي مشوارا يستغرق سبع ساعات من يوم عبوس قمطريرا كبقية أيام عمره ، ولاشك يا كبر أن هذا حال بقية الصبية في القرية ، هذا يستتبع ضياع الفرصة الوحيدة للتعلم ، لكن المأساة تكمن في أن غريزة البقاء تعلو على غيرها ، فأولئك الأطفال أعلى سنام طموحاتهم البقاء أحياءا وتفريعا على هذا تصبح قضايا التعلم عندهم من الرفاهيات.. وقد لخصت باتريشيا رسالتها قائلة: "My idea was that I would ask ordinary people like me, to help, one goat at a time! If governments and INGOs couldn't do it - we would!" الفكرة هذه تجد لها أصلا في أقوال الحكيم الصيني كونفيشيوص الذي وجد رجلا في في شاطئ الموردة يطلب (بلطي) كرامه لله فعلمه الصيد وأهداه فيشينق رود معاهو كيس صارقيل. تقديم غنمايتين لأسرة وحفر بئر للقرية عمل إنقلابي في حياة أولئك الأهل.. سؤالك (المؤقت) المتصل بحديثي عن اليوسفي والبرتقال وهل أنا أتحدث عن السودان ، كان سيكون سؤالي أيضا لأني مثلك عشت في تلك المناطق وكلانا يعرف أن خيرها أضعاف ما ذكرت لكن المضاهاة في زمن الكوليرا كفيلة برفض فكرة أن يكون في السودان خير أيا كان نوعه.. برتقالنا كان يجب أن يصل يافا القيافه وليس العكس إذا ما استصحبنا أن حتى ما يسمى مشكلة ماء هي نتاج لفشل توظيف الإمكانيات لاغير ومن ثم يصدق على الحالة وصفك إياها بالميثولوجيا. بالطبع نحتاج تبصير هذا الجيل بالسودان الحقيقي فهو ليس كما تنقله وسائط الإعلام أو يصوِّره البعض ، السودان الخير فيه هو القاعدة والإستثناء ما نشاهده في قنوات العالم وإعلام المؤتمر الوطني ،
أختم بكلامك (ضحك أهل تلك البقاع ملء اشداقهم.. حينما اعلنت الإنقاذ في بدايات عهدها.. شعار (نأكل مما نزرع).. و سبب ضحك الطيبين هناك.. انهم تساءلوا بدهشة: يعني نفهم من كده ناس الخرتوم ما كانوا قاعدين ياكلوا مما يزرعوا؟ .. مين البيزرع ليهم يعني؟..
أصلك ما بتختار غلط.. عيني عليك باردة.. يا ود الصايم، تلاته ضحكات زي حقتك دي كفيله بإزالة كولسترول الحزن الضارب البلد ... حافظ عليها في زمن الضياع الحايم دا..
حارم وصلي مالك؟
05-17-2013, 07:32 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
يا أبا متاب (الخَدَر) المقصود ياتو؟ نعّلو ال numbness ؟ أطمِّنك ، قاااعد .. بالله شوف دعوات حبوباتنا كانت معبره كيف؟ ياخ الخضره دي زي بوليصة التأمين الشامل .. بس الخضره بالقديم..
كنت أتفكر في إمكانياتنا الإقتصادية مع مقارنات وجداول ، داير انفقع ، لقيت هولندا التي مساحتها لاتزيد عن حظي المهضلم لها ناتج قومي يعادل عشرين ضعف الناتج القومي لعازه في هواك.. 792,128 مليار دولار لهولندا و 54,677 مليار للسودان (قبل ناس سلفا ونيال دينق يفرزوا عيشتم) ، هولندا يا محمود ، ناس فان باستن ، مفروض يكون نشيدهم الوطني (الزهور والورد الشتلوها جوه قلبي بصوت الخالدي) لا عندهم شعارات لا شمارات لا هي لله ولاسمعناهم قالوا ناكل مما أي حاجه.. وما قالوا التحكيم فاشل..
يا محمود .. نحن مستهدفين..
05-18-2013, 03:04 AM
Osman Musa Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
15 سنة يا ود المرتضي نكركع في موية CRYSTAL SPRINGS ولهفانين وميتين بالعطش . شنو السر ؟ ياخ عمك صالح عبدالسيد لمان قال : ( ما أظنو زلال ... يروينا غير زلالو ) ما قال كلامو ده ساكت . عمك لا كان قاصد ينابيع جنوب لبنان و لا كان قاصد نهر الهيدسون . عمك قاصد جمام أم بادر عديل .
... بلدنا حظها في الموية والجم والسماحة ما في الحكومة .. الموية تروق والحكومة تخج هههههها
05-18-2013, 04:21 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
هذا ما جرى، مدرسة إبتدائية يتيمة كانت تشع في دائرة قطرها 20 كيلومتر لم تسلم من (العَسكَرة) فما الذي نتوقعه في مستقبل تلك المنطقة من الجبال النوبية الجميلة.. صدقني لم أخبر والدي بهذه المعلومة الرديئة فأثر معلومة كهذه على رجل سخر حياته كلها للتربية والتعليم لن يقل عن أثر السيانيد أو الزرنيخ..
شركيلا يا عزيز لم أزرها سوى مرة واحدة في رحلة مدرسية من ودعشانا لكنها اتوهطت في القلب بجوار نار البعد والغربه وشوق لعودة مدرجة ضمن قائمة الأماني المرحَّلة كبند في ميزانية الوجع..
حتى لو ربنا رحمنا وأكرمنا بجنته يا الشامي سيكون ضمن طلباتنا هناك طلة شركيلا وكجوريا وتنقلاني، مع نظرة للسمحه ام عجن..
ربنا على كل شئ قدير
05-18-2013, 07:15 PM
الطيب شيقوق الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
Quote: صدقني لا يعرف قيمة ما تقول إلا من شرب من ماء ( المشيش )
الذي سميته ( سرفاً ) وأكل ( أم جنقر ) و ( القضيم أخضر وأحمر ) و جبن
اللبن ب ( الجبين ) و ( طقع ) ( اللعلوب ) وأكل ( النبق ) لما أتنفخ . ياااااااااا
د. يوسف سلام، في الواقع إن مالا يمكن وصفه أضعاف ما يسهل وصفه ، العيش في تلك المناطق تجربة متكاملة لاتنحصر في غناوي ترتق الأوزون بصدقها ولا في قدح عصيدة يعقبه شاي طارد للغربة ونمَّه كفيلة بمصالحة النفس بالنفس.. تلك أشياء يستعصي على أعتى القاصين وصفها أو إيصالها للمتلقي.
على ذكر الجبن المصنع هناك ، لعلك تذوقت بعضه في محطات سليمة وأم كويكه أوالوساع، ورغم أن أهل النيل الأبيض برعوا تجاريا في صناعة وتسويق الجبن ( بمعناه الحميد) إلا أن جبن دارفور له طعم خاص وقد كان لأحد خؤولتي هناك مصنعا تعلمت فيه كيفية صناعة الجبن بأنواعه ، كان الرعاة يجلبون حليبا ينحدر من أحد أنهار الجنه لا اذكر إسمه، صنعنا منه الروب الذي كنا نخمِّره زياده شويه استدعاء للطرب وفتح ممرات آمنه من الآثام. دي حاجات يا دكتور يوسف لا توصف.. في زول بيوصفوا ليهو عطر؟ طبعا مافي!! أقصى حاجه تعملا في الحته دي إنك بس تغني يا فرير دامور يا المسَّخ الأرياح..
05-18-2013, 10:28 PM
Farida Mahgoub Farida Mahgoub
تاريخ التسجيل: 01-13-2013
مجموع المشاركات: 2252
Quote: النفس ان طاقت للنفس العنقريب يشيل الف (دا اياهو الزمان داااك ) والنفس ان ما طاقت للنفس الفى العنقريب يقنت على الفى البرش (دا اياهو الزمن دا الفوقو نحنا بلا منازع )
I can't agree more يا أبوحميد، وقد آن الأوان للتعامل مع كل الأمر بفكر آخر وأسلوب يوفر لأبنائنا أبسط مقومات الحياة لأن الموت متوفر ومجانا في الوقت الحالي.. على الرغم من تجاربنا الشخصية والتي توصلنا فيها لحقيقة واحدة أنه لم يكن ثمة داع لما جرى ، إلا أننا نعيد إنتاج المأساة كأننا ، آل بوربون موديل 2013، ما نسينا شيئا ولم نتعلم شيئا.. ياخ الكبار اليعدموا نفَّاخ النار لكن الأطفال لاذنب لهم في الذي حدث إلا إذا استصحبنا تناسخ الأرواح ودي بعيده شويه، ومن ثم فهم يستحقون حياة كريمة.
05-19-2013, 09:42 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: انت عارف يا المرتضى السرف عندنا في الارض البادوبة عبارة عن شق من شقوق الارض اصلو ما بتملي موية ايا كانت كمية المياه التي نزلت عليه - ولما يتوقف الماء السائل عليه يبدو وكأنه ارض عادية فهو غدار جدا فاحذر الاقتراب منه . تظنه ارض بطحاء فمجرد ما وطأته قدماك والله تتوحل لإضنيك . يعني بالعديل كدا لو قادل في ارض ثابتة بعد هطول المطرة وبتتاوق بجاي وجاي لل .... وما رامي عينك قدام ورجلك صادفت محل السرف والله تغطس لاضنيك .
قصدك أن السرف ربما يلتقي ببعضهم/ن في بعض الصفات ؟ ..
- يا شيقا، ألف مره قلت ليك لامن تكتب مصطلحات زي (بادوبه) وأخواتها قدِّم معاها ترجمة لجيل الديجيتال من قبيلة الواتساب.. -
Quote: وتصير قصتك سالفة للشاغلين فؤادك للابد
يا زول الشاغلين الفؤاد ما بيعملوها (سالفه) ، يحزنوا في صمت بس ، لكنك ربما عنيت ناس (سراب بقيعة) ..
05-19-2013, 09:46 AM
عبيد الطيب عبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801
الأستاذ الأنيق محمد المرتضي شكرا لحروفك الخضراء وجروفك السمحة و أحسبك من مخاليق مولانا الجميلين والسمحين بطبعهم وكأن قلمك مداده الغيم الذي يلثم ذروة جبل الداير او الجبال الغربية وكأن حرفك تحيكها من ضفاف خيرانها وتطرزها بحبال أعشاب "الدفرة والخافور والخزامي" تلك الربوع مرتع صبانا ولكن حرفك عصيا علينا ,أظنك من الذين قال فيهم البرغوثي
" تطريز ثوبك صامتٌ... ويقولُ
الأخضرُ المبحوح نايٌ ناعمٌ
مسَّته كفُّ الريح والراعي
وأزرقُهُ دفوفٌ حولها شُعَلٌ
وأحمرُهُ طبولُ
ومنمنماتُ رسومِه همسٌ وإصغاءٌ
وغامقُها به نعسٌ
وفاتحها له نَفَسٌ
وفاجرها خجولُ "
Quote: في بعض الأحيان كنا نستعذب الشرب من الَسرَف ، وهذا السرف تحديدا بدا لي من أعمال السحر وأنا أشهده لأول مرة في حياتي حيث كان من الطبيعي أن تحفر بيديك في الرمال ليتفجر ماءا فرِحا ومفرحا على قراءة هاجر بين الصفا والمروة ، أعذب منه لم أذق ، تغريك التجربة بتقمص دور هاروت لممارسة سحر استخراج الماء بضربة أنامل كما لو أنه يتدفق من قوقل، ربما أجد في ذلك سبب إعجابي بقصة موسى عند البحر الأحمر ومن نجا يومها بجسده . إزدادت تلك الدهشة بعد أن إنتقلنا لمناطق أخرى في كردفان
هذا السرف كما قال دكتور القرشي يوجد بمنطقة أم بادر وكذلك في كثير من مناطق بوادي الكبابيش خاصة وبوادي الغرب عامة ويسمونه "التَّمد" وهو الماء الذي ينبع من رمال ألأودية أو حصبائها قالت إحدي عذاري البادية تصف حبيها "القلب بي الريد إنكمد والعين جافتلي الغمد سمح الشّال فوق حمد برقرق كيف مي التَّمد وهي مفردة دارجية ولكنها فصيحة حيث يقلبون الثاء تاء يقول أبا العلا المعري وكيف تُرجي للثِّمادِ بقاءها إذا نضبت عنّا البحور القلامسُ "والثماد واحدها ثمد وهو الماء القليل الذي ينبع من الرّمال وحصباء باطن الأودية
Quote: الزوله السمحه دي، ومنذ العام 2001 ، أي قبل أن يندلع لهيب دارفور الحارق ويأتي على الظاعن والمقيم آخذا المحسن بالمسئ ، وبعد أن غيِّر التتار أمانينا وأغانينا، لدرجة أن أطفالنا استبدلوا الأناشيد ب : ( ياوطنى اللِّشتَّت وغلب اللقاط ) ، آلت على نفسها القيام برسالة محددة وواضحة في دارفور ، آبار مياه تبل العروق ، تسقي رفاق الدرب والرزايا من ماشية أليفة هي ما تبقى من ضرع بعد أن ذهب الزرع بسبب الساسة الكرتون الذين توارى من فعلهم الغيم وخجل المطر
نعم هؤلاء الساسة يتواري من فعلهم الغيم
"
وسواد ثوبك إن حكى أوجاعه
أبكى العرائس والشيوخَ
وذلك الغيم الذي يمشي جوار الله
حسب هواه
حتى لا يطيق الإكتناز بمائه, فيسيلُ
هذا حدادك منذُ كنت
فأي ذاكرة تسير على التراث إذا مشيتِ
وأي هولٍ إن عتبت على زمانك " (البرغوثي"
محبتي
05-19-2013, 09:52 AM
عبيد الطيب عبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801
Quote: في الواقع إن مالا يمكن وصفه أضعاف ما يسهل وصفه ، العيش في تلك المناطق تجربة متكاملة لاتنحصر في غناوي ترتق الأوزون بصدقها ولا في قدح عصيدة يعقبه شاي طارد للغربة ونمَّه كفيلة بمصالحة النفس بالنفس.. تلك أشياء يستعصي على أعتى القاصين وصفها أو إيصالها للمتلقي
أستاذي محمد المرضي نعم العيش في تلك المناطق تجربة متكاملة كما اسلفت ولجمال روحك أهديك هذه القصاصة
Quote: وما اروع الريف وكردفان عامة والبادية خاصة في فصل الخريف ،فكأنها عروس اكملت الاربعين يوما، فعبق الاشجار كما (كَبَريت) العروس، والارض لبست حلتها الخضراء وتدثرت باعشاب الخافور وام مصابع وحِبال حشائش الضريسة، والوديان والخيران مملوءة فكأنها اسيافٌ مسلولة من اغمادها، واشجار السِّعات والقضيم والاندراب ملء احضانها، ونوار اشجار الكتر يضاحكها ويحصل علي قبلة مجانية من جروفها مع ابتسامة طفولية ،وتصدراحيانا اصواتا مزمارية حين تداعب اغصانها نسيمات السحر المضمخة برائحة جديد المطر، والكبابيش يَطلِقون عليه(واقع البارح الطير ما بينو) وطائر القمري يشدو ويقوقي وتجاوبه طيرة( ام سُورج )بلحنها الخماسي وايقاعها (الدليبي) حين تُصَفِّقُ باجنحتها علي صدرها، وهناك جدول صغير علي كتفه شالٌ و ملفحة درويش خضراء نسجتها الطبيعة من نبات (الدفرة) وفي عُمقه طائر الوزين (ابوكدوس) يسبح كأنه علي موعدٍ مع اولمبياد لندن وما اروع الصديق الشاعر الكباشي جمعة البري حين يصف الخريف :- سايق ضُهْرِي عام سَالاً جِروف ؤ خَورَّن والسَّاري الحلوب مَطَراتو فاقَن ؤ دَرَّن واصبح رابط الضحوي البِصُب واتْحَرَّن ؤسقَّايك كسر غادي وجواسْرِك شرَّن بِعَطْنَن فوق جواديلك تِلُوب ؤ حورَّن وابو الجاعورة بِدقُّو الكتيرها تورَّن والبرقة ام جرس رقَّت فحول ؤعَبَرَّن ولي شدر العِديد ناس ام قرين بتطرَّن ( الساري هو المطر الليلي – فاقن ودرن اي هطلن وهو تشبيه رائع جدا لان الفواق والدر للابل- السقاي هي روافد الوادي - والجواسر هي البرك-بعطنن من المَعْطن وهو مكان شراب الابل خاصة والانعام عامة ،وهي مفردة فصيحة ،ابو الجاعورة صوت البقر- البرقة ام جرس اي الاغنام –وعبرن من عبور وهي النعجة الشباب وام قرين هي الماعز) في طريقنا عرّجنا علي اضاة (ام حَطَب) لنسقي رواحلنا هذا اقتراح قدمته بدهاء ومكر لصاحبيَّ واقنعتهما به لانني ارهفت السمع لِشدو عذاري وعندما وصلنا للمنهل وجدناه ممتلئ بالنعم الصغيرة كالابقار والاغنام والماعز وبالحسان والشباب والاطفال الصغار ايضا مكثنا قليلا ثم ذهبنا في سبيلنا وفي الطريق مررنا بحسناءين جميلتين وعندما حاذيناهما وقد عرفننا (افندية) من هُندامِنا صَاحن منشدات بصوتٍ شجيِّ من غنا الجراري :- (مو افندي بي ساعتو ومو تاجر بي بضاعتو سِعْنو الحليب زاعتو ؤعايض لي رباعتو ) اي لا يعجبهن المدرس او ابن البنادر وان تجمَّل بساعته ولا التاجر وان كثرت بضاعته وانما يعجبها المملوء (سعنه) بالحليب والقارص والذي يتفقد (رباعته) رفاقه وكان وقتئذٍ لم يرجعوا الابالة من الجنوب (رحلة النِّشوق) ثم شدون ايضا وهُنَّ يخاطِبن الهرع:- الهَرع الجيت من فَجُر لقيت آتو في البَزُر لقيت عبدول ودصَقر ؤهَاد كاكليت فوق بَكُر (سألن الهرع وهو راحل من الجنوب قائلات:-من رأيتَ من شبابنا الناشقين (المشوقرين) ؟ فاخبرهُنَّ بانه رأي عبدالله ود صقر وانه استقطع جزء من ابله وجعل عليها فحلا (هاد) جملا(كاكليت) اي بعيرٌ جميل وكبيرٌ وطويل وكلمة كاكليت تطلق ايضا علي الشاب القوي ) وفي طريقنا لفت انتباهنا الاخ حنفي حين لاحظ بعض الماعز برشاقته وخفة ظلِّه يرعي فروع اشجار (الكتر والسِّعات و..) فقرأ علي مسامعنا قول درويش:- رأيتُ جبينك الفضِّي في الشفق وشعرك ماعزٌ يرعي حشيش الغيم في الأفق.... ونحن مع الانس الجميل والشدو.. والشمس ما تبقي لها الا القليل وتدخُل غمدها سمعنا خوار الابقار فوقفت ريشات قلوبنا وتنفسنا الفرح فلاحت لناظرنا الخيام والفرقان واتانا الراحل احمد ودحسن مهرولا وكان السلام بالاحضان ولم تمضي دقائق معدودة حتي اتانا القدح المُترع بالدُّخن وادام اللّبَن والسَّمن ثم شاي الحليب (الناعم- ابوكتحة –الدباّري) كما يحلو لاهل البادية:- الشّاهي ابولبن خلاني أمشي وانود ؤعانِج عَنجَة الصّقر اللِّقالو عَتُود اتنين وتلاتة ما بِتِمَّن المقصود وخمسة وستة في الراس بِفتَحَنْلُّو قِدود
Quote: اريت لو كان في تقنية تعيد الوطن الى برمجة ضبط المصنع كما هي في الموبايلات
الواحد يخرمج في الجوال ويعبث وعندما يغلب حيلةفي اصلاحه يعيده الى ضبط المصنع
حتى لو وجدت تقنية ذكية كتلك يا درديري ، من وين نجيب العمر، يا سيدي نحن ضاعت أجمل أيام حياتنا ساكت ، وللأسف خارج الوطن جسدا ولكن حتما ليس روحا وصدق في حقنا ما قاله جيفارا: (ربما يكون من السهل نقل إنسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه) ومن هنا تأتي المفارقة المحزنة حد المأساة، سيما إنو الباقي لينا ما كتير لأنو عمرنا ما أردب سمسم يا ود كباشي، والله إتبعزق في الجهات الأربعة وكان فينا خير فقط نوقف دولاب المأساة قبل أن يأخذ الأبرياء..
شكرا على كلامك ، اللون الأخضر يريحني رغم أن هناك من يحاول الإساءة إليه ، وفي إحتمال (أفتح) للمريخ وأشجع النيل..
05-20-2013, 09:06 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: عثمان موسى كلامك زى موية السرف الختوها في الزير وصارت تنقع طق ططق طق
كنا ، يا الطيب ، نقذف الحجر المسطح هلى صفحة الماء فيتقافز عدة مرات في حركة تشبه أداء ناديا كومانشي في الأولمبياد .. كلام عثمان موسى يشبه إلى حد كبير أداء ناديا في مونتريـال.. السهل الممتنع وكفى...
05-19-2013, 02:55 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: السودان ملامحه هي ملامحه ، فقط اختلف الاحساس بها وتحول من ذات مساحة واسعة لذات مساحة اخرى ضيقة ضاقت باهله واحكمت حلقاتهاحولهم ..
لكن رغم الضيق والاحكام بتفلت ملامح ومساحات جميلة مخزونة من السودان البنحمله جوانا ولم تفلح ايادي التعرية انه تغيره ..
يا مايا ، كنت أعتقد ذلك ، لكن السودان لم يعد ذلك السودان الذي عرفته على الصعيدين الجغرافي والإقتصادي ولا أريد الذهاب أبعد من ذلك ، نعم ، ربما يغلب علينا الإنحياز المطلق لبلدنا مضافا إلى ذلك النوستالجيا الحاضرة دوما فننكر التغيُّر الذي طرأ على ملامح الوطن، فهم لم يعد قلب أفريقيا ولا هو المليون ميل مربع ولا هو بطل أفريقيا بجهد المخلصين وبهدف (حسبو) في غانا ولاهو من يصالح بين كبار العرب وجبابرة أفريقيا ( حليل الكان بيهدي الغير ) صِبح غمران راقد في السهله، ولم يعد هو الذي تتبارى الدول لاستقطاب وده وخبرات تكنوقراطييه ومخرجات مؤسساته التعليمية وتسامح أهله والنأي عن القبلية والعصبية المنتنة.... يا مايا ، فقط نتمنى أن تصبح ال (ملامح الجميلة) التي وردت في كلامك هي الأصل وليست الإستثناء ، وهذا لايتأتي بالأماني ولكن بعمل جاد وما يهم هنا إنقاذ أطفالنا في ما تبقى من خارطة البلد وفقا لقوقل إيرث ..
الموضوع دا يجب ألا نتركه لغيرنا لأنه مسؤوليتنا المباشرة ، وأضعف الإيمان أن نعين عليه من تحـملوا بالأمانة نيابة عنا.. يا مايا.. أديك النجيضه - زي مابقول ودالصايم - الناس ديل كلهم بيرجعوا لبعض وبيتقاسموا ما يريدوه ، هكذا علمتنا الأيام، لكن ، للأسف، ما أزهق من أرواح بريئة لن تعود ..
لهم الجنه..
05-19-2013, 04:33 PM
وضاحة وضاحة
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 9116
Quote: عزيزتنا وضاحه دي أختاها، أنا شايف فيها خير كتير للأماكن الحكينا عنها دي، يعني أتوقع أن تبدأ معسكر تدريبي في أمدرمان عاصمة الهامش الوطنية ، واللي شافا محكره في بمبر فول عند الجان أو موسى نفخو تناقش مشروع إعادة تاهيل بير البردانة كمرحلة تمهيدية لحفر بيرين تلاته مويه في الشرق ما كضب.. قلت ليك وضاحه واصله ، وهي من جيل نعول عليه كثيرا في غسل الأدران والأحزان..
أنا جاد...
الله يرضى عليك يا حبيب الكل
Quote: نعم يا المرتضى لقد عهدتها هكذا فهي عن الأحقاد مرتفعة ..بالدراب ترمى فترمي أطيب الثمر
هسه هي مافي - بتكون قانصة يا ود حامد اخوي
أأأأأأأأأأأأه يا شيقا انا الايام دى ما انا ياخى
05-19-2013, 06:38 PM
الطيب شيقوق الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
Quote: كانت تغرف ذلك الماء ، وأقول (ماءا) بصيغة المجاز لأن ما جمَّعته كان شيئا غير الماء الذي نعرف ، كان مأساة في حالة سيولة تغرفها المسكينة في عادية غريبة وكأنها تنهل من زمزم ، وربما أن الأمر أصبح روتينا بالنسبة لها لأن قسماتها لم تتشكل على نحو يبين منه أي تردد أو امتعاض مما تغرف حتى لكأنها من الغير الذين اصطفاهم وعناهم بن كلثوم وخصهم دون غيرهم من العباد بالشرب كدرا وطينا.
بصراحة بوست رائع جدا وسمح زي سماحة السمحة زاتا
ربنا يديك العافية يت مولانا
05-23-2013, 08:18 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
ربما كانت تمني النفس برحلة سفاري عندما أتت لزيارة إبنها في السودان عام 2001 ولم تتوقع أن ينتهي بها الحال إلى إنشاء منظمة وأن تنقل المعاناة إلى البرلمان في بلادها ويتغير إتجاه إهتماماتها وعملها وأمانيها 180 درجة نحو ما ينبغي أن يفعله كل إنسان يحمل بين الضلوع قلبا رحيما.. الزول الماعندو رساله في الحياة دي أحسن يشوف ليهو رساله.. نبيلة..
شكرا لكلامك الطيب يا أستاذة عواطف فأنا لم أفعل شيئا .. صدقيني يعز علي أن أكتب من الكيبورد والأماكن المكيفة عن أناس عشت بينهم وأن أمجد بريطانية لما فعلته تجاههم وأن يكون أقصى ما أقدمه مال قليل وبضع كلمات خجلَى..
ياعبيدالطيب سلام..
سنواصل..
05-23-2013, 08:45 AM
عبيد الطيب عبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801
سلاااااااااام ومحبة الخواجي اللاابس الكاب والواقف مع بذر الري شاهدت مثله الخواجي "مايكل اشر" صاحب "موت الصحراء" شاهدته ببادية الكبابيش ومعه الخبير الراحل "جمعة ودسنين" قادما من بوادي الغرب "دارفور" ومكث معنا سنين نشق مع الناشقين والمشوقرين وتعلم حتي لهجتنا وحكاوينا
من الطرائف الكبابيش إذا إحتال عليك أحدهم يقولون "فلان دي أكلني أكلت راسا مملول" فمايكل أشر كان خبيره ودليله بالبادية "الدقلول ودحيدر" اعرفه جيدا همباتي وشيطان بادية الخواجي داير يشتري ليهو جمل وبندقية الكلام دي في الثمانينات قام الدقول باعو ليهو جمل "تلب" عجوز وباع ليهو بندقية خرتوش لكنها "دق ناس أبو زرطة" اي الحداحيد كما يسخرون الكبابيش من صاحب الخرتوش الحدادية وبعد شهور إكتشف مايكل أن الدقلول نصب عليه حيث باعه بعير عجوز لا يتحمل الصحراء والنشوق وكذلك البندقية.............. وفي لحظات تجلي والشباب في رحلة علي ضفاف الخيران وبعد ان لعبت "أم بلبل" برأس مايكل صاح مايكل مخاطبا صديقي الأستاذ سالم موسي بلهجة كباشية قائلا ياسالم الدقلول اكلني أكلت راسا مملول......... باع لي تلب جمال وباع ليّ بندق دق ابوزرطة والكبابيش في حجاهم "وغليتياتهم" بقول ليك ديك شدرة حمد أم ... جيت أجري ليها دق دق وفي قلب الصحراء سأل مايكل اشر جمعة ود سنين عن هذه الشجرة التي نبتت لوحدها في الصحراء؟! وكان جمعة سنين مصدعا فرد عليه بعفوية قائلا: دي شجرة حمد أم .... هل تدري مايكل صورها بكتابة وكتب تحتها "شجرة حمد أم ........ ومايكل مع جمعة ود سنين هما أصحاب قصة "مربط العجيل الشهير" وهو البرق الليلي الشمال شرقي
محبتي
(عدل بواسطة عبيد الطيب on 05-23-2013, 08:49 AM) (عدل بواسطة عبيد الطيب on 05-23-2013, 08:53 AM)
05-23-2013, 09:05 AM
عبيد الطيب عبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801
هاك دي هدية يا محمد المرتضي يا زول يا جميل قصاصة من مقال لصديقي وإبن خالي الشاعر محمد الطيب موسي "حنفي"
Quote: البداوة أصدقائى فايروس سريع الإنتقال ولاشفاء منه مطلقاً فايروس يساعد فى إنتشاره المبدعون فحين أصيب به إبراهيم الكونى أعدى الكثير من البشرية برواياته المجوس ونزيف الحجر وغيرها من كتاباته عن حياة الطوارق الملثمون فما أن تقرأها إلا وتتمنى أن تعيشها . هى فايروس إستطاع (السنوسى بدر ) نقله من عواصم الغرب للمهندس عبدالكريم الأمين (كيكى) بقطر فى قصة الفكي ( أب بعراية ) فايروس شخّصته عند عاطف خيري حين قال ( يكسر قناعاتو ويفر يسكن مع البدو فى الخلا وما يرضى غير الريح تجادلو وتقنعو). هى الحريه إذن البداوه لا أجد لها معنىً سوى الحرية . ما الذى يجعل عمنا الشيخ جامع على التوم يكره الظل والماء البارد والضراء والحياة السهلة بأم درمان ليعلن : البيت المســــــوّر كلّـــــــــــــــو قلبى أباهو قاشرتْ الرقاد فى ضـــلّو بى الإنقيبها من نومة الفجُــر بتــغُــلّــو كمْ للـــه ما قضيتَ زمناّ حُـــلّــــو والبداو’ هى أن يضطر شيخنا الفاتح قريب الله لتوفير عربه لضيفه ومريده موسى ود جلي الكباشي الحامدابي لتقله من حى ود نوباوى الى خلاء ام درمان ليقضى حاجته فالرجل لا يستطيع قضاءها فى حوش .هذا الموسى ود جلى ُ كان محطة رئيسية يتزود منها كل القادمين للحج من المغرب العربي وغرب أفريقيا بالمركب والمأكل . والبداوة هى أن يوقِف صديق الشيخ سائقه ليتزود بنظره من ذاك البهاء بتلك الوديان وأشجارها فى رحلة العوده الى صحراء السعودية ورياضها المزعومة وهى أن أن يترك الشريف على مولاى سيارته ومتجره بمليط ليتطلع رؤؤس الجبال مع أغنامه . وهى أن يقول لى كفيلي ذات رحلة الى الرياض بسيارة قيمتها فقط تعادل مرحات من الضان والإبل عندنا إنه يتمنى ان يصفِّى شركته ويتحول الى مـُربِى أغنام لأنه سرح فى صغره ببهمها . البداوه فى أبهى جمالياتها أصدقائى هى أن تترك فتاة نهدها عارياً فيتبادل شعرها والريح حجـبه لدقيقة وكشفه لثوان .
هذا الكتابه تحريضية أهديها لهولاء البدو الهاربين وهم صديق الشبخ/ حمد محمد حامد/ مصطفى الزبن / الحاج سعد الله/ على حسن عيسى /جمعة محمد سعبد /خميس عبيد/ وعبيد المقدم ورحّال أدم وسيف الدوله حسن وميرغنى الرحيمه وكثيرون غيرهم و قبل أن اطالبهم بالكتابة أو المساعدة بتزويدى بما يحفظون أسأئلهم ما انتم فاعلون وما العمل اللآن؟ هل نكتب ذكرياتنا كما فعل حسن نجيله إبن الحضر العابر بباديتنا ؟ نحن لم تكن لنا ذكربات بهذه البادية لنكتبها نحن لدينا حياة كاملة حياة جميله نبهنا مايكل أشر قبل اكثرمن عقدين انها تموت ولم نحرك ساكناً هل نقبع بهذه المنافى ونخطط لبناء بيوت أنيقه بالمدن ليحيا أولادنا كحضـَر؟ لا جدوى من هذا الخيار أحبتى : فهاهو عمكم حمد على التوم الوزير السابق ترك بيوته بالأبيض ونيالا وعمارته بالصافية وأمسك بمحجانه ليطعم ماعزه من سامقات الأشجار الصامده عُلــُّفاً، ألستم أحرارا لتردوا لها بعض دين؟ الم تستمتعوا بلحم غزلانها ونعامها وأرانبها وحباريها ودجاج وديانها وقمريها وبلومها والكثير؟ ماذا تركتم بها غير الفئران والثعابين؟ حتى الخنزير البرى ( ابو إنضلاف) لم يسلم منكم (هل تعنى أبو الأظلاف)؟ الم تأكلوا من أشجارها الصمغ والقنقليس والقضيم والقرقدان الم تقتلعوا شتول شجر المعراب المنقرض حاليا حين يكون بشَماً وتستمتعون بسُكـَّره اللذيذ ؟( ما أشببهه بقصب السكر) وشتلات صغيره لأشجار الكــِتـِرْ والهشاب ألم تقتلعونها لاستعمالها كسياط للقِشاط أو البِطان ؟. شاركتم فى الجريمة وتهربون من دفع الضرايب . التحدى الحالى هو الجهل والأميّه أخوتى حربنا يجب أن تكون ضد الجهل والأمية بعدها يأتي الفقر الذي أراه معركة فى حربنا ويمكن هزيمته لأن المنطقة لم تفقد ميزة العطاء بعد . أخوكم محزون أعزائي وأعدكم أنى سأكتب عن الجمال والشعر إن راق المزاج فهناك ديوان الكبابيش الكبير. فما نشره الدكتور عبدالله على ابراهيم تحت عنوان ديوان النوراب ( فرسان كــَنْجــَرتْ ) يعد نقطة فى بحر شعرهم الجميل . وما أكتب حالياً ملمح من أقصى حدودها الغربية والمنطقة حدودها تخوم أم درمان. تذكرت يومأً حالها ذات بهاء . بروقها ورعودها أمطارها جبالها وهادها أشجارها أزهارها وديانها وأهلها رعاهم الله الظاعنون يوماً والمقيمون يوما إذا صدق الخريف - ودائما كان يصدق ـ بناتها (العيونهن صفاهن سماى) وهيبة رجالها ( البتسنِد قفاى). تذكرت مغنييتها الراقصة طيرة (أم سورج) ويسمى أحياناً (ابو التكــّو الأزرق) والمستعدة للرقص والغناء ليوم كامل أجزم لو أن كاميرا ذكيه رصدتها تغنى وترقص قد تفوز بجائزة برنامج .so you think you can dance لم أشاهدها ترقص صيفاً أو شتاءاً فيوم أن تغنى و ترقص رقصتها النهارية تلك أضبط ساعتي عند منتصف الخريف فجماهيرها غيوم لا فراغات بينها وموسيقاها المصاحبة رياح جنوبـــية . فلا السامبا ولا الرمبا ولا حتى رقصة الخرطوم في أبهى لياليها تدانيها ذكرتها فغنيت لها: بــرّاق الصعيدْ جـَدّدْ علىَّ حسارىْ فــَكْ ساهيتو والزيف البولـِع نارى والضحوى العويـــر عقينو ليهو سوارى خلــّـن حتى دوداب المشارِع جارى والوادى المجــرِّّف وعــرقو بلحيل ضارى جابْ هــَشّومْ مَكـَـنّتْ ماشى كـنّّــو لوارى بى العربية محتاح لى ثمانية كبارى قطعوعو الضعنهن فى الرحيل متبارى وإتشبح فريق عرباً عزاز ومضارى فوق قوزاً عضى وساوى ومقامو بضارى ماهن ناس جـَررّب ناس قفوف وضهارى حد عينك تشوف بتشوف خضار× خضارى نازلين فوق بِخــيِِّّت دنيتو البَـــقـــّارى ترا ( الحــُــم ) جاورَنو وحـمره جاتو عصارى (الحُُم النساء وحمره البقره) والبسطه الكبيره السيّد ( الكبسارى) (كبسور راعى الضأن) يعزم بى طلاق عيل تشرب( الدبّارى) (الدبارىالشاى بدون سكر) خلاص جوعة الرشاش عدت صرفها البارى ضحى بطقطقها مُطّالتو أم حروف ما بضارى و(أم سورج) مُوَقـِّفا بوشها (كُـــدّه ) نهارى شبعت فى الرقيصْ عيل مالقت طنبارى وناس زينوبا وردن لى الرهود وا نارى وجابن ذكـــرة المتقشطين بى كمارى (الكمر: حزام تحفظ به الذخيرة ويتمنطق به) ولداً كيفى طافش وفى المدارس قارى ما بتسمعلو فى طاعم غناهن طارى واللبـــَّـاعة جاتهن من من سِهَم ناس سارى ( اللبّاعة : الناقة) تتراحل مع الهرع البسوق متبارى متبارى (والماشى العرب شدّه البهيح البارى) (قصـّــر لى المُشط شال الكلاش الفارى) ( ما بين الأقواس للشاعر النور شيخ إدريس) ديل يا خويا مو جايبهن الجــرّارى جايــين عافية بس مستغرضين فى مضارى البَذر القعادهن فى الفريق لى طارى ( البذر : الصبيان) جاب ليهن بشارة السافل المُخبارى بعد باكر بغــيـِّر كل زول فى بشارى وبخــلّو الدكــة لى عاشق الشفون والسارى دكتور جمعه جاتك راجعه كان بتبارى بسم الله قول دى الفاتحه فى مسدارى
يشهد الله انى لا اعرفك ولم التقى بك . اتابع سودانيزاونلاين منذ زمن ليس باليسير بكل مافيه من المعارك الكبرى والصغرى بكل الخيبات والامال والالام واحفظ للجميع احيانا مداخلاتهم وانفعالاتهم وردودهم حتى التى تفوق حتى التوقع بمختلف اطيافهم السياسية والفكرية واحيانا احضر بعض المناسبات الاجتماعية التى تجمعهم واقول بكل الصدق الا حرف يشدنى واحس الصدق يفيض عنه الا حرف هذا الرجل الذى لم اعرف ولم التقى . ليت ساستنا ومفكرينا تعملوا منك ما يجعلهم رجال بحق . متعك الله بالعافية وحفظك نموذجا للسودانى الذى نعرف وشكرا لحرفك الذى بادبه يستفزنا فلايترك لنا خيارا الا نقول ماقلنا
يا ود المرتضى سلام عليك وعلى ضيوفك يا اخي انت زول رايع لو في طريقة سجود لسجدت لكلامك ده
Quote: عزيزتنا وضاحة، ال (معلومات) لاتكفي، لو عايزه تعرفي البلد جد جد أمشي عيشي هناك ، أخدي ليك سنه في المجلد وبابنوسه ما بعيده وشوفي أبيي وكيف يتعايش الناس هناك بمحبة وبرضو (يتداوسو) بشرف ورجوله ثم يعودوا أهلا ، لاتكفي قراءة بضعة صفحات (زي مانيوال التلاجه ) لمعرفة كيف يعمل شعب ويعيش ويعشق وبم ينفعل سلبا وإيجابا ، هسه يا وضاحه ريحة الدعاش والغيم رذاذا في العصير دي أوصفها ليك كيف، عصيدة الدخن باللبن حار من ضرعو في إحدى أمسيات شتاء ( تِنقِلاني ) جنوب دارفور دي تضوقيها وين ، في اليوتيوب ؟ ما بتجي ، هسه لمسة الحنان أو النظرة المختلسة بزاوية 90 درجة من الحبيب مع ابتسامه 3000 واط في لمَّة نُقَّاره أو بيت (لعبه) أو بين قصب الصريف أجعص دكشنري بيترجما ليك؟ يا وضاحه ليس من سمع عن الحرب كمن خاضها.. يا ست ابوك ( أم جِنقِر) ال DHL ما بجيبا ، حرررم تاكلي دجاج في موقف اللوري في خريف ام صميمة إلا تفتحي بلاغ احتيال ضد KFC .
Quote: بريد زولي
وزولا سمح صوره لو بالفاتحه بِندورا.. أركزي يا وضاحه .. أركزي .. ..
يا اخى انت راجل مبدع حد الادهاش يسلم قلمك وفلبك وعقلك يا اخي بالله اكتب لينا عن الكجور والسبر ورقصةالكِرنق والكمبلا خلينا نستمتع بحلو حكيك واناقة كلماتك
05-23-2013, 02:52 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
سلامات ياخ ، شكرا على الكلام الذي يغري بالمواصلة ، طبعا قريت الإسم خارج العصب البصري لأغراض شخصية، لكن - وعلى غير العادة - مشيت للبروفايل قلت يمكن ألقا حاجه توضح الإسم الغريب ... حاجه تشفع ... زي ما قال محمد ميرغني ، عموما لقيتك ، يا سامي ، والله لانكتب سوى بعض ما نحس تجاه تلك الأماكن وذلك الزمن ، ياخ الذاكرة أجمل مافي هذا العقل وأسوأ مافيه أيضا ، تنجدك وتجلدك ، نِعمة ونِغمة، نلجأ إليها في زمن الغارات زي البنكرز الخرصانية المسلحة .. السودان سمح لامن سمح لكن النفوس أمارة بالسوء ومصيرها أن تثوب وسيبقى نفاج الخير مفتوح وباب الأمل متاكا وفريق النصر مرشح للنهائي يا حبيب..
05-24-2013, 10:59 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
شكرا لكلامك يا العزيز.. ود حد الزين في خاطري ليس إسما وحسب بل حالة متكاملة وإرشيفا لا تنل منه الأنواء والسيول والحروب وحتى الزهايمر.. حاجات الطفولة لا تنسى يا اسماعين ، زمن الهارد ديسك نضيف لم تضربه فيروسات المدن والساسة اللصوص.. إسماعين حسن ، ويا للصدف، كان من أوائل الذين صافحت أشعارهم مسامعي حين انتدب وردي كناطق رسمي بإسمه فقدم بيانه الشهير في ضل عصرية بكجورية بعنوان خاف من الله على قلبي ، من يومها استعبدني وردي وود حد الزين وكجوريه ، لن تبارح ذاكرتي صورة الوالد بجوار الراديو ببطارية بيريك خارجية وهو يستمع ويحرك يديه كمن يخاطب ملاكا في السماء حين يوغل وردي في معراجه صادحا زرعت الشوك على دربو.. .. ياما..
هنا كجورية الإبتدائية أنا بقول يا زمان هل من عوده هل، وإنت يا اسماعين قول آمين ..
ماعز وموية باتريشا يا عبيد تسهل على كثير من العباد ، والماء تحديدا له أثر حاسم في حياة الإنسان وقد جعل المولى منه كل شئ حي، لذا أجد أن كل محاولة لدعم باتريشا أو تكوين منظمات عمل طوعي من قِبل أهل البلد، ومنهم نحن بتاعين سودانيز ، عمل ضروري وملح وعاجل ، وإلا أصبح تقصيرنا (ووتر) قيت تفوق بتاعت الفندق الواشنطوني الشهير. عارف يا عبيد ، فقراء البشر حول العالم يتحدثون عن توفير مياه صحية ونحن ما زلنا في القرن الواحد وعشرين نبحث عن الماء في عضمو ، صِحي وما صِحي دا موضوع رفاهية عندنا، نحن نبحث عن الماء زاتو وقد آن الأوان للتعامل مع الأمر بجدية سواء في شرقنا أو غربنا فندرة الماء ، مع إمكانية توفيره ، أصبحت كابوسا وضاعت بسبب تلك الندرة أجمل أيام أهلنا بحثا عنه وتغزلا فيه بأنت الذي أتعبتني وأنت الذي فيك راحتي ،
بالله دا مش (مغرب العمر وإخفاق الشعاع زاتو)؟
05-25-2013, 04:27 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
من إبداعات الفيس بوك وتسهيلات بكري لعضويته للمشاركة في المنبر أن تأتيك مداخلة من شخص غير متوقع ، عموما حبيبنا وقريبنا محمد عثمان الحاج المشهور ب (Stella) فاجأني بأنه صاحب المداخلة أدناه ، والحق يقال أن ستيللا لو قيض له الكتابة هنا لتواريت وانزويت واكتفيت بالمشاهدة لأنه مرجع في كل ما ورد بهذا البوست.
محبتي يا ستيللا.
05-25-2013, 05:00 PM
معتصم محمد عبدالرحمن معتصم محمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 04-14-2013
مجموع المشاركات: 120
Quote: نحن نبحث عن الماء زاتو وقد آن الأوان للتعامل مع الأمر بجدية سواء في شرقنا أو غربنا فندرة الماء ، مع إمكانية توفيره ، أصبحت كابوسا وضاعت بسبب تلك الندرة أجمل أيام أهلنا بحثا عنه وتغزلا فيه بأنت الذي أتعبتني وأنت الذي فيك راحتي
100$
بذره لشجرة المويه.
ممكن من البوست ده بس نحفر بير, شوف من الموقع ده ممكن يتحفر كم واحد تاني؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد المرتضى حامد
عمر الفاروق عبد الله الشيخ
حيدر حسن ميرغني
أيمن الطيب
Ahmed al Qurashi
وضاحة
معاوية المدير
Osman Musa
علي محمد الفكي
Jamal Mustafa
كمال سالم
ABUHUSSEIN
خالد علي محجوب المنسي
طارق جبريل
الطيب شيقوق
إبراهيم عبد الحليم
Ishraga Mustafa
Kabar
محمد عبد الماجد الصايم
Mahmoud Mustafa Mahmoud
الشامي الحبر عبدالوهاب
د.يوسف محمد طاهر
محمد حمزة الحسين
عمار محمد ادريس
Farida Mahgoub
عبيد الطيب
عواطف ادريس اسماعيل
إسماعيل حسن
معتصم محمد عبدالرحمن
Emad Eldeen Ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست