عذاب الملكين في جهاز المغتربين !!!!
شاءت الظروف أن أسافر للخرطوم مرتين وأعود خلال أسبوع واحد فقط وليتني ما سافرت لقد تعذبت عذاب السنين في جهاز المغتربين الذي يضع في كل ركن من أركانه بوسترات تؤكد حبهم وأخلاصهم للمغترب وتفانيهم من أجل راحته وسعادته بينما يحدث العكس تماما منذ أن تطأ أقدام المغترب أرض الجهاز يشعر أن بساط الحب قد سحب من رجليه وحل محله عداء سافر من قبل معظم وليس كل الموظفين القابعين خلف المكاتب الزجاجية بوجوه عابسة ونظرات يتطاير منها الشرر وكأن المغترب عدوا لهم وليس مواطنا يجب أن تتوفر له الخدمة التي جاء من أقاصي الأرض ليدفع مافي الجيب رغم عدم قناعته بذلك سواء كان ضريب إلزامية أو زكاة أو خدمات أو غيرها مما تجود به قريحة منظري أسس ولوائح جهاز المغتربين الذي يستند إلى قرار مجلس الوزراء حسب ما يقول موظفيه . في المرة الأولى تكرمت أحدى الزميلات بصحيفة السوداني بعمل تأشيرة الخروج نيابة عني لضيق الوقت وقد أخبرتها أن المبلغ المطلوب مني 100 دولار فقط إضافة إلى رسوم التأشيرة لكن عندما دخلت ردهات الجهاز وهي على ثقة من إنجاز مهمتها خلال نصف ساعة بمساعدة بعض الزملاء في القسم الإعلامي إذا بها تتفاجأ بمبالغ جديدة وأنني لم أدفع منذ أكثر من سنة رغم وجود جهاز كمبيوتر أمام كل موظف يفترض أن يعمل كليك على أسمي لتظهر له كل المعلومات , أصيبت صديقتي بخيبة أمل كبيرة وظللت أتابع معها عبر الهاتف وأقدم لها ما يمكن أن يسهل مهمتها من معلومات وتواريخ وأرقام إيصالات علما أنني قبل سفري ذهبت للسفارة لأدفع ما تبقى للحصول على خلو طرف إلا أن مسئول الضرائب أكد أنهم لم يستلموا من الجهاز القائمة الجديدة حتى الآن وكأن القائمة تأتي محمولة على ظهور الدواب وليس عن طريق الأنترنت عموما أنتهى الموضوع بعد تعب شديد وواسطات كما دفعت صديقتي كل ما تملك نيابة عني ليصل الملبغ 182 دولار وهوآخر مبلغ مطلوب دفعه بع ثلاثة أيام عدت مرة أخرى للسودان وفي اليوم الثاني حملت جوزاي بنفسي وكل طرب ونشوة لاعتقادي أنني قد انتصرت عليهم أخيرا ولا يستطيع أي موظف من ذوي الوجوه العابسة أن يقول لي تلت التلاتة كم أول ما دخلت الجهاز شعرت بحالة اكتئاب صحبتها صداع حاد وغثيان شديد لا أدري أسبابه مع أنه ينتابني كل ما وطئت قدماي جهاز المغتربين المهم بدأت بأول شباك ليتم تحويلي من شباك لآخر دون أن أنجز شيئا إلى أن وصلت شباك رقم 5 تفحصت الموظفة التي ترتدي زي شرطة جوزازي وبعد أقل من ثانية لمعت عيناها وانفرجت أساريرها وكأنها أكتشفت الخطيئة الكبرى لتقول لي الجوزاز لازم يتجدد قلت لها يا بنت الحلال الجواز ساري المفعول حتى أواخر أبريل 2007 ونحن في أول ديسبمبر ردت بكل صلف لتقول ماحتقدري تعملي حاجة من غير ما تجددي الجواز قررت مقابلة الضابط المسئول ولكن لاأحد ذهبت إلى كل من له علاقة بالأمر لأن مواعيد طائرتي قد أوشكت لكن لا أحد ليس هناك سوى الموظفين القابعين خلف مكاتبهم الزجاجية بوجوههم العابسة والمغتربين المعذبين من شباك إلى آخر وهم يدعون على الجهاز وعلى كل من يعمل به بعد أن ضاقت بهم السبل وقلت حيلتهم وصرفوا كل ما تبقى لهم بل استدان بعضهم ليكمل إجراءت التأشيرة التي لا تبقي ولا تذر . لم تفلح جميع محاولاتي لعدم تجديد الجواز بالفشل وأعادوني من حيث أتيت لأشتري طلب تأشيرة ب23 ألف ونصف وكالعادة قالت الموظفة ليس لديها فكة فقلت لها فكيني وأعطيني الطلب مش عايزة الباقي وبعدها عينكم ما تشوف إلا النور بدأت بشباك الخدمات ولكن قب أن أبدأ سالتهم ماهي الخدمات الت تقدومنها لندفع ثمنها فرد على أحد الموظفين الكرسي الذي تجلسين عليه ( بلاستك ) والمروحة أو المكيف إلخ ثم استطرد والله المغتربين ديل ناس عجيبين جدا أنا لا أهضمهم أبدا كذابين ومراوغين معاهم فلوس ومش عايزين يدفعوا , بيحلفوا المصحف بالكذب قلت له لماذا كل هذا التحامل المغتربون تغيرت ظروفهم وكبرت مسئولياتهم أولاد في الجامعات وأهل بالسودان يمدون لهم يد المساعدة وجهاز مغتربين يفغر فاهه ويقول هل من مزيد ؟ ضحك ساخرا أهل بالسودان ؟ مافيش مغترب واحد بساعد حد أنتي مثالية أكثر من اللازم في هذه اللحظة شعرت أنني في واد وهو في واد آخر وأن كراهيته للمغتربين متأصلة ويصعب اجتثاثها في هذه اللحظة رأيت اثنين منو موظفي الجهاز الذين تعرفت عليهم سابقا أحدهم يدعى مهند هذا الشاب والحق لله يخدم الجميع بهمة ونشاط ولا يطلب منك حتى كلمة شكر بل العكس يشعرك بعزة نفس لا مثيل لها ويسحرك بكبرياء قل أن تجد مثله وهناك أيضا عماد الذي لا تفارق الابتسامة شفتيه وهو يوجه جحافل المغتربين التائه الحائرة في أمرها إلى المكان الصحيح بلا كلل أو ملل فالتحية لهذين الشابين العظيمين الذين حملا أوراقي وفي لمح البصر جددا الجواز واستخرجا تأشيرة الخروج وورقة خلو طرف من الضرائب .أعود مرة أخرى لعذاب السنين في جهاز المغتربين حيث يشعرك المكان وكأنك في يوم الحشر بسبب تكدس المغتربين المساكين الوقفين أمام شبابيك الموظفين الذين اختفوا من المكان فجأة لنعرف بع حيرة شديدة أنهم ذهبوا لتناول الإفطار ليعودوا بعد أكثر من نصف ساعة وهم أشد عبوسا رغم تناول شاي بعد الفطور وسيجارة لزوم الكيف والإستعداد لبهدلة المغتربين الواقفين على أرجلهم منذ الصباح الباكر منهم من يحلف أنه جاء لوفاة والده ولا يملك حتى ثمن التذكرة التي أتي بها ليرد عليه الموظف لما إنتو تعبانين في الغربة كدا ما ترجعوا قاعدين هناك ليه؟ قلت له هل تضمن له سكن ووظيفة أجاب نحناما شغالين والحمدلله الحصل لينا شنو ؟ في هذه اللحظة تأكدت أنني أؤذن في مالطا وأنني في واد وهو في واد آخر . سؤال مشروع : لماذا لا تفكر إدارة جهاز المغتربين في اللامركزية وتقوم بإنشاء فروع لها في الخرطوم بحري وأمدرمات لكي تخفف على موظفيها العابسين والمغتربين الذين لايجدون أي إجابة لعدة أسئلة حائرة . على فكرة قد يكون الغاء الضريبو قرار وهمي فقد كتب على خلو الطرف يسري هذا الخلو حتى 12-31 -2006 يعني السنة الجديدة تحمل لكم العديد من المفاجآت كما قال أحد الموظفين العابسين .

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]