|
Re: قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق (Re: hala guta)
|
الأخت هالة قوتة تحية وسلاما أشكرك لجمع مقالات الأخ الحاج وراق في مكان واحد في هذا البوست..
لقد كان في نيتي أن أعلق على الموضوع بمقال منفصل، ولكني ساهمت في بوست مشابه كتبه الأخ هدهد بهذه المداخلة.. أحب أن أضيفها إلى بوستك هذا Re: نعم يجوز الخروج من ملة الاسلام..والقتل ليس حدا للردة وهاهي
أولا أشكر الأخ هدهد على هذا البوست، وقد كان في نيتي أن أشارك منذ وقت، وفي الحقيقة كنت أنوي فتح بوست أعلق فيه على مقالات الأخ الأستاذ الحاج وراق في عموده المتميز "مسارب الضي" والذي رأيت منه ثلاث حلقات خصصها لنقل رأي باحث سوري يرى أن حد الردة لم يرد في القرآن وأن القتل عقوبة للردة لم يعرف عن النبي عليه السلام ولا عن خلفائه الراشدين.. في تقديري، أن كثيرا من المسلمين اليوم يريدون أن يدافعوا عن الإسلام بقولهم أنه ليس هناك أمر بقتل التارك لدينه المفارق للجماعة، ولكنهم من غير أن يدروا يخلطوا بين الشريعة الإسلامية في مستوى العقيدة وبين الدين الإسلامي في جوهره، أي في مستوى العلم والحرية وحقوق الإنسان في الكفر أو الإيمان، ويستدلون بآيات أصلية، ولكنهم ينسون أن هذه الآيات منسوخة ولم يقم عليها حكم.. مثال لهذه الآيات التي يستدلون بها هو قول الله عز وجل: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"ـ وكون أن الأمر بقتل من يرتد عن الإسلام، أو من يترك الصلاة وإقامة الشعائر، لم يرد في القرآن ليس حجة على أنه ليس موجود في الشريعة الإسلامية.. فمثلا رجم الزاني المحصن والزانية المحصنة لم يرد في القرآن، ولكنه ورد في الحديث وقد مورس بالفعل في زمن النبي عليه السلام.. ولا يخفى على أحد أن الشريعة الإسلامية التي تدرس في كل المدارس في الدول الإسلامية نجد بها ما أورده أحد المداخلين هنا من حديث النبي عليه السلام الذي رواه البخاري ومسلم: عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يحل دم امرىء مسلم إلا بـإحـدي ثـلاث : الـثـيـب الــزاني ، والـنـفـس بـالنفس ، والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة] إن الإسلام يهودي مسيحي، بمعنى أنه جاء جامعا لخصائص الديانتين اليهودية والمسيحية ومطورا لهما.. وقد تم تطبيق الطرف اليهودي من الإسلام، بينما بقي الطرف المسيحي منسوخا في المرحلة، وقد جاء وقت تطبيقه ببعث الآيات التي كانت فيما مضى منسوخة.. اليهودية ذهبت إلى حدود بعيدة في معاقبة المرتد من دينه التارك لشعبه وجماعته وسأورد لكم هنا بعض النصوص التي اتبعها بنو إسرائيل وقتلوا بها كل من رأوا أنه ارتد عن دينه بما في ذلك بعض الأنبياء والرسل.. ولا يخفى أن اليهود يعتبرون المسيح يهوديا ارتد عن دينه، ويعتبرون كل المسيحيين متبعين لنبي كاذب ضال ادعى كذبا أنه المسيح الذي ما يزالون ينتظرونه.. من المعروف أن اليهود منذ زمن سيدنا موسى كانوا يقدسون السبت ولا يعملون فيه ولا يسعون فيه للصيد أو الزراعة أو الاحتطاب.. ويعتبرون من ينتهك السبت ويعمل فيه أي عمل مرتد عن دينه ويجب أن يقطع من شعبه بالقتل..
جاء في الإصحاح 15 من سفر العدد في الكتاب المقدس: 32وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. 34فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. وقد جاء القرآن مؤكدا حقيقة حرمة السبت.. قال تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) البقرة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47) النساء وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (154) النساء وعندما جاء سيدنا عيسى رآه الفريسيون يعالج رجلا يوم السبت، فاتهموه بأنه ينتهك حرمة السبت، فقال لهم قولته المشهورة: السبت من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت.. ونسخ من يومئذ ما كان من أمر السبت وجاء بأمر جديد على اليهود، ولكن اليهود ما كانوا ليؤمنوا له، وما يزالون على ضلالهم..
خلاصة القول: إذا كنا نعتبر الإسلام في مستوى الشريعة الإسلامية فهو كاليهودية لا يجوز للمسلم أن يخرج منه، وقد جاء الأمر بقتل من يرتد عن دينه أو يفارق الجماعة، حتى ولو لم يدع غيره إلى ذلك، باعتباره زنديق، وقد قتل كثير من المتصوفة استنادا على هذا الأمر أذكر منهم الحلاج والسهروردي وغيرهم، مع أنهم، لمن يعرفهم، كأنبياء بني إسرائيل الذين قتلهم اليهود.. وقد نعى ربنا سبحانه وتعالى على اليهود قتلهم الأنبياء بقوله: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) البقرة..
[..]
ياسر
|
|
|
|
|
|
|
|
|