قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-30-2003, 10:44 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق

    الاخوة/ات الاعزاء
    سلام للجميع
    هذه سلسلة مقالات بقلم الاستاذ الحاج وراق نشرت بجريدة الصحافة والتى تلقى بسببها الحاج وراق تهديدا بالقتل ونسف دار الصحيفة ,والحاج وراق هو احد العشرة المهدر دمهم فى موجة التكفير وهدر الدم الاخيرة



    الحلقة الاولى
    قتل المرتد : «1» الجريمة التي حرمها الإسلام
    الحاج وراق



    * حرية الضمير، أي حرية الاعتقاد، مقدمة كل حرية أخرى، ولأننا لم نزل في العالم الإسلامي نغمط هذه الحرية، بفتاوى من فقهاء الظلامية وبدعوى (قتل المرتدين)، فليس غريباً ان الاستبداد الشامل مازال يفشو في عالمنا، وعلى رأسه بالطبع الاستبداد السياسي.
    * فهل يتفق الاسلام وماذهب الىه فقهاء الظلامية؟
    لقد توفر أحد الباحثين المخضرمين على دراسة هذه القضية، وهو الاستاذ محمد منير أدلبي - من سوريا، ونشر دراسة تحليلية موثقة تثبت بطلان الزعم بمشروعية قتل المرتد في الاسلام، تحت عنوان (قتل المرتد: الجريمة التي حرمها الاسلام) وصدرت عن (دار الاوائل) 2002م.
    * ويورد الاستاذ محمد منير اهمية المشكلةقائلاً:
    الحق اقول لكم فانتبهوا وتفكروا:
    من خلال الاعتقاد بشرعية «قتل المرتد»،
    حرض المفسدون من حرضوا،
    وقتلوا ظلماً من قتلوا،
    وسفكوا اغتيالاً دم من سفكوا،
    فعلوا كل هذا،
    من غير تردد في العقل،
    ولا وجل في القلب،
    ولا وخذ في الضمير،
    لماذا؟
    لانهم يؤمنون انهم ينفذون حكم الله فيمن يعتبرونه هم كافراً مرتدًا حلال الدم.
    والحقيقة ان الله ، ورسوله والاسلام براء من هذا الافتراء، ولكن اين من يخطئ هؤلاء في اعتقادهم والكل تعلم ويتعلم منهم الدين والأحكام؟
    أين من يعلم اجيالنا، التي تتلمذت على ايدي هؤلاء الناس، حقيقة حكم الاسلام العظيم الذي هو رحمة وامل وسلام على العالمين، ويبين لهم البيان الحق للقرآن المبين، ويفهمهم ان (قتل المرتد) جريمة حرمها الاسلام وشرعها المشايخ في عصورالظلام، وانها افساد في الارض يغضب الله تعالى، وان الذي يُقتل اثناء قيامه بهذه الممارسات لا يموت شهيداً وانما يموت مجرماً قاتلاً لنفسه وللبريئين من عباد الله تعالى).
    * ولاثبات قضيته يلجأ الباحث الى القرآن الكريم و الحديث النبوي، والى السيرة، والى مناقشة مايسمى بالاجماع في فصول متتابعة.
    ويبدأ الكاتب بالقرآن الكريم فهو الاساس، مورداً في ذلك الاية : (تلك آيات الله نتلوها علىه بالحق، فبأي حديث بعد الله يؤمنون)
    ومن ثم يورد العديد من الآيات القرآنية، والتي تنص بصورة واضحة لا لبس فيها على حرية الاعتقاد:
    * (لا اكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي)
    البقرة 257
    * (وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر)
    الكهف 30
    * (وقل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم، فمن إهتدى فانما يهتدي لنفسه، ومن ضل فانما يضل علىها، وما أنا علىكم بوكيل)
    يونس 108
    * (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
    يونس 100
    * (فذكر إنما انت مذكر، لست علىهم بمسيطر)
    الغاشية 22
    * (وما أنت علىهم بجبار، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)
    سورة ق 46
    * (ولو شاء ربك ما أشركوا، وما جعلناك علىهم حفيظاً، وما أنت علىهم بوكيل)
    الانعام 108
    * (قد جاءتكم بصائر من ربكم، فمن أبصر فلنفسه، ومن عمى فعلىها، وما أنا علىكم بحفيظ)
    الانعام 405
    * (ربكم أعلم بكم ان يشأ يرحمكم، وان يشأ يعذبكم، وما أرسلناك علىهم وكيلا)
    الاسراء 25
    * (وكذب به قومك وهو الحق، قل لست علىكم بوكيل)
    الانعام 67
    * ليصل الكاتب من هذه النصوص القرآنية الى «هذا هو الإسلام وهذا هو القرآن.، فمن العلم بهذه الآيات الكريمة، من الاستنارة بهذا الفيض من النور الالهي تشرق شمس الحق ساطعة علىنا: يقول الله رب العالمين كما جاء في القرآن الكريم انه هو الذي شاء فأعطى حرية الضمير وحرية العقيدة للناس، وهو وحده الذي يجازي الناس على هذه الحرية، وهو وحده السلام المؤمن المهيمن فلاهيمنة لأحد على احد من الناس فيفرض علىهم عقيدة او يمنعه من الايمان بعقيدة..
    وهو العزيز الجبار المتكبر فلا يتجبرن احد على احد فيكرهه على ما يعتقد. ولا يتكبرن احد على عباد الله فالكبرياء والجبروت لله وحده. يا أيها الناس ان الله عز وجل لم يجعل سيدنا محمد صلي الله علىه وسلم على عباده وكيلا، أفتجعلون من أنفسكم وكلاء عن الله على عباده؟!»
    * ثم يورد الكاتب الآيات القرآنية التي تحدثت عن الردة ليخلص منها الى أنها لم تنص ابداً على قتل المرتد وانما تركت عقوبته على الله سبحانه وتعالى:
    - (ولايزالوا يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا، ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)
    البقرة 258
    - (ان الذين آمنوا، ثم كفروا، ثم آمنوا، ثم كفروا، ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) النساء 138
    (لاحظ : تكرار الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا، فلو كانت عقوبة الفعل القتل فهل ترى تتوفر لهم امكانية تكرار ذات الفعل مرة أخري؟!)
    - (ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى، الشيطان سول لهم وأملى علىهم)
    محمد 8
    - (من كفر بالله بعد إيمانه، إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدرا فعلىهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)
    النحل 105
    - (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع علىم)
    المائدة 55
    نواصل

    ......

    (عدل بواسطة hala guta on 08-30-2003, 10:48 PM)

                  

08-30-2003, 10:46 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق (Re: hala guta)



    2/4
    * نواصل مع الأستاذ/ محمد منير ادلبي في مؤلفه: (قتل المرتد: الجريمة التي حرمها الإسلام).

    وقد أورد -كما سبق- العديد من الآيات القرآنية التي تتناول الردة، دون أن تنص على عقوبة دينوية عليها ونضيف إليها:

    - «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم. ومن ينقلب على عقبيه فلن يضير الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين». آل عمران 145

    - «إن الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون». آل عمران 90

    * ولتأكيد الاستنتاج بأنه لا عقوبة دنيوية للمرتد، يورد الكاتب مؤامرة احبار اليهود في زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والتي يرويها القرآن الكريم في سورة آل عمران آية 73:

    «وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أُنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون».

    ويورد تفسير الحسن البصري لهذه الآية: «انهم طائفة من أهل الكتاب ارادوا ان يشككوا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يظهرون الايمان بحضرتهم، ثم يقولون عرضت لنا شبهة اخرى فيكفرون ويستمرون على الكفر حتى الموت..»

    ليخلص الكاتب إلى «فإذا كان قتل المرتد هو الحكم الذي كان يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطبقه، فكيف كان يمكن لليهود الذين هم (أحرص الناس على حياة) أن يجرأوا على التفكير في اعلان اسلامهم أول النهار، ثم اعلان كفرهم آخره، اذا كانت حياتهم هي الثمن الذي يدفعونه بسبب ارتدادهم؟!».

    * ثم يناقش الباحث خطأ الذين يستشهدون بالآية: «... فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا ايمان لهم..» ليصلوا منها إلى حكم بقتل المرتد.

    ويدرج الباحث الآية المذكورة في سياقها من سورة التوبة الآيات من 3-14 ليتضح معناها:

    ( واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله، فإن تبتم فهو خير لكم. وان توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم* إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فاتموا اليهم عهدهم إلى مدتهم ان الله يحب المتقين* فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم* وان أحد من المشركين استجارك فآجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه، ذلك بأنهم قوم لايعلمون* كيف يكون للمشركين عهد عند الله ورسوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام، فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين* كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون* اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله انه ساء ما كانوا يعملون* لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وأولئك هم المعتدون* فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فاخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون* وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون* ألا تقاتلون قوماً نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أتخشونهم، فالله أحق أن تخشوه ان كنتم مؤمنين* قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين». التوبة 3-14

    ليصل من ثم إلى أن هذه الآيات تشير إلى المشركين الذين نكثوا عهودهم واستهزأوا بالدين وليس فيها أي ذكر لأناس ارتدوا عن الإسلام.

    وتخاطب هذه الآيات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بأن الذين صاروا اعداء لدينك هم أول من سيبادر بالاعتداء عليك. وتعطيه الاذن بقتالهم وزعمائهم الذين عهودهم زائفة وغير جديرة بالتصديق.. وان الاذن قد اعطى من اجل صدهم عن القيام بأعمال عدوانية سيبادرون بها للقضاء عليك.

    ونجد في موضع آخر من القرآن الكريم توجيهاً بالتعامل مع الكفار الآخرين الذين لم يتجاوزوا حدوداً معينة:

    «عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم * لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين* انما ينهاكم عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون» الممتحنة 8-10

    فنجد ان الله تعالى يأمر المسلمين بأن يكونوا بارين بالكفرة والمشركين الذين لم يقاتلوا المسلمين ولم يخرجوهم من ديارهم، كما يأمرهم أن يتعاملوا معهم بالقسط، فكيف يمكن للبر والقسط أن يتفقا او ينسجما مع الإكراه والعدوان؟!

    ومن ثم يخلص الكاتب إلى أن الآيات المشار اليها في سورة التوبة، تتحدث عن المشركين المقاتلين والذين تجاوزا حدوداً معينة. ولا علاقة لها من قريب او بعيد بالمرتد عن الإسلام. وإلا فإن القائلين بذلك لا يمكنهم تقديم اى شرح لهذه الآيات. ولا تقديم تبرير لتناقض مفهومهم مع العديد من الآيات القرآنية الأخرى.

    *وبعد أن يؤسس الكاتب لموقفه من القرآن الكريم لا ينسى تأكيد حقيقة حجية القرآن المجيد. وهيمنته على مصادر التشريع الآخرى، فيورد قول التفتازاني: «وقد اتفق اهل الحق على ان كتاب الله مقدم على كل قول... وقد حفظه الله وعصمه وما مسته أيدي الناس. وما اختلط فيه شئ من اقوال المخلوقين»... كما يورد موقف الامام الشافعي وعنده في مقابل آية من القرآن المجيد فإن الحديث المتواتر كلا شئ...

    * ثم يورد الكاتب من بعد ذلك الأحاديث النبوية الدالة على أن المرتد لا يقتل بارتداده....

    نواصل غداً..

    * حاشية مختلفة:

    كتب سعد الدين جلال بصحيفة «الحياة» أمس انه اعطاني تعقيباً على عمودي. وأني لم انشره لانه لا يتفق مع وجهة نظري!

    وأشهد الاستاذ حيدر المكاشفي - مدير تحرير «الصحافة» - بأني سلمته ذلك التعقيب بعد استلامه مباشرة، قبل أكثر من اسبوع - مع التعليق للاستاذ حيدر بأني اختلف مع الآراء الواردة فيه ولكنها طرحت وفق المعايير المقبولة للحوار.

    إذن فعدم النشر ليس مسؤوليتي. وانما مسؤولية إدارة التحرير وترتيب أولوياتها للنشر، خصوصاً انها تردها عشرات التعقيبات في اليوم الواحد.

    وعليه فكل ما ورد في مقال صاحبنا عن حجر الرأي الآخر لا ينهض على ساقين!.. انني اختلف معه ومع الكثيرين غيره، ولكنني لا أملُّ من تكرار أني على استعداد أن أبذل روحي لأجل ان يعبر كل شخص عن آرائه.. هذا من حيث المبدأ.

    ثم من الناحية العملية أقول له، ان بضاعتكم لا تزعجنا، فهي البضاعة المزجاة في السوق. ونحن لم نتخذ ما اتخذنا من آراء إلا وقد سبق وأدرنا الفكر مرات ومرات حولها. والبضاعة القديمة المزجاة ليس فيها جديد يفاجيء أو يزعج من يريد الرد عليها!.

    هذا ما لزم توضيحه.


                  

08-30-2003, 10:47 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق (Re: hala guta)




    3/4
    الجريمة التي حرمها الإسلام
    * نواصل استعراض مؤلف الأستاذ/ محمد منير أدلبي، وهو دراسة تحليلية موثقة تثبت بطلان الزعم القائل بمشروعية قتل المرتد في الإسلام.

    وقد تابعنا في السابق دلائله من آيات القرآن الكريم، ونواصل اليوم في استعراض الاحاديث النبوية الدالة على أن المرتد لا يقتل بارتداده:

    * (عن جابر رضي الله عنه أن إعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصاب الاعرابي وعك بالمدينة، فجاء الإعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى، فخرج الإعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، وتنصع طيبها). البخاري

    ويستنتج الكاتب من هذا الحديث:

    1/ أن القتل لم يكن حداً ينفذ في المرتد، اذ لو كان القتل عقوبة المرتد لما جرؤ ذلك الاعرابي على المجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن ارتداده فيلقى القبض عليه وتقطع عنقه تنفيذاً للحكم المزعوم.

    2/ نجد من الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الإعرابي ينصرف دون أن يأمر الصحابة رضي الله عنهم بإقامة أي حد عليه.

    * وفي حديث آخر ورد في صحيح البخاري أيضا ما يلي:

    (صالح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية على ثلاثة أشياء - منها - من أتاه من المشركين رده إليهم .. ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه...). البخاري

    فلو كان قتل المرتد حكماً فرضه الله تعالى على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لما قبل أن يساوم أو يعاهد المشركين عليه، بل لكان أصر على إبقاء من إرتد من المسلمين لإقامة الحد عليه.

    * ومن ثم يرى الكاتب أن الذين ارتدوا وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهم، فلأنهم انضموا بعد ارتدادهم إلى صفوف المقاتلين من المشركين، أو لأن بعضهم كان قد ارتكب جرائم قتل وتنكيل بحق المسلمين:

    - ولربما تاه التائهون بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن خطل بالقتل بعد أن ارتد، ولكنهم لو تبينوا لوجدوا أن ذلك الحكم لم يكن بسبب إرتداده بل بسبب ارتكابه جريمة قتل في حق مسلم بريء، جاء في المواهب اللدنية ذكر الحادثة كما يلي:

    (إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم - بقتل ابن خطل لأنه كان مسلماً فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاًً، وبعث معه رجلاً من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه وكان مسلماً، فنزل منزلاً، فأمر المولى أن يذبح له تيساً ويصنع له طعاماً، ونام واستيقظ فلم يصنع له شيئاً فعدا عليه فقتله ثم إرتد مشركاً، وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ..).

    - ومن الذين حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهم كان مقيس بن صبابة، جاء في الزرقاني خبره كما يلي:

    (كان -اي مقيس- اسلم ثم أتى على انصاري فقتله، وكان الانصاري قتل أخاه هشاماً خطأ في غزوة ذي قرد، ظنه من العدو، فجاء مقيس فأخذ الدية ثم قتل الانصاري، ثم ارتد ورجع الى قريش).

    * ثم يقرر الكاتب أنه من منشأ الخطأ في الأخذ بالحديث النبوي هو أخذ بعضها على إطلاقها، دون الانتباه الى ما ورد في نفس الحكم مقيداً، وسبب الخطأ هنا هو عدم حمل مطلقها على مقيدها:

    ويورد قول العلامة ابن حجر العسقلاني في فتح الباري:

    (جاءت عن ابن عباس اخبار مطلقة وأخرى مقيدة فيجب حمل مطلقها على مقيدها).

    ولو انتبه القاضون بقتل المرتد إلى هذه القاعدة الفقهية لما وقعوا في خطأ الإفتاء بقتل المرتد، ولما أخطأوا في فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فأقتلوه).

    وذلك لأن هذا الحديث يجب أن يكون مقيداً بالمحاربة كما هو مذكور في فتح القدير الجزء الثاني:

    (... وكذا قوله عليه السلاممن بدَّل دينه فاقتلوه) لأنه كافر حربي بلغته الدعوة فيقتل في الحال من غير استمهال).

    فسبب قتله هنا هو لأنه حربي لا لمحض ارتداده، كما هو واضح.

    * ثم يناقش الكاتب ما سمي بحروب الردة على عهد الخليفة الراشد سيدنا ابوبكر رضي الله عنه، فيثبت بعديد من الوقائع والشواهد التاريخية أن سبب قتال سيدنا ابي بكر للمرتدين ليس العقيدة وإنما خروجهم المسلح على دولة الخلافة:

    - فسيدنا ابي بكر رضي الله يبين سبب قتالهم قائلا:

    (.... والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه..).

    - ويورد عمدة القاري على شرح صحيح البخاري: (وانما قاتل الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة لأنهم امتنعوا بالسيف ونصبوا الحرب للأمة).

    - ويورد تاريخ الطبري أن القبائل الباغية حاصرت المدينة:

    (.. وان أول من صادم المسلمين، عبس وذبيان عاجلوه -اي الصديق- فقاتلهم قبل رجوع اسامة).

    - ويورد الطبري أيضا:

    (فوثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من المسلمين وقتلوهم كل قتلة، وفعل ذلك من ورائهم).

    - وكذلك أورد بشاعة أفعال المرتدين بمن لم يرتد معهم من المسلمين: (... ولم يقبل خالد -بعد هزيمتهم- من احد من اسد وغطفان ولا هوازن ولا سليم ولا طيء)، إلا أن يأتوه بالذين حرّقوا ومثّلوا وعدوا على اهل الاسلام في حال ردتهم..).

    - ويورد ابن خلدون: (جاء الخبر بإرتداد العرب عامة وخاصة إلا قريشاً وثقيفاً واستغلظ امر مسيلمة.. وقدمت رسل النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن واليمامة وبني اسد ومن كل مكان بانتفاض العرب عامة وخاصة، وحاربهم أبوبكر بالكتب والرسل، وانتظر بمصادمتهم قدوم أسامة فعاجلته عبس وذبيان، ونزلوا في الأبرق، ونزل آخرون في ذي (القصة) .. فأغاروا على من كان بأنقاب المدينة.. وظن القوم بالمسلمين الوهن... ثم خرج ابوبكر في البقية وطلع عليهم مع الفجر، واقتتلوا .. فما ذر قرن الشمس إلا وقد هزموهم.. وحلف ابوبكر ليقتلن من المشركين مثل من قتلوهم من المسلمين وزيادة).

    - والدليل على طبيعة حروب (الردة) أن سيدنا ابي بكر الصديق كما يورد تاريخ ابن خلدون والطبري:

    (ان ابا بكر رضي الله عنه عندما انتصر على هؤلاء المرتدين أخذ بعضهم أسرى).

    فإذا كانوا مرتدين، وكانت عقوبة المرتد القتل، فكيف أخذ سيدنا ابي بكر رضي الله عنه أسرى منهم ولم يأمر بقتلهم..؟!

    تصويب:

    ورد في عدد الأمس خطأ طباعي في آية قرآنية والصواب:

    (ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل،أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين).

    آل عمران الآية (144)


                  

08-30-2003, 10:48 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق (Re: hala guta)



    4/4

    الجريمة التي حرمها الإسلام
    * يورد الأستاذ محمد منير ادلبي في مؤلفه:«قتل المرتد: الجريمة التي حرمها الاسلام» ان «العلماء المجددين واولياء الله» كانوا على الدوام اول من عانى من الاضطهاد والتعذيب باسم الدين. وظل السيف المسلط على رقابهم دعوى ارتدادهم عن الدين! ولذا فان الإفتاء «بقتل المرتد» خلاف تناقضه البين مع نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي، فإنه كذلك وبشهادة التاريخ يجعل طاحونة اراقة الدم تدور بلا نهاية. واليكم بيان ذلك من التاريخ الاسلامي كما يورده الأستاذ محمد منير:
    * في القرن الاول الهجري: كانت هناك فئة كهنوتية في طور النشوء. وكان لها اتباع خضعوا لفكرها وممارساتها، اتهمت هذه الفئة الخليفة الثالث عثمان، والخليفة الرابع علي. والامام الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم اجمعين اتهمتهم بالكفر، ثم عملت على اغتيالهم!
    * في القرن الثاني الهجري وصم الخاطئون من الناطقين باسم الدين الجنيد ومحمد الفقيه والامام مالك بن انس والامام الشافعي بالكفر والارتداد. ومن المعروف ان جميع هؤلاء من اهل التقوى والعلم والورع!
    وكذلك الامام ابو حنيفة مؤسس مدرسة الفقه الحنفي التي يقوم على اساسها والى اليوم المذهب الحنفي احد المذاهب الاسلامية الكبرى رُمى ايضاً في زمانه بالكفر والارتداد، فاعتقلوه وحبسوه وعذبوه وسمموه ومات في سجوده بالسجن..! وبعد ان مات حفروا قبره ونبشوا جثته واحرقوها ودفنوا كلباً في قبره! وجعلوه مرحاضاً في بغداد! واعلن الكهنوت الجاهل ان كل الاحناف كفار وخارجون عن ملة الاسلام!!
    * في القرن الثالث الهجري رُمى الامام البخاري صاحب كتاب صحيح البخاري بالكفر وشهد على كفره «!» ثلاثة آلاف من «العلماء» الجهلة! ونفوه من بخاري الى خارتانج. وحتى هناك لم يدعوه في سلام. ويذكر انه في كربه الشديد هناك دعا الله تعالى فاراحه بالموت العاجل!!
    وعالم آخر هو الامام احمد بن حنبل، يروي التاريخ ان خصومه في الدين سجنوه وقيدوه بالسلاسل الثقيلة. واكرهوه على السير في الاصفاد وهو يجر قيوده من طرسوس الى بغداد. وتحت لفح الشمس المحرقة ضربوه بالسياط وهو صائم في رمضان وفي العشر الأواخر من الشهر!!
    أما علماء الصوفية ذو النون وسهل التستري واحمد بن يحيى وابو سعيد الخزار وابن الحنات وابو العباس بن عطاء وابو المحسن النوري والامام النسائي، فقد اتهموا جميعاً بالكفر والارتداد او الفسوق او التشجيع على الالحاد، او ما شابه ذلك من التهم الدينية، ثم حبسوهم وغللوهم وعذبوهم ونصحوا الملك باعدامهم حتى لا يشيعوا الكفر في الارض!.
    وعندما اوقفوا امام السياف لقطع رؤوسهم بادر النوري قائلاً: «أنا أؤمن بتضحية النفس..لذلك فإنني التمس من الملك ان يضرب عنقي اولاً كي ينال رفاقي لحظات اطول من هذه الدنيا..» عندئذٍ اوقف الملك تنفيذ الاعدام وامر القاضي ان يعيد النظر في قضاياهم.
    * وفي القرن الخامس الهجري لم ينج حجة الاسلام الامام الغزالي من الاضطهاد باسم الدين ايضاً. فقد وصفه «العلماء» بانه ملحد مرتد. وان كتبه مخالفة للسلف وانها غير اسلامية. ولذلك امروا بحرقها ونهوا المسلمين عن قراءتها! وامروا بقطع اعناق مريديه ان ظهر له مريدون! ومن المعلوم ان كتب الامام الغزالي اصبحت بعد قرون اكثر الكتب رواجاً في عالم الاسلام!
    وعانى كذلك الامام ابن حزم- العلامة الكبير الذي تستند كتاباته وادلته على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، عانى من الاضطهاد على ايدي «علماء» زمانه الذين كشف اخطاءهم وبينها فتألبوا عليه حتى نُفي ليموت في احراس «لا بالا» في اسبانيا.
    * وفي القرن السادس الهجري كان حضرة الشيخ عبد القادر الجيلاني من علماء الشريعة الواسعي الشهرة. وصار في زمانه سلطان الصوفية. وامتد اثره الروحي زهاء ثمانمائة عام والى وقتنا هذا.. ومع ذلك اتهموه بالخروج عن الاسلام والردة. وتعرض للاضطهاد والايذاء.
    وكذلك الصوفي الاندلسي الامام الشيخ محيي الدين بن عربي، الذي لقب بسلطان العارفين لما حوته كتبه الشهيرة من المعارف والعلوم، فقد أعلن «علماء» عصره بانه كافر فاسق مرتد! بل واطلقوا عليه اسم «المرتد الأعظم»!!.
    وكذلك اتهم الصوفي الشهير شهاب الدين السهروردي بالكفر والارتداد، ثم سجن ثم خنقوه حتى الموت!.. كما تعرض الصوفيان فريد الدين العطار وشهيب حسن المغربي للاضطهاد الشديد على ايدي «علماء» زمانهما في ذلك القرن!
    * وفي القرن السابع الهجري اتهم الشيخ ابو الحسن الشاذلي والشيخ عزيز بن عبد السلام وهما من اقطاب الصوفية، بالتجديف!
    وكذلك لاقى ابن تيمية الكثير من الاضطهاد، فقد سُجن في مصر زمناً طويلاً وعذب حتى مات في السجن!.
    اما شمس التبريزي- وكان من اولياء عصره معلماً ومربياً- فلأنه قال بان التغني بالتسابيح ليس حراماً، فقد سلخوا جلده حياً!!
    كما تم تكفير جلال الدين الرومي الصوفي والشاعر المشهور وكفر كل اتباعه!
    * وفي القرن الثامن الهجري اتهم «علماء» هذا القرن شخصيتين بارزتين في العالم الاسلامي بالهرطقة الاول: الامام ابن القيِّم الذي سجنوه وحقروه وعذبوه. والثاني الشيخ الصوفي تاج الدين السبكي الذي اضطهدوه واعنتوه.
    * وفي القرن التاسع الهجري اتهم الشيخ عبد الرحمن جامي الولي المعروف بالكفر. وكذلك اتهم محمد الجوبنوري مؤسس الصوفية المهدوية بالكفر والالحاد.
    وفي البنغال اعلن «العلماء» كفر الشيخ علائي شيخ الحركة المهدية. وطالبوا بوجوب عقابه بضرب عنقه!
    * وفي القرن العاشر الهجري قتلوا الشيخ احمد البيهاري بتهمة ان كتاباته تجديفية!
    وكذلك اتهموا الصوفي ابا يزيد البسطامي بالخروج والفسق!!
    * وفي القرن الحادي عشر ... والقرن الرابع عشر.....
    واستمر الكاتب يعدد ويعدد. ولكنني اختم تعداده بالصوفي الأرمني سرمد، فقد افتى «العلماء» بردته وحكموا بضرب عنقه. وحين تقدم الجلاد نحوه شاهراً سيفه وكان ذلك امام المسجد الجامع انشد ابياتاً من الشعر:
    «أيقظتنا ضجةٌ من سبات العدمِ
    ففتحنا العيون
    وإذا بليل المحن لم ينجلِ بعدُ
    فعدنا إلى النومِ »
    وما نزال في العالم الاسلامي نتخبط في ليل المحن!!


                  

09-04-2003, 05:05 PM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق (Re: hala guta)

    الأخت هالة .. الف شكر على ايراد النص الكامل للمقالات
                  

09-05-2003, 01:54 AM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق (Re: hala guta)




    * كما ذكرت بالأمس فإنه من أفضل المؤلفات التي ناقشت قضية الردة من
    منظور الحديث النبوي المؤكد والسنة الشريفة مؤلف الأستاذ/ محمد يونس بعنوان (التكفير بين الدين والسياسة). واستعرض اليوم بعض ما ورد فيه:
    * واذا كان الخوارج الجدد هم الأكثر إصراراً على القول بحد الردة، فيمكن تفسير ذلك ببساطة، ان الأمر كله انما يتصل بالخوارج قديماً.
    ويحتج القائلون بأن الردة حد بالحديث (من بدل دينه فاقتلوه). وقد تابع الاستاذ محمد يونس هذا الحديث موضحاً سنده كما ورد في سنن أبي داؤود حدثنا احمد بن حنبل، حدثنا اسماعيل بن ابراهيم، اخبرنا ايوب عن عكرمة أن علياً عليه السلام أحرق ناساً ارتدوا عن الاسلام، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لم أكن لأحرقهم بالنار، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تعذبوا بعذاب الله. وكنت قاتلهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بدل دينه فاقتلوه) فبلغ ذلك علياً عليه السلام فقال: (ويح ابن عباس) وفي نسخة (ويح أم ابن عباس).
    ليضيف الاستاذ/محمد يونس (فهل اذا كان احد رواة الحديث موضع شك يكون الاسناد صحيحاً؟ ان من نتحدث عنه هو عكرمة مولى ابن عباس، فقد أثيرت حول هذا الرجل شكوكاً كثيرة. والأحاديث المروية عنه أخذها علماء المسلمين بقدر من الحذر. ونورد تأييداً لقولنا هذا، ما ذكره ابن قتيبة الدينوري في كتابه (المعارف) حيث يقول روى جرير عن يزيد ابن ابي زياد عن عبد الله بن الحرث قال: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة موثق على باب كنيفة، فقلت: أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: ان هذا يكذب على أبي).
    ثم أورد الدينوري بعد ذلك ما يلي: (حدثني الرياشي عن الاصمعي عن نافع المدني، قال:مات كثير الشاعر وعكرمة في يوم واحد. قال الرياضي فحدثني ابن سلام ان الناس ذهبوا في جنازة كثير. وكان عكرمة يرى رأي الخوارج. وطلبه بعض الولاة فتغيب عن داؤود بن الحصين حتى مات عنده. ومات عكرمة سنة خمس ومائة وقد بلغ ثمانين سنة).
    والملاحظ هنا ان عكرمة كان يكذب على عبد الله بن عباس!! والحديث المشار اليه مروي عن عكرمة! والذي اضافة إلى ذلك كان يرى رأي الخوارج!! اي انه كان يتبنى موقفاً سياسياً وعقائدياً مما يوجد شبهة وضع الحديث من منطلق سياسي. ومن المعروف ان السياسة كانت وراء وضع الكثير من الاحاديث التي لجأ اليها ساسة تلك العهود، لتغليب موقفهم السياسي على مواقف وآراء غيرهم، فهل يظل هذا الحديث مع ذلك صحيح الإسناد؟؟
    * ومن الشواهد التي تؤيد ان الحديث المعني لم يظهر الا في وقت لاحق ومن ثم يرجح وضعه، ان احداً لم يذكره في كتب السيرة المعتمدة حين ثار الجدال حول حروب الردة. وكانت تلك مناسبة بلا شك لايراد الحديث. ولا يعقل ان يكون جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهلين به. وكان من المحتم ان يستندوا عليه في محاربة المرتدين!!
    *حديث آخر يستند عليه القائلون بحد الردة وهو (لا يحل دم رجل مسلم يشهد ألا اله الا الله واني رسول الله الا بإحدي ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة).
    وهذا الحديث ايضاً من أحاديث الآحاد. وفضلاً عن ذلك كيف يكون رجل مسلم ويشهد ألا إله الا الله وان محمداً رسول الله تارك لدينه او مرتد؟ فهل يكون الرد انه (كان) مسلماً ثم ترك دينه وفارق الجماعة، كان الطبيعي ان يقال في هذه الحال انه (كان) يشهد في حين جاءت الصياغة (يشهد) في صيغة المضارع أى انه ما زال يشهد في اللحظة الأخيرة. وهذا يناقض أن يكون قد ارتد! ولعل الصياغة الأخرى المروية عن عائشة رضى الله عنها هى الأكثر وضوحاً. وهى التي ترفع التناقض. وسنوردها لاحقاً بعد مناقشة سند هذا الحديث.
    ومن رواة هذا الحديث أبو معاوية الضرير فقد قال عنه الحاكم انه احتج به الشيخان - مسلم والبخاري- وقد اشتهر عنه الغلو أى التطرف ! وقال عن أبو معين: ابو معاوية يروي أحاديث مناكير! وقال عنه العجلي أنه ثقة يرى الإرجاء. وقال عنه البجلي (فيه جهالة) !
    ومن رواته ايضاً الأعمش، قال عنه الذهبي(ما نغموا عليه الا التدليس وهو يدلس) ! وقال عنه ابن المبارك (انما افسد حديث أهل الكوفة ابو سحاق والأعمش) في حين قال عنه أحمد بن حنبل (في حديث الأعمش اضطراب كثير ). وقال انه كان يروى عن أنس مع أن روايته عن أنس منقطعة لأنه ما سمع أنساً!
    أما عبد الله بن مرة الآخر من رواة الحديث، فقال عنه عنه الذهبي (لم يصح) في حين قال ابو حاتم عن مسروق (ليس بالقوي)!
    ان الطعن في راوٍ واحد يشكك في الحديث، فما بالك اذاكان ذلك يشمل سلسلة الرواية بكاملها ما بين الغلو والتدليس والجهالة والاضطراب والانقطاع والضعف وعدم الصحة؟!
    * والرواية الثانية للحديث تجلو التناقض. وهي كما وردت في سنن أبي داؤود حدثنا محمد بن سنان الباهلي، حدثنا ابراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن ر فيع، عن عبيد بن عمير، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ألا اله الا الله وان محمداً رسول الله الا باحدى ثلاث : رجل زنى بعد احصان فإنه يرجم. ورجل خرج محارباً لله ورسوله فإنه يقتل او يصلب او ينفى من الأرض، او يقتل نفساً فيقتل عنها).
    وهذا أقرب إلى المنطق والمعقول، فالانسان قد يكون مسلماً يشهد ألا اله الا الله وان محمداً رسول الله غير انه يخرج محارباً عن ضلالته او اعتقاد خاطئ او فهم خاطئ، أما ان ينطق بالشهادتين ويكون مرتداً في نفس الوقت فإن هذا امر متناقض.
    والعقوبة المشار إليها في رواية عائشة رضي الله عنها تتدرج من القتل والصلب إلى النفي حسب مقدار الجرم، فالقضية هنا ان الرجل خرج محارباً. وهذا ينقل القضية برمتها من قضية حرية اعتقاد إلى قضية قوانين حرب.
    * ليختتم من كل ذلك الاستاذ/ محمد يونس (ان مثل هذه التناقضات والارتباكات مما يؤيد بأن القول أن الردة حد لا ينسجم مع البناء الاسلامي) ويبدو كلبنة غريبة يحاول البعض تثبيتها. ولكنها تستعصي عليهم وتوقعهم في تناقضات كثيرة، فالواقع انه لا وجود لمثل هذا الحد في النصوص الثابتة. وهى القرآن والسنة المؤكدة، بل كانت الدوافع إلى ايجاده وتطبيقه دوافع سياسية محضة).
    ثم أنه على خلاف مع نصوص واضحة في القرآن الكريم، تكفل حرية الاعتقاد وتنهي عن الإكراه في الدين، من بينها الآية الكريمة (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) «البقرة 256» ويقول السيوطي ان هذه الآية نزلت بعد ان حدثت اولى حالة ارتداد في الإسلام !!

                  

09-06-2003, 00:57 AM

abcde
<aabcde
تاريخ التسجيل: 07-04-2002
مجموع المشاركات: 975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق (Re: hala guta)

    .
                  

09-06-2003, 09:48 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتل المرتد الجريمة التى حرمها الاسلام-مقالات للحاج وراق (Re: hala guta)


    الأخت هالة قوتة
    تحية وسلاما
    أشكرك لجمع مقالات الأخ الحاج وراق في مكان واحد في هذا البوست..

    لقد كان في نيتي أن أعلق على الموضوع بمقال منفصل، ولكني ساهمت في بوست مشابه كتبه الأخ هدهد بهذه المداخلة.. أحب أن أضيفها إلى بوستك هذا
    Re: نعم يجوز الخروج من ملة الاسلام..والقتل ليس حدا للردة
    وهاهي

    أولا أشكر الأخ هدهد على هذا البوست، وقد كان في نيتي أن أشارك منذ وقت، وفي الحقيقة كنت أنوي فتح بوست أعلق فيه على مقالات الأخ الأستاذ الحاج وراق في عموده المتميز "مسارب الضي" والذي رأيت منه ثلاث حلقات خصصها لنقل رأي باحث سوري يرى أن حد الردة لم يرد في القرآن وأن القتل عقوبة للردة لم يعرف عن النبي عليه السلام ولا عن خلفائه الراشدين..
    في تقديري، أن كثيرا من المسلمين اليوم يريدون أن يدافعوا عن الإسلام بقولهم أنه ليس هناك أمر بقتل التارك لدينه المفارق للجماعة، ولكنهم من غير أن يدروا يخلطوا بين الشريعة الإسلامية في مستوى العقيدة وبين الدين الإسلامي في جوهره، أي في مستوى العلم والحرية وحقوق الإنسان في الكفر أو الإيمان، ويستدلون بآيات أصلية، ولكنهم ينسون أن هذه الآيات منسوخة ولم يقم عليها حكم.. مثال لهذه الآيات التي يستدلون بها هو قول الله عز وجل: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"ـ
    وكون أن الأمر بقتل من يرتد عن الإسلام، أو من يترك الصلاة وإقامة الشعائر، لم يرد في القرآن ليس حجة على أنه ليس موجود في الشريعة الإسلامية.. فمثلا رجم الزاني المحصن والزانية المحصنة لم يرد في القرآن، ولكنه ورد في الحديث وقد مورس بالفعل في زمن النبي عليه السلام..
    ولا يخفى على أحد أن الشريعة الإسلامية التي تدرس في كل المدارس في الدول الإسلامية نجد بها ما أورده أحد المداخلين هنا من حديث النبي عليه السلام الذي رواه البخاري ومسلم:
    عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يحل دم امرىء مسلم إلا بـإحـدي ثـلاث : الـثـيـب الــزاني ، والـنـفـس بـالنفس ، والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة]
    إن الإسلام يهودي مسيحي، بمعنى أنه جاء جامعا لخصائص الديانتين اليهودية والمسيحية ومطورا لهما.. وقد تم تطبيق الطرف اليهودي من الإسلام، بينما بقي الطرف المسيحي منسوخا في المرحلة، وقد جاء وقت تطبيقه ببعث الآيات التي كانت فيما مضى منسوخة..
    اليهودية ذهبت إلى حدود بعيدة في معاقبة المرتد من دينه التارك لشعبه وجماعته وسأورد لكم هنا بعض النصوص التي اتبعها بنو إسرائيل وقتلوا بها كل من رأوا أنه ارتد عن دينه بما في ذلك بعض الأنبياء والرسل.. ولا يخفى أن اليهود يعتبرون المسيح يهوديا ارتد عن دينه، ويعتبرون كل المسيحيين متبعين لنبي كاذب ضال ادعى كذبا أنه المسيح الذي ما يزالون ينتظرونه..
    من المعروف أن اليهود منذ زمن سيدنا موسى كانوا يقدسون السبت ولا يعملون فيه ولا يسعون فيه للصيد أو الزراعة أو الاحتطاب.. ويعتبرون من ينتهك السبت ويعمل فيه أي عمل مرتد عن دينه ويجب أن يقطع من شعبه بالقتل..

    جاء في الإصحاح 15 من سفر العدد في الكتاب المقدس:
    32وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. 34فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.
    وقد جاء القرآن مؤكدا حقيقة حرمة السبت.. قال تعالى:
    وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) البقرة
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47) النساء
    وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (154) النساء
    وعندما جاء سيدنا عيسى رآه الفريسيون يعالج رجلا يوم السبت، فاتهموه بأنه ينتهك حرمة السبت، فقال لهم قولته المشهورة: السبت من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت.. ونسخ من يومئذ ما كان من أمر السبت وجاء بأمر جديد على اليهود، ولكن اليهود ما كانوا ليؤمنوا له، وما يزالون على ضلالهم..

    خلاصة القول: إذا كنا نعتبر الإسلام في مستوى الشريعة الإسلامية فهو كاليهودية لا يجوز للمسلم أن يخرج منه، وقد جاء الأمر بقتل من يرتد عن دينه أو يفارق الجماعة، حتى ولو لم يدع غيره إلى ذلك، باعتباره زنديق، وقد قتل كثير من المتصوفة استنادا على هذا الأمر أذكر منهم الحلاج والسهروردي وغيرهم، مع أنهم، لمن يعرفهم، كأنبياء بني إسرائيل الذين قتلهم اليهود.. وقد نعى ربنا سبحانه وتعالى على اليهود قتلهم الأنبياء بقوله: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) البقرة..

    [..]

    ياسر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de