|
Re: كليلة و دمنة" التاريخ و المضمون (Re: wedzayneb)
|
جاء اطلاعي الأول علي كتاب " كليلة و دمنة " بعد عثوري علي نسخته العربية في احدي المكتبات العربية بمديمة دمشق في سوريا، خلال زيارتي الأخيرة لها في عام 1997م. لم أكن أعلم حينها أن ثمة شخص قام بترجمة الكتاب للغة الانجليزية
أسلوب الكتابة المتبعة في مؤلف " كليلة و دمنة " عتيقة تتسم بالحشو و التكرار في المعني الواحد بصيغ لغوية متعددة. مترجم الكتاب، عبدالله ابن المقفع، هو أحد أعلام الأدب المنثور في عصره، و اشتهر بكتابة المقامات ، مثل رصيفيه: الحريري و أبو البديع الهمذاني. أوردنا في بداية هذا المقال أن غاية الكتاب و ضالته هي الحكمة التي أجراها الكاتب علي ألسنة الحيوانات في اطار قصصي يتفاوت قوة و ضعفا في الصنعة الفنية. و لعل مؤلف الكتاب، الفيلسوف بيدبا، أراد لكتابه أن يروج بين جمهور المثقفين و الصبيان علي السواء بفضل ما احتواه الكتاب من حوارات حكمية و فلسفية عميقة في أطار قصصي يناسب عقول الأطفال الكبار أو ما يطلق عليهم تعبير الصبيان مأخذي الأكبر علي الكتاب أن القصص الواردة فيه تفتقر للتسلسل الحدثي. فالمؤلف، مثلا، يشرع في فض أحداث القصة الأساسية في باب معين من الكتاب. ثم يدور حوار ما بين شغصيتين حيوانيتين، مثلا، في نطاق القصة الأصلية، و ما تلبث احدي الشغصيات القصصية في غضون الحوار الدائرأن تعرج الي سرد قصة فرعية للاستدلال علي فضيلة أو حال ما في منطوف الحوار الدائر. و قبل أن تنتهي تلك الشغصية المشاركة في الحوار الدائر من اكمال القصة الفرعية، يطرأ مثل أو موقف اّخر ضمن سياق الققصة الفرعية تقوم عين الشخصية المشاركة في الحوار بالاستدلال عليه أو توضيحه في قصة فرعية أخري. و هكذا دواليك.و قبل أن تكنمل أحداث القصة الأساسية نكون في ثناياها و ثنايا ثناياها قد سردنا قصصا فرعية أخري. فالحال يستدعي صبر أيوب حتي نتمكن من استجماع أشتات القصص الرئيسية، و أحيانا الفرعية الواحدةحتي تكتمل حلقات القصة المعنية. و لعل هذا الخلل أو العيب الفني يعزي لسببين رئيسيين أولهما أن غاية الكتاب، كما أسلفنا مرارا، هي الحكمة، و لم يضر المؤلف الأساسي للكتاب، و أعني به الفيلسوف بيدبا، بالا أن يفقد قارئه عنصر الانتباه و التركيز في أحداث القصة الرئيسية و القصص الفرعية المتداخلة المفسرة لها طالما أننا قد تذوقنا و اكتنهنا المضامين الحكمية في حنايا كل باب من أبواب الكتاب. و السبب الثاني هو أن فن القصة كان في بداياته الأولي. لذا لم يهتم أو يفطن المؤلف للترابط السردي للأحداث
اضافة لما تقدم فان كثيرا من القصص تنضح بالعنف و الوحشية علي الشخصيات الحيوانية بشكل لا يتماشي مع روح عصرنا الراهن التي يغلب عليها طابع الرأفة و العطف علي الحيوان
لعل الأسباب التي أوردتها أعلاه كان لها القدح المعلي في الاقبال الفاتر علي النسخة المترجمة للغة الانجليزية من كتاب " كليلة و دمنة " مقارنة بالقبول و الرواج الكبير الذي لقيته أسطورتي الأطفال العربيتين: علاء الدين و المصباح السحري، و ألف ليلة و ليلة، أو ما يعرف أحيانا بالليالي العربية تبدي لي ذلك بعد تعرفي علي ناشر النسخة الانجليزية من كتاب " كليلة و دمنة " عبر الانترنيت و اتصالي به
لم أكن أعلم حينها بعد أن أكملت قرأتي لكتاب " كليلة و دمنة" أن ثمة ترجمة حرفية قديمة للكتاب باللغة الانجليزية، فقمت بعملية تكييف،adaptation, - لقصتين واردتين في كتاب " كليلة و دمنة " - بشكل متناثر الأحداث في قصة واحدة و أضفت لها تفاصيل و أحداث من ابتكاري تعادل ثلاث أخماس المساحة المكتوبة. و أسميت قصتي المكيفة " The True Friends". غايتي من ذلك العمل المحور من كتاب " كليلة و دمنة " هي التعريف بهذل العمل الأدبي الغريق في تراثنا العربي للقارئ الانجليزي، أو قل الأمريكي ، بشكل مستساغ يتماشي مع روح عصرنا الراهن نت حيث اللغة المستخدمة و تفاصيل القصة.أقر بأنني لا أملك الخبرة الكافية في مجال الكتابة للأطفال الكبار، أو لنقل الصبيان، حيث أن الجمهور المخاطب في قصتي هو الصبيان، أو الأطفال الكبار. و أقر أيضا أن قدراتي أو لنقل مهاراتي، للكتابة باللغة الانجليزية ليست في مستوي المتحدثين باللغة الأنجليزية في أمريكا أو بريطانيا مثلا، لكنها محاولة لا بأس بها غايتها التنبيه لهذا العمل الأدبي المتجاهل في دول المعسسكر الغربي. سأطبع هذا العمل المكيف من كتاب " كليلة و دمنة " ، و المحفوظ في شكل Floppy Disk علي المسطح السايبيري ل ٍSudaneseOnline Discussion Board في ظرف لاحق، و انني اّمل أن أقرأ تقييمكم له.
و سأنقل لكم قريبا قصة قصيرة من كتاب " كليلة و دمنة " مليئة بالعبرة كأنموذج تتعرفون من خلاله علي هذا العمل الأدبي الخالد
|
|
|
|
|
|
|
|
|