|
قطوف الحكمة
|
الحكمة هي احدي وجهي علم الفلسفة. و علم الفلسفة اْو " Philosophy " ذا أصل يوناني. و هي اسم مركب من كلمتين، و تعني حب الحكنة. و الفلسفة تجئ علي وجهين، كما أسلفنا. الوجه الشائع هو: ضرب من الكلام الذي يروم الحقيقة و يتخذ سبيلة اليها بلغة تعميمية مجردة قريبة من معادلات الجبر و أشكال الهندسة، لا نكاد نلمح فيها أثرا من حياة صاحبها الحميمية. و الوجه الثاني من الفلسفة يسمي الحكمة، وهو ذلك الضرب من القول النافذ الي صميم الحق لكنه صادر من تجربة شخصية فردية حيوية عند قائله. و لذلك فهو أقرب الي التعبير الأدبي منه الي التجريد الرياضي، الذي نعرفه في النوع الأول الأكثر شيوعا
و طالما نحن قد أفردنا هذه المساحة السايبيرية الي الوجه الثاني من علم الفلسفة، فانني أهديكم فيما يلي قطوفا من حكمة الأمام علي ابن أبي طالب، كرم الله وجهه، مستقاة من كتابه: " نهج البلاغة " ، الذي جمعه الشريف الرضي، من خطب و أقوال الأمام علي المشهورة
- من ضاق عليه العدل فالحور عليه أضيق. - قلما أدبر شئ فأقبل- - كفي بالمرء جهلا ألا يعرف قدره- - لسان الصدق خير من المال الموروث- - ما غزي( بضم الغين ) قوم في عقر دارهم الا ذلوا- - لا رأي لمن لا يطاع- - الوفاء توأم الصدق- - ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه- - ان أنصح الناس لنفسه أطوعهم لربه، و ان أغشهم لنفسه أعصاهم لربه - ما كل ذي قلب بلبيب، و لا كل ذي سمع بسميع، و لا كل ناظر ببصير- - من عشق شيئا أعشي بصره، و أمرض قلبه- - كم من منقوص رابح، و مزيد خاسر- - ان يد الله مع الجماعة، و اياكم و الفرقة فان الشاذ من الناس للشيطان، كما ان الشاذ من الغنم للذئب - الحكمة حياة للقلب الميت، و بصر للعين العمياء- - العامل بغير علم كالسائر بغير طريق-
هديتي الثانية اليكم قطوف من الحكمة مستقاة من كتاب " كليلة و دمنة " و قد أعددت موضوعا مطولا عن الكتاب بعنوان: " كليلة و دمنة " التاريخ و المضمون، أرجو أن يعينني الله علي طباعته في مساحة منفردة من هذا المصفح السايبيري
قال بيدبا الفيلسوف
- و جدت الأنسان مختصا باربع خصال من بين سائر الحيوان هي: الحكمة، العفة، العقل، و العدل. و العلم و الأدب و الروية داخلة في باب الحكمة. و الحلم و الصبر و الوقار داخلة في باب العقل. و الحياء و الكرم و الصيانة و الأنفة داخلة في باب العفة. و الصدق و الأحسان و المراقبة و حسن الخلق داخلة في باب العدل. فمن كملت هذه في واحد لم يتأسف علي ما لم يعن التوفيق ببقائه، و لم يدهش عند مكروه. فالحكمة كنز لا يفني علي انفاق، و ذخيرة لا يضرب لها الأملاق و قال عن خلة السكوت
- الزم السكوت فان فيه السلامة، و تجنب الكلام الفارغ فان عاقبته الندامة - أنا علي ما لم أقل أقدر مني علي رد ما قلت- - عجبت لمن تكلم بالكلمة فان كانت له لم تنفعه و ان كانت عليه أوبقته- - أنا ان تكلمت بالكلمة ملكتني، و ان لم أتكلم بها ملكتها- - ما ندمت علي ما لم أتكلم به قط، و لقد ندمت علي ما تكلمت به كثيرا- و قال أيضا
- من لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب- - ليس من خلة هي للغني مدح الا و هي للفقير ذم، فان كان شجاعا قيل أهوج، و ان كان جوادا قيل مبذرا، و ان كان حليما سمي ضعيفا، و ان كان وقورا سمي بليدا - اعلم أن حسن الكلام لا يتم الا بحسن العمل- - لا تحزن لقلة المال فان الرجل ذا المروءة قد يكرم علي غير مال، كالأسد الذي يهاب و ان كان رابضا. و الغني الذي لا مروءة له يهان و ان كان كثير المال، كالكلب الذي لا يحفل به و ان طوق و خلخل بالذهب
- لا تكبرن عليك غربتك فان العاقل لا غربة له: كالأسد لا ينقلب الا و معه قوته
- أربعة أشياء ليس لها ثبات و لا بقاء: ظل الغمامة في الصيف، و خلة الأشرار، و البناء علي غير أساس، و المال الكثير: فالعاقل لا يحزن لقلته، و انما مال العاقل عقله( أي و الله : انما مال العاقل عقله
- قارب عدوك بعض المقاربة لتنال حاجتك و لا تقاربه كل المقاربة ليجترئ عليك و يضعف جندك - العاقل لا يأمن عدوه علي كل حال، فان كان بعيدا لم يأمن سطوته، و ان كان مكثبا لم يأمن وثبته، و ان كان وحيدا لم يأمن مكره
- أعام أن الفاس يقطع به الشجر فيعود ينبت، و السيف يقطع اللحم ، ثم يعود فيندمل. و اللسان لا يندمل جرحه و لا تؤسي مقاطعه. و النصل من السهم يصيب اللحم، ثم ينزع فيخرج، و أشباه النصل من الكلام اذا وصلت القلب لم تنزع و لم تستخرج
- لكل حريق مطفئ: فللنار الماء، و للسم الدواء، و للحزن الصبر، و نار الحقد لا تخبو أبدا
- اذا طلب اثنان أمرا ظفر به منهما أفضلهما مروءة، فان اعتدلا في المروءة، فأشدهما عزما، فان استويا في ال العزم فأسعدهما جدا
|
|
|
|
|
|