قبل قليل كنت استمع الى خطبة البشير بمناسبة افتتاح كوبرى توتى، وهى نسخة مكررة من خطبه هذه الايام، بدلا من ان يتحدث عن كم هى تكلفة الكبرى؟ ومن هى الشركات التى نفذته (ويشكرها)، وما هى فوائده الاقتصادية.؟....الخ، لكنه شرع فى حديث (عن اوكامبو، واعداء السودان....الخ) وايضا يتردد ذكر الله كثيرا فى خطبه هذه الايام ، والرجل فى حقيقة الامر فى حيره من امره وخائف على مستقبله ومن معه، فلما لا!!؟ وفى هذه الايام ايضا قد شمرت (فيالق) من يفسرون كلام الله فى السودان عن سواعدها وتبحروا فى بطون الكتب، واخرجوا الفتاوى تلو الفتاوى تحكم بعدم شرعيه المحكمة الجنائية، او كفر من يساندها، واخرى بسفره، واخرى بعدم سفره.........................الخ. فجعلوا حيرته وارتباكه يذداد. الترابى قد قال فى التسعينات : "ان البشير هو هدية الله للسودان" الانقلاب العسكرى انجز - حسب تفسير البشير- بارادة الله (بالرغم من الوقائع التاريخية تقول ان هناك اجتماع فى الايام الاخيرة من يونيو 89 شارك فيها بشر-بما فى ذلك الترابى صاحب المقوله اعلاه" حددوا زمان ومكان واشخاص الذين سوف يشاركون فى ذلك الانقلاب، لا احد يدرى ان كان الله حاضر لذلك الاجتماع ام لا- منتظرين محضر الاجتماع)
البترول بارادة الله (المعروف ان الصين هى التى قامت بذلك وهى من الدول القليلة فى العالم رسميا لا تؤمن بالله حسب دستورها) الكبارى والسدود بارادة الله (ايضا شركات صينية والمانية وتركية –علمانية_) حب الناس له الان هى مشيئة الله ووجوده فى السلطة لأن "الله يؤتى الملك من يشاء وينزعه من من يشاء" والغرب معادى لنظامه لأنه نظام توجه لله ويطبق الشريعه (بالرغم من ان السعودية تطبق الشريعه لماذا لم يختارها الغرب عدوا؟) وهكذا من وجهة نظر رجل (يؤمن بالله- حسب فهمه) الشئ المحير فى هذا التفكير انه يتناقض مع مايخلص اليه من استنتاج عندما يتحدث عن المحكمة الجنائية، فبدلا من اعتبارها انها ارادة الله، كما تتوقع من شخص يستصحب فيه قدره وكلمة الله لكل مايحدث له فى حياته. لكنه يخلص الى استنتاج علمانى كبقية البشر المعاصرين له، رغم انه مبنى على نظرية المؤامرة التى تناسب عقل بسيط وساذج كعقل البشير، فهى لا تحتاج الى دليل او براهين- فقط ايمان لكن ليس بالله بل بالنظريه نفسها: " وهى ان المحكمة موامرة <دنيوية>، من اعداء نظامه". هل تخلى الله عن البشير فى 4 مارس، ام ان البشير تخلى عنه؟ فهل ارادة الله هى التى هدته لطرد المنظمات فى 5 مارس؟ ام انه قرار خاص بحكومته؟ ام ان ارادة الله اصبحت خادمة لاعداء البشير؟ وفى تفسير المظلومين من البشير فى دارفور وفى السودان ان الله انحاز لهم اخيرا.
شاه ايران كان يعتقد انه ظل الله فى الارض، اباطرة روما كان يعتقدون انهم حكمة الله فى الارض، فى دراسة اجريت ايام ادراة بوش (19% من الامريكان يعتقدون ان الله يؤيد السياسة الخارجية لأمريكا"
يبدو ان الله فى حيرة من امره الان من سكان الارض!! وربما يتسائل " اى مخلوقات هذه التى خلقتها؟"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة