اكنسوا الزبالة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2009, 07:46 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اكنسوا الزبالة

    http://ajrasalhurriya.net/ar/news_view_1180.html

    صحيفة أجراس الحرية » الأخبار » الراى


    اكنسوا الزبالة وأعيدوا "ملاحظ الصحة"
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الثلاثاء 06-01-2009 10:50 صباحا

    زورق الحقيقة
    أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
    الشمس تملأ الأرجاء وتستدير كرغيف خبز في سماء صافية وتضرب سور المستشفى مما خلق ظل صغير في الناحية الشرقية لمستشفى ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض. وقف طفل يقضي حاجته غير مهتم بالمارة، هناك اغنام تأكل ما تبقى من أخضر العشب ويابسه وترفع أرجلها للسماء ليس تضرعاً ولكن علها تحظى بغصن مائل على السور وتميل كلما يميل الغصن وتحركهما الريح معاً وهي تقهقه وتكشح المكان بغبار كثيف. ما بين السور والباب الرئيسي للمستشفى عشرات الأمتار وفي الباب تجد كل أنواع البشر والماكينات من الرقشة إلى الكارو وبعض سيارات الأجرة القديمة والتي تئن وتشكو من القدم.

    هنالك بائعات جلسن على طوب الأرض ويعرضن شتى أنواع البضائع، وقف "صعيدي" مصري يبيع بعض أدوات الزينة دليل الإنفتاح العولمي الجديد، بينما السيارات المختلفة من التي يجرها حمار والتي تجرها ماكينة يابانية او كورية يفرغن حملوتهن من البشر القادمين لزيارة مريض او إحضار مريض والمغادرين للمستشفى. قلت في نفسي إن أهلنا لديهم ارتباط غريب بالمستشفى والمقابر وبيوت العزاء والذي يسمى "بيت الفراش" ولا ادري فراش ماذا وماذا يفرشون أو ربما لأن الناس يفترشون الأرض ولذلك سمي بيت الفراش، تتساوى درجة زياراتهم لتلك الأماكن وكأنهم في إنتظار مناسبة ما لتحلمهم لها.

    إذا نظرت للأرض قبالة المدخل الرئيسي للمستشفى هناك بعض الحجارة وبعض الحفر وكل أنواع الأوساخ من أكياس قديمة لأوراق شجر بالية وأوراق من كراسة طفل بعد أن إنقضى العام باعها لبائعة الحلوى لتلف فيها بضاعتها وقشر بصل جلبته الريح التي تعوي باستمرار في المكان مثل ذئب جائع يبحث عن ضحية. أيضاً وليس بعيداً عن المسشفى هناك من يبيعون "القش" لتأكله البهائم ليلاً وهناك كمية من النعاج والخراف تحوم بالقرب من المكان وهذه معروضة للبيع لمن يرغب في أكل لحم ضأن مما يشتهون. في تلك المناطق يعيش الناس والحيوانات الأليفة في إلفة من نوع غريب فتجدهم في الأسواق مع بعضهم بل بعض المنازل لا تخلو من الحيوانات.

    قلت أدخل في المستشفى فقد حدثوني كثيراً عنه وعن الخدمات، هنالك أشجار متفرقة ومتفرعة غمرت المكان بفحيح من صوت الريح وقد سقط بعضها على الأرض، جلست كل مجموعة تفترش الأرض وتجد كل الأعمار وبجانبهم أواني مختلفة باسطة زراعيها تلمع من شدة الشمس الساطعة عليها وبعض الأكل جف على أطرافها وزجاجات فارغة تحدث أصوات مع حركة الرياح وبقايا ماء بللت الأرض واصبحت ذات لونين. إذا نظرت وحتى بداخل السور وعلى الأطراف جلس شيخ يقضي حاجته ويقال إن دورات المياه متسخة جداً لذلك يفضل الناس أن يقضوا حاجتهم في الهواء الطلق والموضوع عادي ولا يلفت نظر أي أحد ولا حتى إدارة المستشفى.

    تعمقت داخل المستشفى ووصلت للعيادة الأولية التي تستقبل الناس، هناك منضدة خشبية تظن أنها استخرجت من الحفريات وتنتمى لقرن غير قرننا هذا وهناك حوالي ثلاثة ممرضين يستقبلون المرضى القادمين، هناك ستارة من قماش أبيض وبداخلها ممرض اظنه ينظف جراح شخص وهناك كنبة جلس عليها اشخاص كثر في انتظار دورهم وآخرين في الخارج. المكان تنبعث منه رائحة كريهة وكأنها تخرج من كل الأرجاء وظننت نفسي في سلخانة. حاولت الدخول لأحد العنابر ولكن المنظر لا يوصف المرضى مكومون في سرائر قديمة متهاكلة والزوار يملأون المكان والرائحة النتنة تملأ المكان. يبدو إن إدارة المستشفى اجتهدت كثيرا في تنظيف المكان ولكن الموضوع فوق طاقتهم.

    خرجت من المسشتفى وقلت اتجول في السوق وأيضا ما ينطبق على المسشفى ينطبق على السوق، الزبالة تملأ الشوارع وامام المحلات، المأكولات معروضة على الأرض، وقفت امام مكان لبيع الموبايلات وامامي مكان لبيع اللبن حيث وقف شخص واخرج كيس التمباك ووضع سفة وساعده آخر وصبوا اللبن على حلة كبيرة مكشوفة تسع عشرات الجوالين وقبل أن يصبوا اللبن ادخل هذا الشخص اصبعه في كل جالون لكي يتذوق اللبن وليتأكد من إنه صالح طبقاً لمواصفات مذاقه وليس مواصفات وزارة الصحة الإتحادية، هناك طوابير من الذباب تتجول حول المكان وتريد أن تحظي بشيء واخذت صورة لهذا الشخص واحتفظ بها. نظرت حولي فالشوارع تمتليء بالحفر وبما تبقى من ماء المطر ومن الماء الذي يصبه الباعة على الشوارع مما خلق مزيداً الاوساخ والزبالة.

    هذا المنظر تقريباً في كل مدن السودان وهناك مشكلة أساسية تتعلق بالصحة العامة وبصحة البيئة يجب التفكير بشكل جمعي في معالجتها والهدف من هذه القصة هو تذكير الناس بأوضاعنا وليس للإساءة لمن يديرون تلك البقاع ويجب أن نشكر التجار والصناع والأطباء الذين يعملون في تلك المناطق لأنهم يعملون في ظروف غير طبيعية ويبدعون أيما إبداع لتلبية حاجات الناس. في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات نتذكر في القرى والمدن الإقليمية كان هناك شخص يسمى "ملاحظ الصحة" وهو المسئول عن الصحة العامة في المنطقة ومعه "كناسون" ومهمة هؤلاء الـتأكد من صحة البيئة وكنس الشوارع واحراق الزبالة بعد أن ينظفوا الشوراع وكان ملاحظ الصحة يتجول على الجزارة ومحلات الخضار وينصح الناس ويرشدهم وفي فترة الخريف يحفرون المجاريء ويحاربون الناموس والحشرات بما تيسر لهم من سوائل يصبونها على البرك ويقال إن موضوع ملاحظ الصحة من الأشياء التي ورثناها من الإستعمار فأرجو أن نفكر في إعادة ذلك أو تفعيل عملهم.

    تحدثت مع بعض المسئولين في تلك المناطق وقال لي أحدهم إنهم إجتهدوا وهناك شاحنات لنقل النفايات واشتكى من المواطنين في إنهم لم يتعاونوا معهم وقال إن اكياس الزبالة امام المنازل هناك من يفرغ حمولة الزبالة ويسرق الأكياس وغيرها من حجج. فقلت له عليكم أن تبدعوا في طريقة أخرى فالعقاب والغرامات أو شراء عربات وتجولها لن يحل المشكلة، المشكلة في الإنسان نفسه، فذكرت له عندما تصدروا قررات يجب أن يصاحبها برنامج توجيهي ويكون من ضمن الخطة والميزانية لأنك لو لم تعدل سلوك البشر فسوف لن يتحسن الحال وضربت له مثل بأن حكومة ولاية فيرجينيا الولاية التي اسكن فيها في ضاحية واشنطن العاصمة واجهت مشكلة الذين يشربون في ليالي بعض الأعياد وبعد ذلك يقودون سيارتهم مما يتسبب في الكثير من الحوادث تكلف الولاية مبالغ ضخمة، لذلك وضعوا برنامج توجيهي في الأول، وبعد ذلك أنشأوا ادارة وارقام تلفونات، علي الفرد الاتصال ليحضروا له عربة أجرة تقله لمنزله وحتى يتفادوا الحوادث، وبالمقارنة مع ما يصرف على الحوادث فقد ساهم البرنامج في تقليل الحوادث في هذه الأيام ووفر للولاية ميزانية وفي نفس الوقت شددوا العقوبة على من يشرب ويقود السيارة فأصبح لا عذر له، فقد بدأو بالبرنامج التوجيهي حول خطورة الشراب والقيادة ووفروا البديل وبعد ذلك جاءت العقوبة في آخر المطاف. فقلت له هذا هو نوع الإبداع الذي يجب أن تفكروا فيه قبل العقوبة والجبايات.

    أيضا إذا أنشأت المحلية برنامج توجيهي وقادت حملة النظافة بنفسها وأشركت الطلاب والشباب والمنظمات وادارة المسشتفيات وأنشأت إدارة للصحة العامة تكون مهمتها رسم سياسة الصحة العامة وصحة البيئة واستطاعوا أن يوصلوا للناس إن الوقاية خير من العلاج وان 80 بالمائة من الأمراض التي تصيبهم والتي يشتكون منها نتيجة لتلوث البيئة وتلوث المأكولات وممارسة الإنسان الخاطئة لأقنعوا الناس بالإلتزام بالنظافة. وعليهم أيضا إجبار كل صاحب متجر بأن ينظف الشارع امام دكانه وعلى كل مواطن تنظيف الشارع امام منزله فإذا وضع لذلك رقابة ومتابعة ونزل المسئولون للشوارع لحلت المشاكل ولكن أن يجلس مسئول في مكتبه ويصدر قرارات وبعد ذلك يشتكي من الممارسات الخاطئة للمواطنين فتلك هي مشكلة وقلت لهم الشعب هو السيد وانتم خدام الشعب فعليكم بالصبر على الناس وتوعيتهم وقيادتهم وتلك هي مهمة الموظف العام.

    فحتى عاصمتنا الفتية إذا قارنها بالعواصم القريبة منا مثل أسمرا والقاهرة وأديس أبابا فتجد الفرق، فأسمرا مثلاً تظن انها عروس لا عطر بعدها وكأنما تغسل بالكلونيا بشكل يومي وتجد الشوراع نظيفة ويمكنك أن تنام عليها. لذلك يجب التفكير في إنشاء شبكة مجاريء دائمة للعاصمة والمدن وإنشاء دوراة المياه العمومية وتثقيف الناس ويجب أن يبدأ البرنامج من الروضة والمدرسة والجامعة وعبر الإذاعة والتلفزيون. فمدننا عبارة عن ريف كبير وكل الإهتمام بالمباني أما الشوارع والأزقة والنظافة والمجاريء فتلك قصة تحكي تخلفنا عن ركب الأمم.
                  

العنوان الكاتب Date
اكنسوا الزبالة ابوهريرة زين العابدين01-06-09, 07:46 PM
  Re: اكنسوا الزبالة ابوهريرة زين العابدين01-06-09, 10:45 PM
    Re: اكنسوا الزبالة Tragie Mustafa01-06-09, 10:51 PM
      Re: اكنسوا الزبالة القلب النابض01-06-09, 11:50 PM
        Re: اكنسوا الزبالة ابوهريرة زين العابدين01-07-09, 01:52 AM
          Re: اكنسوا الزبالة سلمى الشيخ سلامة01-07-09, 03:28 AM
            Re: اكنسوا الزبالة المسافر01-07-09, 04:57 AM
              Re: اكنسوا الزبالة عبدالأله زمراوي01-07-09, 10:06 AM
                Re: اكنسوا الزبالة ابوهريرة زين العابدين01-07-09, 01:35 PM
                  Re: اكنسوا الزبالة ابوهريرة زين العابدين01-08-09, 04:03 AM
  Re: اكنسوا الزبالة JAD01-08-09, 11:02 AM
    Re: اكنسوا الزبالة ابوهريرة زين العابدين01-08-09, 03:03 PM
      Re: اكنسوا الزبالة ابوهريرة زين العابدين01-08-09, 09:07 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de