|
Re: هلالويا (Re: هشام آدم)
|
أخي ألبرتينو أكون السلام عليك
أشكرك على المواصلة في النقاش ، وعلى استمرارية الحوار في شكله الهادئ وأتمنى أن نستمر بهذا الشكل حتى نصل بهذا النقاش إلى التنويرية العقلانية المناطة بهذا الموضوع في أساسه.
عزيزي: أولاً دعنا نتفق على أنني لا أقدح في عذرية وقدسية مريم العذراء ولا أملك أن أفعل ليس ثقة بها ولكن لاتفاق جميع الديانات على ذلك ، ولأن كل ما قرأته سواء في القرآن أو في الأناجيل الأربع تثبت هذه العذرية فيما قبل يسوع. ولو رجعت إلى الموضوع الرئيسي تجد أنني تجاوزت عن هذه النقطة وعن نقطة كون أنها كانت مخطوبة ولم أقف كثيراً على مسألة الخطوبة تلك فمن المعروف أن الساميين لم تكن مسألة الخطوبة معروفة لديهم قديماً إذ أنها جاءت في وقت متأخر. هذه نقطة ، والنقطة الثانية فأنا رأيي حول يسوع كان واضحاً فأنا لم أقل بأنه قائد ثوري أبداً بل على العكس فأنا أرى أن بولس هو الثوري لأن الثورية تعني التغيير والانقلاب على ما قديم ، وبهذا الفهم فيسوع غير ثوري أبداً إذ لم يعمد إلى تغير ما كان موجود أبداً على عكس ما قام به بولس. ومن ناحية أخرى فقد تحدثت في المداخلة السابقة عن تفرقتي لأمرين لا يتفقان أبداً ألا وهما: حب المال و امتلاكه. وأنا شخصياً اتفق معك ومع اليسوعية التي ذهبت إلى أن حب المال هو من يفسد الجسد ويكسبه النجاسة وهو ما نجده في الشريعة القثمية (الإسلام) كذلك. فنجد عند رسول الإسلام حديثاً يقول فيه : تعس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم.. إلى آخر الحديث. ولكني اختلف مع اليسوعية في تحريمها لامتلاك المال وإدخال مالكي الأموال ضمن نطاق الشركية. وهذا ما جعلني آخذ على يسوع مقارنته لامتلاك المال مع الخروج من ملكوت الله. فكيف لم يفكر يسوع في أن مالك المال قد يساعد أو يخدم الدعوة اليسوعية بأي شكل؟ ولماذا يفترض يسوع بأن كل مالك مال هو محب وعابد له؟ أما كان من المفترض به أن يعطي الشاب الغني الذي أراد أن يكون من أتباعه وتلامذته فرصة أن يثبت جدوى المال في خدمة الدعوة اليسوعية نفسها؟ امتلاك المال لا يعني حب المال بالضرورة. بل يمكن أن يساعد توفر المال في توفير بعض الأساسيات التي تقيم المبدأ الأساسي في حفظ النفس كما ذكرت سابقاً. ثم أنني لا أتفق بأن يكون الإنسان عضواً غير منتج أبداً .. فماذا يعني الترهبن والتفرغ للعبادة والاستغناء به عن العمل؟ وأنا أفرق يا عزيزي بين أتباع يسوع وتلاميذه وبين الحواريين (الرسل) ولا نختلف في ذلك ، وربما اختلطت عليك الأمور في قراءتك للمداخلة السابقة ، ولكني أعرف الفارق تماماً بينهم.
ونقطة أخرى عزيزي حول كون أتباع يسوع كانوا من العبيد الفقراء. فيا أخي إنك بنقدك لهذه النقطة تحديداً فإنك تناقض مسألة تاريخية ، فهل أفهم من ذلك أنك تنكر كون أتباع يسوع كانوا من العبيد المملوكين وأن المسيح حتى لم يحاول أن يخلصهم من رق العبودية بشكل فعلي بل واكتفى بأن يعطيهم ما في الآخرة بدلاً عن الدنيا؟ إن كل ما فعله يسوع مع هؤلاء العبيد يا عزيزي هو أنه ألبس عليهم صفة (بشر) بدلاً عن البهيمية التي كان الأسياد يطلقونها عليهم ، وأدخلهم في ملكوت الله ، هذا الملكوت الذي حرمه على الأغنياء ملاك هؤلاء العبيد. وربما دارت عليك الحلقة لتحبس نفسك فيها مرة أخرى فأجدك تقول بأن الرسل كانوا أصحاب حرف ، ثم تقول بأنهم تركوا حرفهم وانشغلوا أو تفرغوا للدعوة. وأنا هنا أسألك سؤالاً : إذا لم يكن لديك حرفة أو مهنة تقتات منها ، فماذا تكون ؟ ألا تكون فقيراً ؟ حتى الحرفيون هم في الأصل فقراء. وما هو الفارق بين العبيد والفقراء؟ العبد الذي يباع ويشترى هو فقير أيضاً ولكن يضاف إلى فقره ذلٌ آخر هو عبوديته ، ولكن الفقير فقير وحسب. فكل عبد فقير ، وليس بالضرورة أن يكون كل فقير عبد. وعلى هذا فإن الأتباع والحواريين (الرسل) كانوا فقراء ولكن الأتباع أو التلاميذ كانوا - بالإضافة إلى فقرهم - عبيداً مملوكين. وأريد أن أضيف لك معلومة في غاية الأهمية : لا توجد طبقة وسطى في المجتمع الإقطاعي العبودي. فالمجتمع الإقطاعي مجتمع يتكون من طبقة غنية مالكة لوسائل الإنتاج ، وطبقة فقيرة مشغلة لهذا الإنتاج. وأعتقد أن في ذلك رد لك على ما ذهبت إليه من نقطة أعتقد أنها تعجيزية فيما طلبته مني أن أسرد لك أسماء الحواريين العبيد وأسماء مالكيهم فأنا لم أقد بالعبيد المملوكين الحواريين بل الأتباع. وأسألك هنا سؤالاً: هل تستطيع أن تحصر لي أسماء الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية؟ وعلى هذا فلا يمكنني أن أحصر لك أسماء الأتباع العبيد ولا حتى أسماء أسيادهم.
أما بالنسبة لما قمت بالاستشهاد به من قصة مائدة موسى وأمر موسى لأتباعه بأن يأكلوا أكل اليوم فقط ، وادخار المتبقي ... وما إلى ذلك. فالوضع مختلف تماماً يا عزيزي ، فموسى وقومه كانوا في صحراء أي منقطعين عن المدنية ، فالضرورة تحتم عليهم أن يقتصدوا في الأكل والشرب أما يسوع وأتباعه فلم يكونوا في الصحراء حتى تنطبق عليهم هذه الضرورة. ثم أني لي رأي واضح حول نقطتين أساسيتين:
أولاً : مسألة الاكتفاء بالعبادة وترك العمل إلا فيما يخص الدعوة ، فأنا أراه نوع من الدروشة التي تنفي أهمية العمل والكسب. والاعتماد - عوضاً عن ذلك - بالدعوة فقط ، واستغلال الدعوة على اعتبارها المصدر الوحيد للكسب والعيش. فلماذا لا يكون المؤمنون مؤمنين وعاملين؟ ألا ترى معي يا عزيزي أن الشرعة اليسوعية تدعوا في عمومها ضمنياً إلى الانقطاع عن الدنيا والانصراف كلياً للدعوة؟ هل هذا يقبله العقل والمنطق؟ لقد جاء الدين ليهبنا الحياة الكريمة ويربط بين المادي ولا مادي ، يربط الطبيعة بما وراء الطبيعة أن يخلق ذلك الرابط الروحاني في إطار دنيوي. لا أؤيد أبداً فلسفة الجبرية التي تقول بأن الحياة قررتها سلفاً قوة عليا ولا الدوغمائية التي تفكر بأسلوب متحجر وجامد دون أدنى مراعاة لمقتضيات الظروف المادية والعلم والممارسة.
ثانياً: مسألة التبعية التي تميزت بها اليسوعية ، وهذه التبعية العمياء التي تدعوا إلى نبذ كل شيء ما خلا حب يسوع وحب الله. وإذا خالط هذا الحب حب النفس أو حب الزوجة او حب الولد هل يخرج المرء من ملكوت الله ؟ ونجد نفس الشيء في الشريعة القثمية التي تدعوا إلى ذات الشيء (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه) لماذا لا يدعنا الأنبياء نحبهم طواعية لا كراهية وقسرياً ؟ ولماذا تربط هذه المحبة المطلقة بمسألة الإيمان؟ ألست حراً في أن أحب وأن أكره وأن أحدد درجة هذا الحب ودرجة هذا الكره ؟ ألا تنفي هذه التبعية إنسانيتي وأنني حر ومخير في أبسط ما أملك ؟ ألا يعني اتفاقي معك ودخولي في دينك حباً من نوع ما ؟ وأرى أن رسول الإسلام كان أذكى من يسوع في كونه سمى أتباعه بالصحابة ولم يسمهم أتباع ، لأن التبيعة تنفي الإنسانية التي تقوم على الاختيار. ورغم أن (كفار) قريش قد فطنوا إلى تسمية (الصحابة) ما هو إلا تلميع لمسألة التبعية ، فكانوا يسمون الصحابة بـ(أتباع محمد) لأنهم في النهاية ليسوا سوى أتباع.
وبالطبع للحوار بقية أخي العزيز
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هلالويا | هشام آدم | 01-19-06, 10:52 AM |
Re: هلالويا | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 01-20-06, 05:18 AM |
Re: هلالويا | هشام آدم | 01-20-06, 09:26 AM |
Re: هلالويا | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 01-20-06, 06:21 PM |
Re: هلالويا | يوسف السماني يوسف | 01-20-06, 01:14 PM |
Re: هلالويا | showgi idriss | 01-21-06, 01:33 AM |
Re: هلالويا | هشام آدم | 01-21-06, 08:42 AM |
Re: هلالويا | هشام آدم | 01-21-06, 08:52 AM |
Re: هلالويا | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 01-21-06, 07:08 PM |
Re: هلالويا | هشام آدم | 01-21-06, 08:36 AM |
Re: هلالويا | هشام آدم | 01-22-06, 09:56 AM |
|
|
|