صلوات . . مالك الحزين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2006, 11:10 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صلوات . . مالك الحزين

    ( صلوات . . مالك الحزين )

    كانت هذه الريح في ذاتٍ رمل حارق، تلهو بمناخٍ يعرفه البدو بأنه قاسٍ، وتسكنه الحمى الترابية، تألفه الأفاعي ذوات الدم البارد، وتعشقه اللافقاريات! كانت هذه الريح قاب رملين أو صفير من سرابٍ موغلٍ في القدم. حطّ على جناح طائرٍ خرافي أوسعَ الأساطيرَ ضرباً وطار في سماءٍ حمراء للأبد. دمه – الذي هو علامة التفاؤل الوحيدة – كان غارقاً في شبر ماء. لُعابه – الذي قد سال للمرة الأولى عندما رآني – رآني مرةً أخرى ولم يسلْ! لا مجال للمُراهنة، الجرح غائرٌ في شوكة الصبّار، وفي حراشف السحالي التي تجيد التخفي. السرابُ وحمةُ الصحراءِ الغربية، ونقطة ضعفها الوحيدة. على مدار أُغنيةٍ كاملة، ظل المُغني يُتابع السلّم الموسيقي، لكنه سقطَ عند حافة النهر فجأةً عندما تصاعدت أصوات الضفادع المزعجة.

    ولنعد إلى الصحراء حيث هذه الريح مليكةٌ وحيدة، على شعب كله يعشقُ السخونة. حتى هؤلاء البدو كانوا يرهبون غضبة الريح عندما تبصقُ الرمالَ في وجوههم، وتهِبُ الخيولَ طريقها إلى الفِرار. أيتها المليكة العادلة! مازال بعض الشعب يُعاني من الصُداع و( الأشف ) ولا ملاذ منكِ إلا هذه الشقوق! أحبكِ لأنّك الوحيدة التي تستطيع أن تخونني ولا أجرؤ على الكلام! أحبكِ لأنني أُحب أن أنام! أحبكِ لأنكِ التي أهابها ، وأعشق اقترابها! أحبكِ لأننا عتيقان في قافلة الرق المُتجهة شمالاً. حيث هذا الجرح قِبلةٌ مهجورة، ومحرابٌ غيرُ معترفٍ به. البدو يعبدون الريح سراً، ويدفنون القرابين تحت رمال هذه الصحراء. أين يختبأ الوجدُ في هذا النهار!


    من أي ناحية يتبخر الشوق؟

    من أي فاصلةْ ؟

    ومن – على امتداد الدمِ القاني –

    يعرف النارَ التي بين أضلعي

    إنما بيني وبين أن أموتَ .. فاصلة

    ها هي الصحراء تمدّ لسانها لي

    وتعلنني المسافة

    بين كل خطوةٍٍ وأختها

    في العلاقةِ الحميمة بين

    سرابٍ لا يُمكن الرِهَانُ عليهِ

    وبين صحراءَ قاحلةْ

    من – على امتداد هذه الحمى –

    يبيعني قُرصاً من الثلج

    واحة من الارتياح

    آهٍ . . كم أشتكي من الصداع

    الخيل أنهكتها العرب ، تلك القبائل التي لا هم إلا أن تغير على التخوم . . على مشارف امرأة جميلة أو بعير !!! يا كبرياء امرأةٍ حقيرةٍ ، في هودجٍ حقير ! يا كيمياء الرمل .. عندما ليلاً تهادن البرودة ، تنسف حلفها عند الهجير. وهذه الريح قاموسٌ للغةٍ غير مقروءة! وأطلسٌ لجغرافيا تستعصي على الفهم. هذه الريح كانت – ولا تزال – ملاذَ القبائلِ البدوية في رحلةِ البحثِ عن حربٍ من أجل ناقةٍ عوراء! أنا الوحيد الذي يستطيع أن يمشي حافي القدمين في رمالكِ الحارقة، والوحيد – صاحب المهابةٍ – الذي يعرف سرّ كيمياء الحرارة. ها هي اللعنة الآن على أعتاب بابي الخشبي، آآآآهِ يا لُعبتي الصغيرة! كم بكيتُ – فقط أمامكِ – قبل أن أُغيّر اللكنة الحزينة قبل آذان الفجر! كم – يا صغيرتي – خلعتُ كبريائي الوحيد، لأرتديكِ! هذا سرٌ بيننا، فلا تبوحي بالسر إلاّ للريح والصحراء. أنتِ التي تفهمين لغتي التي لا يفهمها أحد. كُلّهم – بلا استثناء – لم يفهموا، وكأنني كان يجب أن أتعلم لغاتهم كي يُتاح لي أن أصرخَ بلغةٍ يفهمونها! كُلّهم – بلا استثناء – ظنّوا أنني أبيع خرز الساحرات ، وأوهام القراصنة الباحثين عن كنزٍ ما في بحرٍ لا يعرفه أحد! كُلّهم – بلا استثناء – نعتوني بالجنون، فلم أستطع أن أبوح أكثر.

    للبدو هذه الصحراء، ولي هذا الشارع النائي، المُرصّع بالضوضاء والعابرين. قال لي عابرٌ ما: " لا تقف على قارعة الطريق، ولا تُغني حيث لا يسمعُك أحد!" ولكنني أُريد أن أُغني . . أُريد أن أغني. ولذا استعرتُ صوتي من مالك الحزين! جبل من القطن!!

    - أين شموخكَ أيها الجبل؟

    * جفل !

    - أين البريق الذي – في كل صخرةٍ – يضيء من بعيد؟

    * أفــل !


    آهٍ . . من هذه الحمى السفلية! ومن هذه الصحراء، ومن هؤلاء البدو. لقد تعبت من الدعاء، سئمت من الاستجابة! سئمتُ من الذين لا يجيدون العزف، ومن الذين لا يفهمون هذا الغناء.



    هشام آدم
    3 يوليو 2005م



                  

01-22-2006, 11:38 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صلوات . . مالك الحزين (Re: هشام آدم)

    صديقي الجميل
    هشام ادم

    *********** آهٍ . . من هذه الحمى السفلية! ومن هذه الصحراء، ومن هؤلاء البدو. لقد تعبت من الدعاء، سئمت من الاستجابة! سئمتُ من الذين لا يجيدون العزف، ومن الذين لا يفهمون هذا الغناء.*******

    السياحة في بحرك الادبي تحتاج الي مجاديف معرفية لمواجهة امواج الكلم حتي لانغرق في لجج الابداع .
    ولذا تجدنا نركض نحو الاسفاف .

    ولك الود
                  

01-22-2006, 12:36 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صلوات . . مالك الحزين (Re: يوسف السماني يوسف)


    جوزيف ...

    وكأنني لا أكتب إلا لك يا عزيزي...
    أحييك وأحيي فيك قراءتك .. التي تجعلني أشعر أنني بين أحياء.



    ملاحظة:
    هل تتذكر تلك الفتاة التي كنت تقف على استحياء في الحفل الختامي لمهرجان الخرطوم عاصمة للتراث والثقافة؟ إنها تقرئك السلام. ولي مني أيضاً السلام حتى نلتقي مرة أخرى يا صديقي.

                  

01-22-2006, 01:09 PM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صلوات . . مالك الحزين (Re: هشام آدم)

    الجميل
    هشام ادم
    والاسرة الكريمة

    نوافير القلب ضحت حبيبات الود عبر هذا الاسير الاسفيري موجهة بوصلة التواصل الانساني قبل ان
    تكتحل العين برؤياكم .

    مابين سطورك هو الذي يجبرني علي ان انصب خيمة ترحالي علي شواطئ فكرك .

    لك الود
    وللاسرة الكريمة

    وهذة دعوة من الذين يحبنوك في الرياض لحضور احتفال رابطة الصالحية بعيد الاستغلال يوم الخميس
    نهاية هذا الاسبوع وقد كلفت بابلاغك للمشاركة وكنت انتظر رغم تلفونك من البروف عثمان .
                  

01-22-2006, 01:19 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صلوات . . مالك الحزين (Re: يوسف السماني يوسف)

    صديقي المبتسم ( جوزيف )

    تحية وارفة الظلال ... أشكرك على الدعوة الكريمة التي أعتبرها بمثابة تشريف لي .. وأتمنى من كل قلبي نجاح أمسيتك مع تمنياتي لك ولرابطة الصالحية بدوام التقدم والازدهار.
    أشكرك مرة أخرى وتحياتي للجميع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de