غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد:

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2008, 07:58 PM

abdelmoniem ali

تاريخ التسجيل: 02-13-2007
مجموع المشاركات: 35

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة (Re: abdelmoniem ali)

    وبتتبّعنا لتطّور القصيدة نجد أن القدال انطلق من قاعدة راسخة أعمدتها ما سبق من شعر وأذن صاغية لمفردات واقعه وعين لاقطة لمشاهد الحياة وعقلٍ مميّزٍ فكّ به أسرار الماضى والحاضر وأغناه بالتجربة الذاتية فتسنّى له علمٌ تراكمى وبذا لم ينفِ السابق ولكنّه أضاف له ، واكتشف لغة جديدة وصوتاً جديداً تُسوّر له مساحة خاصّة فى المستقبل ، لها استقلالها ، أصالتها وديمومتها وخصوصيتها وبرغم جيرتها للأسوار الأخرى فلها باب كتب عليه "هذا نمط محمد طه القدال".
    وقد يبدو للقارىء أنّ تأمّلى فى قصيدة القدال يغلب عليه المنهج اللغوى ، ولكنّها أداة اتّخذتها لإبانة شاعرية القدال باختياره لمفردات تتجاوز المعنى المباشر فتصير رموزاً فى حدّ ذاتها تنقل ما أراد توصيله بدقّةٍ عجيبة فيها من الإغراب ما يجعل قلبك يخفق وروحك تُبعث من مواتها وتحتفل معه بالحياة. فالموازنة التى تبنّاها بين اللغة والشاعرية تتشابك وتشدّ بعضها بعضاً تخلق النّص الإبداعى ، فالعمل المبدع يتجاوز اصطفاف الكلمات والمعانى والوزن والقافية والإيقاع وينفذ إلى كنه الإبداع من خلال التخييل. وليس مهماً أن يكون مضمون القصيدة مطابقاً أو مخالفاً للواقع ، بمعنى أنّ القدال قد كتب عن شىءٍ عاشه أو تخيّله أو بعضاً من هذا وذلك ، ولكن الأهم هى القدرة على الإمساك بكافة أطراف الشعرية وأدواتها من قدرة هائلة على التخييل وتصوير فنىٍّ مدهشٍ وتركيبٍ مدركٍ متماسكٍ لرموز الرسالة من مفرداتٍ ونظمٍ يجعل التذوّق الفنّى متعةً لا تُجارى ونافذةً للقارىء يرى من خلالها عالمه ويستنبط منها عوالم أخرى تزيده غنىً وفائدة.
    فتجد فى شكل القصيدة غنائيةً يصلك صوت مؤلّفها تقوم على بناءٍ محكمٍ وتراكيب تفى بغرض الشعرية ودلالاتها وهى تراكيب متعاضة لفظاً وصورة ومعنى تنظم مشاهدها فى خيط وحدةٍ يعرضها كالقلادة المبهرة جواهرها منتقاة وموزونة.
    فالفرق بين الكتابة النثرية الأدبية ، فى رأيى ، وكتابة الشعر الحقيقى هو أنّ الأخير يتجاوز الغاية الظاهرة إلى معانٍ أخرى تدفعك دفعاً للتأمّل والاستكشاف إلى ما لا نهاية مع اقتصادها فى الكلمات بلا إسهابٍ أو تهلهلٍ أو ترهّلٍ ، إذ لكلّ كلمة منتقاة رمزاً يحمل فى رحمه أكثر من جنين. إنّه المشعل الذى يهديك إلى حيث الجمال والحقيقة كما قال كيتس :
    "الجمال هو الحقيقة ، والحقيقة الجمال
    هذا كلّ ما ستعرفه على وجه البسيطة
    وهو كلّ ما تحتاج أن تنال" (الترجمة من عندى).
    فهل هناك من جمالٍ أكثر من تفتّح بصيرة القلب والشعور بلذته ، فما لم يحرّك فيك ساكناً فلا ينبغى أن يُعدّ شعراً وهو والجمال والحقيقة أعداء وقد قيل إنما سمّى الشاعر شاعرأ لأنّه يشعر بما لا يشعر به غيره وسنده فى ذلك دقّة علمٍ وفطنة شعرية لأنّ كلمة شعر مشتقة من (شعرت) وهى بمعنى فطنت وعلمت. فالشعر العظيم لا يأتى إلا من علمٍ عظيمٍ وهو إدراك كنه المراد وحقيقته. وهكذا وصفه الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال: "الشعرُ علم قوم لم يكن لهم علمٌ أعلمَ منه".
    وأنا من رأيى أنّ خاصية الشعر الأساسية التأثير فى الآخرين ولكن ذلك لن يحدث إلا بالتواصل ولذا فاللغة الشعرية هى مركب الرسالة الشعرية التى تنقلها للآخرين.
    وسهرة وين .. سكرة وين
    وبَهرة وين ..
    وجهرة وين ..؟
    وقبل أن ينتقل القدال إلى المشهد الأخير ، الذى ظلّ يهيئ له المستمع منذ رفع الستار ، يربطه بما قبله ويركّز على الحاضر وهو ما يعرف بالتّمعّن أو الوعى باللحظة الراهنة أو الحاضر وهى مرحلة يصلها من قضوا العمر يستكشفون ذواتهم فيصيبون الوعى بأنّ الماضى غير عائد والمستقبل ليس ملكهم وإنّما ما يملكون هى الآن ، وكما قلنا من قبل فإنّ مرحلة المعلّم التى وصلها القدال فى هذه القصيدة إنّما هى نتاج البديهة وليس العلم والنتيجة فى الحالتين واحدة وإن اختلفت سبل تحصيل المعرفة. فالسهرة لم تنته بعد ويا لها من سهرة لا تماثل ، على الأقل فى خياله وفؤاده ، لأنّه يحسّ أنّ فرصته قد دنت للبوح ولا بد من أنّه علم أنّه فى نهاية الأمر سيختلى بالرتينة لأنّ دأب تقديم البنات أن يتناقص العدد عند وصولهن بيوتهنّ حتى يتبقىّ من تبقّى ، وفى وصفه تنويه على السهرة منذ بدايتها أيضاً والسكر لربما سكر اللحظة وليس سكر الخمرة كما قال العقّاد "وبى سكرٌ تملّكنى وأعجب كيف بى سكر ، رددت الخمر عن شفتى ، أو مغنّينا الشعبى "أنا ما بسكر من الخمر ولا من صوت القمرى لكين نظرات حبيب عمرى ، ولكنّه لربما سكر الرحيق أيضاً فالشباب لا يتورّعون عن ذلك.
    ثمّ تجده يذكّرنا بما يجرى فى نفسه : "وبهرة وين" وهو إحساس داخلى ينتج عن كلّ شىء جرى ويضيف : "وجهرة وين" (خدودهن واجّة زى جهر الكهارب الفى المداين) ينقلنا بها إلى اللحظة الراهنة رابطاً ما حدث بما سيحدث:



    "أقول آبنية :
    - ليش ما تهمى؟
    (لماذا لا تصبين ماء حبّ سحابك وقد قال الشاعر:
    "فى حشاي المشوق سحب لا تهـمي بإرضٍ تخاف لمع البروق ،
    وحشاي المشوق سحب من الريح بها الشوق صرخة من غريق").
    فوق زولاً مشلهت فوق دريبك
    (على شخصٍ يعانى ظمآن وتعب فى درب حبك)
    لا النفس مجبود ..
    (يلهث من شدّة تعبه لا يجد فسحة للراحة)
    ولا لحق الغزالة؟
    (ولكنّه ليس سريعاً كالغزال ليلحق بظبيته ، فهنا تركيب للمعنى)
    وقفتْ ..
    وانبهت رمَّاشها ..
    جدعت بالبسم رشَّاشها ..
    (كأنما الكلام شلّها فتسمّرت من مباغتته لها بالكلام فانبهتت رموش عينيها ، أى خفضتهما ، وهى مشتقّة من تبهت بمعنى: " تُحَيِّرُهم حين تَفْجأُهم بَغْتةً" وقال المولى عزّ وجلّ : "بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ" ، ثمّ ابتسمت خجلة مُحرجة فى حالة هلع ممّا لم تتوقّع ، ولكنّها تمنّته ، ولمّا ابتسمت رمته برصاص رشّاشها فأجهزت عليه وعلى ما تبقّى له من كرامة ، أو برشاش أو رذاذ مطرها منعش كما يساق الماء إلى الأرض الجرز فتحييها ، إذ فى الابتسام دليل رضى وفى الحالتين لم تتبقّ له مقاومة تذكر)
    - يالمهجوم ..
    يهجمك الله كان داير تسيلى الخلعة
    ( وهو نوع من التقريع الظريف تعاتبه على مداهمتها بتصريحه بدون سابق إنذارٍ فكأنّه هجوم لأنّه خلع قلبى بحديثه ولنا أن نتخيلّ خفقان قلبها ورعشة يديها ، وفى بامسيكا تقول ريّا لطه ود دكين: "صحيت مهجومة لا مفصل ولا في القايْمة" ، وفى لسان العرب المهجوم ما حُلَّتْ أَطْنابُه فانْضَمَّتْ سِقابُه أَي أَعْمِدتُه، وكذلك إِذا وَقَع).
    قالت والعيون ضحّاكة ..
    فى ضو الرتين بشَّاشة
    (هذا القول ينقلنا إلى مقام الموقف لتذكيرنا بمحيط الحدث وقد كان عتاب محب فرحٌ بما سمع لأن تواصلها معه من خلال حركات العيون التى هى ، كما يقولون ، نافذة الروح ، فهى ضحّاكة بطبعها ولكنّها أكثر ضحكاً لإظهارها البشاشة لأنها رمز للقبول ، وتواصل العيون أمر مثبت بقوله سبحانه وتعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور" ، وفى القرآن الكريم أمثلة عديدة لهذا ، وعلم التواصل يؤكّد أن الكلام لا يؤدّى أكثر من 10% - 30% من التواصل والبقية التواصل غير الكلامى أو الجسدى: "وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ" ، وكلنا يعرف قول شوقى :"وتعطّلت لغة الكلام وخاطبت عينى فى لغة الهوى عيناك ، وقال شاعرٌ آخر :
    "إن العيون لتبدى فى نواظرها ما فى القلوب من البغضاء والإحن"
    وأضاف غيره:
    "العين تبدى الذى فى قلب صاحبها من الشناءة أو حب إذا كانا
    فالعين تنطق والأفواه صامتة حـتى ترى من صميم القلب تبيانا").
    عاد من حينى جاتنى الحالة
    (بعد وصول الرسالة بالقبول أصابته لوثة الغرام كأنما التهمت طريدته الطعم وبعد ذلك يعتمد الأمر على حنكته وخبرته فى انتشالها والفوز بها)
    قُلتَلا:
    - لا لا
    وحات النعمة يا بنية البِريد ..
    فى الريدة ... ما بخبر فسالة.
    (حلف بأعزّ ما عنده ليثبت حسن نيته ويسألها كرم وعطاء المحب محتجّاً بحقيقة إنسانية معروفة فنال منها القبول عندما نظرت إليه وهى باسمة "حدرت باسمة" ، لتتأكّد من صدقه قبل أن تسلم قلبها له بدون مقاومة ويستخدم القدال كلمة فسالة وهى من فسل بمعنى الشح وهو نوع من الحرب النفسية إذ لا يرضى أىّ إنسان ، عادة ، أن تلصق به أو بها صفة البخل والفسل عند العرب هو الرَّذْل النَّذْل الذي لا مُروءة له ولا جَلَدْ).

    هذه النقلة فى الشعر الغنائى لم تأت من فراغ ولكنّها أتت من موهبة عظيمة ترى الصورة شاملة بمنظارٍ واسع الحدقة وتدعونا لرؤية الكل من نافذة البعض ، وتحب أن تشارك الآخرين تجاربها وكل خفقة قلبٍ لها لتـزرع البهجة فى كلّ القلوب بدلاً من أن تستأثر بها ، وهو سبق للقدال لا بد من أن يؤرّخ له وإن تلاه نهجٌ مشابه. هذا هو البنيان المؤسس على ما قبله ويضيف له ما لم يسبق فكأنه هو وليس هو وذلك مغزى العبقرية أن نستنطق ونستخدم ما نعرف فإذا هو نبت جديد له هوية وحياة منفصلتين.

    (عدل بواسطة abdelmoniem ali on 12-25-2008, 05:06 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: abdelmoniem ali12-16-08, 02:55 PM
  Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: abdelmoniem ali12-17-08, 02:26 PM
    Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: abdelmoniem ali12-18-08, 05:01 PM
    Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة abdelmoniem ali12-21-08, 09:45 PM
      Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة Elkhawad12-21-08, 10:00 PM
        Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة Elkhawad12-24-08, 03:45 PM
          Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة Elkhawad12-24-08, 03:51 PM
            Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة abdelmoniem ali12-24-08, 07:05 PM
              Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة abdelmoniem ali12-24-08, 07:58 PM
                Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة بدر الدين الأمير12-24-08, 08:30 PM
                  Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة baha eassa12-24-08, 09:06 PM
                    Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة abdelmoniem ali12-25-08, 05:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de