|
اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار
|
تماضر فتحت باب العقل على مصراعيه دون الانتباه للدوي الهائل الذي يمكن أن يحدثه هذا، لم تحسب للعاصفة الهادره التى لن تتوانى فى حرث الأخضر واليابس. كنت متيقنه بان نفخ الكير سيبدأ والعويل والصراخ وتغييب العقل والتهديد والوعيد و....
اعرف تماما الطريقة التي يفكر بها اللاتي والذين نصبوا أنفسهم وكلاء لله عز وجل، يفتحون أبواب جهنم في وجه من يخالفهم وذات الأشخاص يقفلون هذه الأبواب ويفتحون أبواب الجنان. اعرف وأكاد أتيقن من التجربة التي مرت بها تماضر، أن الضغط النفسي هو أحد وسائلهم، قد يستخدمون كل الأساليب لقتل شخصية من يخالفهم، لقد عايشتهم أربعة سنوات بكلية البنات وخضت معهم/ن حرب ضروس. هدروا دمى عشرات المرات وهددونى مئات المرات، بالفصل من الجامعة، طالبة فاسدة الفكر وهناك من التفن حولها، الفكر الذى سموه فاسدا لانهن لم يستطعن مقارعة الحجة بالحجة فكان الوعيد بالثعابين التى سوف يرسلها لى الله تعالى لانى خالفت درب الحق.. درب الكوزات وقلت لا لفرض الحجاب ومليون لا للتعامل مع عقلياتنا بهذه السذاجه. كن الطالبات يخفن التقرب منى حتى لمجرد التحية لان من تقترب ستكون مرصوده ويتلاحقها لعنات سعاد الفاتح وستلاحقهااللعنات يوم تقوم القيامة، السنتين الاوائل كانت مرعبة، نظراتهن وتهديدهن وكان على ان اتماسك حتى احقق ما اؤمن به لاجل حرية التعبير والتفكير وان لانقبل التلقين. فى داخلى كنت احس الخوف، ليس ان يغدرن بى ولكن ان يأتى يوما ويطبقون هذا الاسلوب القاهر مع شعب السودان وقد كان .. المعركة كانت عير متوازنة وهن فيها الاعلى صوتا بالزعيق والعويل. اول مرة علقنا صحيفتنا الحائطية التى سميناها الانتفاضه وتصدرها طلائع عزة بكلية البنات، يومها قامت القيامة فى الكلية، حالات تشنج، بكاء وصراخ بان اهل الكفر وجدوا منفذا فى كلية الاسلام، قمن بتمزيق الصحيفه الحائطيه، وغسلن الحيط والشبابيك من رجس كلماتنا.. والله على مااحكى شهيد.. لم يحدث هذا فى القرون الاوسطى، حدث هذا والشارع السودانى يدارى الانتفاضه من طعناتهم/ن المفاجئة والتى حدثت بالفعل فى ليلة يونيو.. الليلة التى انهزم فيها الصباح وتوارى ولم يظهر بعد.
كان لابد من هذه المقدمة، لانى احس تماما بالمعاناة التى عانتها تماضر وأكاد اجزم بانها تلقت ما تلقت من تهديد واساءت معلنه وغير معلنه. شخصيا لم أرى في العنوان أي غضاضة وهى وجهتي نظري، لم أري غضاضة في مناقشة أي موضوع وإعمال العقل وعدم تغييبه بالوعيد والتهديد وكان من الافضل الحوار بشكل مختلف، ولكن ماحدث حسب متابعتى:
.*تماضر مارقه عن الملة ولابد من اعادتها لحظيرة الانغلاق * ينبغى ان تستتاب والا ستدفن بفكرها فى غياهب التعذيب المعنوى * ينبغى ان تلفت لعرائس نيلها ولا يحق لها ان تتبحر ولا ان تدلى برأيها
هناك بالطبع بعض المداخلات التزمت قواعد الحوار الراقى وهنا لابد من ذكر الاخ سبيل، رغم اختلافى الفكرى والمنهجى معه ، الا ان الحق يقال بانه وفى كثير من مداخلاته ينأى عن الاستفزاز والتجريح، وهذا هو الاسلوب الذى ينبغى ان يتبعه الداعية، اذا افترضنا بانه داعية.
وحين تراشقوا/ن بمضرب التهديد والوعيد ومرات نادره بالترغيب وكانهم/ن مخولون/ت بتوزيع كراسينا على الجنه او على النار، الشئ الوحيد الذى لا يعلمه الا خالق السماء، حين انهكت تماضر وانهد حلمها بانه لاحوار مع هذا التعصب فقدمت اعترافها..
اعتراف راقى ورصين ومن متابعة بعض الردود والمداخلات اصل لنتيجة ان اعتراف تماضر لم يفهم كما رغبت.. هناك من انبرى/ت بالتوبة النصوحه لتماضر، وزعوا/ن عليها صكوك الغفران، تعاملوا/ن بهذا الاعتراف كوثيقة نصر ضد الفئة الظالم اهلها ولم يكن لديهم/ن استعداد لمعرفة البعد الآخر المعنى بهذا الاعتراف..وبين يوم وليلة وزعوا عليها صكوك التوبة، تجاهلوا/ن تجربتها وفكرها وعمقها ولم ستمعوا/ن لصدى سنينها وتجاربها العميقة
هل انهزمت تماضر.. بالطبع لا، لان من ينهزم لا يواجه، اعترفت بخطأها وبان حسباتها مخطئه لانها كانت تأمل فى حوار مفتوح، حوار يحترم آدميتنا ولا يحولنا الى دمى غبيه، حوار نحس بعده باننا اكثر انسانية ولو اختلفنا.. حوار لا مكان فيه للعويل بل للهديل، هديل الفكره الحره التى تتحرك فى براحات العقل دون اقصاء للآخر، حوار يحترم معتقداتنا سوى كنا مسلمين/ت ، مسحيين/ت او لا دنين/ت. انهزم الحوار فى هذا البوست ولم تنهزم تماضر بل انتصرت للانسان الذى فيها، وانحازت للحظات ضعفها وما اجمله من ضعف، الضعف الذى غالبا مانهرب من مواجهته وهزمه داخلنا، الضعف امام عواصف لم تتدرع ضدها تماضر فاصابها كثير من رشاش الاذى والغبن الشخصى.
اعتراف تماضر جدير بالوقوف عنده بانحناءة لان فيه دروس وعبر، دروس لمواجهة ضعفنا لنتماسك حتى لانحول الحوار الى معركة فيها منهزم ومنتصر، فليس الامر كذلك يا أهلى وملة فرحى.
تماضر، شكرا ان حفزتينى لمواجهة ضعفى ولتضعفى متى ما احسستى بذلك، اضعفى وابكى ولكن دون انكسار.. فامرأة مثلك وفى قامة احلامنا ستبقى صلبة لانا نحتاجك، بضعفك، بقوتك ومشكاة عقلك فانثرى فينا رذاذ محبة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | Ishraga Mustafa | 01-19-04, 00:59 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | bayan | 01-19-04, 01:53 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | خالد الحاج | 01-19-04, 02:07 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | Abureesh | 01-19-04, 02:17 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | doma | 01-21-04, 11:25 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | Roada | 01-19-04, 02:23 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | إيمان أحمد | 01-19-04, 06:58 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | ترهاقا | 01-19-04, 08:51 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | ابنوس | 01-19-04, 09:03 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | الساحر | 01-19-04, 10:23 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | Tumadir | 01-19-04, 10:31 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | ودقاسم | 01-19-04, 11:04 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | nazar hussien | 01-19-04, 11:57 AM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | maia | 01-19-04, 12:30 PM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | أبو ساندرا | 01-19-04, 12:36 PM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | Ishraga Mustafa | 01-20-04, 11:16 PM |
Re: اعتراف تماضر بين الهزيمة والانتصار | omar ali | 01-21-04, 05:07 AM |
|
|
|