الإغريقي نيكولاس الذي أحب الخليفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2008, 11:09 PM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإغريقي نيكولاس الذي أحب الخليفة

    الإغريقي نيكولاس الذي أحب الخليفة (الجزء الأول)

    بدر الدين حامد الهاشمي
    [email protected]

    كنت – بدافع الجهل ليس إلا- أوقن بأن كل من شاء حظهم (العاثر) من البيضان الأوربيين أن يقعوا في أسر المهدي و من بعده خليفته عبد الله التعايشي، كانوا للمهدية وحكمها من الكارهين... و زاد من هذه القناعة ما قرأناه في كتب هؤلاء القوم و مذكراتهم عن بؤس الحياة و سوء المعاملة و قسوة الأوضاع التي كانوا يكابدونها و هم قيد أسر أولئك " الوحوش البرابرة"، مثلما جاء في كتاب سلاطين باشا الأشهر "السيف و النار في السودان" و كتاب "سجناء المهدي" لمؤلفه بايرون فار ويل و "الدرويش" لفيليب وارنر و "أم درمان" لفيليب زيقيلر....و غيرها. بيد أنه تصادف أن وقع في يدي مقال في مجلة الدراسات السودانية صدرت هذا العام عن جمعية الدراسات السودانية ببريطانيا سطره قلم جراسيموس ماكرس (Gerasimos Makris)عن أحد الأغريق (الأغاريق) كان في المهدي والخليفة عبد الله رأي مغاير ينحو – خلافا لما هو متوقع- نحو الحب و التعاطف... و كان أول ما خطر لي و أنا أقرأ عن تعاطف الرجل و حبه لآسره هو : أتري كان ذلك الحب و التعاطف هو ما يحس به بعض المخطوفين و الأسري تجاه خاطفيهم ( و يسمونها في الغرب "متلازمة أستوكهولم"، و يفسرها علماء النفس بأنها تنشأ مع لحظة الميلاد الأولي و فيها يرتبط المولود عاطفيا بأقرب بشخص بالغ ليجد عنده الحماية و الرعاية و الأمان)... فلندع ذلك للمتخصصين...

    الإغريقي (و أسمه ب. نيكولاس Nicholas P) ترك لأحفاده في أثينا مخطوطة مذكراته التي فاق عدد صفحاتها ثلاثمائة صفحة عن حياته في أسر المهدي و خليفته من بعده عبد الله التعايشي. و سأحاول تقديم ترجمة كاملة للعرض المطول الذي قدمه مقال مجلة الدراسات السودانية عن هذه المذكرات إن شاء الله بعد الحصول علي موافقة الكاتب و الناشر، و أكتفي هنا بالإشارة العابرة لبعض ملامح مقال جراسموس ماكريس عن هذه المذكرات. و جدير بالذكر أن الكاتب ما كان له (و للعالم) أن يعلم عن هذه المذكرات إلا بعد صاهر عائلة ب. نيكولاس... فأنعم بها من مصادفة سعيدة و نسب معتبر!

    قصة هذا الإغريقي تصلح – في نظري العليل- كشريط سينمائي تحشد له عمالقة الفن السابع من كل حدب و صوب ففيها كل عناصر الدراما و التشويق و الإثارة و عبق التاريخ (و هو حمال أوجه)!

    خلص الكاتب إلي أن نيكولاس قد توخي الإنصاف للمهدية و قادتها (خلافا لما هو متوقع من إغريقي يعيش في كنف المستعمر البريطاني) فأتت مذكراته متزنة منصفة. كانت أعداد الأغريق في عهد الحكم البريطاني تتزايد بإضطراد حتي بلغ عددهم نحو سبعة الآف في الخمسينات. و عمل معظهم بالتجارة و أثروا ثراء عظيما. بيد أنهم لم يكن ليخادعون أنفسهم بأن لهم في السودان نفس مكانة البريطانيين و الأوربيين الآخرين، بل لقد لقبوا علي سبيل التبخيس بالعرب البيض!

    بدأ نيكولاس مذكراته بالحديث عن رحلته من جزيرة ساموس اليونانية إلي ميناء سواكن علي البحر الأحمر،و رحلته في شهري مايو و يونيو 1881 إلي الخرطوم، و لم يكن عمره يتعدي آنذاك الحادية عشر ربيعا. كان أهله قد بعثوا به للسودان للتعافي من مرض كان قد ألم به، و كان من المأمول أن يؤوب لموطنه فور تماثله للشفاء، إلا أن قيام الثورة المهدية قضي علي تلك الخطة العائلية... و قضي أمر الله أن يظل الرجل و أبناءه و أحفاده في السودان لمائة عام أو تزيد.

    بعد أن وصف نيكولاس رحلته من سواكن للخرطوم قام الرجل بتقديم وصف تفصيلي عن الأغريق المتواجدين في السودان في عام 1881. بلغ عددهم 193 فردا منهم 132 في الخرطوم وحدها. كانوا يمتلكون و يديرون المحلات الخمسة الكبري في الخرطوم و غالب مخابزها و بقالاتها الصغيرة. و تخصصت محلاتهم في بيع التبغ و الخمور والحلوي والأجبان و الخبز. بالإضافة لذلك كانوا يديرون أربعة قهاوي. لا حظ نيكولاس أن الغالبية العظمي من الأغريق في السودان كانوا يعملون بالتجارة الحرة و لم يلتحق منهم بخدمة الحكومة إلا النفر القليل. إتخذ كبار تجار الأغريق في الخرطوم وكلاء لهم من بني جلدتهم يديرون أعمالهم في الأقاليم.

    أفاض نيكولاس في وصف ما أعقب معركة إستيلاء جيش المهدية علي الأبيض يوم الجمعة 19/1/1883، ووصف معاملة المهدي لمن أسرهم من الأجانب باللين و الرفق. ذكر الكاتب أسماء خمسة من الأغريق (سماهم بأسمائهم كاملة) قال أنهم لعبوا "دورا بارزا" في تلك المعركة (دون الإفصاح عن ذلك الدور البارز). أمر المهدي بجمع المسيحيين من السوريين و الأغريق و الأيطاليين (و كانوا قساوسة وراهبات). وكان من بين السوريين تاجر أسمه جورج إستامبولي و معه زوجه و أطفاله الخمسة إستسلم مبكرا للمهدي فكافأه بعدم المساس بممتلكاته في المدينة، بينما صودرت ممتلكات الآخرين و ضمت لبيت المال كغنائم حرب.

    و صف نيكولاس في صفحات ثلاث صورا تكاد تنطق بالحياة للقاء المهدي بأسراه من الأغريق و السوريين و خطبته فيهم التي طالبهم فيها بالتخلي عن ديانتهم و الدخول في الإسلام. رحب بهم في بداية اللقاء و أخبرهم أنه لا يلومهم و لا يحملهم أي مسئولية "عما حدث". و قال أنه يعلم أنهم مسيحيون بيد أنهم جاهلون بالإسلام و لا يعلمون عن تعاليمه التي تبشر بظهور المهدي. لذا فهم معذورون في عدم تصديق و نصرة المهدي ساعة ظهوره. طلب منهم النطق بالشهادتين حتي يتسني لهم الإنضمام لركب المهدية و الظفر بجنة الخلد برفقة المؤمنين. أكد لهم المهدي أن المهدية لا تهدف إلا لنشر الإسلام و إدخال اليهود و النصاري في دين الله، و بشرهم بأنهم هم السعداء لأنهم دخلوا الإسلام قبل جماعتهم الآخرين. أمرهم في نهاية الخطبة بأن يرددوا خلفه شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و أضاف أيضا: و محمد أحمد المهدي خليفة رسول الله. ردد الأسري الشهادة فباركهم المهدي و تمني لهم كل خير و أخذ منهم بيعة الولاء للمهدية، ثم أطلق كل واحد منهم إسما جديدا كان عليه إستعماله منذ تلك اللحظة. و أمر بصرف قليل من المال لكل واحد منهم لشراء زي "مهدوي" و بيت في "الديم". لم يك سعر المنزل يتعدي 50 أو 60 قرشا إذ أن كل المنازل كانت مبنية من الخشب و السعف. أمر المهدي أيضا أمير بيت المال بصرف راتب شهري قدره 15 ريال لكل فرد من الأسري لمقابلة إحتياجاته حتي يجد له عملا يرتزق منه.

    لا بد من الإشارة هنا إلي أن الأسري لم يتم ختانهم إلا بعد مرور سنوات علي ذلك اللقاء. فلقد أمر الخليفة عبد الله في عامي 1891 و 1892 بختان كل الأسري، و عهد بتلك المهمة للحلاق حسن ناني. و إستغرقت فترة البرء و النقاهة من تلك "العملية" ثمانية أيام عند الصغار و عشرة إلي إثني عشر يوما عند الكبار.

    في موضع آخر من مذكراته أشار نيكولاس إلي اللقاء الثاني للمهدي مع أسراه من الذكور. أخبرهم المهدي في ذلك اللقاء أولا أنه و بمقتضي الشرع الإسلامي فلا يجوز أن تظل الراهبات دون زواج، و ثانيا أنه يفضل أن يتم زواجهن من النصاري الذين تحولوا للإسلام حديثا و ليس من بقية المسلمين. عين المهدي الشيخ الهرم الفكي عبد العزيز لمباشرة إجراءت تزويج الراهبات و لتعليم الأسري النصاري بعضا من تعاليم الإسلام مثل كيفية الوضوء و قراءة بعض قصار السور القرانية. عبر الأسري عن عظيم إمتنانهم و تقديرهم للمهدي و قبلوا عرضه شاكرين. كتب نيكولاس أن المهدي كان تحت ضغط قوي من رجاله الذين كانوا يرغبون في نكاح أولئك الرهط من الراهبات، لذا قال لهم إنه يفضل أن ينكحهن للنصاري الذين تحولوا للإسلام حديثا. لم يفسر نيكولاس في مذكراته موقف المهدي في هذا الأمر، بيد أن مرد موقفه هذا قد يكون عاطفة حقيقية نحو أولئك الأسري أو إنتهازية سياسية لكسب ودهم أو لدرء إحتمال تعريض أمن جيشه و معسكره للخطر عند تزويج أولئك النسوة لأمراء الجيش و قواده.

    ما أن صرف المهدي الأغريق الأسري ووجدوا أنفسهم بمنجي من أذن و عين الرقيب حتي خاطب عبد الله (ديميتريس سابقا) زملائه قائلا :" إن هذه المخلوقات الضعيفة ... عرائس اللورد عيسي أمانة في أعناقنا يجب علينا حمايتها بكل ما لدينا من قوة حتي يمن الله علينا بالحرية". طالبهم بالتفكير مليا و عدم الإقبال علي الزواج من أي واحدة منهن إلا إذا ضمن أنه سيسيطر علي نفسه و لن يلامس الزوجة "الراهبة". إقترح الأغريق أن يتولي السوريون و القساوسة تلك المهمة (إذ أنهم كانوا علي نفس الملة الكاثوليكية). قبل القساوسة تلك المهمة بيد أنهم أشاروا إلي أن هنالك عدد قليل من الراهبات سيبقي بعد أن يتم تزويجهن للمتطوعين. إلتفت عبد الله (ديميتريس سابقا) نحو السوريين و الذين سارعوا بالقول أنهم يرحبون بالتطوع بيد أنهم لا يستطيعون ضمان السيطرة علي أنفسهم عند إتمام زواجهم من الراهبات. عند ذلك تقدم أحمد ترمباس و آدم كوكوريمباس و إدريس بيلايتس للزواج من ثلاث راهبات، و بقيت ثلاث أخريات وجدن في نهاية المطاف من يقبل بالزواج منهن.

    نقل خبر توزيع الراهبات علي الأغريق إلي الفكي عبد العزيز فبارك الزواج الميمون وحمل الخبر إلي المهدي و الذي أعاد تذكير الفكي بضرورة معاملة أولئك "المؤلفة قلوبهم" بمزيد من العطف و الحنان، و أكد له أنه لا يود سماع أي مظلمة أو شكوي من أحد منهم.

    قسمت الراهبات كما يلي: كانت الأم سيوبييور تريزا من نصيب عبد الله (ديميتريس سابقا) و الذي تجب الإشارة إلي أنه لم يستطع "حماية" الراهبة طويلا! بينما تزوج أحمد ترمباس من كاترينا و نجح في السيطرة علي نفسه و "حمايتها" إلي حين "إسترداد" السودان و بذا إستحق وسام إمبراطور النمسا فرانسس – جوزيف. تزوج إدريس بيلايتس من فرشيونا و "حماها" حتي توفي في أثناء حكم المهدية. و فشل إيدرو في "حماية" من زوجوه إياها و كان أسمها كونتستا، و ماتا قبل عام الفتح في 1898. تزوج جوزبي من بتينا و مارجريتا و لم يمسسهما حتي أطلق سراحهم جميعا في 1893.

    لم يتطرق نيكولاس في مذكراته لتفاصيل الحياة الخاصة لمن تزوجوا غير رواية القصة التالية: أتي الخليفة عبد الله يوما لزيارة منازل العرسان الجدد لتقديم التهاني و التبريكات. و لسوء حظ العرسان تصادف أن كان خدمهم من الرقيق قد أوشكن علي الإنتهاء من صنع البيرة المحلية (المريسة). ما أن سمعن أصوات الرجال في موكب الخليفة و هو في طريقه للدور حتي أصابهن الفزع فدلقن المريسة في حفر المراحيض. فاحت رائحة المريسة و ملأت المكان فتصايح من كانوا مع الخليفة مطالبين بإنزال أشد العقاب بالفاعلين. هنا وقف الخليفة مهدئا ثورة الغاضبين و قال لهم: هل أتينا هنا لنهنئ العرسان الجدد أم لهداية من دخلوا في الإسلام حديثا أم لنبحث عن المريسة؟"

    أشار نيكولاس إلي قصة أخري ذكر فيها أن المهدي طالب القساوسة بالدخول في الإسلام أسميا و الحرص علي إعلان ذلك أمام أتباعه و قال لهم: "يمكنكم الإيمان في دواخل أنفسكم بما تشائون فلن نشق قلوبكم". يثبت هذا (في نظر المؤلف) أن النظام أثناء فترة المهدي كان متسامحا و عمليا فيما يتعلق بالأسري المسيحين.

    لفت نظر نيكولاس أن المهدي لم يكن لينظر لكل الأسري لديه نظرة واحدة كمجموعة من الكفار، بل كان يفرق بين الأغريق و السوريين من جهة، و بين القساوسة الإيطالين من جهة أخري. و كان يفرق أيضا بين الأغريق و السوريين. كان المهدي يري أن الأغريق "مجرد تجار" لا يتحملون أي مسئولية تجاه التطورات السياسية و الإجتماعية التي حدثت، و كانت تلك دوما هي نظرة السودانيين تجاه المستوطنين الأغريق. تعلق الأغريق بتلك الفكرة، بيد أنها لم تترجم أبدا إلي واقع ماثل. تسائل نيكولاس عن السبب الذي به يظن المهدي أن الأغريق هم "مجرد تجار" بينما يعلم الجميع أنهم كانوا ضمن القوة المدافعة عن الأبيض إبان هجوم جيش المهدي عليها. تتعقد الصورة أكثر عندما تمر الأيام و يتضح أكثر دور التجار الأغريق في حملة "إسترداد السودان" عام 1898، و عن علاقتهم مع السلطات الإستعمارية فيما يقبل من أيام. لقد كانت إيدلوجية الحياد و " نظافة اليد" عنصرا مركزيا في الصورة الذهنية للمستوطنين الأغريق، رغم أنه من العسير مؤامة ذلك مع التطورات السياسية.

    سنعود لنحكي عن ما كتبه نيكولاس عن الحياة في أم درمان في تلك الأيام.

    -----------------------

    نقلا عن "الأحداث"
                  

05-09-2008, 11:18 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإغريقي نيكولاس الذي أحب الخليفة (Re: Muhammad Elamin)



    شكراً محمد الأمين على نقل هذا المقال بما يحتوي من معلومات مهمة عن تاريخ السودان ، آمل أن يتم توثيق كل ما ورد بهذه المذكرات
    وأدعو بكري إلى إضافة ذلك إلى مكتبة تاريخ السودان ( إن وجدت ) أو إنشاء مكتبة خاصة بالتوثيق لتاريخ السودان .

    ولك التقدير أكمله ...
                  

05-09-2008, 05:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإغريقي نيكولاس الذي أحب الخليفة (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: شكراً محمد الأمين على نقل هذا المقال بما يحتوي من معلومات مهمة عن تاريخ السودان ، آمل أن يتم توثيق كل ما ورد بهذه المذكرات
    وأدعو بكري إلى إضافة ذلك إلى مكتبة تاريخ السودان ( إن وجدت ) أو إنشاء مكتبة خاصة بالتوثيق لتاريخ السودان .

    ولك التقدير أكمله ...


    شكراً للكاتب وللناقل والمرجع
    وهي صفحة تُضاف لتاريخ فيه الكثير من الغرائب ،
    ويتعين دراسة كل مواده لمعرفة ما حدث .
                  

05-09-2008, 06:25 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإغريقي نيكولاس الذي أحب الخليفة (Re: Muhammad Elamin)

    Quote:
    لا بد من الإشارة هنا إلي أن الأسري لم يتم ختانهم إلا بعد مرور سنوات علي ذلك اللقاء. فلقد أمر الخليفة عبد الله في عامي 1891 و 1892 بختان كل الأسري، و عهد بتلك المهمة للحلاق حسن ناني. و إستغرقت فترة البرء و النقاهة من تلك "العملية" ثمانية أيام عند الصغار و عشرة إلي إثني عشر يوما عند الكبار.

    يا ها دى الفالح فيها!
    يا طهورة يا عرس!
    جنى
                  

05-16-2008, 03:16 PM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإغريقي نيكولاس الذي أحب الخليفة (Re: jini)

    الإغريقي نيكولاس الذي أحب الخليفة (الجزء الثاني)

    بدر الدين حامد الهاشمي
    [email protected]

    جاء في الجزء الأول من هذا العرض المختصر لما كتبه جراسيموس ماكرس(Gerasimos Makris) في مجلة الدراسات السودانية (2008) التي تصدر في بريطانيا عن جمعية الدراسات السودانية عن أحد الأغريق (الأغاريق) أسمه نيكولاس ب جاء للسودان في بدايات الثورة المهدية و كان له -كما بدا من مخطوطة مذكراته التي عثر عليها مصادفة جراسيموس ماكرس- في المهدي و في خليفته عبد الله التعايشي رأي مغاير ينحو – خلافا لما هو متوقع- نحو الحب و التعاطف. و في هذا الجزء يصف الكاتب بعضا من صور الحياة في أمدرمان في تلك الأيام.

    علي وجه العموم يرسم نيكولاس ب صورة إيجايبة للهدي و حركته، خاصة عند مقارنته بالحكم التركي و الذي كرهه السودانيين لطغيانه و إستبداده. ففي صفحة 178 من المذكرات يصف نيكولاس موقفا للخليفة عبد الله حدث بعد زمن قصير من قضاءه علي تمرد الخليفة شريف. يقول نيكولاس أن الأنصار كانوا قد درجوا علي إظهار عدم الإحترام للمصريين و الأتراك و السوريين و الأوربيين الذين أدخلوا/ دخلوا في الإسلام. فلقد كنوا ينادون حتي من يعرفون أسمه بألفاظ مسيئة من شاكلة "يا غنيمة" أو "يا ود الريف" أو "يا قاقراوي? "، بل و يرددون أمامهم أغنية فيها مزيدا من الإساءة و التحقير. كان الأجانب يكرهون علي وجه الخصوص مناداتهم بأولاد الريف لأنها – كما فهموا- تنطوي علي معني مبطن يفيد الجبن و الخنوع.

    وقف الخليفة يوما بعد نهاية إحدي الصلوات في الناس خطيبا و قال للناس فيما معناه: أيها الأخوان. منذ اليوم سيكون كل الأنصار أسودهم و أبيضهم أخوة متحابين. ليس لأحد من ميزة أو فضل علي الآخر. أنني أمنع أي فرد فيكم نهائيا من التفوه بكلمات من أمثال "ود الريف" أو غيرها، و من يعص أمري فسوف يري العقاب الشديد. من لم يكن في عروقه دم من "الريف" فهو عبد." برر نيكولاس مقولة الخليفة الأخيرة بأنه يظن أن الخليفة يقصد أن السودانيين أصولهم عربية (أي من "الريف"). منذ تلك الساعة توقفت الإساءات و صار الأنصار من غير السودانيين ينادون بكلمات مثل " الأخو" أو بأسمائهم مجردة.

    رغم أن نيكولاس كاتب المذكرات يورد ما قاله الخليفة دون أن يعلق عليه و دون تشكيك في مراميه، فإن جراسيموس ماكرس يري أن الخليفة لم يظهر هذا التسامح و اللطف مع الأجانب بسبب طيبة قلبه بل لأنه أراد تقليل فرص الإحتكاك و التوتر في عاصمته خاصة و أن الوضع العام فيها لم يكن مستقرا تماما. كان الكاتب يعتقد أن نيكولاس لم ير شيئا فيما قاله الخليفة يفهم منه غير ظاهر ما قال. كان نيكولاس علي قناعة بأن الخليفة "يحب" أسراه من الأجانب. يعود نيكولاس لذات الموضوع بعد خمسة و عشرين صفحة من حديثه عن الخليفة، و في هذا الجزء من المذكرات يذكر نيكولاس بعضا من جوانب العلاقة بين الخليفة و إدارة حكم المهدية من جهة و بين الأسري من جهة أخري.

    مرة أخري يكرر نيكولاس (فيما يشبه البرمجة المنظمة فيما يقول جراسيموس ماكرس) رأيه في أن الخليفة محب للأسري خاصة الإغريق و الإسرائليين و السوريين، و يكن حبا خاصا للإغريق، و هو يعامل أسراه من المصريين و الأتراك بعطف خاص. أشار نيكولاس إلي أن الخليفة كان شديد الحرص علي إظهار هذه المشاعر الطيبة لجموع الأنصار في مرات عديدة. قام الخليفة خطيبا بعد أحدي الصلوات فقال ما يفيد بأن الأسري من المصريين و الأتراك هم خير من بعض السودانيين، إذ أن أسوأ ما يمكن لهؤلاء الأسري أن يفعلوه هو محاولة الهروب من أمدرمان و اللحاق بأهلهم في وطنهم الأم، بيد أنهم لا يفكرون البتة في إيذاء حكم المهدية. و لكن أنظروا لأعداء المهدية من السودانيين... من تلك القبائل التي تحارب المهدية و ليس لديها من هدف سوي القضاء المبرم علي دولة المهدية". يقول نيكولاس كاتب المذكرات: أليس هذا هو أعظم تعبير عن الحب؟ أشار نيكولاس إلي شاهد آخر علي حب الخليفة للأسري هو أن كل من يخاطب الخليفة من السودانيين كان يلزم بأن يطأطئ رأسه و أن لا ينظر للخليفة في عينيه وهو يخاطبه، بيد أن الأجانب من السوريين و الإسرائليين و الأغريق لم يكن يلزموا بذلك الأمر.

    يصف نيكولاس موقفا آخر للتدليل علي حب الخليفة لأسراه و هو أنه و بعد صلاة العيد فلقد كان الخليفة يجلس قرب المحراب و هو محاط بالأسري الأوربيين وسط العلماء و القضاة و ينتصب واقفا لحظة دخول الأسري و يحيهم قبل أي قادم آخر و يتبادل معهم التحايا و التبريكات المعتادة ثم يبدأ الحديث معهم مبتدأ بأكبرهم سنا. في أحد المرات و في حضرة مجلس الخليفة قام أحد الأسري الأغريق (و إسمه جورج كو...كس؟) بالحديث مع جار له بلغته الأم، فإنتهره أحد الأمراء و بعنف بائن. هنا تدخل الخليفة و طلب من الأمير أن يدع الأسري يتحدثون بلغتهم إن شاءوا و إلتف إلي الأسير الإغريقي و قال له ما معناه: "إنني واثق من صفاء قلبك و حبك الجم لي". و إلتفت إلي الأمراء و القضاة و الكبراء و قال لهم: "هؤلاء الناس تجار و أجانب و ليسوا موظفين (في الحكم السابق) و لهذا فإنني أثق فيهم و أحبهم". كتب نيكولاس أن الخليفة كان يتوقع بالطبع أن يحذو جميع من كان في المجلس حذوه. و لزيادة التدليل علي تسامح الخليفة مع أسراه ذكر نيكولاس أن أحد عواجيز الإغريق ( و أسمه اف أيسدور) كان لا يستطيع بسسب المرض القيام بحركات الركوع و السجود في الصلاة. طمأنه الخليفة بلطف أن بإمكانه الجلوس أثناء الصلاة تماما كما يفعل في داره.

    يكتب صاحب المقال جراسيموس ماكرس أن هذه القصص التي رواها نيكولاس عن تعاطف الخليفة مع أسراه من الأجانب (خاصة الإغريق) ربما تكون "رسائل سياسية" موجهة لجماهير الأنصار. بيد أن الأمور أخذت بعدا آخر حين كان هؤلاء الأجانب يقفون أمام المحاكم في مواجهة السودانيين الأصليين عند حدوث منازعات بينهم في أمور التجارة و غيرها. كان القضاة يقفون مع الأجانب (حتي عندما يكونوا مخطئين) و ينصحون المتقاضيين السودانيين بالتنازل عن دعاويهم بذريعة أن هؤلاء أجانب و حديثي عهد بالإسلام و يجب التغاضي عن هفواتهم. ختم نيكولاس مقولته بالقول أنه ما من أحد من الأجانب تمت إساءة معاملته أثناء حكم الخليفة عبد الله. لعل الخطأ الوحيد الذي إقترفه الخليفة هو عدم السماح لهؤلاء الأجانب بالأوبة لمواطنهم الأصلية.

    بعد فترة قصيرة من أعدام الخليفة لإبراهيم محمد عدلان في 21 فبراير 1890 و بعد القضاء علي حركة الخليفة محمد شريف كرار و الأشراف في نوفمبر 1891 ظهر في أمدرمان ثلاثة من الأوربيين محاطين بثلة من الأنصار المسلحين. كان أحد هؤلاء الأوربيين رجل ممتلئ الجسم يضع علي رأسه طربوشا أحمرا. لم يكن واضحا تماما للأسري الأغريق إن كان هؤلاء الأسري الجدد هم مثل الإغريقين من جزيرة كريت الذين تم أسرهما قبل شهور، أو أنهم مجرد رحالة. مثل الأسري الجدد أمام الخليفة و سط عدد كبير من الأنصار الذين كان يهتفون في وجوه الأوربيين: كفار كفار كفار. إتخذ الخليفة مجلسه علي عنقريب ضخم أمام باحة بيته و أمر بإحضار مقاعد للأسري.

    هرع ديمتري كوكابورس (و أسمه الجديد هو الأمير عبد الله ديمتري) و جورج كلامانتوس (و أسمه الجديد جابر جرقي الأنصاري) إلي المسجد لرؤية الأسري الجدد قبل أن يقابلوا الخليفة و ذلك لتقديم النصح لهم فيما يتعلق بكيفية الإجابة علي اسئلة الخليفة. ليس من الواضح إن كانا قد إستطاعا مقابلة الأسري. عند مقابلتهم للخليفة سألهم إن كانوا يودون أن يطلق سراحهم و أن يؤبوا لوطنهم فأجابوه في إصرار بأنهم ما أتوا الإ للإنضمام له وخدمة الدعوة المهدية. فرح الخليفة بهذا الرد و قال لم حوله: "الأ ترون يا أحبابي. لقد هجرنا إثنين منهم ...والآن رزقنا الله بثلاثة". كان الخليفة يشير إالي هروب إثنين من الأسري الأوربيين هما جيسبي و بول. رغم إجابة الأسري الجدد فلقد أصر الخليفة علي مواصلة الإستجواب فعرض عليهم أن يرسلهم لأوطانهم عن طريق مصوع و كانت تحت سيطرة الإيطاليين. أصر الأسري علي موقفهم و قدموا بيعتهم للخليفة فصرفت لهم جبب مرقعة و بعض المال. ذكر نيكولاس أن عرض الخليفة للأسري بأرسالهم لأوطانهم عبر مصوع كان حيلة بالغة الذكاء لمعرفة إن كان هؤلاء الرجال مجرمين هاربين من عدالة السلطات المصرية التركية. فإن كانوا كذلك فإن الخليفة كان سيقوم بمعاقبتهم بنفسه. ذكر نيكولاس (في ود شديد للخليفة) أن الخليفة لم يكن ليؤيئ مجرمين هاربين، فحكمه كان "من أجل أناس طبيبن يحترمون القانون". دعنا لا ننسي أن مذكرات نيكولاس كتبت بعد "إستعادة" السودان في 1898.

    تبين فيما بعد أن الأغريق الثلاثة أتوا من حلفا و أنهم رجال أشرار متبطلون قرروا في لحظة طيش أن يسافروا لأمدرمان عندما قال لهم أحدهم (و أسمه ديمتيرو) أنه من معارف الخليفة عندما كان في بربر. و يبدو أن الخلفاء تشابهوا عليه فلقد خلط بين الخليفة عبد الله و بين تاجر في بربر يحمل نفس الإسم!

    لم يكن الخليفة عبد الله يرغب في إطلاق سراح أسراه و السماح لهم بالعودة لأوطانهم لأسباب عديدة منها أن وجود أجانب (مسلمون و أنصار) في أمدرمان يؤكد الإنطباع الذي تعطيه المهدية عن نفسها من أنها حركة عالمية لا تحصر نفسها في موضع جغرافي ضيق و لا تخص عرقا أو أعراقا بعينها، و أن وجود الأسري الأجانب الذين يحسن الخليفة معاملتهم يظهر الخليفة بمظهر الرجل التقي الذي يشفق علي رعاياه و يعطف عليهم و يخص بالمودة الأوربيين الأجانب من "المؤلفة قلوبهم" حسب مقتضيات الشريعة. كان الخليفة أيضا يعتقد أن وجود الأسري الأجانب قد يكون له في المستقبل فائدة ما.

    هل كان الخليفة "يحب" أسراه الأجانب كما ذكر نيكولاس غير مرة؟ أكان تصرفه حيالهم من باب التقوي الدينية أم الإعتزاز القبلي أم النخوة و الشهامة أم هي نزعة عملية أم هي دهاء و حكمة سياسية أم أنها نظرة بعيدة ثاقبة؟ أكاد أجزم بأن كل تلك العوامل كانت تصطرع في عقل الخليفة عبد الله و هو يتعامل مع الأسري. لقد كان الخليفة دوما يشك في إمكانية "نكوص" الأسري وتعاونهم مع العدو. في أحد أيام 1897 إستدعي الخليفة عبد الله علي عجل الأسري الأجانب. أجلس الخليفة بالقرب منه قاضي الإسلام أحمد علي. كانت تلك دعوة غريبة و يزيد من غرابتها وجود القاضي. ملأ الرعب قلوب الأسري. قابل الخليفة الأجانب بالتحايا الطيبة و كان ودودا و لطيفا (أكثر من المعتاد). بعد ذلك دلف الخليفة إلي سبب الدعوة العاجلة. قال لهم بأنهم لا بد قد سمعوا بأن دنقلا قد سقطت في يد الأتراك، و هو ينصح الأسري بعدم محاولة الإتصال بالعدو أو حتي الإتصال مع أقربائهم. عبر لهم عن ثقته في أنهم لم و لن يحاولوا الإتصال بحكومة الكفار، و أنه ينبههم علي سبيل الحيطة و الحذر أن لا يتورطوا في أمر يعرضهم للمسائلة. رد جابر كليمانتوس أنه أحدا منهم لم يحاول إرسال أي رسالة لأهله طوال فترة اسرهم. أسرع الخليفة بالقول: و ماذا إن أريتك الآن خطاب سطره واحد منكم لأهله؟ هل لي أن أقطع عنقه؟ وجم الأسري خائفين و ران علي المكان صمت عميق. أصر الخليفة علي سماع ردهم. أخيرا نطق جابر كليمانتوس بهذه الكلمات: " إن كان الأمر كما قلتم، فإن هذا الرجل رجل أحمق أو مجنون. و بما أن سيدنا قد جمعنا اليوم لتقديم النصح لنا فنرجوا منه السماح و سنكون كلنا أكثر حذرا و حرصا فيما يقبل من أيام". سر الخليفة بمقالة جابر و قال له: "هذا ما قلته لنفسي أنا أيضا"، و مضي يحذر الأجانب من التوقيع علي أي مكتوب باللغة العربية. إنتهي اللقاء بشكر الأجانب للخليفة علي تسامحه و عطفه، و إتخذ نيكولاس هذا الموقف دليلا آخر علي حب الخليفة لأسراه.

    كان الخليفة يقول إنه يحب هؤلاء "المسلمون الجدد" و إلا لكان أمر بحز رقابهم منذ أن علم عدم إلتزامهم بالشريعة. بالطبع كان يعلم أن رجالا في أعمار الأربعين و الخمسين و الستين لم يكن ليبدلون دينهم و لكن كان هنالك أمل في أطفالهم. كان يعلم تماما أنهم كانوا يؤدون الصلوات دون وضوء و كانوا يتعاطون التبغ و المشروبات الكحولية، بل و كان بعضهم منغمسا في الخيانة الزوجية. لم يكن يهمه كل ذلك بل كان مبلغ همه أن لا يقوم هؤلاء الأسري بالإتصال مع أقربائهم خارج البلاد و أن لا يختلطوا مع الأهالي. كان يريد أن يراهم الناس و هم يرتادون المساجد و يشاهدهم أعدائهم.

    كان الخليفة يخشي من أن يكون سلاطين (و الذي هرب في أخريات حكم الخليفة) قد إتفق مع بعضا من هؤلاء الأسري علي تسريب أخبار الأنصار. كانت الشائعات تملأ الأجواء بأن الجيش الفرنسي سيغزو السودان من جهة الكنغو و أن السنوسي سيأتي من طرابلس و أن الزبير باشا سيأتي عن طريق دارفور، بيد أن الأسري كانوا يترقبون و يصلون من أجل نجاح الحملة القادمة من دنقلا.

    _____________________________

    نقلا عن "الأحداث"
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de