|
Re: القضارف علي سبورة المئوية وطبشورة المغتربين (Re: صلاح كشة)
|
الاخ الزميل صلاح كشه ابن القضارف الهمام....
لاتذكر القضارف فى هذا المنبر...الا ويذكر اسم صلاح كشه كواحد من المهموين بقضاياها وتاريخها وذكرياتها وارثها وابنائها داخل وخارج الوطن
اخى صلاح اليك ماكتبه كاتبنا وزميلنا الاستاذ عبدالله علقم عن هذه المدرسه احببت ان اضيف ماخطه يراعه الى موضوعك...... لك كل الود والسلام الخاص للاستاذ عبدالاله ابو سن......
كتب الاستاذ عبدالله علقم:
مــائـة عـــــام مـن الروعـــة
تصادف هذه السنة 2008م مئوية مدرسة القضارف الأميرية الأولية التي تأسست عام 1908م كأول مدرسة في كل المنطقة وواحدة من أوائل المدارس الأولية في السودان. حملت أكثر من اسم لكن اسم مدرسة القضارف الأميرية ظل يلازمها دائما. هذه المدرسة انتظم فيها الأجداد والأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد من أهل منطقة القضارف في تواصل بديع لسنة الله في الكون وتتابع الأجيال. درست في هذه المدرسة قبل نصف قرن من الزمان، علمني فيها الأساتذة الصادق عبدالرحمن، عبدالله الخليفة،الشيخ سلمان، جعفر عبدالحفيظ، عبدالرحيم السيد مسعود، علي النعيم، إسماعيل السواكني، حسن عبدالقادر، محمد عثمان حميدة، عابدين، يعقوب نصرالدين. عليهم جميعا أحيائهم وأمواتهم رحمة من الله ومغفرة ولهم مني ومن كل أبناء جيلي تقدير العارف الممتن فقد كانوا رسل تنوير ومشاعل معرفة في مجتمع يتلمس طريقه، وما يزال، للخروج من أسر التخلف، وقد تعلمنا منهم الكثير داخل وخارج فصول الدراسة. مدرسة متميزة ما من بيت في القضارف لا يحمل أثرا منها حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من ذاكرة المجتمع ووجدانه، بموقعها الجغرافي المتميز في قلب المدينة ومبانيها الجميلة، ليست فقط بمقاييس الجمال المعماري التي كانت سائدة قبل قرن مضى من الزمان ولكنها جميلة حتى بمقاييس اليوم. موقعها المتميز ما زال يشكل إلى اليوم حماية لها من أي تغول أو تمدد معماري أو "تنموي" أو "استثماري" مثلما حدث وسيحدث لمدارس أخرى في مدن اخرى . آخر مرة أشاهد هذه المدرسة قبل نحو عامين شاهدت المحلات التجارية قد التهمت جزءا منها ولا أدري إن كان ذلك مؤشر نعمة أم نقمة.
وتجيء مئوية المدرسة الأميرية بعد أن تغير حال الدنيا وتسارعت ضربات إيقاعاتها،كنا أطفالا صغارا عندما أوقفونا صباح يوم عشية الإستقلال في صفوف طويلة خلف سور المدرسة العشبي في مواجهة الشارع الرئيسي تحية للجيش الوطني الذي يستعرض طوابيره في دروب المدينة ، وأخذنا ننشد الأناشيد الوطنية (بلادي بلادي فداك دمي.. وهبت حياتي فداء فاسلمي)، فأصبحت لنا عادة، وطال بنا الوقوف للطوابير العسكرية التي دخلت في كل تفاصيل حياتنا لعقود تلت حتى اشتعلت رؤوسنا شيبا. تغيرت الدنيا من حول المدرسة الأميرية ، فالمدينة تضاعف سكانها عشرات المرات وكذلك مساحتها، والمدارس انتشرت في الريف ولم تعد وقفا على المدينة وحدها ،وفي المدينة قامت جامعة تعتبر من أفضل الجامعات الولائية ، والمنطقة لم تعد تتبع لكسلا بل صارت ولاية قائمة بذاتها بواليها ووزرائها ومجلسها التشريعي .....
أتمنى أن تجد هذه المئوية احتفاء حقيقيا ، دون التوقف طويلا عند أزمنة جميلة لن تعود أو التحليق الجامح بأجنحة مستقبل في رحم الغيب لا يملكه أحد.
التحايا والأمنيات الطيبة للأحياء من زملائي في مدرسة القضارف الأميرية الأولية والرحمة والمغفرة من عند الله لمن انتقل منهم لجوار ربه الكريم. والتحية بعد لهذا الصرح الحضاري الكبير الذي مرت مائة سنة علي إنشائه.
عبدالله علقم
|
|
|
|
|
|
|
|
|