|
القضارف علي سبورة المئوية وطبشورة المغتربين
|
بسم الله الرحمن الرحيم
القضارف على سبورة المئوية وطبشورة المغتربين بقلم/ صلاح كشة
مع تقلبات أجواء البلاد في هذه الأيام تظل القضارف على الدوام محتفظة بتوازنها المناخي طوال العام وهي تشهد تنافساً واتزاناً ومرونة في طقسها الشتوي والصيفي والخريفي الربيعي ووسط هذه الروعة المناخية تبدأ الاستعدادات في حركة دائبة ونشاطاً ملحوظاً بالاحتفال بمرور مائة عام على انشاء المدرسة الاميرية الأم. والمدرسة الأميرية المشار اليها وبهذا العمر الطويل المديد باذن الله ظلت ومنذ فجر تاريخها هي تلك المنارة التعليمية التي قدمت وطوال هذه الحقب والأجيال آلاف الرجال في شتى مناحي الحياة للسودان الوطن ومن حقها علينا نحن خريجوها ان نقف في احتفالية اعترافية تحية ووقار لها وهنا لا بد ان اطلق العنان في ذكرياتي كواحد من ابناؤها الذين يحفظون عن ظهر قلب تلك الذكريات. في مطلع السبعينات دخلت بالسنة الأولى هذه المؤسسة والتي كان يدير دفتها عالماً جليلاً هو المرحوم الأستاذ/ مصطفى الياس وحوله كوكبة من أبرز المعلمين في مقدمتهم الأستاذ/ محمد حسين مدني والأستاذ/ باسبار ومصطفى عثمان حسن (درويش) ومحمد عمر بشير في وقت كان فيه الأستاذ أستاذاً والتلميذ تلميذاً والمناخ المدرسي صحواً كما هي أجواء خريف القضارف. هذه الذكريات قادتني وانا احط الرحال في ارض الوطن بعد اغتراب سنين عن البلد الى رحاب اللجنة التي تشكلت لاحتفالية الأميرية بالذكرى المئوية فوجدت أمامي عمل مؤسسي مدهش وتكنولوجي بارع قوامه لجنة قوية تضم كوكبة ابناء الأميرية من الذين فارقوها ولم ينسوها فظلت تشكل ماضيهم وحاضرهم ومستقبل ابناءهم. واشكر لهم قراءتهم المبكرة لمشاعري ولم اتردد لحظة في الانصهار معهم ثقة في العمل الرصين في ان تنال الأميرية حقها علينا جميعاً.
اشهرت رغبتي الملحة في ان تجئ المناسبة العظيمة عظمة الأميرية وتاريخها الطويل فأرسلت آمالي للمغتربين القضارفيين في شتى انحاء المهجر بان تكون المشاركة فعالة في هذا اليوبيل المئوي وجلهم ينتمي لهذه المؤسسة العملاقة، وان يكون لهم دوراً فاعلاً يماثل ادوارهم السابقة في تواصل حميم والذي شهدت معظمه اروقة جامعة القضارف في ان ينداح هذا الفضل على الأميرية ورصيفاتها من المؤسسات التعليمية فيشهد التعليم في ولاية القضارف نهضة كبرى وثقتي في زملائي المغتربين كبيرة جداً... فهل تسمعني يا عبد الله علقم ويا محمد مدني ويا مبارك الطيب ويا حرسي وحولكم هالة من ابناء القضارف الأوفياء الذين ابدوا تفهماً كبيراً لبرامج التنسيق التي طرحت عليهم وتجاوبوا معها لاحداث التناسق بين الولاية ومغتربيها في تناغم فريد. هنيئا للقضارف بالأميرية لما قدمته من انجاز واعجاز ونتمنى للقائمين على أمر المئوية التوفيق في اخراج العمل متكاملاً يحفظ في التاريخ في منارة الاعزاز ونحن نشد مع نزار قباني قوله: أرجعيني الى اسوار مدرستي وارجعي الحبر والطبشور والكتبا والى المزيد من التلاحم بين المجتمع وصولا الى قضارف الخير الذي ينسكب على ربوع سوداننا الحبيب. قال تعالى: (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين) صدق الله العظيم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|