لا حول ولا قوة الا بالله رحم الله الفقيد الكبير الاستاذ ابو القاسم حاج حمد المفكر السودانى الذكى الرجل صاحب التفكير المختلف .. وصاحب المؤلفات المتعددة الرجل المثابر والباحث النشط الذى كان يقدم العون لكل الدارسين من مختلف الدول دون مقابل مادى ..رايت معه طلاب من اماكن شتى داخل الوطن العربي يقدم لهم النصائح ويعلمهم اسس البحث العلمى ونال على يديه الكثيرين درجات الماجستير والدكتوراة مقدما لهم فكره دون مقابل ودون من ولا اذى . فى معرض ابوظبي للكتاب الاخير كان معنا وكان مهتما جدا بموقف مؤلفاته المتعددة وبعد انتهاء المعرض طلب منى مساعدته فى الحصول علي بعض مؤلفاته القيمة وكلفنى بهذه المهمة وامل ان ا انجح فيها خاصة وان الشخص الذى اخذ منه بحثا قيما غادر الدولة الى السودان .. اجريت معه حوارا قيما عن المثقف السودانى لم ينشر حتى الان وامل فى نشره قريبا ودعنى قبل مغادرته لابوظبي وقال لى سوف اصوم رمضان معكم ولكثرة مشغولياته لم ياتنا فى رمضان وتوقعناه ان ياتى بين لحظة واخرى دون سابق ميعاد كعادته ولكن جاءنا الخبر الحزين اللعين خبر فراقه لهذه الدنيا الفانية .. انا لله وانا اليه راجعون
بقلم: عيسى الحلو
ü رحيل أحد الرموز الفكرية عن عالمنا.. بذاك الانطفاء المفاجيء.. يصيب قويّ الفكر والوجدان بالصدمة. فنبأ رحيل المفكر ابوالقاسم حاج حمد هكذا سريعاً ومفاجئاً في صباح الأمس، ملأنى بالدوار. وهي ذات الحالة الذهنية والوجدانية.. تلك التي تصيبني عندما اقرأ مقالاته الصحفية.. رغم انني لست قارئاً حصيفاً لمؤلفاته الكبرى تلك التي تتناول القضايا الفكرية والسياسية الكبرى. فالراحل موسوعة علمية واسعة الاطلاع والعلم. هو ذاك المفكر المبدع حينما يتمازج التأمل في عالم الثابت الأصولي والمرجعي.. بعالم المخيلة المكتشف والراصد للمتحول.. وهنا بالضبط ما بين الثابت والمتحول يكتب ابوالقاسم حاج حمد. ومن هنا تأتي تلك الدهشة التي تصيب من يقرأ له.
ü لهذا المفكر منهج محدث.. لعله منهج التفكيك. فهو حينما ينظر لقضية ما.. ولفكرة ما. يشك فيها كلها.. مبناها ومعناها. انه مفكر لا يقبل بالفكرة الشائعة والثابتة أبداً.. يرفض «المرجعية» تلك التي قبلت بها الفلسفة الغربية أيام سيادة المدارس المثالية والعقلانية. هو ضد الـ «Logoscenterism» ولهذا فهو يأخذ بمنهج التفكيك.. يقرأ الفترة التأريخية السابقة ليكتشف فيها عناصر التحول التي تظل على الدوام في تحول. ويمسك فكرة بالمسلمات ليعيد تفكيكها ليكتشف نواتها المتحركة. ولهذا كانت كتاباته قوية في خلخلتها لكل الأبنية الفكرية المكررة والمضادة. ومن هنا بالضبط تأتي أهمية أفكاره وأهمية مناهجه في التفكير وفي الكتابة.
ü ومن بين مميزات كتاباته.. حركته الدؤوبة والمستمرة بين الأمكنة تلك التي تبدع أفكارها.. جاب الأجزاء الشرقية الافريقية.. وتعرف على ذاك المعمل الذي يصنع الأحداث حول القرن الأفريقى ومدى انعكاسات ذلك على الأنحاء المجاورة.. وعرف عن عمق حوار العربية والافريقانية.
ü وبناء على هذه الحيوية الفكرية التي تمزج بين التجربة الوجودية.. وبين الوجود والكينونة.. كان يتعرف على الوطن من جديد.. ويكتشفه من جديد داخل تشابكات ظروف التأريخ المعاصر.
ü هو المفكر الشاعر.. ذاك الذي يعرف ان الشعر هو بيت اللغة.. وان الكشف الرؤيوي هو ذكاء البصيرة التي تبدع وطناً جميلاً بنبض القلب واشراق العقل الصافي. فكان يسعى نحو سودان واحد موحد.. حيث حوار سلمى لا ينفى فيه طرف الطرف الآخر. ولكنه في نفس الوقت لا يقوم برفع التناقضات كما يفعل الفكر المثالي الهيجلي. فالسلام هو حوار الثنائية في تبادلاتها الديمقراطية.
ü ان مثل هذا التفكير الواقعي هو بالضبط ما أعطى كتابات أبوالقاسم حاج حمد حيويتها وألقها ومصداقيتها. فأنت تحترمه وان اختلفت معه.
ü وهو عندى طراز من المفكرين السودانيين المعاصرين الذين استطاعوا ان يصلوا الى المراكز الثقافية العربية بقوة عطائهم الفكري الرصين وهو في ذات الوقت صاحب فعالية عالية داخل حراك الكتابات السودانية المعاصرة. اذ يمثل اضافة لأفق الكتابة التي تعتمد على سقف فكري وصحو وجداني صاف.
ü ومن المؤكد ان مثل هؤلاء.. هم رموز تعبر عن عبقرية السودان في أعمق صورها. اذ تظل آثارهم مصابيح هادية لكل من يعمل في هذا الحقل الثقافي بالتجرد والنزاهة الفكرية التي كانت من مميزات راحلنا العزيز.. اللهم أرحم أبوالقاسم حاج حمد وأسكنه فسيح جناته مع الأبرار والصديقين. ذاك الفكر المشرق الذي رحل في ليل هذا العالم الذي كان الفقيد يسعى لانارته واضاءته بفكره المستنير.
گلمة الصحافة طبت في الخالدين أبا إبراهيم روعت الامة السودانية امس، برحيل علم من اعلامها وواحد من ابرز مفكريها، وقد شق نعيه علي اهل الصحافة والسياسة والفكر عامة وعلي منتسبي الصحافة (الصحيفة) خاصة، فالراحل محمد ابوالقاسم حاج حمد، لم يكن كاتبا مساهما فحسب، وانما كانت الصحافة داره الرحبة ومحط ترحاله، ومنزلتها عنده لا تعدلها منزلة، كان ابا لصحفييها ومعلما لهم، وموجها وناصحا ومرشدا ومسددا وموحيا للافكار، وملهما للمعرفة وحاضا علي ارتياد آفاق الفكر والبحث، وكانت محاضراته واحة يجتمع عندها اهل الصحافة، وينبوعا يغترفون منه وافر العلم وغزير المعرفة. كان الراحل مناضلا فذا من طلائع المناضلين الذين عرفتهم القارة الافريقية، واسس في العام 1961م، مع رفاق دربه الراحل عثمان سبي ورمضان محمد نور وعبدالرحمن نكروما، جبهة التحريرالارتيرية، وظل لاخر لحظة في حياته مهموما بوحدة منطقة القرن الافريقي. لم يفتر له عزم ولم تلن له قناة، و كان اخر ما قاله: «لابد من البحث في الجذور لاجل معالجة دائمة لخلافات المنطقة». كان الراحل من طراز الرجال النادرين الذين نهضوا باعباء لا تتوافر الا لاولي العزم من الرجال، واستطاع ان يزاوج بمهارة حاذقة بين رؤاه كمناضل ومفكر وسياسي، فلم يصرفه النضال عن دروب الفكر والمعرفة، ووجد طريقه الي دور النشر والي ا لصحافة العربية في الخليج والصحافة المهاجرة. اعطي البحث والفكر كل وقته، واسس في قبرص دار الدينونة للدراسات الاستراتيجية، والزم نفسه بمهمة البحث والتأليف. ومن ابرز مؤلفاته: السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل (مجلدان)، العالمية الاسلامية الثانية - جدلية الانسان والغيب والطبيعة. كرمته اريتريا بان منحته الجواز الدبلوماسي الذي يحمل الرقم (4)، وصدر القرار الرئاسي رقم (6) بتعيينه مستشارا للرئيس الاريتري اسياسي افورقي. رغم ظروفه الصحية، لم يمنعه ذلك من التطواف وقبل قدومه الاخير للسودان كان مرابطا بالمغرب لاربعة اشهر، بدعوة من الديوان الملكي، وظل متنقلا بين الجامعات المغربية في محاضرات استراتيجية، ومقدما كتابه العالميه الاسلامية الثانية. ولاول مقدمه الاخير، ظل يبشر بمصالحة بين دول القرن الافريقي، وكان يرتب لاجل ان يمضي الامرالي تمامه، وكانت اخر كلماته في اخر حوار له بالصحافة: «اتمني الخير للجميع». لتصعد روحه الي بارئها، راضية بما قدمت، لاجل ان يستكمل المسيرة حواريون ما بخل عليهم بالمعرفة، وما ضن عليهم بمصابيح تضئ لهم دياجير العتمة والظلام. طبت في الخالدين ابا ابراهيم، وعزاؤنا فيك انك قدمت النموذج للسائرين علي درب القضية.
للديمقراطية والسلام والوحدة
توفي حاج حمد وهذا علمه مبذول ينتفع به
ايها العصامي الوسيم .. طبت حياً فينا بكاه علاء الدين وعارف سكنت فجر امس الي بارئها، روح المفكر والخبير الاستراتيجي، الاستاذ الكبير، محمد ابوالقاسم حاج حمد. وقد جاء انتقاله مفاجئا وفاجعا علي الجميع الا هو.. فقد كان يعلم كما اسر الي معاونه الخاص عبدالمجيد، انها نوبة القلب الثالثة والاخيرة. ونحسب انه كان مستعدا وحمل زاده معه، وبقي رسمه واسمه خالدين في عقول عشرات الآلاف من تلاميذه علي امتداد العالم العربي والاسلامي اولا، وفي سطور تراثه الفكري الغزير الذي ينتفع به الناس من حيث انهم ناس دون تحديد قطري ضيق. عصامية المعرفة اطل الاستاذ، محمد ابوالقاسم حاج حمد، علي هذه الدنيا في نوفمبر 1941 بجزيرة مقرات ريفي ابوحمد بولاية نهر النيل، في بيت اسرة رباطابية ذات باع في العمل العام، فقد كان والده عضوا في اول برلمان سوداني عن الحزب الوطني الاتحادي. نهل العلم في مدارس عطبرة وبورتسودان، وقد خرج حاج حمد للعمل العام باكرا مما ادي الي فصله من مدرسة عطبره الثانوية لاسباب سياسية، اثر نشاطه الجم والمعارض لنظام عبود وذلك في العام 1962م. ورغم النبوغ المبكر لمحمد ابوالقاسم، الا انه رفض العودة للدراسة مجددا بعد المحاولات التي بذلها والده في نقله الي مدرسة اخري في بورتسودان، فقد كان يعتقد في قرارة نفسه ان الدراسة الثانوية دون مستواه. اتجه حاج حمد اتجاها عصاميا في تحصيل المعرفة، وسعي حثيثا لامتلاك ادواتها، واصدر كتابه الاول (الثورة والثورة المضادة) في عام 1963 والذي اهداه الي ثوارارتريا، مستخدما الرمز نتيجة التضييق الذي كانت تمارسه عليه سلطات نظام عبود..وقال فيه: (الي زملائي في ارض الربيع الدائم).. كان إرترياً هواه علاقة حاج حمد بالثورة الارترية ضاربة في القدم، وتعود وشائجها الي والده الذي كان نصيرا للثورة ولا يساوم فيها.. وقد تشرب حاج حمد ذلك، ووطن انتماءه لها فكريا، وقام بتأسيس جبهة التحرير الارترية مع المرحوم عثمان صالح سبي.. وعبدالرحمن نكروما ورمضان محمدنور. ظل حاج حمد منافحا قويا بفكره وقلمه وساعده عن الثورة الارترية، حيث اسهم في وصل وشائجها مع التيارات القومية العربية التي كان يعتنق افكارها وقتذاك.. وقاده هذا الي تولي ادارة مكتبها في دمشق. و في سوريا طلبت منه المخابرات المصرية الاستعانه ببعض الثوار الارتريين في الاستيلاء علي مضيق باب المندب ابان حرب مصر القومية الناصرية ضد اليمن التي كانت في قبضة الامام المسنود من قبل الملك فيصل، والنفوذ السعودي.. فاستغل حاج حمد الحاجة المصرية لنصرة القضية الارترية وساوم مصر عبد الناصر بمطالبتها أن تعترف رسميا بجبهة التحريرالارترية، فاذعنت لذلك. غادر حاج حمد، موقعه في دمشق الي الاتحاد السوفيتي في مهمة مماثلة وبتكليف من قيادة جبهة التحريرالارترية، وقدم مساهمات كبيرة لها من هناك. واصل حاج حمد حمله للواء نصرة الثورة الارترية في افاق الدنيا، حيث القت به عصا تسياره في باريس هذه المرة، مسؤولا عن مجلة كانت تصدرها جبهة التحريرالارترية هناك باسم (عزولي) . السودان في الدواخل لم تشغل القضية الارترية حاج حمد رغم تعمقها في داخله، عن انفعاله واهتمامه بالشأن السوداني، فقد كان فاعلا فكريا وسياسيا في انكبابه عليه حيث اسهم في تفجير ثورة اكتوبر 1964 ، والتي اطاحت بنظام 17 نوفمبر العسكري، وعند وصول مايو الي دست الحكم، انبري حاج حمد لمقاومتها، حتي صدر ضده حكم بالاعدام من الرئيس جعفر نميري، نتيجة اعتقاد خاطئ بان حاج حمد يتآمر مع القذافي وحافظ الاسد للاطاحة بنظامه. فقام الشيخ الراحل زايد بن سلطان ال نهيان، رئىس دولة الامارات باحتضانه حيث كتب حاج حمد كتابه الشهير هناك عام 1981، والذي سكب فيه عصارة تأملاته للحالة السودانية منذ ارهاصات التكوين وحتي الحقبة النميرية (السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل)، وقد صدرت طبعته الجديدة المزيده والمنقحة في مجلدين عام 2000، وقام بتضمينها ما تبقي من حقبة مايو ثم الديمقراطية الثالثة وسنوات الانقاذ السبع الاولي. قدرات حاج حمد الفكرية دفعت به لان يكون مستشارا للشؤون السياسية والمعلومات لوزارة الخارجية بدولة الامارات . وقد عمل قبلها مستشارا سياسيا واقتصاديا للاسرة المالكة بالمملكة السعودية. اسس حاج حمد مركزه للدراسات الاستراتيجية (دار الدينونة) بقبرص لقربها من مقر اقامته في بيروت. كما اسس ايضا مركز الابحاث الدولي بفرجينيا في الولايات المتحدة، هو وزميله د. طه جابر العلواني، والذي تطور الي ان صار المركز العالمي للفكر الاسلامي بواشنطون. ظل الاستاذ محمد ابوالقاسم حاج حمد منذ عام 1981، مقيما بين الخليج و بيروت التي اصطفاها مقرا دائما له لتوفر مصادر المعرفة فيها. ووضع فيها مؤلفه الذي لخص فيه رؤيته التجديدية في الفكر الاسلامي، وشرح فيه العلاقة الجدلية بين الانسان والغيب والطبيعة (العالمية الاسلامية الثانية) في مجلدين، والكتاب منحي اخر من مناحي حاج حمد وافيائه الوريفة، فهو فيلسوف مهتم بعلم الاديان المقارن والفلسفة الاسلامية. حيث صدر له اخيرا في هذا الجانب (منهجية القرآن المعرفية)، في ايران في يوليو 2004م، كما اسس مجلة الاتجاه التي كانت تصدر عن مركزه دار الدينونة. ولحاج حمد، الخبير في الدراسات الاستراتيجية والمحلل السياسي الفذ، مؤلفات عديدة في هذا المضمار، فقد صدر له كتاب العربية السعودية قدرالمواجهة: لاحرب دون مصر لاسلام دون سوريا لاتطبيع دون السعودية وكتاب نحو وفاق وطني رؤية استراتيجية، وكتاب المواطأة في افغانستان، وكتاب الصراعات القبلية في السودان، وكتاب كونفيدرالية القرن الافريقي، وكتاب اخر يحلل ويناقش الكتاب الاسود في السودان وغيرها العديد من المؤلفات التي لم تسعفنا الذاكرة باستحضارها. كما اسس حاج حمد مع عبيد المزروعي، صحيفة الخليج الاماراتية في بداية الثمانينات. وكان حاج حمد، شعلة من النشاط والكدح الذهني المتقد في القضايا السياسية والفكرية عبر ندواته ومحاضراته في آفاق الدنيا المختلفة، وكتاباته في الصحافة العربية بالخليج واوربا، الي جانب مساهماته الجمة عبر صحيفة الصحافة، ودراساته في المجلات العلمية المحكمة. عقب استقلال ارتريا وانتصار ثورتها، عين الرئيس اسياسي افورقي ، الاستاذ محمد ا بو القاسم حاج حمد، مستشارا له بموجب القرار رقم (6) الذي اصدره الرئيس بعد الاستقلال، ونال الجنسية الارترية ليس انتسابا وانما بحقه المكتسب عبر نضالاته في صفوف الثورة الارترية. ويحمل الجواز الدبلوماسي رقم (4) في الدولة الارتيرية. انقطع حاج حمد عن السودان منذ العام 1986م، ولم يعد الا في ابريل من عام 1997م، بموجب اعلان دمشق للمصالحة الوطنية، والذي وقعه وصديقه الشريف زين العابدين الهندي مع حكومة الانقاذ. وابان اشتداد الخصومة بين السودان وارتريا، سعى حاج حمد لمد الوشائج بين البلدين وتبصير القيادتين بالاهمية الاستراتيجية للتعاون بينهما وبين كل دول الاقليم، منطلقا من رؤية كلية ومتعمقة، وحضر الى البلاد عام 2000م، بدعوة من رئاسة الجمهورية في مساعٍ حميدة لرأب الصدع في العلاقات بين البلدين، غير ان جهوده اصطدمت بعراقيل مع بعض الجهات. اسس حاج حمد، الحركة السودانية المركزية للبناء والوحدة (حسم) عام 1999م، ضمن احزاب التوالي والتي اراد عبرها ان يوطن النظر الاستراتيجي لقضايا البلاد، ولكنه قام بحلها عقب ملابسات المؤتمر الجامع للوفاق الوطني والذي عقد بقاعة الصداقة عام 2001م، والذي رأى حاج حمد انه كان مؤتمرا للاملاءات اكثر منه مؤتمرا للمشاركة. الاستاذ محمد ا بو القاسم حاج حمد، متزوج من السيدة دينا محمد الامين ابو نايب، وانجب منها كريمته دانا ونجليه ابراهيم واحمد. رحل حاج حمد وكان فاعلا حتى لحظاته الاخيرة، حيث كان على موعد لالقاء محاضرة بمجلس الصداقة الشعبية العالمية، وظل وفيا لافكاره، منافحا عنها بالجدل والحسنى ، وترك فينا ما ان تمسكنا به لن نضل بالوطن سبل الرشاد.. علما غزيرا ومكتبة تضم 13 ألف كتاب، اوصى بأن تكون مشاعة لطلاب المعرفة، تبحث عن جهة ترعاها.. لمثلك مقام العلماء في مدارج ربك، فنم هانئا ياحبيبنا وأستاذنا. توفى ابو القاسم حاج حمد، و هذا علمه ظاهر ينتفع به، او كما قال صاحب الطبقات في تعريفه لاولياء الله الصالحين بالسودان .
توقيعات في سرادق عزاء حاج حمد الدكتور غازي صلاح الدين (الاستاذ حاج حمد، كان يشغل الساحة، فحيثما ذهبت تجده، فقد ذهبت الي لبنان ووجدته يشغل الساحة هناك وله علاقات في كل مكان، وظفها لصالح مشروعه الفكري ، واكثر ما شدني اليه، انه مستقيم على منهجه، على غير عادة المفكرين السودانيين ، وتلك ميزة ،خلاف الآخرين ايضا يتميز بنشاط ذهني متقد ولديه مجلدات في المكتبة العربية. واهم صفاته انك حينما تجده لا تجده يتحدث عن هموم شخصية ، ودائما يخاصمك ويصادقك في قضية عامة، واعتقد ان وفاته تعد خسارة كبيرة للسودان وسواء اختلف الناس معه او اتفقوا، فهو يمثل العمق الوطني العربي. وعندما كنت مسؤولا عن ملف السلام ، كان يحرص ان يعلمني بمجيئة كلما عزم على المجيء الى السودان، وكنت استمع الى آرائه التي لم تكن مقيدة بحدث، هي دائما كانت في اصول القضايا. كان يتحدث باستمرار عن امن البحرالاحمر والقرن الافريقي، وكذلك عن بناء السودان من جديد وله اطروحة مكتملة في ذلك. كان حاج حمد، مثقفا حرا، واعتقد انه كان يبحث عن السند السياسي لاطروحاته. والانقاذ فشلت في التعامل مع امثال حاج حمد كمفكرين احرار. مستشار سابق لشؤون السلام، ورئيس مركز اتجاهات المستقبل للدراسات.
الأستاذ محمد صا لح الاستاذ محمد ابو القاسم حاج حمد، يعتبر فقدا جللا لشعبي دولتي ارتريا والسودان، وخاصة لشعبه في ارتريا. حيث ناضل حاج حمد في الثورة الاترية منذ تأسيسها بكل ما يملك من امكانيات وجهد. ورحيل حاج حمد يعتبر فقدا للمنطقة كلها، حيث يسعى بفكره واطروحاته للسلام وامن البحر الاحمر والقرن الافريقي ، وكانت له قناعات عظيمة بذلك. واليوم الشعب الارتري وقادته يعزون في وا حد من رموز نضالات الثورة الارترية. وقد كان معلما لنا جميعا ومناضلا، صاحب مدرسة في النضال. وبرأيى، هو اكثر شخص خدم ا لثورة الارترية اعلاميا منذ ان اسس مركزه في بيروت خدمة للثورة، وقد كان حاج حمد، يلعب دورا في خدمة العلاقات بين السودان وارتريا. وكان يتسلح بثقة الشعب الارتري في نواياه العظيمة. القائم بالاعمال بالانابة في السفارة الارترية بالخرطوم.
محمد نور أحمد عرفته في نوفمبر 1964م، بالخرطوم عقب ثورة اكتوبر وكان عين الثورة الارترية التي ترى بها مستقبل الثورة. وكان من مناصري الثورة من المثقفين السودانيين، وقد كانت داره هي الملاذ لنا ككوادر للثورة الارترية.نأكل ونشرب وننام ونجتمع ، ونخطط فيها، عام 1965م، عندما صادرت وزارة الداخلية السودانية الاسلحة التي اعطتنا اياها سوريا (سلاح بري)، كان حاج حمد يحمل هذه الاسلحة في شنطة ملابس ويهربها الى كسلا، حتى كشفه كلمنت امبورو، وزير الداخلية السوداني وقتها، وصادر ما تبقى منها وقد قام حاج حمد بكتابة عدة مقالات تدافع عن احقية الثوار الارتريين في ملكية الاسلحة، وهو الذي ابتكر فكرة الاحتفال بالثورة الارترية في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم سنويا، وكان يشرف على تنظيم المعرض والندوة. وقد كتب كثيرا عن الثورة الارترية في الصحافة العربية وحتى الآن. يدافع عن ارتريا كشعب وليس كنظام، وكان افقه يتجاوز القطرية الى كل ما يجمع دول القرن الافريقي. فقد حاج حمد، كان لنا كأرتريين وكذلك لكل دول القرن الافريقي. السفير الارتري السابق في الصين/ الحزب الديمقراطي الارتري بالخرطوم.
الدكتور عبد الله حمدنا الله عرفت الاستاذ محمد ابو القاسم حاج حمد، سماعا منذ ا مد بعيد، ثم قرأت له في الثمانينات كتابه، (السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل)، فوجدت فيه قراءة جريئة لتاريخ السودان كان لابد ان تثير الذهن، ثم عرفته بعد ذلك من خلال برامج تلفزيونية مشتركة، اتفقنا فيها واختلفنا ، ولكن في الحالين، كان صادقا مع نفسه، ويبني قضاياه بصورة تشدك الى احترامه، وانعقدت بيننا صداقة و حوارات مستمرة كلما جاء الى السودان. محمد ابو القاسم، شخصية واضحة وجريئة وصادقة، وضحكاته، كانت لابد ان تكون عربونا لمودة بينك وبينه، وقد كتبت عنه من قبل تحت عنوان (مدرسة الرباطاب التاريخية)، واعتبرته جزءا منها، وهي في الحقيقة مدرسة لا تعترف بالسائد والمألوف في الدراسات السودانية من حجب بعض المعلومات، بل يبرز المعلومات في سفور ، ويعطي الآخرين حرية التعامل معها. استاذ جامعي وكاتب صحفي.
جمال همد توفي امس الاول، المناضل محمود ابو شنب، صاحب العجلة الشهيرة التي كانت توزع البيانات العسكرية للثورة الارترية، وكان حاج حمد هو الذي يقوم بصياغة هذه البيانات.، وفي اليوم التالي، توفى حاج حمد . يا له من توافق عجيب. رغم عمل حاج حمد مسستشاراً لافورقي الا اننا في المعارضة الاريترية كنا نزوره ويناصحنا حول مستقبل اريتريا. مدير المركز الاريرتري للخدمات الاعلامية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست