اجمل ما كتبه حيدر ابراهيم عن اتحاد الكتاب الجديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 00:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2004, 09:29 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اجمل ما كتبه حيدر ابراهيم عن اتحاد الكتاب الجديد

    ثقافة الاستدعاء والتعيين

    د. حيدر ابراهيم علي

    يمكن اعتبار هذا المقال تكملة للموضوع السابق : النيران الصديقة ، لأن الدولة حين ترى غياب المثقف العضوي الحقيقي المشغول بصدق ـ وليس مظهريا ـ بقضايا كبرى مثل الحرية والعقلانية والتنمية ، ترى الدولة أنه من الممكن صناعة مثقفين بدلاء حسب فهمها للثقافة ، فالفراغ يجب ان يملأ بشئ هو اشبه بفراغ آخر يبدو كالامتلاء . هناك حاجة الى أنفار يقومون بمهمة محددة الاستعراض وتقنين الاوهام ، فالمرء يستطيع تبرئة الانقاذ من كثير من مظاهر سلوكها في السياسة والثقافة لانها لم تر البديل المقاوم ، لذلك لها الحق كسلطة أن تزيد من شموليتها واطلاقيتها ، والسلطة المطلقة مُفسدة بصورة مطلقة ، لذلك بعد ان اكتمل كل شئ : السياسة ، الاقتصاد ، التعليم ، الاعلام وحتى«مجتمع مدني» موازي ، لماذا لاتجرب ميدان الثقافة حيث يصر المثقفون على أكل بعضهم ؟
    مع إقتراب موعد بداية العمل للخرطوم : عاصمة الثقافة العربية 2005م ، بدأت حمى الاهتمام بالثقافة خلافا لعادة أي نظام شمولي يتحسس مسدسه مع سماع كلمة ثقافة بسبب بسيط هو ارتباط الثقافة بالحرية والاختلاف وحتى التجديف احيانا ، ولم يكن غريبا ان يبتكر اول نظام دكتاتوري عربي حديث اى حكم جمال عبد الناصر كلمة الارشاد القومي ليصف الوزارة المسؤولة عن الثقافة والاعلام ، واستن للعسكريين من بعده سنة غير حميدة ، تراجع عنها مع مرور الوقت واضطر للاستعانة بمثقفين امثال ثروت عكاشة وعبد القادر حاتم (مع التحفظ) لانه ايقن استحالة قمع الثقافة ولذلك يمكن تدجينها ، وينطبق هذا الموقف على كل النظم الدكتاتورية المستنسخة لاحقا ، وتقع الانقاذ ضمن نفس التحليل تجاه الثقافة.
    نظام الانقاذ له اشكالية مزدوجة انه نظام عسكري وديني في نفس الوقت ، فتناقضاته مع الثقافة مركبة ، فالنظم العسكرية الاخرى ذات ملامح شبه علمانية رغم تدينها في العمق وعند الملمات كما حدث للسادات ولصدام مع قرب الهزيمة ، تجعلها تقبل بعضا من الثقافة الذي لايهدد سلطتها رغم فنيته وابداعيته العالية ولكن الانقاذ الدولة الدينية بمشروعها الحضاري جمعت كل اشكال المنع والتحريم حين تعاملت مع الثقافة ولذلك كان نتاجها هذا العتمور الذي نعيشه الآن وتحاول سريعا ان تنبت فيه الاشجار التي تحتاج لسنوات وليست مجرد شهور وايام فالثقافة اكتشاف جديد حقيقة رغم المؤسسات والاموال التي انفقت سابقا ولكن المردود ظل ضئىلا ، كما وكيفا ، وتعاقب على وزارة الثقافة كثيرون ولكن دينية وعسكرية النظام غلبت على الفروق الفردية بين اسلامويين تقلدوا هذا المنصب ، وهنا يبرز السؤال الهام وهو علاقة الاسلامويين بالثقافة اصلا ، الا يوجد تناقض اساس بين ان تكون اسلاميا وتهتم بالثقافة في نفس الوقت ؟ هذا يعتمد على تحديد وتعريف الثقافة .
    يختزل الاسلامويون ، او يماهي الاسلامويون بين الثقافة والادب او الفكر اى الكتابة ، وهذه محاولة لتجنب اتخاذ موقف من التجسيد ويرون في التجريد ابتداءً من الكلام المكتوب وحتى الحروف والانشاد : كل الثقافة وهنا يتهرب الاسلامويون من مكونات هامة في الثقافة : النحت والرسم والرقص والموسيقى والمسرح ، وهذه تحتاج لاجتهاد لم يتقدم نحوه الاسلامويون السودانيون .
    وهي تقع تحت طائلة التحريم بسبب الغواية والشهوة والشرك . هل يمكن ان نتصور عاصمة للثقافة خالية تماما من وجود اى تمثال لاحدى شخصياتها التاريخية يزين شوارعها ؟ وهل نعلم بأن الدولة التي تحتفل بأنها عاصمة للثقافة الغت حصص الفنون في المدارس ؟ لابد للاسلامويين من موقف واضح يحل تناقضهم تجاه الجمال المجسد ابداعيا ، وهذا يفسر القحط الثقافي للانقاذ والمعضلة التي تعيشها الآن .
    ظلت حكومة الانقاذ تمارس الاقصاء والاستبعاد في اسوأ صوره وبالتالي ابعدت مبدعين ومفكرين ليس بسبب انهم عاطلون عن الموهبة ولكن لانهم ليسوا مؤىدين او رماديين او سحالي في مواقفهم السياسية لقد غلبت الانقاذ السياسة والآيديولوجيا على الابداع والفكر وفتحت مجالات الاعلام وانشأت الصحف والمجلات للمؤيدين وبعثتهم للخارج واغدقت عليهم بالجوائز ورغم كل هذا وبعد خمسة عشر عاما في السلطة عجزت عن خلق فنان او مفكر او شاعر انقاذي ، فالسلطة لا يمكن ان تخلق مبدعا ونفس الشئ ينطبق على الحزب أو التنظيم السياسي او الشلة او العلاقات العامة بسبب بسيط هو ان الموهبة تأتي من داخل الانسان ولا تلصق عليه من خارجه وفشلت الانقاذ مرتين الاولى لم تقتل المبدعين الحقيقيين رغم الاقصاء والثانية لم تخلق او تنتج مبدعين خاصين بها ولكن الانقاذ لم تتعلم كثيرا وفي بعض الاحيان تبدو فكأنها وصلت اليوم فقط الى السلطة ، لذلك وقعت في السقطة الكبرى وهي تكوين اتحاد للكتاب السودانيين يقوم بمهمة واعباء الخرطوم عاصمة للثقافة العربية ، وقامت بذلك بنفس طريقة عقد مؤتمرات الحوار الوطني في الايام الاولى .
    يمكن القول بإن طريقة الاستدعاء عن طريق الصحف عملية مهينة وتدل على قدر كبير من عدم الجدية والاستهانة بالآخرين فقد كان من الممكن لمثل هذه اللجنة التحضيرية ان تكون سكرتارية مهمتها تحضير ـ حقيقي ـ لاوراق الاجتماع وتسليمها للاشخاص المدعوين مباشرة ، ومثل هذه الطريقة كان يمكن ان تريح اللجنة من ازعاج امثال المرحوم عمر الحميدي وغيره في قبورهم ويبدو ان التعامل مع الآخرين كالقطيع او الحشد المليوني يطغى على العقل الانقاذي ويمكن كتابة قرابة ثمانمائة (أو مئة) مرة واحدة قد يجذب خاصة لمن يفرح بقراءة اسمه في الصحف ومازلت اتساءل عن معايير تصنيف الكاتب السوداني هل هي مثل المعايير السائدة في بقية العالم ام ان الجودة والمقاييس لها خصوصية معينة في السودان ؟
    كان الاجتماع كارثة اخرى فحين يحضر ثمانون فقط اى 10% من المدعويين كان لابد من فض الاجتماع الاول ، ولكن يبدو ان التجهيزات الخاصة بالاستضافة لا تسمح بفض الاجتماع واعتبر الحضور قانونيا وتم تعيين ولا اقول اختيار اللجنة التنفيذية وهذه هي سياسة الامر الواقع فهذا «الاتحاد» سوف يمثل الكتاب والادباء السودانيين . وكل من يحتج او يعارض سوف يرد عليه بأنه لماذا لم يحضر ويقول هذا الكلام في الاجتماع ؟ علما بأن الاجتماع غير شرعي اصلا وباطل قانونيا ومما اثار دهشة تورط شخصيات محترمة في هذه الملهاة لست ادري كيف سمح شخص مثل الدكتور عمر قدور وهو قانوني قبل كل شئ أن يقوم بمهمة هذه الدعوة غير الناضجة ؟ والاهم من ذلك كيف سمح رجل نحترمه ونجله ونقدره علما وشخصية مثل الدكتور عون الشريف برئاسة مثل هذا الاتحاد ؟ ماذا يضيف لصاحب قاموس العامية في السودان وموسوعة القبائل والانساب مثل هذا الاتحاد ؟ وهل يريد رئاسة اعلى قدراً وقيمة من هذه المؤلفات ؟ قد يكون الدكتور عون الشريف يظن انه يقوم بعمل قومي ولكنه في الحقيقة يقوم بعمل سياسي بحت بعيدا عن القومية والثقافة ايضا ومشكلة الدكتور عون وشخصيات اخرى عالمية وقومية انها تفكر بطريقة : والآخرون يفكرون ضد طريقتهم تماما ويسعون الى توظيف اسمائهم وقيمتهم في مجالات اخرى.
    لا يكتمل هذا المقال دون التساؤل عن غياب المثقفين الديمقراطيين طوال هذه السنوات وتقصيرهم في بقاء واستمرار الاتحاد الشرعي القائم قبل انقلاب 30 يونيو 1989م فقد كان من الممكن الابقاء عليه رمزيا كما فعل اتحاد العمال والمهنيين وحتى القيادة الشرعية في الجيش ، فقد ظل هؤلاء يحملون اسم الشرعية لاتحاداتهم وتنظيماتهم في المنافي او الداخل ، وكان من الممكن ان يستمر اتحاد الكتاب بنفس الصورة ليست هذه ادانة باثر رجعي بمقدار ماهونقد ذاتي لابد ان نسمعه ثم نبدأ في مرحلة تالية هامة وهي تأسيس اتحاد حقيقي وشرعي وديمقراطي يتجاوز كل اخطاء الماضي والمستقبل ايضا لان مثل هذا الاتحاد في الظروف الصعبة القادمة لابد ان يبتعد عن الشللية والتجيير الحزبي والخلافات غير المبدئىة وقد انطلقت حملة توقيعات لقيام هذا الاتحاد واعتبر هذا بمثابة توقيع مشروط ، لا على مبدأ التكوين ولكن على الشكل القادم والتوجهات ، ولابد من الاسراع في تكوين اتحاد ديمقراطي قوي يضيف لمنظمات المجتمع المدني دفعة ديمقراطية مغفورة في كثير من الاحيان وقبل ان يصبح الاتحاد الحكومي امرا واقعاً.
    وقفة حزنصديقا فريدا لاننا نختلف كثيرا ثم نتصادق اكثر ، اول لقاء معه مكتوب على مجلة المعرفة السورية في الصفحة الداخلية لكي اتذكر 26/12/1968م الساعة السادسة في المحطة الوسطى وتوثقت العلاقة رغم البعد الجغرافي لاحقا لكي نلتقي في الامارات عام 1981م وفي ذلك الوقت كان يزين صحيفة الفجر الاماراتية بافتتاحية رائعة تجذب كل المثقفين وكانت صداقته للمرحوم غباش وزير الدولة للخارجية الذي اغتيل خطأ وكان المقصود عبد الحليم خدام ـ هي التي اتت به للامارات حيث انتج ـ بمفرده ـ حياة ثقافية يذكرها له المثقفون في الامارات كان اول من اقام معرضاً للكتاب بالشارقة والذي استمر حتى الآن . ومن نشر لكل ادباء الامارات حبيب صائغ ، ظبيه خميس ، عبد الحميد احمد ، خالد بدر ، احم
    فقدت هذا الاسبوع د راشد ثاني نجوم الغانم ، مريم فرح وغيرهم فقد استثمر علاقته مع بيروت وبالذات دار «الكلمة» وفي الامارات حاولنا البدء في فكرة مركز الدراسات السودانية ومازال الماكيت الخاص بمجلة كتابات سودانية وعليه رسم الامام المهدي موجود ولكن العدد لم يصدر حينذاك !
    هذا المثقف الاول والرائد في مجال الفكر كان الاول في السياسة ايضا قام بمحاولة تجديد حزب الشعب الديمقراطي (الختمية) وكانت مقالاته في الصفحة الاخيرة لجريدة الحزب : الجماهير ، فائقة الثورية وكأنها تصدر من حزب تروتسكي وليس من طائفة دينية ، وكان محمد ابو القاسم اول من ادخل السلاح للثورة الاريترية واول من اعطاها بعدا عربيا حين ربط المرحوم عثمان سبي بالبعث السوري وبالحركة العربية النقدية عموما .
    كان المرحوم يركب الريح باستمرار وعقله القلق يتنقل به من عالمية الثورة الى اسلامية المعرفة الي تفكيكية خاصة به وكان المرحوم عقلا وحوارا وكتابة لذلك لم يهتم بجسد منهك منذ فترة . محمد ابو القاسم فقد عظيم ومضاعفة ليتم في فكر يتم اصلا .


                  

12-27-2004, 11:23 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اجمل ما كتبه حيدر ابراهيم عن اتحاد الكتاب الجديد (Re: الكيك)

    ***
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de