|
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ (Re: الكيك)
|
الصحافة 28/10/2006 طرد برونك.... رسائل متعددة فى مواجهة مفتوحة (1/2) عادل الباز [email protected] ثلاثة أسئلة شغلتنى خلال الأيام الماضية أكثر من حكاية طرد برونك!!. السؤال الأول مَن الذى اتخذ قرار الطرد؟ أو ما هى الجهة التى اتخذته فعلا؟.كيف تم الحساب السياسى لعملية الطرد؟ ما هى ردود الأفعال المتوقعة من المجتمع الدولى؟ وكيف يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً على مجريات المواجهة المفتوحة مع الأمم المتحدة على خلفية القرار ( 1706)؟ بعض الدوائر السياسية تؤكد أن هذا القرار هو قرار الجيش باعتبار ان ما نشره برونك على مدونته كان مستهدفاً للجيش فى المقام الأول، مما دفع الجيش إعلان برونك شخصاً غير مرغوب فيه، ومن ثم جاء قرار طرده. الجيش أكد انه لا علاقة له بالقرار. آخرون قالوا إن الخارجية قد ضاقت ذرعاً بممارسات برونك وسبق ان استدعته أكثر من مرة محذّرة من تجاوزه للتفويض الممنوح له. رأي ثالث رأى ان الرئيس هو من اتخذ القرار على خلفية رأي الجيش وتجاوزات السيد برونك. وتطرح كل هذه الآراء أسئلة مشروعة حول الكيفية التى يُتخذ بها القرار فى دوائر حكومة الوحدة الوطنية. من الواضح اننا أمام معضلة لا تتعلق بقرار طرد موظف أممى تملك الدولة حق طرده ولكن بالكيفية التى تتخذ بها القرارات؟. فى رأيى أنه كان من الأوفق إذا ما استقر رأى الحزب الحاكم على اتخاذ مثل هذا القرار أن يذهب به إلى مجلس الوزراء، ومن ثم وزارة الخارجية التى يمكن أن تجد له المبررات المقنعة، كما فعلت الآن فى رسالتها إلى كوفى عنان بحيث يصبح القرار هو قرار مجلس الوزراء، لان الاتفاقية نفسها مع الأمم المتحدة صادق عليها مجلس الوزراء. فى المجلس يمكن أن تسجل الحركة الشعبية اعتراضها، ويقرر الحزب الحاكم بأغلبيته داخل المجلس اتخاذ قراره بطرد السيد برونك، فيخرج بيان من مجلس الوزراء للرأى العام بمسوغات القرار وينتهى الأمر عند هذا الحد. قد يقول قائل إن هذا مجرد لف ودوران لا داعي له ما دام ان الأمر محسوم. والسؤال الذى سيواجهنا فى هذه الحالة لماذا نصنع المؤسسات إذا كنا نتخذ قراراتنا بعيداً عنها ؟ ما جدواها؟معلوم أن قرار الحكومة فى مجلس وزرائها بغض النظر عن تباين الآراء داخله يكسب احتراماً ومصداقية أكبر لدى الرأى العام ولدى المجتمع الدولى ويساهم فى تقوية مؤسسات الدولة ويعطى المشاركين فيها انطباعاً حتى لو كان وهماً ثقة فى انهم صناع القرارات الحقيقية والمؤثرة وليس كونهم «تمومة جرتق»!!. فى كل الدنيا هناك مجموعة تطبخ القرار أو تصنعه ثم تذهب به للمؤسسات المعنية وتقنع به متخذي القرارات مع توضيح بدائله أو الخيارات المتاحة، ثم يُتخذ القرار داخل مؤسسات الدولة أو الحزب بناءً على المفاضلة بين الخيارات فيصدر القرار بشكل مؤسسى. السؤال الثانى الذى يطرح نفسه هو كيف تم الحساب السياسى لهذا القرار؟ وهل هناك جهة واحدة تحسب أم أكثر من جهة ؟. طرد السيد برونك حق للحكومة السودانية بحسب اتفاقيات جنيف التى تعطى الدول المستضيفة لاية بعثة حق إبعاد أي موظف أممى خارج أراضيها حتى من دون إبداء الأسباب التى دعتها إلى ذلك. ثم أن الحكومة السودانية لديها نصوص فى اتفاقية السلام تتعلق بتفويض محدد للمبعوث الأممى ترى أن السيد برونك قد تجاوز كل الخطوط الحمراء. لا يمكن منازعة الحكومة أو انتقاص حقها المكفول بالاتفاقيات الدولية ومنعها من استخدامه. يبدو أن الحساب السياسى قد تم جزئياً على هذه الخلفية وجزئية أخرى تتعلق بلعب الكروت وإرسال الإشارات المتعددة لمن يهمهم الأمر فى المواجهة المفتوحة مع المجتمع الدولى على خلفية القرار (1706). الرسالة الأولى أن السودان بهذا يعلن انه لن يتراجع عن موقفه مهما تكاثفت الضغوط، بل هو قادر على إرباك المجتمع الدولى باستمرار مثل ما فعل حين اتخذ خطوات تشى بإنهاء مهمة بعثة الاتحاد الأفريقى فى السودان الأمر الذى أربك المنظمة الدولية وجعلها تبذل جهدا مضاعفا لكى لا يفعل. الرسالة الثانية لبعثة (ينمس) نفسها ومن ورائها المجتمع الدولى. أشارت الدولة أكثر من مرة أن بعثة (ينمس) جاءت فى إطار اتفاقية محددة ينبغى أن تلتزم بنصوصها. لقد كانت إشارة السيد الرئيس فى حواره الأسبوع الماضى مع صحيفة (الغارديان) البريطانية ذات دلالة واضحة للبعثة. حين قال إن هذه البعثة جاءت لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل فى الجنوب وليس من حقها وفقاً لنصوص الاتفاقية تمديد تفويضها بقرار من مجلس الأمن أو غيره ليشمل أجزاء أخرى من البلاد كدارفور. هذا التحذير أكده الرئيس أكثر من مرة (من يمد اصبعه سنقطعه له). يعنى من يتدخل فى دارفور والمقصود البعثة الأممية التى يُطلب منها أن تلتزم بتفويضها وإلا فإنها بالإمكان إلحاقها برئيسها. على الرغم من اختلاف الأوضاع إلا ان حيثيات قرار الطرد تشير إلى ذلك. الرسالة الأخيرة للمجتمع الدبلوماسى الغربى على وجه الخصوص، ومفادها على الجميع التزام الحذر من الآن فصاعدا فى تصريحاتهم وزياراتهم ومدوناتهم ان وُجدت. فبرونك المبعوث الأممى غادر فى أقل من 72 ساعة وعلى الآخرين إدراك المغزى!!. كيف يمكن ان يؤثر قرار إبعاد برونك على مسار المواجهة المفتوحة مع الأمم المتحدة؟. غداً سنواصل بإذنه تعالى.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-28-06, 10:22 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-28-06, 10:34 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-28-06, 11:06 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | cantona_1 | 10-28-06, 11:32 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | علاء الدين صلاح محمد | 10-28-06, 06:38 PM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-28-06, 11:07 PM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | Zoal Wahid | 10-29-06, 01:58 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-29-06, 04:06 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | ABDELDIN SALAMA | 10-29-06, 04:50 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-29-06, 05:11 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-29-06, 10:36 PM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-31-06, 00:31 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 10-31-06, 03:37 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | فاروق حامد محمد | 10-31-06, 04:16 AM |
Re: من طرد برونك ..الجيش ام حزب المؤتمر الوطنى ام الحكومة ؟ | الكيك | 11-02-06, 01:19 AM |
|
|
|