سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2008, 06:37 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    تجربة أبناء دارفور مع الحركة الإسلامية


    أشتهر أهل دارفور بالتدين والورع ، وتدريس الدين الإسلامي ونشر مبادئه هما من سمات المواطن هناك ، فهم يحملون نزعة الإسلام المتسامحة ، فخلاوي القرآن تفتح أبوابها للجميع ، والمدارس الصوفية تعيش في آلفة وتحاب ، وأول من راهن على تدين أهل دارفور هو الإمام محمد أحمد المهدي ، لذلك أختارهم لتحقيق ثورته ، فحول مشاعرهم الدينية وإيمانهم العميق بالدين الإسلامي إلي ثورة تحمل في طياتها التحرر والإنعتاق وطرد الغزاة المستعمرين ، فالإمام المهدى يُعتبر نموذجاً للقائد الوطني الذي يجمع ولا يفرق ، وقد بنى قواعد الدولة السودانية من غير معين المكون العرقي الذي أصبح الآن السمة البارزة للسياسة السودانية ، نعم ، فراسة الإمام المهدي دفعته للإستعانة بالمتدينين من أهل دارفور وكردفان ، فأهله في الشمال حاربوا مشروعه السياسي بالفتاوى التي دفع ثمنها الإنجليز . فقد حمل – أهله في الشمال – العداء للدولة المهدية منذ نشأتها ، وصحايف التاريخ لم تحتمل صفقة الخيانة والتآمر مع حملة اللورد كتشنر التي أعادت السودان من جديد إلي حظيرة المحتل الإنجليزي ، قاوم الدينكا العدو المحتل لفترة طويلة ، لكن المؤرخين المؤدلجين والمحسوبين على الشمال النيلي لم تروقهم مجاهدات القائد الجنوبي "دينق " الذي ماتت ثورته ليس بسبب نقص الشجاعة ، بل بسبب أن هناك من يكتب تاريخ السودان بالحبر الذي يروق له ، هذا القلم الذي يُمجد المك " نمر " لكنه لا يقول شيئاً عن السلطان الذي مات واقفاً علي دينار ، لقد قامت دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر بترجمة كتاب سلاطين باشا آلاف المرات ودعمت نشره وتوزيعه بسعر أشبه بالمجاني وأعتبرته أحد المصادر التاريخية الهامة ، كل ذلك التهافت لأن الرجل أطلق لسانه في حق الدولة المهدية . أنصب العداء على الدولة المهدية لأنها تعاملت مع الواقع السياسي الحقيقي في تقاسم السلطة والثروة ، ولأن الدولة المهدية نبذت رهن السلطة إلا لمن هو أصلح وأتقى ، وأهل الشمال كانوا يكنون حقداً دفيناً على الخليفة عبد الله " الغرابي " ولم يخفوا إستعانتهم وصلاتهم مع الإنجليز من أجل إسقاط حكمه ، أتضح هذا التعاون في مد الجيش الغازي بالمؤن والمعلومات المخابراتية ، كما عملوا على تركيب خط السكة حديد الذي أسهم بصورة مباشرة في توفير الدعم لجيش الجنرال كتشنر حتى بلوغه أطراف مدينة أمدرمان ، هذا الجيش لم يجد أي مقاومة في الشمال فسار على إيقاعات الطنبور وضرب الدفوف حتى بلغ مدينة عطبرة ، والمعركة الوحيدة التي وقعت كانت بين القائد الشهيد محمود ود أحمد والجيش الإنجليزي في موقعة النخيلة الشهيرة والتي غطت عليها أحداث ما يُعرف في تقويم أهل الشمال النيلي " بمذبحة المتمة " ، تفاصيل الحادثة الأخيرة ، والتي أتت في إطار وأد الخيانة ، غطت على أحداث معركتي النخيلة وتوشكي ، وربما يُعتبر هذا هو السبب الرئيسي لتمجيد شخصية المك نمر وإطلاق اسمها على الشوارع والكباري وقاعات الدرس بالشكل الذي نراه اليوم ، مع أن المك نمر لم يفعل شيئاً سوى أنه أستعان "بالراح " لتخدير خصومه الذين وثقوا به ، ثم هرب إلي أثيوبيا مع أهله وزوجاته خوفاً من العواقب .ثم دفع الحسانية البسطاء في مناطق النيل الأبيض ثمن فعلة المك نمر ، فقد عمل محمد الدفتردار على إستئصالهم ، وهناك من يتهكم عليه ويصفهم بأنهم شُغلوا عن نصرة الثورة المهدية لأنهم كانوا يتبارون في سباق الحمير .لم يقولوا حتى سباق خيل ، بل إمعاناً في هدم مكانتهم أختاروا لهم الحمار من سائر الحيوانات التي تليق بشجاعة الإنسان المحارب .
    ونواصل .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 06:43 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    كيف تعاقب الشريعة الإسلامية من يذيب وجه زوجته بالأسيد

    قرأت قصة الأخت سناء في موقع سودانيزأونلاينز ، هذه الفتاة الشجاعة التي وقعت ضحية لثقافة دخيلة، عنيفة ، غزت مجتمعنا في عهد الإنقاذ البغيض ، وهي ثقافة العنف الموجه ضد المرأة ، هذا العنف تحميه قوانين وأجهزة دولة ، فكيف خرج زوج سناء من هذه الفعلة بتسوية مالية قدرها واحد عشرون الفاً من الجنيهات ؟؟ وعلى أي أساس أعتمد القاضي في منطوقه القانوني عندما أصدر حكم البراءة ؟؟ فهذا الزوج الإفتراضي أرتكب جريمة في غاية البشاعة على الرغم من أنه رجل متعلم و يحمل شهادة في القانون من جامعة النيلين ، مثل هذه الجريمة لا يرتكبها إلا المرضى النفسيون ، لكن ما يثير الغضب والإستغراب في وقت واحد أن نظام العدالة في السودان برّأه من الجريمة البشعة ، فهل واحد وعشرون الفاً هي ثمن إذابة الوجه والشعر وإتلاف العينين ؟؟!!! لقد ملكت الأخت سناء الشجاعة في البوح بما تعانيه ، وقد شكت مصيبتها للصحافة الواعية بعد أن خذلها القانون الرسالي ، أنها مأسآة واحدة من آلاف المآسي التي تتعرض لها المرأة السودانية في هذا العهد من غير أن نشعر بذلك ، ولقد فتحت لنا الأخت سناء الطريق ، وقد فضحت الوجه المظلم في مجتمعنا السوداني .
    كان المرحوم الشاعر صلاح أحمد إبراهيم يفتخر بأنه " أخو فاطنة " في إشارة إلي تقديره وحبه لأخته والأستاذة المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم ، " أخو فاطنة " لن يكون أسطورة من الماضي ، ولقد ذرفت الدموع وأنا أطالع المواقف الإنسانية التي بدرت من " أخوان فاطنة " في كل مكان و من كل دول العالم وهم يمدون يد المساعدة من أجل إنقاذ سناء ، من أمريكا وكندا والسعودية وإيرلندا ، هؤلاء هم رسل الضمير الحي والإنسانية " الحقة ، وهم " أخوان فاطنة " الذين أفزعهم ما تعرضت له الأخت سناء ، نعم قضت الإنقاذ على الأخضر واليابس من حياتنا الإجتماعية ، لكن النار لن تفقد معدن الذهب رونقه وجماله ، رغم ظروف الحرب والدمار والكراهية التي كرستها بيننا إلا أن قيمنا الإجتماعية بقيت سليمة ومتماسكة ، هذه الخطوة الإنسانية تنم عن روح غامرة من التضامن المفقود ، وتحيتي الخاصة " لأخو فاطنة " الكبير الأستاذ بكري أبو بكر ووقفته الرائعة كما عودنا من أجل الإنسانية ، وزادت فرحتي عندما علمت أن الأب الجسور علي محمود حسنين تولى المرافعة في قضية الأخت سناء ، أنها قضية معقدة وشائكة لأنها قضية ضد مجتمع وثقافة في الأساس الأول قبل أن تكون قضية جنائية ، أنها قضية ضد مقام القاضي الظالم الذي فصل في الحكم وقبل بالتسوية الرخيصة من غير أن ينظر للحق العام بأن هناك إمرأة – بسبب الجرم – فقدت نعماً وهبها لها الله ولا يحق لإنسان تجريدها منهم ، و أنها قضية ضد أؤلئك الذين بشرونا بالمشروع الرسالي الذي يحكم أهل الأرض بقانون السماء ، أن الشريعة تقول العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ، فكل عقوبة غير ذلك لا تستحق أن نتوقف عندها .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 01-03-2008, 07:35 ص)
                  

03-08-2008, 06:45 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    شيء يدعو للغرابة أو الدهشة

    لا زال السودان يحتفظ بسفيره في الأرض النجسة الدنمارك ؟؟
    الدنمارك تطلب من السودان 405 مليون دولار ؟؟
    في عام 2006 منحت الدنمارك السودان 26 مليون دولار ؟؟؟
    هناك جدولة تمتد إلي عام 2009 بموجبها يتم منح السودان 100 مليون دولار ؟؟

    يعني الجماعة حرموا جبنة " البقرة " ولهفوا ملايين الدولارات من الدنمارك
    فعلاً شيء عجيب
                  

03-08-2008, 06:48 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    حزب المؤتمر الوطني وفن صناعة مسيرات الغضب المليونية

    شاهدت الحشود الجماهيرية التي نظمها حزب المؤتمر الوطني يوم أمس ، والمُنددة بالرسومات الكاركاتيرية المسيئة لشخص الرسول (ص ) ، علىّ في المقام الأول أن أعترف أن هؤلاء الذين خرجوا يوم أمس لا يعرفون بالضبط أين نُشرت هذه الرسومات ، ولا يعرفون بالتحديد إمتداد مصطلح الدول الأسكندنافية الذي أطلقه الذين خاطبوا تلك المسيرة في إشارة واضحة لتوسيع رقعة الصراع بين العالم الإسلامي والغربي ، غير كل ذلك ، أن هؤلاء الذين خرجوا يشكلون الكادر البشري الذي يمثل العمود الفقري للخدمة المدنية المُسيسة في عهد الإنقاذ ، إذاً المسيرة لم تكن عفوية ، بل هي مسيرة سياسية تحولت إلي مؤتمر صحفي حددت فيه الإنقاذ موقفها من دخول القوات الأممية إلي أرض دارفور ، فعبارة " لن نسمح بمواطني هذه الدول بتدنيس أرض السودان " سمعناها أكثر من مرة ولكن في غير هذا الإطار ، وكانت تأتي مقرونة مع مفردات مثل حماية العزة والسيادة الوطنية نعم ركب قادة حزب المؤتمر الوطني الحصان الخطأ لتجاوز المنعطف الخطير الذي يحيط بقضية دارفور ، أن الله قد عصم الرسول (ص ) من الناس ، وهؤلاء الذين تولوا نشر تلك الرسومات جهلة وقد أنتقدهم المجتمع الغربي على هذا العمل ، فحرية التدين وإحترام الأديان مُبجلة في الدول الغربية أكثر منها في الدول العربية والإسلامية ، فهناك من دخل السجن بسبب رفع هذا الشعار في الدول العربية ، و يكفي المجتمع الغربي سماحةً أن هناك قسيساً بريطانياً طالب بالسماح للمسلمين بتطبيق الشريعة الإسلامية في حدود القضايا التي تخصهم ، ومن يريد إحترام الرسول ( ص ) عليه أن يتبع تعاليمه وأن لا يعمل على عكس صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين ، وأن لا يمارس القتل والإغتصاب والفساد بإسم الدين الإسلامي ، هؤلاء الذين خرجوا تحت حراب التغرير و " قلة الشغلة " كان عليهم أن يتذكروا أن هناك 500 ألف مواطني مسلم يحبون الرسول ( ص ) قتلهم الإنقاذ في دارفور بلا ذنب أو جريرة ، وكان عليهم أن يحصوا عدد المشردين الذين وصل عددهم هناك إلي أكثر من أربعة ملايين إنسان ، كلهم يحبون نبي الرحمة الكريم لكنهم بلا مأوى أو طعام ، لا يرحمهم أحد سوى المجتمع الغربي الذي وضعته حكومة الإنقاذ في قائمة المحرمات التي يُحظر التعامل معها ، من السهل إثبات حبنا لرسول ( ص ) بوسائل أخرى غير التشنج والإنفعال وترقب أخطاء الغير ، نعم عن طريق وقف سفك دم المسلمين يمكننا أن نثبت أن الإسلام دين رحمة وإنسانية ، ، عن طريق وقف الطائرات التي تحرق بنيرانها القرى والشجر يُمكننا أن نثبت إن الإسلام دين بناء وليس هدم ، وقد وجد قادة المؤتمر الوطني وقتاً للخروج في سبيل الله كما زعموا ، لكنهم لا يملكون وقتاً لحل أزمات الشعب السوداني ، وقد كنت أتوقع منهم أن يخرجوا وينصروا شعب كوسوفو الذي نال إستقلاله للتو من صربيا ، فقد عشنا في السودان لعقد من الزمان ونحن نسمع خطباء المساجد في الخرطوم يثرثرون بضرورة نصرة المستضعفين البوسنة والهرسك وكوسوفو والشيشان ، و لم يخرجوا للتظاهر فرحاً في ذلك اليوم لأن ذلك سوف يضر بمصالحهم النفطية مع روسيا والصين ، ولو نُشرت هذه الرسومات في الصين لوجدنا منهم من يقول أن هذا عمل فردي ليست له علاقة بتعاملنا مع حكومة الصين ، وقد رأيت المنتجات الدنماركية التي أُمرنا بمقاطعتها ، المضحك في الأمر أننا في طور المقاطعة لهذه المنتجات قبل وقت طويل من الزمن ، هذه المنتجات متاحة فقط للفاسدين الذين عبثوا بأموال البترول السوداني ولكنها ليست متاحة للغلابة في حسكنيتة وكبكابية والجنينة .ربما يكون هناك بالفعل من خرج للتنديد بتلك الرسومات المسيئة ، ويخرج من هذا الإستثناء رجال الإنقاذ الذين تخفوا وسط شعارات الحشود ليذكروا المجتمع الدولي بعنادهم وموقفهم من قضية دارفور ، فهم جبناء في المواجهة الصريحة وأذكياء في الإلتفاف حول النقاط ، بالتأكيد لم تكن هجرتهم لأجل لله ورسوله ، بل كانت من أجل تضييق الخناق على أهل دارفور .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 28-02-2008, 08:47 ص)
                  

03-08-2008, 06:51 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    العنوان : قصة الوزير سبدرات مع أهل الانقاذ

    كلنا نعرف السيد عبد الباسط سبدرات ، هذا الرجل الذي تقلب في كل وزارات الانقاذ وأصبح فصيحها المفوه وخطيبها عند أوان المصائب والحروب ، واذا بحثت في تاريخ هذا الرجل فلن تجد فيه شيئا يذكر سوي أنه كان أحد المبهورين بالتجربة الشيوعية في فترة دراسته الجامعية ، ولعل أبرز المحطات في حياة وزيرنا سبدرات هو دفاعه المستميت عن المايويين في فترة الديمقراطية الثالثة ، ويري بعض الناس أنه شاعر تحت الطلب واخرين يرون أنه صوفي من الدرجة الاولي ولكن المتفق عليه أن سبدرات يجيد لعبة القفز بالزانة للوصول الي مبتغاه ، واذكر للوزير سبدرت ثلاثة مواقف مهمة كان هو الناطق فيها بلسان الانقاذ ، الموقف الاول كان اذاعته لبيان اغلاق صحيفة ( السوداني الدولية ) والتي كان يراس تحريرها الاستاذ محجوب عروة ، والموقف الثاني كان اذاعته لبيان الانقلاب ضد ولي نعمته الدكتور حسن الترابي ، والموقف الاخير هو تبنيه لخطاب المصادمة مع الامم المتحدة حيث اعلن رفض السودان للقرار رقم 1593 ، وقصة عبد الباسط سبدرات مع نظام الانقاذ اشبه بقصة الحجاج بن يوسف مع الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان ، وقف الحجاج بن يوسف في مجلس الخليفة الاموي وزعم أنه رأي نفسه في المنام يذبح عبد الله بن الزبير بن العوام ، فأمر عبد الملك بن مروان بتولية الحجاج امرة الجيش المتحرك الي مكة المكرمة لقتال ابن الزبير ، فانتصر الحجاج في المعركة وحقق حلمه وصلب عبد الله بن الزبير ، يمكن أن تكون المقارنة بين الرجلين غير متوازنة في بعض النواحي ويكمن التشابه في تملق الرجلين للحكام ، فالحجاج استغل نقطة ضعف الامويين وهي خوفهم من تزايد نفوذ عبد الله بن الزبير في اقليم الحجاز وسبدرات أستغل نقطة ضعف نظام الانقاذ وهي حاجتها الي ادلاء السوء من خارج حلقة التنظيم المغلقة ليدافعوا عن عن برامج الانقاذ ، وكما نجح الحجاج في مهمته وصلب أول مولود بعد هجرة النبي في المدينة وهو ابن الزبير فقد نجح عبد الباسط سبدرات ايضا في حملته وذبح الديمقراطية والحرية باسم الحرص علي الوطنية السودانية ، وطريق سبدرات الي السلطة لا يختلف عن طريق الحجاج في شئ حيث يحكي الرواة أنه أخذ معه ابناؤه الثلاثة وذهب بهم الي منزل الترابي في المنشية ، كان الترابي وقتها يمسك بصولجان سلطة الانقاذ ولا تقف في وجهه عقبة ولا تحد نفوذه حدود ، رحب الشيخ الترابي بالزيارة الميمونة وأعتبرها زيارة عادية لا تزيد عن كونها مجاملة عادية وتواصل داب السودانيون علي القيام به في أيام الاعياد والمناسبات ، وكان يمكن لهذه الزيارة أن تنتهي علي هذا النحو لولا أن أستعمل سبدرات لباقته المعهودة والقي علي مسامع الترابي أمرا في غاية الغرابة وقال له ( يا شيخ الترابي أنا خايف علي أولادي يبقوا مثلي ) ، استغرب د.الترابي وتعجب من كلام الضيف اللبق وقال له ( ما شابه اباه ما ظلم فما الضير في ذلك ) فاقترب سبدرات قليلا من المكان الذي يجلس فيه الترابي وبدا يسرد عليه أمورا جعلت د.الترابي يضحك حتي بانت نواجذه ولكنه ربت علي كتف سبدرات ووعده خيرا ، لم يعرف الذين حضروا هذه الواقعة قصة الهمس الذي دار بين الرجلين ، ولكن الذي جري أن سبدرات كان يحكي للشيخ الترابي مخاوفه أن يصبح ابناؤه شيوعيون مثله بسبب اهمال الحركة الاسلامية لهم وضرب سبدرات مثلا بنفسه وقال (( أنا كنت شيوعيا لأن الحركة الاسلامية لم تهتم بي قط ) ، وكانت غرض سبدرات من الترابي اشبه بغرض أبو دلامة عند الخليفة هارون الرشيد ، طلب أبو دلامة من الخليفة كلبا فقط ولكنه نجح في انتزاع فرس ودار وجارية وأعطية مع نفس الطلب ، لأن الكلب اذا اصطاد الفريسة فلا بد من ملاحقته بالفرس ، واذا أمسكت بالفريسة فتحتاج لجارية لتعد الطبخ ، فاذا كان عندك جارية وحصان وكلب فأنت في حاجة الي دار لتجمع كل هولاء ، واذا حصلت علي الدار فأنت في حاجة الي أعطية ثابتة من أجل الصرف علي كل الذين يجمعهم سقف الدار ، كان أبو دلامة ذكيا وبدأ طلباته بأيسرها تحققا وترك الصعب منها في أخر القائمة حتي لا يمل الخليفة من كثرة طلباته وكذلك فعل الوزير سبدرات مع الشيخ الترابي حيث طلب منه التوسط من أجل ادخال ابناؤه مدارس المركز الاسلامي الافريقي ليقيهم شر فتنة الوقوع بين براثن الشيوعيين ، وفهم الشيخ الترابي مغزي الطلب البسيط واوعز بالاستعانة بخبرات عبد الباسط سبدرات القانونية في أروقة المجلس الوطني وكانت هذه بداية الانطلاق وبعدها فتحت له دنيا السلطة أوسع ابوابها ، فهجر مهنة المحاماه وتفرغ للعمل السياسي في نظام الانقاذ بحماسة شديدة ، وشغل العديد من المناصب خلال خمسة عشر عاما من غير أن يتعرض للاقصاء أو التنحية ، أدرك عبد الباسط سبدرات بحسه الذكي من أين تؤكل الكتف ولجأ لزعيم الجبهة الاسلامية ورجلها القوي أنذاك لينال جزءا ولو يسيرا من كعكة السلطة التي تقسمها الانقاذ بين محبيها وخدامها ، ومن القرارات المثيرة للجدل والتي أتخذها عبد الباسط سبدرات نيابة عن سلطة الانقاذ هو قراره بارسال طلاب الشهادة السودانية المتدربين في معسكرات الدفاع الشعبي الي مناطق التماس في الجنوب وذلك عندما كان وزيرا للتربية والتعليم ، سبب هذا القرار أزمة نفسية وصدمة للأمهات وتحت ضغط شعبي تراجعت الدولة عن هذا القرار ولكن الوزير الهمام كان يري أن الدولة حرمت الطلاب من نيل الشهادة في سبيل الله ، كان سبدرات متحمسا لبرامج الانقاذ أكثر من الانقاذ نفسها ، وعندما بدأت تطل نذر الخلاف بين الترابي وتلامذته انتظر سبدرات هدوء العاصفة حتي ترسي سفينة السلطة علي شاطئ واحد ، وكما نعلم كانت الغلبة للمؤتمر الوطني وعندها قرر سبدرات مواصلة عمله مع الفريق الفائز و الكفر بأنعم الدكتور حسن الترابي والذي أوصله الي هذه المكانة الرفيعة ، اختار سبدرات الجانب الذي يضمن له أن يكون خادم الانقاذ لبقية حياته ولم يختر جانب الاحتراب ومواجهة الدولة ، أثبت سبدرات أنه اذكي من الجميع ، والتقلبات الجديدة حولته الي نجم ساطع يلمع في سماء الانقاذ ، يقول المثل ان القداسة تموت في ابواب السياسة وهذا هو حال النخب السودانية علي الدوام ، لم يعرفوا القداسة طيلة حياتهم والسياسة عندهم هي الجلوس علي كرسي السلطة الدوار حتي ولو للحظات قليلة ، نسي سبدرات أنه سعي الي الشيخ برجليه من أجل أن يخلص ابنائه من شبح الشيوعية فقام الشيخ بالواجب وزاد عليه كيل بعير وجعله جزءا من منظومة الانقاذ ، ولكن سبدرات لا يعتبر أن جزاء الحسنة حسنة مثلها ولذلك قرأ خطاب تنحية الترابي عن سدة رئاسة المجلس الوطني ، وهناك طرفة يحكيها الذين زاملوا سبدرات في الجامعة بأنه طلب من الذين يشاركونه السكن نشر خبر كاذب في الجامعة مفاده بأن سبدرات قد مات !! وذلك ليعرف وقع الخبر علي الجنس اللطيف وليعرف ايضا كيف تبكي عليه البنات في الجامعة !!! و ليس غريبا أن تضم الانقاذ في تركيبتها السحرية شخصا غريب الاطوار مثل عبد الباسط سبدرات ولو بحثنا تاريخ كل الذين عملوا معها فسوف تجدهم لا يقلون غرابة في السلوك عن وزيرنا سبدرات

    ولنا عودة

    سارة عيسي

    [email protected]
                  

03-08-2008, 06:52 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    قصة مولانا/محمد علي المرضي مع أهل الانقاذ

    لقد شاهدت يوم أمس برنامج الواجهة الاسبوعي والذي يعده الاستاذ/أحمد البلال الطيب ، وضيف حلقة الامس كان مولانا/محمد علي المرضي وزير العدل في حكومة الوحدة الوطنية ، ومن خلال الحلقة شرح الاستاذ/المرضي عملية انتقاله السلس من تنظيم حزب الامة الي تنظيم المؤتمر الوطني ، وحالة مولانا المرضي في انضمامه للحزب الحاكم لا تختلف في فصولها عن حالة الوزير عبد الباسط سبدرات ، فقد أجمعت الحالتان علي النقر في طبل الدين لجعل أهل المؤتمر الوطني يشعرون بتدينهم وعواطفهم الروحية ، طرق عبد الباسط سبدرات باب الدكتور/الترابي عارضا عليه أبنائه الثلاثة ليكونوا كما قالت السيدة/الخنساء فخرا له وزادا للحركة الاسلامية ، قبل الترابي بهدية سبدرات وعلي طريقة العباسيين أنعم عليه بالمناصب الوزارية حتي أضحي يعرف بوزير الانقاذ الاوحد ، ومولانا محمد المرضي يري نفسه بانها قريبة من الحركة الاسلامية ، كيف لا وهو كان مواظبا علي حضور حلقة القرآن لمدة تزيد عن أربعين عاما حتي تمت ترقيته الي شيخ حلقة ، ولا أعتقد أن المؤتمر الوطني موديل 2005 يقبل الناس بناء علي الورع أو التدين الشديد ، ربما كان هذا الشرط مطلوبا في عهد الانقاذ الاول قبل أن تتفرق بها السبل الي شيعيتن متناحرتين ، وقتها كان يطلب من المنضمين الجديد الانضواء ألوية الدفاع الشعبي ومحاربة الحركة الشعبية في الجنوب ، ومن ينجو من هذه المعارك فله حق التنعم بالمناصب والمراكز الرفيعة ، وبذك يكون أستاذنا/المرضي محظوظا لأنه ولج الي الانقاذ في عهد نعمة وسلام ولم تطأ قدماه غمار حرب الجنوب الدامية ، فالامر كما وصفه مولانا المرضي لا يحتاج سوي ورقة ووقلم لكتابة بيان رصين الكلمات تتم تلاوته أمام البروفيسور ابراهيم أحمد أحمد ليهتف الحضور بعدها هي لله .. هي لله ويباركون الزواج السعيد ، ويبث الاعلام الرسمي بيانات الانضمام والتحول ، ويسرد الاعضاء الجدد بصورة درامية اسباب انضمامهم لحزب المؤتمر الوطني متعللين بأسباب مختلفة ، بعضهم يقول بأنه أقدم علي التحول لأنه اقتنع بعبثية حزب القديم ، وبعضهم يدعي بأنه يريد أن يخدم منطقته من خلال حزب المؤتمر الوطني ، وبأن الانسلاخ من الحزب القديم والانضمام لهذا الوعاء الوطني الجامع ليس مرده الي الطمع في المغانم وقد قالها استاذنا المرضي أمام ابراهيم أحمد عمر : (( نحن انضممنا لحزب المؤتمر ليس طمعا في مغنم ولا خوفا من مغرم )) ، والمظاهر الاحتفالية بمناسبة انضمام الاعضاء الجدد لحزب السلطة أصبحت لها طقوس اشبه بما يعرف في المسيحية بالتطهير (Purification) ، لأن العضو الجديد يطلب منه ذم زعيمه السابق ووصفه بالفوقية وعدم ممارسة الشوري ، كما يترتب عليه التسليم بكل ما تقوله الانقاذ من حجج ، ولا يسمح له برؤية الاشياء علي الطبيعة لأن عليه استخدام عدسات تحدد الرؤية كما خطط لها الامراء الكبار من حزب المؤتمر الوطني .

    ومولانا / محمد علي المرضي دخل في تنظيم الانقاذ من غير أن يمر بالمراحل المعروفة ، وطرق الباب الكبير منذ أول وهلة ، فهو ليس في حاجة الي تكوين حزب متوالي وصغير علي الرغم أن هذا الاجراء يتبع عادة حتي يبطئ عملية الانزلاق ، يصعب علي بعض الناس الانضمام لحزب المؤتمر من أول يوم ومن غير اسباب مقنعة ، ولذلك سلك البعض طريق الاحزاب المتوالية علي طريقة لعبة البنات السودانية ( الريكا عمياء ) ، وليس المهم أن ينضم هذا الشخص لهذا الحزب أو ذاك ، لأن العبرة بالمبادئ والمثل ، وقد ظلم استاذنا/المرضي نفسه عندما رضي بأقل درجة تنظيمية في الحزب الحاكم ، وهو أرتأي ذلك حتي لا يقال أن (( أن دجاجة الخلا طردت دجاجة البيت )) ، وهذا نوع من التأدب فقدته أدبيات السياسة السودانية ، لأن هناك أناس وفدوا الي بلادنا من مصر وتركيا وانجلترا ويطالبون بطرد أهل الهامش من حزام العاصمة السودانية ، وللأسف الكبير أن هولاء الناس أعلي مرتبة في التنظيم من مولانا المرضي ، وصوتهم مسموع ويضعون الخطط والاستراتيجيات ولا يتحفظون في ابداء وجهات نظرهم وهم يقسمون السودان الكبير الي محاور ودويلات ، وعلي المهموم أن استاذنا المرضي تنازل عن أريعين عاما من النضال السياسي ليبدأ عهده الجديد برتبة صغيرة في حزب المؤتمر الوطني ، ولو كنت مكانه لرضيت من الغنيمة بالاياب ولاعتزلت العمل السياسي فاتحا الباب أمام الأجيال الجديدة ، فقد رفضت هند بنت النعمان بن المنذر بن ماء السماء أن تتزوج المغيرة بن شعبة عندما قالت له : (( ماذا تريد من امرأة ضاع منها الجمال والملك وأظنك تريد أن يقال عنك أنك تزوجت أبنة النعمان بن المنذر)) ، فالجلوس في حلقة القرأن أفضل واشرف بكثير مما أرتضاه مولانا المرضي لنفسه .

    ولنترك هذا الجانب ، وأنا أؤمن بحق الناس في اختيار المذاهب والنحل، والعبرة بالنتائج ، ولنري كيف يقيس مولانا/المرضي أزمات السودان العدلية ، ونحن نعلم يقينا بأنه لا توجد عدالة في السودان ، بل هناك تنظيم يقيم العدالة وفقا لأجندة سياسية ليس بالضرورة خضوعها لمقاييس العدالة المتعارف عليها ، أولا أن لمولانا المرضي الان أربعة مواقف من المحكمة الدولية لجرائم الحرب والتي كونها مجلس الامن من أجل ارساء العدالة في دارفور ، موقف رافض لها وموقف موافق ثم رافض بشروط ثم موافق بشروط ، ولا أدري ما هو سر هذا التعدد في المواقف ، فالقضية واضحة ولا تحتاج لأي عذر سياسي أو مواربة مخجلة ، فهذه المحكمة كونت بقرار من مجلس الامن ، والامر بيد الحكومة وليس بيد وزير العدل ، وهذه محاكمة لنظام كامل وليس لأفراد ، والجريمة التي وقعت ارتكبت في حق شعب كامل وليست جريمة تزوير في سجلات الاراضي ، والكرة الان في ملعب النظام والذي يتوجب عليه سلوك أحد الطريقين ، اما طريقة المواجهة وعدم الاذعان كما فعل صدام حسين في العراق ، واما اتباع الطريقة السورية وهي الرضوخ بعد الممانعة وهي طريقة أسلم من الاولي لأنها تمنح النظام بعض الوقت من أجل المناورة ، وهناك خطأ آخر وقع فيه مولانا المرضي وهو يدافع عن الحكومة ويبرر فظائعها في دارفور ، في البداية أنكر الهجمات الجوية التي استهدفت المدنيين علي الرغم أن النظام أعترف بذلك علي لسان الفريق صلاح قوش رئيس الاستخبارات السودانية ، وهناك اعتراف أيضا مصدره الفريق/عبد الرحيم محمد حسين عندما كان وزير للداخلية ، ولا أظن ان الهجمات الحربية هي مثار جدل لأنها أمر واقع ، والادلة الحسية موجودة في معسكرات النازحين في تشاد والجنينة والفاشر ، وزيارة واحدة لاقليم دارفور تكفي الوزير شر التشكيك وان كان ذلك بدواعي رد المكرمة للانقاذ ، وهناك مصطلح جديد وحجة أستحدثها مولانا المرضي وهو يبرر جرائم النظام في هذا الاقليم المنكوب ، فقد أطلق مصطلح ( ضحايا الحروب ) علي الذين نالتهم طائرات الانقاذ الحربية بحممها الملتهبة ، وقال أن هولاء الضحايا مثل ضحايا نيكسون في فيتنام وضحايا بوتين في الشيشان وضحايا بوش في العراق .. فلماذا لا يحاكم كل هولاء قبل محاكمة رجال الانقاذ ؟؟!!ولكن مولانا المرضي نسي أن الانقاذ قالت أنها تختلف عن هولاء لأنها صاحبة المشروع الحضاري الذي يملأ الارض عدلا بعد ان ملئت جورا ، ولا أعتقد أن هذه المقارنة السياسية هي جزء من عمل وزير العدل
                  

03-08-2008, 06:54 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    حركة تحرير السودان ومكتب إسرائيل : توافق مصالح أم بداية تطبيع

    أستضافت الفضائية السودانية كل من مولانا إبراهيم يحي ، القيادي السابق في حركة العدل والمساواة ، كما أستضافت المستشار الرئاسي عبد الله مسار ، وقضية البرنامج كانت الخطوة التي أقدم عليها/عبد الواحد محمد نور عندما قرر فتح مكتب لحركته في دولة إسرائيل ، المبررات التي ساقها الأخ عبد الواحد إنسانية بحكم أن هناك مواطنين من دارفور يعيشون في هذا البلد ، وما قام به لا يختلف عن ما قامت به دولة قطر قبل عدة سنوات والتي سمحت بفتح مكتب تمثيل تجاري في العاصمة القطرية الدوحة ، وقد أغلقت هذا المكتب بسبب الإنتقادات التي تعرضت لها أيام نشوب إنتفاضة الأقصى ، من الناحية النظرية لا توجد علاقات مباشرة بين إسرائيل والدول العربية ، ما عدا الدول الموقعة على إتفاقيات سلام مثل الأردن ومصر ، لكن من الناحية العملية ، وفي الخفاء ، هناك إتصالات واسعة بين الدول العربية وإسرائيل ، هذه الإتصالات تشمل تونس وليبيا واليمن والمغرب ، اما موريتانيا فقد أقامت علاقات كاملة ، معظم الدول العربية والمُشار إليها في علاقاتها مع إسرائيل كانت تستعين بالكتمان ، وهذا ما لم يفعله الأخ عبد الواحد نور الذي أعلن أمام الملأ مبرراته ، فهناك من يشاركونه نفس الرؤية بأننا معنيين بالدم الذي ينزف في السودان أكثر من الدم الفلسطيني ، فإن قتلت إسرائيل في توغلها الأخير 65 فلسطينياً جلهم من المدنيين علينا أن ندين هذه الجريمة بكل ما نملك ، لكن ما المانع أن ندين قيام الطيران الحكومي قبل أيام بقتل 114 مواطن من أهل دارفور في ما عُرف بحملة " التطهير " التي قادها الجيش السوداني في غرب الجنينة ، الفارق الوحيد بين ما جرى في غزة ودارفور أنه في الأخيرة لم يكن هناك تركيز إعلامي مثلما حدث في غزة .أمر آخر علينا أن نتذكره ، أن الإنقاذ في كل حروبها السابقة كانت تدعي أنها تحارب الصهيونية العالمية ، حتى حروبها مع المعركة الشعبية لم تسلم من هذا المعيار ، وهذه الحساسية الزائدة تجاه إسرائيل تستخدم في السودان أكثر من الدول العربية نفسها ، كما أن القضية الفلسطينية تأخذ في الإعلام السوداني حيزاً أكبر من الحيز الذي تأخذه قضايا الساعة الداخلية التي تخص أهل البلد ، والدليل على ذلك أن الحكومة السودانية أستجدت اللاجئين الفلسطينيين العالقين قرب الحدود بين العراق وسوريا من أجل المجئ إلي السودان ، وقد رفض هؤلاء هذه الدعوة الكريمة تحت حجة أن وضعهم الحالي في الحدود لن يختلف كثيراً عن وضعهم في السودان ، فهم بالتأكيد قد سمعوا أو علموا من الأخبار أن وضع السودان متردئ حتى بالنسبة للذين يعيشون فيه ، والشخص الوحيد الغائب عن هذه المعرفة هو نظام الإنقاذ .

    نعود لحلقة التلفزيون السوداني والتي أتت بعبد الله مسار وهو طرف في الأزمة وليس طرف في الحل وطلبت منه تحليل هذه القضية ، بينما يُعتبر مولانا إبراهيم يحي منشق عن فصيل منافس وهو حركة العدل المساواة ، إذاً هؤلاء الضيوف يمثلون وجهة نظرهم الذاتية في النزاع منذ نشأته ، وبالتأكيد لن يحرسوا الموضوعية وهم يقدمون التحليلات السياسية الغير مبنية على أسس الحياد ، وقد أتفق الإثنين مقدم البرنامج وعبد الله مسار أن عبد الواحد يُمكن معاملته كعميل ، أما مولانا إبراهيم يحي فقد وصفه بفاقد البوصلة ، ويدعي عبد الله مسار أن لجوء بعض الدارفوريين إلي إسرائيل كانت عملية منظمة ، لكن فات عليه أن هذه الهجرات بدأت بعد المجزرة البشعة التي قامت بها قوات الأمن المصرية ضد اللاجئين السودانيين في ميدان المهندسين ، ومعلوم لدينا أن إسرائيل قد قبلت إيوائهم بغرض المتاجرة ، فهي أوصلت رسالة مهمة أن النظام العربي والإسلامي لا يرحم مواطنيه ، وبما أنها تعلم حجم التعاطف الدولي مع أهل دارفور فهي لن تدخر وسعاً في وضع نفسها في خانة الدول المساهمة في حل هذه الأزمة إنسانياً بعد أن رفضت مصر إستضافة هؤلاء اللاجئين ، غير ذلك ترى إسرائيل أن أهل دارفور تعرضوا لنفس المحرقة (Shoa) التي تعرض لها اليهود على يد الألمان النازيين في الحرب العالمية الثانية ، ولا أحد يستطيع أن يضغط على إسرائيل لكي لا تستغل هذا الوضع ، كما لا يستطيع أحد أن يضغط على نظام الإنقاذ بضرورة معاملة مواطنيه بصورة إنسانية ، هذا كان سيكفينا شر السؤال ، وحلقة البرنامج التلفزيوني بالطريقة الدعائية لبرنامج ساحات الفداء عمدت إلي بث المقاطع من المؤتمر الذي عقده الأخ عبد الواحد وتكرار تصريحاته مع الدبلجة وإتهامه بالمشاركة في كل كا يجري في غزة ، ونسى هؤلاء الضيوف أن علاقات السودان مع إسرائيل قد بدأت قبل هذا التاريخ ، بدأت في شكل صفقة سرية تم بموجبها توريد كادر بشري للدولة العبرية مقابل عمولات ورشاوي ، نعم بالفعل قامت حكومة الإنتفاضة بمحاكمة هؤلاء النفر وإيداعهم السجن ، لكن الإنقاذ أطلقت سراحهم ، بل بعضهم ترقى لمناصب عليا في الدولة ومثل السودان خارجياً ، إذاً لم يكن هناك ضير في هذه المسألة ، فإن تفهمنا دواعي الإنقاذ للإستعانة بهؤلاء العملاء فمن باب أولى أن نتفهم دواعي الأخ عبد الواحد الذي كرر أكثر من مرة أن الخطوة التي قام بها هي من أجل الوصول إلي ابناء شعبه المتواجدين في إسرائيل ، وهو تواصل محدود و غير مرهون بإتفاقيات تحدد سقفه الزمني .
    حاول عبد الله مسار أن يضرب على وتر الفور بأنهم أصحاب دولة إسلامية عريقة وأخلاقهم لا تسمح بما قام به عبد الواحد ، الشيء الذي فات على المستشار عبد الله مسار أن هناك الكثير من المسلمات في السودان قد تغيرت ، وأن التاريخ والثقافة لا تشفعان لأحد وإلا لما كان الفور قد أُخرجوا من ديارهم وهم أكثر الناس تعلقاً بحب الأرض والوطن ، وعليه أن يقرأ ماذا كتبت صحيفة " الوفاق " عن نساء دارفور لنعرف هل الإنقاذ تعترف بماضي الفور وتاريخهم ودينهم .. أم لا ؟
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 06:56 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    في مظاهرات المؤتمر الوطني الأخيرة ، رأيت أمريكي أسود وسط الحشود ، وقد استضافته الفضائية السودانية ، وغير الدراويش الكثر ظهرت دكتورة الإرهاب سعاد الفاتح بدوي وهي متحمسة وتردد بعنف كل كلمة يقولها المشير البشير ، المنظر كان أشبه بالراقصة والطبال وقد بدت الدكتور سعاد بصحة جيدة ولياقة عالية ، حسادها يقولون أن هذه العافية مصدرها الحليب النماركي ..الأجبان ...القشطة ، فكل جسم نما من السحت فالنار أولى به ..فيا ترى ما حكم الذين أقترفوا إثم أكل المنتجات الدنماركية قبل قرار المقاطعة ؟؟
                  

03-08-2008, 07:00 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    القضايا التي تزعجهم :-
    الحديث عن الفساد الحكومي
    الحديث عن ملف الجهاد في جنوب السودان
    الكتابة عن قضية دارفور
    من خلال تحليلي للكتابات في هذا البوست أكتشفت أن معظم المندسين من الكيزان ينكرون ميولهمالإيجابية تجاه نظام الإنقاذ ، والغالبية منهم تعيش خارج السودان ، ولا تستغرب إذا وجدت أحدهم يحمل رخصة لاجئ سياسي .وهم يحاولون في كثير من الأحيان لعب دور الحياد . أضف إلي ذلك أن الكيزان في هذا المنبر ليسوا من الجيل الذي عرفته بجامعة الخرطوم ، فهم ليسوا بمحاربين ، من الممكن أن يكونوا من مدمني مشاهدة برنامج في ساحات الفداء في وقته ، فلا يوجد في المنبر كوز حقيقي بكل ما تعني هذه الكلمة ، الإضافة الوحيدة كانت دكتور التيجاني المشرف ، فهو كان رئيس إتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، وقائد كتيبة الخرساء ، ومن العناصر الخطابية الهامة في فترة التسعينات ، وقد كان يسمى نفسه " رئيس حكومة الطلاب " ، فمن يتواجدون هنا من الكيزان تحس بأنهم ركاب مطايا مصالح لا مبادئ ، فالكوزنة تتيح لهم وضع إجتماعي متميز من خلاله يستطيعون توسعة فرصهم الحياتية ، صلاح غريبة كمثال ، لا تحس بأنه كوز ، فالمسألة بالنسبة إليه مجرد مظهر إجتماعي وملء فراغ ،فهو خالي الوفاض من الفكر والأدب السياسي ، هناك من يقول محمد حامد جمعة بأنه كوز حقيقي ، هذا الشخص المنتسب للصحافة " بالعافية " والملاحظ دايماً أنه يظهر ًفي المنبر عندما تنشب أزمة بين السودان و تشاد ، كان لي معرفة سابقة بالمرحوم محمد طه محمد أحمد ، عبد الرحمن أحمدون ، عبد الرحمن محمد علي ، الماحي أبشر الصائم ، أشتات محمد أشتات ،كنت أعرف حتى الذين يحررون صحيفة " آخر لحظة التي كانت ترفع شعار " اصلب العناصر لأصلب المواقف " لكن محمد حامد جمعة لم أسمع به إلا في المنبر العام ، فتحس أيضاً بأنه "كوز مسوح " ، يعني بالحرف العريض تنطبق عليه المقولة " دعوني أعيش "
    أخطر فصيلة من عناكب الكيزان التي تنشر خيوطها في هذا المنبر النوع " الأمني " الذي يسألك من أنت ؟؟ ومن أين تكتب ؟؟ أو يفترض أنك شخص معين ، مثل الأغبياء الذين افترضوا أنني منصور خالد ثم فجأة أكتشفوا أنني ضعيفة في اللغة العربية والإنجليزية ولا يمكن أن اصل لقامة رجل مثل الدكتور خالد ، ولا أظن أن السودان بثروته البشرية الحالية يستطيع أن ينجب شخصاً يملك المقومات الثقافية لهذا الرجل ، هذا الخطأ الذي وقعوا فيه يكشف بجلاء اننا نتعامل مع جهلة وسذج وعابري سبيل في الكتابة !!
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 03-03-2008, 07:02 ص)
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 03-03-2008, 07:11 ص)
                  

03-08-2008, 07:03 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    القضية الفلسطينية وتداخلها مع الشأن السوداني


    لم تنتهي الضجة التي خلقها قرار عبد الواحد نور بفتح مكتب للإتصال في إسرائيل ، فهي ضجة إعلامية في المقام الأول لذلك أخذت كل هذا الحيز والضجيج ، وهي لن تنتهي إن كان هناك فراغ كبير وزهد في تناول قضايا الساحة الداخلية ، نعم تبارى المحللون من شتى الأطياف ، وحدثونا عن الممكن وغير الممكن ، وعزفوا لنا لحن الوطنية المشروخ ، وذرفوا الدموع الغزيرة على الشعب الفلسطيني الذي مات بسبب الصواريخ الإسرائيلية ، وقد زادته خطوة عبد الواحد التي أقدم عليها حسرةً وغماً ، لا أحد يلوم أردن الهاشميين ، أو مصر الكنانة حيث يرفرف العلم الإسرائيلي عالياً في السماء ، لا يتحدثون عن الغاز الذي يتدفق على إسرائيل من مصر بينما حُرم منه شعب غزة ، الحديث فقط عن مكتب عبد الواحد الذي فتحه من أجل التواصل مع أبناء دارفور الذين دفعهم جور السلطان إلي طرق أبواب العدو . أمتلأت الصحف في الخرطوم بالرسومات التي تسخر من شخص عبد الواحد وهيئته الأفريقية ، هذه الصحافة الرسالية لم تتحدث إلي أزدياد معدلات الإصابة بالأيدز في السودان التي وصلت إلي 1.6 في المائة ، وهو معدل كما يقول خبراء الصحة يجعل السودان يرتقي إلي درجة الوباء في سلم إنتشار المرض ، وهناك معركة خفية في منطقة " أبي " بين الحركة الشعبية وقبيلة المسيرية مات فيها بعض الناس ، لكن نظام الإنقاذ والنخب التي تشايعه لا يرون في قضايا الساحة الداخلية أي شيء يستحق الإهتمام ، فالأولوية الآن للقضية الفلسطينية ، قادتنا في الخرطوم يريدون تحرير القدس من الساحة الخضراء ، وسلاحهم في هذه المعركة الهتاف والضجيج .
    نعم ، أنظمة مستبدة مثل نظام الإنقاذ في السودان وصدام حسين في العراق أفسدا القضية الفلسطينية ، إنهما طرحا قضية تحرير القدس ولكن شعوبهم التي يحكمونها رزحت تحت الظلم والتهميش والمهانة ، ما وجده الأكراد من نظام صدام حسين ، وما وجده أهل دارفور من نظام الإنقاذ لا يُقارن – من حيث السوء - بما فعلته إسرائيل مع الفلسطينيين ، وإسرائيل بالنسبة للقارئ للأوضاع الحالية في العالم العربي هي جزء مهم في الجغرافيا السياسية ، هذه الأهمية أكتسبتها بعد سقوط نظام صدام حسين وتعاظم دور إيران في المنطقة ، وهذه الأهمية تفسر موقف الدول العربية من الحرب التي خاضها حزب الله ضد إسرائيل في عام 2006 ، حيث لم تكن راغبة في تلك الحرب وعدتها مغامرة غير محسوبة النتائج ، وفي الحرب الأخيرة التي قادتها حركة حماس في غزة بقيت الدول العربية على حيادها وتمسكت بحل أزمة لبنان قبل كل أزمة ، فالنظام العربي يرى أن الحربين – حرب حزب الله في لبنان وحرب خالد مشعل في غزة هي حروب بالوكالة وقعت خارج التراب الإيراني ، هذه الحروب إذا أفضت إلي إنتصار إسرائيل، محصلتها إضعاف اليد الإيرانية في لبنان ، وضعف اليد الإيرانية – حماس – في غزة سوف يؤدي إلي تعزيز سلطة الرئيس أبو مازن ، فيصبح بالإمكان البدء في التفاوض ، فإذا قبلت إسرائيل بالمبادرة العربية وتحقق حلم الدولتين المتجاورتين سوف تحظى إسرائيل بإعتراف كامل من قبل الدول العربية ، وسوف تصبح جزءاً من المنظومة العربية ، أو إذا صح التعبير جزء الشرق الأوسط الجديد الذي يقف في وجه تزايد النفوذ الإيراني .
    أمر آخر ، هناك من دق أجراس الخطر لأن الشارع العربي هذه المرة لم يتفاعل مع إنتفاضة حماس التي قادتها في غزة كما فعل قبل عدة سنوات في عهد الرئيس أبو عمار ، مزاج الشارع العربي قد تغير بسبب الظروف الإقتصادية القاسية التي يعيشها الآن ، كما أنه – الشارع العربي – أكتسب وعياً ولم تعد تنطلي عليه حيلة الشعارات البراقة ، رأى الناس كيف تعاملت حركة حماس مع غرمائها المنتسبين لحركة فتح عندما وصلت للسلطة ، قتلتهم في الشوارع ، وضعتهم في السجون ، جرّدتهم من السلاح ، حركة حماس لها سجون في غزة تُمارس فيها التعذيب بمختلف صوره يطلق عليها الفلسطينيون أسماء مثل غوانتامو ، أبو غريب ، المشتل ، إذاً القضية الفلسطينية ماتت في الداخل ولم تعد تحرك الشارع العربي كما كان يحدث في السابق ، لكن ما سر تعلق نظام الخرطوم بهذه القضية لدرجة يجعلها في قمة إهتماماته ؟؟ الفراغ كما أسلفت ، فالسودان الآن يقفز فوق رمال متحركة وقضيته معقدة أكثر من قضية فلسطين ، والأخ عبد الواحد تخرج من جامعة الخرطوم ، وقد عمل كمحامي في زالنجي ، وهو كان الأقرب لنظام الإنقاذ ، لذلك هو يدرك عواقب ما فعله ، وهو بالتأكيد لن ينتظر مدحاً من الأقلام السوداء التي تكتب في الصحف السودانية ، أو نظرة حنان من مرتادي نوادي " الساونا " الذين يخاطبوننا في الفضائيات ، المعضلة الكبرى لم تبدأ بعد ، وهي تبدأ عندما يحين موعد التفاوض مع حركة عبد الواحد ، فهل ستفاوضه الإنقاذ ؟؟ أم سترفض لأن يده أضحت ملوثة وخائنة ؟؟ أم أن السياط الدولية سوف ترغم الإنقاذ على التزاوج وليس المصافحة كما فعلت معها عندما ألزمتها بقبول القوات الأممية ، والعقبة الثانية إذا أقامت الحركة الشعبية علاقات مع إسرائيل فيا ترى ماذا ستفعل الإنقاذ ؟؟ حتى هذه اللحظة وقائع الحال تقول لا مانع يقف في طريق هذه العلاقة على الأقل في المدى الطويل .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 07:07 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الدكتور/أحمد الربعي موت الإنسان وليس موت القلم

    رحل عن دنيانا الفانية الدكتور أحمد الربعي ، الوزير السابق ، وعضو مجلس الأمة الكويتي ، وفارس الصحافة الذي يتسلح بالقلم ، كهذا عرفنا دكتور الربعي ، الرجل الهادئ الذي ينطق لسانه بالحكمة في مجتمع مضطرب سادت فيه ثقافة العنف والضجيج ، يمثل الدكتور الربعي جيلين من المثقفين العرب ، فهو من الجيل الأول الذي عاصر القضية العربية بمختلف تقلباتها ، بحكم أن الكويت كانت تستقبل أكبر جالية فلسطينية في العالم العربي ، وقد أعطت دولة الكويت أكثر مما أخذت ، هذا العطاء لم يشفع لها في عام 1990 عندا أقدم صدام حسين على إجتياح هذا البلد ، فوجد تصفيقاً حاراً من الذين ساعدتهم الكويت وأوتهم عند الضيق ، فأنتقل الدكتور الربعي من الجيل الأول الذي كان يتحمس ويدافع عن القضايا العربية ، فأصبح من الجيل الثاني الذي يتعامل مع الوطن الجغرافي الذي يحيط به قبل أن يغرق في محيط وطن ، إفتراضي كبير ، لا يعرف له قرار أو مستوى ، ما فعله صدام جعل الدكتور الربعي لا يثق في الصنم الجديد الذي تولى قيادة قضايانا في العالم العربي ، فقد قضى منظر الدبابات العراقية وهي تجتاح الكويت على الأمل في التوحد ورص الصفوف ، فقد تمزق شعار الوحدة العربية ، رغماً عن ذلك بقى الدكتور الربعي مهموماً بالقضايا العربية ويحس بها ولكن على طريقته ، قام بإجراء تغيير طفيف في الوسائل ولكنه لم يغير الأهداف ، سلاحه في هذه المعركة الفكر والقلم ، حاول – عليه رحمة الله – أن يعلمنا سبل الحوار وتطليق لغة الضجيج والتشنج ، فقد كان نعم المعلم ونعم الأستاذ ، فالرجل خريج هارفارد ، وهارفارد تعني النخبة في الولايات المتحدة ، لكن الربعي عاش كل التقلبات الإجتماعية الحادة التي سادت في العالم العربي ولم يعش في برج عاجي يحبسه عن هموم الناس في المشرق والمغرب ، ونجح في أن يبحر بزورق الفكر من غير أن يصطدم بصخور " "Peak و " Trough" ، فالصعود والنزول هي سمة الساسة في عهدنا الحالي ، فقد كان الرجل متوازناً في أفكاره ، وعندما يحدثك عن الدين تجد نفسك أمام فقيه يلازمه الكتاب أينما حل ، وعندما يحدثك عن السياسة تشعر بتغلبه عليك ، فهو يرى الشجر السائر من عدة أميال ، كمن يغرف من بحر مقارنةً بمن ينبش في الصخر .
    عاش الدكتور الربعي مأساتنا في دارفور ، عاشها ليس كمثقف يثرثر فوق النيل ويمد هامته لمن يريدها من الحكام ، أو كمثل ذلك النوع من المثقفين الذين زاروا دارفور على صهوة السمتيات الحكومية ، فعاينوها من قمرة الطيار ، فعادوا إلي أهلهم وقد أزدادوا كيل بعير ، فكتبوا في الصحف ..كلوا سليم يا بشا .. وتمام التمام ، بل عاش هذه الرواية وقرأها بفصولها المفزعة ، طاف بقلمه حول ظلم الإنقاذ ، ورثى المشردين في المعسكرات ، وسخر من الذين قالوا أن أزمة دارفور سببها بعير هائج ، ضل طريقه في القفار فقتله الزنج ، فهب لثأره مائة ألف سيف مضري ، فكان الجواب كما رأيناه وليس كما سمعناه ، وقد رأينا الجواب في موت 500 ألف شخص ، ونزوح أكثر من أربعة ملايين إنسان ، الكارثة الإنسانية الوحيدة التي تفوقت على نكبة الفلسطينيين في عام 1948 ، نعم رحل الدكتور الربعي الإنسان ، ولكن فكره واسلوبه في الحوار لم يرحلا معه ، نال السرطان من جسده وأنهكه ولكنه لم ينال من إرادته كإنسان مفكر ، يعيش هواجس الأمة وينصف هذا ويقتص لذاك ، في زمنٍ عاشت فيه الصحافة على رزق القلم ، الحواجز والمحيطات والدم العربي الأصيل ، كلها لم تحذره من الوقوف مع أهل دارفور ومصارحة السلطان بسوء ما يعمله مع أبناء شعبه ، هذه التعازي لأبناء الشعب الكويتي ، ولأسرة الدكتور الربعي ، ومحبي قلمه – وأنا منهم – في كل مكان في المعمورة ، وتعازي موصولة لكل الذين فقدوا هذا الرجل ، بإسمي وبإسم كل من وقف معهم بقلمه ضد البطش والعدوان ، أتقدم بحزني وشجني ..اللهم أرحمه ..آمين .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 07:11 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    رداً على د. محمد وقيع الله
    أحلام وقيع الله التي تحققت ..!!


    خالد أبواحمد [email protected]
    صُدمت كما صُدم غيري من الصورة التي أعتبرها قبيحة تلك التي ظهر بها د. محمد وقيع الله والتي لا اعتبرها ذلة قلم بل هي مكمن الداء للكثير من دعاة التبصر، الذين يرون أن علومهم النظرية التي تلقوها تجعلهم على بصيرة من أمور الحياة أكثر من غيرهم، ولو كان الاخرين قد اعتمدوا على التجربة بالبرهان والدليل العملي بعيدا عن التنظير.
    كنت أضع في ذهني صورة جميلة للغاية عن د. محمد وقيع الله ولو أنني لم ألتقي به إلا مرات قليلة وعلى عجالة أيام فترة التنظير للحركة الاسلامية في منتصف الثمانينيات وكنت أقرأ له كثيراً عندما يكتب عن الفكر الإسلامي،وتشدني مقالاته الرصينة، ولا زلت استمتع بها بين الفينة والأخرى أطالعها عبر موقع الجالية السودانية بالولايات المتحدة الأمريكية.
    وفي فترة من الفترات أيام الديمقراطية الثالثة كانت هناك أقوال تتداول داخل مجتمعات الحركة الإسلامية مفادها أن د. حسن الترابي سئل ذات مرة عن خليفته في قيادة الحركة، وتقول الرواية أن الترابي قال "محمد وقيع الله- التجاني عبد القادر- أمين حسن عمر"، وفي رواية أخرى قيل "أحمد عثمان مكي قائد ثورة شعبان عليه رحمة الله ومغفرته- محمد وقيع الله – المحبوب عبد السلام" وهنالك روايات أخرى، والشاهد في المسألة أن اسم محمد وقيع الله ورد في كل الروايات المتداولة الأمر الذي جعل له حظوة واحترام القاعدة له وتقديره، ونحن السودانيون جميعنا نحتفي بالعُلماء وأهل الذكر، ونطرب لمطالعة إنتاجهم الفكري والأدبي مثلما أطربتنا من قبل مقالات مالك بن نبي ومحمد عبده والإمام حسن البنا إلخ، وقبل عقود من الزمان كان هذا الإنتاج له قيمته الفكرية والحضارية ولعب دوراً كبيراً في فتح الآفاق نحو التزود بالعلم وبالمزيد من التفكر والتأمل في هذا الكون العجيب.
    المهم كان محمد وقيع الله يمثل بالنسبة للشباب الإسلامي القدوة الحسنى والأمل المُرتجى، وشخصي الضعيف سعدت أيما سعادة لكون واحداً من نخبة الإسلاميين الشباب يتزود بالعمل من الجامعات الأمريكية والغربية بحيث يُصبح رصيداً للحركة الإسلامية مع باقي الكفاءات والكوادر التي تقود دولاب العمل الإسلامي، لكني لم أتوقع ألبته أن أفجع في محمد وقيع الله هذه الفجيعة،لكن..
    ولكن هذه تقطع القلب .. وتهده هداً..!
    وعندما جاءت مساجلة د. وقيع الله مع د. الأفندي سقط في مخيلتي ذلك (المثال) الجميل والذي كنت أحبه وأترقبه كلما أصدر نتاجاً،،، مقالاً كان أو محاضرة تتداولها المجتمعات بالرصد والإعجاب والمفاخرة.
    ولكنه سقط تماماً مثل أصنام كفار قريش، كانوا يصنعون التماثيل من العجوة، وعندما يجوع أحدهم يأكله ويسد به رمقه، أو صنماً من الخشب عندما تضيق به الدنيا يكسره ويرفسه رفساً برجليه..!.
    كنت أقرأ ردود د. محمد وقيع الله باندهاش شديد وما فيها من سب وشتيمة وهمز ولمز لا تليق أبدا بالعُلماء ولا بالسنوات الطويلة والعجاف التي قارع فيها وقيع الله المكتبات وأُمهات الكُتب والمراجع، وحقيقة لم يسقط في يدي بل في يد الجميع الذين أتوقع أن يكونوا قد صُدموا أكثر مني، وعندما يكون السب والشتم وعدم المصداقية ديدن العالم (بكسر اللام) فما شان ضئيلي المعرفة من أمثالي، ليته وقف عند سب وشتم (الأفندي) إذا به يُعدد خمسون انجازاً لحكم (الإنقاذ) ليس هذا فحسب بل طفق ينتقد مواقف الآخرين من القائمين على السلطة التي قال فيها من لم يقله مالك في الخمر..
    ومبعث الألم هنا أنني يوما ما كنت أظن و(أن بعض الظن اثم) أن الاسلاميين أكثر من غيرهم إعمالاً لأدب الحوار تنزيلاً لكل معاني الدين القيم على أرض الخلافات، لكن للأسف بالدليل العملي سقطت لدي هذه النظرية وخاب ظني تماماً خاصة في مرحلة الخلافات فيما عرف بالرابع من رمضان، ثم جاء د. محمد وقيع الله ليؤكد أنه حتى قادة الشباب من المفكرين هم على الدرب سائرون ومُقتدون..!!
    ويوماً ما تابعت بسعادة غامرة مساجلات تحلت بالأدب الرصين والاخلاق الاسلامية الحقة في حوارات جمعت د.منصور خالد والاستاذ محمد ابوالقاسم حاج حمد عليه الرحمة والمغفرة، تعلمت منها الكثير من القيم والمبادئ، ثم تابعت مساجلات اخي العزيز المرحوم طه أبوقرجة مع د. خالد المبارك وما اتسمت به من أخلاق رفيعة في أدب الحوار، ثم أصبحت أقرأ لـ د. الطيب زين العابدين و للاستاذة أبوبكر القاضي و كمال الجزولي والحاج وراق وعثمان ميرغني، وجدت واقعية وأدب حقيقي في التناول جاء به الاسلام، لكنني لم اتوقع أبدا أن تكون هنالك مساجلة لـ د.محمد وقيع الله بهذا المستوى من الانحطاط بل الحقد والكراهية على كاتب عالم ومفكر بسبب أنه انتقد النظام نقد موضوعي وبأدب اسلامي رصين، ولم يجنح إلى الشتيمة والهمز واللمز.
    لا أحمل كراهية ضد الأخ محمد وقيع الله ولا أعتبر نفسي في هذا المحك مُنافساً له فهو رجل قد رزقه الله تعالى ويسر له الدراسة وتلقي العلوم حتى نال درجة الدكتوراه وهنيئاً له بذلك، أما العبد الفقير لله لم أنل حظاً من العلم الأكاديمي كما أوتي وقيع الله، والآن أسابق الزمن مع أولادي لتلقي العلم، لكنني أفتخر بتجاربي في الحياة وخبرتي الطويلة في المجال الإعلامي والحمد لله التي بلغت قرابة الربع قرن من الزمان، واعتبر نفسي استفدت من الحركة الإسلامية أكثر بكثير من أخي وقيع الله لأن تجربتي هنا تجربة متكاملة نظرية وصقلت بالعمل في ظل (الإنقاذ) التي عصفت بنا في كل أرجاء السودان شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً وهذا فضل من الله لا يُقدّر بثمن، ونلت معرفة لم ينلها الأخ وقيع الله، فكل دراسته الأكاديمية المرتبطة بجوانب الفكر الإسلامي ما هي إلا تجارب نظرية فقط، مهما وصل صاحبها من علوم نظرية لا يمكن باي حال من الأحوال أن يصل للنتائج التي وصلنا إليها نحن الذين عشنا فترة التنظير والتطبيق، وشاهدنا بأم أعيننا مخازي ومآسي وكوارث التطبيق.

    السقوط المدوي
    والدكتور محمد وقيع الله في موقفه من تقييم نظام (الإنقاذ الوطني) مثل ذلك الطالب الذي غاب عن الدراسة سنوات طويلة ثم رغب آخيراً في مواصلة دراسته لكن مع دفعته الدراسية، وأصر إصراراً شديداً على أن يمتحن معهم ففعل لكنه سقط سقوطاً مدوياً..!!
    شخصياً أحسب أن الحركة الإسلامية في السودان مدرسة كبيرة نال كل منا نصيبه من المعرفة حسب استعداده الشخصي وميوله والبيئة التي عاش فيها، لكن أخينا محمد وقيع الله غاب عن هذه المدرسة سنوات طويلة وحضر معنا مرحلة من مراحل التنظير، وقبل مرحلة التطبيق بكثير غادر السودان ولم يعش معنا مراحل الابتلاءات ولا مراحل الفتن، وجاء مُؤخراً في مرحلة السقوط والانهيار لمبادئ الحركة، يُريد أن يغالط الحقائق والواقع والمنطق والشواهد التي لا ينكرها إلا عليل سقيم، وكان يكفيه فقط أن يذهب الى تجمعات جرحي الحرب من ضحايا الألغام يدرك حجم الأسى وحجم ما وقعت فيه (الانقاذ) وكان يكفي محمد وقيع الله أن يذهب الى منظمة الشهيد ويفتح الملفات ليعرف الأعداد الحقيقية لضحايا الحرب في السودان من الكفاءات والخبرات ومن طلبة الجامعات في كل التخصصات ليدرك بوعي كامل حجم الدمار والخسارة التي اوقعتها (الانقاذ) في السودان.
    وعندما يُعدد الأخ وقيع الله انجازات (الإنقاذ) المادية فإنه لم يأتي بجديد ولم ينكر أي من المعارضين للحُكم هذه (الانجازات) المادية التي أبعد ما تكون من جوهر ما جاءت به الحركة بعد الانقلاب المشئوم في 1989م، كما انه ليس من المنطقي أن نُحاكم النظام بالانجازات التي ذكرها وقيع الله، حتى الانجازات التي تحدث عنها وقيع الله إذا تطرقنا فيها إلى التفاصيل سنثبت الكثير من الأخطاء والعواقب المستقبلية التي تحيطها والقنابل المؤقوتة في أكثر من مكان، لكن السودانيين يحاسبون النظام بالنهج الذي جاء به، وبالبرنامج الذي أعلنه من خلال حركته اليومية في الإعلام والعلاقات الدولية والدبلوماسية، كما لم يكن في حسابات الذين اجتمعوا في ذلك الشهر من العام 1989م ليقرروا ما إذا كانت ساعة التغيير حانت أم لا أن يضعوا الانجازات المذكورة في حساباتهم، أبداً كان الهم الكبير يتلخص في (التمكين لدين الله في السودان)، وقد طالع القُراء مقالات محمد وقيع الله التي عدّد فيها انجازات النظام انه هرب بشكل واضح وجلي من التطرق إلى نتائج الحكم في تردي الأخلاق وانتشار الدعارة بكل أنواعها والجريمة المنظمة، والزيادة الفلكية في أعداد المصابين بالإيدز (الآن يعقد في العاصمة الخرطوم مؤتمر دولي يبحث مشكلة انتشار المرض في السودان) وانتشار المخدرات بين طلبة الجامعات، والازياد الخطير في معدلات الطلاق، والهجرة الى الخارج، وهرب د. محمد وقيع الله هروب النعامة من الملفات التي تتحدث عنها الصحافة السودانية في ذات الايام التي كان صاحبنا يدبج في مقالاته مُعدداً إنجازات دولة بني أمية في السودان، هارباً من ملف (الأطفال مجهولي الوالدين) وموتهم بالعشرات يومياً ودفنهم بعيداً عن الأعين.
    انجازات (الإنقاذ)
    تحدث وقيع الله عن انجازات النظام على محيط (التدين) والارتقاء بالإنسان السوداني، هذا هو المحك الحقيقي لكنني هنا لا بد أن أقدم مختصراً للدروس العملية التي غاب عنها الأخ وقيع الله سنين عدداً، وشخصي صحفي وإعلامي وحركي غصت في أعمق مؤسسات الحركة الإعلامية والجهادية والتنظيمية، الأمر الذي يؤكد أن ما أقوله ليس أكاذيب ولا إملاءات من أحد انما أحداث عشتها لحظة بلحظة.

    التجاوزات الإنسانية وانتهاك التشريعات الإسلامية والدولية..!!
    كل السودان عاش سنوات الحديث عن تمسك الحكومة بالإسلام بل والدفاع عنه من كيد المتربصين، لكن من خلال معايشة في "مؤسسة الفداء للإنتاج الإعلامي" كمعد للبرنامج التلفزيوني الشهير بدأت تتكشف لي من خلال الأشرطة الخام التي كانت تأتينا من مناطق القتال ما لا يمكن أن يتصوره عاقل، و تحديداً من أحد الأشرطة الخام التي جاءتنا من منطقة شمال أعالي النيل متحرك (هدير الحق) عندما دخلوا منطقة شالي في النصف الثاني من التسعينات وهرب جنود الحركة الشعبية كان هناك طفل في الـ 14 أو 15 من عمره لم يتمكن من الهرب قاموا بقتله مع صيحات التكبير والتهليل وتم قتل كل الأسرى الذين كانوا داخل المعسكرات، وكان الشريط الخام يحتوي على مشاهد ليس لها أي علاقة بمن يدين بالإسلام ديناً، وعندما كنت أشاهد الشريط لفت بي الدنيا وكنت أحسب نفسي في كابوس لكنها كانت الحقيقة، علماً أن الأشرطة التي كانت تصلنا من مناطق القتال لا يشاهدها إلا مُعد الحلقة والمخرج، ويمنع منعاً باتاً للآخرين مشاهدتها لما فيها من تجاوزات.
    وفي الكثير من الأشرطة التي كانت موجودة في مكتبة المؤسسة كانت مشاهد دخول القوات الحكومية إلى بعض القرى في جنوب السودان منظراً لا يمكن أن يُنسى من ذاكرتي أبداً، حيث يتم حرق البيوت المصنوعة من القش في مشاهد همجية وأحياناً يكون هناك بشر داخل هذه البيوت وتسمع صراخ العساكر وهم في حالة هستيريا ويطلقون النار عشوائياً، لا يمكن أبداً أن يكون ذلك إسلاماً مهما كانت المبررات، وضرب القرآن الكريم والحديث النبوي الواضح عرض الحائط إذ يقول النبي الأمي صلى الله عليه وسلم:
    "لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا إمرأة ولا شيخاً فانياً ولا مُنعزلاً بصومعته, ولا تحرقوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناء"، لكنهم يا رسول الله عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم فعلوا أكثر من ذلك بكثير...
    المؤسسة نفسها (ساحات الفداء) تعج بالفساد المالي والإداري وكان يرأس مجلس إدارتها الوزير الحالي أسامة عبد الله محمد وزير الدولة بالري المسئول الأول عن خزان مروي، ويديرها مدير مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة حالياً كمال حسن علي، وكان نفر من السُراق يلعبون بالمال لعباً باعتبار المؤسسة فوق الجميع، والكُل يخاف منها حتى رئاسة الجمهورية كانت تخشى سؤال القائمين على أمر المؤسسة خوفاً من ردة الفعل، حيث كان القائمين على المؤسسة يذكرون للبعض أن (ساحات الفداء تابعة لأمن الثورة) وكان البعض يقول (ساحات الفداء تابعة لإبراهيم شمس الدين) في حين أن المرحوم العقيد إبراهيم شمس الدين نفسه كان يتحفظ على ما يحدث في المؤسسة من تصرفات ومن ألاعيب.
    ويوماً ما كان لدي عمل مع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اللواء آنذاك عبد الرحمن سرالختم باعتباره المسئول عن التوجيه المعنوي وكان اللقاء بخصوص إنتاج حلقة خاصة بمناسبة عيد الجيش الذي يحتفل به سنوياً في 14 أغسطس، وبعد الانتهاء من الحديث والنقاش حول الحلقة، قام سرالختم بإغلاق باب مكتبه فقال ليّ ضاحكاً ( وهو الآن حي يُرزق) " ياخي بكل الصراحة أنا عاوز أعرف إنتو تابعين لمنو..؟؟" فضحكت ولم أرد، فكرر سؤاله مرة أخرى "إنتو تابعين لمنو ومن حقي أن أعرف انتو تقوموا بشغلنا ونحن سعيدين بذلك لإمكانياتكم الضخمة وعملكم المُتقن، وانا ما عارف انتو مدنيين ولا عسكريين، لكن قول لي انتو مع سعادة إبراهيم شمس الدين..؟؟ ولا تابعين للتنظيم؟؟"، ومن هنا يدرك القاري كيف أن القائمون على المؤسسة كانوا يلعبون على ضبابية أيلولة المؤسسة، وهذه المسألة كانت تعود بالفائدة على هولاء من كل النواحي الاجتماعية والأدبية والمالية.
    فعلاً كانت أسئلة عبدالرحمن سرالختم وجيهة للغاية وقد لا يتصور المرء المنصب الكبير للناطق الرسمي والمكانة الكبيرة التي يتميز بها ومدير المكتب برتية عميد والموظفين العسكريين بالرتب العالية، ورتبة لواء في الجيش السوداني ليس بالأمر الهين، كونه لا يعلم شيئاً عن جهاز إعلامي كبير يتقمص دور إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، وليس له أي سلطان عليه، والميزانية كانت مفتوحة ويتم شراء الأجهزة من دبي بدون مناقصات، وقد أثري مجموعة من ثلاثة أو اربعة أشخاص ثراءً كبيراً بسبب موجات الشراء العشوائية، وتم نشر كل ما يتعلق بالفضائح المالية، ولا حياة لمن تنادي ذلك لأن الفساد انتشر في السواد الأعظم من دولاب الدولة، فيما مؤسسات الحركة (الإسلامية) بعيدة كل البعد عن الرقابة المالية، ليس هذا فحسب بل مؤسسة مثل (ساحات الفداء) يخاف منها الكثير من الناس، الأمر الذي جعل وزارة المالية تصرف للمؤسسة شهريا مبلغاً كبيراً بدون وجه حق، في حين أن الامكانيات التي تزخر بها المؤسسة يجعلها داعمة وليس تتلقى الدعم، لا رقابة مالية ولا إدارية والمسئول الأول من المؤسسة أحد (رجالات) علي عثمان محمد طه ومرفوع عنه القلم..!!

    دولة العدل الرشيدة..!!
    وقد لا يصدق المرء أن القائمين على هذه المؤسسة هم أنفسم القائمين على أرواح أبناءنا في معسكرات الخدمة الالزامية، فمجموعة من رجال المستقبل طلاب على وجه الجامعات ماتوا ضرباً مبرحاً داخل معسكرات الخدمة (الوطنية) الإلزامية، وعندما ذهبت إحدى أسر الضحايا إلى وزيرالعدل تشتكي القوات المسلحة بعد أن أكد تقرير الطبيب الشرعي د.عبد الله عقيل بمشرحة مستشفى الخرطوم أن الوفاة كانت لنتيجة ضرب في أماكن مختلفة من الجسم، قال لهم وزير العدل آنذاك (عل محمد عثمان ياسين)" أذهبوا أن القوات المسلحة مؤسسة سيادية لا أحد يستطيع محاكمتها".
    اخي وقيع الله التقرير الطبي موجود والشهود موجودين والدكتور الطبيب الشرعي عبد الله عقيل سوار موجود، ليس قضية واحدة بل قضايا كثيرة..!! هذه دولة الإنقاذ التي تدافع عنها وتطلب وُدها..!!
    كلما أسرد هذه الواقعة أتذكر نفسي وأنا انشد وأهتف باندفاع الشباب
    لا أبالي لا أبالي انني شعبُ رسالي********** قد تربى بين قرآن وساحات القتال
    مسلم قالت جموعي لست بعثي لا شيوعي *** عانقت أصلي فروعي رافضاً أي انفصال
    سوف نبني بالعقيدة دولة العدل الرشيدة****** لا دويلات عديدة شيدت فوق الرمال
    قد عشقت البندقية هاتفاً عندي قضية ******سحق حزب الماركسية انه حزب ضلالي
    وقد بان أن كل ماكانت تخالفه الابيات أصبح واقعاً..
    السودان وقد أصبح دويلات عديدة- انفصل عن كل تجاربه السياسية السابقة وعن محيطه الاسلامي بهذه التجربة التي لا يمكن أبداً أن نجد لها وصفاً يمكن ان يليق بما فعلته في السودان- حزب الماركسية الشيوعي السوداني ما أظن أنه اذا استلم الُسلطة يوماً أن يفعل في السودان ما فعلته (الانقاذ) وأهم شئ أنه سوف لا يتاجر بالدين ولا يرفع شعار الاسلام، وأن البندقية التي استخدمتها الحركة الاسلامية لم تجلب لنا إلا الدمار والقتل والابادة الجماعية التي أصبحت وصمة عار في جبين الحكم وهو يتحدث ويرفع شعار الاسلام، وقد بان واضحاً أن القضية هي الانتصار للنفس وقد سادت عقلية (التكويش) وقريباً ستظهر العقارات التي تم شراؤها في تركيا وفي ماليزيا، حتى زوجة الرئيس الجديدة أصبحت تنافس كبار التجار في العاصمة وقد تم إعطاؤها مشروع صالات وقاعات كبيرة لعدد من الجامعات، ثو قامت بشراء منتجع كبير في إحدى دول النمور الآسيوية، وبعد أن كانت محبوسة بين جدران بيوت جهاز الأمن بالقرب من المطار أصبحت ست أعمال كبيرة تتحدث بالارقام الكبيرة، فيما تم إعطاء أصغر أشقاء الرئيس رخصة لتصدير الماشية السودانية التي أصبحت حكراً على أشخاص بعينهم.. رحمك الله أخي عثمان حسن البشير طبت في علياءك بًعداً عن أكل السحت وقد كنت تقود الموتر (السوزوكي الأسود) وتجتهد في تعليم الناس قراءة (القرآن الكريم) وتحتفل وتسعد عندما تجد الجميع قد جلس على الأرض وبدأت التلاوة وزرفت الدموع الحرى محبة في الحبيب المصطفى.

    فساد المهندس..!!
    وثالثة الأثافي أن (المهندس) المدير العام لمجموعة شركات أحد البنوك السودانية المشهورة قد أفسد فساداً ليس له نظير في تاريخ السودان، وقد كُنا في الوسط الصحفي في فترة ( 1994-1998) نتبادل وثائق فضائحه المالية ونحن صحفيي الحركة (الإسلامية) نعرفه جيداً ونعرف الفاسدين معه وعندما أصبحت المسالة حديث كل مجالس الحركة الإسلامية قررت أحد الجهات وضع حداً لفساد الرجل المهندس فتم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وأعرف شخصياً رئيسها وقدم ملف الفساد بالأدلة إلى ديوان الثراء الحرام وأثناء البحث والتقصي ودراسة القضية جاء وفد من جهة عليا وطلب ملف المهندس الفاسد وعرّف أحدهم نفسه بأنه مرسل من (رئاسة الجمهورية) لاستلام ملف فساد الشخصي المعني بل قام بتأنيب القائمين على أمر الديوان على فعلتهم ونيتهم في محاسبة الرجل.. وإلى هذه اللحظة لم يُقدم الرجل للمحاكمة أما مجموعة البنك فقد راحت في خبر كان، هذه قصة يعرفها كل قيادات وأعضاء الحركة الإسلامية وكل المنتمين للمؤتمرين الوطني والشعبي..!!.

    هذا قليل من كثير..!!
    هرب وقيع الله هروباً مخزياً عن ملفات الفساد المالي ووهنا أقتبس فقرة من مقال الاستاذ أسامة بابكر حسن في رده على وقيع الله "فطوال عمرنا هذا لم نسمع بأي مسئول، صغيراً أو كبيراً في حكومة الإنقاذ وقف أمام محكمة في أي قضية، بينما وقف الإمام العظيم أستاذ الإنسانية علي بن أبي طالب الذي منحهالرسول (ص) صفة " أقضى الناس" أمام قاضي دولته في خلاف مع يهودي على درع، والإمام يعلم كذب اليهودي في دعواه، لكنه وقف أمام القاضي لكي تنتظم ثقافة العدل المجتمع ليثبت في المجتمع حديث الرسول (( الناس سواسية))، ولكن حدث ذلك في أمريكا في عهد كلينتون الذي لا يحكم بالإسلام ووقف حاكم أكبر دولة في العصر الحديث أمام المحكمة وهو لم يضع قانوناً للحسبة شرط به أئمة المساجد آذان الناس تنظيراً".!!
    أطفال جيش الرب
    بطبيعة الحال أن كل الذين شاركوا في الحرب اللعينة التي قتل فيها السوداني أخوه (السوداني) سواء في جنوب، أو في شرق أو غرب السودان، تمر عليهم الكثير من الذكريات المؤلمة، أنني شخصيا أشعر بتأنيب ضمير شديد عندما كنت في جنوب السودان في ديسمبر من العام 1995م فيما يعرف برد الهجوم الذي أطلقت عليه الحركة الشعبية (الأمطار الغزيرة) هذه العملية العسكرية الكبيرة والتي قتل فيها المئات بل آلاف السودانيين من الجانبين، تختلف عن كل العمليات العسكرية في جنوب السودان لما فيها من مفارقات وتجاوزات إنسانية، تجعل من الهدف الكبير للحرب ضد (المتمردين) علامات استفهام كبيرة متمثلة في الموقف اللا إنساني للحكومة السودانية إذ استعانت لفترات طويلة بجيش الرب اليوغندي الذي يتزعمه المتمرد اليوغندي جوزيف كوني وهذا الجيش للأسف استعان بمشاركته إلى جانبنا بحوالي الألف طفل من مجموع 2000 طفل كان موجودين تحت قيادة جيش الرب في المنطقة الاستوائية، والأطفال اليوغندين التابعين لجيش الرب الذين كانوا معنا في ذلك اليوم تبلغ أعمارهم ما بين الثامنة والرابعة عشرة عاماً من الجنسين، وبالكاد تميز الذكر من الأنثى.
    كانت لحظات محزنة وشعرت فيها بالألم النفسي لوجود هولاء الأطفال معنا في مكان واحد وكان منظرهم يُدمي القلوب وهو يحملون الآليات والأسلحة الثقيلة، ومهما يحاول المرء لا يمكن أبدا أن يصور هذه المناظر المرعبة، عشرات من الأنفس البريئة كانت تطوف حولنا في مساء يوم بارد استعدادا للهجوم على أكبر معسكرات (الحركة الشعبية) في الميل 72 في طريق مدينة نمولي الحدودية مع يوغندا تحديداً يوم الأربعاء الموافق 12 ديسمبر 1995م، أطفال في سن البراءة الواحد منهم يحمل فوق طاقته وما زنته 40 كيلو جرام أو أكثر من العتاد العسكري الثقيل وصناديق الذخيرة، والذين حملوا مثل هذه الصناديق يعرفون كم هي قاسية الحمل في مسيرة قد تبلغ الساعات الطوال، وأحيانا اياما من السير في الطرق الوعرة، والرطوبة العالية حيث تتبلي الملابس تماما مما تُصيب المرء بالإعياء وفي الغالب التهاب الصدر و المفاصل الذي يعيق الحركة، وهذا ما حدث لي شخصيا، فكيف بالأطفال، بينما هي في الخفاء وهناك على بعد 72 ميلا من عاصمة جنوب السودان
    ... يا إلهي.. انه أمر فظيع..
    مهما أحاول لا يمكن أن أصور شكل الدموع الجافة على وجوه الصغار لا أجد لذلك سبيلا، ولم يكن هناك جنودا كبار السن وهولاء لا يتعدون العشرين من بين المئات من الجنود (الصغار) يساقون كالقطيع تماما يشهد الله على ذلك، وعلى بعد كل مائة (طفل) هناك جندي يوغندي يحث الأطفال بسرعة التحرك، و يضرب أحيانا الطفل في مؤخرته أو ظهره كي يستعجل ولا يبطي، في أجواء غريبة على عالم الطفولة، صوت الدبابات والمجنزرات وهي تتحرك إلى مكان قريب من بداية المعركة، مع صوت أجهزة الاتصالات اللاسلكية،، لحظات من التوجس والترقب والأوامر العسكرية من القادة هنا وهناك بالعجلة، وطقطقة الأسلحة الشخصية كل هذه الضجة تجعل المحارب يعيش في لحظات غريبة، والمحارب أو المقاتل قاب قوسين أو أدنى من الموت،، لحظات صعبة حتى على كبار السن،، فكيف بالأطفال الصغار الذين استخدمهم (الانقاذ) يا د. محمد وقيع الله..!!
    تصور يا وقيع الله كم هي مكلفة تلك الحملة التي اقامتها حكومة (الانقاذ) عندما تم خطف أطفال دارفور من قبل منظمة فرنسية..؟؟ تتذكر كيف أن الحكومة السودانية جيشت الإعلام والرجرجة والدهماء وتباكت على الأطفال والطفولة البريئة، وكيف أن التلفزيون السودان جند كل برامجه ضد المنظمة الفرنسية المسكينة لخطفها الأطفال..!!
    دارفور وأحداث تشاد
    د. محمد وقيع الله لم يعش معنا المرحلة العملية في حياة الحركة الإسلامية التي نعتبرها الميدان الحقيقي للكفاءة والانقياد لأوامر الدين الحنيف، ومرحلة التنظير كانت جميلة وزاهية ولكن ميدان العمل أظهر أننا ضُعاف أمام حقائق الحياة، نعم هناك انجازات مادية ولكنها لا تساوي شيئاً ألبته مع الكوارث والمآسي التي جلبتها (الإنقاذ) للشعب السوداني ومهما حدث من انجازات في نظره ونظر الآخرين لا يمكن أبداً رُؤيتها عندما ننظر إلى كارثة دارفور، أخي وقيع بكل الأمانة والصدق أن قادة (الانقاذ) هم الذين تسببوا في اندلاع شرارة مشكلة دارفور،كنت أعمل في صحيفة (دارفور الجديدة) ليس لي مصلحة في أن أكذب على النظام لكن الحقيقة الساطعة كالشمس أن الذين تذكر انجازاتهم عندما غرتهم الحياة الدنيا لم يتحملوا مطالبة الأهل في دارفور بحقوقهم، فقاموا بضربهم بالطائرات قاذفة اللهب وحرقت بيوتهم، وأظنك طالعت أحاديث د.علي الحاج في صحيفة (الصحافة) في اللقاء الصحفي وكيف أن عنجهية أهلنا الشماليين وعنصريتهم هي التي كبدتنا جميعاً ملايين الضحايا في الجنوب والغرب ومكنت من دخول القوات الدولية بلادنا..!!.
    ومن إنجازات (الانقاذ) التي تحدث عنها وقيع الله هي أن الشرخ بل الجرح الكبير الذي حدث في السودان بسبب مشكلة دارفور لا يمكن ألبته علاجه بالساهل ويحتاج لعقود من الزمان بعد حل المشكلة (إذا تم حلها)، ولدي الكثير من الاخوة الاعزاء من أبناء دارفور الذين راحت أسرهم ضحايا لمجازر القوات المسلحة السودانية على قراهم، أحد الاخوة قد وصل الى السويد من بعد معاناة ومطاردة من أجهزة الأمن السودانية الى تشاد ثم الى الكاميرون ثم الى فرنسا فالسويد واتصل بي من هنا بتوقيت مكة المكرمة الساعة الثانية صباحاً حكى لي كيف ان طائرات الجيش غارت على منطقتهم في غرب الجنينة وكان سارحاً مع الماشية وعندما رأي الطائرة في الجو تدق الارض بقذائفها جرى مسرعاً إلى منطقته ثم الى بيت فرأى والدته وشقيقاته على الأرض والدماء قد أغرقت المكان، وكان يحكي لي ويبكي بأعلي صوته ويسألني " أبواحمد انت عشت معنا هل نحن انفصاليين..؟؟" و"هل نحن أشرار يرسل أخواننا في الخرطوم الطائرات لتقتلنا..؟؟" كانت لحظات صعبة للغاية ولم أنم ليلتها ولم أهنى بالنوم منذ تلك المكالمة قبل أكثر من 3 سنوات.
    الآن في الوقت الراهن كل العالم أصبح يدرك بوعي تام أن الحكومة السودانية لا تريد حسم قضية دارفور، وقد كشفت التقارير الإخبارية أن أيادي حكومة النظام في أحداث شاد كانت واضحة جدا جداً وقد راح ضحية لذلك عشرات الأنفس البريئة، وعندما حاولت بعض الصحف نشر جزء بسيط جداً من معلومات خاصة بتدخل أيادي حكومية في أحداث تشاد تم اعتقال رُؤساء تحرير تلك الصحف، وأفرج عنهم بعد ضغوط شديدة من الحركة الصحفية في بلادنا وقد أصبحوا هم خط الدفاع الأول عن السودان وليس الحكومة التي تدافع عن انجازاتها.

    محاولة اغتيال مبارك في أثيوبيا 1995م
    من أكثر الفترات العصيبة التي مر بها السودان كونه يتهم لأول مرة في تاريخه الطويل بمحاولة اغتيال رئيس دولة مجاورة هو محمد حسني مبارك في أثيوبيا، وأتذكر أن الرئيس البشير ود.حسن الترابي كانا قد أقسما بالله قسماً غليظاً بأن السودان برئ من محاولة اغتيال الرئيس مبارك لكن المخابرات المصرية قد قامت بخديعة مخابراتية تم الكشف بعدها على الذين قاموا بالمحاولة من أكبرهم الى أصغرهم، وتم تصفية عدد من (الصغار) وفي وضح النهار، وقد كسبت مصر (أخت بلادي) معركتها ضد السودان التي استمرت آلاف السنين وانتصرت آخيراً حيث وضعت السودان في (مُخباها) بالمعنى البحريني وفي (جيبها) بالمعنى السوداني تلعب به كما تشاء، وبسبب محاولة الاغتيال هذا نالت مصر ما لم تنله من السودان لآلاف السنين وهي الآن تدافع عن السودان دفاعاً مستميتاً وقد وُهبت الأرض في الشمال وأدخلت شركاتها العقارية للعمل في السودان (عايرة وأدوها صوت) لتبني لنا المباني الفخمة الخدمية منها والعامة..!!.
    أحلامنا التي .....
    لا يستحي د. محمد وقيع الله عندما يقول أن "أحلامنا تحققت" ... يا الله.. يا الله....كم هذا الكلام مُقزز ومُبكي..إذن كان حلم وقيع الله كابوس في ليلة شديدة العتمة نام صاحبها نجساً والعياذ بالله ويمضي ويقول:
    "لكن الحركة الإسلامية ماضية تحقق إنجازاتها غير مبالية بهم كثيرا أو قليلا"،
    قد يكون قد تحققت لـ د.محمد وقيع الله كل أمنياته لكن أعضاء الحركة الإسلامية المنتشرين في كل بقاع العالم يؤكدون عكس ذلك تماماً فالانجازات لا تتعدى البترول الذي لم ينتفع به الشعب السوداني ولا من المؤمل ان ينتفع به في القريب، الخدمة المدنية وقد دُمرت تماماً فحتى درجة وكيل الوزارة أصبحت وظيفة سياسية بالتعيين السياسي وقد كانت هي المرجعية المهنية والقانونية في كل وزارة، وكان وكيل الوزارة دائما هو القبلة التي يتجه اليها الجميع في كل شئ، هو الأب والأخ والصديق والزميل وهو المسئول الأول الأب الروحي للجميع بدون فرز، أما وأن (الانقاذ) قد أحالت هذه الخاصية إلى الصالح العام، وأصبحت الوزارات تدار بالكذب والنفاق والتملق، والخدمة المدنية ليس بالشي الهين الذي نتقاضى الحديث عنه، فهي العمود الفقري للتطور البشري على مر العصور.
    وعن مشاريع التنمية حدث ولا حرج وقد بيعت كل المشاريع التي كانت تُوفر الغذاء للمواطنين (الرهد الزراعي- النيل الازرق- النيل الابيض – السوكي – الشمالية-إلخ).
    التجارة أصبحت فقط للموالين للنظام وكذلك التصدير والاستيراد لقادة النظام وأعضاء المؤتمر الوطني من العضوية النشطة سياسياً واقتصادياً، منظمات النفع العام جميعها للموالين، أما التي يقودها غير موالين للحكم توضع العقبات في طريقهم ثم لا يستمرون في العمل.
    الصناعات كذلك غالبيتها لأعضاء النظام خاصة القطاعات المؤثرة وهولاء تُوفر لهم التمويلات المصرفية وتزال أمامهم كل المعوقات.
    التعليم والتعليم العالي.. لا يحتاج مني لحديث فالكل يعلم والأمر جلي للعامة وباعتراف الكثير من المسؤولين في النظام.
    الدبلوماسية أيضاً كتاب فاضح مفتوح الكل قرأه ويكفي فصيحة قنصلية دبي فقط، وقد تحولت السفارات جميعها الى مراكز مخابرات في الخارج والعمل القنصلي ما هو إلا ديكور، والعقلاء من السودانيين في الخارج يعرفون حتى رتب الدبوماسيين الأمنية وتخصصاتهم الأمنية، والآن قد عرف السودانيين من خلال ما ينشر في الاعلام أن ضباط الأمن هم الذين يتولون منصب (القنصل) في غالبية سفارات السودان في الخارج.
    ومن هنا لا أرى أي انجازات غير استخراج البترول وتصديره، دون أن يرفع من المستوى المعيشي للمواطنين.
    لكن حلمنا في الدولة الاسلامية قد تحول إلى كابوس، بل أصبحت دولة مافيا اقتصادية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
    هذا الحديث يذكرني أحد الاخوة من الصادقين عندما كنا في انتخابات الإعادة في دائرة أمبدة 1988م بعد وفاة نائبها المرحوم صلاح الصديق المهدي كنا في مدينة امدرمان مستنفرين للعمل في هذا الدائرة التي تنافس فيها الشيخ صادق الكاروري من الجبهة مع أحد قادة حزب الأمة، وعندما كانت تأتي بنا الحافلة في منتصف الليل او الساعات الأولى في الصباح كان يحدثني أخي ويقول الظاهر قصة الدولة الاسلامية بعيدة جدا" وروحنا نتذكر الصحابة الأجلاء ثم شهداء الحركة أمثال عبدالإله خوجلي و حسن سليمان و عبدالله ميرغني والامام الهادي المهدي (تقبلهم الله في الخالدين)، فبكي أخي بكاءً كثيراً ، وحقيقة أن أشواقنا للدولة الإسلامية الحقة لا يمكن أن يصفها إنسان، فهي دولة العدل.. ودولة الدين.. دولة الرحمة.. دولة الصدق.. ودولة التسامح الديني، دولة نعيش فيها كلنا مسلمين ومسيحيين ويهودا ووثنيين في مكان واحد، نعم نختلف في عقائدنا لكن نحتمي ببعضنا البعض ونهرب من بعضنا لبعضنا البعض لا تفرق بيننا المناطق ولا الجهويات ولا القبليات ولا الكسب الدنيوي.
    ترى كم من الآلاف من كادر الحركة الذين خرجوا من النظام مبكراً عندما تأكد لهم أن النظام يسير نحو عكس ما كانوا يعملوا من أجله السنين الطوال..؟؟؟ ترى كم من الشباب الذين غادروا محطة (الانقاذ) وهربوا بدينهم من جحيم زيد وعبيد، نرى كم من الآلاف الذين قدمتهم الحركة في جنوب السودان ، مسيرة طويلة من الصديقين والشهداء الذين عافت أنفسهم نعيم الدنيا من شهداء 1973م إلى عبيد ختم البدوي وأحمد عثمان مكي ومحمد عثمان محجوب مرورا بالهيثم عبدالهادي الحسن ويوسف سيد والبادرابي والمنصوري وعلي عبدالفتاح، وعبدالله جابر وعبدالله بابكر، وحسين سرالختم وشقيقه خالد، والكثير من الذين لا يعرفهم د.محمد وقيع الله باعوا حياتهم رخيصة من أجل دولة العدل الرشيدة.
    ومن هنا أسأل الله للدكتور محمد وقيع الله أن تكون هذه شهادته لـ (الانقاذ) فيُبعث بها يوم القيامة يوم تصطف الخلائق جميعها أمام رب العزة والجلالة كل بمظلمته وذنوبه،حينها يكون الكثير من الناس في موقف لا يحسدون عليه، فشهادة للنظام الذي قتل الأبرياء في الجنوب وفي دارفور والشرق وداخل المعتقلات وداخل معسكرات الخدمة الإلزامية لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يكون من أهل الجحيم لأن ما قاموا به من مجازر حقيقة وليس إدعاء كاذب، كل الشواهد والأدلة ستقف أمام رب العالمين في يوم يخسر فيه الظالمين ومن أيدهم وساندهم.
    فإذا كنت قد دافعت عن (الانقاذ) كل هذا الدفاع (بالصح والكضب) فمن الذي يدافع عنهم يوم العرض..يوم الدين.. يوم الحساب،وإذا كان للنظام أقلامه وكُتابه وقنواته الفضائية تمجد كل أعماله وتصدق أكاذيبه فتذكر أخي د. محمد وقيع الله قول الله عز وجل وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [ابراهيم:43،42]..
    وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36].
    وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45،44]. وقوله : إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].
    وفي يقيني التام أن الظالم مهما مكث في كرسي الحكم يوما ماً سيطاله الحساب في الدنيا والاخرة والتجارب علمتنا ذلك من الديكتاتورصدام حسين الذي أصبح يمثل أكبر النماذج القريبة جدا لعالمنا ولواقعنا، وأمامنا قوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ الشعراء:227
    هذه بعض من صفحات من تاريخ النظام المخزي كُتبت بصدق وبأمانة ويكفي أن كاتبها خارج السودان يعاني البعد عن الأهل وعن الأسرة، ويُعرف لدى الجميع في البحرين أنه أبعد الناس عن ممثلية النظام وحتى عن مقر الجالية، سبعة سنوات خارج الوطن..
    أتمنى من الاخ د. محمد وقيع الله أن يطالع هذه السيرة وان يسأل عن كاتبها وعن صحة ما كتبه
    وإذا ادعت الامور لكي أزيد فيما كتبت فسوف آتي لا محالة..
                  

03-08-2008, 07:15 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    عبد الله مسار ، يونس محمود الإنقاذ في الألفية الثالثة ، بدأ متوتراً ، منفعلاً ، وهو يخاطب السيد/عبد الواحد بصفة شخصية ، مع الإنفعال ورذاذ البصاق يتطاير من فمه طار ميكرفون قناة الجزيرة ، مع ذلك بقى صوته عالياً ، حتى دعا الله المذيع النصراني - سامي حداد بالخير والبركة .. ما شاء الله عليك صوتك كان مسموعاً من غير ميكرفون بسبب حماستك للقضية .
    طلب منه سامي حداد أن يناقش قضية اللاجئين السودانيين في إسرائيل في أقل من دقيقة
    رد مسار : انا عندي سبعة نقاط .
    رد عليه سامي حداد : الله يرضى عليك خليهم إثنين !!
    عبد الواحد كان متماسكاً ونجح في توظيف الحلقة لصالح قضيته ، وجوده فقط كاد أن يتسبب في جلب سكتة قلبية لعبد الله مسار ،
    التحية للأستاذ حاتم السر ، كما عودنا دائماً ، أنه الرجل الوطني ، المتزن ، الموضوعي ، أكثر الله من أمثاله ، حيث قال : لو تم حل القضية السودانية كما جاء في إتفاقية الميرغني قرنق لما أحتجنا إلي تقرير المصير ..أزمة دارفور ...أو مكتب اللاجئين السودانيين في إسرائيل .
    في الحلقة لم يتم تناول عملية تهريب الفلاشا والتي حدثت في فترة مايو ، عبد الله مسار ذكر أن المتورطين قد تمت محاكمتهم ، لكنه تجاهل نقطة أن الإنقاذ شملتهم العفو الرئاسي وقلدت قائدهم الفاتح عروة كمندوب للسودان في مجلس الأمن .
                  

03-08-2008, 07:21 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    محطات :
    1-1984 " عملية موسى " تهجير عدد من اليهود الفلاشا إلي إسرائيل
    2-1985 " عملية سبأ " تحت إشراف الرئيس الأمريكي الأب جورج بوش عندما زار السودان ، وقتها كان يشغل منصب نائب الرئيس ، من مطار " العزازا بشرق السودان قامت القوات الأمريكية بعمل النقل
    * المشاركين في العملية ودورهم..
    * العدد الذي نُقل وكيف آثر في الديمغرافية السكانية
    * الثمن المقبوض .. والتداعيات
    * كيف تسرب الخبر إلي وسائل الإعلام
    * الدور المصري في العملية
    * لماذا رفضت أثيوبيا أن تتم عملية النقل مباشرةً من أراضيها إلي تل أبيب
    * الجريمة والعقاب
    * المحاكمات الصورية .. المحامين .. حكم المحكمة .. العفو الرئاسي
    * أبطال العملية ..أين هم الآن ؟؟
    هذه هي عناصر المقال حتى يكتمل
    إعتماد مستندي ، بوليصة شحن صادرة من الخرطوم ..النقد مقابل البضاعة

    تقول الوثائق الإسرائيلية أن الغرض من هذه العملية ، عملية موسى "Mosses" ، هو إنقاذ اليهود الفلاشا من خطر المجاعة ، العملية بدأت سلسة وتمت بيسر تحت إشراف الرئيس الأمريكي الأب جورج بوش ،بدأت في 18 نوفمبر 1984 وأنتهت في 5 يناير 1985 ، اي خلال ستة اسابيع فقط وقد قامت المخابرات الأمريكية بتنفيذ الدور المطلوب منها في عملية أطلقت عليها (Beta) ، الإعتراض الوحيد الذي بدر من الرئيس النميري هو ترحيل هؤلاء الناس إلي إسرائيل عبر بلد ثالث ، من المفترض أن يكون مالطا ، لكن المخابرات الأمريكية قامت بنقلهم إلي النقب مباشرةً ولم توفي بوعدها للرئيس النميري ، تسرب الخبر في 6 ديسمبر 1984 عندما قامت مجموعة يهودية بوضع إعلان في المجلة الأسبوعية لليهود في واشنطن .
    صحيفة النيو يورك تايمز 1984

    سمح النميري بترحيل اليهود الفلاشا إلي أوروبا ولكن ليس إلي إسرائيل ، الرئيس المصري حسني مبارك أبدي تخوفه من العملية إذا أدت إلي توطينهم في الضفة الغربية ، نال السودان مساعدات بقيمة 200 مليون دولار ، وأخرى عاجلة بمبلغ 60 مليون دولار
                  

03-08-2008, 03:45 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-09-2008, 07:07 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-10-2008, 02:26 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-10-2008, 03:30 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-10-2008, 09:06 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-11-2008, 06:41 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    .
                  

03-12-2008, 06:31 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-13-2008, 00:07 AM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    Quote: up
                  

03-13-2008, 02:00 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    العزيز سيف
    تحياتي
    وتبقى الحقيقة ناصعة
    سارة زولة كتااابة
    اقرأ لها باستمرار واحتفظ بكثير من مقالاتها
    تحية وود ليها
                  

03-13-2008, 02:58 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    انا من معجبي ساره وكتاباتها وهي قلم شجاع ولها معلومة جيده سعيد بقراءة اي موضوع لها
                  

03-13-2008, 04:06 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Sabri Elshareef)

    ود العبيد..

    وصبري ..

    أنا أشارككم الراي..

    معا لكشف دجل الإنقاذ..

    مودتي

    سيف
                  

03-13-2008, 07:24 AM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الحقيقة التي قد لا نختلف عليها هو أن الاخت سارة عيسى تملك أدوات تحليلية عالية وقدرة سردية مشوقة وهو ما اعطى مقالاتها عن ازمات السودان في عهد الإنقاذ بعدا دراميا جعل البعض يجنج للتشكيك في شخصيتها حيث رأووا هؤلاء أن سارة عيسى في الواقع هي منصور خالد لما يملكه يتميز به هذا الاخير من مقدرات تحليلية ولغوية وإلمام بالتاريخ يصل حد الإسكار والإبهار.
    شكرا أخ سيف اليزل وأنت تحتفي بقلم الأخت سارة

    (عدل بواسطة الفاتح ميرغني on 03-13-2008, 08:16 AM)

                  

03-13-2008, 08:35 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: الفاتح ميرغني)

    أخونا الفاتح
    الأخت سارة قلم يعبر عن ما يجيش في دواخلنا..
    لها التحية أينما كانت

    مودتي

    سيف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 3 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de