سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2008, 08:53 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: هشام مدنى)

    وذلك أدهشني أنا ايضا يا هشام..

    سيف..
                  

03-07-2008, 10:32 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    اتابع لها ...............

    واتفق معك

    وتحياتى لك
                  

03-08-2008, 02:00 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: هشام مدنى)

    المختصر المفيد في ما كُتب عن غزوة المهندسين بأمدرمان


    (( فلتذهب أتفاقية أبوجا نحو الجحيم )) ، عبارات صدرت عند الغضب من فم أحد المناضلين القدامى ، وهو أحد العائدين الجدد إلي دنيا الإنقاذ بعد أن طلّق الحزب الحاكم الأيدلوجيا ، الخيار الجهوي والعنصرية سببين جعلا فرقاء الأمس يتفقون مع الإنقاذ ، وينبذون ذلك النوع من الخلاف الثقيل الذي ميز فترة الماضي ، لذلك نجد أن الذين دخلوا قفص الإنقاذ بعد عام ألفين على وجه التحديد ، نجدهم أكثر تشدداً وتطرفاً من الإنقاذ فيما يخص أزمة دارفور ، إنقاذيون أكثر من الإنقاذ نفسها ، الباقر عبد الله راعي صحيفة الخرطوم ، الأستاذ سيد أحمد خليفة راعي صحيفة الوطن ، يا ترى ما الذي يجمع هؤلاء بطغمة الإنقاذ ؟؟ فقبل عقد من الزمان كان يشتطون في عدائهم السافر للإنقاذ ، يسكبون الحبر الغالي في الصحافة الخليجية ، يتباكون على الديمقراطية المنزوعة لا ذنب في السودان ، كل واحد منهم روى قصته في حلقات متسلسلة ، عن التعذيب وبيوت الأشباح ، قطع الأرزاق ومصادرة الممتلكات ، لكن الإنقاذ لم تتغير البتة عما كانت عليه عام 89 ، على الرغم من العملية الجراحية المعقدة التي قام بها الدكتور جون قرنق ، فهو الذي وفر لأهل السودان هذا الهامش المتواضع من الحرية الصحفية ، وهو الذي أثبت بالتجربة العملية أن العنف وسيلة فاشلة في الحوار ، وهو الذي أعاد صياغة المفهوم الذي كانت تباهى به الإنقاذ : بأنها معجزة في الأرض وبعيدة كل البعد عن رياح التغيير .أما سياسة البطش والقتل والاستعلاء فقد مات الطبيب الجراح قبل أن يعد لها الترياق .لم يكن الدكتور جون قرنق مجرد رجل عادي دخل إلي التاريخ السوداني لأنه قاد الجيش الشعبي لتحرير السودان ، هذا المُسمى الذي يجعلني أشعر بالفخر والزهو لمجرد سماعه ، قرنق أول من حاول ترتيب فيسفاء السياسة السودانية لتكون جسراً ناقلاً للحضارات ، لا يتضاد ، مع المكونات المختلفة للشعب السوداني .
    بفضل الدكتور جون قرنق وصلنا إلي مرحلة من الحل لكننا لم نصل إلي كل الحل ، ثقافة العنف لم تنتهي ، في السابق كانت تحركه المشاعر الدينية كما حدث في حرب الجنوب ، أما الآن فتحركه العواطف القبلية والجهوية كما رأينا في حرب دارفور ، هذا يقودنا إلي السبب الذي جعل بعض مناضلي الأمس ، المحسوبين على الشمال النيلي ، يتكسبون على واقع مأساة دارفور ، لذلك نجد كل من الدكتور الباقر عبد الله وسيد أحمد خليفة لا يختلفان كثيراً عما يروّج له الطيب مصطفى وعبد الرحمن الزومة وإسحاق أحمد فضل الله ،كلهم في سرج واحد ، يطعنون في حصان الوحدة الوطنية الهزيل ، لم يلتقي جيل البطولات بجيل التضحيات كما غنى لنا الموسيقار محمد وردي ، بل نكاد نرى جيلين لا يفصل بينهم إلا خيط رفيع لا تستبينه الأعين .
    سمعنا العجب العجاب عن معركة المهندسين المباركة ، من حيث الإعداد والتخطيط وتحديد ساعة الصفر ، كأنهم بصدد اجتياز خط بارليف ، قصص طريفة وبعضها أغرب من الخيال ، عن الفرحة التي عمت السكان ليلة الفجيعة ، وعن ليالي الأنس والطرب التي أُقيمت بمناسبة هزيمة (Darfuchadian ) في حي المهندسين ، وأقاويل كثيرة عن نثر الصبايا الأرز والورود في وجوه الفاتحين من قوات الشرطة ، لن أجازف بالقول إذا زعمت أن نساء الحي قد خبزن كعك الانتصار وقدمنه مع شاي المساء للقوة المرابطة في هذا الثغر المضطرب من أرض الوطن ، رجل من الأعيان الموسرين قام بأكثر من الواجب ، تعهد بإطعام القوة المرابطة من مطعم ( الكوخ الفرنسي ) ، إطعام حتى الإشباع حتى لو جعله ذلك يفتقر من ماله العزيز ، هذا هو سودان اليوم ، لن نفرح بعد اليوم بانتصارنا علي الإنجليز في شيكان وقدير والأبيض وفشودة ، فنصرنا على الدارفوشاديان في قلب الخرطوم لن ينافسه نصر آخر في تاريخ السودان ، لذلك ترانا نحتفل بنصرنا عليهم في الموردة والمهندسين وسوبا ، فنصِفُ قتلى قوات الشرطة المعتدية بالشهداء كما كنا نفعل سابقاً في ( ساحات الفداء ) ، أما العجزة والمعوقين والجرحى الذين لقوا حتفهم تحت الأنقاض ليس علينا أن نترحم عليهم ، يكفي انهم ماتوا هذه الميتة التي يستحقونها ، لا نعي يخفف المصيبة عن الأهل والأصدقاء ولا اعتذار عن الخطأ ، ولا نعلم هل سينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن ؟؟أم أن مسلسل تلقي التعازي سوف يطول في حياتنا مثل طول ليل الإنقاذ المظلم ، هذا هو سودان الإنقاذ الذي يحمي القبيلة والعشيرة فقط على حساب التنوع والتعدد والتسامح ، في معركة المهندسين كما أسموها فقد انتصروا لذاتهم فقط من غير أن يحسوا أن هذه الفعلة هي البداية المفصلية لعهدهم الجائر ، هم الآن لا يمثلون الدولة السودانية المتعددة الأعراق والأديان ، بل يمثلون ثقافة محلية على وشك الانقراض ، ثقافة خجولة ومنزوية لا تراها إلا في الفضائية السودانية .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:01 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    مجزرة المهندسين (الثانية ) والغياب المُريب للقضاء السوداني


    مائة عربة مصفحة ، سبعة دبابات ، لا نعلم العدد الحقيقي لقوام الجنود ، لكنه بالتأكيد رقم مهول ومنقطع النظير ، هذا من غير أن نشير إلي عدد رجال المخابرات الذين شاركوا في العملية ، بالإضافة إلي قوة الإسناد التي كانت تتمركز في كبري الفتيحاب وهي تنتظر شارة البدء ، سيارات الإسعاف والإخلاء الطبي تقلب الأرض وهي مسرعة ، تطلب من أصحاب المركبات إفساح الطريق ، القلق يساور مراسلي الصحف ، بعضهم ارتدى سترات واقية من الرصاص كُتب عليها بالخط العريض (Media) ، إجابات القادة العسكريين كانت مقتضبة لكنها توضح لنا بجلاء بأنهم على وشك خوض معركة كبيرة ، ظن بعض المواطنين ، بسبب العديد العسكري الهائل ، أن ثمة انقلاباً ضد النظام ، لكن هذا الشك ذهب بلا رجعة لأن هذه القوات كانت ترتدي زي الشرطة الموحدة ، يقول بعض العارفين ببواطن الأمور أن الدولة بصدد اعتقال شخصية سودانية رفضت الانصياع لأوامر الشرطة !!! هل كل هذا الجيش العرمرم من أجل اعتقال شخص واحد ؟؟؟ فكيف بهم إذا أرادوا اعتقال مجموعة من الناس ؟؟ظني بأنهم سوف ينشطون اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر ، أو على أسوأ الفروض يطلبون المساعدة من تنظيم القاعدة .
    بعض المفكرين والمحليين الاجتماعيين توصلوا إلي نظرية هامة ، فسّرت هذا الكم الهائل من القوات ، أن الدولة تسلمت بلاغات من بعض المواطنين في الحي ، الذين تضايقوا من الوجود المسلح لحركة تحرير السودان في حي المهندسين في أمدرمان ، هذا الوجود الذي لا يزيد عن حارسين فقط يقابله وجود يصل إلي عشرات الآلاف من الجنود المدججين بمختلف أنواع السلاح ، هذه الفرية تتراجع أمام المنطق عندما ننظر إلي السلاح الذي بحوزة الدولة على أساس أنه سلاح شرعي ومقنن ، من هنا يكمن الخطأ في القياس ، ومن المسلم به أن يكون سلاح الدولي شرعي ومقنن لكن ماذا نعني بمصلح الدولة ؟؟ فهل هي الدولة الحزبية التي حسمت توجهها نحو الإسلام والعروبة بقرار عسكري ؟؟ أم هي الدولة القومية التي يتساوى فيها الناس كأسنان المشط ؟؟ ،غير ذلك أن حكومة الإنقاذ هي أول من اعترف بالسلاح المحارب الذي يقف في وجه الدولة ، وقد أكدت ذلك أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة بالقول القاطع :
    نحن لا نفاوض إلا من يحمل في وجهنا السلاح !!
    أو بالقول أحياناً : نحن وصلنا للسلطة بقوة السلاح ومن أراد انتزاعنا منها ..عليه اللجوء للسلاح !!
    هذا التحريض والتصريحات الغير مسؤولة هي التي قادت السودان إلي هذا المنعطف الخطير ، نيفاشا وأبوجا والمحكمة الدولية هي إفرازات لهذا الواقع الكئيب الذي رسخوه بأيديهم ، وضربة حي المهندسين تثبت بالدليل القاطع بأننا لا زلنا في المربع الأول ، ولا زلنا على النهج القديم ، ونحن نعلم كيف تتعامل الدولة مع شكاوي المواطنين ، فقد رأينا صورتها الحضارية في مجزرتي بورتسودان وسوبا ، رأيناها كيف تقوم المعوج في أحداث خزان الحماداب ، قبل عامين أقدم بعض رعاع حزب المؤتمر الوطني على حرق مكتبة الجامعة الأهلية ، الخسارة قدّرها بعض الغيورين على ثروات الوطن بثلاثة مليارات جنيه ، لكن شرطتنا وقوات أمننا الرقيبة على ممتلكاتنا أين كانت ؟؟ ببساطة شديدة كانت قابعة بهدوء وتتفرج من خلال مكان بعيد كيف يحرق هؤلاء المجرمون ما يُعتبر في نظر القانون ثروة قومية هي ملك للجميع ، ثروة قيمتها تزيد كثيراً عن شرف ابن الموسيقار الرئاسي الذي روّعه – كما يقول إعلام الحكومة – منظر حارسين يحملان الأسلحة الخفيفة إذا صدقت الرواية الرسمية ، ثم إذا افترضنا أن السلاح الذي الآن في حوزة الإنقاذ هو سلاح شرعي ومبرر .. فما الذي يضمن لنا أن هذا السلاح يتم استخدامه وفقاً للقانون وعند الحاجة الضرورية ؟؟
    تضرر الشعب السوداني كثيراً من السلاح الذي وقع في أيدي رجال الإنقاذ ، بهذا السلاح قُتل الطلاب في حرم الجامعات ، بهذا السلاح هُدمت قري بأكملها وأُحرقت على بكرة أبيها ، لن يحمي السلاح أحداً في السودان ، وهو خطر على الجميع سواء أكان في حوزة الحركات المسلحة أو في حوزة أجهزة الدولة السودانية ، القانون الذي يعامل الناس بمعيار واحد هو الذي يحمي الجميع من الظلم والبغي ، هذا القانون يجب علينا كلنا أن نشارك في صياغته وإعداده ، من خلال المؤسسات النيابية الحرة ، وعن طريق منظمات المجتمع المدني من كافة أرجاء السودان ، دستور السودان الحالي يزعم الدكتور الترابي أنه كتبه منفرداً من غير أن يستشير أحداً ، كل ما فعله أنه اختلى بنفسه لفترة تقل عن الشهر ، إذاً كما يقول الدكتور منصور خالد : أنه دستور رجل واحد ينم عن أسلوبه ، أما القوانين المطبقة فهي أشبه بجلباب الدراويش من كثرة التعديل والتغيير الذي يتم حسب المزاج ووفقاً للهوى ، رقعٌ كثيرة متناثرة على الجلباب الفضفاض تكشف عن حجم الفجوة الهائلة بين الأجهزة الأمنية ، وبين ما يُسمى بالقضاء السوداني ، وهو غائب دائماً في أحلك الظروف ، في مجزرة المهندسين الثانية قامت قوات الإنقاذ بتنفيذ أوامر الاعتقال والدهم والإعدام بالهدم في آن واحد من غير أن يكون هناك دور للقضاء السوداني ، حتى بعد تنفيذ اتفاقية نيفاشا ، وتوقيع اتفاقية أبوجا ، لازال مزاج الإنقاذ هو الذي يتحكم في قانون البلاد والعباد .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:02 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    نحن والشرطة ودفع ( الديات )


    لن أتوقف لمناقشة لجنة التحقيق التي كوّنها السيد/رئيس الجمهورية لبحث الأسباب التي أدت لنشوب معركة المهندسين الأخيرة في أمدرمان ، فنحن نعلم مسبقاً ماذا يعني تكوين مثل هذا النوع من اللجان ، بالتأكيد ليس من أجل الوصول إلي الحل ، لكن يأتي ذلك لجعل الناس ينسون هذه الكارثة عن طريق إطالة الزمن ، لا أعلم على وجه التحديد ماذا جرى للجنة الرئاسية التي كُوّنت سابقاً للتحقيق في أحداث الاثنين المؤسفة التي وقعت بعد رحيل قرنق ، نسي الناس تلك الأحداث الأليمة كما نسيت اللجنة المختصة الحدث الذي كُونت لأجله ، النقطة المهمة في أحداث حي المهندسين هي بروز مسألة التعويضات المادية ، تعهدت محافظة أمدرمان بدفع الأضرار المادية والمعنوية ، هُناك ديات سوف تُدفع لكن لا نعلم كم يساوي الإنسان السوداني في بورصة الإنقاذ ، والسؤال هو من أي حساب سوف يدفعون هذه المبالغ ؟؟ ، فمن المحتمل أن يدفعوه من مال الزكاة بعد توطئة الفتوى المناسبة ، أو القيام بمسرحية هزلية مثل الزعم أن أحد المُحسنين- على طريقة حاتم الطائي - قد تكفّل بدفع جميع الأضرار بما فيها الأرواح البشرية ، هذا سوف يعيدنا من جديد إلي بحث مسألة سعر المواطن السوداني في سوق القتل ، فسعره ، في أحسن الظروف ، أقلّ بكثير من سعر نظيره الأمريكي ، أقارب ضحايا طائرة لوكربي حصل الواحد منهم على تعويض وصل إلي 65 مليون دولار مقابل كل حبيب لهم فقدوه في ذلك الحادث ، فمن أين تأتي حكومة السودان بهذا المبلغ لو افترضنا أن الحركة الشعبية رفضت دفعه من عائدات البترول ؟؟ ثم تدفعه لمن ؟؟ لأناس تطعن حتى في انتمائهم للسودان !!
    خمسة وستون مليون دولار والتي دفعها العقيد معمر القذافي من مال البترول الليبي ، مقابل نفس أمريكية واحدة ، هذه المقايضة لن تقدر عليها الحكومة السودانية ، فالمواطن الأمريكي ارتفعت قيمته كما يرتفع ثمن الدولار أمام العملات الأخرى ، حكومته جعلته يحس بأن ثمنه باهظ ومُكلف ، على عكس حكومة الإنقاذ التي قتلت الملايين من أبناء شعب الجنوب ولم تسأل نفسها يوماً كم تساوي قيمة هؤلاء الناس ؟؟ وتتلعثم في قراءة عدد الضحايا الذين قتلتهم في دارفور ..فهل هم تسعة آلاف ؟؟ أم خمسة آلاف ؟؟ وفي كل الأحوال هؤلاء ماتوا بالمجان وبلا ثمن .
    هدم مقر حركة تحرير السودان في حي الموردة قُوبل بالتصفيق والتكبير ، أما في حي المهندسين فقد أضفت الروعة الفنية على الحدث بعض الأشياء الجديدة ، لم يكن هناك تكبير أو تهليل ، فالزغاريد المنطلقة من ثغر الصبايا جعلتنا نشعر بأن ما نراه هو ليلة عرس وليس ليلة قتل ودماء ، هذه هي ثقافتهم التي يعلمونها للناس ، وقد أحزنني مرة أنهم زفوا لأم مريضة وطاعنة في السن خبر مقتل ابنها في حرب الجنوب بمقولة : أفرحي وزغردي يا أم العريس !!! فماتت المرأة من وقع الخبر بعد أن سقطت على الأرض جثة هامدة وبلا حراك ، من هذا البيت حُمل البروفيسور ( العريس ) وأمه على النعوش فتم اللحد لهما في يوم واحد ، هؤلاء الناس غير سويين ومجردين من المشاعر الإنسانية ، أنانيين لأبعد الحدود وجبنهم بلا نهاية ، يعيشون الحياة ولا ينظرون إلي الغد ولا يتورعون من ارتكاب أكبر عدد من الجرائم طالما ذلك يبقيهم في السلطة .
    يقول بعض السذج والبسطاء : أن الثمانية الذين قتلتهم الشرطة في حي المهندسين يستحقون ذلك لأنهم قاوموا أمر الاعتقال (Arrest Resistance ) الصادر من الشرطة ، ومعلوم لنا أن الشرطة لا تصدر أوامر الاعتقال التي تُعتبر من اختصاص النيابة ، ثانياً هناك وسائل تُقلل من وقوع الأخطار مثل استخدام الغاز والقنابل الصوتية ، أو على أسوا الفروض الاستفادة من تجربة الجيش الإسرائيلي في فلسطين ، أن يطلبوا عن طريق مكبرات الصوت من المتحصنين إخلاء المبنى ريثما يتم هدمه بعد ذلك ، من الملاحظ أيضاً ، من يقوم بهذا العمل في إسرائيل هو الجيش وليس قوات الشرطة .
    نحن ليس في بلاد ديمقراطية حتى يُطلب منا احترام الشرطة وتقدير مجهوداتها ، فالشرطة في بلادنا هي أداة قمع تستخدمها السلطة ضد من يعارضونها ، الشرطة في السودان لا تغيث الناس من خطر الفيضانات عند ثورة النيل في كل عام ، حتى شرطة المطافئ والدفاع المدني اختفت وتبخرت وصدئت مركباتها ، صرنا لا نرى من وجه الشرطي سوى خوذة فولاذية في الرأس لا ترى منها إلا أعينه ، ودرع زجاجي وعصا غليظة يضرب بها كل يقف في طريقه ، فهؤلاء هم من يسمون بالشرطة الرسالية .
    عندما تمرّد الراحل قرنق واحتمى بالغابة صدرت في حقه مذكرة قضائية تتهمه بسرقة رواتب الجيش ، أما في عهد الإنقاذ فقد صدرت العديد من المذكرات القضائية وأوامر الاعتقال ضد منتسبي حركة العدل والمساواة ، تم اتهامهم من قبل الأجهزة العدلية المُسيسة باختلاس مبالغ من جهات العمل التي كانوا يعملون لديها ، عرائض الاتهام والملاحقة لم تنسى الدكتور علي الحاج محمد ، هذا الرجل كان يتصرّف في ملايين الدولارات بحكم منصبه كوزير للحكم الاتحادي ، لكن الإنقاذ لم تجد له تُهمة أنسب من نهب أموال طريق الإنقاذ الغربي مُعظم البلاغات وأوامر الاعتقال التي تصدرها حكومة الإنقاذ هي بلاغات ( كيدية ) وحسب الطلب والظروف .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:04 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أين كان سلاح الجو السوداني في ليلة معركة ( المهندسين ) ؟؟


    عادت الشهرة من الجديد للقذائف الآر.بي .جي ، أو كما يسمونها أحياناً بالقذائف الذاتية الدفع (ٌRocket Propelled grenade )) ، أول شهرة لهذا السلاح نالها في حرب أكتوبر 73 بين مصر وإسرائيل ، فهذا السلاح خُصص لاختراق الدروع ، وكلما كان الهدف قريباً ازدادت دقة الإصابة ، أما الاستخدام الثاني لهذا السلاح وبفعالية تامة هو ما نراه اليوم في حرب العراق ، تمكنت المجموعات المسلحة في العراق من إلحاق الأذى بمركبات الهمر والهمفي المصفحتين .
    علينا أن نحبس أنفاسنا لأننا بصدد مناقشة التجربة الثالثة لهذا السلاح ، هذه المرة ليس الصراع بين الطرف المحتل والطرف المُقاوم كما تعودنا أن نشاهد ذلك في قناة ( الجزيرة ) ، هذه الصواريخ الفتاكة الآن في عهدة الشرطة وليست في مستودعات الجيش السوداني ، طوّرت الشرطة السودانية نفسها كثيراً في السنوات الأخيرة مستغلةً الأموال المتدفقة عليها من التحصيل والجبايات ومخالفات المرور ، وقد ورثت الجيش وأسلحته المتنوعة ، لم يعد الشرطي هو ذلك الإنسان الذي يتأبط عصا ويحمي نفسه بدرع مقاوم للرصاص ، الشرطي في عهد التمكين الرسالي يحمل مدفعاً رباعياً ويحتمي داخل مصفحة حصينة ، يطلق النار بكثافة من البعد فيقتل من يشاء ويحي من يشاء على طريقة النمرود بن كنعان ، حتى ولو قُتل الناس بالخطأ فهناك من يملك المال ويقوم بدفع التعويضات ، في غزوة المهندسين الأخيرة تمكنت الشرطة السودانية من استخدام قذائف الآر.بي .جي بمهارة ، فهم لم يعطبوا دبابات العدو بهذا السلاح كما حدث في العراق ، لكنهم تمكنوا من هدم منزل فوق رؤوس ساكنيه ، وعندما هرعت العربة التي أرسلها مساعد الرئيس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تمكنت المدفعية الثقيلة من إصابة هذه العربة في مقتل ، احترقت العربة الرئاسية بالكامل وبمن كانوا في داخلها ، المشهد أثناء المعركة كما يلي :
    منزل مُهدم بسبب القصف المدفعي وقد خر على الأرض ساقطاً وفي داخلة ثمانية أرواح بريئة قُتلت بلا ذنب
    عربة تلتهمها النيران وفي داخل هيكلها المحترق يُمكنك رؤية خيال لشخصين تحولا إلي رماد بسبب الحريق
    في الخارج يقف المئات من الجنود ، يطوقون المكان ، بعضهم قابع داخل المصفحات ، وبعضهم منتشرون في الشوارع وهم على أهبة الاستعداد ، هذا الموقف ذكرني بالمشاهد التي كنا نراها في حرب البوسنة ، رادوفان كراديتش لم يكن رجلاً عادياً ، فهو أيضاً بروفيسور في الطب النفسي ، لكن تمسكه بعقيدة الذات الجماعية وتشبثه بالقومية الصربية هي التي خلقت منه بطل حرب دخل التاريخ من بوابة الإبادة الجماعية ، الطغاة في كل العالم يتشابهون حتى وإن بعدت بينهم المسافات وتقطعت بهم السبل .
    السلاح الوحيد الذي وقف محايداً في غزوة ( المهندسين ) الأخيرة هو سلاح الطيران ، المقاتلات لم تتحرك من قواعدها لمهاجمة العدو الغاشم ، ربما تكون هناك أسباب لوجستية منعت هذا التدخل ، مثل أن منزل ( الغزاة ) يقع في منطقة حساسة تُجاور بعض الأبنية الحكومية مثل السلاح الطبي وكلية القادة والأركان ، بناءً على تجربتنا مع السلاح الجوي السوداني في حرب دارفور أن نسبة الإصابة الدقيقة ، من مركز الهدف ، تحتاج إلي دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات مما يجعل مبنى المجلس الوطني يدخل في مستوى الهدف ، هناك أيضاً تخوف من عدو متربص يتحين الفرص ، وهو مكتب الأمم المتحدة (UNMIS) الواقع في قلب الخرطوم ، فالحماقة في الخرطوم تختلف عن مثيلاتها في دارفور ، الخوف الكبير أن يرصد خبراء الأمم المتحدة طلعات سلاح الجوي السوداني ، فبعد معاينة الأضرار وحجم الخسائر ربما يجنح هؤلاء الخبراء إلي إعداد ما يُعرف بلغة المال (ِAdverse Report) عن الدور الخطير الذي يلعبه هذا السلاح في حرب المدن ، لذلك توّلت قوات الشرطة قيادة هذه المعركة ، لكن القادة الذين أصدروا أوامر القتل والهدم يجمعون في ثيابهم مختلف التخصصات العسكرية ، فمن بينهم كان رجل الجيش السابق وقائد المليشيا والمُتحزّب والمجاهد ، هؤلاء كلهم ارتدوا زي الشرطة ومارسوا القتل والسحل في موقعة المهندسين ، فرحين الآن بانتصارهم ويعدوننا بليالٍ سوداء أخرى قادمة في الطريق .
    سوف نواصل
    سارة عيسى
                  

03-08-2008, 02:05 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أين كان سلاح الجو السوداني في ليلة معركة ( المهندسين ) ؟؟


    عادت الشهرة من الجديد للقذائف الآر.بي .جي ، أو كما يسمونها أحياناً بالقذائف الذاتية الدفع (ٌRocket Propelled grenade )) ، أول شهرة لهذا السلاح نالها في حرب أكتوبر 73 بين مصر وإسرائيل ، فهذا السلاح خُصص لاختراق الدروع ، وكلما كان الهدف قريباً ازدادت دقة الإصابة ، أما الاستخدام الثاني لهذا السلاح وبفعالية تامة هو ما نراه اليوم في حرب العراق ، تمكنت المجموعات المسلحة في العراق من إلحاق الأذى بمركبات الهمر والهمفي المصفحتين .
    علينا أن نحبس أنفاسنا لأننا بصدد مناقشة التجربة الثالثة لهذا السلاح ، هذه المرة ليس الصراع بين الطرف المحتل والطرف المُقاوم كما تعودنا أن نشاهد ذلك في قناة ( الجزيرة ) ، هذه الصواريخ الفتاكة الآن في عهدة الشرطة وليست في مستودعات الجيش السوداني ، طوّرت الشرطة السودانية نفسها كثيراً في السنوات الأخيرة مستغلةً الأموال المتدفقة عليها من التحصيل والجبايات ومخالفات المرور ، وقد ورثت الجيش وأسلحته المتنوعة ، لم يعد الشرطي هو ذلك الإنسان الذي يتأبط عصا ويحمي نفسه بدرع مقاوم للرصاص ، الشرطي في عهد التمكين الرسالي يحمل مدفعاً رباعياً ويحتمي داخل مصفحة حصينة ، يطلق النار بكثافة من البعد فيقتل من يشاء ويحي من يشاء على طريقة النمرود بن كنعان ، حتى ولو قُتل الناس بالخطأ فهناك من يملك المال ويقوم بدفع التعويضات ، في غزوة المهندسين الأخيرة تمكنت الشرطة السودانية من استخدام قذائف الآر.بي .جي بمهارة ، فهم لم يعطبوا دبابات العدو بهذا السلاح كما حدث في العراق ، لكنهم تمكنوا من هدم منزل فوق رؤوس ساكنيه ، وعندما هرعت العربة التي أرسلها مساعد الرئيس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تمكنت المدفعية الثقيلة من إصابة هذه العربة في مقتل ، احترقت العربة الرئاسية بالكامل وبمن كانوا في داخلها ، المشهد أثناء المعركة كما يلي :
    منزل مُهدم بسبب القصف المدفعي وقد خر على الأرض ساقطاً وفي داخلة ثمانية أرواح بريئة قُتلت بلا ذنب
    عربة تلتهمها النيران وفي داخل هيكلها المحترق يُمكنك رؤية خيال لشخصين تحولا إلي رماد بسبب الحريق
    في الخارج يقف المئات من الجنود ، يطوقون المكان ، بعضهم قابع داخل المصفحات ، وبعضهم منتشرون في الشوارع وهم على أهبة الاستعداد ، هذا الموقف ذكرني بالمشاهد التي كنا نراها في حرب البوسنة ، رادوفان كراديتش لم يكن رجلاً عادياً ، فهو أيضاً بروفيسور في الطب النفسي ، لكن تمسكه بعقيدة الذات الجماعية وتشبثه بالقومية الصربية هي التي خلقت منه بطل حرب دخل التاريخ من بوابة الإبادة الجماعية ، الطغاة في كل العالم يتشابهون حتى وإن بعدت بينهم المسافات وتقطعت بهم السبل .
    السلاح الوحيد الذي وقف محايداً في غزوة ( المهندسين ) الأخيرة هو سلاح الطيران ، المقاتلات لم تتحرك من قواعدها لمهاجمة العدو الغاشم ، ربما تكون هناك أسباب لوجستية منعت هذا التدخل ، مثل أن منزل ( الغزاة ) يقع في منطقة حساسة تُجاور بعض الأبنية الحكومية مثل السلاح الطبي وكلية القادة والأركان ، بناءً على تجربتنا مع السلاح الجوي السوداني في حرب دارفور أن نسبة الإصابة الدقيقة ، من مركز الهدف ، تحتاج إلي دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات مما يجعل مبنى المجلس الوطني يدخل في مستوى الهدف ، هناك أيضاً تخوف من عدو متربص يتحين الفرص ، وهو مكتب الأمم المتحدة (UNMIS) الواقع في قلب الخرطوم ، فالحماقة في الخرطوم تختلف عن مثيلاتها في دارفور ، الخوف الكبير أن يرصد خبراء الأمم المتحدة طلعات سلاح الجوي السوداني ، فبعد معاينة الأضرار وحجم الخسائر ربما يجنح هؤلاء الخبراء إلي إعداد ما يُعرف بلغة المال (ِAdverse Report) عن الدور الخطير الذي يلعبه هذا السلاح في حرب المدن ، لذلك توّلت قوات الشرطة قيادة هذه المعركة ، لكن القادة الذين أصدروا أوامر القتل والهدم يجمعون في ثيابهم مختلف التخصصات العسكرية ، فمن بينهم كان رجل الجيش السابق وقائد المليشيا والمُتحزّب والمجاهد ، هؤلاء كلهم ارتدوا زي الشرطة ومارسوا القتل والسحل في موقعة المهندسين ، فرحين الآن بانتصارهم ويعدوننا بليالٍ سوداء أخرى قادمة في الطريق .
    سوف نواصل
    سارة عيسى
                  

03-08-2008, 02:06 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    يقول أدم الطاهر حمدون ، القيادي في المؤتمر الشعبي بقيادة دكتور الترابي ، أنه لا يملك شيئاً أنذاك يحول بين القتلة والقتيل ، ويقول أنه لم يسمع بحركة بولاد ونهايتها إلا بعد فوات الآوان .
    أما الدكتور علي الحاج فقد راوغ كثيراً ، فهو لا يريد الخوض في تفاصيل هذه الحادثة ، وهو بالتأكيد يعلم الكثير ، فداوود يحي بولاد كان معروفاً في أوساط الحركة الإسلامية .
    أما الشاهد الأكبر فهو الطيب إبراهيم محمد خير ( السيخة ) ، فمعظم المعلومات التي خرجت للإعلام مصدرها مكتب الطيب سيخة .
    جريدة ( آخر لحظة ) التي كان يصدرها الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم كان أول من نشر الخبر :
    (( داوود بولاد أرتد عن الدين بعد ما وضع الصليب حول عنقه ..مزّق المصحف الشريف وعاقر الخمر ..أمر بتهديم المساجد ..أعتدى على الحرث والنسل بعد أن رفع السلاح في وجه الدولة ..لقد لقي الجزاء الذي يستحقه ))
    عُقدت محاكمة سريعة غير معلنة ، ولا نعرف على وجه التحديد كيف قُتل داوود بولاد ، لكنه بالتأكيد قُتل بطريقة بشعة بعد أن تعرّض لتعذيب مروع ، طريقة قتله كان فيها الكثير من التشفي والانتقام .
    وسؤالي هو :
    من هو داوود يحي بولاد ؟؟ ومتى بدأ خلافه مع الجبهة الإسلامية القومية ؟؟
    وكيف نشأت حركته ؟؟ وما العلاقة التي كانت تربطها بالحركة الشعبية ؟؟
    وهل صحيح أنه أرتد عن الإسلام ومزق المصحف وقلّد عنقه بالصليب ؟؟ أم أن الإنقاذ أرادت بهذه المزاعم إثارة نقمة الناس على أول قائد حركة تحرر عسكرية في دارفور لا يعرف الناس عنه الكثير ؟؟
    الكثير من الأسئلة ظلت بلا إجابة لمدة ستة عشر عاماً من غير أن تصدر دراسة مستقلة عن اسباب قيام هذه الحركة ونهايتها بهذا الشكل الماسأوي .
                  

03-08-2008, 02:11 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    العميد بحري صلاح الدين كرار وجهوية الزمن الضائع


    في فترة التسعينات ومن عمر الإنقاذ الباكر ، كان الشعب السوداني يستيقظ من النوم كل يوم ، قبل موعد شرب شاي الصباح ، ليسمع حديث الثورة للمقدم يونس محمود ، حديث حماسي عن الإنقاذ مع كثرة الوعد والوعيد لكل من يقف في طريقها ، كانت اضحك من وصفه لرموز العهد الديمقراطي الثالث بأنهم تعاملوا مع موارد السودان كالبقر الحلوب التي تدر لبنها لفئة معينة من الناس ، ويا ليت الأخ المقدم يشجينا بخطبه الآن ، فقد نفقت البقرة ومات العجل الرضيع من الجوع ، الإنقاذ تعاملت مع موارد السودان مثلما تعامل قوم صالح مع الناقة الوفية التي كانت تسقيهم لبناً ليومٍ كامل بلا من أو أذى ، بسبب الطمع قتلوها هي وفصيلها ، فاستحقوا العذاب المهين إلي أبد الآبدين ، كما كنت أعجب أيضاً ، من وصفه لقادة التجمع الوطني الديمقراطي في القاهرة بأنهم رفقاء ( الراح ) التي تذهب العقل وتخدش الحياء ، وحديثهم هزل من غير جد ، فكلام الليل يمحوه النهار ، اعتدنا أن نسمع من يونس مصطلحات مثل ( الطابور الخامس ) و ( الخونة ) و ( المارقين عن العقيدة والوطن ) ، وكثرة وصفه للتجمع الديمقراطي ( بالحمار الأعرج ) الذي يمتطيه قرنق وهو ممنياً نفسه بدخول الخرطوم ، ألفنا هذا الحديث الصباحي ، الممزوج بالآيات القرآنية والنثر العباسي حتى خال البعض أن يونس محمود مدرسة متفردة في الأدب العربي ،لكل شيء نهاية ، انتهت أسطورة يونس محمود سريعاً كما بدأت سريعاً ، فحديثه جرّ الوبال لكل أهل السودان حتى أُفردنا بين الأمم كإفراد البعير الأجرب ، ليس من اللائق وصفه لأحد الملوك بأنه ( فهد مرّوض ) أو شتم شيخ عربي أشتهر بالكرم والعفة بأنه ( الناقص ) الذي تقل قيمته عند وزن الأشياء ، حصدت الإنقاذ سريعاً ثمار هذا الحديث الأهوج الذي يباعد الشقة ولا يقرب المسافات ، فقد تجنى الرجل على الكل بدون فرز حتى حانت لحظة إخراس صوته إلي الأبد ، أفل نجمه وحاول أن يطرق الباب مرة ثانية عن طريق نظم الشعر ، لكن لم يعد الصوت جذاباً كما كان في السابق ، فالراقصة لا تجيد الرقص من غير وجود الطبال ، وجمهور الإنقاذ في التسعينات يختلف عن جمهورها اليوم ، الذي فيه الآن بعض المناضلين القدامى ، فبالتأكيد نال منهم بلسانه كما نال أيضاً من شركاء الإنقاذ الحاليين ، فالحركة الشعبية في نظر المقدم الغائب ليست إلا مخلب يهودي يطعن في الجسد العربي والمسلم في السودان ، لم يفتقد الناس حديث المقدم يونس محمود كما افتقدوا صوت ( الجابري ) وأحمد المصطفى وإبراهيم عوض ، فالميت في السودان أفضل من الحي ، فيونس محمود ليس إلا سحابة صيف عابرة تذكر الناس بعهد الإرهاب والتخويف .
    لم يتربع يونس محمود على عرش مائدة الصباح السودانية لوحده ، فمن منا الذي لا يعرف العميد بحري /صلاح الدين محمد أحمد كرار ؟؟ عضو مجلس قيادة الثورة وأحد منفذي انقلاب يونيو 89 ، فقد كان للرجل صوتاً داوياً في الحياة الاقتصادية في السودان ، ذلك قبل أن يُحال إلي المنفى الاختياري عندما تولى شئون سفارة السودان في دولة البحرين ، كخطوة فسّرها المراقبون بأنها المرحلة الأخيرة من (أكل الثورة للبنين ) فكما قال فقهاء التاريخ : أن الثورة تأكل بنيها إذا لم تجد ما تأكله ، معظم قادة ثورة الإنقاذ لم يتقاعدوا بالذهاب إلي بيوتهم وإفساح المجال للآخرين ، بعضهم عاد إلي العمل بثوب شرطة الجمارك ، والبعض الآخر أصبحوا سفراء للسودان في الخارج من غير أن يكون لهم مؤهل دبلوماسي سابق أو مستوى تعليمي يناطح أهل الفكر والقانون والسياسة ، لكنهم كانوا يحملون شهادة واحدة مكنتهم من تخطي الرقاب وعبور جسر الكفاءة من غير أن تزل أقدامهم ، أن دورهم في انقلاب يونيو 89 هو الذي أعطاهم لمدى الحياة حق التقلب في مختلف مناصب الدولة ، تأسيس الشركات الخاصة ، كما ضمن لهم حق العودة المشرفة للخدمة تحت أي ظرف طارئ تفرضه عليهم نوائب الزمان القاسية ، لهم الحق وكل الحق ، في تحديد ساعة العودة ونوع الوظيفة .
    نعم ، عاد العميد بحري صلاح الدين كرار إلي الأضواء من جديد ، لكن ليس من بين حاشيته محمد عباس سعد كما تعودنا في السابق ، تقول طرفة الزمان أن محمد عباس سعد تخلى عن مهنة التحليل الرياضي بعد أن زهد الناس في قراءة نتائج كرة القدم ، فتخصص – في عهد الإنقاذ – في تحليل مأساتنا الاقتصادية وهو يستخدم نفس المعايير التي كان يطبقها في الرياضة ، أصبح في عهد الهوان والغيبة محلل اقتصادي من الدرجة الأولي ، مفتوحة أمامه أبواب الإعلام بشقيها المقروء والمسموع ، نادراً ما كان محمد عباس سعد يغيب عن ساحة أحداثنا اليومية ، إن غاب في الإذاعة وجدته في الصحف يعبر عن وجهة نظره وهو مستخدماً القلم ، وإن غاب قلمه عن القرطاس وصوته من المذياع أطلّ علينا من شاشة التلفاز وهو يتحفنا بالجديد المفيد في عالم الاقتصاد ، لذلك بقي في ذاكرتي على الرغم من مرور كل هذه السنين ، كثيراً ما كان محمد عباس سعد يستضيف العميد بحري صلاح الدين كرار في الإذاعة السودانية ، فيتحدثان بإسهاب كثيف عن الطفرة الاقتصادية المقبلة على السودان ، وحديث آخر تحوّل إلي نكتة عندما أدعى العميد كرار قائلاً : لولا انقلاب الإنقاذ لبلغ سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي إلي واحد عشرين جنيهاً !!
    كان العميد كرار نجماً في دنيا الاقتصاد والسياسة قبل أن يحوّله شركاء الأمس إلي مجرد موظف مراسم في دولة خليجية لا يزيد عدد سكانها عن نصف مليون شخص ، فالقيادات الثورية لا تقبل بمبدأ الوظيفة الوضيعة على حساب المركز الأصيل ، لكن ثوار الإنقاذ رضوا من الغنيمة بالإياب وكذلك يفعلون ، وليس كل الرجال على مقاس أرنستو تشي جيفارا الذي تخلى عن منصبه الحكومي كوزير للصحة وهو من المؤسسين للثورة الكوبية ، ترك المنصب وحمله الحلم الثوري إلي أدغال أفريقيا ، وعندما يئس من لوران ديرزيه قابيلا في الكنغو زائير رحل إلي أمريكا الجنوبية فمات هناك ميتة الأبطال ، لم يعد إلي المنصب الرنان كما فعل أصحابنا الإنقاذيين ، لكن رجلنا أختار الخلود في صفائح التاريخ ، مات وهو يحمل في جوانحه أوراق ما يؤمن به من مبادئ وقال لأصحابه : لا أعدكم بشيء غير المرض والجوع وفقد الرفاق ، لا مقارنة بينه و بين عميد البحرية المتقاعد الذي تخصص في الاقتصاد غصباً عن رجال الاقتصاد ، ونهى حياته بوظيفة متواضعة حبسته بين الجدران ،فأضاعت صوته الذي كان علا في زمن الصمت المطبق ، فالفرق بين الثوار والمرتزقة يتضح في النهايات والخواتيم ، فصلاح كرار وغيره من أعضاء المجلس الثوري السابق كانوا مجرد عمالة رخيصة انتهى دورها بنهاية المهمة ، كانوا أشبه بالعفش الزائد في طائرات السفر ، فإما أن تدفع في نظيره أجرة الحمولة وإما أن تلقي به في الشارع حتى تتمكن الطائرة من الإقلاع والهبوط في هدوء ، رمتهم الإنقاذ بعد أن تمكنت وسيطرت على الأوضاع وكافأتهم رمزياً بهذه المناصب ، وهي تعلم تماماً حقيقة قدرهم ومكانتهم بين الناس ، لا أحد سوف يحن إلي عهدهم ولن يتطلع أحداً إلي عودتهم من جديد .بالأحرى لا أحد يريد تذكرهم على الرغم من ملئهم للحياة العامة السودانية في ذلك الوقت .
    المذيع محمد عبد الكريم عبد الله معروفٌ للجميع ، لن أجازف بهذه النظرية ، لكن من الواضح أن ثمة علاقة تربطه بعميد البحرية المتقاعد ، عندما ينتهي المستشار الاقتصادي محمد عباس سعد من قراءة الوضع في السودان تنفتح نافذة أخرى ، فنري أيضاً عميد البحرية الذي كان نجماً ساطعاً في سماء المال والأعمال ، في باكورة الصباح يلتقي المذيع النابغة بالاقتصادي العبقري العميد كرار ، يكررون على مسامعنا نفس الأرقام القديمة ، وعودٌ مخملية وكذبٌ على الهواء ، عهد كرار يذكرني بالمجازر التي وقعت في حق بعض المواطنين السودانيين ، بعض الأبرياء تم اقتيادهم إلي سجن كوبر فحوكموا وشنقوا وصلبوا ، ميتة بلا رحمة أصدر حكمها قاضي مغمض العينين وقلبه منزوعُ من الشفقة ، من غير محامي دفاع وبلا استرحام أُعدم هؤلاء الناس ..لماذا تم إعدامهم .. بأي جُنحة ؟؟ وبأي جريمة ؟؟ الإجابة : لأن هؤلاء النُجع تعاملوا في النقد الأجنبي من غير توفر الرخصة الشرعية !! يا تري كم سنعدم اليوم من أهل السودان إذا أعدنا العمل بهذا القانون الجائر ؟؟ وماذا نفعل بشركات البترول التي حددت رواتب منسوبيها بالدولار حفاظاً على حقوقهم من غدر تقلب سعر صرف الجنيه السوداني ؟؟ و أكاد أجزم بأن الدولار اليوم يحظى بمكانة أكثر من الجنيه الآن في سوق التعاملات العقارية ، في شراء العطور والذهب ، تذاكر السفر ،حتى البنوك لها محافظ استثمارية بالدولار ، لا حرج ولا ضرر ولا ضرار وقبل سبعة عشر عاماً من هذا التاريخ أعدمنا عدداً من المواطنين لأنهم فعلوا في ذلك الوقت ما يُعتبر اليوم مباحاً ومسموحاً به .
    العميد كرار ليس عليه الثورة لأهله المهمشين من المناصير في وسط محافظة نهر النيل ، وتهديده بأنه سوف ينحاز لأهله ضد الحكومة يذكرني بالطائر ، ذو الأربعة أرجل ، المُحنط والمحفوظ في معهد التاريخ الطبيعي بالقرب من جامعة الخرطوم ، هذا إن كان هذا المعهد على قيد الحياة ولم يتحول إلي مركز دراسات إستراتيجية أو مفرزة دفاع شعبي كما حدث للكثير من دور علمنا ومؤسساتنا الثقافية ، أزمة هذا الطائر بأنه لن يتمكن من الطيران بسبب هذا العيب الخلقي ، وفي نفس الوقت يجد صعوبة في المشي لأنه ليس في حاجةٍ إلي هذه الأرجل الإضافية ، أهلنا المناصير وأنا أحترم قضيتهم ليسوا في حاجةٍ إلي أرجل جديدة لا يحتاجونها وتقعدهم في نفس الوقت عن المطالبة بحقوقهم .من تلوثت يده بدماء هذا الشعب من المستحيل أن يكون نصيراً للمهمشين ، ولو كانت هناك محاسبة في السودان لسألنا العميد كرار لماذا تم إعدام أولئك الناس بسبب الاتجار في العملة ، فالوقوف مع الحق لا يوقظه لون عرقي أو جهوية ، فليبحث العميد كرار عن دور آخر في حياتنا السياسية ، فالفرص متوفرة وبكثرة ، أدناها جماعة توحيد جمع الصف الوطني بقيادة المشير سوار الدهب .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:13 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أبو الغيط وعمر سليمان ..رمتكم مصر بفلذات أكبادها



    عبارة تطرق تفكيري بقوة كلما رأيت المشير البشير ، وهو ضيفاً على احدى الفضائيات العربية يتحدث عن أزمة دارفور ، المقولة لزياد بن أبيه عندما تولى حكم العراق ، حيث قال : أن كذبة الأمير بغاء مشهورة
    الكذب في قاموس الإنقاذ الآن هو فضيلة من أجل النجاة ، وفي السابق كان فضيلة من أجل الوصول إلي الحكم ، ولعلنا نذكر المقولة الشهيرة للشيخ الترابي عندما خاطب سعادة العميد في عام 89 : اذهب إلي القصر رئيساً وسأمضي أنا إلي كوبر سجيناً ومعتقلاً .
    الكذب هو علاقة العقد الاجتماعي التي تربط رجال الإنقاذ مع بعضهم بعضاً ، في الأثر الإسلامي الشريف ، أن المسلم يزني ويسرق ويتعاطى الخمر ولكنه لا يكذب ، حكمة أهل العراق في تعاطي شئون الدين والسياسة لم تنقطع ، رغم تغير الزمان والمكان ، تذكرت مقولة للرئيس العراقي السابق صدام حسين عندما رأي الرئيس المصري حسني مبارك يرغي ويزبد في حرب الخليج الثانية ، فقال أن الرئيس المصري أشبه بهاتف العملة ، فكلما وضعت فيه قرشاً سمح لك بالتحدث لفترة أطول ، فمصر الآن رمتنا بفلذات أكبادها ، أبو الغيط ورئيس المخابرات عمر سليمان ، كلاهما في العاصمة الخرطوم ، توعدا بالشر كل من تسول له نفسه مس الإنقاذ ، مفردة غائبة في قاموس النضال المصري لعدد من السنين ، بأنها هذه المرة سوف ( تتصدى ) لمن يناور في السودان ، مثل هذا النوع من التصريحات يزيد الأوضاع سوءاً في السودان ، سوف تجعل النظام يكابر ويقف ضد إرادة المجتمع الدولي ، ومن يدفع الثمن هم أهل السودان سواء أكانوا في دارفور أم في الخرطوم ، فمصر التي نعرفها والتي تعيش على فتات القمح الذي تهبه له الولايات المتحدة لن تضع المبادئ في طريق المصالح ، ولن تغلق بوابة قناة السويس من أجل مناصرة نظام الإنقاذ عندما يحين وقت الحصار ، فقادتها يطلقون مثل هذا النوع من التصريحات من أجل إشعارنا بأنهم لا زالوا على قيد الحياة ويتنفسون هواء المصالح الإقليمية في إسفير السودان المترامي ، وما لا يطيقه العقل كيف تؤيد مصر الاحتلال الأمريكي للعراق علناً بينما ترى أن تدخل الأمم المتحدة في دارفور هو مشروع احتلال يجب الوقوف ضده ؟؟، فقديماً راهن الرئيس النميري على مصر من أجل بقائه في الحكم ، استمد من مصر كل شيء ، الأمن والمخابرات ، فمصر لا تستطيع حكم السودان منفردة ، فقد جربت حظها أربعة مرات في حكم السودان ، مرةً مع الأتراك ، ومرةً مع الإنجليز ، ومرةً مع النميري ، وها هي الآن تجرب حظها مع أبناء الشمالي النيلي لتكرير تلك التجربة البغيضة من الحكم الثنائي ، فقد الرئيس النميري عرشه ومصر لم تكافئه كما أعتقد ، فعاد إلي السودان وهو يجر أذيال الشيخوخة بعد أن سئم المصريون من بقائه بينهم .
    فكلما ضعف النظام في الخرطوم تزداد شوكة المصريون قوة ، مثلما يحدث بين إيران والعراق ، مثلما يحدث بين اثيوبيا والصومال ، فمصر الآن تحاول الاستثمار في جراحات السودان النادبة ، وقد علمت أن النظام قد ابدأ بعض الليونة في التعامل مع أزمة دارفور ، وقد بقيت الإنقاذ على قاب قوسين أو أدنى من قبول القوات الدولية ، لذلك جاء الآن اللواء عمر سليمان في معية أبو الغيط لاحتواء هذا التجاوب ، فالمصريون مع السودان أشبه بالشيطان الذي يحضر نزع الموت الأخير فيقول للإنسان أكفر ، وعندما يكفر يقول له أني برئ مما فعلت ..إني اخاف الله رب العالمين ، أعتقد الرئيس النميري أن اتفاقية الدفاع المشترك التي عقدها مع النظام المصري كفيلة بحماية عرشه من السقوط ، وهو مدفوعاً نحو هذا المسعى دخل في حرب الجنوب الثانية على ظن أن المصريون سوف يحاربون معه جيش الحركة الشعبية في الجنوب ، بقي المصريون كعادتهم – وهذا من حسن تدبيرهم – على الحياد ، فمضى الرئيس النميري وهو أعزل من الحلفاء نحو ميدان الحرب ، فباغتته الانتفاضة الشعبية قبل أن يقرأ النتيجة ، قبل أن نستفيض في دراسة التصريحات المصرية ..أليس من حقنا أن نعرف ماذا قدمت مصر لأهل دارفور ؟؟فحتى نسخ المصحف الشريف التي وزعها الأزهر بالمجان على الناس هناك أتضح أن بها الكثير من الأخطاء وسوء الترتيب للسور القرآنية ، هذه الهدية المجانية من الأزهر الشريف ذكرتني قصة : أن أحدهم بعد أن عاد من رحلة الحج أهدى لأحد معارفه مصحفاً ، وكان هذا الصديق يتوقع هدية غير المصحف ، ففاجئه الأمر فعلق قائلاً : كتاب الله بقبلوا ...لكن الفيك عرفتها .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:14 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    زيارة قناة الجزيرة الخاصة للمستشار مصطفى عثمان إسماعيل


    الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ، غير أنه بدأ حياته السياسية مع الإنقاذ وهو يستعير سرج الدكتور الترابي ليصل إلي مربط السلطة ، إلا أنه عرقياً يقع خارج المربع العرقي الذي يتحكم في شئون السودان ، هو لا ينتمي للقبائل النيلية الرئيسية التي تتقاسم صيغة الحكم الحالي ، صحيح أنه من أحد الأرياف المغمورة في عمق الإقليم الشمالي بالتحديد من منطقة ( الغدار ) ، لكن المتعارف عليه في تلك البقاع النائية ، أن يُطلق على كل قبيلة وافدة لفظة ( العرب ) ، ليس المقصود بكلمة ( العرب ) في هذا الصدد العرب العباسيون أو الأمويون ، الذين لهم تاريخ عريق في الحضارة والسؤدد ، بل المراد بها ذلك النوع البسيط من الناس الذين دفعتهم ظروف حرجة ، و في لحظة حرجة ٍ ، جعلتهم ينزحون و يستوطنون بين القبائل النيلية ، حيث يستبين الناس الفرق بين ( العرب ) و( الأعراب ) ، حاول الدكتور مصطفى عثمان أن يستعيض الثقل الاجتماعي بمزاعم من المستحيل التحقق من صحتها : أنه ينتمي لآل سيدنا أبو بكر الصديق ، بالفعل الناس مأمونة على أنسابها ، لكن النسب الكريم لا يعطي الفرد في الأمة حق التملك والتصرف على حساب العامة .
    الآن يشهد السودان تطوراً مهماً ، صفة القبيلة ، الشرف ، والسمعة والصيت ، هي المعايير الجديدة لشغل المناصب ، بالذات السيادية منها ، المستشار الرئاسي مصطفى عثمان إسماعيل غير معنى بهذه المعادلة الوليدة ، على الرغم أنه لا يحمل الإرث القبلي الذي تحدثنا عنه ، مثل الرئيس البشير ، أو نائبه علي عثمان محمد طه . إلا أنه وجد نفسه وزيراً ومستشاراً في عهد الإنقاذ بعقدٍ غير محدد المدة .
    أذكر في بداية التسعينات ، خلال شهر رمضان ، أن أقام راديو أمدرمان مسابقة على الهواء على شاكلة : من هو رئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية ؟؟
    الردود المطبوخة والمداخلات المُعدة سلفاً بدأت ترد تباعاً على مقدم البرنامج : أنه الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل !! ، فتهلل وجه المذيع وهو يبشر المذيعين بصحة الإجابة ، الإجابة صحيحة والجائزة قدرها خمسة آلاف جنيه !! وهو مبلغ ليس بالزهيد في ذلك الوقت ، إذاً الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل يجيد فن التعامل مع هذا النوع من الإعلام الذي نصفه بأنه مدفوع الأجر ، هو حالة خاصة في فن الوصول إلي السلطة في ليل الانقلابات العسكرية ، كان من الممكن أن يعود الدكتور المعجزة من لندن إلي السودان وهو يحمل عدة تركيب الأسنان ،فتنهش من دخله المحدود غارات الضرائب ورسوم الجباية ، تنازعه كثرة الدمغات وتشكلها ما بين جريح وسلام ، لكن السياسة تفعل المستحيل في السودان ، مداومة الدكتور مصطفى عثمان على حضور الجلسات الإيمانية التي كان يقيمها الشيخ الترابي مكنته من تبوء هذه المكانة ، عقد الشعور بالذنب كما حللها عالم النفس سيجوند فرويد تطارد الإنسان إلي أرذل العمر ، كذلك أيضاً الشعور بالدونية وفقدان المركز الاجتماعي الناتج من نقص أحد متغيرات المعادلة العرقية ، هي التي جعلته يتخيل أن أزمة دارفور سببها قبيلة الزغاوة ، هذه المرة سبب النزاع ليس حول عين ماء على وشك أن تنضب ولم تطفئ ظمأ العطشى الذين يحيطون بها ، ولا النظرية الطريفة التي تقول أن النزاع سببه بعير هائج ، هرب من مربط صاحبه العربي ليحتمي بالقبائل الأفريقية ، والتي ردت المعروف بأن عقرته وقدمته مع الأرز في مائدة العشاء ، لذلك قامت الحرب ، فشوت القبائل العربية من القبائل الأفريقية المتوحشة ما يربو عن 200 ألف قتيل ، و2.50 مليون من المشردين ، كدفة أولى من ثأر هذا البعير ، هذا هو التحليل النرجسي للأحداث والقراءة العكسية للحقائق .

    برنامج ( زيارة خاصة ) الذي بثته قناة الجزيرة واستضافت فيه الوزير الهمام هو برنامج يمكن وصفه بحملة العلاقات العامة ، الغرض منه التجميل والتبييض بإرادة من الحكومة القطرية ، فالمذيع الفطن لم يسال معالي السيد المستشار عن تشبثه بالمنصب الحكومي حتى كاد يذهب ريح حكومة الوحدة الوطنية ، قاتل المستشار إسماعيل حتى الرمق الأخير من أجل الاحتفاظ بمنصب وزير الخارجية حتى وصفه الشيخ الترابي : بأن عينيه ( يقصد المستشار إسماعيل ) لم تفارقان المنصب حتى وهو خارج الوزارة ، من المبكر جداً أن يتحدث الإنقاذيين عن إنجازاتهم وطموحاتهم ، فهم لا زالوا يتعثرون في أول الطريق ، نعم لقد شرعوا يتعاملون بصورة حضارية مع مختلف دول العالم ، فقد تخلوا عن لغة الوعد والوعيد والطلاق ، فقبلوا ما كنوا يرونه حراماً في يوم ما ، فأجسادهم لن تلقى الموت تحت مجنزرات القوات الدولية ، فقد اشتعل فقه الضرورة وتقديم المفاسد بغرض المصالح ، ( الحزمة الخفيفة ) ، ( الحزمة الثقيلة ) ، ( قوات الهجين ) ، هذه المصطلحات والتي تزيد في كل يوم ، هي الجرعة الأولى من قبول قرار دخول القوات الأممية ، ما يواجهه السودان الآن هو أخطر بكثير من لقيه سابقاً من حصار وضيق بسبب موقف النظام الداعم للغزو العراقي للكويت ، ولعل معالي السيد الوزير نسي وهو مفتونُ بالرئيس حسني مبارك ووزير خارجيته السابق عمرو موسى ، فقد نسي في غمرة النشوة المظاهرات التي كان يخرجها مجلس الصداقة الشعبية ، كان المتظاهرون يصرخون بصوت واحد :
    بالكيماوي يا صدام
    السد العالي يا صدام
    يهود ..يهود ...آل سعود
    من صاح بهذه الهتافات ليس جنود فرقة المدينة المنورة بقيادة الفريق ركن سيف الدين الراوي ، ولا جنود الفرقة السودانية المزعومة في جيش صدام حسين ، من صاح بهذه الهتافات هم جمهور الجبهة الإسلامية قبل تغيير الاسم إلي مؤتمر وطني ، كانت هذه الهتافات تجد الاستحسان ، وإعلام الإنقاذ كان يصف دولة الكويت بالمحافظة التاسعة عشر للعراق ، السودان كان طرف أصيل في أزمة الكويت ، وكلنا نذكر مؤتمر المساندة الذي أقامه الدكتور الترابي لصالح صدام حسين في العاصمة الأردنية عمان ، وهو مؤتمر ضرار لما قامت به العربية السعودية من الدعوة لمؤتمر مكة ، والأخير كان هدفه توحيد الصوت الإسلامي للتنديد بالغزو ، في ذلك اليوم رفض مندوب الحكومة السودانية المشير سوار الدهب التنديد بالغزو على الرغم أنه كان حاضراً للمؤتمر .هذا من غير أن أشير إلي مصادرة نشاط بعض المراكز الثقافية العاملة تحت الرعاية السعودية في السودان ، مثل المركز الإسلامي الأفريقي ، والذي سُمح لإيران بالاستيلاء عليه قبل أن يتم تحويله إلي جامعة ، حتى قرارات مصادرة أملاك جامعة القاهرة فرع الخرطوم ومباني الري المصري هي في الأساس قرارات جاءت ملبية كرد فعل لحرب الخليج الثانية .
    نعم ، الدكتور مصطفى عثمان يجلس في كرسي أثير ويمسك بالصولجان ، يعطي هذا حق السيد ختم الوطنية ، ثم ينكس ويقول أنه متردد وغير حاسم أو أنه وفاقي ، هذه من الصفات الايجابية في السيد/الصادق المهدي ، وكلنا رأينا إلي ماذا قادنا ( الحسم ) في حرب الجنوب ، ورأينا ماذا فعل ( الحسم ) العسكري لقضية دارفور ، رجال الإنقاذ يدفعون ثمن حسمهم للأمور خلال سبعة عشر عاماً ، وقد رأيت كيف تلعثم معالي السيد/المستشار عندما سأله المضيف عن عبارة قالها قبل عامين لصحيفة (la.times) ا: أن السودان عيون وآذان للمخابرات الأمريكية في شرق القارة الأفريقية ، يخلص المستشار إسماعيل أن هذا العمل الإستخباراتي هو الذي أنقذ أموال البنوك السودانية من المصادرة ، ويفتخر بأنهم بسرعة شديدة كانوا يعطون كل الأجوبة بمجرد سؤال أمريكا لهم !!
    يرى سعادة المستشار أن الرئيس المصري رجل طيب مع السودان ، فلا شك في ذلك فقد سمعنا الرئيس حسني مبارك يصف نظيره البشير بأنه ( طيب وعلى قدر نياتو ) لكن الخوف هو من الترابي ، هكذا يتندر المصريون على النخب الحاكمة في السودان ، فمصر هي التي استغلت انشغال النظام في حرب الجنوب لتستقطع من السودان مثلث حلايب ، ودخول السودان في قائمة الإرهاب وقرارات مجلس الأمن التي صدرت ضد السودان في فترة التسعينات هي بإيعاز من المصريين ، لكن المثل السوداني يقول : الكلب بريد خانقو ، فنظرة المستشار إسماعيل للمصريين فاقت حد الإعجاب العادي ، بل هو مفتون بهم لدرجة لا يحتملها التصور ، لدرجة أنه ألتمس من عمرو موسى عدم التعليق على اللقاء الذي جمع بين الترابي والصادق المهدي .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:16 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الإنقاذ..التطويق الدولي وانعدام فرص النجاة


    لا شك أن أزمة دارفور هي أزمة العالم في بدايات الألفية الثالثة ، وقف الكثير من حكماء أهل السودان أمام هذه المعضلةالعويصة ..كيف بدأت وكيف ستنتهي ، أكاد أجزم بأن العالم المتحضر ما كان في وسعه معرفة حكومة الإنقاذ عن قرب لولا أزمة دارفور ، خلال شهر وأنا أتابع الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ، عبر مختلف الوسائل المختلفة ، فأمامي بصورة شبه قاطعة مشهد واحد ، وجه حكومي مألوف أمام كل أزمة ، فعلى سبيل المثال :
    بروفيسور الزبير طه ، وزير الداخلية الحالي ، يأتي اسمه في وسائل الإعلام مقروناً مع القضايا الأمنية التي تتعلق بالتوتر الاجتماعي ، وله صنف مفضل من الخصوم يطبق عليهم فقط تشريعات العدالة ، فقوات وزارته دائماً ما تصطدم بمجاميع الحركة الشعبية في الخرطوم ، ذلك قبل أن يأتي الأخ مناوي ويخفف من ذلك الضغط ، فتصبح مقراته ، وقواته ، هي الهدف التالي لغارات الداخلية السودانية ، والقضايا تختلف ، فضد الحركة الشعبية يستخدمون قضايا ثمن شرب الخمر والميسر ، أما بالنسبة لقوات أركوي مناوي فهم يستخدمون حجج مختلفة مثل محاربة التسلح وحفظ الأمن والمبادرة إلي التجاوب مع رغبات المواطنين في طرد الغرباء من أحيائهم .
    فلن نلوم بروفيسور الزبير طه ، فهو رجل من أهل البيت الحاكم ، ومن أجل الإنقاذ ، تدفعه قناعات آمن بها قبل أربعين عاماً ، ولن يتخلى عنها اليوم وهو وزير في الحكم ، لكن الطامة الكبرى تأتي من وزراء ( التوالي ) ، هذا الجيل من الوزراء الذي أستنسخه الدكتور الترابي قبل فراقه للإنقاذ ، ليثبت كذبة لم تعد سائغة ، وهي أن السودان يرفل في حلة حقوق الإنسان ، ويرقص طرباً على أنغام الديمقراطية ، تيار الصقور الذي يقف الآن في خندق مواجهة أهل دارفور معظمهم من تيار التوالي ، وزير الدولة بوزارة الخارجية السماني الوسيلة ، ومحمد المرضي والذي يشغل منصب وزير العدل ، هؤلاء مع تبنيهم الأطروحات المتشددة التي لا تضع فجوة للتسامح ، إلا أنهم دخلوا لعبة السلطة في الزمن الضائع ، وينقصهم الرصيد النضالي ، لذلك يحاولون الآن تعويضه عن طريق خطف قضية دارفور ، هذه الكارثة الإنسانية المؤلمة فتحت لهم الطريق لمخاطبة جمهور واسع من العالم كان لا يعرف عنهم شيئاً قبل وقوع هذه النكبة ، وهم يعتقدون أن اللغة المفذلكة والجدل في الفضائيات ، يُمكن أو يكونا وسيلة مقنعة لطمس هذه القضية ، وليس غريباً أن يتحدث رئيس الجمهورية عن اختصاص الأجهزة القضائية والعدلية ، قاطعاً قول كل خطيب عندما أشار إلي قضية الوزير أحمد هارون : لن نقيله ولن نحاكمه ولن نجرّده من منصبه !! فقد فغرت فمي من الدهشة حتى بانت نواجذي وأنا أري معالي وزير العدل يتحدث عن إمكانية محاكمة المتهمين السودانيين داخل القطر ، وقد مضى على قرار توجيه قائمة الاتهامات للمطلوبين أكثر من شهرين .. ويا ترى كم عدد الذين قُدموا للمحاكمة ؟؟؟ ..لا أحد ، لأن الأجهزة العدلية في السودان هي أجهزة مُسيسة تعمل بنصيحة الجهاز الحزبي ، ولا أمل في إصلاح الظل والعود أعوج ، هذا من غير أن نشير إلي مسألة الحصانة (Impunity )التي تُكبل الجهاز القضائي في السودان ، وهذا هو جوهر الخلاف بين المحكمة الدولية وحكومة الإنقاذ ، هذه الحصانة المُكتسبة هي التي أعطت الجناة حق إبادة المدنيين في دارفور .فحكومة الإنقاذ غير قادرة على تجريد وزير مُتهم من منصبه ..فكيف يُمكن أن تحاكمه ؟؟.
    المذكرة الأخيرة التي أصدرتها محاكمة الجنايات الدولية من أجل اعتقال الوزير أحمد هارون وقائد المليشيا علي كوشيب ، لن تكون هي نهاية المواجهة بين المجتمع الدولي وحكومة الإنقاذ والتي تأتيها المصائب الآن زرافات ووحدانا ، ففي وقت قياسي ودقيق عليهم أن يستجيبوا لاتفاق نيفاشا الذي يربطهم مع الحركة الشعبية ، ثم يأتي دور اتفاق أبوجا والشرق قبل أن تطل عليهم أزمة القوات الدولية مع الأمم المتحدة ، وها هي المحكمة الدولية تعودإليهم مجدداً ومعها مذكرة واضحة المعالم كوضوح الشمس في كبد السماء : نعتقد أن هذين الشخصين قد ارتكبا جرائم ضد الإنسانية من بينها القتل والاغتصاب والإبادة الجماعية ، إذاً الأوضاع تزداد سوءاً ، المستقبل قاتم ومظلم وحيل الخروج ضئيلة إذا لم نقل منعدمة ، في غمرة تحليلنا لهذه الأزمة علينا أن لا ننسى أن حكومة الإنقاذ تجنح إلي التفاؤل الغير مطلوب وحظ المبتدئين في حل قضايا محسومةمن قبل المجتمع الدولي ، وقد تملكني الضحك ، وهو نعمة نادرة في هذه الأيام ، عندما سمعت وزير العدل السوداني يرد على المحقق الدولي في إحدى الصحف : عليهم أن يبلوا قرارات المحكمة الدولية ويشربوا مويتها !!! أزمتنا في السودان أننا نخاطب الإنسان الغربي ، الذي يصل إلي الوظيفة بالاحتراف ، بنفس اللغة التي نخاطب بها المواطن السوداني البسيط الغير متوسع المدارك ، هؤلاء الناس لن يتركوا نظام الإنقاذ في حاله حتى ينتزعوا منه ما يريدون ، فكما رأينا كيف رفضت الإنقاذ مبدأ دخول القوات الدولية إلي دارفور واعتبرت حدوث ذلك أشبه (بلحسة كوع ) من الاستحالة ، ثم عادت فوافقت عليها لكن تحت مسمى جديد وهو القوات الهجين أو المشتركة ، هذا من غير أن يتحرك ذلك الشارع العريض الذي توّعد بإحالة دارفور إلي مقبرة للغزاة جماعية ، فمن المتوقع أيضاً أن تبادر الإنقاذ إلي الخنوع للمحكمة الدولية وترضى بتسليم هذين المتهمين إذا وافق المحقق الدولي على عدم استدعاء الرؤوس الكبيرة .
                  

03-08-2008, 02:18 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    السودان والبنوك

    فرحة طاغية عمت في القلوب ، وسرور لا يقطعه صوت البؤس والشقاء ، قرر القطريون دخول النادي الاقتصادي السوداني ، مليار دولار هي رأس مال البنك الجديد ، بنوك ناعمة الملمس تجاور ضفاف النيلين ، زجاج ملون وبراق يجعل عيون القطط تضئ في وضح النهار ، غير بعيد عن هذه البنوك المخملية لن تحتاج إلي عناء لقياس بؤس المواطن السوداني ، مصانع معطلة ، والزراعة تحولت إلي حرفة منبوذة ، والفقر قد دهس الناس بكلكله ، فيا ترى في أي مجال سوف تعمل هذه البنوك الوافدة ؟؟ لن يحتاج الأمر إلي عناء في البحث ، سوف تتاجر هذه البنوك في قوت الشعب السوداني ، لأنها سوف تعمل في تمويل المضاربات على شراء الدقيق والسكر والكساء والدواء ، ومن يغتني من هذه البنوك ليس شيخ أحمد أو حاج أبكر ، بل سوف يستفيد من خيرها أصحاب الجاه والسلطان ، والذين هتفوا أمام القطريين بالتهليل والتكبير ، فالبنوك في السودان ليست قومية ، فهي ترتبط بالسياسة كما يرتبط العشب بالماء ، وهي متورطة في معاناة الشعب السوداني ، وقد أفسدت من خلال عملها الكثير من الأنشطة الحيوية في السودان مثل الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية، وفي حرب الجنوب الأخيرة ساهمت البنوك في إعداد الجيش وتسليم قوائم المتطوعين ، ( فسيد شباب البنوك ) إذا صحت التسمية استخدم البندقية شعاراً له ، فانسحاب كتلة البنوك المسماة إسلامية من أرض الجنوب هو انسحاب سياسي قبل أن تتذرع إدارات هذه البنوك بحجة أن التمويل الإسلامي غير مسموح به في الجنوب !! ليس هذا هو السبب الحقيقي ، فهذه البنوك في السابق كانت تعتمد في عائداتها على النشاط الحربي لجيش الإنقاذ ، وكانت تجني أرباح طائلة بسبب غياب الشفافية ، هذا الوضع قد تغير الآن ، فحكومة الجنوب على الرغم من حداثة تجربتها إلا أنها حكومة مؤسسات ، وكلنا رأينا الموقف الحاسم للقائد سلفاكير فيما يخص الفساد ، والحمد لله أن هذه البنوك السرطانية انسحبت من أرض الجنوب ، فهي لم تبني المستشفيات ، أو كانت تقدم الخبز والدواء وتوفر المساكن للذين شرّدتهم الحرب وكواهم الترحال والهجير ، وأتمنى أن يأتي يوم وتنسحب فيه هذه البنوك من حياة المواطن الشمالي ، لتدعه يعيش حراً من شرورها ونزواتها .
    قبل أيام سرت فضيحة في أرض الكنانة كشفها وزير السياحة المصري ، سماسرة قطريين قاموا بشراء أراضي في سيناء لصالح رجال أعمال إسرائيليين !! إذاً هذا النوع من الرساميل ليس مطلوباً منا أن نفرح به ونعقد عليه الآمال العريضة ، هو رأسمال مبني على الغدر والخيانة ، وفي نفس الوقت أن هذا النوع من الاستثمار الوافد ينعكس خيراً وبركةً على حزب المؤتمر الوطني ، فالسودان ، هذا الوطن الشاسع ، في نظر هذا الحزب الانتهازي لا يزيد عن كونه مجرد مزرعة صغيرة ، مُكرسة بالكامل ، لتوريد الغلة للقطط السمان في حي ( كافوري ) و ( يثرب )، نعم ، السودان الآن أشبه بالوضع في أمريكا في عهد الكشوفات الجغرافية ، الكثير من هؤلاء المغامرين سوف يفدون إلي السودان تحت مسمى تدفق الاستثمار الأجنبي ، وسوف ينتعش سوق غسيل الأموال والصفقات المشبوهة .
    غير هذا المليار دولار والذي أتى متخفياً في عباءة القطريين ، هنالك إحصائيات واقعية في السودان لا يريد أحداً حتى فكرة التطرق إليها ، مثل اجتياح مرض السحائي لولاية الجزيرة ، أو هاجس آخر لا يقل خطورة عن ما سبق ، ازدياد حالات الإصابة بمرض نقص المناعة في ولاية كسلا ، وقبل أيام عرفت أن بعض منسوبي القوات المسلحة قد أغلقوا الحركة في كبري كوستي ، كوسيلة ضغط مبتكرة من أجل المطالبة بحقوقهم ، هذه الصور من الصراع ، بين الدولة والهامش ، وبين الهامش والأوبئة والأمراض ، هذه الصور لن تجدها في تلفزيون الفضائية السودانية الناعم .السودان الآن يقف على برميل بارود ، يريد فقط من يشعل الشرارة الأولى حتى يحطم السودان الرقم القياسي في قتلى الحروب الأهلية .
    ونحن صغار في السن ، عندما نرى الغراب ينعق ، كنا نقول :
    الغراب .. سف التراب
    حليمة ماتت
    ( سجم ) بناتك
    كنا نتشاءم من نعيق الغراب ونعتبره نذير شؤم ، كنا نتمنى أن يحل الخراب على الغراب بموت زوجته وبناته ، ويا خوفي على أهل السودان من هذا المال الخبيث القادم من الخارج ، مال مثل نعيق الغراب ، لن تجده ساعة الحاجة ، فهو مال ثمين وعزيز ، لا يطعم جائعاً في دارفور ، ولا يفرج كربة مواطن في قلب الخرطوم لا يملك أجرة الجرّاح ، سوف يظل هذا المال يلمع في شكل عمارات وأبراج في قلب الخرطوم ، أما علاقته بالمواطن السوداني فهي صفر ، السودان الآن ضيعة يتهافت عليها الانتهازيون من كل مكان ، يأتي كل ذلك وسط صيحات التفاؤل ، رجال المؤتمر الوطني يعيشون حياتهم بشجاعة من لا يخاف الموت ، أو يرجى بعثاً أو عقاباً .
    كنت من الذين كتبوا كثيراً عن أزمة دارفور ، تاريخها تداعياتها مأساة الناس هناك ، أزمة دارفور هي معاناة إنسانية قبل أن تكون قضية سياسية لها أبعاد وظلال عالمية ، وعندما كنت أرى رجال المؤتمر الوطني وهم يتعاهدون في الميادين العامة ، يتلفظون ( بالقسم ) المؤكد ، يقررون مفارقة زوجاتهم ، حتى لا تدخل القوات الأممية إلي أرض دارفور ، لكن التمنع والصدود ثم الرضوخ ليس من شيم النساء كما ينبغي ، بل هو صفة لاحقت رجال الإنقاذ منذ صدور القرار الأممي رقم 1590، يهيجون الشارع ، يدعون إلي الجهاد ، يملون شوارع الخرطوم ضجيجاً وصخباً ، وفي آخر المطاف يرضخون لسياسة الأمر الواقع ، ويفتحون الثغرات في جدار الرفض الذي بنوه .
    السودان ليس في حاجةٍ إلي بنوك جديدة ، فنحن بلاد على الرغم من فقرها لها عدد من البنوك يكاد يفوق بنوك الخليج كافة ، فبلد بها أكثر من أربعة ملايين مشرد ، وألفين قرية مدمرة ، وأكثر من نصف مليون قتيل ، فيا ترى من الذكي الذي يفتتح بنكاً وهو لا يرى كل هذه الكوارث ؟؟
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:19 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    ما بين معركة القادسية والميل أربعين

    أقل ما يُقال عن حرب الجنوب الماضية أنها كرّست ثقافة العنف والكراهية ، ومهّدت بشكل مباشر لتقسيم السودان وتوزيع أراضيه وفقاً للمكونات الجهوية ، وما فشل فيه المستعمر البريطاني خلال عقود من الزمن ، نجحت فيه الإنقاذ ببراعة خلال عقد واحد ، فالقول الشائع بيننا أن السودان ورث أزمة الجنوب من المستعمر البغيض ، لكن أزمتي دارفور والشرق وما سيأتي من أزمات قادمة هو صناعة سودانية خالصة ، وعندما جمع الغريب أغراضه ورحل عن بلادنا فإنه لم يترك لنا خمسمائة ألف قتيل ، ولم يشرّد مليونين ونيف ، ولم يحرق ألفي قرية ، ولم تسجل في شباكه حالات اغتصاب جماعي أو تصفية عرقية ، هذه الفظائع اُرتكبت في العهد المُسمى بالعهد الوطني ، أو كما يصفه البعض بعهد التحرر والاستقلال ، فقضية التحرر هي قضية مشروعة ، والحرب من أجل الوحدة والحفاظ على تماسك التراب الوطني هي أيضاً حرب مشروعة إن تحقق شرطي العدالة وتقاسم السلطة والثروة بين أبناء الشعب الواحد ، لكن الإنقاذ في حربها الأخيرة على الجنوبيين صنفت المجتمع السوداني بين مسلم حريص على نشر قيم دينه وبين كافر يجب قتله وسحله ، هذا ما كنا نسمعه في خطب الجمعة ، ومن خلال متابعتنا لبرنامج ( في ساحات الفداء ) ، لن نحتاج لعناء كبير لنعرف أن الإنقاذ عرّفت حرب الجنوب بأنها حرب بين الكفار والمسلمين ، تماماً كما حدث في حرب القادسية بين العرب والفرس ، كان المجاهدون يرفعون شعار الله أكبر في وجه الكفار ويحسنون قتلهم ، فهذا العمل يزيد من قربتهم لله ويكسبهم رضاه ، فهم يجدون في هذه الحرب ريح الجنة ويتطيبون المقامات الحسنة في جنات الخلد ، وهناك ظلال غامضة يستحي الناس من ذكرها عندما يستوجب علينا الحديث عن حرب الجنوب ، فإذا قرأنا قوائم الشهداء التي ترد من ميادين القتال ، من خلال أسمائهم نستطيع أن نعرف أن يمثلون طينةً واحدة من المجتمع السوداني لا تزيد عن واحد في المائة ، ففي حرب الجنوب الأخيرة استنفذت الإنقاذ كافة حيل الحرب من دين وعرق ومال ، وهناك من القادة العسكريين من أعطتهم الإنقاذ شيكاً على بياض من أجل الفتك بالجنوبيين وكسر شوكتهم ، وكان هؤلاء القادة يمثلون السودان الوطن المصغّر ، وهو قرية صغيرة يحتضنها النيل في الشمال ، قرية صغيرة آمنة ومطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان ، تحفها أشجار النخيل ، و تطل منها قبة الشيخ المدفون منذ عقود طويلة من الزمن ، لذلك كان الدبابين في حربهم الأخيرة يهزجون بالمديح النبوي ويصبرون نفسهم بلقاء الموت بصورة تليق بشرف المهمة ، في الحرب الأهلية الأمريكية ، وهي حرب من أجل الوحدة والاستقلال ، قام الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن ببناء مصالحة مع المجتمع الأفريقي في الشمال قبل أن يقود الحرب ضد الجنوبيين وحلفائهم من الإنجليز ، فالنتيجة كانت هي أمريكا التي نراها اليوم ، لم ينتصر ابراهام لنكولن على الجنوبيين وكفى ، بل نصره الحقيقي الذي تضمنته صحائف التاريخ هو اعترافه بحقوق السود ومساواتهم مع البيض ، ومهما تحدّثنا عن قصور التجربة الأمريكية من ناحية المشاركة السياسية ، إلا أنها تأتي في مقدمة الدول في مضمار الحريات والتسامح والديمقراطية ، حرب الجنوب الأخيرة في السودان ليست من الحروب التي تقود الناس للوحدة كما حدث في بلاد العام ( سام ) ، فهي حربُ قامت من أجل إرضاء الشعارات الذاتية ، وقامت أيضاً على أسس غير واقعية مجافية للحقائق ، فهي لا تُقارن بمعركة القادسية التي وقعت بين الفرس والمسلمين ، فحرب القادسية كانت بين جمع من المسلين وإمبراطورية لها جذور ممتدة في عمق التاريخ ، فقرنق ليس بكسرى بن يزدجرد ، والفريق سلفاكير لا يُمكن تشبيهه بالهرمزان ، وهم لم يقولوا أن الجنوب هو إمبراطورية يتوارث حكمها الأبناء عن الأباء ، فالحروب في عقيدة التاريخ تتشابه في النتائج لكنها تختلف في الأسباب ، فالحركة الشعبية هي كيان شعبي ، متواضع في ناحية الإمكانيات إذا قسناه بمدى كثرة الجيش السوداني وتنوع مصادره العسكرية واللوجستية ، رغماً عن ذلك صمدت الحركة الشعبية ، وقبلت بالتحدي لأنها كحركة شعبية استطاعت أن تخلق توازناً مع الجيش السوداني الذي يفوقها عدداً وعدةً ، ومن ثمرات هذا الصمود هو اتفاق نيفاشا الذي أعترف بحقوق الجميع وعدالة قضاياهم ، وهي نتائج تختلف كثيراً عن نتائج حرب القادسية التي انتهت بقطع رأس ( رستم ) واسر ( الهرمزان ) وغياب شمس تلك الإمبراطورية والتي قال المؤرخين عنها أن المسلمين أطلقوا عليها رصاصة الرحمة الأخيرة، فقد كانت منهارة قبل أن يصل إليها المسلمون بسبب الفساد والظلم والطغيان ، عملاً بالقول المأثور: ((إن الله يقيم الدولة الكافرة إن كانت عادلة ..ويزيل الدولة المؤمنة إن كانت ظالمة ))
    بيت القصيد من هذا المقال هو الاحتفال الذي أقامه التلفزيون السوداني قبل أيام عن معركة الميل أربعين ، تعداد مآثرها والإشادة ببطولة شهدائها ، فكأن عقارب الزمان عادت بنا إلي ما قبل ستة عشر عاماً ، بالتحديد إلي حقبة الكراهية والقتل والدمار ، فيا ترى من الذي يحقد على أهل السودان ويريد أن يعيدهم مرةً أخرى إلي ميدان الحرب عن طريق استرجاع الخطاب الخشبي القديم الممزوج بلغة العنف والكراهية ، صحيح أن اتفاق نيفاشا لم يفي بكل ما وعد به لكنه في أقل الظروف سمح بإيقاف الدماء وأعطى الأجيال القادمة بصيصاً من الضوء بأن المستقبل واعد ، وأن السلام يُمكن أن يحقق نتائج إيجابية أفضل من الحرب إذا صدقت النوايا .
    لأول مرة اسمع بجامعة الرباط الوطني لأن المسمى يشبه مسميات الأحزاب السياسية ، طلاب كلية الدراسات البيئية ودرء الكوارث بهذه الجامعة ،كادوا أن يجلبوا لنا كارثة بيئية مثل فيضان النيل و ثورة أمواج تاسونامي ، في برامج ( نبع المعارف ) عرضت المذيعة المبتدئة على طلاب هذه الجامعة مسابقة على النحو التالي :
    المذيعة : متى وأين وقعت معركة ( الميل أربعين ) ؟؟.. وما هو وجه الشبه بينها وبين معركة القادسية ؟؟
    يقف طالب ، ومن تصرفاته بدأ أن هناك من لقنه الإجابة الصحيحة فقال ؟؟
    في 16 مارس 97 ، في منطقة ( ياي ) ، ووجه الشبه هو كثرة ( الكفار ) وقلة ( المسلمين )!!!
    هنا تدخلت المذيعة وقالت : في معركة القادسية كان عدد الكفار كبيراً وعدد المسلمين ضئيلاً ..أما في معركة الميل أربعين فقد كان عدد المسلمين ضئيلاً وعدد ( جنود الطرف الآخر ) كبيراً !!!!
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:21 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    إعجابي بالحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل قرنق يعود إلي ما قبل عقدين من الزمان ، وكنت من المداومين على سماع البرنامج المحبب ( القائد مع الثوار ) والذي كان يبث من الاراضي الاثيوبية قبل سقوط العقيد مانغستو هايلي ماريام ، هناك نجوم برزت في عالم النضال ، القائد الحالي الفريق سلفاكير ، والقادة ياسر عمان وباقان أموم ودينق ألور ، لم يكن بين هؤلاء القادة العظام سفيرنا في واشنطن السيد/جون أكيج ، والذي أصبح أضحوكة في الصحافة الأمريكية بعد أن شبهته بوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ، أنا أجد فرقاً في الوصف ، فمحمد سعيد الصحاف بعثي بالميلاد ، وتربطه علاقة إخلاص مع الرئيس العراقي صدام حسين ، فسعيد الصحاف من الأوائل الذين هاجروا مع صدام حسين إلي القاهرة ، وقد عاد معه على نفس الطائرة بعد إنقلاب أحمد حسن البكر ، فسعيد الصحاف لم يكن يدافع عن نظام صدام لأنه أجير أو مرتزق ، بل يدافع عن نظام هو جزء منه ، فقد آمن الصحاف بدولة البعث فكراً وتطبيقاً ، أما سفيرنا الحالي في واشنطن فهو لا تربطه مع حكومة الإنقاذ سوى مسمى حكومة الوحدة الوطنية ، والتي بموجبها أصبح سفيراً هناك ، صحيح أن عتاولة حزب المؤتمر الوطني لم يقولوا أنه يحاربون الإرهابيين في دارفور ، ففي معظم التصريحات الحكومية نجد أن حركات المقاومة في دارفور تُوصف بالمتمردة ، وهو وصف شائع في الأدب العسكري الإنقاذي ، وقد كانت في السابق تطلقه على الحركة الشعبية فتصف قائدها بالمتمرد قرنق ، لكن سفيرنا في واشنطن أبتكر مصطلحاً جديداً لهذه الحرب ، فربطها بالحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب في كل أنحاء العالم ، أي أن سفيرنا في واشنطن قام بعمل لم يكن مطلوب منه ، وحتى هذا المؤتمر الهزيل الذي أقامه في واشنطن تجاهلته وسائل إعلام الإنقاذ في الداخل ، فالرجل تحدث على أنه صانع قرار سياسي وعسكري ونسى أنه ممثل فقط للسياسة السودانية ، فقرار حظر تصدير الصمغ العربي إلي الولايات المتحدة لا يصدره سفير ، بل تصدره الدولة وبعد الرجوع إلي الشركاء في حكومة الوحدة الوطنية أولاً ثم إلي البرلمان ثانياً إذا صح التعبير ،فسعادة سفيرنا في واشنطن السيد جون أكيج جاهل بالحروب التي خاضتها الإنقاذ ضد الجنوبيين ، وجاهلٌ أيضاً بطبيعة نشأة حركات المقاومة في دارفور وعلاقتها الوطيدة بالراحل الدكتور جون قرنق ، وقد تسآل البعض ما هو سر الوقفة التي هز فيها سعادة السفير يديه وصاح حتى علا ضجيجه في تناول قضية ليست من إختصاصه ؟؟ فالحركة الشعبية ليست طرفاً في هذه الحرب ، وهي إن لم تساند حركات المقاومة معنوياً فهي تتخذ دائماً موقف الحياد ، لكن ما سر خروج هذا السفير عن طوره ؟؟ وتناوله لحرب العراق جعله شبيهاً لعبدالباري عطوان ومصطفي بكري والذين ينسجون نظرية المؤامرة في كل نزاعات أمريكا في المنطقة العربية ، وهناك من تحفظ على حرب أمريكا ضد الإرهاب ، وهناك من يبرر وقوف المقاومة العراقية ضد الإحتلال الأمريكي ، وليس هناك إرهابيون تحاربهم الولايات المتحدة في الفلوجة كما تخيل سعادة السفير ، لكن الرأي العربي يؤكد وجود مقاومة ضد الإحتلال ، إذاً ليس هناك وجه شبه بين ما يحصل في العراق ودارفور إلا من زاوية واحدة ، إن الذي يقتل في السودان هو الحكومة السودانية ، وأن القتيل هو الشعب السوداني في دارفور ، وموقف السفير جون أكيج ذكرنا بمجموعة سلام الداخل التي وقعت بقيادة الدكتور لام أكول اتفاق سلام مع الجبهة الإسلامية القومية بقيادة الدكتور الترابي ، وقد رأيتهم يهللون ويكبرون أمام الشيخ الترابي ، فمجموعة سلام الداخل لا زالت موجودة داخل الحركة ، وهي تريد أن تجد لها موضع قدم بعد نهاية حكومية الوحدة الوطنية ، وهي سوف تصرخ ..وتهلل ..وتكبر ..لمن يدفع أكثر ..وربما يفسر هذا سر التحول وإنبعاث صوت الضجيج والصراخ

    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:24 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    هكذا قالها الدكتور الترابي من دون خجل أو مواربة ..أكد أنه لم يلتقي الرئيس البشير في حياته غير ليلة الأربعاء التي سبقت الإنقلاب ، وأردف قائلاً أن الرئيس البشير كان بعيداً عن الساحة الإسلامية وغير معروف ، لكنه كان بعثياً قبل أن يتم استدراجه إلينا .. والدليل كما قال الترابي أن قائد الإنقلاب تم إعلانه باسم عمر حسن أحمد ..لكن البعثيين في إحدي مجلاتهم تعرفوا عليه وذكروا اسمه كاملاً ( بعمرحسن أحمد البشير ) ، ويقول الترابي أنهم تعرفوا عليه لأنه كان منهم قبل أن يتخلى عنهم بالإنضمام للإسلاميين ..
    وأكبر سر أذاعه الترابي أن الإنقلاب نفذه أمن التنظيم والذين أرتدوا زي القوات المسلحة ليسطروا على الكباري ويقيموا الحواجز ...كما أنهم قاموا بتنفيذ الإعتقالات السياسية ، ومن الجيش لم يشارك إلا عدد محدود من سلاح المدرعات .
    ويقول الترابي أن البشير لم يكن متديناً ، ومن الممكن أنه لم يمارس العبادات الدينية إلا بعد تنفيذ الإنقلاب ، كما قال أن برنامج ساحات الفداء كان مرفوضاً من قبل الجيش لكن الموافقة عليه جاءت من القائد العام ...بسخريته المعهودة قال أن العساكر أعتادوا على قبول الأشياء إذا جاءتهم في شكل أوامر .
    بالنسبة للإعدامات التي جرت في حق بعض السودانيين الذين تعاملوا في النقد الأجنبي نسب الترابي هذا العمل لأجهزة الجيش التي كانت تريد إقناع الناس بأنها ثورة ذات قرار متفرد
    بالنسبة للصالح العام فقد أجل المضيف هذا الموضوع إلي الحلقة القادمة
                  

03-08-2008, 02:26 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    فُجعنا مرتين في حكومة الوحدة ، الفجيعة الأولى كانت مولانا محمد المرضي وزير العدل ، هذا الرجل الذي دخل إلي حكومة الوحدة الوطنية ، فمن المفترض أن يمضي السودان قدماً إلي الأمام في مجال الحريات وحقوق الإنسان ، ولكن هذا الرجل أعادنا إلي التسعينات من عهد الإنقاذ ، إلي عهد القهر والكبت ومحاربة الكلمة الحرة ، فبدلاً من أن تقوم وزارة المرضي بمطاردة المجرمين الذين أعتدوا على أعراض النساء في دارفور ، نراه اليوم يخصص وزارة العدل إلي واجهة للإنتقام الشخصي ، تقاعست وزارة العدل عن تطبيق العدالة في دارفور لكنها هرعت وهي مسرعة من أجل الثأر للسيد الوزير ، قرار إيقاف صحيفة السوداني الدولية ومصادرة أعدادها كان قبل قرار محاكمة مجرمي الحرب الذين أذاقوا أهلنا الذل والهوان وشردوهم في الآفاق ، ولا ننسى أن القضاء السوداني متهم بالتواطوء في تغطية هذه الجرائم البشعة .
    لكن خسارتنا في الرهان على وزارة العدل لا تُقارن بخسارتنا للحركة الشعبية لتحرير السودان ونحن على أعتاب مرحلة مهمة في تاريخ السودان ، المهمشين على وشك تسلم زمام أمور السودان ، والطوق يطيق كل يوم حول عنق رجال الإنقاذ ، وقد شهدنا ردة فعلهم الخائبة على قرارات الحظر الأمريكي ، لم يجدوا شيئاً سوى البكاء قرب مقر السفارة الأمريكية في الخرطوم ، وقرار تعيس بفتح طريق علي عبد اللطيف وكأن السيادة السودانية كامنة في شارع لا يتجاوز الكيلومترين ، وحتى هذا القرار لم يتحملوا تبعاته فعادوا لإغلاق الشارع مرة أخرى ، لكن رد الفعل القوي جاء من الحركة الشعبية ، الشريك في حكومة الوحدة الوطنية ، ثورة السفير السوداني السيد /جون أكيج في واشنطن سبقت المتقدمين والمتأخرين ، وقد سماها البعض بثورة الكوكولا ، ومن يتشبث بنظرية المؤامرة يظن أن شركة الكولا كولا كانت من وراء هذا المؤتمر الصحفي ، وقد هدد السيد الوزير بقطع هذا المنتوج الهام عن الولايات المتحدة إذا أقدمت على فرض حظر على السودان ، ولا أظن أن الكوكا كولا ، وهي مشروب من الدرجة الثانية بهذا القدر من الأهمية ، مثل النفط مثلاً ، حتى نرى الشعب الأمريكي يهرول وهو يقبل يد السفير ذات الساعة الذهبية ويطلب منه بتضرع أن لا ينفذ وعيده في هذا الوقت الحرج ، لكن كان أمام السيد السفير خيار آخر ، فلماذا لا يدعو إلي إغلاق فرع شركة الكوكا كولا في السودان ؟؟؟ لن يفعلوا ذلك ولو جاءتهم حمر النعم ، لأن وكيلها في السودان من الطينة الرئاسية ، وقرار حظر مشروب الكوكا كولا في السودان سوف يرفضه المؤتمر الوطني قبل الحركة الشعبية ، هذا لا يعني أن خيارات سعادة السفير أكيج قد نفذت ، فطالما أن مهمته أصبحت صعبة ومستحيلة .. وطالما أن أمريكا قد أعتدت عل بلاده التي تعاملت بكل رقة وإنسانية مع مواطنيها في دارفور .. فلماذا يبقي سعادة السفير في واشنطن ؟؟ لماذا لا يجمع حاجياته ويرحل ؟؟ بدلاً من هذه المسرحيات التي جلبت عليه النقمة والسخرية ؟؟ وهو الآن في واشنطن يًنظر إليه كمهرج مسرحي وشخص بلا مصداقية ، وسوف يتم التعامل معه على هذا الأساس حتى ولو قدم اعتذاراً ، لكن سعادة السفير لن يفعل مهما تكاثرت عليه الضغوط ، وقد ثبت بالتجربة والدليل أنه شخص بلا خبرة ويجهل أبسط أعراف اللياقة الدبلوماسية ، ليست الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي قالت أن هناك قتل وخراب في دارفور ، فقد أشار الأمين السابق لأمم المتحدة السيد كوفئ عنان أن دارفور تُعتبر كارثة القرن ، وهناك إجماع في أوروبا حول هذه المسألة ، وحتى رجال الإنقاذ في ساعات صحوة الضمير أعترفوا بأن هناك كارثة ، لكن سعادة سفيرنا هناك لا يرى ذلك !!! يقول أن عدد الضحايا ناتج عن قتال أبناء العمومة فيما بينهم !! ويا ليته قال أن سبب الأزمة بعير هارب حتى نتمسك بالرواية الرسمية الحكومية .
    لا أدري من اين تأتي الحركة الشعبية لتحرير السودان بهؤلاء الناس المتسلقين وتصعدهم في مناصب حساسة ، مع علمي أن الحركة الشعبية تنظيم مفتوح يعج بالمتعلمين والمثقفين ، لكن مسرحية السفير الذي يمثلها في حكومة الوحدة الوطنية سوف تسبب لها حرجاً في الولايات المنحدة هي في غنيً عنه ،والصحافة الأمريكية الآن تسميه بالصحاف فهل يا ترى سوف يسنعين بوزارة العدل السودانية من أجل المطالبة بنعويض شخصي عن الضرر الذي لحق به ..أم سوف يسكت ويتوارى عن الأنظار أياماً حتى يأتينا بمسرحية جديدة
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:27 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    حماس والإنقاذ ولعبة السلم والثعبان في رقعة الديمقراطية



    المشهد في إمارة غزستان بقيادة إسماعيل هنية لا يختلف كثيراً عن ما جرى في السودان قبل سبعة عشر عاماً ، الجبهة الإسلامية القومية كانت شريكاً في الحكم لكنها استغلت التسامح الديمقراطي فانقلبت عليه وهي تستخدم السلاح ، نظام الإنقاذ حمل معه رياح التغيير والثورة ، دفع السودانيون ثمن هذا التغيير ، حرب مدمرة في الجنوب ، وحروب مشتعلة في الغرب والشرق والشمال ، وأخطر من كل ذلك التقسيم الذي يهدد الوحدة الوطنية في البلاد ، ولا زالت حكومة الإنقاذ – كما يقول السيد الصادق المهدي – تسمع لمن يذيقها الألم وهو يستخدم العصا ، فلا تكترث لكل ما يقال في الداخل وتغض الطرف عن المبادرات الوطنية التي كان من الممكن أن توفر حلاً يغنينا عن التسول في العواصم ونحن نطرح القضية السودانية أمام كل من هب ودب ، رفضت الإنقاذ التدخل الأممي في دارفور من غير أن تستشير أحداً ، ثم عادت ورضت به من غير قيود أو شروط من غير أن نعرف لماذا رفضت ولماذا وافقت ؟؟ أما السيد إسماعيل هنية مهندس انقلاب غزة قد صعد في نفس الدرج ، وسار على نفس الدرب ، صعد إلي الحياة النيابية وهو يستخدم السلم الديمقراطي لكنه وقع في مربع ثعبان الانقلابات العسكرية ، فعادت حماس إلي حيث توجس الناس منها وخافوها منذ نشأتها ، ليس على المواطن الفلسطيني أن يدفع ثمن الحصار وانعدام الخبز والدواء وكفى ، عليه أن يتعامل الآن مع مليشيا تمارس التكفير والترهيب ، الكثيرون توقفوا كثيراً ، وانعقد لسانهم ولم يجدوا تفسيراً لما جرى في غزة ، ما جرى هو ردة فعل طبيعية تقوم بها الحركات الإسلامية عندما تفشل في تلبية حاجات المواطن الضعيف ، هذا النموذج أصبح يتكرر كثيراً في الساحة الإسلامية ، وعادةً ما ينتهي أمره بكارثة أقلاها التقسيم ، والمؤمنين بنظرية المؤامرة أسهبوا في تحليل نظرية الفوضى الخلاقة ، وقالوا أنها فيروس تحقن به الولايات المتحدة الجسد الحي في مجتمع الشرق الأوسط النظيف والمبرأ من العيوب ، هذا من الناحية النظرية ، أما من الناحية العملية فقد أعطتنا حركة حماس درساً لا يُستهان به في العمل السياسي ، فقد تسلق الملثمون أسطح المباني وشرعوا في تصويب بنادقهم على صدور رفقاء النضال من أبناء حركة فتح ، نهب للدور الحكومية وعمليات إعدام مباشرة في الهواء الطلق ، فلنتمعن إلي أين تريد أن تقودنا حركة حماس ، فهل نحو القدس ؟؟ أم نحو شلالات الدم الوفيرة ؟؟ فقد كانت تتعلل بالحصار وشح الموارد وهي ترى المواطن الفلسطيني لا يجد ما يسد به رمقه من الجوع ، والسؤال البديهي هو من أين جاءت بكل هذا السلاح ؟؟ وكيف كانت تتقاعس عن صرف مرتبات موظفي الدولة وتنفق في نفس الوقت بسخاء على جيشها المُسمى بالقوة التنفيذية ؟؟ نحن نعرف من أين جاءت هذه الأموال ، فقد كان رجال حماس يتجولون في عواصم البلدان الإسلامية ، يستجدون الشعوب العربية والإسلامية باسم القضية الفلسطينية ، ويحدثوننا بنصر قريب كما فعل خالد مشعل عندما زار العاصمة الخرطوم ، فقد بشرنا بالنصر ونهاية عهد الاحتلال ، فصفق له الدكتور غازي صلاح الدين ، وخرجت الدكتورة سعاد الفاتح عن طورها فطلبت من خالد مشعل أن يختصر الثورة في خمس سنين ، وها هو الآن يفعلها في أقل من سنة ، رئيس الإتحاد العام للطلاب السودانيين ، وهو منظمة منبثقة من مجلس الوزراء ، هذا الرئيس المصغر لحكومة الطلاب أصدر أمراً بموجبه يتم دفع مبلغ وقدره دولار شهرياً لحكومة حماس ، هذا المبلغ ليس من جيبه الخاص ولا من جيب الدولة ، لكن من جيب الطالب السوداني الذي لا يملك أجرة المواصلات ، ذلك الطالب الذي لا يتذكره أحد إلا في لحظة جمع الجبايا لكن هناك من يطلب منه أن يتبرع بطلقة تزهق نفساً في فلسطين وكأنّ الموت ينقصنا في السودان .
    من هذا المال موّلنا حركة حماس ، ومن هذا المال انطلقت نار الفتنة وشرارة الحرب ، فحماس التي تعدم الفلسطينيين تحت جنح التكفير والتخوين ، هي رحيمة اليوم بالجندي جلعاد شاليت ، وهي تساوم المجتمع الدولي بحياة صحفي مغلوب على أمره وهو السيد آلان جونسون الذي ليست له ناقة أو جمل في هذه الحرب ، فعلها رجال حماس فحرروا بيت كل من محمود عباس وأبو نضال وعرفات من ربق الاحتلال ، رقصوا وصلوا شكراً لله في ساحات الدور المحررة وهم ينقبون وجوههم بالثياب السوداء يخافون أن تتصيدهم إسرائيل ولا يخافون الله وهم يقتلون الأبرياء في الشوارع ...لكن يا ترى متى سوف يحررون القدس وقد رحلت حركة فتح والتي كان يرونها تقف في طريق نضالهم ، لن يمضي وقت طويل حتى تتفاوض حركة حماس مع إسرائيل ، وها هم قادتها يطرحون للشريك الإسرائيلي فكرة الأمن مقابل الغذاء والوقود ، فقد طعنوا القضية الفلسطينية في مقتل ، وهناك نزوح وتهجير قسري لكل من يخالفهم ، فآلاف الأسر تنتظر عند المعابر الإسرائيلية وهي متوجهة صوب الضفة الغربية وهي خائفة من بطش محاكم التفتيش التي أقامتها حماس ، نحن لسنا بصدد مناقشة لماذا انهارت قوات حركة فتح في القطاع بهذه السرعة ، فقد رد على هذا التساؤل الأستاذ محمد دحلان : أن القوة الأمنية المتواجدة في القطاع لم تُؤسس من أجل محاربة حماس ، كما أن هذه القوة فقدت 40% من الشهداء في انتفاضة الأقصى ، وهذه القوة كانت متهمة من قبل إسرائيل بالتواطؤ مع حركة حماس ، لذلك حاصرت إسرائيل الرئيس ياسر عرفات في بيته حتى مات .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:29 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    هزيمة الإسلام السياسي في فلسطين



    ناقشت في المقال السابق الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في غزة ، وربطت هذه الخطوة بتجربة الإنقاذ في السودان ، فكل النموذجين قد فشل في أرض الواقع ، فقد قسمت الإنقاذ السودان إلي أربعة دويلات ، وفتحت الطريق من أوسع أبوابه للتدخل الدولي ، وفي المقابل عاش الشعب السوداني تحت الحصار ، ورزح لفترة من الزمن تحت جناح العقوبات ، وها هي حركة حماس تفعلها اليوم للمرة الثانية ، فقد قسّمت الشعب الفلسطيني إلي ( غزيين ) و ( ضفيين ) ، ولم يعد تحرير القدس هو الشغل الشاغل لأبناء الشعب الفلسطيني ، فيكفي أبناء حماس تحرير بيت أبو مازن من الخونة والعملاء ، وعوضاً عن يافا وصمد والجليل والناصرة ، أصبح الصراع يحتدم حول خان يونس ورفح ، بدأت القضية الفلسطينية في أواخر عنفوانها ، ولم تجد ذلك الاستحسان الذي كانت تلقاه في السابق عندما رأي الجمهور العربي ( حزم وحسم ) هنية ، ليس عليهم إقامة المحاكم وتثبيت الدعوى بحق الذين جرى عليهم القصاص أمام الملأ ، فهم لا يقتلون الأسير برصاصة واحدة ، بل يزخون عليه 46 رصاصة حتى يتأكدوا من مفارقته للحياة ، أنهم يتهمون رجال فتح بالتعاون مع إسرائيل ، وربما لا يعلمون أن ثمرة هذا التعاون هي الغاز والكهرباء والمياه والتي من دونها لن يتحمل الشعب الفلسطيني نشوة الانتصار ، واستمرار هذه النعم في التدفق على القطاع يعني أن هذا التعاون – وإن كانت حماس تسميه خيانة – قائمُ على قدم وساق وضرورةُ تقضي على كل سبب يمنع ذلك .
    ضحكت حماس على الجمهور العربي المأخوذ بتجربة الصمود والمقاومة ، هذا الجمهور المخدوع بأوهام التحرير والجهاد ، وأخشى أن يأتي يوم بسبب ظلم حماس وبطشها أن يحن أهالي القطاع إلي أيام الإدارة المدنية التي كانت تعني بشئون القطاع قبل اتفاق أوسلو ، فعلى الأقل كانت هناك وحدة وطنية ، والفلسطينيون لم يكونوا يقتلون بعضهم بعضاً كما نرى اليوم ، ولم يتأذوا وهم تحت نير الاحتلال بمشاهد السطو والنهب والسرقة ، صُعق الإسرائيليون وهم يرون مقصلة حماس تقطع أوصال كل من خالفوها في الرأي والمذهب ، حتى الدور المسيحية التي رفض سيدنا عمر بن الخطاب أن يصلي فيها مخافة أن يقتدي الناس به ، تعرّضت في عهد هنية إلي السرقة والتخريب ، زعماء حماس المشاركين في الانقلاب يعتقدون أن ما قاموا به هو فتح إسلامي كفتح مكة ، وقد نسوا وهم في وهج الثورة أن الرسول ( ص) قد خاطب أهل مكة : ماذا ترون أني فاعلٌ بكم ؟؟
    فردوا عليه : أخٌ كريم وابن أخ كريم
    فقال لهم : أذهبوا فأنتم الطلقاء
    فلنقارن بين النقيضين ، بين نبي عُذب وهُجر من أرضه ، وتعرّض الذين أوه للغزو مرتين في ديارهم من قبل أهل مكة والذين حاربوه حتى في أرض المهجر ، فقد أعرض الرسول ( ص ) عن كل المظالم التي اقترفتها قريش بما فيها الخيانة والتآمر لقتله وحصار بني هاشم ، أعرض عن كل ذلك فأمن أهل مكة على أنفسهم وأموالهم بما فيهم السيدة هند بنت ربيعة التي استأجرت من يقتل عمه حمزة ويأتيها بكبدته لتمضغها إيغالاً في الحقد والتشفي ، امنّ على حياة الجميع ، من بينهم الذي يدخل بيته ويغلق على نفسه الباب بالمفتاح ، ولنعد إلي ما فعلته حماس بأبناء فتح بعد أن تمكنت بهم ، قتلهم كالعير في الميادين العامة ، وحرمتهم من حق التكريم بعد الموت مثل إقامة الصلاة والدعوى لحضور العزاء ، فقد أقامت حركة حماس يوم ( الدين ) قبل أن يحين أجله ، وتوسعت في العقوبة إلي أبعد الحدود ، ولا أدرى من أين تستقي حركات الإسلام السياسي قيمها ومبادئها وهي تتعامل مع مجتمع المحكومين .
    ويُعتبر على هذا الأساس أن السودان في عهد الإنقاذ كان يُشكل النموذج رقم ( 1 ) من تجربة حماس في فلسطين ، عشنا هذه التجربة قبل سبعة عشر عاماً ودفعنا ثمنها بالأقساط المميتة طوال كل هذه السنوات ، فتهم جزافية مثل عملاء وخونة ومعاول استعمار وطابور خامس كانت جاهزة ضد كل الذين وقفوا في وجه الإنقاذ ، حتى غير المحاربين تعرّضت أملاكهم للمصادرة ، وأذكر في هذا الخصوص كيف قامت أجهزة الأمن وقتذاك بطرد أسرة المرحوم الدكتور عمر نورالدايم من مسكنها بسبب موقفه السياسي ، وقد حوّلته إلي وكر يُمارس فيه التعذيب والتنكيل ، ليس علينا رؤية المذابح والجرائم التي ترتكبها حماس في فلسطين لأن الإعلام المفتوح في زمننا الحال قد فضح جرائمها التي لن ينساها الناس ، بل علينا قراءة تاريخ الإنقاذ في القتل وسفك الدماء ، هم – وأعني الحماسيين والإنقاذيين يريدون أن يكونوا في كوكب لا يسع الاختلاف في العرق والمذهب ، ففي حرب حماس الأخيرة بدت إسرائيل وهي أكثر رحمةً بالفلسطينيين من حماس ، فتحت المستشفيات لاستيعاب الجرحى ، وقد حرصت منذ أول يوم على تدفق الغاز والكهرباء والمياه ، وهي قد حرصت أيضاً على تدفق السلاح لحركة حماس ، وهم تعلم يقيناً أن رصاصه سوف ينهمر يوماً على الصدور الفلسطينية ، وقد صدقت التوقعات الإسرائيلية ، وقد أستغل الإسرائيليون هذه الحرب أفضل استغلال ، فكاتب ( مدونات ) في منتدى إسرائيلي يرى أن غضب الرب هو الذي حاق بالفلسطينيين ، فلأنهم قتلوا أبناء يهوذا فها هو الرب ينتقم منهم اليوم ، فقد عاقبهم فيما بينهم ، يقتلون بعضهم بروح فيها الكثير من التشفي والحقد ، حقدٌ أكثر من الذي كانوا يكنونه للإسرائيليين ، ومعظم الذين ماتوا في حرب هنية الأخيرة هم من المطلوبين أمنياً لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية ، وحتى سميح المدهون قائد شهداء الأقصى في حماس والذي أعدمته حركة حماس أمام الملأ فشلت إسرائيل أربعة مرات في اغتياله . لكن في المقابل قد خسرت حماس كثيراً بسبب هذه التجربة ، هي تقول أن الأمن مستتب في غزة بعد هذه المحاولة ، لكنني أرى أن الشعب الفلسطيني قد رضخ لحماس بسبب الخوف والإرهاب ، فمن الذي سوف يجازف بحياته فيقف ضد هنية ليجد الناس جثته في اليوم التالي وهي ملقاة في مكب النفايات ، شرعية حماس الآن ليست من الناخب الفلسطيني ، لكنها من البندقية كما قال أهل الإنقاذ :
    قد وصلنا إلي السلطة بقوة السلاح ومن يريد انتزاعها منا عليه اللجوء للسلاح ...فما أشبه اليوم بالبارحة .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:31 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الزواج في زمن الكارثة


    تحدتث مجالس الخرطوم كثيراً عن الزيجة الجديدة ، ليس الحديث هنا بصدد كراهة تعدد الزوجات لاستحالة تحقق العدل في الفراش والنفقة ، لكن لأن هناك تبايناً واضحاً في خط الزوجين ، كما قال الشاعر العربي :
    أيها المنكح الثريا سهيلاً ... عمرك الله كيف يلتقيان
    فهذه المعضلة التي صعبت في ذهن ذلك الشاعر وجدنا لها حلاً في السودان ، فالعريس رجل عوان بين ذلك ، فلا هو بالعجوز الهرم الذي لا تنكحه النساء إلا لماله ، وليس هو بالشاب الذي يفتن النساء بوسامته كما فعل الممثل الخجول براد بيت في أوساط المراهقات في الولايات المتحدة ، لكن مهما بدا لنا الأمر فهناك بون شاسع بين العروسين ، فعلى الأقل أحدهم تخطى الخمسين من العمر ، وهو على قاب قوسين أو أدنى من الستين ، والستين كما يقول الدكتور الترابي هي من عمر المنايا ، لأن الإنسان في هذه المرحلة يجب عليه أن يدرك بأن ما مضى من العمر لن يعود ، وعنفوان الشباب هو مرحلة مؤقتة كما يقول الله تعالى : لكل أجل كتاب ، وبهذا الصدد لا أتفق مع الذين يقولون أن الشباب يبقى في القلب طالما بقي هذا القلب ينبض بدم الحياة ، من مسعى آخر ، فإن عمر العروسة يقع في الثلث الأول من عمر العريس المزواج ، والذي تُرجح الروايات بفوزه بأربعة نساء بما فيهن هذه التحفة الجديدة ، وما أستغربه في هذا الزواج أنه جاء في غير توقيته ، خاصةً إذا علمنا أن سعيد الحظ هو رجل له باع كبير ومكانة مرموقة في صفوف حزب المؤتمر الوطني ، وهو أحد قادة الجهاد في الحرب التي شنها هذا الحزب على الحركة الشعبية في جنوب السودان ، ليس هذا فحسب ، يكفي الرجل فخراً بأنه تعهد بمنازلة القوات الأممية في دارفور ، على طريقة قول شاعرهم .:
    فليعد للدين مجده
    أو لترق منا كل الدماء
    وهو أيضاً من القائلين : أن القوات الأممية لن تدخل دارفور إلا على أجسادنا ، وأن دارفور سوف تتحول إلي مقابر جماعية تضم رفات جنود المارينز ، ولكن فارسنا وعريس الغفلة نجده الآن يستقبل القوات الأممية وفي ذمته عروس شابه ربما تذكره بما فاته من لهو الشباب ، لكنها لن تذكره بالوعد الذي قطعه أمام الحشود في الساحة الخضراء ، رحم الله أبو الطيب المتنبيء الذي قتلته الكلمات قبل السهام عندما خاطبه غلامه : ألست أنت القائل :
    الخيل والليل والبيداء تعرفني
    والرمح والسيف والقرطاس والقلم
    فقفل راجعاً وهو يقول : قتلتني يا غلام ، فقاتل حتى مات .
    في ليلة دخول القوات الأممية إلي دارفور لم ينسى رجال المؤتمر الوطني حظهم من الحياة الدنيا والذي جاء على حساب الآخرين ، هناك من غرق بسبب الفيضان ، ولقد أفجعني منظر ذلك المواطن ( الأصم ) الذي لم تمنعه عقدة اللسان من الشكوى لقناة الجزيرة ، هذا هو الشعب السوداني الذي تحكمه الإنقاذ ، نصفه يسبح في بحيرة الفيضانات ، ونصفه الآخر يعيش في معسكرات النزوح ، بينما يتلذذ القادة الكبار بالأنعم ، يرتدون البدلات الباريسية وهم يخاطبون العالم : إن قراركم في دارفور (Ugly & awful) ، يقتبسون لغة الممثل جون وين في أفلام (wild west) ، لكن سرعان ما بهتنا ..لأن ما كان ( بشعاً وقبيحاً ) أصبح مستحسناً وجميلاً .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:32 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    سياسة التعريب في ( تُلس ) كما وصفتها صحيفة اللوس انجلز تايمز
    ترجمة وتعليق
    سارة عيسي

    مزارع خضراء ، تنتج الذرة والسمسم ، دخان الطبخ يتصاعد من الأكواخ ، هذه الصورة البهية رسمها أدموند ساندر ، مراسل صحيفة اللوس انجلز تايمز من (تُلس ) ، ما يزيد الأمر الغرابة أن هؤلاء السعداء هم ليسوا من أهل دارفور ، بل هم من عرب تشاد الذين فروا من القتال الدائر في التخوم الشرقية لبلادهم ، لكن هذا الحال لا يعني أنهم لاجئين ، فهم الآن يعيشون في أطلال مدينة ( تُلس ) ، بالتحديد في قرى السودانيين الذين شرّدتهم مليشيا الجنجويد المدعومة من نظام الإنقاذ ، السودانيين النازحين من قراهم ، في المقابل ، يعيشون في معسكر ( هبيلة ) الذي لا يبعد أكثر من عشرين ميلاً عن مدينة ( تُلس ) ، يقول أحد هؤلاء اللاجئين التشاديين وهو شيخ مجموعة مكونة من مائة وخمسين فرداً ، يعيشون في هذه القرى المهجورة يقول : أن لأوضاع هنا مريحة ا أشعر وكأني في بلدي !!.
    بينما تقول السيدة/مريم يحي ، وهي أرملة سودانية تبلغ الستين من العمر وتعول أسرة مكوّنة من أربعة أفراد : على هولاء الناس أن يرحلوا ، تقول التقارير أن ما يربو على 30ألف لاجئ تشادي ، ينحدرون من القبائل العربية ، دخلوا دارفور في خلال الستة أشهر الأخيرة ، وتقارير أخرى تفيد أن ما يربو على 50 ألف دخلوا إلي دارفور خلال سنة ، بقدر ما تنامت هذه الظاهرة والتي عزاها المحللون إلي ترحيب القبائل العربية بنظيراتها الأخرى الفارة من النزاع الدائر في تشاد تشاد ، ودعمها لها بالغذاء والمؤن ، وتوجيهها نحو هذه القرى المهجورة بالتحديد ، لكن المخيف في الأمر أن تتحول هذه الهجرة إلي عائق يُصعب حل كل القضايا العالقة في دارفور ، والتي يأتي من بينها إعادة النازحين إلي قراهم ، هذا القلق أبداه ممثلو الحركة الشعبية لتحرير السودان في البرلمان ، مخافة أن تقوم السلطات السودانية بإضافة هؤلاء اللاجئين في السجل الإنتخابي ، مما يقوي مركز الحزب الحاكم ، بالذات إذا علمنا أن هناك تقارير تفيد أن السلطات السودانية طلبت من وزارة الصحة إصدار مائة شهادة ميلاد مزورة تخص هؤلاء النازحين ، إذاً نحن أمام واقع جديد من مشاريع التعريب (schemes of Arabicization) في دارفور ، وهذا ما أكده أبو القاسم إمام ، أحد قادة الفصائل التي وقعت اتفاقية سلام مع نظام الخرطوم ، يعترف أبو القاسم بأن هناك أسباب فعلية أدت إلي لجوء هؤلاء الناس إلي السودان ، لكن – كما يرى – لا يمنع ذلك ان تكون لبعضهم مآرب أخرى ، وهو يرى أن إستضافة هؤلاء اللاجئين التشاديين كان يجب أن تتم في مخيمات بدلاً عن توطينهم في قرى هجرها أهلها تحت ظل نفس الأسباب .
                  

03-08-2008, 02:34 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    كلمات في حق مولانا علي محمود حسنين :فك الله اسره


    تقرير صحي نشره موقع رويتر للأنباء ، هذه المرة الحديث لا يدور عن عدد المشاركين في حبكة الإنقلاب التي حاكتها الإنقاذ في وجه رموز بعض القوى الوطنية ، والذين يأتي من بينهم الأستاذ الكبير ، ومعلم الأجيال ، مولانا علي محمود حسنين ، هو الرجل الوحيد الذي قبل المرافعة في قضية الشهيد البشير الطيب البشير ، طالب السنة الخامسة بكلية الآداب جامعة الخرطوم ، كان ذلك في عام 1989م ، النظام الثوري كان في قمة مجده وعنفوانه ، والمحاكم الشعبية قد نصبت المحاكم والمقاصل لقطع رأس كل من يقف في وجه قطار الثورة ، الحديث كان يدور عن التخلص من ثلثي الشعب السوداني ليحيا ثلث واحد هو الجبهة الإسلامية القومية ، قضية الشهيد البشير الطيب البشير كانت إمتحاناً للقضاء السوداني في عهد الأسياد الجدد ، والامتحان كان هو : من الذي سيربط الجرس في عنق القط ؟؟ فالقاتل ينتمي لهؤلاء الأسياد الجدد ، الذين أدعوا زوراً وبهتاناً أنهم ربطوا برنامج أهل الأرض ببرنامج أهل السماء ، لا أحد يعرف خطورة جريمة القتل مثل مشرع القوانين الدكتور حسن عبد الله الترابي ، رجال القانون من أمثال الاستاذ/علي عثمان محمد طه ، حافظ الشيخ الزاكي ، عبد الباسط سبدرات ، محمد الحسن الأمين ، كل هؤلاء كانوا من بين الفرسان الجدد ، رغماً عن كل ذلك ، قالت السياسة كلمتها الفصل في المسألة ، ضاع دم الشهيد البشير الطيب البشير بين القبائل ، وخرج القاتل مزهواً بفعلته ، يعتقد بأنها سوف تُقربه لله زلفى ، لكن من رجال القانون هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا ، رجالٌ كرسوا أنفسهم للغير ورضيت عنهم مهنة القانون التي مزقها الساسة إلي أشلاء متناثرة ، قبل مولانا علي محمود حسنين أن يكون مرافعاً للشهيد البشير الطيب البشير ، وهو يعلم بأنها مهمة محفوفة بالمخاطر ، رفض أن يخرج من السودان وكانت عواصم الدولة مفتوحة لكل من يرفع السيف في وجه الإنقاذ ، عاش بين قومه وهو يراهم يتساقطون بسبب الملاريا والتيفيويد ، ومن نجا منهم عاث فيه ظلم الإنقاذ فأثبطه عن المسير في طريق الحرية . شجاعة الأستاذ علي محمود حسنين في ذلك الوقت تجعلني أطمئن عليه الآن وهو في الأسر ، وهو الشيخ المسن ، لكن قلبه ما زال شاباً بوهج الحرية ، وإيمانه لا يهزه سوط السجان ، نعم هؤلاء رجال وُلدوا ليكونوا سبباً ، يخيفون الأقزام الذين ينصرون أنفسهم بالسجون والحيطان .
    نشرت رويتر تقريرها اليوم عن أزمة الكوليرا في شرق السودان ، إحصائيات الإنقاذ تتحدث عن عدد المشاركين في الإنقلاب المزعوم ، فهل هم أربعين ؟؟ أم ينقصون قليلاً؟؟ ولكنها لا تتحدث عن موت أربعين سودانياً في كسلا والقضارف بسبب هذا الداء المنُقرض والذي نسميه ( الكوليرا) ، أنهم لا يكترثون لحياة المواطن بقدر ما يهتمون لحماية عرشهم وسؤددهم وقصورهم ، ومن هنا آقول لآل حسنين صبراً فإن موعدنا هو الحرية ، وأن الجلادين قد ضعف سوطهم ودنا أجلهم ، فالسجون وحياكة القصص لم تعد تجلب لهم العطف والسقيا ، فعدونا الذي رفعنا في وجه السلاح في دارفور فقير من بضاعة الفكر ، يخاف أن يتخطفه الشعب بين عشية وضحاها ، قلبي مع الاستاذة /ندى محمود حسنين ، أبنة الأسير الذي نذر نفسه للعدالة ، فأستاذنا الجليل هو أب لكل السودانيين ، لا أدري من أين حفظت هذا الشعر ؟؟ ولا أدري لمن هذه الكلمات ؟؟ لكنها تأتي في سياق المناسبة :
    أبداً على هذا الطريق
    أبداً على هذا الطريق
    راياتنا بصر الضرير
    وصوتنا أمل الفريق
    بضلوع موتانا نخصب الأرض اليباب
    وبدمائنا نسقي جنيناً في التراب
    ونرد حقلاً شاخ فيه الجذع الشباب
    وختمها الشاعر وأحسبه أحد طلاب جامعة الخرطوم الذين عاصروا معنا تلك المحنة :
    شرف السواقي أنها تفنى فدى النهر العميق
                  

03-08-2008, 02:36 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الدكتور منصور خالد كما قرأت له


    كثيراً ما كنت أقول أن عائلة الزعيم إسماعيل الأزهري تشبه عائلة الرئيس الأمريكي جون كيندي ، من حيث ما وجدته العائلتان من حظر عاثر ونقص في الأنفس ، وحزن سرمدي يمزج بين الحقيقة والخيال ، وظنون جعلت الكثيرين ، من غير قطع أكيد ، يتناولون حادثة رحيل الرئيسين في ظروف غامضة ، مما فتح مجالاً للجدل لم يُغلق حتى اللحظة ، نعم مات الزعيم الأزهري في السجن ، فهو شهيد الحرية والديمقراطية ، وقد فطنت ذاكرة المؤرخين الجدد ، وهم لهم سوابق ، كما أشربوا من معين الفكري اليساري ، عرفوا الآن ، وهم في قيد الصدفة ، أن الدكتور منصور خالد كان يشغل الخانة رقم (9) في قائمة عملاء المخابرات الأمريكية ، يزودها بالمعلومات ، يستقصى لها زوراً وبهتاناً عن ما يجري في بيوت الزعامات الكبيرة ، لن أحتاج إلي القول أن رواية الدكتور عبد الله علي إبراهيم ، عن علاقة الدكتور منصور خالد بالمخابرات الأمريكية ، لن أحتاج إلي القول أن هذه الرواية ضعيفة متناً وكيفاً ، حتى ولو كان الشاهد هو مكتبة الكونغرس ، ومنذ متى كان المثقف العربي يفرح بما تقوله المخابرات الأمريكية ؟؟ فيفرح لذلك ويعتبر ما قالته حقيقة لا يوهنها شك ولا يخالطها ريب ؟؟ ، ومن هذا المنطلق علينا أن نؤمن أيضاً ، بأن أمريكا دخلت العراق من أجل تنظيفه من أسلحة الدمار الشامل؟؟ أليس الشاهد هو المخابرات الأمريكية ؟؟ الرائد الذي لا يكذب أهله !! ، ولماذا لا يحدثنا هؤلاء المؤرخين الجدد ، الذين يضعون علامات البغضاء والكيد الشخصي نصب أعينهم ، قبل أن يضعوا للمطلعين كيفية وقوع الحوادث التاريخية ، ويا ليت لو أن الذاكرة أسعفت هولاء ، ليقولوا لنا من الذي قتل الزعيم الأزهري ؟؟ ومن الذي وضعه في السجن ؟؟ وحرمه من الرعاية الطبية حتى مات ؟؟
    فالمُؤرخ الذي يتجاهل حقيقة مهمة مثل إغتيال الزعيم الأزهري ، يكون غير مؤهل للحكم على قضية تاريخية أخرى ، وهؤلاء المؤرخين ، وما أكثرهم اليوم ، وقد نبعوا بفضل تطور وسائل الإتصال وتقنية المعلومات ، حين ينكبون على دراسة كل ما كُتب في مكتبة الكونغرس ، فهم بهذا الحال ، أشبه بمطاعم الوجبات السريعة ، فهم يعتمدون على الوصفة الجاهزة ، من غير أن يُكلوا أنفسهم بعناء البحث والتدقيق .
    الدكتور منصور خالد رقم صعب في الحياة السياسية في السودان ، وهو صانع سياسة قبل أن يكون مفكراً تشهد بجودة صنعته المكتبة السودانية ، وأدلّ على ذلك تحقيقه وإشرافه على ملف السلام مع الجنوبيين ، في عهدين ، وفي لحظات حرجة من تاريخ السودان ، في سيرة حياته الزاهرة بالعمل والعطاء حصد الدكتور منصور خالد العديد من الأعداء ، فهو غير مقتنع بحكم البيوتات الكبيرة ، وأنضم للنميري بعد خروج الشيوعيين ، قناعاته بفكرة السودان المُوحد جعلته يخرج عن طوع النميري ، عندما شعر بأن اتفاقية أديس أببا مهددة بالزوال بسبب ( النهج الإسلامي لماذا ؟؟ ، الشيوعيين كانوا يعتبرون الحركة الشعبية رافداً من روافد النضال ، ذلك قبل أن يتحصنوا في خندق الجهويات كما يفعلون الآن ، فيتقاسمون مع عدو الأمس اللدود ، الذي عمل فيهم تعذيباً وتشريداً ،لكنهم اليوم يتقاسمون معه اللقمة في المجلس الوطني ، نسي هؤلاء أن الدكتور منصور خالد هو أحد الأعمدة الفكرية في الحركة الشعبية ، أما خلاف الجبهة الإسلامية القومية مع الدكتور منصور خالد ، من الممكن أن نختصره في عبارة ( مهزوم بائد ) التي كان المقدم يونس محمود يبدأ بها حديثه الصباحي ، نعم حصد الدكتور منصور خالد ، بفضل تفوقه ونبوغه الكثير من الأعداء ، والذين دفعهم سوء الحال إلي الإستعانة بمكتبة الكونغرس وقراءة يوميات المخبرين ليجدوا وصمة تسود حياة الرجل الشريف الذي رفض أن يترجل ويهوي بنفسه معهم في جرف السفهاء .
    تهمة الإنتماء للمخابرات الأمريكية طالت الجميع ، بما فيهم الأخوان المسلمين ، والذين أعتبرهم الشيوعيين في يومٍ ما حصان طروادة الذين أرسلته الإمبريالية العالمية للوقوف في وجه المد الثوري الشعبي ، والحرب الروسية الأفغانية في نظر الشيوعيين هي حرب قام بها عملاء الإمبريالية ، الذين أستخدموا الدين الإسلامي كسلاح في هذه الحرب ، حتى أسامة بن لادن لم يسلم من هذه التهمة ، إذاً ثقافة النسب للمخابرات الأمريكية هي ثقافة رائجة بين المواطنين البسطاء في الشرق الأوسط ، لكن هذه ليست ثقافة النخب وكتاب التاريخ ، حفظ الله الدكتور منصب خالد من كل شر ومكر ، فهو صاحب مدرسة متفردة ، فهو المحاور في ( حوار مع الصفوة ) ، وهو الناقد للنظام في ( لا خير فينا إن لم نقلها ) ، وهو المُستبصر والقارئ للمستقبل في ( السودان في النفق المظلم ) ، وهو الفقيه في ( الفجر الكاذب ) ، وهو الدارس للتقلبات السياسية في ( النخبة السودانية وإدمان الفشل ) ، وهو المتشائم في (قصة بلدين ) ، وقد قرأت حزنه بين السطور في مقاله (عامان من حصاد السلام ) . أنه الدكتور منصور خالد الذي عرف قدر نفسه ، وإذا خاطبه الجاهلون قال سلاماً .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:37 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الدكتور منصور خالد وقصة القنبرة والفيل


    نجد في عالم الحيوان قصصاً وعبر تفيدنا عندما تمر بنا حادثة معينة ، يُقال أن ( القنبرة ) صعدت على ظهر الفيل ، وعندما أرادت أن تطير خاطبته وهي محذرة له : تماسك أنني أريد أن أطير
    فتعجب الفيل من قولها وسخر منها : كيف اتماسك وأنا لم اشعر حتى بوجودك على ظهري !!
    الكتابة عن المشاهير تجلب الإنتباه ، وبالذات إن كانت عن مفكر وعبقري بمثل في مكانة الدكتور منصور خالد ، العرب الأوائل عندما تحيّروا في القرآن نسبوه إلي أساطير الأولين ، والإنسان على مر التاريخ لم يتغير ، فإن كان موقف أهل قريش من بلاغة القرآن بهذا الشكل ، فلماذا لا يرى بعضنا أن م اسطره الدكتور منصور خالد في كتبه ، من حيث غزارة البلاغة وتعدد المصادر ، أن يكون وحياً ألهمته له المخابرات الأمريكية ، نعم حار هؤلاء الجهال في مقالات الدكتور منصور خالد ، فلم يجدوا ليها عيباً أو إعوجاجاً ، فكان لا بد من قتل الرجل معنوياً ، وهزيمته عن طريق التخوين والعمالة للأجنبي ، هذا هو ديدن الحركات الإسلامية في العالم العربي ، لكنه ليس منهج أهل الفكر الإشتراكي ، وبنفس المستوى يُمكننا أن نستخدم هذه الاسلوب في تخوين كل من أنتمى للحزب الشيوعي ، ونستخدم ثقافة الإسلاميين في التخوين ، بالقول أن هؤلاء ليس عملاء وكفى ، بل لا دينيين يقولون أن الدين هو أفيون للشعوب .
    ورد في مقال الدكتور عبد الله علي إبراهيم ، أن الدكتور منصور خالد قدم معلومات قيمة للمخابرات الأمريكية ، عن المرحوم عبد الخالق محجوب وعن رغبته في الترشح للإنتخابات ، أو عن قرار فصل السيد/محمد إبراهيم نقد من كلية الخرطوم ،و إبتعاثه إلي براغ لتكملة تعليمه ، فهل هذه تُسمى معلومات إستخبارية ؟؟؟ ، وهل كان من الصعب الحصول على هذه المعلومات من صحف اليومية ؟؟ حتى تجد المخابرات الأمريكية ضالتها في شخص منصور خالد ليقول لها : ان السيد/نقد كان عضواً في إتحاد الطلبة وفُصل بسبب مظاهرة ؟؟ ، وبالمناسبة ، كل الأسماء التي وردت في محيط التجسس المزعوم ، من أمثال عبد الخالق محجوب وطه بعشر والدكتور عزالدين علي عامر ، هم من النخب المعروفة بإنتمائها للحزب الشيوعي ، ولم يكونوا في حاجةٍ إلي جهاز بشري لرصد حقيقة إنتمائهم ، وبعضهم كان متزوجاً من أجنبيات ، هذا إذا لم نقل أن معظم حملة الجنسية الأمريكية من السودانيين هم من رموز اليسار ، ومن هنا يُمكن أن نعرف لماذا نشر الباحث اسماً واحداً من قائمة مخبرين تضم كما قال أحد عشر اسماً ، لكن ما ذكره الدكتور عبد الله علي إبراهيم كان أقرب إلي الثرثرة (Gossiping) منه إلي المعلومة التاريخية الصحيحة ، كما أن تلك الشخصيات لم تتعرض للإغتيال أو الخطف .
    وقد أشاح الدكتور عبد الله علي إبراهيم بالحشمة الأكاديمية كما قال ، وهو لا ينسى أنه تربى في الحركة الماركسية ، ولا يخفي إعجابه بأمهات المكتبات الغربية ، في لندن وواشنطن ، لأنه وجد فيهما علماً منيراً !! ، هذا العلم أصبح منيراً لأن هناك من قال شيئاً يذم شخص دكتور منصور خالد ؟؟ وفي إطار تقييمه للتاريخ ، نسي الدكتور عبد الله علي إبراهيم ، أن يقول لنا ما هي صلة الوصل بين الشيوعيين في السودان ومنارتهم في موسكو ؟؟ وهل يا ترى كانوا أيضاً يتجسسون لصالح الكي .بي .بي جي ، ويعطونها معلومات قيمة عن العناصر اليمينية الرجعية في السودان؟؟ أم أن مكتبة موسكو أصبحت لا تقدم الشاى والجاتوه فهجرها روادها من يساري الأمس ، بعد أن عرفوا أن العلم المنير هو فقط في واشنطن ولندن وليس في موسكوا أو هافانا .
    الإخاء الوطني مفقود في السودان قبل أن يكون الدكتور منصور خالد هو السبب فيه ، وهو يعرف أكثر من غيره إن إنقلاب مايو 69 وإنقلاب الجبهة الإسلامية في يونيو 89 ، هما سبباً مباشراً لكل أزمات الصراع في السودان ، هما اللذان ولدا الحقد والكراهية وثقافة إستئصال الآخر عن طريق التعذيب والقتل والصالح العام ، (فطويس الأوس والخزرج ) هو من قال : نحن وصلنا للسلطة بقوة السلاح ..ومن أراد أن ينزعها عنا عليه أن يلجأ للسلاح ، أو هو القائل : أن المعارضة يجب أن تغتسل عن ذنوبها البحر قبل أن تصافح يد الإنقاذ ، هذا الحديث موجود في المكتبة السودانية ، فعلى الأقل سوف يكفينا شر الترحال ، لم نكن ننعم بالإخاء في الجنوب أو دارفور أو جبال النوبة ، الإخاء السوداني لم يكون موجوداً حتى في كجبار في الولاية الشمالية ، فكيف يُمكن أن يُتهم الدكتور منصور خالد بأنه عكّر الإخاء ؟؟ أن من عكّر هذه الحميدة هم من قتلوا الناس في الجزيرة أبا وود نوباوي ، وعكره رفاق الأمس الذين أقاموا لبعضهم المشانق كما حدث لعبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ .
    نعم ، يجب أن ندين من يتعامل مع المخابرات الأمريكية ، لكن هذه التهمة لا يجب أن تكون حصرية ، فهناك من زار أمريكا قبل سنتين وهو محمول على طائرة تخص المخابرات الأمريكية ، فيجب أن نبدأ بهؤلاء قبل أن نغرق في مستنقع قاعه يصل إلي أكثر من نصف قرن .








    [اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




    · · · أبحث · ملفك ·


    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

    © Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

    http://www.sudaneseonline.com
    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de

                  

03-08-2008, 02:39 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    مدير ( كوز) تفزعه كلمة (عملاء )

    في أيام الإنقاذ الأولى ، عندما هيمن الملتحون على المؤسسات الوطنية ، بعد أن قضى قطار الصالح العام على كل من وقف في وجه النظام ، أستقر لهم الوضع وطاب بهم المكان ، فشرع الدخلاء الجدد في وضع لمساتهم الفنية في الوزارات والشركات التي وصلوا إليها ، وقد حدث أمر جلل في إحدى هذه الوزارات أصاب المنسوبين بالذعر ، ووضع كل من حضر الحادثة يده على قلبه وهو يتشهد ويدعوا الله قائماً وقاعداً : اللهم أجعل العواقب سليمة .
    المدير الملتحي ولج إلي الوزارة مسرعاً ، فهو يحاول دائماً أن يُري من تبقى من منسوبي الشركة قوته وجبروته ، لذلك يقرع الأرض برجليه وهو يحدث جلبة عظيمة ، فيكف اللاعب ويسكت الناطق مخافة قطع لقمة العيش ، يفتح باب مكتبه بقوة ، وبعدها يبدأ في مقابلة الموظفين الواحد تلو الآخر ، لكنه في أغلب الأحيان يقدمُ إليه في البدء الذين هم من بطانته ، يرفعون له التقارير المطلوبة عن سلوك كل موظف ، تصرفاته ، وهل يصلي أم لا؟؟ وهل له أراء مغايرة لما يجري في الساحة من تغييرات سياسية هامة ؟؟
    في ذلك اليوم رأي المدير المُلتحي لوحة صغيرة ، كُتبت بحبر أزرق وعُلقت على شباك المنتظرين ، كُتب عليها : شباك العملاء .
    كلمة (العملاء ) أثارت غضب المدير الجديد ، وزاد حنقه حتى يبس لسانه ، فلم يقدر على أن يقول شيئاً ، حرك يده وهو يشير إلي اللوحة وقال وهو يصرعه الغيظ : أتوني بالفاعل ؟؟
    ذُهل الحضور من ردة الفعل ، وحدث هرج ومرج ، فيا ترى من الذي أغضب السيد وجعله يخرج عن طوره ، وبدأ الجميع في طرح التساؤلات ، بعضهم رأي ربما تكون اللوحة قد كُتبت بخط غير واضح ، وبعضهم قال ربما يكون السبب أن المدير لا يطيق الكتابة في الحيطان ، لكن إذا عرفنا السبب بطل العجب ، جاء الخطاط وهو من حسن الحظ كان من ( الجماعة ) ، تبسم المدير في وجهه ضاحكاً وخاطبه : لولا ثقتي في إجتهادك وعلمي بحسن نيتك لكان لي معك شأن آخر
    فالمدير الملتزم بخط الجبهة الإسلامية أفزعته عبارة ( العملاء ) والتي كان إعلام الإنقاذ يلوكها كل ما أراد الحديث عن التجمع الوطني الديمقراطي أو الحركة الشعبية ، وكانت هذه العبارات تأتي على النحو التالي : تجمع السفهاء الذين تنسيهم الراح بالليل ما يقولونه في وضح النهار ، ربيب الطائفية أو أحياناً صبي الطائفية المدلل ، تجمع المارقين والخونة ، قيادات الطابور الخامس والإرتزاق ، تجمع العملاء ، مهزوم بائد ، خشي المدير الجديد أن يكون أحد هولاء العملاء من مرتادي وزارته ..لذلك كان كل هذا الجزع .
                  

03-08-2008, 02:40 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    قصة وزير دخل إلي قصر الإنقاذ ولم يخرج منه

    كان الوسط الإجتماعي يتندر على وزير دخل حكومة الوطنية الأخيرة ، في يوم الإحتفال دخل هذا الوزير وهو يحتذي ( شبشب ) ، ويلبس قميصاً خفيفاً من كثرة الغسل والكوي ، لا يغطي هذا القميص الكثير من العيوب ، فيمكن رؤية شريطي ( الفنيلة ) الداخلية ، وهما يمتدان في ظهره كالحيات حتى يختفيان في طية البنطلون العتيق .
    سأل بعض الشهود هذا الوزير الجديد : أنه يوم احتفال بالمنصب فلماذا لا ترتدي حلة تناسب المقام ؟؟
    فرد عليهم : أعطوني شهر فقط .. وسوف لن تعرفوني
    بالفعل وافق( شن ) طبقه ، كان للوزير ما أراد ، يدهن نفسه كل يوم ( بالساونة ) ، كثرت الثياب عنده فأمتلأ الدولاب إلي الآخر ، فقد طلّق ذلك الشبشب اليتيم ، لم تعد شرائط ( الفنيلة الداخلية ) تتعرجان على ظهره كما يفعل النيلين الأبيض والأزرق عند ملتقى الخرطوم ، أما ذلك البنطلون اليتيم ، في بداية الأمر أصبح ممسحة ، ثم تلاشى وقتها بعد أن حلت الثياب الباريسية في مكانه ، بالفعل لم يعد الناس يعرفونه فقد تغيرت هيئة الرجل تماماً ، أو كما قال الشيخ فرح : كل يا كمي قبال فمي .وعلى الرغم أن السودان بلد فقير ، وتطحنه الكوارث والحروب ، إلا أن مظهر الوزراء في الحكومة يجعلك تحس بأنك في امريكا إبان موسم الإنتخابات ، ربطات عنق حمراء ، أحذية باريسية ، حُلة الوزير الواحد ثمنها ينقذ بيت من الغرق ، ويكسو عشرة مشردين ، لا أقول أنه سوف يُطعم الجياع فراخاً ، فقد سمعت وعداً من أحد الإنقاذيين يقول فيه : أن كل فقراء السودان في عام 2010 سوف يأكلون الدجاج !! ، لا أقول : موت يا حمار بعد أن تنمو النجيلة كما يقول إخوتنا المصريين ، لكن سؤالي هو : يا ترى ماذا يتناول الفقراء الآن في وجبات طعامهم ؟؟ سؤالي لهذا الوزير المفطور على حب الدجاج ، فبعد ثلاثة سنوات كما قال الشيخ فرح :
    أما هلك البعير
    أو مات الفقير
    أو قُبض الأمير
    قصة هذا الوزير الذي تحسنت أحواله ذكرتني بقصة أخرى لا تقل طرافة ، وزير متوالي كان يعيش في لندن ، رأيته مرة أو مرتين هناك وهو يشتم النظام هناك بأبشع الألفاظ ، ويتحسر على الديمقراطية المؤودة ، علمت أنه تقدم لوظيفة في إحدى المؤسسات الدولية ، فطلبت منه هذه المؤسسة شهادة خبرة وهي أن يكون قد شغل منصباً كبيراً له علاقة بالجمهور ، قفزت لرأس هذا المناضل فكرة جهنمية ، فمعروفٌ عن السودان أنه بلد يعج بالوزراء ، فإن زاحمك الناس في الإستوزار فالطريق سالكٌ إلي المستشارية ، لا يهم المنصب ، بل ما يهم هو الراتب الحسن والبدلات والمركز الإجتماعي ، كما أن التعيينات تأتي من القصر مباشرةً ، إذاً لا مشقة في خوض الإنتخابات العسيرة ، كما أن شغل المنصب غير مربوطٍ بسقف زمني اللهم إلا إذا أدركك الموت ، كما أنك غير محاسب في حالة التقصير ، لا قدر الله ووقع ذلك ، فمصيرك إلا وزارة أخرى ، كالاسكندر الأكبر ، من نصر إلي نصر حتى لقي ربه ، هذا المناضل اللندني ولج إلي الوزارة وهو يمتطي حصان ( التوالي ) الذي صنعه الدكتور الترابي ، فجمع بعض الشعارات مثل أن الوطن في حاجةٍ إلي بنيه لأنه يتعرض للإستهداف ، فلذلك جاء داخلاً وهو يدفعه الحس الوطني وتقتله الرغبة العارمة في خدمة السودان ، لكنه قبل أن يغادر عاصمة الضباب أرسل برقية إلي المؤسسة الدولية التي كان ينوي العمل بها ، الرسالة كانت مختصرة : شهادة الخبرة سوف تصلكم بعد ستة أشهر ، إذاً صاحبنا لم يضيع ( البكار على طحال ) كما يقول المثل العربي ، وفي دنيا المال علمونا كيف نوزع المخاطر بشكل دقيق حتى نفوز بأفضل الفرص .
    عاد صاحبنا إلي الخرطوم من بوابة كبار الزوار ، حفل الإستقبال كان جيداً ، الحضور كانوا في أحسن أُبهتهم ، أنصتوا له وهو يتكلم عن حجم المؤامرة التي رآها تُحاك ضد الوطن في الخارج ، فجاء إلي السودان بعد أن قرأ نداء القائد في الصحف : الوطن في حاجةٍ لكم ،فلبى النداء لأنه كره حياة الفرقة والشتات ، كما نوه بأنه فعل ذلك ليس بناءً على مصلحة شخصية ، فهو رجل عاش على المبادئ منذ نعومة أظفاره ، صفق له الحضور تصفيقاً حاداً ، فصاحبنا له صوت مميز ، يجعلك تحس بأنه صادق حتى ولو كان يكذب ويتحرى الكذب ، ملأت صوره أعمدة الصحف ، فدار همس في الكواليس مثل كيف يُمكن أن نستفيد منه ؟؟ أجتمع علية القوم في ركن قصى ، بعيداً عن الأعين تم إتخاذ قرار بتنصيبه وزيراً ، فالأمر لم يكن يحتاج إلي أكثر من قلم وورقة ، وبيان تقرأه المذيعة في نشرة الساعة العاشرة ، كان لصاحبنا ما أراده ، أصبح وزيراً بحق وحقيقة ، لم تسعه الدنيا من شدة الفرح ، جاب الأقطار في أيام ، يتنقل كالعصفور من غصن إلي غصن ، حاول ان يعطي نفسه ( كاريزما) وهو يتحدث في المؤتمرات الصحفية ، صوت خافض رقيق ، ويحشر بين الكلمات المنهمرة لفظة إنجليزية ، تجعلك مشدوهاً بحضور ذهنية المتكلم ، نسى صاحبنا كل العالم الذي تركه خلفه لكن هناك من لم ينساه ، في الغرب يتعلم الناس معنى المواعيد في الإنضباط والسلوك في العمل ، موظفة بريد في مؤسسة دولية عثرت على البرقية التي بعثها صاحبنا قبل أن يلج إلي الوزارة ، فقد وعد هذه المؤسسة- كما أسلفنا - بأنه سوف يعطيها شهادة خبرة في مدة أقصاها ستة أشهر ، قامت السكرتيرة ، المهمومة بالعمل ، بالإتصال على الرقم المكتوب في البرقية ، لم يجاوبها أحد على الخط ، قامت بإرسال رسالة بريدية مسجلة ، فعادت إليها الرسالة المسجلة لعدم معرفة عنوان المُرسل إليه ، فأحتارت ..يا ترى أين أختفى هذا الرجل ؟؟ ، فالرجل قد نسي الموعد ، بالأحرى لم يكن في حاجةٍ إليه ، أنه مشغول في العالم الجديد ، فقد خابت توقعاته ، الستة أشهر لم تكن كافية لقياس خبرته ، ولا زال صاحبنا يتعلم كل يوم درساً جديداً من دروس الحياة وهو يعمل بقول الشاعر :
    قد يدرك المتأني بعض حاجته .. ... .. وقد يكون مع المستعجل الذلل

    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 26-08-2007, 04:07 م)
                  

03-08-2008, 02:45 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    حماس والإنقاذ : ما أشبه الليلة بالبارحة

    لعلنا نذكر في العام الماضي عندما فازت حركة حماس في الإنتخابات الفلسطينية ، لم يخب ظني بأنها سوف تكون الإنتخابات الأخيرة في هذا الوطن المنكوب ، لم أكن متفائلة بهذا الفوز ، حتى وإن بدأ ناعماً كجلد الثعبان ، حتى ولو زكاها الإتحاد الأوربي وختم عليها بالختم الأحمر وقال أنه لا تدانيها تجربة في الصحة والدقة ، حتى ولو أشرف عليها جيمي كارتر وهو خريج مدرسة تربت على احترام حقوق الإنسان وتطوير الديمقراطية ، فتجربة السودان مع الجبهة الإسلامية تعطيك المختصر المفيد ، يكفي أنهم في السودان قسموا البلاد إلي دويلات ، ولا أظن أن القوات الدولية كانت بنفس حضورها الفاعل الآن قبل ليلة الثلاثين من يونيو عام 89 ، ربما يقول بعض القائلون ، ومن حقهم أن يقولوا طبعاً ، لماذا تنظرين إلي تجارب الإسلاميين الفاشلة في السودان والجزائر والعراق وأفغانستان والصومال ؟؟ يكفي فقط أن تنظري إلي الإنجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية في تركيا ؟؟ ، نعم لقد حقق هذا الحزب نمواً إقتصاديا ً ملحوظاً ، وقد وفر فرص العمل ، وعمل على تماسك البلاد ، وسعى حثيثاً إلي تحقيق حلم الأتراك وهو الإنضمام إلي الإتحاد الأوربي ، كما أنه لم يصطدم بالنخبة العلمانية الممثلة في الجيش والحياة العامة ، ومن إنجازاته ايضاً ، تحسن نمو حقوق الإنسان ، بالذات نحو الأكراد ، إذاً هذا لا يدع مجالاً للشك بأن نقول بأن حزب العدالة والتنمية هو صورة مُستنسخة من حماس في فلسطين ، أو من الجبهة الإسلامية في السودان ، فلا شبه يربط التجربتين ، ولا حظ للمقارنة ، مع يقيني التام أن التحدي الذي يواجه حركة " حماس " أصعب بكثير من الذي يواجه حزب رجب طيب أرودغان في تركيا ، فحركة حماس تعيش بين طيات الإحتلال الإسرائيلي ، لكن هذا التحدي لم يمنعها من تسلق الاسوار وتنفيذ إنقلابها المشئوم ، على الرغم أن مساحة القطاع لا تؤهله لأن يكون دولة ، لكن حماس كونت فيه دولة وجيش وشرطة وإستخبارات ، فطوله أربعين ميلاً ، وعرضه لا يتجاوز العشرة أميال ، و يعج بمليون ونصف نسمة من السكان ، يقتاتون ، بعد إنقلاب حماس ، على معين المنظمات الأجنبية بشكل كامل ، هذه الدواعي لم تردع حماس من تنفيذ إنقلابها وتكوين كيانها الخاص وهي تستلهم النموذج الأفغاني . ولبس رجالها الثياب السوداء مثل جيش المهدي في العراق ، ليس من أجل تحرير الأرض كما هو مفترض ، بل لرصد الحشود والتجمعات المناوئة ، لمراقبة المصلين والذين تركوا لهم المساجد ، فراراً من لغة الشتم واللعن ، وهاموا في العراء من أجل تأدية شعيرة أفسدتها السياسة ، يقول سامي ابو زهري ، أحدة قادة الإنقلاب ، ليس لدينا مانع أن يؤدي الناس صلواتهم ..لكننا نمنع السياسة والتجمهرات !!! حتى إسرائيل ليس لديها مانع أن يؤدوا الناس صلواتهم بأدب وحشمة ..لكنها لا ترضى التجمهر والسياسة والفوضى !!!
    في العام الماضي وفد إلينا خالد مشعل وهو في هودج صلاح الدين ، يبحث عن النصرة والمؤازرة ، يريد الدعم للحكومة المحاصرة ، كان في إستقباله حكيم الإنقاذ الدكتور غازي صلاح الدين العتباني ، ومن سيدات المؤتمر الوطني الدكتورة سعاد الفاتح ، في ليلة الإحتفاء بالزائر الكريم الذي يحمل سلة النصر ، ملكت المشاعر الدفاقة أحد الحاضرين ، فمضى يقبل يد خالد مشعل ، ليس هذا هو بيت القصيد ، لقد رأيت بعض الناس قبل ذلك يقبلون يد الدكتور حسن عبد الله الترابي ، واليوم يشتمونه و يدعون إليه ثبورا .
    فالمشهد الهزلي بدأ عندما عرض السيد/خالد مشعل على محبيه من حزب المؤتمر الوطني ، وطلابهم ، مشروعاً سقفه الزمني عشرة أعوام ، وقال : أبشروا كثيراً ،كان أول من أعترض على السقف الزمني للمشروع الدكتوره سعاد الفاتح ، فقد أستطالت المدة ، ونزل السيد خالد مشعل على طوعها ، ووعد بتنفيذ المشروع في مدة لا تزيد عن خمس سنوات ، لكن الأيام كانت تخبئ لحركة حماس أكثر مما أعدته من خطط وبرامج ، هي الآن تفرض الإتاوات على المتظاهرين ، 250 دولاراً على متظاهر قابلة للرد بعد ستة أشهر في حالة تحسن السلوك ، ذلك عند المظاهرة الأولى ، وخمسمائة دولار غرامة ، وقابلة للزيادة ، إذا شاركت في المظاهرة الثانية ، لا أعرف كيف يقضي قادة حماس وقتهم وهم يستمتعون بالأموال التي يجمعونها من المتظاهرين ،وهي لا تصرف هذه الأموال على الإنتفاضة ، بل تصرفها على المليشيات التي تجوب الشوارع وهي تحصي أنفاس الناس ، وقد لاحظت أن حماس بعد الإنقلاب ، خففت من عملياتها ضد إسرائيل ، وهم معذورين ، لأنهم وجدوا عدواً داخل التراب الفلسطيني ، يكفيهم شر الترحال ومنازلة المحتل الغريم ، هذا هو المشروع الذي بشرنا به خالد مشعل ، نفذه في أقل من عام فماتت القضية الفلسطينية في المهد ، والشعب الفلسطيني لن يجد حتى شبحاً لابوعمار من أجل عودة الوشائج الممزقة ،فيا ليت رجال الإنقاذ يرضون بذلك .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 02:46 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أزمة مراسلي قناة الجزيرة في السودان



    عندما رحل الشهيد جون قرنق في عام 2005 ، لعلنا نذكر في تلك السنة ، أن قناة الجزيرة كانت على وشك أن تجر البلاد إلي فتنة عظيمة ، في إطار رصدها لرد فعل الجنوبيين على ذلك الحادث المأوساوي ، تحدثت قناة الجزيرة عن وقوع حوادث إغتصاب لبعض القاصرات في إحدى المدارس بمنطقة الخرطوم جنوب ، وأجرت القناة مقابلة مع رجل بدأ عليه التأثر الشديد ، وقد حكى للمشاهدين كيفية قيام الجنوبيين بتمزيق ثياب الطالبات القاصرات ، ليس هذا فحسب ، أشارت القناة على طريقة خبر عاجل جداً ، أن هناك عمليات حرق للمساجد في الرنك وجوبا ، وهاتفت المذيعة الشامية القائد باقان أموم وطلبت منه تفسيراً لذلك بلهجة كيف تبرر ذلك ؟؟ مما جعل القائد باقان أموم يخرج من ثوب أحزانه ويقول لها : نحن أيضاً نعرف بأن هناك إعتداء منهجي على الجنوبيين في الخرطوم من قبل الميلشيات يحدث برضا أطراف في الحكومة .
    كنا على وشك أن نقع في أتون الحرب الأهلية على الطريقة الرواندية ، فماذا تريد للحرب سبباً مقنعاً أكثر من الإنتصار للشرف والدين ؟؟ ونحن رأينا كيف دفع العراقيون ثمن أعمال الملثمين الذين كانت قناة الجزيرة تقوم ببث ألبومات الإرهاب الخاصة بهم ، ورأينا كيف نجحت في بث الفرقة بين الفلسطينيين ، فأحياناً يعطي الإعلام مبرراً للإختلاف والشقة يسبق حدة الصراع السياسي ، تجاوز الشعب السوداني تلك الفتنة المقيتة ، ونفت التقارير الحكومية وقوع جرائم إغتصاب ضد القصر كما زعمت هذه القناة ، وفي مدينة جوبا رصدت بعض القنوات الفضائية الأخرى المصلين وهم يؤدون شعيرتهم في هدوء يحسدهم عليه أهلنا في الثورة الحارة الأولى ، وود البخيت ، والجرافة ، وغيرها من أحياء الخرطوم التي شهدت قتل الناس الأبرياء في المساجد بلا مبرر ، وعادةً ما تغلق السلطات مثل هذا النوع الملفات من غير أن تقدم أجوبة واضحة تشفي غليل السائلين ، فيضيع دم المقتولين هدراً بين القبائل .
    عالجت قناة الجزيرة هذا التحيز بتغيير مراسلها الطاهر المرضي الذي كاد أن يجر البلاد إلي هذه الفتنة ، أذكر في ذلك الوقت أنها قامت بإستجلاب مراسل تونسي نجح إلي حدٍ كبير في خلق التوازن الإخباري المطلوب وهو يغطي تداعيات حادثة رحيل الثائر قرنق ، وأذكر في ذلك اليوم أنه قام بتصوير مشاهد لمقرات الحركة الشعبية التي تعرضت للنهب والحرق والسرقة ، ولا أعرف على وجه التحديد لماذا تصر قناة الجزيرة على التمسك بلون واحد من المراسلين ، يراوحون بين المؤتمر الشعبي والوطني ، مع أن هذا الوطن يمر بتحولات كبيرة ، فلا يمر شهر واحد وإلا كان في جوانب بلادنا مسؤول أممي كبير أو وزير أوروبي ، وفي كل ربع سنة يصدر قرار من مجلس الأمن ضد النظام ، وعند كل ستة اشهر يعلن النظام إحباط محاولة إنقلابية حيكت في ليل دامس ضد رموزه ، وبعد مرور كل عام يعلن النظام توصله إلي اتفاق تاريخي مع مجموعة متمردة ليتقاسم معها السلطة والنفوذ والأموال على طريقة لي الأرنب والغزال والحمار ، إذاً نحن أمام تحولات عظيمة قلما تحدث في دولة من دول العالم ، لا أريد الخوض في تفاصيل الأخبار الخفيفة ، مثل المجازر التي يقوم بها النظام في كل مكان ، كما حدث في سوبا وبورتسودان والمهندسين وكجبار ، فالسودان هو سلة غذاء أخبار العالم السيئة ، فإن هدأت السياسة زمجرت الطبيعة وأرعدت ، فتركت لنا 400 ألف مشرد ، فنضيف رصيدهم إلي حساب المشردين في دارفور ، وبناءً على ذلك فإن قناة الجزيرة ليست في حاجة إلي مراسل مثل مصور حفلات الزواج الذي يحرص على التأنق أكثر من العريس ، أبعد نقطة ينطلق إليها هي مقر الحزب الحاكم في طريق المطار ، وأفضل ما عنده أن يتسكع بين بيوت النخب في الخرطوم ، ومقرات الأحزاب ، ليعرف وجهة نظرهم عن ما يجري في كبكابية وبرام وكتم ، لتغطية هذه الكومة الهائلة من الأخبار تحتاج قناة الجزيرة إلي مراسل محترف ، ليس أقل من تيسير علوني في تغطية ويلات الحروب ، وليس أقل ثقافة من حافظ الميرازي في إستقصاء وجهة نظر المسؤولين الغربيين ، وما أكثر هؤلاء في السودان ، ويقظاً مثل وليد العمري ، هذا الأخير في كل الأوقات تجده مستيقظاً ، يرد على هاتف المركز في الدوحة ، يحدد بدقة عدد القتلى وطريقة موتهم ، وهل ماتوا بصاروخ ؟؟ أم بسبب قذيفة هاون ؟؟ وهل هم صبية صغار كانوا يلعبون كرة القدم ؟؟ أم أنهم مقاومين رصدهم العدو وهم غافلون ؟؟ وهل هم يتبعون لحماس ؟؟ أم لفصيل مجهول لم يتم التأكد من اسمه بعد ؟؟ ، السودان يعتبر جنة لمثل هذا النوع من الأخبار ، فلذلك كان حري بقناة الجزيرة أن تفتح مكتباً في الخرطوم مثلما فعلت في العراق وفلسطين ومصر ، وفي الخرطوم يستطيع مراسلوها تغطية الأخبار الطازجة من جوبا وبرام وكادوقلي وأبيي وبانتيو وحسكنيتة وبورتسودان ، ومن الملاحظ أيضاً ، وهي ظاهرة نادرة الحدوث في الحقل الإعلامي ، أن كل الذين عملوا كمراسلين لقناة الجزيرة في السودان خاوي الوفاض من معين اللغة الإنجليزية ، وفي أغلب الأحيان عندما يقوم مسؤول غربي بزيارة السودان ، تعتمد قناة الجزيرة ، لتغطية هذا الحدث ، على فريق التحرير في الدوحة ، والذين يقومون من هناك بإجراء المقابلات عن طريق الهاتف وهي مصحوبة بالترجمة الفورية ، أما دور المراسل في الخرطوم فلا يتعدى ما يعرف في رحلات المتاع ب (loadmaster) ، مع علمي التام أن السودان بلد يعج بالمثقفين الذين يملكون ناصية اللغة ، لكن على ما يبدو أن سياسة قناة الجزيرة مع السودان لا تختلف كثيراً عن النظرة التقليدية التي ينظر بها أهل الشام للسودانيين ،فدون غيرنا من الشعوب ، فهم يرون بأننا أقوام ليس لنا حظ في الثقافة وقليلي الخبرة في مجال الإعلام .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 04-09-2007, 10:39 ص)
                  

03-08-2008, 02:47 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الرد على الحلقة (14) ..هل قتل (المنصور ) المرحوم عبد الخالق محجوب ؟؟


    أختلف الناس في صحبة عدي بن حجر للرسول ( ص ) ، فهناك من عده مع التابعين ، لكن صحائف التاريخ كلها أجمعت بزهده وورعه وتقواه ، وما أشتهر به أيضاً ، المحافظة على الطهارة في كل الأوقات ، فقد شغل هذا الرجل حيزاً كبيراً في الجدل الإسلامي ، بالذات فيما يتعلق بحرية التعبير ، فقد قُتل بأمر من معاوية بن أبي سفيان ، وكان ذنبه أنه حصب زياد بن أبيه في المسجد عندما أطال الأخير خطبة صلاة الجمعة ، ومما عُرف عن حجر بن عدي أن ثلثي أهل الكوفة كانوا يقفون في صفه ، مما جعل الأمويين يخافون من إتساع نفوذه بين الناس ، فعاقبوه بطريقة فيها الكثير من القسوة ، ولم تشفع له سابقته في الفتوحات الإسلامية ، ولا الورع والتقوى .
    ذكرت بعض مراجع التاريخ الإسلامي أن عدي بن حجر كان مُجاب الدعوة ، وعندما أُرسل للشام ، في رحلة الموت الأخيرة ، طلب من حراسه أن يعطوه ماءً للغسل من حصته المخصصة للشراب ، فرد عليه الحراس : نخاف أن تموت عطشاً فيقتلنا معاوية ، وقد ورد في الأثر أنه دعا الله في ذلك اليوم فنزلت عليهم سحابة ممطرة ، وحينئذٍ طلب منه أصحابه أن يدعو لهم بالنجاة ، فدعا الله : اللهم خر لنا ، أختلفت الروايات التاريخية حول الأسباب التي دعت معاوية إلي قتل هذا الرجل الذي أشتهر بإسم الراهب من شدة زهده وورعه ، عكست هذا الإختلافات تنوع المصادر التاريخية بين السنة والشيعة في تناول هذه القضية ، وربطها بالإنقسام بين المذهبين ، فبعض الناس يرون أن قتل عدي بن حجر كان ضرورياً من أجل وأد الفتنة ووحدة الأمة ، وقد أستدل هؤلاء بالحوار الذي دار بين أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومعاوية بني أبي سفيان في الحج عندما أنكرت عليه قتله ، فرد عليها دعينا أنا وهذا الرجل حتى نلقى الله ، فمعروف عن معاوية أنه كان رجل دولة وسياسة ، فهو يرى – لولا قتله لعدي – لنشأت فتنة عظيمة تُهرق فيها المزيد من الدماء ، أما المصادر الشيعية فقد أسمت عدي بن حجر بشهيد الولاء ، وقد عدته من شهداء الشيعة الذين وقفوا في وجه الأمويين .
    لن أتوقف كثيراً أمام هذا الخلاف التاريخي ، وخلاصة ما سأقوله أن حجر بن عدي يُعتبر من شهداء الرأي في التاريخ الإسلامي ، وأن المدارس الفقهية التي بررت قتله ، تحت حجة الحفاظ على وحدة الصف الإسلامي ، هي نفس المدارس الفقهية التي تحكمنا الآن ، وهي لا زالت تبرر القتل والتعذيب بإسم وحدة الصف الإسلامي ومحاربة المارقين ، ولو بقي عدي حياً لفتحنا صفحة مشرقة من صفحات حرية التعبير في الدولة الإسلامية ، لكنه قُتل ، فأصبح قتله سُنة أتبعها كل حاكم ، في عالمنا الإسلامي ، يضيق بالرأي الآخر ، مما جعلنا لا نأتمن الإسلاميين على الحرية .
    ما قادنا إلي هذا الحوار هو المقالات التي بدأ في نشرها الدكتور عبد الله علي إبراهيم في المواقع الإلكترونية ، لن أصفه بالماركسي السابق كما يقول أغلب الذين أمتطوا هذا الحصان في زمن الصبا ، لأن الرجل لا زال يفخر بكونه ماركسياً ولا يرى فيها شيئاً ينقص من مكانته ، و في نبشه لخزائن المخابرات الأمريكية ، نقل لنا معلومة واحدة ربما يكون فيها نوع من الصحة ، لولا أن مزجها بتسعة وتسعون كذبة ، لقد نُشرت وثيقة المستر ( سويني ) في موقع سودانيز أون لاينز ، وهي عبارة عن معلومات عامة ترصد نشاط الحزب الشيوعي في السودان في تلك الحقبة ، ولم يقل المستر ( سويني ) في وثيقته كيف جمع هذه المعلومات من هؤلاء الناس ؟؟ وهل وصلته في شكل تقارير مدفوعة الأجر ؟؟ أم أنها معلومات عامة أستقاها من الصحف ؟؟ وأغلب تلك المعلومات – كما درستها - لا ترقى لمستوى الوصف الذي ذكره الدكتور بأنها " معلومات إستخبارية " ، وقائمة مصادر المعلومات ضمت في طيتها كل من المرحوم عبد الله خليل وبروفيسور سعد الدين فوزي وعدد من رجال الصحافة الذين لا مجال للطعن في وطنيتهم ، والشخص الوحيد الذي قدم معلومات في شكل مدونات (leaflets) هو مفوض في جهاز الشرطة اسمه بابكر الديب ، وقد تم تداول اسمه في العديد من صفحات التقرير ، وشخصية ( الديب ) على الرغم من إسهامهاالواسع في تغذية المستر ( سويني ) بالمعلومات المطلوبة عن نشاط الحزب الشيوعي ، إلا أن الدكتور إبراهيم لم يتطرق إليها إطلاقاً ، فهو كان يصوب عدساته لرؤية الدكتور منصور خالد فقط من غير أن يتدارك بقية السياق ، مما جعل مقالاته تكون أقرب إلي المدونات التي نكتبها في المنتديات العامة ، حيث نمارس نوعاً من التحرر في الكتابة ، فرجل في مثل مكانته العلمية كان عليه أن يكتب من أجل التاريخ والإنسانية ، وأن يضع الحقيقة الموضوعية فوق قامة التحامل الشخصي الضيق .
    فشل الدكتور عبد الله إبراهيم في تقديم قرائن تؤكد ما ذهب إليه من ظن فاسد بأن الدكتور منصور خالد هو العميل رقم (9) ، لأننا لو تمسكنا بهذا النهج لوضعنا السيد/عبد الله خليل على رأس قائمة العملاء ، وقد ذكر المستر سويني بأن عبد الله خليل زوده بمعلومات عن مصادر تمويل الحزب الشيوعي ، لكن حاشا والله ، السيد/عبد الله خليل هو مثال حي للوطنية الشريفة ، فهو الوحيد الذي حشد الجيوش من أجل تحرير حلايب عندما حاول جمال عبد الناصر إبتلاعها في ذلك الوقت ، وهو الوحيد الذي كان يطبق مبدأ السيادة الوطنية بلا فرز فوق التراب السوداني ، لذلك أغلق الدكتور إبراهيم هذا الباب ونقل صراعه الشخصي إلي بؤرة جديدة ، أنه يحمل الدكتور منصور خالد مسؤولية ما جرى للمرحوم عبد الخالق محجوب من إعدام على يد النميري ، وبأنه كان شامتاً بهم في تلك الليلة التي تخللها الرشق بالماء البارد وقتل المرحوم عبد الخالق محجوب وهو في أشد ( الخرمة ) لسيجارة واحدة تهون عليه هذا العذاب ، ومعذرة للقراء إذا استخدمت هذا اللفظ ( الخرمة ) وهو من لغة أهل الكيف والحشاشين ، لكنني نقلت لكم لغة الدكتور الأريب ( بذبابتها ) كما قال التلميذ العاجز .

    أعتقد أن الظنون بدأت تفتك بموضوعية الدكتور إبراهيم ، فالذين قتلوا عبد الخالق محجوب والإمام الهادي ومحمد أحمد عمر والشفيع أحمد الشيخ لا زالوا على قيد الحياة و لم يحاكمهم أحد ، وأستغربت كثيراً للضجة التي أحدثتها قبل فترة الأستاذ/فاطمة أحمد إبراهيم عندما علمت في وقتٍ متأخر أن قبة المجلس الوطني تجمعها مع المايوي أبو القاسم محمد إبراهيم الذي قاد المذابح ضد الأنصار في الجزيرة أبا وود نوباوي ، وهو الذي نكّل بالشيوعيين بعد فشل إنقلاب هاشم عطا ، لكنه نفس الرجل الذي هتف له رفاق الأمس ..حاسم ..حاسم .. يا أبو القاسم ، فقد كانت للرجل سطوة أستخدمها ضد كل الذين وقفوا في وجه نظام النميري ، وحسب متابعتي ، أن أبو القاسم محمد إبراهيم عينته الإنقاذ في المجلس الوطني منذ عام 91 ، وفي إحدى المرات ترأس لجنة الدفاع ، وكان يحضر الجلسات وهو يرتدي الزي العسكري ، لا أعرف لماذا وصلت هذه المعلومة متأخرة للأستاذة/فاطمة وهي السياسية الحاضرة في تقلبات السياسة السودانية ، لن ألومها بالطبع إن كان مفكراً ماركسياً في قامة الدكتور إبراهيم لا يجد من يلومه على مقتل الأستاذ عبد الخالق محجوب سوى الدكتور منصور خالد ، فدكتور إبراهيم أصبح مهوساً (obsessed) بشئ اسمه منصور خالد ، يضعه سبباً لكل شئ يجهل كنهه ، فقد أفلت كل الجناة الذين تسببوا في مجزرة الشيوعيين علي يد نظام الرئيس النميري ، كما أفلت الشيوعيين من عقوبتهم على المجازر التي أرتكبوها في الجزيرة أبا ، ورفاق الأمس قد طووا هذه الصفحة ، فلماذا يُلام الدكتور منصور خالد بجريرة بأنه كان شامتاً بالذين لقوا حتفهم على نفس اليد التي قادوها إلي السلطة ؟؟ ويحاكمونه على المشاعر ولا يحاكمون القتلة الحقيقيين وهم يجلسون معهم في البرلمان ؟؟دعونا نقول الأشياء بأسمائها ، كل الناس شمتت بالشيوعيين أنذاك ، على خلفية إستيلائهم على السلطة ، و على خلفية تنكيلهم برموز العهد الديمقراطي من أمثال الزعيم الأزهري ومحمد أحمد محجوب ، هذه خطايا لا تُغتفر ، لكن المرحوم محمد أحمد محجوب غفرها لهم في كتابه " الديمقراطية في السودان " ، ووصف إعدام النميري لعبد الخالق محجوب بأنه نهاية " عهد الحلول الوسط " في السودان ، ما كان أحداً ليشفع لهم عند النميري ، ولن تنفعهم شفاعة المنصور ولا تضرهم شماتته ، فالنميري خرج من السجن وهو مدفوع بروح الثأر والانتقام ، فهم كانوا على وشك أن يفتكوا به ، وفي الأساس حاكمهم النميري بنفسه ولم يكن هناك قضاة أو شهود ، بنفس الكيفية التي ذكرها دكتور إبراهيم ، ما جرى أنذاك هو خلاف دامي بين الذين رسموا إنقلاب مايو وخططوا له ، و ما جرى كان عبارة عن ثأرات وتشفي وإنتقام بين الرفاق ، فالدكتور منصور خالد لم يكن من بين جوقة المنفذين ، صحيح أنه ورث مكان الشيوعيين بعد حملة النميري ، لكنه في تلك الفترة أسهم في صناعة السلام ولم يكن داعية حرب ، ومعروف عن منصور خالد أنه رجل يحترم الحوار ، وبعيدٌ كل البعد عن لغة العنف .
    إذاً ، لا خلاف بيننا حول الأسباب التي أدت لإعدام المرحوم عبد الخالق كما أختلفنا حول نهاية حجر بن عدي مع الفرق الشاسع بين التكوين النفسي لكل الشخصيتين ، و لا توجد مدرستين متضادتين في السياسة السودانية تختلفان في رؤية حقيقة ما جرى لرموز الحزب الشيوعي على يد النميري . فهم الذين حملوه من الثكنات إلي القصر ، وهم الذين تآمروا عليه وخاطروا بوضع زعيمهم داخل ردهات القصر الجمهوري .
    قبل أن يموت طلب حجر بن عدي من الحراس أن يمهلوه وقتاً لتأدية الصلاة ، فصلى صلاةً خفيفة ثم قال : لولا خشيتي أن تقولوا اني خفت من الموت لأطلت هذه الصلاة ، وقائع هذه المحاكمة جرت قبل ألف وأربعمائة عام ، مع ذلك بقيت محفوظة في أضابير التاريخ ، بقي الحوار خالداً على الرغم من تقادم السنين ، لكن السؤال الذي يلح علينا بالإجابة ..لماذا بقيت محاكمات عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ سر في طي الكتمان ، وكل ما نعرفه عن هذه المحاكمات لا يعدو عن صورة تضم الرئيس النميري والراحل عبد الخالق محجوب ، بدأ فيها الأخير يقف بين يدي النميري وهو مكتوف اليدين ، وكان يلبس ثوباً أبيضاً ، أما النميري فقد بدأ غاضباً وهو يضع قنينة "كونياك " على الطاولة ، وفي الصورة ظهرت سكرتيرة النميري وهي تطبع الحوار بين الرجلين على الآلة الكاتبة .. عندما رأيت تلك الصورة ..سألت نفسي ..لماذا لا نبحث عن تلك الفتاة التي ظهرت في الصورة وهي تطبع الحوار على الآلة الكاتبة ؟؟فعلى الأقل كانت ستعطينا وقائع ما جرى بين الرجلين من حوار ، ظنى بأنها سوف تكون أمينة في سرد الوقائع أكثر من الدكتور عبد الله علي إبراهيم الذي لا يعرف حتى اللحظة من الذي قتل عبد الخالق محجوب ؟؟
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 05-09-2007, 02:36 م)
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 05-09-2007, 03:03 م)
                  

03-08-2008, 02:49 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    لو سألني أحد من أشعر العرب اليوم لقلت لا يوجد أحد ، وحتى أمير الشعراء المرحوم أحمد شوقي توقف الناس عند إنتاجه الأدبي وعابوا عليه الكثير من الأشياء ، طبعاً من بينها بعض مواقفه السياسية ، فهو الذي قال :
    صغار في الذهاب والإياب
    أهذا كل شأنك يا عرابي ؟؟
    وهو الذي قال أيضاً :
    رمضان ولى ..هاتها يا ساقي
    مشتاقة تسعى إلي مشتاق
    أما الشعر في السودان قد أرتبط بالسياسة ، فقد كانت قصائد الأستاذ/محجوب شريف تجوب أرض السودان في بداية عهد الإنقاذ ، لأن الرجل كان يعبر عن أحاسيس الشعب ، عذاباته ، الظلم الذي تعرض له ، غياب الحرية ، فقد تكلم اللأستاذ/محجوب شريف بلسان الكثيرين الذين أذتهم الإنقاذ وشرّدتهم .
    أما روضة الحاج ، فهي كانت تستحق لقب ( خنساء ) الإنقاذ وليس أميرة الشعراء العرب ، هذه الشاعرة لم تكرس شعرها للحرية والتسامح ، فكلنا نذكر كيف كانت تهيج أفئدة الدبابين وتحرّضهم على القتال في أيام صيف العبور البائد ، لا أرى فرقاً إذا فازت بهذا اللقب أو خسرته لأن ما يهمنا هو الصوت الذي ينتصر للحرية والديمقراطية وليس الصوت الذي يجد نفسه في العدم والفناء ، فهناك شعراء سودانيين ذكروا في شعرهم ظلم المحبوب وموت الأمل وفراق الرفاق ..أما روضة الحاج فهي كانت شاعرة الموت والغضب وعدم التسامح . فكانت أشبه ب (black Widow) .
                  

03-08-2008, 02:51 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    وزراء الإنقاذ وأكسير الخلد في سدة الحكم


    قرأت في الأخبار ، أن نجم بولي وود الهندي المحبوب ، سلمان خان ، دخل السجن لأنه قتل غزالاً في منطقة يُحرم فيها الصيد ، شهرة النجم المحبوب لم تخرجه من القضبان ، فقضى أياماً في السجن ، وخرج بعد أن دفع الغرامة ، أما في أمريكا ، قرأت عن قصة تورط سيناتور أمريكي في قضية (molestation) ، حاول هذا السيناتور الذي وقف في يوم ما مع الرئيس في حملته الإنتخابية ، وفي إحدى دورات المياه ، حاول إغواء شرطي سري لممارسة الشذوذ الجنسي ، فما كان من الشرطي إلا أن اعتقله ، وعندما حاول الجاني إنقاذ نفسه عن طريق إظهار بطاقة الكونغرس جن جنون الشرطي فأقتاده إلي المخفر ، لا السلطة ولا النفوذ ، تستطيعان أن تنقذان أحداً من الجريمة في بلاد العام سام .ولو حدث ذلك في السودان ما كان أحداً سيعلم بذلك ، وعلى أسوأ الفروض سيجد ذلك الشرطي من يخفض رتبته ويحرمه من المعاش ، هنا في السودان خُلقت الأجهزة الأمنية من أجل حماية الدولة ورموزها .
    في بنغلاديش أيضاً ، دخلت كل من الشيخة حسينة وخالدة ضياء السجن بسبب خلفيات عن تورطهما في قضايا فساد وإستغلال نفوذ ، نعود لنقرأ عن ما يجري في الشرق الأوسط ، أستقالت وزيرة الصحة المنتخبة من قبل الشعب ، ليس بسبب قيامها ببناء عمارة سكنية للطالبات بمواد فاسدة ، فأنهارت هذه العمارة فوق رؤوس الطالبات مخلفةً قتلى وجرحى كما يحدث في حوادث العمليات الإنتحارية ، ولم يكن السبب لأنها ضعيفة ولا تحمل المؤهل العلمي المطلوب ، بل السبب لأن هناك حادثة حريق وقعت في إحدى المستشفيات ، مات من جرائها شخصين بسبب الإختناق ، كان من الممكن أن نقول أنهما ماتا بسبب القضاء والقدر ولا دخل ( لسمو ) الوزيرة بالموضوع ، لكن السيدة/الوزيرة تحملت المسؤولية بشجاعة ، فوجدت في ترك المنصب سلواناً لها من البقاء فيه وهي تتذكر بأنها أهملت جانب الطوارئ في ترخيص بناء المستشفيات .
    هذه الأشياء ، تجعلني أشعر أن المنصب الرسمي ( عزيز ) في السودان فقط ، فلا يحول بينه وبين صاحبه إلا القبر ، أو حوادث الموت السريع التي صاحبت رجال الإنقاذ في رحلتهم الأخيرة ، في خلال تسعة عشر عاماً لم يُقدم وزيراً واحداً للقضاء بسبب تورطه في قضايا فساد ..فهل يا ترى هذا الوطن تحكمه ملائكة ؟؟ وحتى الظن ممنوع ، وليس بمسموح للصحافة أن تخوض مع الخائضين ، بالذات فيما يتعلق بقضايا فساد المسؤولين ، لأن شرفهم مكلف وغالي ، فهم لهم الحق التظلم ورد الشرف ، مع العلم أن فترات عمل الوزراء في السودان تعتبر الأطول في العالم ، في أمريكا لا يستطيع الرئيس أن يحكم أكثر من ثمانية سنوات ، لكن في السودان يستطيع أن يحكم طالما أعطاه الله " النفس الطالع والنازل " ، يستطيع أن يحكم لكنه لا يستطيع أن يوّرث – ولو وجد سبيلاً لذلك لفعل ، وهذه من نعم الله علينا .
    إذاً ، علينا أن لا ننطح الصخر ، علينا أن نؤمن بأن السودان تحكمه أيادي طاهرة لا تقرب الحرام ظاهراً وباطناً ، لكن لماذا يا ترى عم البلاء كل أنحاء السودان ؟؟ وغلبتنا مصائب الحياة ؟؟ فتفرق أبناء هذا الوطن بين أوصال الدنيا وهم يبحثون عن لقمة العيش ، فلماذا لم ينعكس ورع هؤلاء السادة الوزراء على البلاد أمناً وطمأنينةً ؟؟ يُعاني الناس في السودان من شح الرزق وعدم توفر العلاج والأمراض ، لن أشير للأمطار والفيضانات لأن هذا قضاء وقدر يجب على الناس تحمله ، ولن أجرؤ على القول بأن في دارفور أزمة لأن أرفع مسؤول تبرأ منها وقال أن السبب فيها هو إسرائيل والقوى التي لا تريد للسودان الخير !! أين الخير الذي تقوله يا ابن الحلال ؟؟
    لذلك ، وضعت دراسة هي الآن تحت الإعداد ، عن كل الذين شغلوا الوزارات في عهد الإنقاذ ، في هذه الدراسة سوف تجدون عدد سنوات الخدمة ، أنواع الوزارات التي شغلوها ، محاسيبهم ، الشركات التي يملكونها ، أرصدة أموالهم في الخارج ، حالهم قبل يونيو 89 وبعده ، مستوي الإنحراف المعياري بين قبل /بعد الوزارة ، قبل أن أنشر هذه الدراسة الشيقة ، لكن تكون مفاجأة إذا قلت لكم أن هذا السودان الوطن الشاسع ، المتعدد الثقافات والأعراق ، تحكمه حفنة محدودة من الناس ، تتقلب في المناصب وتعتبر هذا الوطن ضيعة شخصية ، كما لا يوجد سقف زمني يحدد متى تنتهي ولاية هؤلاء الناس ، هذا ذكرني بمقولة شهيرة قالها أخي الدكتور الحاج حسين آدم ، وقتها كان من رعيل الإنقاذ ، تفوه بهذه المقولة في جامعة القاهرة فرع الخرطوم سابقاً حيث قال : لن نسلم هذه الحكومة إلا لعيسى عليه السلام ، هذه المقولة ذهبت مثلاً بين الناس أنذاك ، لكن الدكتور الحاج حسين آدم خرج منها كما ولدته أمه ، فهذه الحكومة التى تمنى لها الخلود وشرف تسليم الراية لسيدنا عيسى عليه السلام ، تسقي الآن أهله حميماً غساقا في دارفور وتضربهم بيدٍ من حديد ، فشرّدت من شرّدت ، وقتلت من قتلت ، وكل يوم يمر عليها وهي في الحكم يفقد الوطن جزءاً عزيزاً أو دماً غزيراً... اللهم لطفك ورحمتك .
    سارة عيسي








    10-09-2007, 08:22 ص

    محمد عمر الفكي


    .

    تاريخ التسجيل: 15-10-2006
    مجموع المشاركات: 1013
    Re: وزراء الإنقاذ وأكسير الخلد في سدة الحكم (Re: SARA ISSA)

    شكلك يا استاذة سارة ما سمعت عن الوزير القال الوزراء يحاسبهم الله يوم القيامة فقط







    [اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




    · · · أبحث · ملفك ·


    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

    © Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

    http://www.sudaneseonline.com
    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de

                  

03-08-2008, 02:52 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أصمت يا دكتور الهادي المهدي إن كنت لك من الناصحين


    يا ترُى ما هو سبب الخلاف بين الرجلين ؟؟ فدكتور الصادق الهادي المهدي عمل نائباً للمتعافي لمدة أربعة أربعة سنوات ، وقد خرج في كل مظاهرات المؤتمر الوطني المنددة بقرارات الأمم المتحدة ، حتى قال الناس أنه ملكي أكثر من الملك ، فحسب المقال الذي كتبته الأخت أمل تبيدي أن دكتور الصادق فقد منصبه ، حيث أشارت إلي خلاف بين دكتور الصادق ورجل الإنقاذ القوي الوالي عبد الحليم المتعافي ، فلم يقوى دكتور الصادق على المواجهة فخرج من المعركة وهو يجرجر أذيال الهزيمة ، فلم يملك حجةً غير القول : أن هناك مراكز قوى داخل الإنقاذ ..أو أن المتعافي يتدخل في عمله بإستمرار ، نسى دكتور الصادق المهدي أنه كان أجيراً عند المتعافي وليس موظفاً حكومياً لدى الدولة ، فالسودان هو دولة الحزب وليس دولة الشعب ، فمن الطبيعي أن يتدخل المتعافي من أجل تصحيح سلوك موظفيه ، وهذا ما حدث بالتحديد ، أما حديثه أن هناك مراكز قوى داخل الإنقاذ فهذه حجة مردودة ، فالإنقاذ منذ نشأتها هي تمثل مراكز قوى جهوية معروفة من بينها المتعافي الذي أصبح رجل العقارات الأول في السودان .
    قبل سنتين من الآن شرب الأخ مبارك الفاضل من نفس الكأس ، من صاحب ومساعد لرئيس الجمهورية يملأ الأفاق إلي سجين ومتآمر يرزح بين القضبان ، فعلى دكتور الهادي أن يصمت ولا ينبش قبر الأسرار العميق ، فهو دخل الإنقاذ نكايةً بالصادق المهدي ، حتى قال رجال الإنقاذ : من المحتمل أن يرث الدكتور الهادي عرش الأنصار إلي الأبد ، وهم ليسوا في حاجةٍ إليه بعد أن أكتشفوا أن دكتور الهادي لم يكن يمثل حتى عائلته ، أي أنه رجل لا يملك وزناً سوى تاريخ قديم يقول أنه ابن الشهيد السيد/الهادي المهدي .
    إن كنت لك من الناصحين فأصمت يا دكتور الهادي ..وإلا قام الجماعة بدس اسمك وسط المجموعة التي يسمونها بالإنقلابية .عندها ستعرف أنك كنت جزءاً من عصابة مافيا وليس حزباً وطنياً يعرف عدم الفحش في الخصومة .
                  

03-08-2008, 02:57 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    توقفت حماس منذ سيطرتها علي قطاع غزة عن إطلاق الصواريخ علي إسرائيل

    ربما تكون مشغولة بغرض الغرامات على المصلين الذين يؤدون صلاتهم في العراء .. أو أنهم أعتبروا أن التحرير قد تم عندما استولوا على القطاع المنكوب ..هم يحرسون الشوارع الآن لمنع صلاة الجمعة ..لكن هذه العملية الأخيرة والتي نفذتها كل من كتائب الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية ، وضعتهم في موقع حرج ..فهل يا ترى سوف يتصدون على العدوان الإسرائيلي القادم ..وهم هذه المرة يملكون السلاح والمركبات ..كما لا يوجد جهاز الأمن الوقائي الذي كانوا يعتبرونه يقف في طريق المقاومة ..أم أنهم يقولون أن هذه العملية ليست من عندنا ..
    ظني أن حماس لو نجت هذه المرة من تهديد باراك سوف تمنع إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل ..ها هي نهاية حركات الإسلام السياسي تتاجر بقضايا التحرير ..وعندما تصل للسلطة ( تبرك ) للمصالح الخاصة ..أتمنى أن يقوم ( قبضايات ) حماس بضرب الجنود الإسرائليين بنفس القسوة التي كانوا يضربون بها اخوتهم في حركة فتح ..
    سوف نراقب كيف ستكون ردة فعلهم ..أو كيف سيتصرفون
                  

03-08-2008, 02:59 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الحركة الشعبية من الثورة إلي القصر
    مقال (1)


    قد كتبت في مقال سابق ، من ليالي الحزن التي عشتها في حياتي ليلتين ، ليلة سقوط مدينة توريت في يد ميليشيات الجبهة الإسلامية عام 92 ، والليلة الثانية هي موت الرفيق قرنق في حادثة تحطم الطائرة التي كانت تقله إلي الأرض التي رواها بدماء الشهداء ، هناك علاقة ظرفية بين الحادثتين ، فسقوط مدينة توريت في تلك الحقبة جاء بعد عدة تغييرات سياسية كان من أهمها الإنقسام الذي وقع داخل صفوف الحركة الشعبية ، أما الإختلال الثاني هو سقوط نظام مانغستو الذي كان يوفر الدعم المعنوي والإعلامي للحركة ، والعهدة على ( عراب الإنقاذ ) الدكتور حسن عبد الله الترابي ، أن هذه المدينة سقطت بعد أن تحالف السودان مع فصائل التيجراي في كل من أثيوبيا وأرتريا ، بموجب هذه الصفقة وفر السودان دعماً لوجستياً لهذه الفصائل ، مكنها من تسلم سدة الحكم في كل البلدين ، أما نصيب السودان هو التسور من وراء الحدود ومباغتة الحركة الشعبية من الخلف ، فقد أقام النظام أنذاك زخماً ومهرجاناً تبارى فيه أرباب الشعر كما تباروا في مارثون ( أمير الشعراء ) قبل أيام في الأمارات .
    فأنشد أحدهم :
    توريت يا توريت يا أرض الفدا
    أقسمت أجعل منك مقبرة العدا
    فخرج من لفيف المحتفلين عبد الباسط سبدرات ، ملكته روعة الحدث الجليل ، فالرجل كان شاعراً قبل أن يدلف طارقاً باب السياسة ، لكن ملكة الشعر تمنعت عليه وخانته الكلمات ، فلم يجد غير الهتاف :
    الليلة مبيت في توريت
    جناح توريت اصبح بلا توريت
    وأنشدت إحدى أخوات نسيبة : الليلة يا قرنق أيامكن أنتهن
    مرت تلك الليلة بغجرها وبجرها كما تقول العرب ، فكانت كليلة أمرؤ القيس عندما أنشد :
    وليلٍ كموج البحر أرخى علىّ سدوله بأنواع الهموم ليبتلي
    نعم عشت في هم وكرب ، لأني أعرف سلفاً ما يعنيه هذا الإنتصار ، سوف تكون من نتائجه أن تستعبد الجبهة الإسلامية كافة أبناء الشعب السوداني ، فعندما أستولوا على مدينة توريت كانت القوات المصرية تهتضم مثلث حلائب ، لكن لمدينة توريت مغزى في نفوسهم أكثر من حلايب ، بالنسبة لحلايب يمكنهم التغاضي عن الأمر طالما أن المصريين لا يهددون عرشهم في الخرطوم ، أما في توريت فهم يرون الثورة والنضال ، كانوا يخافون من المشروع الذي بشر به قرنق ، وهو التوازن بين أبناء الشعب الواحد في نيل المكاسب و الحقوق ، كان قرنق عصياً عليهم وقد أسهم في إجهاض مشروعهم الحضاري .هذا المشروع القائم على الظلم والإضطهاد ، يغصبون القمح من أصحابه وهو في سنبله ، ألقوا بآلاف الناس في بئر الصالح العام ، مارسوا التعذيب والقتل ومصادرة الأملاك .
    عند سقوط مدينة مدينة توريت في أيديهم أعتقدوا أن هذه هي خاتمة مطاف الحركة الشعبية ، وقد أغوتهم الأماني ، لا توجد فنادق أو أبراج في توريت ، ولا تعانق سماها العمارات الشواهق ، لكنها كانت رمزاً للصمود والنضال ، فقد راق لرجال الإنقاذ هذا النصر ، وكتبوا في أعمدة الصحف أن المشروع الحضاري بدأ يتمدد من هناك وهناك ، وأنهم أصبحوا قطباً ثالثاً لا يشق له غبار ، وكيف لا ؟؟ وهم قد نصبوا رئيساً لتشاد ، ورئيسين أخرين لأثيوبيا وأرتريا ، ذكروني بقصة ذلك الرجل الأبله الذي كان يتفرج على سباق الخيل ، فطار من الفرح لأن أحد الأحصنة قد فاز ، سأله أحد من الحاضرين : هل تملك هذا الحصان ؟؟
    فأجابه : لا ...لكنني أملك الحبل الذي يربطه !!
    لكن قرنق لم ينتهي كما تمنت صاحبة الأهزوجة ، فلا شئ يعدل الصبر ، عادت الحركة الشعبية من جديد قوية وفتية ، وكذب المنجمون ولو صدقوا ، فالحركة الشعبية قواعدها ليس العسكر فقط ، هي مشروع كبير حارب من أجل الجميع ، فنبُل القضية جعل الحركة الشعبية تجمع أطرافها وترد الكيل وتزيده في عمليات الشرق عام 97 م ، هذه المرة الرفيق قرنق لم يكن يحارب في بيئة عرفها وعرفته كما كان يفعل سابقاً ، ولم تعد الغابات الكثيفة في الجنوب تشكل حمىً منيعاً يصد الأعداء ، فأرض الشرق كانت منبسطة ، هذه النقلة النوعية في ميدان القتال جعلت رموز النظام تحس بالرعب والفزع ، فالحرب بين الطرفين كانت أشبه بالحروب النظامية بين الدول ، فقد دخل سلاح المدرعات كعامل حاسم في تحرير الكرمك وقيسان من يد النظام الذي هربت فلوله وهي تتجرع كأس الهزيمة .
    بعدها غير النظام من خطابه السياسي فلجأ لإسترضاء الأحزاب السياسية التي طالما ناصبها العداء ، بدأ رجال الإنقاذ يتحدثون عن حق تقرير مصير الجنوب ، بدأ فقهاء الحرب ينظرون إليها من صفحة الأرباح والخسائر بعد أن تنامى إلي سمعهم وجود إحتياطات وفيرة من النفط .فهم يسعون إلي جنوب آمن يضمن الإستثمار في هذا المجال ، وقد وصلوا إلي قناعة تامة أن الحرب وكلكلها يُمكن أن يدهنوا بها عناصرهم التي هجرها الوعي ، لكن الحرب مهما بدت فهي تمثل الأفق المسدود .

    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 03:00 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    التشبث بأستار الفاتيكان
    الحرب الشعبية من الثورة إلي القصر (2)



    قول سائد بين الأصوليين ، وأعني بهؤلاء حركات الإسلامي السياسي الجهادية ، أن حرب أمريكا في أفغانستان والعراق هي حرب صليبية ، والدليل على ذلك أن الكنائس قُرعت أجراسها في أمريكا ليلة الحرب على حركة طالبان ، هذا التفسير التعسفي لأسباب الحروب هو منطق غلب على فكر رجال القاعدة ، ربما بسبب قلة الثقافة أوغياب الوعي ، و فقهاء القاعدة لا يرون في التاريخ الإنساني سوى صراع بين المسلمين والصليبيين ، هذه النظرية الضيقة عانينا منها في السودان ، فقد أختلفنا في تفسير أسباب حرب الجنوب قبل مجئ الإنقاذ ، فقد أقتصر الجدل قبلهم على عدة أسباب ، فهل هي حرب إجتماعية بين الشمال العربي والجنوب الأفريقي ؟؟ أم هي قضية ورثناها من المستعمر البريطاني ، وحديثنا عن حرب الجنوب كان يستقرأ إخفاقات حكومة المركز في التعامل مع مناطق الهامش حتى أمتد هذا الحريق ( اليوناني ) ليشمل الشرق ومناطق الأنقسنا وجبال النوبة ، ثم دارفور وأجزاء لا يُستهان بها من الشمال ، لكن التفسير القاطع لأزمة الجنوب بدأ بعد وصول الإنقاذ للحكم ، بالفعل أعلنت الإنقاذ هدنة مدتها ثلاثة شهور مع الحركة الشعبية ، وقد ألتزمت بهذه الهدنة لأنها كانت مشغولة بتطهير الجيش والخدمة المدنية من غير الموالين ، كان الرئيس قرنق حذراً كل الحذر في التعامل مع كل الإنقلابات العسكرية التي تقع في الخرطوم ، وهو الذي أطلق على جنرالات العهد الإنتقالي مصطلح ( مايو 2 ) ، لذلك لم يندفع نحو أحضان الثوريين الجدد على الرغم من تغريدهم بأهازيج السلام ، كان الراحل قرنق يملك قرني إستشعار ، وقد عرف منذ أول ليلة أن هذا الإنقلاب تقف من وراءه قوى تظهر خلاف ما تبطن .فقد كانت الحركة الشعبية تراقب عن كثب ما يدور في داخل القوات المسلحة ، وقد علمت بثورة التطهير داخل الخدمة المدنية .
    وأول إدانة لعمليات الصالح العام والإعفاء من الخدمة ، بناءً على إختلاف اللون السياسي ، سمعتها من القائد ياسر عرمان عندما كان يتحدث من إذاعة الحركة الشعبية التي كانت تبث برامجها من أديس أببا ، بعد أن تمكنت الجبهة الإسلامية في الحكم وفرضت سيطرتها على كافة مناحي الحياة في السودان بدأنا نسمع تفسيراً جديداً لأسباب حرب الجنوب ، فقهاء الإنقاذ بدأوا يتهمون مجلس الكنائس العالمي بتوفير الدعم للحركة الشعبية ، وهناك من يرى أن الحركة الشعبية ليست إلا مخلب قط وظّفته الدوائر الإستعمارية لتمزيق أوصال السودان ، فقد أشتجر الحديث ونما وتعاظم ، وخرجت إلي الوجود رؤية جديدة ، أن الحركة الشعبية ومن خلفها الصهيونية العالمية تريدان أن تشكلا سداً يمنع المسلمين والعرب من التواصل مع النصف الجنوبي من القارة الأفريقية ، شكلت هذه الهواجس مادة في الصحف ، يكتبها من يُطلق عليهم ، تجاوزاً ، مفكريين إسترتيجيين ، فأنتقل الجدل بين وسط الطلاب في الجامعات ، فيا ترى ما هي الأسباب التي جعلت كل الحكومات الوطنية تفشل في القضاء على التمرد في الجنوب ؟؟ فنشأت نظرة جديدة ، فالسبب واحد ، وهو أن هذه الأنظمة كانت بعيدة عن الإسلام ، ومن هنا نشأ التصور الديني لحرب الجنوب فأضاف مأسآة لهذا الوطن وجرح لم يندمل حتى تاريخ كتابة هذه السطور ، أنطلقت كتائب المجاهدين من الساحة الخضراء في الخرطوم ، كتيبة الأهوال ، كتيبة الخرساء ، لواء القعقاع ، كتيبة المغيرات صبحاً ، فقد كانت الحرب –كما تقول هذه التصورات – بين البدريين ومشركي قريش ، وقد نجح مروجي الحروب عن طريق برنامج ساحات الفداء في إضفاء هالة مقدسة على هذه الحرب .وجرّ أبناء الوطن الواحد نحو مستنقع البغضاء والكراهية .
    فمن المفارقات الغربية أن هذا التصور الجديد لحرب الجنوب قد خرج للسطح بعد زيارة البابا بولس الثاني للسودان في أوائل التسعينات ، كان رجال الإنقاذ يحاولون نفي شبهة أنهم يعلنون حرب دينية على الجنوب ، فمعروف عن البابا بولس أنه رجل سلام ، وقد وقف ضد غزو العراق ، وعندما زعم جورج بوش أن الله أمره بغزو العراق خرج البابا بتصريح خالد : أن الرب لا يأمر إلا بالسلام .
    فبعد مرور سبعة عشر عاماً على هذه المناسبة نجد رجال الإنقاذ لم يراوحوا مكانهم من حيث بدأوا ، كأنّ هناك من علّق التاريخ بمسامير ثابتة ، فهذه المرة يطرحون على البابا أزمة دارفور، فهم لا يسألون صفحاً أو غفراناً ، ولم يجلسوا على (confession Stand) من أجل راحة الضمير المعذب ، ومن التناقضات البائنة ، إتهامهم للمنظمات الغربية العاملة في الحقل الإنساني في دارفور بأنها منظمات تبشيرية ومسيحية تريد أن تسلب المواطنين دينهم القويم، وفي نفس الوقت يريدون من البابا أن يخرجهم من هذا المأزق ، فهم يمارسون خطاباً مزودجاً حتى مع الحبر الأعظم ، فالجديد هذه المرة أنهم يطرحون قضية تخص المسلمين للفاتيكان ، وهذا أمر جدير بالإهتمام ويُعد سابقة يُشار إليها في تاريخ النزاعات بين الشعوب ، ذلك إذا خلصنا بالقول أن الفاتيكان ينظر فقط للجانب الإنساني من هذه الأزمة ، ولا يمكن أن يلعب دور الوسيط السياسي بين أوروبا والإنقاذ لأن ذلك يتعارض مع رسالته ، ولجوء رجال الإنقاذ إلي الفاتيكان كشف بجلاء ضعف المنظمات العربية والإسلامية ، مثل الأزهر والمؤتمر الإسلامي ، في إحتواء تداعيات هذه الأزمة ، ومن الممكن بعد تأدية رجال الإنقاذ لفرض هذه الزيارة أن يعودوا للحرب مرةً أخرى كما فعلوا مع الأب بولس الثاني في عام 91 ، فهل سيعيدونها جزعة ؟؟
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 16-09-2007, 10:33 ص)
                  

03-08-2008, 03:02 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    شيوعيون في قطار الإنقاذ

    بالفعل هناك وجه مقارنة كبير بين الجبهة الإسلامية القومية والحزب الشيوعي السوداني ، يُمكن حصر المقارنة فيما يلي :
    كلاهما شارك في التجربة البرلمانية ، وكلاهما ساهم في إجهاضها .
    كلاهما سعى للسيطرة على مقاعد النقابات
    كلاهما حرص على نشر فكره بين الطلاب
    كلاهما أرتكب الفظائع ونكّل بالخصوم
    كلاهما عمل على تسييس الخدمة المدنية وإنهاء الخصوم عن طريق الصالع العام
    كلاهما عمل على كبت الحريات ومصادرة حرية الفكر والتعبير
    أما من ناحية التكوين ، تُعتبر معظم قيادات الحزب الشيوعي من الشمال النيلي ، فلا أثر له في غرب السودان ، الجبهة الإسلامية قبل يونيو 89 نجحت في إستمالة بعض أبناء غرب السودان ، وفئة قليلة جداً من الجنوبيين ، وبعد المفاصلة الشهيرة بين البشير والترابي أنكفأ حزب المؤتمر الوطني على الشمال .
    ومن أوجه الشبه أن كل التنظيمين قادا السودان نحو الفوضى ، وساهما بصورة مباشرة في الأزمة التي يعاني منها السودان الآن .
    لذلك ليس غريباً أن تجد شيوعيين في برلمان الإنقاذ ،
                  

03-08-2008, 03:03 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    في رحاب قلم الجنرال معاش حسن ضحوي

    بالفعل أنه عهد المهازل ، الطبيب في عهد الإنقاذ يتحول إلي رجل أمن ، يتخصص في خلع الأظافر والضرب والتعذيب ، ومن المفارقات أيضاً ، أن يتحول رجل الأمن إلي طبيب ، فيشرف على علاج نوع مميت من الأمراض وهو مرض القلب ، ويدير مستشفى يعج بالأطباء ، فكلمته مسموعة لأن للرجل ماضياً يفتخر به في مجال التعذيب ، فهو الوحيد الذي يجعل ضحيته تبكي وتولول ليومين من دون إنقطاع ، ولا نعلم فهل يشفع لهذه الضحية البكاء والعويل أم على القلوب أقفالها ، بل هي كالحجارة أو اشد قسوة ، وإن من الحجارة ما يتشقق ويخرج منه الماء .
    فقد قرأت ، إن صح التعبير ، مقال اللواء معاش حسن ضحوي ، هذا الرجل الذي كسب سمعة سيئة في مجال زهق الأنفس وتعذيب الأبرياء ، وحزنت أشد الحزن ، وتأسفت أشد الأسف ، عندما ذكر بأنه يتولى شئون مرضى القلب في مستشفى السلاح الطبي ، من بلا قلب يشرف على مرضى القلب ، بالفعل هذا هو زمن المهازل ، لكن الجنرال الوفي أهانته الإنقاذ ، فسيفه الذي يقطع الحديد لم تعد في حاجةٍ إليه ، بالفعل هو موظف إداري يعيش على فتات الترهل الوظيفي ، بعيداً عن السلطة والأضواء ، لا يجد في قبر العزلة الموحش سوى قلم لعله يصطاد به خصوم الأمس القريب الذي أعيوه بالبقاء على قيد الحياة ، هذه المرة لا يملك الجنرال سكيناً أو سيفاً ، ولا يملك سوطاً كهربائياً ليمزق به جلد الضحية كما كان يفعل في السابق ، فقد كان بساديته يتلذذ بصوت الضحية وهي تولول وتنوح ، فلا يعير ذلك إنتباهاً ، ويعتبر هذا العمل رجولة وشجاعة .
    وبما أن سعادة الجنرال قد أصبح من رواد القلم ، وبما أن طائرته هذه المرة لم تهبط في أويل أو ملكال في أيام السلطة والنفوذ ، فقد هبطت في موقع سودانيز أون لاينز ، فعلى سعادة الجنرال أن يحترم خصومه ، فمن يعيش على حفنة الدولارات الغربية أفضل من يعيش على مال الغلابة في السودان ، ليس هناك أمريكي يشكو من الملاريا ، ولا يوجد أمريكي يعيش في معسكرات النزوح ، ولا يعاني الأمريكان من الإسهال المائي والكوليرا ، وهم أعرف – وأعني الأمريكان – بالوجه الذي يصرفون به أموالهم ، فعندهم مشرعيين منتخبين من قبل الشعب يحددون تلك الأوجه مسبقاً ، ليس كحالنا عندما نشتري يختاً من أجل النزهة بينما نُغلق المستشفيات في وجه الفقراء .
    نعم سعادة الجنرال مزهواً بنفسه ، فهو ضابط الجيش المتقاعد الذي يجلس من دون إذن على عرش الطبيب ، يحس بأن رتبته لا يدانيها أحد ، وأخلاقه مثل الأنبياء في الطهر والإستقامة ، فهو كنز من المعرفة التي تدخل إلي عقول الناس ، فهو قد نسى بأنه لا يقود لواءً مدرعاً في الفاشر أو الجنينة ليقيم به سداً بيننا وبين القوات الدولية ، بل هو يقبع في مكتب مكيف ، يستشنق رائحة الفورمالين و يتبختر بين جمهور الأطباء الذين يتعاملون معه كأمر واقع ، فهو عالة على المستشفى والمرضى ، ويا ليته كان مثل الفريق عبود الذي أفتتح طاحونة من مال المعاش حتى لا يمد يده لمال السلطة ، والجنرال ضحوي لن يماثل الفريق العبود ، لا في الرتبة العسكرية ، ولا في الأخلاق والطهر والإستقامة .
    ويا ليت سعادة الجنرال لم ينقب في ملفات زملاء المهنة في القوات المسلحة ، ليستخدمها كنوع من الحجج ، هذه الملفات هي سر بين الطبيب والمريض ، وليس من المفترض أن يطلع عليها احد سواهما ، لكن سعادة الجنرال فعل ذلك ليثبت أن خصية غريمه ضاعت قديماً تلفاً قبل أن تأتي الإنقاذ ، فها هي الملفات الطبية لضباط القوات المسلحة بين يدي الجنرال ، يعيث فيها ، و يستخدمها في ترويض وإبتزاز خصومه كيف شاء ...فهل يا ترى سوف يفعلها مع رواده من مرضى القلب ؟؟ الذين يدعي بأنه يشرف على علاجهم ؟؟
    سارة عيسى
                  

03-08-2008, 03:12 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    روضة الحاج لخضر عطا المنان:والدي جعلي قح بدوي.. و أمي من كردفان وليس من دارفور..

    بما أن الحديث يطول عن مأساة دارفور الجريحة .. فأنت كنت – كما ذكر البعض – قد أنشدت شعرا تمجدين فيه ما قام به أولئك الذين كانوا سببا في تلك المأساة .. وهناك أصوات تتحدث أيضا عن انتمائك العرقي لدارفور.. ما مدى صحة ذلك ؟
    أشكرك أولا على هذا السؤال الهام .. وأرجو منك أن تعمل على نقل قولي كما هو ..فأنا لا صلة لي أبدا بهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد .. وهناك من يخلط الأمور حول خلفيتي الدارفورية كما تقول .. أشرحها لك الآن :
    فأنا والدي من منطقة اسمها ( التراجمة ) ريفي شندي .. فهو جعلي قح بدوي ..وقد عرفت مؤخرا جدا أن هناك منطقة أو قبيلة في اقليم دارفور تسمى ( الترجم ) وهي ليست لها علاقة بالجعليين .. وبذا فأنا جعلية الأب .

    ثم ماذا عن الوالدة ؟
    أمي جذورها من جنوب كردفان وليست دارفور .. ولكنها وأمها ولدتا في مدينة كسلا .. وأنا حينما أتحدث عن علاقتي بغرب السودان فانني أعني كردفان وليست دافور التي لا تربطني بها أية صلة دم البتة .

    هل معنى ذلك أنك لم تكتبين شعرا حول دارفور أبدا ؟
    لا .. عدا ذلك البيت في احدى قصائدي – وأنا أتحدث عن أحزان الوطن العربي من بغداد الى فلسطين
    وحينما وصلت الى دارفور قلت :
    ودافور كاسية البيت في خرق باليات ..
    وأنا هنا أعبر عن حزني وألمي لما يحدث في منطقة عزيزة على قلبي كانت ذات يوم تكسو الكعبة المشرفة وهي الآن في حالها الذي آلت اليه .




                  

03-08-2008, 03:13 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    هجوم حسكنيتة بين الفاعل والمفعول

    لا احد يلومني إذا زعمت أن السودان أصبح سلة العالم للأخبار السيئة ، فهو دائماً يسبق تغطيات أحداث العالم الأخرى ، فقد أنتهت ثورة الرهبان في بورما ، ومرور الأيام جعل الناس ينسون ولو قليلاً ما يحدث في العراق من قتل وتدمير ، أما التجاذب الفلسطيني بين فتح وحماس فقد هدأ تحت ظل التسويات الخفية ، وقد حرّك الشيخ بن لادن موجة الأخبار من جديد ، لكن تسجيله الجديد لم يجد الترحيب والتهليل الذي كان يتوقعه ، فالناس كانوا يتوقعون أن يروا اسامة بن لادن وهو يمتطي الحصان أو يداعب زناد بندقية الكلاشنكوف ، لكن الصورة التي رأيناه بها كانت لرجل عجوز قد طعن في السن ، وهو من مخبئه الخفي يطلب من الغربيين دخول الإسلام ، وربما يكون الشيخ الطريد قد نسي أن الرسول ( ص) في غزوة حنين خرج للقتال وقال : (أنا النبي لا أكذب، أنا ابن عبد المطلب، اللهم أنزل نصرك).فمن يريد نشر الإسلام لا يعكتف في كهف حريز ، بل يخرج للناس إما قاتلٌ أو مقتول .
    نعود من جديد لتشعب القضية السودانية من وادي إلي وادى ، من ضيق إلي أضيق ، ومن كربة إلي كربة اشد وأعم ، فما زال الموفدون والحكماء الدوليون يتوافدون إلي العاصمة الخرطوم ، فأزمة دارفور فتحت صدر العالم للإنقاذ ، وعلمتهم الحديث في المنابر الدولية ، ورحلة هؤلاء الزوار العالميين أتخذت مساراً واحداً وهو الخرطوم الفاشر جوبا ، هذا مثلث جديد يرسم خطوط كنتور الوطن الجديد ، خرج الموفد الأمريكي ، فدخل علينا حكماء أفريقية وأمريكا ، ذكروني بالقصة القديمة التي لا تحدها نهاية : دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت ..هذه هي المتوالية الهندسية في عالم السياسة السودانية ، فلا الزمن يغير الناس ولا الجغرافية تقرب المسافات ، وفي كل يوم سفينة الوطن تبحر بعيداً عن شاطئ الوحدة والوئام ، فعدوى المطالبة بالإنفصال أنتقلت إلي دارفور ، وكما قال امروء القيس : فيا ليتها نفوس تموت سويةً ... ولكنها نفس تساقط أنفسا
    من بين الأحداث المؤسفة التي جذبت الإنتباه للملف السوداني ، الإعتداء المؤسف الذي تعرضت له قوات الاتحاد الأفريقي في ( رمادي ) دارفور قرية حسكنيتة ، هذه القرية الصغيرة التي تشكو التهميش وضعت نفسها مع مدن العالم الملتهبة كديالي والفلوجة والأنبار وهلمند ، فهي عادةً ما تتعرض للقصف الجوي والمدفعي من قبل الجيش الحكومي ، لكن هذه المرة فأننا أمام معادلة جديدة ، فمن يفترض به أن يحمي السلام طعنته حربة هذه الحرب لأنه كان يغطي في نوم عميق ، نومٍ كنوم أهل الكهف فلا يحس أهله بنمو الشعور أو الأظافر ولم يبادر كلبهم إلي النبيح ، وبينما هم في ثياب النوم طاف عليهم طائف ، سيطر المهاجمون على المعسكر ونهبوه ، وأحرقوا المصفحات التي صدئت من القدم وعدم الإستعمال ، ونقل المهاجمون للعالم رسالة مهمة وهي : أن قوات الاتحاد الأفريقي غير قادرة حتى على حماية معسكرها ..فكيف يُطلب منها حماية إقليم في مساحة غرب أوروبا ؟؟
    وبدأ قادة هذه القوات في غاية الغضب ، لكنهم في خاتمة المطاف أعترفوا بالتقصير ونقص الإمكانيات ، هذا هو السودان في عهد الإنقاذ ، يتحدث جنرال نيجيري عن كيفية الهجوم الذي حدث وعن عدد المهاجمين ، في بلدٍ تُصرف فيه الأموال الغالية على الجيش والشرطة والأمن ، وغداً سوف يكون في السودان ناطق رسمي بإسم قوات التحالف مثل ريكاردو سانشيز ومارك كيمت وباتريوس ، ولا أظن أن باطن الأرض بالنسبة لقادة الإنقاذ سوف يكون أطيب من ظهرها كما يقولون ، فهم أسرع الناس تأقلماً مع تغير الأوضاع ، وقتها لا ندري ماذا سنفعل بالجيش السوداني ، لكن من الأفضل لقادته أن يعملوا في رصف شواطئ النيل ليحموا الناس من خطر الفيضان ، وليعطوا زيهم لتلاميذ المدارس الفقراء ، وليعطوا شاراتهم الذهبية التي تزين أكتافهم ،و التي نالوها من جدارة في الحرب ، لمحلات زينة العرائس .
    ومن المؤسف أن رجال الإنقاذ ينظرون لهذا الحدث من ناحية واحدة ، فهم يريدون من مجلس الأمن أن يفرض العقوبات على المهاجمين الذين لا زالوا خيالاً في نظر الذين تابعوا هذا الحدث ، ويقود هذا التيار كل من الدكتور لام أكول وعبد المحمود عبد الحليم والسماني الوسيلة ، فهم يرون بأن الإنقاذ قد ظُلمت في ردة فعلها العنيفة في التعامل مع المتمردين ، فهم يريدون من المجتمع الدولي أن يعطيهم شيكاً على بياض ، عن طريقه يُمكن تكرار تجربة القتل والقصف التي لا تميز بين البرئ والسقيم ، وتأخذ المقيم بالظاعن كما قال طاغية العرب الحجاج بن يوسف ، لكن الرياح أتت بغير ما يشتهون ، فالحديث الآن يدور في أروقة الكونغرس الأمريكي عن فرض المزيد من القيود على السودان ، ولا أحد سوف يسمح للإنقاذ بتكرار التجربة حتى ولو هُلكت كل قوات الاتحاد الأفريقي في بيت واحد ، فهؤلاء جنود ومن المفترض أن يراعوا المهمة التي جاءوا لأجلها ، وما يلقاه الجندي في أرض الوغى يأخذ أجراً عليه ، فلنتحسر على يموت من أبناء الوطن قبل أن نذرف دموع التماسيح على من نظن أنه جاء من أجل حفظ السلام .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 03:15 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    عبد الواحد نور ، الشروط الأربعة أو سيف العقوبات


    شاء الله أن لا يجمعني بالمناضل عبد الواحد محمد نور في أيام الدراسة بجامعة الخرطوم ، لكنني سمعت عنه الكثير بعد تخرجي من هذه المؤسسة ،وغير أنه شجاع وجرئ ، فهو أيضاً من النوع الذي يعتد برأيه ويؤمن به لدرجة أنه يمكن أن يخسر الكثير مقابل صمود هذا الرأي ، والدليل على ذلك الضغط الهائل الذي يتعرض إليه في هذه الأيام مقابل الذهاب إلي طرابلس ، لكن عبد الواحد حدد مطالبه قبل المراوحة ، وهي مطالب يصعب تحقيقها إذا نظرنا إلي تجارب الإنقاذ في الإيفاء بالوعود السابقة ، وقد قدم لهم الأخ عبد الواحد هذه السلة من المطالب :
    أولاً نزع سلاح الجنجويد :-
    هذا الطلب غير قابل للتحقق ، فنظام الخرطوم ينكر دوره في توفير الدعم للجنجويد ، كما أن قوات الجنجويد تم دمجها في الأجهزة الرسمية السودانية من جيش وشرطة وأمن ، فقد ذابوا في مؤسسات الدولة السودانية ، وقد أصبحوا يمتلكون سلاحاً مرخصاً ورتباً رفيعة ، وهم أشبه بالبركان الخامد ، في يومٍ ما سوف تخرج الحمم من فوهته وتحرق دارفور من جديد ، فالحل هنا لا يكمن في نزع سلاح مليشيا الجنجويد وكفى ، لكن الحل يكمن في رحيل هذا الجيش الفيدرالي برمته من أرض دارفور ، فما الفائدة منه ؟؟ إن كان غير مرجواً منه حماية شرف العذارى اللائي يتعرضن للإغتصاب ، وما الفائدة منه إذا كان جل هذا الشعب يرزح في المعسكرات وينتظر حلماً بعيد المنال اسمه القوات الدولية .
    ثانياً طرد المستوطنين الجدد :-
    وهذه قبائل عربية نزحت من النيجر وتشاد على خلفية صراعات عرقية دارت في هذه الدول ، وأستغلت هذه القبائل الوضع الديمغرافي في دارفور ، فوجدت دعماً ومساندة من بعض القبائل العربية في دارفور ، فعوضاً عن معاملة هذه القبائل كقبائل نازحة ، حيث من المفترض أن تُستضاف في معسكرات لجوء خاصة بها ، نجد أن نظام الإنقاذ قام بتوريثها الأرض التي كان يملكها سكان المنطقة الأصليين والذين فروا منها بسبب الحملات العسكرية الحكومية ، هؤلاء المستوطنون الجدد قد استولوا على هذه الأراضي وباتوا يفلحون الأرض ويرجون منها الحصاد المثمر ، بينما يتفرج المُلاك الحقيقيين على هذا الإحلال وهم خلف اسوار المخيمات ، هذه الظاهرة يجب أن نقف عند حدها ، فاللعب على وتر الإثنيات جرّ كل أبناء دارفور إلي هذه الحرب اللعينة التي لا يموت فيها سوى مواطن دارفور ، ولذلك ليس من المقبول أن يُستوفد لنا ( لعيبة ) من خارج السودان حتى يشعلوا هذه النار من جديد .
    ثالثاً دخول القوات الأممية :-
    هذا الدخول مشترطٌ بتوفر الأمن ، لكن قائد هذه القوات طلب من المجتمع الدولي بأن لا يرفع سقف توقعاته ، فهو محق وواقعي ، والسبب بسيط إذا علمنا أن هذه القوات يتشكل قوامها من الدول الافريقية ، وتعاني هذه القوات نقصاً في المعدات والتدريب ، وجنودها يتعاملون مع المسألة الإنسانية في دارفور على أساس أنها سبيل لكسب الرزق ، فإن إنقطع التمويل الدولي أو تأخر صرف المرتبات ، فسوف نجد أن هذه القوات أول من يركب زورق النجاة وهو ينشد الآمان من سفينة ( تايتنك ) دارفور الغارقة ، فقد كشفت السنوات الماضية أن هذه القوات كانت تقف في طابور المتفرجين على الماسآة ، والإعتماد على القوات الافريقية هو حل سياسي في المقام الأول قبل أن يكون حلاً أمنياً ، ونظام الخرطوم يتمسك بهذه القوات لأنه يعلم بأنها عاجزة ، وبأنها لن تقف في طريقه وهو يشن هجماته الجوية على القرى الأمنة .
    رابعاً عودة النازحين وبحث مسألة التعويضات :-

    وهذا هو بيت القصيد ، فهناك 4.50 مليون يعتبرون الآن من المشردين ، وهو رقم مهوّل إذا تمسكنا بنظرية النسبية لنعرف كم يمثل هذا الرقم من إجمالي سكان دارفور ، ربما يصل إلي أكثر من 70 % ، وهناك قرى دٌمرت وأُحرقت بالكامل ، ولا توجد مدارس أو مستشفيات ، وبالنسبة للصحة فقد تكفلت بها المنظمات الغربية ، فحكومة الإنقاذ معفية من فاتورة خدمات مواطن دارفور ، وإن كسبت سعةً من المال فهي سوف تدخره من أجل تطوير المقاتلات الحربية لتصل إلي أبعد نقطةٍ في السموات ليمكنها من هناك قتل كل مظهر من مظاهر الحياة في دارفور ، وقد أخفق إتفاق أبوجا في التجاوب مع هذا المطلب ، وقد زاد عدد النازحين بعد توقيع هذا الإتفاق الذي تم تحت حراب الضغط والتهديد بالعقوبات .
    هذه الشروط الأربعة هي مشروع سياسي كبير ، وقد وضع الأخ عبد الواحد محمد نور المجتمع الدولي في وضع حرج ، فهو لايأبه للعقوبات الدولية ، فهو يقول أن العقوبات قد فُرضت بالفعل على شعبه بالكامل ولذلك لا يخاف أن ينتقل سوط العقوبات إلي ظهره ، وقد شعر وزير الخارجية الفرنسي بالحرج حيال طرح العقوبات وقد قال وهو يقصد عبد الواحد : نعم يمكنني ترحيله ولكنني لن أفعل ذلك .
    فالعقوبات تخيف نظام الإنقاذ لأنه يملك الصروح الإقتصادية ودور المال والحسابات البنكية ، أما بالنسبة للمناضلين من أمثال عبد الواحد فهي أشبه بمن يهدد السمكة بالماء ، فهو كما قال يعتمد على إرادة شعبه ونبل قضيته ، وقضية دارفور في أوروبا هي من هواجس هذا المواطن المتحضر الذي يصنع الحكومات التي تصدر هذه القرارات .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 03:16 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الدكتور عبد الله علي إبراهيم ( الغواصة )


    المكان : جامعة الخرطوم ، ميدان كلية القانون ، بالقرب من وحدة اللغة الفرنسية
    الزمان : مساء مميز من عام 90
    الموضوع : ندوة نظمها إتحاد طلاب جامعة الخرطوم والذي كان يسيطر عليه الإتجاه الإسلامي ، ما يُعرف وقتها بإتحاد حمدي خليل .
    موضوع الندوة كان مناقشة الوضع السياسي الراهن في السودان ، وللدعاية للندوة كتب الإتجاه الإسلامي ملحوظة تحت الإعلان : يُشارك في النقاش مفكرين يساريين ، ووضع تحت مفردتي ( مفكرين يساريين ) خطاً أحمر يميز السياق الأزرق الذي يميز كتابات الإتجاه الإسلامي .
    كان الجو السياسي محتقناً في الخارج ، بعد أحداث عام ديسمبر 89 والتي أستشهد فيها كل من بشير وسليم والتاية ، ومجالس الجامعة كانت تتحدث عن تعذيب الدكتور علي فضل حتى الموت ، وهناك حكم بالإعدام صدر بحق الدكتور مأمون حسين ، فأعتبرت الأمر كذبة أبريل إذا شارك الشيوعيين في هذه الندوة ، اللهم إلا إذا كانوا ( غواصات ) ، ومن أدبيات الأمن السياسي في الجامعة أن الغواصة يبرز إلي السطح بعد تخرجه من الجامعة ، لذلك من المستحيل أن يكون الغواصة في مقام أستاذ جامعي .
    المهم دلفت إلي الندوة ، فوجدت معظم الحضور من الكوادر الخطابية للإتجاه الإسلامي ، صديق عثمان ، علي عبد الفتاح ، التيجاني المشرف ، حاج ماجد سوار ، ومحمد أحمد حاج ماجد ، وهذا الأخير كان نعله معلقاً في قهوة النشاط بعد أن فرّ من معركة المفاصلة الشهيرة مع الطلاب المحايدين في عام 91 .
    سألت بعض الزملاء : هل سيحاضر في هذه الندوة البروفيسور محمد سعيد القدال ؟؟ فحسب معلوماتي فهو رهن الإعتقال ،..أم دكتور فاروق كدودة ؟؟ صمت الجميع ورمقوني بحذر .
    غنى الأستاذ سيد خليفة في بداية الندوة ، فكان الأمر أشبه بتناول المقبلات ، أشترط عليه المنظمون أن يغني أغاني وطنية فقط ، فمعروف أن الإتجاه الإسلامي يميل إلي أغاني المرحوم سيد خليفة ، ذلك على خلفية أن المرحوم كانت تربطه علاقة بالعسكر في أيام الرئيس النميري ، أقتربت (برلومة ) من المنصة وهي كانت جاهلة ببرتكولات الإتجاه الإسلامي الذي يعد ( الطبخة ) مسبقاً ،فدست هذه البرلومة ورقة صغيرة في يد المرحوم سيد خليفة ، كتبت فيها : رجاءً ثم رجاءً أغنية .. يوم ظليل ، وهي أغنية من أغاني الرومانسية ، بالفعل لبى المرحوم سيد خليفة الطلب ، وبدأ في الغناء ، وبصورة هستيرية تمكن الفنيون من تنظيم الإتجاه الإسلامي من قطع الميكرفون ، فأصبح صوت الأستاذ سيد خليفة كمن يهمس مع ضجيج الطاحونة ، أعتذر الأستاذ /سيد خليفة عن قطع الأغنية وجمع حاجياته ثم رحل ، وقد حدث مرج وهرج بين مؤيد لهذا التصرف وبين معارض له ، لم يأبه المنظمون لصوت الإحتجاجات المتصاعدة .
    بالفعل ، كان من بين المحاضرين شيوعي سابق اسمه محمد أحمد طه ، عرفت لاحقاً أنه قضى في طائرة السلام التي كانت تقل أحمد الرضي جابر وفضل السيد أبوقصيصة ، ثم جاء دور د.تيسير محمد أحمد والذي تحدث فقط عن عيوب الديمقراطية الثالثة ، طبعاً من غير أن يدين الإنقلاب ، والجدير بالذكر أن عنوان الندوة هو الظرف السياسي الراهن ، كان أفراد الإتجاه الإسلامي يسمعون إليه بإهتمام بالغ ويعتبرون كل ما يقوله حجةً على الشيوعيين عى طريقة ( فشهد شاهد من أهلها ) .
    ثم جاء دور شخص ثالث ، وهو أستاذ جامعي وتم تقديمه على أساس أنه يساري ، وقد كان مغموراً وقتها ولذا لم أحفظ اسمه ، لكنني بعد رأيت صورة الدكتور عبد الله علي إبراهيم أيقنت أنه نفس ذلك الشخص ، فقد استخدم نفس الأسلوب وهو يجلد تجربة الديمقراطية الثالثة ، وقد أتهم الأحزاب السياسية بأنها تآمرت على الجبهة الإسلامية عندما قررت المضي قدماً في التفاوض مع الحركة الشعبية ، وقد قارن بين الدعوة للمؤتمر الدستوري الجامع المزمع عقده في أيام الديمقراطية الثالثة وبين جلسة البرلمان التي أدت لاحقاً إلي حل الحزب الشيوعي في عام 69م، وقد توصل إلي نتيجة هامة وهي الإنقلاب على السلطة عندما تشعر بالخطر ، وذكر بالتحديد أنه لو عُقد المؤتمر الدستوري الجامع لأنتهت الجبهة الإسلامية ، لأنه وقتها يستحيل الإنقلاب على السلطة الدستورية لذلك لجأت الجبهة الإسلامية إلي تنفيذه قاطعة الطريق على إنعقاد المؤتمر ، بدأ على الرجل الهدوء وهو يتحدث بثقة تامة ، وقد عمد إلي قطع الميكرفون تحت حجة أنه يكره الضجيج مما جعله حضوره من الإسلاميين يزحفون على العشب فجلسوا قريباً منه ليسمعوا منه وهو يطريهم بالحديث الطيب ، فهو يقول لهم ما يريدونه بعد أن غلّف رؤيته بالعلم والحياد ، أنه هو د.عبد الله على إبراهيم ،يحرق قلمه وهو ينبش ماضي الآخرين ، لكنه ينسى أنه له ماضياً ..أقل ما يُقال عنه أنه ( غواصة ) إتجاه إسلامي مع سبق الإصرار والترصد .
                  

03-08-2008, 03:22 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    ما بين لاجيء فلسطين الذين قبلت بهم الإنقاذ ولاجيء أهل السودان الذين طردتهم إلي دول الجوار

    أخيراً وافقت حكومة السودان بقيادة الإنقاذ على استضافة 1550 لاجئ فلسطيني من العالقين على الحدود السورية العراقية ، ذلك بناءً على مناشدات من حركتي حماس وفتح ، وقد سمحت سوريا بإدخال أربعة لاجئين فقط في العام الماضي بسبب ظروفهم الصحية .

    نعم ، عندها سوف نرى الكرم الحاتمي ، سوف يهب رجال الإنقاذ من أجل نجدة أخوتهم من فلسطين ، بدل الخيام سوف يعطونهم بيوت جاهزة ، معفية من فاتورة الكهرباء والمياه ، ولا أعرف كيف قبلت الإنقاذ بهذه الإستضافة بينما هناك دول غنية مثل ليبيا طردت الفلسطينيين وألقت بهم في العراء من غير أن تستجيب للمناشدات الدولية ، وحتى دول تُسمي نفسها دول الضد مثل سوريا وإيران لم تقبل بهم فكيف قبل بهم السودان وهو البلد الذي يعيش فيه أكثر من سبعة مليون في مخيمات النزوح ، والمجتمع الفلسطيني الذي يعيش في المهجر في غاية السوء ، وراينا ماذا فعلوا في الكويت من نهب وسرقة في ايام الغزو العراقي ، وكيف تسببوا في مشكلة أمنية في لبنان أدت إلي مقتل أكثر من مائة وخمسين جندياً لبنانياً في معركة نهر البارد ، وهم في دول الخليج يحملون ضغينة وحقداً دفيناً على السودانيين بالذات ، مبعثه الرؤية الشامية التقليدية لأهل السودان ، وأزمة هذا المجتمع أنه لن يرضى بالعيشة في معسكرات النزوح ، ولا يرضى بأن تُطلق عليه كلمة لاجئ ، سوف تروا بأعينكم كيف ستفتح لهم المراكز الاستثمارية ..سوف ينافسون الأتراك في المخابز ودور اللهو والكافتريات ، فالشامي العيب عنده أن يكون فقيراً وليس نقص الشرف

    (عدل بواسطة Seif Elyazal Burae on 03-08-2008, 03:26 AM)

                  

03-08-2008, 03:25 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    هل هناك تحالف بين الإنقاذ والجنجويد وقوات الإتحاد الأفريقي من أجل حرق قرية حسكنيتة ؟؟؟

    الآن قرية حسكنيتة في قبضة الجيش السوداني ، لواء يتكوّن من ثمانمائة جندي يرابط عند مدخل القرية ، و قد أُحرقت القرية بالكامل ، وقد تبقى من اطلالها جدار مدرسة آئل للسقوط ، ومسجد من الطوب يذكر الناس بالأمان المفقود في بلد المليون ميل مربع ، وقد تكرر نفس السيناريو القديم ، كما يفعل المغول في حروبهم عبر التاريخ ، حرقٌ ، قتلٌ ، ثم إغتصاب ، وقد قُتل في عملية السيطرة على قرية حسكنيتة مائة مواطن ، وقد فرّ أغلب السكان من قريتهم ، وموظفي الأمم المتحدة أعترفوا – من غير أن يذكروا أسماؤهم – بمشاركة قوات الجنجويد في الحملة ، أما المتحدثة باسم الأمم المتحدة الأستاذة راضية عاشور فقد قالت لوكالة الصحافة الفرنسية : أنه ليس من صلاحية الأمم المتحدة التحقيق في الحوادث الأمنية ، أما قوات الاتحاد الأفريقي فقد أنتظرت عملية التحرير بفارغ الصبر ، فهي الآن تنعم بالحماية التي يوفرها الجيش السوداني الذي أحرق لها قرية كاملة من أجل أن تبني قاعدتها العسكرية ، ومن الملاحظ أيضاً ، صمت الأمم المتحدة ، وعويل قيادات الاتحاد الأفريقي ، على ما أصاب هذه القرية المنكوبة من حرق وتقتيل ، ولقد غضت الطرف عما جرى ، وسط شكوك تقول أن قوات الاتحاد الأفريقي أصبحت تمتطي صهوة جيش الجنجويد الذي يفتح لها مسالك المخاطر في طرق دارفور الوعرة .فالبكاء والنحيب دائماً على موت العسكر ، أما المواطن ، فلا حول له ولا قوة .
    سارة عيسي





                  

03-08-2008, 03:29 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أزمة مراسلي هيئة الاذاعة البريطانية في السودان

    ليس قناة الجزيرة وحدها التي تُعاني شحاً في المراسلين ، لأنها وظفت بعض المغمورين لتغطية أحداث مهمة مثل التي يمر بها السودان الآن ، وقد ذكرت في مقال سابق ، أن السودان هو سلة العالم للأخبار السيئة ، حرب أهلية في الجنوب دامت لأكثر من عشرين عاماً ، أنتهت باتفاقية سلام يكاد أن ينهد في هذه الأيام ، وصراع ناشئ في دار فور أدخل السودان من جديد في بوابة الاهتمام الدولي ، فقد مُورس الضغط على حكومة الإنقاذ حتى قبلت بدخول القوات الأممية ، هذه هي إستراتيجية كاتبة خطابات الرئيس بوش السيدة /كوندانيزا رايس ، فهي صاحبة العبارة المشهورة التي أصبحت مثلاً : على دول العالم أن تختار بين أمريكا أوالإرهاب ، يشد من أزرها في هذا السعي رجل المخابرات القوي السيد نغروبونتي ، فقد عرفه رواد قاعة الأمم المتحدة بالمستر (No) ، ذلك لكثرة إعتراضاته على كل قرار يصدر ضد مصلحة إسرائيل ، ولوقوفه ضد كل قرار يقول : لا لغزو العراق ، فكما كان السيد نغربونتي ناجحاً في أمريكا الجنوبية ، حينما رعى أنظمة دكتاتورية من أجل محاربة المد الشيوعي ، فهو اليوم حاضر في أزمة دارفور ، وقد نجح في تركيع الإنقاذ ، فهي الآن تنتظر الفرج من القوات الأممية القادمة والتي وافقت على دخولها من غير إستحياء ، حتى من غير أن تبر القسم الثلاثي ، ذلك القسم المتين الذي لا يبرده إلا الغموس في النار ، فهو هين على رجال الإنقاذ إن سلكوا طرق النجاة لكنه عند الله عظيم ، ومن المفارقات الغربية ، أن الضغط الدولي على الرغم من شدته وتنوعه ، لم يفلح إلي الآن في تركيع حركات دارفور وجرجرتها من دون رغبتها إلي منتجع سرت .
    هذه الصورة الزاهية من الأخبار والتعقيدات الجمة تحتاج لمراسل فطن ، يغوص في جوهر القضية ، يحلل ويقارن ، يقرأ تداعيات المستقبل وهو يستخدم محددات الحاضر ، هذا ما لم تفعله قناة الجزيرة ، التي أكتفت بمراسل يتجول بين القصر الجمهوري ومقر المؤتمر الوطني ودار حزب الأمة في أمدرمان وهو يلقط كالحدأة التصريحات من أفواه القادة الحزبيين ، وقد وقعت محطة البي بي سي البريطانية في نفس الخطأ ، فكمال حامد هو شخصية مجتمع ولكنه ليس ضليعاً في قراءة الواقع السياسي وما يتطلبه من أخبار ، هو ناجح في تتبع أخبار كرة القدم و تقديم دراسة تحليلية عن الفرق الفائزة ، لكنه ليس بالتأكيد ناجح في عمله كمراسل اخباري يغطي شئون الساحة الملتهبة في السودان ، وهذا القصور غطته هذه المحطة الشهيرة بتعيين مراسل أجنبي من أجل تغطية الأحداث التي تقع في آخر بقعة من هامش السودان .
    فقد فشل كمال حامد في تغطية تداعيات الهجوم الذي تعرّضت له قاعدة قوات الإتحاد الأفريقي قرب بلدة حسكنيتة ، كما لم يغطي الهجوم المضاد الذي قام به الجيش السوداني على هذه البلدة المنكوبة ، وعندما تم تطوير الهجوم ليشمل بلدة مهاجرينا برز كمال حامد وهو ينقل تصريح الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني والذي نفى حدوث الهجوم ، لكن كمال حامد من أجل إثبات النفي قام بالإتصال على والي جنوب دارفور والذي أكد على حسب تعبيره أن القتال الدائر الآن هو بين المجموعات المتمردة الهاربة والفارة !!! ولا أعلم كيف تقدم مجموعات فارة على محاربة بعضها لكن ما نقله كمال حامد يشبه مفردات كرة القدم التي نستخدمها في الدلالة على هزيمة الفريق المنافس في اللقاء ، مما جعل عدم التوازن يفوح من رائحة الخبر ، ولا أظن من عمل المراسل ، الإتصال على مسؤول في دائرة محلية من أجل تأكيد خبر رسمي ، وبما أنه مسؤول في الدولة فروايته لن تختلف بطبيعة الحال عن رواية الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ، فالخبر اليقين يأتي من ميدان المعركة وليس من تابع في الدولة ، فأنا أعلم أن الأخ كمال حامد الذي أعتاد على العيش في الخرطوم لن يطيق متاعب رحلة الذهاب إلي دارفور ، حتى ولو كان الثمن هو جلب الحقيقة للمستمعين ، ونحن نحترم رغبته في إيثار السلامة ، لكن في نفس الوقت ليس مطلوباً منه نقل الروايات الرسمية للناطقين الحكوميين ، فهو بهذا العمل يطعن في حياديته كمراسل كان عليه نقل وجهات نظر مختلفة ، ثم أن الحكومة السودانية تملك عدة منابر إعلامية ، لذلك هي ليست في حاجةٍ إلي بوق جديد يكرر نفس الكلام النمطي المألوف .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 10-10-2007, 08:57 ص)
                  

03-08-2008, 03:30 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    يا أهل فلسطين ..هلموا إلي السودان ..أنه وطن بلا شعب

    " يوم القدس " احتفال جاء به أية الله الخميني ، وهو يوازي به يوم الأرض الذي يحتفل به الفلسطينيون في كل عام ، فقد كانت القضية الفلسطينية محطة تجاذب بين الأنظمة العربية ، وكان على مرشد الثورة الإسلامية أية الله الخميني أن يدخل هذه الحلبة بعد أن شاهد غريمه ، الرئيس العراقي صدام حسين ، يدخل بيوت الفلسطينيين في بغداد ويتقاسم معهم لقمة العيش ، وبما أن صدام حسين دخل إلي بيوت الفلسطينيين من بوابة العروبة ، دخل الخميني إليهم من بوابة الحركات الإسلامية ، والمنظمات الفلسطينية لم تتعامل بحذر مع هذا التجاذب ، فبدلاً من إستثماره من أجل خدمة قضيتهم ، أصبحوا أدوات في يد هذه الأنظمة ، يحققون لها ما ترجوه من طموحات ، وفي نفس الوقت أصبحوا طرفاً في النزاعات التي تقع داخل الدول التي يقطنون فيها ، مما جر عليهم نقمة كبيرة ، ولاحقهم سوط التشريد من بلد إلي آخر حتى تحول الوجود الفلسطيني إلي لعنة تحل على كل دولة تقدم على استضافتهم ، وجدير بالملاحظة أن العراق تحكمه طوائف مذهبية مثل التي أنتجت عيد " يوم القدس " ، لكن هذه الطوائف وعن طريق لمليشيات عمدت إلي إقتلاع الفلسطينيين من التراب العراقي ، وقد فسّر البعض حدوث ذلك إلي موقف الفلسطينيين الداعم لنظام صدام حسين ، لذلك لجأت المجموعات الجديدة التي وصلت إلي سدة الحكم إلي معاقبتهم ، ونتيجة لهذا العقاب نزح فلسطينو العراق إلي حدود سوريا والأردن ، لكن إذا أمعنا النظر ملياً في هذه المسألة ربما نجد تفسيراً آخر لهذا النزوح ، فالمواطن العراقي نفسه يعاني من عدم الاستقرار ، فلماذا لا يكون النازح الفلسطيني يريد واقعاً معيناً في ظل هذه الظروف لا يجده حتى ابن البلد في بلاد الرافدين ؟؟
    وعملية تجمعهم قرب الحدود السورية أشبه بمظاهر الاحتجاج والغضب ، أو ربما يحاولون الضغط على دول الجوار حتى تقبل باستضافتهم ، فالأردن لن يجازف ، فهو قد تحمل " اللعنة " الفلسطينية في السبعينات ، " ولعنة نهر البارد " لا زالت ترفرف في الفضاء اللبناني ، أما سوريا فهي مثقلة باللاجئين العراقيين ، وهذه الدول تُعتبر ملائمة للوجود الفلسطيني إذا أخذنا في الإعتبار التداخل الاجتماعي والثقافة المتقاربة فلماذا وقعت القرعة على السودان ؟؟ وهو بلد في أيام الفيضان يتحول فيه أربعمائة ألف مواطن إلي نازحين بلا مأوي أو معين ؟؟ لن أشير إلي ظاهرة النزوح الجماعي التي ولدها العنف في دارفور والجنوب ، فعدد النازحين هناك أكثر من عدد سكان دول الهلال الخصيب ، كما أن السودان يواجه أهله شظفاً في العيش ونقصاً في الخدمات ، إذا قارنا كل ذلك بما يجده الفلسطينون في معسكر " التنف " قرب الحدود السورية ، سوف نجد أنهم يعيشون في نعمة وبحبوحة من العيش ، لذلك رفضوا عرض حكومة الإنقاذ المغري والتي بعثت إليهم رسولاً يستجدي قدومهم ، هم لا يريدون تكرار نفس الخطأ ، وللأسف الشديد أنهم وعوا الواقع الحالي في السودان أكثر من الذين يحكمون بلادنا ، بالفعل السودان يعيش فوق فوهة برهان ، ويكفي الآن فقط أن تهاجم قوات الشرطة السودانية أحد مقرات الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح سلفاكير ، أو حركة تحرير السودان جناح أركوي مناوي ليندلع القتال في شوارع الخرطوم ، فهناك إحتقان وجو مسموم يسود كالضباب فوق سماء الخرطوم وعلى هذا الموفد الحكومي أن يعود إلي أدراجه ويترك أزمة هؤلاء اللاجئين لبشار الأسد والسنيورة والملك عبد الله الثاني ، فما أعجز هؤلاء العرب لن تصل إليه الإنقاذ التي تأنف من خدمة شعبها .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 03:33 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أخيراً .. فعلها الفريق سلفاكير

    خروج حزب الحركة الشعبية من حكومة الوحدة الوطنية كان متوقعاً ، وهنالك عدة إرهاصات أشارت إلي ذلك ، من بينها تعليق المفوض الأمريكي الذي صرح بأن الجو بين الشركاء أصبح مسموماً ، وبأن الشريكين أصبحا يتشاكسان بدلاً من السير سوياً في طريق السلام ، وهناك تعليق مشهود للقائد سلفاكير ذكر فيه بأن الطريق إلي الحرب أقرب منه إلي السلام ، ربما يكون توقيت القرار هو الذي باغت الجميع بما فيهم نظام الإنقاذ والذي أرخى سدوله وهو يحزم أمتعته بغية السفر إلي خليج سرت بليبيا ، فالتوقيت جاء في وقت حرج بالنسبة للإنقاذ ، فعليهم الآن ترميم السلام القديم قبل الشروع في طبخ سلام جديد لن يُكتب له النجاح تحت ظل هذه الظروف ، وكنت أتوقع خروج الحركة الشعبية من هذه الحكومة منذ مداهمة مقراتها في الخرطوم ، فالرسالة كانت واضحة ، فقادة المؤتمر الوطني لم يكونوا يبحثون عن السلاح بقدر ما كانوا يبحثون عن ذريعة تجهض اتفاق السلام ، ولقد تحقق مرادهم الآن ، ففي داخل الإنقاذ هناك تيار متشدد ، وصقور يعملون ليل نهار من أجل تصفية هذه الاتفاقية والعودة بالسودان إلي مربع الحرب ، كان هناك تحريض يُمارس ضد الحركة الشعبية في وسائل الإعلام ، وهناك محطات إعلامية وصحف متخصصة ، رُصدت لها ميزانيات عظيمة ، وقد عملت في الفترة الماضية على بث الفتن والإشاعات وتعكير جو السلام بالأخبار الكاذبة ، فحرب الجنوب إن كانت في نظرنا هي خسارة لكل الشعب السوداني بمختلف مكوناته ، فإن هذه الحرب كانت توفر لبعض الأطراف مصالح جمة ، ففي عهدها عاش الناس مناخ الدولة البوليسية ، وفي أيام الحرب عشنا الإرهاب بكل مراحله ومصادرة الكلمة الحرة ، فقد كانوا يقولون لنا : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .
    والآن قد وضعت الحركة الشعبية شروطها لتعود من جديد إلي صحن الشراكة ، ومن باريس وضع عبد الوحد نور شروطه من أجل المضي للتفاوض ، والخطوة التي أقدمت عليها الحركة الشعبية سوف تقوي موقعه التفاوضي ، فعلى الذين يجلسون في طاولة الإنقاذ أن يمدوا أرجلهم بروية ، ويرضوا كل من ثار ضدهم ، عليهم تحقيق ذلك في وقت قياسي ذكرني بإمتحان مادة الكيمياء في المرحلة الثانوية ، فإما أن تكون ملماً بالإجابة الصحيحة وإما أن يأخذ التلكؤ من وقتك الثمين فيضيع الزمن هدراً قبل أن تصل إلي الأسئلة السهلة ، فمطالب الحركة الشعبية واضحة ، تسليم أبيي ، سحب القوات الحكومية من الجنوب ، إجراء تعديلات في أسماء الوزراء الذين يشغلون حقائب وزارية من حصة الحركة ، التدقيق في حسابات النفط ، وقف الحملات الإعلامية ضد الحركة الشعبية ، دعم التوجه الديمقراطي في البلاد ، وهذه ليست مطالب بل حقوق نصت عليها اتفاقية نيفاشا ، فالحركة الشعبية تريد أن تكون شريكاً فاعلاً في القرار ولا تريد أن تكون متفرجة على المشهد .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 03:39 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    المؤتمر الوطني : و الإيغال في نقض المواثيق والعهود



    لقد رأينا المظاهر الاحتفالية لأعضاء حزب المؤتمر الوطني في عام 2005 ، رقصوا على أنغام الموسيقار محمد وردي ، ورددوا نشيد : اليوم نرفع راية استقلالنا ، ولأول مرة في التاريخ يصوت أعضاء حزب بنسبة مائة لمائة لصالح اتفاقية ، كشفت الأيام لاحقاً أنها محل جدل وخلاف ، فروح الطمع وإيثار النفس كشفتهما عملية تقاسم المناصب ، المالية للإنقاذ ، الطاقة للإنقاذ ، الدفاع للإنقاذ ، الداخلية للإنقاذ ، أما وزارة الخارجية فقد شغلها شخص له ماضي عريق في إزدواجية الولاءات ، وهو الدكتور لام أكول صاحب سلام الداخل وشريك الدكتور الترابي في ذلك الاتفاق الميت ، رضيت الحركة الشعبية بهذه القسمة ( الضيزي ) وقبلت كما قالت العرب :
    لقد أكلت قليل أرزٍ فأكثرت منه
    وأنا أرى أن ما قامت به كان تضحية لا تستحقها الإنقاذ ، زهدت الحركة في المناصب ، لدرجة أنها لم تقف في صف الدكتور محمد يوسف مصطفى وهو يواجه حملات التهميش والإقصاء ، رفع الدكتور محمد يوسف قضية المفصولين من الخدمة بسبب سياسة الصالح العام التي أنتهجتها الإنقاذ ، هؤلاء كانوا يعدون بالآف ، وهذه كانت بداية جيدة نحو رأب الصدع والقضاء على المظالم ، لكن رجال الأعمال في حزب المؤتمر الوطني وقفوا ضد طموحات السيد الوزير ، وبقيت الحركة الشعبية عاجزة عن نصرته ، كل ذلك خوف من موت طفل الأنبوب الذي يُسمى " اتفاقية سلام نيفاشا " ، عمل حزب المؤتمر الوطني على تحييد وزراء الحركة أو أستمالتهم ، ثم لجأ لخيار ثالث وهو طردهم من البرلمان كما فعل مع القائد ياسر عرمان ، بالفعل ، أصبحت الحركة الشعبية إمتداداً لحزب المؤتمر الوطني ، لذلك طوّر حزب المؤتمر الوطني من حملته فكان الهجوم المباغت على مقرات الحركة الشعبية داخل الخرطوم ، وقد عمدت امبراطورية الشرطة إلي تحطيم المقرات ومصادرة بعض المواد ، في حين يعتذر الدكتور على نافع من وجه ، يصعد وزير الداخلية ويبرر ذرائع الحملة فيرفض الإعتذار من وجه آخر ، كلٌ ملكُ ، وكلٌ امبراطور يتصرف في خلق الله كيف يشاء ، نعم نحن ضد أن يكون هناك سلاحاً غير مرخص به ينتشر في الخرطوم ، لكن ما فعله وزير الداخلية سوف يجرنا إلي مستنقع الحرب من جديد ، فمقرات الحركة الشعبية ليست حانات يدور فيها الراح أو أوكار تُمارس فيها الرذيلة ، وحتى هذه البيوت يطرقها الناس من أبوابها ، نتيجة للإستفزاز من المحتمل أن ننتقل لمربع الحرب من الجديد ، فتكون عندنا خرطوم آمنة وخالية من السلاح لكن يفصلها عنا جنوب مشتعل يموت فيه ملايين الناس ، وبهذا نكون قد توصلنا لنفس النتيجة ، وهناك سوف يتساوى الناس في الموت سواء أكانوا من الخرطوم أو غيرها من المدن ، لا يجب أن يكون في السودان بقع مقدسة وبقع مدنسة ، فالأمن يجب أن لا تنعم به الخرطوم فقط ، نريد الأمن في كل بقاع السودان ، في حسكنيتة ومهاجرينا وجوبا ، فلماذا لم تصعد وزارة الداخلية حملتها في هذه المناطق ؟؟ أم أن السودان أصبح هو الخرطوم ، حيث الأبراج التجارية والمصارف التي تغذي خزينة الحزب ، والقصور التي بُنيت على حساب الآبار المُعطلة .
    لقد كان الراحل قرنق يخشى من إستيعاب الحركة في أجهزة الحزب الحاكم (incorporation ) ، لذلك رفض التسويات خلال عشرين عاماً ، رفض التفاوض مع العديد من الأنظمة التي حكمت الخرطوم ، فهناك اعتقاد يسود في مخيلة أهل المركز وهو أن الجنوبيين طلاب سلطة ، إذا أعطيتهم منصباً أو قصراً سوف يأتونك رجالاً وعلى كل ضامر ، هذا الاعتقاد ربما يكون صحيحاً إذا نظرنا لبعض الجنوبيين الذين أشتركوا في حكومة الإنقاذ ، وحب السلطة مرض أصاب أهل المركز قبل أن يصيب أهل الهامش ، فوزراء المؤتمر الوطني الحاليين بقوا في مناصبهم منذ ليلة الإنقلاب وحتى كتابة هذه السطور ، في سبيل الإحتفاظ بالسلطة قتلوا كل من يقف في طريقهم ، خاضوا حربين ، الأولى في الجنوب فخسروها ، والثانية في دارفور وهم يُحاسبون عليها الآن ، بين يوم وآخر ينهش مجلس الأمن في جلدهم ويمزقهم بسياط القرارات ، وبين فينة ولآخرى تنتقدهم منظمات حقوق الإنسان على سجلهم المخزئ في دارفور ، وهناك أيضاً محقق دولي يلحف في السؤال ويمد قائمةً من المطلوبين تضم وزيراً من حكومة الوحدة الوطنية و التي كان حرياً بها أن تمد للشعب عنق التصالح وليس عنق الثأر ، كل ذلك جرى في عهد الإنقاذ من غير أن يتغير الوزراء الذين يراوحون بين الوزارات المختلفة ، أنها " الكنكشة " بالسلطة كما أسماها السيد/الصادق المهدي .لذا ، علينا تقييم الجنوبيين الذين شاركوا الإنقاذ في الحكم بمعيار وزنهم السياسي في الجنوب وليس بمعيار أنهم جنوبيين فقط .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 03:41 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    ردة فعل حزب المؤتمر الوطني على مذكرة الحركة الشعبية بين الهستيريا ودق طبول الحرب


    تابعت ردة فعل حزب المؤتمر الوطني على قرار تجميد الشراكة الذي أتخذته الحركة الشعبية ، نعم ، كان قرار التجميد مباغتاً ، وقد أُخذ حزب المؤتمر الوطني على حين غرة ، فقد كانت وفوده تتأهب للذهاب إلي سرت ، وعليها الآن تغيير مسار الرحلة إلي جوبا ، لكن ما يجب أن نقوله ، ما هي الفائدة المرجوة من الذهاب إلي سرت إن كان اتفاقاً مهماً مثل نيفاشا أصبح في مهب الريح ؟؟ وما هي الفائدة من الاحتفالات بتوقيع الاتفاقيات إن كانت المحصلة النهائية هي التراجع عن كل ما اتفقنا عليه ؟؟ بذلك يكون الذهاب مضيعة للوقت ، فالسودان الآن ليس في حاجةٍ إلي اتفاقيات جديدة ، بل ما نحتاجه هو إعادة صياغة الأسلوب الذي يُحكم به السودان ، فالديمقراطية هي الخيار الوحيد الذي يعطي الأقليات حقوقها ، وهي المعادلة الصحيحة لتقسيم السلطة والثروة بشكل عادل مما يجعلنا لا نعود من جديد لمربع الحرب ، لقد أتخذت الحركة الشعبية قرارها في ليلة العيد ، فلم يأتي هذا التوقيت من باب المصادفة ، وإن كان البعض حاول تشبيهه بفجر إعدام صدام حسين ، في هذه الليلة بالذات هناك من هم خلف قضبان السجون ، فقد ذكرت الحركة الشعبية من بين مطالبها قضية التحول الديمقراطي ، فليسأل حزب المؤتمر الوطني نفسه ، لماذا لم يُقدم الأستاذ/علي محمود حسنين إلي المحاكمة أو يُطلق سراحه ؟؟ فشهر رمضان هو شهر توبة وغفران وصفح ، وهو بداية للتسامح ، فماذا كان سيحدث لو أصدر رئيس الجمهورية قراراً رئاسياً أمر بإخلاء سبيل كل المحبوسين في قضية الإنقلاب ؟؟ وهذا لم يحدث ولن يحدث إذا علمنا أن قادة الإنقاذ لا يضعون إعتباراً للمناسبات الدينية والوطنية عندما يقدمون على إتخاذ أي قرار ، وكلنا نعلم كيف أُعدم ضباط حركة 28 رمضان عام 1990 في شهر رمضان من غير تداركٍ لحرمة هذا الشهر والصدمة التي أحدثتها العقوبة القاسية في نفوس ذوي هؤلاء الضباط ، فعقلية الثأر والتشفي والإنتقام لا زالت تسيطر على عقلية حزب المؤتمر الوطني ، فنحن اليوم أبعد ما نكون من الشاطئ الديمقراطي عن ذي قبل ، فالحركة الشعبية لا تريد أن تكون شريكاً صامتاً في إدارة بلد كبير مثل السودان ، يغلي كالمرجل من كثرة الأزمات .كما أنها لا تريد أن تكون إمتداداً لسياسات حزب المؤتمر الوطني وهو يشعل الحروب في كل بقاع السودان .
    هذه الأزمة بين الشريكين ، فتحت الأبواب من جديد لأعداء السلام الذين خرجوا من جحورهم الضيقة بعد أن شرّدهم ضياء نيفاشا ، عادت نفس الأبواق التي كانت تطبل للحرب في الزمان السابق ، يقول الأستاذ/عبد الرحمن الزومة أنه لا يخاف الحرب إذا وقعت !! ووصف ما حدث بالإنقلاب !! وبأن حزبه لن يخضع للإبتزاز !! ، هذا النوع من الثقافة يجب أن يندثر ، نحن نخاف الحرب لأننا بشر ، ولأن لنا أخوة أكلتهم بكلكلها وهم في عز أيام الشباب ، نحن لا نرى في الحرب مشروعاً إنسانياً يطوّر البشرية ، وهي ليست مصلاً واقياً يصد عن السودانيين مرض الملاريا والتيفويد والبلهارسية ، كما أن الحرب في السودان لا تنتهي بمنتصر ومهزوم ، والحركة الشعبية لم تبتز حزب المؤتمر الوطني لأن توقيت القرار تزامن مع قرب موعدهم في سرت ، فأزمة دارفور هي من صنع حزب المؤتمر الوطني ، ومع كل ذلك حاولت الحركة الشعبية استخدام صلاتها السابقة مع أبناء دارفور لتجمعهم مع الإنقاذ في مظلة الحوار ، بل الحركة الشعبية في أيام الراحل قرنق عرضت نشر قوات مشتركة ، قوامها من الجيش والسوداني والحركة الشعبية من أجل تأمين سلامة المدنيين في دارفور ، لكن هذا الاقتراح قد أُهمل كما أُهملت مذكرة التعديلات الوزارية في القصر الجمهوري لأكثر من ثلاثة أشهر ، وقد صدق السيد/الصادق المهدي عندما قال أن هذا النظام لا يستجيب للمبادرات التي تخرج من داخل السودان ، فهو يفضل عليها القرارات الدولية التي تأتي بفعل الضغوط من الخارج عملاً بالمقولة ( الكلب بريد خانقو ) .
    في ردة الفعل ، لجأ حزب المؤتمر الوطني لوسائل الإعلام التي يملكها ، جمع السفراء العرب وخاطبهم كأنه يريد خوض حرب 6 أكتوبر ، أن العرب غير معنيين بهذا الاتفاق ، فهذا الاتفاق شهدت عليه خمس دول ليس من بينها دولة عربية واحدة ، يقول أحد وزراء الدولة الكثر وهو يقرأ من ورقة ، مفنداً ، مذكرة الحركة الشعبية : أن الجيش الشعبي يتحصل الجمارك في الجنوب ، ربما لا يعلم السيد الوزير بنفير شرطة المرور في العاصمة الخرطوم ، فغير بعيدٍ عن القصر الرئاسي تجد ضباط الشرطة وجنودها وهم يقبضون المبالغ المالية من المواطنين ، يحررون المخالفات المرورية ويصدرون إذن الإستلام المالي في نفس اللحظة ، ودائماً يكون توقيت هذه الحملات قبل موعد المرتبات بأسبوع ، وهناك مكافآت تُدفع لمن يجمع مبالغ كبيرة ، ويقول السيد الوزير وهو يسرد الأحداث : أن الجيش لا يتدخل في السياسة ...ثم سيتدرك قائلاً : طبعاً إلا في حالة الطوارئ !!


    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 15-10-2007, 07:22 م)
                  

03-08-2008, 03:42 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    المؤتمر الوطني ..الحركة الشعبية : من الذي يريد قتل الأوزة التي تبيض ذهباً


    ما يمر به حزب المؤتمر الوطني الحاكم من ضغوط بسبب إنسحاب وزراء الحركة الشعبية من حكومة الوحدة الوطنية يذكرني بمسابقة المليون ريال التي يقدمها اللبناني جورج قرداحي على شاشة تلفزيون MBC ، ففي هذا البرنامج أحياناً تكلفك مغامرة الولوج إلي المراحل المتقدمة خسارة بعض النقاط في المراحل السهلة ، ومن الممكن أن تخرج من البرنامج وأنت صفر اليدين بسبب التحليق في سماء المراحل المتقدمة وانت لا تملك زاداً من الإجابات ، حاول حزب المؤتمر الوطني إستغلال مناخ العقوبات الذي حاولت بعض الحكومات الغربية فرضه على نشطاء دارفور في الخارج ، بغرض تركيعهم وجرّهم ( بالعافية ) إلي مصيدة ( سرت ) ، في سبيل ذلك كان من الممكن أن يتنازل حزب المؤتمر الوطني عن بعض النقاط لصالح الحركة الشعبية ، مقابل أن يُفسح له المجال بالقيام بإخماد النيران المشتعلة في دارفور ، فهو يرى أن أزمة دارفور تشكل خطراً على النظام أكثر مما تشكله الحركة الشعبية التي يكبلها إتفاق نيفاشا من ممارسة أي ضغوط على الحكومة ، وهذا خطأ إستراتيجي وقع فيه حزب المؤتمر الوطني ، فقد استأمن جانب الحركة الشعبية على أمل أن يغلق ملف أزمة دارفور بسرعة ، والآن قد خسر الرهان على الحصانين ، فأزمة دارفور لن تجد طريقها للحل ، وظني أن عبد الواحد نور سوف يستشهد بما جرى لإتفاق نيفاشا ، فلا جدوى من التفاوض إن كان ما حدث اليوم هو جل ما سنصل إليه بعد التفاوض ، ولا ننسى أن اتفاق نيفاشا رعته دول كبرى ، ووجد زخماً إعلامياً منقطع النظير ، وكان من الممكن أن ينجح هذا الاتفاق لولا عقلية حزب المؤتمر الوطني التي أجهضته وهو في المهد ، إذاً مكمن الداء هو الحزب الحاكم ، وكلنا نعلم أن حزب المؤتمر الوطني أو الجبهة الإسلامية سابقاً غير معتاد على ثقافة السلام ، وله باع طويل في نقض المواثيق والعهود حتى مع القوى الشمالية التي تشاطره في التاريخ والجغرافيا ، فكلنا نعلم أن الجبهة الإسلامية القومية كانت طرفاً في التجربة الديمقراطية الأخيرة ، وقد شغل نوابها عدد من الوزارات في الحكومات التي شكلها السيد/الصادق المهدي ، وقد تمتعت بجو الحريات الذي كرسته هذه التجربة القصيرة ، لكن هذه الإيجابيات التي قلما تتوفر لحزب إسلامي في دولة عربية ، لم تمنع الجبهة الإسلامية من إرتكاب مغامرة خطيرة تسببت الآن في تمزيق السودان ، وهي الإنقلاب على الديمقراطية وإدارة البلاد بسياسة الحزب الواحد ، هذا بلد متنوع الثقافات والأعراق ، تعتمل في جغرافيته أزمات عميقة ولا يُمكن أن يُحكم بثقافة مركزية ، لكن الجبهة الإسلامية فعلت ذلك وسبحت عكس التيار ، فأنتهى بها المطاف في نيفاشا وأبوجا وأسمرة وسرت وهي تستجدي الحلول من الخارج ، فقد أصبحت القضية السودانية ، من ناحية تعدد المشارب ضيفاً ثقيلاً على دول الجوار ، فهناك من لام الحركة الشعبية لأنها أتخذت قرار الإنسحاب في وقت حرج لأن وفود النظام كانت – كالعريس في زفته – تتأهب للذهاب إلي سرت ، وقد ردت الحركة الشعبية على هذا الزعم بلسان مالك عقار ، وهو أحد القادة الواقعيين في الحركة الشعبية ، ففي رده على هذه الملاحظة في راديو الإذاعة البريطانية قال السيد/مالك عقار : أن السودان منذ أن نال استقلاله عام 56 لم يخرج من هذا الظرف الحرج . ولن يخرج السودان من الظرف الحرج طالما قبع حزب المؤتمر الوطني في سدة الحكم .
    إذاً ، إن كان حزب المؤتمر الوطني بهذه العقلية الملوثه بثقافة الحرب والتراجع عن العهود فلماذا يا ترى هرول نحو نيفاشا ووقع اتفاقية سلام مع الحركة الشعبية ؟؟ ولماذا طلب من نوابه في المجلس الوطني التصويت بنسبة مائة في المائه على تمرير بنود الاتفاقية ؟؟ بينما هو في الواقع له تفسيرات مختلفة عن الحركة في قراءة التفاصيل ؟؟
    لأجل القيام بهذا التحليل ، علينا أن نضع في الاعتبار الظروف التي أحاطت بهذا الاتفاق الذي يشتجر عليه الشركاء اليوم ، هذا الاتفاق جاء تحت رياح ضغوط دولية من بينها قانون سلام السودان الذي أقره الكونغرس الأمريكي في عام 2004 ، فالإدارة الجمهورية في البيت الأبيض بقيادة الرئيس بوش كانت تريد تلميع نفسها في القارة الأفريقية ، فهي لا تريد أن تكون عقدة الصومال عائقاً يمنعها من إرتياد هذه المنطقة ، لذلك وضعت من أولوياتها حل النزاع السوداني بشتى صوره وأشكاله . ومن المحتمل أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على الحركة الشعبية أكثر مما فعلته مع حزب المؤتمر الوطني ، فمنذ عام 2001 أصبح حزب المؤتمر الوطني من أهم الداعمين لسياسة محافظي البيت الأبيض في حربهم ضد الإرهاب والقاعدة ، كانت اتفاقية نيفاشا بمثابة طوق النجاه بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني والذي أصبح متحرراً ، فعن طريقها نجح في فك طوق العزلة المفروض عليه منذ عام 1989 ، ومناخ الاستقرار الذي كرّسته الاتفاقية جذب المزيد من الأموال العربية نحو السودان ، وهذه الأموال كانت تُستثمر في الشمال ، والمكاسب تٌقتسم بالمحاصصة بين المستثمرين وشركائهم من الحزب الحاكم ، فقد عادت لهم اتفاقية نيفاشا بالنفع أكثر من الضرر ، لكن حزب المؤتمر الوطني كان يطمح إلي المزيد ، كان يريد قتل الأوزة التي تبيض ذهباً كل يوم ، فهو يُعلى المصلحة الحزبية على حساب المصلحة الوطنية ، لذلك أنتكس هذا الاتفاق ، فهذا الحزب يُمارس لعبة إغواء خصومه بالمناصب من أجل كسب الوقت ، نهاية هذه اللعبة إما أن تنتهي بك سجيناً كما حدث للسيد/مبارك الفاضل ، وهو كان أحد مستشاري القصر ، أو مهمشاً وبعيداً عن مركز القرار كما حدث للأخ أركو مناوي والذي يأتي في المرتبة الرابعة في أخبار الساعة العاشرة التي يقرأها تلفزيون السودان .
    سبب آخر جعل حزب المؤتمر الوطني يشد رحاله إلي نيفاشا ويبني عليها قصور الرمال ، غير الضغوط الخارجية التي أشرنا إليها في بداية المقال ، أن حزب المؤتمر في أرض المعركة لم يكن يملك زمام المبادرة العسكرية ، وقد تسبب إنشقاق الدكتور الترابي في تدمير نفسية المحاربين ، هذا إذا علمنا أن الدبابين و هم جيل مقاتل في الحركة الإسلامية يرجع فضل صناعتها إلي عراب الإنقاذ ، فقد كان الدكتور الترابي بفتاويه المثيرة للجدل يشكل العمود الفكري لإلهام المقاتلين وتحفيزهم نحو الجهاد والإستشهاد ، فهو كان يعقد زيجاتهم على الحور العين وهم على قيد الحياة ، فخروجه كان إئذاناً بسقوط العقلية التي كانت تتكفل بالجانب الديني في حرب الجنوب ، فلم تعد حرب الجنوب هي صراع بين المسلمين والمسيحيين كما كان يصورها إعلام الإنقاذ ، فكل الذين ورثوا عرش الترابي فشلوا في تسويق هذه النظرية ، هذا التحول إنعكس على أرض الواقع ، كما أن أمريكا التي تغاضت عن الإنقاذ في الوقت السابق ، ما كانت لترضى بعد سبتمبر 2001 بإستخدام الشعارات الدينية في الحروب ، جانب آخر إذا درسنا مساحات إنتشار الجيش الحكومي في الجنوب ، وقارناها بالأجزاء التي تسيطر عليها الحركة الشعبية فسوف نلاحظ أن الحركة قد سيطرت على أجزاء واسعة في محور القتال ، ومعظم هذه الأجزاء سيطرت عليها الحركة الشعبية بعد عام 1989 ، وأعني بهذه الأجزاء مناطق الأنقسنا وهمشكوريب وجنوب كردفان . وهذا التوسع يكشف بجلاء أن الحرب كانت تسير في طريق معاكس لرغبات الحزب الحاكم .
    دافع آخر يجب أن ندرسه ، لمعرفة لماذا وقع حزب المؤتمر الوطني سلاماً مزيفاً مع الحركة الشعبية ؟؟ هذا الحزب كان يعتقد بأن الإنشقاقات سوف تحل كالبلاء على جسد الحركة الشعبية ، كان يتوقع أن تدور حرب بين الجنوبيين تحت مسميات القبائل ، وهو في هذه الحالة سوف يدعم الطرف الذي يؤمن له مصالحه ، وكان يتوقع أن يسقط قواد الحركة الشعبية سريعاً تحت عجلات قطار الإستوزار ، فيتحولون من مناضلين حاربوا في الغابة من أجل قضية شعب إلي موظفين بيروقراطيين لا يهمهم سوى الحصول على المكيف والسيارة الفارهة ، أوقصراً مشيداً بكافوري ، هذه ما نسميها ( بأحلام زلوط ) ، هذا الاعتقاد أتسع بعد رحيل مؤسس الحركة الشعبية القائد جون قرنق ، فعمد إعلام حزب المؤتمر الوطني إلي تقسيم تركيبة الحركة الشعبية إلي صقور وحمائم ، وإلي شماليين وجنوبيين ، وينسج القصص عن نزاع يدور بين أبناء جون قرنق وأبناء سلفاكير ، وكيف أن القائد ياسر عرمان سوف يعود إلي حضن الشمال الدافئ ويرتدي العمامة والثوب الأبيض ، ويمنطق وسطه بالشال السويسري ويمسك بعصاة محدودبة من الأمام ويهتف من خلف القائد سير ...سير ، هذه الصورة رسمها الفنانون في حزب المؤتمر الوطني ، يتخيلون الأشياء ثم يركضون من خلفها كأنها حقيقة ، فقادة الحركة الشعبية يمثلون النسيج المختلف من مقومات الشخصية السودانية ، وحتى كتابة هذه السطور تتحدث وسائل إعلام حزب المؤتمر عن تمرد وزراء الحركة على القائد سلفاكير لأنهم رفضوا تأدية القسم ، نحن في هذا المحك وتحيط بنا النوائب من كل مكان ، لكن المراهقة السياسية لحزب المؤتمر الوطني تجعله يسير على حبل الأماني من غير أن ينظر إلي الهاوية السحيقة التي تفصل بين الوهم والحقيقة .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 19-10-2007, 05:49 م)
                  

03-08-2008, 03:45 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    ما هي قصة القنوات التلفزيونية السودانية التي غزت الفضاء الأن؟

    قناة هارموني ، قناة الشروق ، نساء يرقصن ( الرقبة ) ، رجال حولهن يلعبون بالسيف ، مديح نبوي بالموسيقي يتمايل معه بعض الصبية ، فنانون هجروا الغناء وتحولوا لمادحين ، ذكروني بقصة شهيرة للشيخ أبو زيد محمد حمزة مع أحد الفنانين ، هذا الفنان الواعد جاء للشيخ أبو زيد وقال له أنني تركت الغناء وتبت لوجه الله ، ومن أجل تكفير سيئاتي سوف أمتهن المديح النبوي :-
    رد عليه الشيخ أبو زيد : يا ولدي يا ريت لو بقيت في غناك .. الآن بقيت شحاذ ومبتدع !!
    إحدي القنوات يُقال أنها مملوكة لرجل المال والرياضة جمال الوالي ، فقد أسماها ( الشروق ) ، وهي تضم نفس الوجوه التي كانت في تلفزيون السودان ، الفارق الوحيد أنه اضاف ليها بعض ( الشوام البيض ) ، ولا ادري هل يتساوى هؤلاء في الرواتب والمخصصات ؟؟ أم يجري عليهم ما حدث للسودانيين في قناة الجزيرة ، التغطيات الأخبارية الأولى يقرأها جمال ريان وجمانة نمور وليلى الشايب ، أما الزبير نايل فيقرأ موجز الأخبار بعد أن ينام الناس ، الغريب في الأمر وجدت حسين خوجلي وهو يلبس ثياب أبطال المسلسلات التاريخية ، يقوم بمدح هذه القناة ، يتبعه في ذلك أمين حسن عمر ، والقناة تقول أنها سوف تنشر شبكة مراسلين في كل أنحاء العالم .
    أما قناة ( هارموني ) فلا أعرف لها أباً أو أماً ، ما عدا بعض الصبية الذين يتمايلون ..لا أعرف هل هذا غناء أم مديح ؟؟
                  

03-08-2008, 03:47 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    قراءة للمؤتمر الصحفي الذي عقده النائب الثاني ..تكريس للشقاق

    من مميزات عصرنا الحالي المؤتمرات الصحفية ، فهي كالعادة تكون موجزة في المضمون ، ولا يدخل سياقها في تحليل المواقف السياسية بمزيد من الإسهاب ، أو الدخول في تفاصيل دقيقة تجعل السامعين يملون الحديث ، كما جرت العادة أن يُسمح للصحفيين بعمل عدد من المداخلات ، هذا التفاعل مطلوب بين المسؤول وجمهور السامعين ، توقعت أن يحدث هذا يوم أمس عندما عقد النائب الثاني لرئيس الجمهورية الأستاذ/علي عثمان محمد طه مؤتمره الصحفي ، ما أتضح لي أن ما قام به ليس بمؤتمر صحفي بل ندوة سياسية أو " ركن نقاش " إذا صح التعبير ، الحديث كان مطولاً ودخل الأستاذ طه في تفاصيل مملة ، وحصيلة ما قدمه لوسائل الإعلام لا يزيد عن كونه ملخص كامل للهجمة التي يمارسها حزب المؤتمر الوطني على الحركة الشعبية .
    مما جاء في المؤتمر أن حزب المؤتمر الوطني حوّل أكثر من ثلاثة مليار دولار لحكومة الجنوب ، ويسأل الأستاذ طه أين ذهبت هذه الأموال ؟؟ وبنفس المستوى المواطن في الشمال أين ذهبت حصته من هذا المال ؟؟ فمن أجل معالجة الأوضاع في دارفور تبرعت حكومة الإنقاذ بثلاثين مليون دولار فقط كما جاء في إتفاق أبوجا ، وألتزمت للرئيس كارتر بدفع ثلاثمائة مليون دولار من بينها مائتي مليون دولار قرض قدمته الحكومة الصينية ،و في كارثة الفيضانات الأخيرة في الشمال لم يجد الناس مساعدة من الحكومة ، ومن أعان الناس حقاً هو المنظمات الإنسانية التي توفر الخيام والدواء ، لذلك ليس مطلوب من التنفيذيين في حزب المؤتمر الوطني الحديث عن مصالح الجنوبيين ، لأن ما قدمه لهم حزبه هو الحرب والفناء وتدمير البنية التحتية ، هذه الثلاثة مليارات لن تبني أرضاً مُورست فيها الحرب خلال عدة عقود وبمختلف الأشكال التي تتنوع بين عرقية ودينية ، فخلال الفترة الممتدة بين 1989 إلي 2005 ما هي إنجازات حزب المؤتمر الوطني في الجنوب ؟؟ كم عدد المدارس التي بناها ؟؟ وكم عدد المستشفيات التي شيدها ؟؟ ، أنا متفائلة بالوضع الحالي في الجنوب ، وما نجده من خلل نعزوه إلي حداثة التجربة ، ولقد قرأت تقريراً أن ستمائة ألف تلميذ في الجنوب أنتظموا في سلك المدارس خلال هذا العام ، وهناك عودة طوعية لسكان الجنوب ، وهناك وعي بين الجنوبيين بأن من يمثلهم " علي علاته " أفضل من الدخلاء الذين لم يعطوهم سوى الحرب والنزوح .
    أمر ثاني أشار إليه النائب الثاني ، وهو أن رجال المؤتمر الوطني لا يتكالبون على السلطة ، هذه فرضية تدحضها الوقائع ، فمنذ عام 1989 وحتى تاريخ كتابة هذه السطور لا زال حكم السودان حكراً بين مجموعة قليلة من ثلة المؤتمر الوطني ، والتعديل الوحيد الذي طرأ هو خروج الوجوه التي كانت مؤيدة للدكتور الترابي ، فإذا أخذنا النائب الثاني كمثال فهو لم يبارح السلطة ، بدأ كوزير للتخطيط الإجتماعي ثم وزيراً للخارجية ، وأستقر الآن على نائب ثاني ، فالإستئثار بالسلطة هو الذي دفع الجبهة الإسلامية القومية إلي تنفيذ هذا الإنقلاب ، ومن أجل الهيمنة وفرض الرؤي السياسية دخلت الإنقاذ في حرب الجنوب ، وصراع الحزب الحاكم وتشرذمه بين مجموعتي القصرو المنشية سببه الخلاف حول منصب نائب الرئيس الذي يشغله الأستاذ/طه الآن ، ليس علينا أن نذهب بعيداً ، فلماذا لا نأخذ تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الحالية كمثال للتكالب على السلطة ؟؟ فالحركة الشعبية لا تشغل سوى منصب سيادي واحد ووهو وزارة الخارجية ، وهذه الوزارة يشغلها عضو في الحركة يعاني من (conflict of interest) تجعله أقرب لحزب المؤتمر الوطني من الحركة الشعبية ، غير ذلك ، فهو محاط بعدد كبير من المستشاريين الرئاسيين المنتمين لحزب المؤتمر الوطني وبصلاحيات كبيرة تتجاوز صلاحيات الوزير المفوض ، وهذا الأمر أشار إليه القائد سلفاكير عندما تبرم من طرد المسؤوليين الأممين من البلاد من دون التشاور معه .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 03:49 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    القائد سلفاكير و علي سالم البيض من الوحدة إلي الإعتكاف

    يُعرف عن القائد سلفاكير بأنه من دعاة الوحدة بين الجنوب والشمال ، ووقف مع قرنق وحارب الإنفصاليين في بداية التسعينات ، أما الأستاذ/علي سالم البيض ، الأمين العام للحزب الإشتراكي في اليمن الجنوبي ، كان هو صاحب فكرة توحيد شطري اليمن ، فكما حدث في السودان ، قامت الوحدة في اليمن على الشعارات البراقة ، ولم يرجع الحزبين إلي القواعد الشعبية ، كان جنوب اليمن يحظى بنظام إداري جيد ، مما جعل العامل القبلي يذوب قليلاً ، على العكس مما يحدث في الشمال ، فالنظام في صنعاء قام أساس القبيلة والمصاهرة ، بدأ الخلاف بين صالح والبيض عندما طلب الأخير عرض منصب نائب الرئيس للإنتخاب المباشر ، حينها شعر الرئيس صالح بالخطر فهو هذه المرة مهدد بمنافس قوى يقاسمه ورق اللعبة ، فرفض هذا الإقتراح ، بعد ذلك شهدت اليمن سلسلة من الإغتيالات والتفجيرات تُبودلت فيها الاتهامات عن من المسؤول ، راح ضحيتها عدد من منسوبي الحزبين ، وسط هذا الجو المشحون بالتوتر وعدم الثقة عمد حزب التجمع اليمني للإصلاح إلي صب الوقود في النار ، وبدأ يستخدم السلاح الديني في مواجهة الحزب الإشتراكي ووصف قادته " بالكفرة " و " الزناديق " و " الزنوة " ، أعتكف نائب الرئيس علي سالم البيض في عدن ورفض ممارسه مهامه كنائب رئيس ، ولا زالت الصورة غير واضحة على الرغم من مرور وقت طويل عن الكيفية التي تم بها إعلان الإنفصال ، فالرجل لجأ إلي سلطنة عمان بعد الهزيمة وترك للمؤرخين مهمة توثيق تلك الحرب والتي عُرفت في القاموس اليمني بحرب صيف 1994 ، هناك عوامل أدت إلي هزيمة الإشتراكيين في اليمن الجنوبي ، من بينها أنهم حاربوا القبائل والعشائر قبل الوحدة ، وهذا السلاح استخدمه خصومهم في الشمال ببراعة ، وزادوا على ذلك ، الإستعانة بالمجموعات الإسلامية التي كان يمثلها حزب التجمع الوطني للإصلاح بقيادة عبد المجيد الزنداني ، فلم يجد قادة الحزب الاشتراكي في اليمن الجنوبي دعم من القاعدة العشائرية أو إعتراف دولي ، وحتى الدول العربية التي أعترفت بهم ضمنياً تراجعت عن ذلك بعد أن تلقت عدة تطمينات من اليمن من الرئيس صالح ، وبقيت الولايات المتحدة علي الحياد ، أنتهت تجربة الوحدة في اليمن بالحرب والدمار ، وكرست نظام الحزب الواحد ، وحتى الإسلاميين الذين ورثوا حصة الحزب الإشتراكي لم يقطفوا ثمار الحرب ، فقد تحالف الرئيس صالح ضدهم عندما أعلنت أمريكا الحرب على الإرهاب ، وأصبح يصفهم في خطاباته الجماهيرية بالخونة والمخربين والعملاء والزنادقة والخوارج .
    أمر يجب أن أطلع القراء عليه زاد من عمق الأزمة في اليمن ، وهو الإنتشار العسكري المتبادل بين الشريكين في الشمال والجنوب ، فعندما أنطلقت شرارة الحرب ، قام كل طرف بالقضاء على قوات الطرف الآخر المتواجدة داخل حدوده ، وهنا لا بد من الإشارة إلي قوات الحركة الشعبية المنتشرة في الشمال ، وقوات حزب المؤتمر الوطني المنتشرة في الجنوب ، وسط هذا التصعيد الإعلامي ، وإن غلّب الشريكان سياسة العنف على مبدأ الحوار فسوف تحل كارثة على السودان تُزهق فيها المزيد من الدماء التي لن يشتريها النفط .
    لكن مهما بدأ الأمر هناك فرقٌ بين الحركة الشعبية في السودان والحزب الإشتراكي في اليمن الجنوبي ، نعم أعتكف القائد سلفاكير في جوبا وسحب طاقمه الوزاري من حكومة الوحدة الوطنية لكنه لم يعلن الإنفصال عن الشمال بل طلب من الشريك الآخر عدم التلكؤ في تنفيذ الاتفاق ، هنا يُكمن التشابه بين التجربتين ، ما عدا جانب واحد ، وهو أن مبدأ الإنفصال مُضمن في اتفاقية نيفاشا بعد أن رُبط بفترة زمنية تصل إلي ستة سنوات ، والفارق الثاني أن الحركة الشعبية تُجاور محيطاً أفريقياً متناغم معها إذا بادرت إلي الخطوة الثانية وهي الإنفصال المبكر ، سوف يتوفر لها الإعتراف الإقليمي ، أما بالنسبة للإعتراف الدولي فإن للحركة الشعبية توجد دبلوماسي ملحوظ في الدول الغربية والولايات المتحدة ، ولها علاقات خارجية حتى مع الصين الداعم الأول لحزب المؤتمر الوطني ، والصينيون لن يضعوا بيضهم كله في سلة الإنقاذ وهم يقيناً يعلمون أن الجنوب سوف ينفصل بعد أربعة سنوات ، عندها ، لن يعودوا في حاجةٍ لحزب المؤتمر الوطني والذي أرتبط في إستراتجيتهم بمصالحهم النفطية في السودان .
    تباين جوهري آخر ، وهو أن اليمن الشمالي كان موحداً عندما خاض حرب صيف 1994 ، أما حزب المؤتمر الوطني فيُعتبر تعيساً في هذا الجانب ، فهو يواجه وضعاً معقداً في دارفور ، وقد رمى بمعظم قواته في هذا الإقليم ولم يضع في حساباته أن العلاقة سوف تسوء مع الحركة الشعبية في الجنوب ، وحرب دارفور تشكل خطورة أكبر على النظام من حرب الجنوب ، إذا وضعنا في الإعتبار إتساع ميدان القتال الذي يتاخم مدن إستراتيجية تُعتبر في عمق الشمال مثل الخرطوم والأبيض ودنقلا ، وليس من المستبعد أن يشتعل الشرق من جديد إذا شعر القادمون الجديد أن هيكل الحزب الحاكم بدأ يتهاوى في الغرب والجنوب ..فلماذا لا يستغلون هذا الوضع الطارئ ويطالبون بحصتهم كاملة من ريع الذهب و ميناء بورتسودان ؟؟ فقد خسر حزب المؤتمر الوطني القوى السياسية في الشمال عندما وضعها في خانة " خبر كان " .
    ومن أوجه الإختلاف أيضاً أن اليمن الجنوبي لم يكن محكوماً من قِبل الشمال قبل إعلان الوحدة ، ولم تكن هناك حرب بين المتجاورين ، هذا العامل غير متوفر في الجنوب ، لأن أهل هذا الإقليم حُكموا من قبل الشمال لأكثر من نصف قرن ، ولم يُقدم الشمال لهم سوى الحرب والدمار ، فهو الآن يطلب من الحركة الشعبية أن تنفذ في سنتين أعمال عجز عنها لمدة نصف قرن ، ولا ننسى أن الحرب الماضية دارت رحاها في أرض الجنوب ، فدفع ثمنها المواطن العادي والحجر والشجر والحيوان ، فهيمنة الشمال على الجنوب أدت إلي إلتفاف الشعب هناك حول الحركة الشعبية ، والمسيرات الشعبية التي أنتظمت مدينة جوبا خير دليل على ذلك .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 03:50 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    حزب المؤتمر الوطني : لا أرضاً قطع ..ولا ظهراً أبقى

    أحد المستبصرين من رجال الإنقاذ ، في بداية عنفوانها وثورتها ، تنبأ بأن الإنقاذ سوف تبقى في الحكم لمدة أربعين عاماً ، فمن المفترض أن تذهب الإنقاذ في عام 2029 م كما اشارت تلك التوقعات ، لعلي نسيت إسم هذا الشيخ القارئ للغيب لكنني أظنه الآن مع مجموعة الدكتور الترابي يقاسي الأمرين ، فالنسبة له الإنقاذ قد سقطت بعد خروج الشيخ ، أي بعد عشرة سنوات من تاريخ النبوءة ، وقد دعم أصحاب هذه النبوءة وجهة نظرهم بمقارنة تاريخية هامة وهي إن كان النميري قد حكم السودان من غير حزب عقائدي لمدة ستة عشر عاماً ، فما المانع أن يحكم الإسلاميون لمدة أربعين عاماً وهم يملكون الحزب العقائدي والخبرة والثروة ؟؟ هذه النظرية يعارضها رأي آخر وهو أن النميري قد حافظ على قومية الخدمة المدنية ، وربما يكون لهذا السبب بقى لمدةٍ أطول في السلطة ، كما أنه حافظ على الوحدة الوطنية ولم يقسم البلاد جنوباً وشرقاً وغرباً ، وبما أنه لم يكن مقيداً بسياسة حزبية فإنه تغاضى عن الكثير من الأشياء التي فعلتها الاشياء الجبهة الغسلامية ، من بينها عدم تسييس الجيش والخدمة المدنية ، كما أنه لم يكن في حالة صدام مع الدول الغربية ، فهناك من يقول أن الأحزاب التي تصالح معها النميري تسببت في سقوطه ، ولولاها لبقى في الحكم من غير أن ينازعه عليه أحد . فحرب الجنوب الثانية قامت لأن النميري طبق المشروع السياسي للأخوان المسلمين ، هذا العامل ولحق به التراجع عن اتفاقية أديس اببا هما اللذان دفعا الحرب إلي الأمام .
    وتجربة الأحزاب الشمولية في حكم العالم العربي والأفريقي عادةً ما تنتهي بكارثة ، فعلينا أن نستوحي تجربة الكونغو زائير والصومال والعراق ، عندما سقط الحزب تفككت الدولة ، فملأت فراغ الدولة القبائل والعشائر ، و أخشى أن تكون نهايتنا في السودان على هذا النحو ، فحزب المؤتمر الوطني لا يقر إلا بوجوده في السلطة ، ورفض أي صيغة لحكم السودان تضعه في رف التاريخ ، إذاً لم تعد عندنا دولة بالمعنى المفهوم بين الشعوب ، ومصير الحزب الحاكم كما قال الحكماء أصبح مربوطاً بمصير الشعب السوداني ، فلا أمل في عودة الحريات طالما هناك رجال ينحني لهم التاريخ مثل على محمود حسنين في غياهب السجون فالإنقاذ لا يترك رجالها الأحقاد والثأرات والسودان في أحلك لياليه التاريخية ، وتجميد الحركة الشعبية لمشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية أصابت النظام في مقتل ، وحار المنظرون في كيفية الخروج من هذه المعضلة ، ولم تفلح المناشدات أو التوسلات في جلب قادة الحركة الشعبية إلي القصر ، ومؤتمرات قاعة الصداقة جعلت الحركة الشعبية تتصلب وتضع المزيد من الشروط مقابل العودة ، والوقت يمر بسرعة البرق ، وأيام قلائل و سوف يدهم الوقت حزب المؤتمر الوطني ، فلا يدري هل سيسير إلي سرت وهو مهيض الجناح ؟؟ أم سيبقى في الخرطوم من أجل حل هذه الأزمة الناشئة ؟؟
    أتضح بأن ما تطالب به الحركة الشعبية ليس التعديل الوزاري كما أعتقد منظرو الإنقاذ ، ففي السودان من السهل جداً أن تصبح وزيراً ، وليس كل الاشخاص الذين يشغلون مناصب في حكومة الإنقاذ كانوا يملكون وزناً في الشارع ، أو لهم قواعد حزبية رشحتهم لهذه المناصب ، كمثال فلنأخذ حزب مجموعة الهندي أو حزب المناصب كما يسمونه في مجالس الخرطوم ، فعدد أعضائه لا يزيدون عن ألف شخص ، و95% من هؤلاء الأعضاء يشغلون مناصب في الدولة على مختلف المراحل ، لكن إذا نظرنا إلي تمثيله في الحكومة ، لن أطلق سراً إذا قلت أن حصتهم أفضل من الحركة الشعبية ، لأن الحركة الشعبية نالت حصتها في هذه الحكومة بعد أن قدمت الشهداء والدماء ، أما هؤلاء فقد أتوا من فنادق لندن والقاهرة كما كان يقول إعلام الإنقاذ فوجدوها جاهزة على طبق من ذهب .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 04:02 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    محمد خير فتح الرحمن,رئيس إتحاد التزوير في جامعة الخرطوم عام93:هو مدير مكتب قناة الشروق

    عام 1992 قام الإسلاميون بحل تنظيم الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم ، كما تم خلق بديل آخر يقوم بنفس المهمة تحت مسمى حركة الإسلاميين الوطنيين " حاو " ، هذا أتى بعد عاصفة أحداث عام سبتمبر 1991 والتي أنتفض فيها الطلاب على تنظيم السلطة في الجامعة ، فطردوهم من الجامعة والداخليات ، مما جعل قيادات " أصلب العناصر لأصلب المواقف " تتشرد ، تنام وهي ذليلة ، خاضعة ، في مسجد الجامعة الذي لم يسع الأعداد المتكومة حتى أُوصدت الأبواب في وجه المصلين ، لئلا يرى الناس الفضيحة ، حُظرت صحيفة " آخر لحظة " من الصدور في مقهى النشاط ، وكل من حامت حوله شبهة الإنتماء " للكيزان " قابله الطلاب بالضرب المبرح والطرد من المجمع السكني .
    هذه الحادثة كلفت الإتجاه الإسلامي جلده الذي كان يعتز به ، فكما تم تغيير مُسمى الجبهة الإسلامية إلي المؤتمر الوطني ، بنفس خروف " السماية " أخذ الإتجاه الإسلامي إسماً جديداً وهو كما أشرنا حركة " حاو " والتي كانت خليطاً من أبناء رجال الأعمال وقدامى منتسبي الإتجاه الإسلامي ، سايرهم في الركب طالبي الوظائف والشهرة وأصحاب الحاجات .
    محمد خير فتح الرحمن ، طالبٌ بكلية الهندسة ، وهو من أبناء كوستي ، صحيح أنه ينتمي للإتجاه الإسلامي لكنه كان في القيادات الدنيا ، فالرجل كان خاملاً وليس له اي نشاط واضح مثل علي عبد الفتاح وحاج ماجد ، تطور الأحداث أفضى أن يصبح محمد خير فتح الرحمن أميناً عاماً لحركة الإسلاميين الوطنيين ، هذا التغيير جاء لأن قيادات الإتجاه الإسلامي القديمة أصبحت مبغوضة في الجامعة بسبب تأييدها الأعمى لسياسات النظام داخل الجامعة ، ومباركتها لقتل الطلاب وتعذيبهم ومصادرة حقي السكن والإعاشة ، لذلك تم إنتداب محمد خير ، على فرضية أنه شخصية مغمورة ومجهولة بالنسبة للطلاب ، ربما تنجح في توسعة القاعدة الشعبية لتنظيم الإتجاه الإسلامي تحت اسمه الجديد .
    المحطة الثانية عام 1993 ، بعد أن قامت السلطة بحل إتحاد حاتم المهدي الذي كان يقوده المحايدون ، تم الإعلان عن إنتخابات جديدة ، المنافسة كانت حادة بين قائمة المحايدين وقائمة " حاو " بقيادة محمد خير فتح الرحمن ، كاد المحايدين على وشك إعلان فوزهم في الإنتخابات لولا وقوع طارئ بسيط ، قام د.زيدان ، وهو رئيس إتحاد سابق وعضو في الجبهة الإسلامية ، بإجراء عملية تبديل "Switch" لصناديق الإقتراع ، وبمساعدة من قبل جهاز الأمن تمكن من كسر الحاجز من المصنوع من خشب " البوسنايد " والذي كان يفصل بين الغرفة التي كانت موضوعة بها صناديق الإقتراع و كافتريا دار الإتحاد ، وتم التزوير في الصناديق التي كانت تخص كلية الإقتصاد والطب ، حيث فازت فيها حركت " حاو " بالتزكية وهذا أمر لم يحدث حتى في أيام عنفوان الإتجاه الإسلامي .
    هذه العملية نتج عنها إتحاد منسي عن الذاكرة الطلابية ، وقد عُرف في قاموس جامعة الخرطوم بإتحاد " المزورين " أو " إتحاد الهمبرجر " لأنه كان يقدم هذا النوع من السندوتشات في حفلات إستقبال الطلاب الجدد ، كان البرالمة يسخرون من هذا النوع من الضيافة ووصفوها " بالعشاء الأخير للسيد المسيح " ، رئيس هذا الإتحاد هو محمد خير فتح الرحمن ، وهو الآن يشغل منصب مدير مكتب قناة " الشروق " في الخرطوم ، رأيته في هذه القناة وقد ملأه اللحم وكساه الشحم وهو يتحدث عن عكس الثقافة المتنوعة للشعب السوداني في قناة الشروق ، وحسب علمي أن الأخلاق لا تتجزأ ، وأن الضمير لونه واحد لا يتغير ، فإن وصل هذا الرجل إلي مقعد رئيس إتحاد طلاب جامعة الخرطوم تحت جنح ظلام التزوير فهل يا ترى سوف يكون صادقاً في عكس ثقافة التنوع في السودان ؟؟ هذه الثقافة التي تجعل أهلنا في الجنوب وغرب السودان لا يفعلون شيئاً سوى الرقص و " التنطيط " أمام كل زائر يطرق بابنا هو يعرض الوساطات ويقدم لنا الحلول ويعدنا بالمن والسلوى ، كأننا أداةٌ للهو والتسلية لا يُحفل لأمرنا إلا عند وصول الزوار العرب ؟؟
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 01-11-2007, 07:05 ص)
                  

03-08-2008, 04:04 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    قصة الأطفال المختطفين في تشاد وقراءة الزوبعة في الفنجان

    خلال الخمس سنوات الماضية تابعنا في ليبيا قصة الخمس ممرضات والطبيب الفلسطيني ، تحدث الإعلام العربي الذي ينصب نفسه قاضياً وجلاداً ومراقباً للضمير في آن واحد ، عن إقدام هؤلاء النسوة بحقن 400 طفل ليبي بدم ملوث بفيروس الأيدز ، وتباينت ردود الفعل في عالمنا العربي ، بين هل يستحق الجناة عقوبة الإعدام أم السجن المؤبد ، وتوصل مراقبي الضمير في الصحافة العربية إلي رأي واحد ، وهو من حق ليبيا تطبيق الحكم على المتهمين بما يناسب الجريمة البشعة ، فالمجني عليه هنا طفل لم يفارق خدر البراءة ، ونحن في العالم العربي لا نحزن على أطفالنا الصغار إذا ماتوا بسبب الكوليرا أو سوء التغذية ، لكن هذا لن يمنعنا أن نقيم المناحة إذا قتلهم أحد من خارج ديارنا وهو يستخدم داء العصر الحديث الذي يفضي بصاحبه إلي هازم اللذات ومفرق الجماعات ، ومخرب القصور ومُعمر القبور ، هكذا يصف صاحب " الف ليلة وليلة " الموت ، وسط الهيجان العاطفي ، ودغدغة المشاعر وإطلاق سيل الدموع المنهارة ، تموت الإجابة عن عدد من التساؤلات ، من بينها كيف عملت هؤلاء النسوة البلغاريات في مستشفي حكومي ؟؟ وقبل توظيفهن هل تأكدت السلطات الليبية من خلو ملفهن الطبي السابق من جرائم الإهمال المتعمد ؟؟ وكيف يُمكن لهؤلاء الممرضات أن يقمن بإتخاذ أربعمائة قرار نقل الدم من دون علم إدارة المستشفى ؟؟ فأين دور الليبيين في هذا التقصير ؟؟ هذا إذا لم نسأل ..كيف دخل هذا الدم الملوث إلي ليبيا من غير أن يخضع للفحص والتدقيق ؟؟
    هذه التساؤلات المنطقية لم تجد حظها عند حفظة الضمير ، فقد وجه الإعلام العربي ، المُتمترس خلف جدران نظرية المؤامرة ، الرأي العام العربي نحو هدف آخر ، فبما أن المُتهمات بلغاريات فلماذا لا ندخل هذه الأزمة في بوابة الصراع الحضاري بين الشرق والغرب ، فلماذا لا يكون المقصود هو قتل الطفولة العربية وهي في المهد قبل أن تنشأ وتترعرع لتهز عرش الكيان الصهيوني كما يُعلّم سعادة/العقيد شعبه في كتابه الأخضر ؟؟ ولا ننسى أنه الرئيس الوحيد في عالمنا العربي ، الخانع ، الذي وضع يافطة ( طُز في أمريكا) في الشوارع ، لم يقل أحد أن هناك إهمالاً من قبل وزارة الصحة الليبية لأنها هي التي جلبت هؤلاء الممرضات ، ولأنها هي التي سمحت بدخول هذا الدم الملوث من غير أن تعرضه على الفحص ، أو تحمل المسؤولية للمصدر ، تاجر الإعلام الليبي بقضية الممرضات ، وقد نجحت " طليقة " الرئيس ساركوزي في عقد صفقة في الخفاء مع النظام الليبي ، بموجبها تم إخلاء طرف الممرضات البلغاريات ، وبموجبها ألتزمت فرنسا بتزويد ليبيا ببعض المقاتلات الجوية لعلها تطفئ شغف العقيد ورغبته في التملك ، فطموح العظمة والقوة والجبروت هو الذي بدد المال العربي ، وهو الذي جعل الدم العربي مُسترخصاً ومباحاً من قبل الجميع ؟؟ فطموح العظمة هو الذي جعل ليبيا تدفع أربعة مليارات دولار لذوي عائلات ضحايا " لوكربي " ، هذا المبلغ كان كافياً لعلاج كافة أبناء الشعب الليبي في مستشفى " مايوكلينك " في أمريكا لعدد من السنين .الإعلام العربي تجاهل تصريحات سيف الإسلام القذافي الذي أعترف بأن هذه القضية كانت مُفبركة ولا اساس للإتهامات التي سيقت في وجه المتهمين لأن إعترافات الجناة تمت، كما هو معروف في العالم العربي ، تحت وطأة التعذيب .
    يقول لينين : أن التاريخ لا يُمكن أن يعود للوراء ، لكن التاريخ في عالمنا العربي لا يعود للوراء وكفى ، بل أحياناً يعود إلي عهود تاريخية ممتدة الجذور في أرض التاريخ ، ليس عيباً أن نعود للوراء إن كان ذلك يهدينا للمستقبل ، لكن أن العيب أن يكون الوراء معضلة تحول بيننا وبين المستقبل ، وقد عدنا للوراء مجدداً في تشاد ونحن نتناول رواية الأطفال المختطفين ، حتى الآن لم ندخل الرواية الوليدة كما ينبغي ، ولا زال التضارب في القصص الصحفية يسد رؤيتنا لنعرف حقيقة ما جرى هناك ، فهل الأطفال المعنيون بقصة الخطف تشاديون أم سودانيون ؟؟ وهل هم أيتام بالفعل ؟؟ أم أن ذويهم باعوهم لهذه المنظمة مقابل مبالغ مالية ؟؟ ووضعهم في الدول الغربية أيضاً ..فهل سيعيشون تحت كفالة أسر متعاطفة مع وضعهم الإنساني ؟؟ أم أنهم عرضة للبيع وأعمال السخرية ؟؟ ويقول محامو المنظمة أنهم يملكون تصريحاً من السلطات التشادية يسمح لهم بتنفيذ العملية مما يعطي الإنطباع أن بعض عمليات النقل قد تمت في وقتٍ سابق تحت سمع ومرأى السلطات التشادية .
    لقد سمعنا قصص كثيرة وروايات متعددة لنفس الحدث ، وركبت الإنقاذ الحصان الأبيض ، كالشاطر حسن الذي خاطر بحياته من أجل إنقاذ الأميرة بدر البدور ، تحدثت وزيرة الشئون الإجتماعية عن الأزمة وطالبت بتقديم الجناة للمحاكمة العادلة ، بسرعة تم تكوين عدد من اللجان تضم وزراء من الدفاع والداخلية ، أنها معركةٌ في غير مُعترك ، على هؤلاء الرسميين أن يسألوا أنفسهم ..ما الذي أودي بمائتي طفل مشرد إلي تشاد ؟؟ وهل سألوا أنفسهم وهم يتقلبون على فرشهم الوثير في " كافوري " و " يثرب " أن آلاف الأطفال مثل هؤلاء وليس مئاتاً ، يواجهون أوضاعاً مأساوية محزنة أسوأ بكثير من هذه الحادثة ، وهناك المئات منهم يموتون من نقص الغذاء والدواء يومياً ، لكن لا بواكي عليهم لأنهم بعيدين عن بؤر الإعلام ، نقتل ذويهم بدمٍ بارد ، نحرق قراهم ، نصادر الثمر ، نغتصب النساء ، نترك الجناة يفرون من يد العدالة ، ليس هذا فحسب ، بل نضع الجناة في كرسي الإنسانية ، ونطلب من الجزار أن يرأف بالشاة ويشحذ السكين حتى لا تشعر بالألم ، لكن هذا لا يمنعنا أن نركب الموجة مع الراكبين ، فنبكي على الإنسانية المهدرة في دارفور ، نطلق البيانات الصحفية ونكوّن اللجان ونتحدث بحرقة وألم لوسائل الإعلام عن ما جرى وعن ما سنفعله ، حتى هذه اللحظة لم تطالب حكومة الإنقاذ بإستعادة هؤلاء الأطفال ، أو على الأقل تتحقق من هوياتهم هل هم سودانيين بالفعل أم تشاديين ؟؟ ، فقد تجاوزت الواقع الإنساني وأختارت المضي إلي مربع التنديد وإجراء المحاكمات ، والإنقاذ شريكة في كل كارثة تحدث في دارفور .وإن كان لا بد من المحاكمات فلنبدأ برموزها لانهم صنعوا هذه الكارثة .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 05-11-2007, 08:47 ص)
                  

03-08-2008, 04:08 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    إعدام المتهمين من دارفور رميا بالرصاص,هل نحن أمام عدالة منظمة كوكس كلان العنصرية؟


    قاعدة قانونية مهمة في مجال القضاء ، أن بشاعة الجريمة يجب أن لا تصرفنا عن تحقيق العدالة وحفظ حقوق المتهمين .
    القاعدة الثانية أن تكون هناك مساواة في تطبيق الأحكام ، فليس من العدل تطبيق الأحكام في " زيد " من الناس بسبب لونهم العرقي ، بينما " عبيدٌ " من الناس يمرحون ، يرتكبون العديد من الجرائم ولكن حبل العدالة لا يصل إليهم لأن لونهم العرقي جعلهم من فئة " النخبة " . كما جاء في قول الرسول ( ص ) : إذا سرق الشريف فيهم تركوه ، وإذا سرق الضعيف منهم أقاموا عليه الحد .
    لو خرجت العدالة عن هاتين القاعدتين ، لن يكون الذي بأيدينا هو القانون ، بل ردة فعل يحركها الثأر والتشفي والإنتقام ، وما جرى للمتهمين من محاكمات في قتل محمد طه محمد أحمد أشبه بما كان يجري للسود في الولايات الجنوبية من أمريكا على يد منظمة كوكس كلان العنصرية ، عندما يتحرش أسود بإمراة بيضاء فإن جزاؤه القتل ، أما إذا فعل الأبيض ذلك بإمراة سوداء فعليه أن يدفع غرامة مالية ، ليس بسبب قضية التحرش ، بل لأن نفسه لم تمنعه من الهبوط إلي درجة دنيا ، فهو بهذا العمل يسئ إلي الجنس الأبيض الناصع والذي يأتي في قمة الهرم الإجتماعي .
    نعم سُيست قضية محمد طه محمد أحمد لأبعد الحدود ، ولقد قرأنا تفاصيل الحكم في صفحات الجرايد قبل عام قبل أن يأخذ منطوقه من فم القاضي ، وقد تابعنا المؤتمرات الصحفية المتتالية التي كان يعقدها وكلاء النيابة ، وقد سمعنا العديد من الروايات المتناقضة والتي تحجب بعضها بعضاً ، لكنها كانت تجذب إنتباه الرأي العام نحو هدف بعيد ، و قد أستبعدت المحكمة خصوم محمد طه السياسيين وركزت على فئة إجتماعية واحدة ، فعلى سبيل المثال تعرّض محمد طه محمد أحمد للإغتيال مرتين ، مرة على يد عصام حسن الترابي ، وقد وقع ذلك في عام في منتصف التسعينات عندما عرض محمد طه بعصام الترابي في صحيفة الإنقاذ الوطني ، مما دعي الأخير أن يحمل سلاحاً نارياً ويداهم مقر الصحيفة ويقوم بإطلاق النار عليه ، ومرةً كادت عربة مُسرعة أن تدهسه في حادثة أُعتبرت أيضاً من التداعيات التي أعقبت إنشقاق الحزب الحاكم إلي قصر ومنشية ، ولا ننسى مجموعة د.عبد الحي يوسف التي أطلقت فتاوي التكفير والتحريض على القتل بسبب ما نشره المرحوم من مقالات حول نسب الرسول ( ص ) ، أعني بذلك أن محمد طه بقلمه وفر بيئة مناسبة للأعداء الديناميكيين والذين يملكون عدة أسباب للنيل منه ، لكن القضاء المُسيس تجاوز هذه البيئة المعادية عن قصد ، و مضى وهو يستخدم سلاح الإعلام في تركيب مسرح الجريمة على النحو الذي يريده ، صحيح أن الحكم الصادر وهو الإعدام رمياً بالرصاص بحق كل المتهمين بما فيهم فتى يبلغ السادسة عشر من العمر ، جاء وفق رغبات بعض الشرائح الإجتماعية المحسوبة على جهة معينة ، بحكم أن محمد طه من الشمال ، بينما أن الجناة من دارفور ، بذلك يكون النظام قد حكم على كل الدارفوريين من حسكنيتا وتلس وإلي الخرطوم بجريرة واحدة ، الفارق الوحيد أن النظام في الخرطوم أقام محاكمة صورية ، لكن نتائج أحكامها لم تختلف عن نهج العقوبة الذي تمارسه ضد أهل دارفور وهو القتل عن طريق القاذفات والقنابل والرصاص ، ما يعني أن عقوبة كل دارفوري هي القتل ووسيلة التنفيذ هي الرصاص .
    كلنا نٌذكر الجريمة التي أرتكبها الأصولي العربي الخليفي عام 1993 م ، فقد قام بإعدام خمسة وعشرون مواطناً سودانياً وهم يؤدون صلاة الجمعة ، أذكر وقتها أن لمحمد طه رؤية مختلفة لهذه الجريمة ، حيث زعم بأنها صراع بين الجماعة حول " الأرزاق " التي تأتيهم من السعودية ، المحصلة النهائية أن هذا المتهم العربي الأصولي وجد كل حقوق المحاكمة العادلة ، وقد أُعدم في سجن كوبر شنقاً حتى الموت ، فهو أجنبي ، وقد قتل 25 مواطناً سودانيا في مسجد ...فكيف يُحكم عليه بالشنق بينما المتهمين من دارفور جزاؤهم القتل رمياً بالرصاص ؟؟
    هذا يعني أن الدم السوداني متفاوت في قيمته ، هناك دم غال ،كما هناك دم رخيص ، والآن قد أقتصت الإنقاذ لأحد رموزها ، وقد أختارت سبيل التشفي والإنتقام ، فيا ترى متى ستعقد المحاكمات للذين أحرقوا القرى وقتلوا الأطفال وأغتصبوا النساء في دارفور ، لن تُعقد بأي حال من الأحوال ، لقد قلت لكم هناك فرق ، وتفاوت في سعر الدماء في سودان الإنقاذ .
                  

03-08-2008, 04:09 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أشهر غواصات الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم


    الغواصة اسم أشتهر به المخبرين في جامعة الخرطوم ، هم في العادة طلاب عاديين يمشون في شارع المين رود ويأكلون في ( بيت القزاز ) ، يسكنون مع الطلاب في داخلية واحدة ، ولهم نشاط إجتماعي متميز مثل الدخول في الروابط الإقليمية والأكاديمية وحضور المنتديات ومشاهدة الأفلام في سينما النيل الأزرق ، لكن هذه الصورة الإجتماعية الزاهية يفسدها شئ واحد وهو أن هؤلاء الناس يتجسسون على زملائهم ، يقدمون إلي الأجهزة الأمنية بيانات كاملة عن كل طالب له لون سياسي ، قبل حكومة الإنقاذ لم يكن هناك ضرر كبير يقع على الطالب المُتحرى عنه ، فعادةً ما تسقط بيانات العضو المراقب بمجرد تخرجه من الجامعة ، بعد الإنقاذ تحوّل كل أعضاء الإتجاه الإسلامي إلي مخبرين وشرطة سرية ، وأصبحت المعلومات لا تنتهي بتخرج الشخص المراقب من الجامعة ، هذه المعلومات سوف تلاحقه إلي قبره ، وحتى أهله وجيرانه سوف يصبحون أهداف محتملة ، وبياناته مُعممة في كل مكان ، بداية من لجنة الإختيار للخدمة المدنية ونهايةً بقريته الصغيرة ، التنسيق بين جهاز الأمن في الخارج وتنظيم الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم أتسع مداه بعد عام 1989 ، فقد أشرف على تأسيس جهاز الأمن قسم الطلاب عبد الغفار الشريف الشهير بصاحب " البنطال المتسخ " ، وهو من أبناء شندي ، هذا الشخص كما قال الذين عرفوه يعاني من إضطرابات نفسية في طفولته ، فحمل معه حقداً هائلاً لكل من عرفه ولكل من زامله في الدراسة ، أتته الفرصة بعد وصول الإنقاذ للحكم فولج لجهاز الأمن والذي لا زال يعمل فيه حتى كتابة هذه السطور ، في أحداث ديسمبر عام 1989 التي استشهد فيها كل من بشير الطيب والتاية أبو عاقلة وسليم أبو بكر كان جهاز الأمن الطلابي فاعلاً في تلك الأحداث ، فقد أستفاد الإتجاه الإسلامي من خبرته السابقة في تنظيم المظاهرات ، فوضع جهازه الأمني خطة محكمة لاحتواء الغضب الطلابي ، فقد عمل أعضاء التنظيم كمرشدين للشرطة وهم يدلونها على المخارج التي ينفذ منها الطلاب ، دخلت الشرطة من باب النشاط وبدأت في رمي الجميع ، لجأ الطلاب المذعورين إلي شارع النيل وبوابة كلية الهندسة فراراً من النيران الكثيفة ، هناك كانت في إنتظارهم المفاجأة ، من بين أشجار الموز التي تزين ضفة النيل الأزرق خرجت سيارات الأمن " بكاسي " ، وبدأت في إعتقال كل من تجده في عرض الشارع ، ومن مدرسة مريدي للبنات خرجت مفرزة من جهاز الأمن ، قامت بإختراق سور مدرسة الخرطوم القديمة وتسللت للبركس من ناحية الجنوب ، وبدأ أفرادها أيضاً في إستقبال كل من لجأ للبركس ، كانوا يحملون قوائم جاهزة للإعتقال تضم أسماء عدد من الطلاب ، وكانوا يعرفون حتى أرقام الغرف ، وفي حرم الجامعة هناك ، وبينما دماء الطلاب تسيل زكيةً وتلطخ الجدر والأرصفة كان المجاهدين يطلبون من الأجهزة تضييق الخناق ، يأتي في رأس قائمة المخبرين ، علي عبد الفتاح والتجاني المشرف ومحمد أحمد حاج ماجد وإبراهيم الكناني وصديق محمد عثمان ،
    وسوف نواصل
                  

03-08-2008, 04:12 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    خبر سار, الرئيس البشير لقناة الجزيرة أتمني أن أكون رئيسا سابقا.


    بدأ الرئيس البشير حديثه عن أزمة المياه في دارفور التي زعم أدت إلي نشوء ت التمرد ، هذه المرة لم يشر إلي حادثة بعير الرزيقات ، والذي تقول الرواية الإنقاذية أنه فر إلي أرض الأفارقة مما جعل الحرب تشتعل بين بين العرب والأفارقة ، وكرر نفس الكلام السابق بأن الإنقاذ فتحت الجامعات بصيغة ما قبل الثورة وبعد الثورة .
    لكن الرئيس البشير أنكر قسمه الغليظ ، وذكر للجزيرة كلاماً مختلفاًً ، حيث قال أنه وافق على القرار 1769 على شرط أن تكون القوات القادمة من أفريقيا على أن يكون التمويل والقيادة من الأمم المتحدة ، وحسب ذاكرتي أن الرئيس البشير أقسم بعدم قبول قوات الأمم المتحدة من غير أستثناء ، وأقسم بالحرف الواحد أن أي " بوريه " غير " بوريه " قوات الإتحاد الأفريقي مرفوض ، وقبول ذلك " لحسة كوع " .
    الآن الرئيس البشير كما يزعم يتمنى أن يكون رئيس سابق ، وأن يقوم بتولي المهام في منظمة خيرية ، لا أعلم ما هو العسل الذي يوجد في رئاسة المنظمات الخيرية ، سوار الذهب ومنظمة الدعوة الإسلامية ، وحتى لواء التعذيب حسن ضحوي يدعي بأنه يرأس خمسة منظمات خيرية ، و ها هو الرئيس البشير يسير على نفس الدرب ، مع علمي التام أن الحزب الحاكم لا يملك ورقة غير الرئيس البشير ،
                  

03-08-2008, 04:13 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الهندي عزالدين وزاوج " أبو درداق " من القمرة


    تملكني الأسف الشديد وأنا اقرأ تقرير منظمة الصحة العالمية وهي تطلب من وسائل الإعلام بما فيها خطباء المساجد ، تطلب منهم تنوير الناس بمرض حمى الوادي المتصدع ، فقد حصد المرض ما يُقارب الثلاثمائة من الأرواح ، وعندما قرأت صحف الخرطوم تملكني العجب والإستغراب ، شعرت بأن هناك هوة واسعة بين الصحافة وهموم الشارع السوداني ، فما هذه الحملة المسعورة التي يقودها صحفي الدفاع الشعبي الهندي عز الدين على موقع سوانيز أولاينز ؟؟ فهل أنقضت كل الأزمات في السودان ولم يتبقى لنا إلا الفضاء الإسفيري ؟؟ بالتأكيد لا ، فهناك ثلاثة أزمات تعصف بالسودان الآن ، قضية دارفور والشراكة مع الحركة الشعبية والأوبئة التي تأكل من لحم الناس ، رغماً عن كل ذلك وجد الهندي عزالدين من يسمع له ، فحجر يرمي به مجنون يرهق مائة عاقل ، وها قد استجاب البعض لنداء الواجب والوطن ، فدخل الشيخ أبو زيد محمد حمزة مع الداخلين في حملة القضاء على سودانيز أونلاينز ، فهو لم يخطب في الناس لمحاربة الرذيلة المتفشية نهاراً جهاراً في شارع العرضة بأمدرمان بالقرب من جامع فيصل ، وفتيات الليل الراجلات اللائي ينتظرن طلاب الهوي وهن مرصوصات على قارعة الطريق ، وقصص الزواج العرفي وحمل السفاح ، هذا لم يفزع الشيخ أبو زيد ولم يحرك له ساكناً لأنه أصبح يعيش في حجر عزله عن المحيط الإجتماعي الذي يعيش فيه ، ولم تفزعه قصص إغتصاب القاصرات في مجتمع وصفته الإنقاذ بالرسالي ، ولم يشد أبو زيد الرحال إلي دارفور ليعرف كيف أصبح القتل في هذا الإقليم شريعةً وعادة فقدت بريق المهابة ، وقع كل ذلك لأن الخطباء في المساجد لم ينصحوا الحاكم أن حرمة الدم المسلم أكبر عند الله من حرمة البيت العتيق ، هنا النصيحة قد تدفع بصاحبها نحو التهلكة ولا أحد يستعجل الموت ، ومن الممكن أن تتسبب في قطع عيشه ورزقه ولا أحد يطيق الفقر ، أنا أحترم الشيخ أبو زيد أشد الإحترام ، لكن ذلك لا يمنعني أن أقول أنه شخص متسرع وعاطفي في نظرته للأمور ، وربما يكون هذا هو سبب خلافه الحقيقي مع شيخ الهدية الذي أشتهر بالتوازن والتريث في إبداء المواقف ، وقد شيعنا شيخ الهدية في سودانيز أولاينز وقد أنصفنا سيرته العطرة بين الناس ، الشيخ أبو زيد لا يعرف عن موقع سودانيز أونلانيز شيئاً غير المزاعم التي نشرها الهندي عزالدين في صفحات آخر لحظة ، وأعرف عن الشيخ أبو زيد حرصه وتشدده في عدم التساهل مع كل تقنية جديدة ، وأشك أن يكون في بيته مذياع أو تلفاز ، إذاً ، فبدلاً من الدعاء للهندي عزالدين فيا ليته لو رفع يديه للسماء ودعا لنا بالقول :
    اللهم أرفع عنا البلاء والمحن والفتن
    اللهم أرفع عنا حمي الوداي المتصدع
    اللهم أرفع عنا الكوليرا والحمي النزفية
    اللهم فرج كرب أهل دارفور
    حيث يكون البلاء يكون الدعاء ، وحيث يكون الكرب تكون الإستجابة ، وخلافات الهندي عزالدين ليست مع موقع سودانيز أولانيز بسبب العقيدة الإسلامية ، بل بسبب تناول هذا الموقع لقضايا الفساد التي تمس السلطة ، ولأن هذا الموقع نجح في كشف مكامن الفساد وتحدى بإمكاناته البسيطة إعلام السلطة ، حتى ولو حُجب الموقع في السودان فهناك آلاف الطرق للوصول إليه ،السودان ليس مينامار ، فنحن ليس جزيرة معزولة عن العالم ، والقيم السودانية لن يرفعها الحجب ومذكرات المصادرة ، هذا الموقع يملك تأثيراً قوياً على السودانيين في المهجر ، وهذه النخبة يصل عددها إلي عشرة ملايين على أقل التقديرات ، وهو مرجع لوكالات الأنباء العالمية ، هذه الحملة قد تضر بالقارئ في داخل السودان وتحرمه من التواصل لبعض الوقت ، لكن هذا لا يضعف إنتشار الموقع في خارج السودان اللهم إلا إذا وقع السودان اتفاقيات مع كل دول العالم يطلب فيها إدراج هذا الموقع في القوائم السوداء ، كما أن هناك مواقع تنقل عن سودانيز أونلانيز ، هذا غير القوائم البريدية التي من خلالها يُمكن تمرير كافة المقالات المحجوبة ..شاء الهندي عز الدين أم أبي .
    الهندي أزمته مع أهل دارفور عرقية ، وأزمته مع الحركة الشعبية دينية ، ومعركته مع سودانيز اون لانيز كالذي يصارع طواحين الهواء .والهندي عزالدين ظاهرة سطحية مؤقتة وجدت حظها من الشهرة بسبب تضييق الحريات ومصادرة الكلمة الحرة ، هذه الظاهرة في طريقها إلي الزوال بمجرد وميض برق الحرية ، وما يفعله الهندي عزالدين يذكرني بقصة " أبو العفين " أو الظربان كما تصفه العرب ، كلما ضاقت عليه المخارج لجأ للرائحة التي تُزكم الأنوف ، هكذا وصف السيد/الصادق المهدي رجال الإنقاذ ، كلما ضاق حول رقبتهم الحبل عمدوا إلي تضييق الحريات وفتح السجون وبيوت التعذيب .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 17-11-2007, 02:51 م)
                  

03-08-2008, 04:16 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    إسم في حياتنا: فهل هو المسئوول عن حفظ حقوق الملكية الفكرية في الأمم المتحدة؟

    يختار عمر الجزلي ، المذيع المتحذلق والمتصابي ، كالشمطاء التي يهولها الشيب ، يختار لبرنامجه المسمى " أسماء في حياتنا " صنف محدود من الزبائن ، فهم نوع محدد من عبدة الذات وطلاب الشهرة ، كأنهم يمشون على الماء أو قد أرتقوا سلماً في السماء أو نفقاً في الأرض . فمعظهم إما من الإنقاذ أو من المايويين السابقين ، وأستغرب لوجود عبد المجيد الزنداني من بينهم ، وكيف يكون هذا الرجل اسم في حياتنا وهو لم يدخل السودان إلا زائراً ينام في القصور الحكومية ، ولا يلتقي إلا من يقاربونه في الفكر السياسي .
    الآن أطل علينا نجم جديد وهو كامل إدريس وقد قدمه البرنامج على أساس أنه مفكر وبروفيسور وعالم ، هذه الكلمات أصبحت مبتذلة وتُطلق على كل من هب ودب ، فما هي مؤلفات الدكتور كامل التي كتبها بيده ؟؟ وتُدرس في أي جامعة من جامعات العالم ؟؟ وما هي مساهماته في مجال الفكر والأدب والثقافة ؟؟
    سؤالي هو ، وحتى لا أتسرع في إطلاق الإتهامات ..أليس هو المسؤول عن حفظ حقوق الملكية الفكرية ؟؟ قد قرأت مساهمة للأخ هشام هباني في المنبر قبل مدة من الزمن ، فيها أن هذا العالم والمفكر والبروفيسور قام بتزوير شهادة ميلاده من أجل الحصول على هذه الوظيفة في الأمم المتحدة ، وقد نُشرت مقتطفات من مجلة سويسرية على ما أذكر تبين أن هذا المفكر ساعة إلتحاقه بالوظيفة كان عمره 19 عاماً ، أي أقل من عمره الحقيقي وقتها بتسع سنوات ، فهل هو نفس الرجل أم أن البقر تشابه علينا ؟؟
                  

03-08-2008, 04:18 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الشيخ أبو زيد محمد حمزة في ركب الهندي عزالدين

    الحملة التي يقودها الهندي عز الدين ضد موقع سودانيز أونلاينز يجب أن لا نفصلها عن ما يجري في الساحة السياسية في السودان ، إنهيار وشيك في اتفاقية نيفاشا ، وعادت إلي العلن ظاهرة الدبابين وأجواء الحرب التي ألفناها في السنوات الماضية ، رجعت إلينا الخطب الحماسية في الميادين العامة وترديد أهازيج الحرب الكارثية ، وهناك إلتفاف على الحريات ، الأستاذين /محجوب عروة ونور الدين مدني داخل السجن ، غير بعيد عن ذلك ، السيدين/مبارك الفاضل وعلي محمود حسنين وراء القضبان على خلفية مزاعم مفبركة وتهم مُصطنعة بأنهما كانا ينويان تدبير إنقلاب ضد سلطة الإنقاذ ، هناك " ردة " على مناخ الحريات الذي توفر في السودان بعد اتفاقية نيفاشا ، وقد حملت الأشواق الإنقاذيين إلي مربعات التسعينات من القرن الماضي ، لذا ، فحملة التأجيج ضد موقع سودانيز أون لاينز لا تخرج عن هذا الجو المشحون ضد حرية التعبير ، ربما وجد الهندي عز الدين من يسمع له في مجتمع أعتاد على الضجيج في الصغائر والسكوت عند الكبائر ، فنحن في عهد يتولى فيه " الرويبضة " شئون العامة ، هو الذي يختار المعارك الوهمية ثم يطلب من الفقهاء أن يقفوا في صفه ، نعم هب الشيخ أبو زيد محمد حمزة وناصر الهندي وسخر له الدعاء من ظهر الغيب ، فإن وجد " الهندي " من الشيخ أبو زيد ما يريده ..فهل وجد الشيخ أبو زيد عند " الهندي " مبتغاه ، فقبل أيام حاولت مجموعته الإستيلاء على المركز العام ودور الجماعة والثرى الذي يحيط بقبر الشيخ الهدية لم تجرفه الرياح ، فما وجد عند الإنقاذ غير الحسم ، فمنعت قوات الشرطة مجموعة أبو زيد من تسور دور الجماعة التي أنشطرت إلي " جبليين " و إنقاذيين " ، ربما يريد الشيخ أبو زيد أن يستعيد الدور المفقودة عن طريق حملة " الهندي " ضد سودانيز أولاينز ، وموقف الشيخ أبو زيد من هذا الموقع لا يختلف عن موقف الشيخ عطية صاحب فتوى إرضاع الكبير التي خلقت هزة كبيرة وتندر واسع في المجتمع المصري ، وموقفه أيضاً لا يختلف عن موقف ذلك الشيخ الأزهري الذي أفتى بعدم شهادة من يموتون غرقاً في البحر ، هكذا تم تدجين الرموز الدينية في العالم العربي لينصرفوا إلي الصغائر وليتجاوز أزمات المجتمع ، حتى الرهبان في بورما خرجوا للشوارع وتظاهروا ضد الجوع والغلاء والتعذيب والإضطهاد ، بينما علمائنا لم يبارحوا فتاوي التكفير وإثارة المجتمع بقضايا لا تمت إليه بصلة .
    لا أحد يتحدث عن الحريات الغائبة في السودان ، ولا عن التعذيب وطارقي الليل الذين يجوبون الأحياء وهم يحملون قوائم الإعتقال ، نعم لقد عاد السودان إلي ذلك المربع الأسود ، وكيف سيخوضون حربهم هذه المرة ؟؟ وضد من ؟؟ ،هل سيلجأون للخطاب الديني كما فعلوا سابقاً عندما كانوا يرددون :
    فليعد للدين مجده
    أو ترق منا الدماء
    أو تُرق كل الدماء
    المجتمع الدولي لن يقبل هذه الشعارات ، وإن ظنوا أنهم افلتوا من التداعيات التي تلت الحادي عشر من سبتمبر تحت جناح التعاون مع المخابرات الأمريكية ، فإنهم هذه المرة كمن سعت لحتفها بظلفها ، وإن حربهم موجهة ضد الحركة الشعبية فإنهم الآن يتعاملون مع دولة وليس مع جيش تحرير ، هذه الحراب التي يرفعونها سوف ترتد على نحورهم ، لن يقودوا الناس كالخراف إلي ميادين القتال كما فعلوا في السابق ، الشعب قد سئم هذه الحرب ، والشعب السوداني كما ضحى بالدماء من أجل السلام ، فمن حقه أن يضحي بالنفط مقابل صون الدماء .
    سألني أحد الظرفاء : كم عدد الصحفيين الذين ماتوا في حرب الجنوب ؟؟
    أجبته لا أحد ..فإن ماتوا في الحرب فمن الذي يذكرنا بها أو يدعونا إليها .
    سارة عيسى
                  

03-08-2008, 04:21 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الدفاع الشعبي وقصته مع داخلية " تهراقا" بجامعة الخرطوم

    كان حديث الإنقاذ عن العودة لتجميع المجاهدين داوياً في أجهزة الإعلام العالمية ، وقد تصدرت تصريحات الرئيس البشير معظم صفحات الصحف العالمية ، وقد أرفقت بعضها تعريفاً مبسطاً عن قوات الدفاع الشعبي ، فوصفتها بالمليشيا العربية الإسلامية التي كانت تقاتل في السابق المسيحيين الجنوبيين ، أما صحيفة الواشنطن بوست فقد تحدثت عن دور قوات الدفاع الشعبي في إقليم دارفور ، حيث أعتبرتها طرفاً في النزاع الذي يدور هناك ، فقوات الدفاع الشعبي هي الجيش الحقيقي لحكومة الإنقاذ ، ولذلك أرتبط تاريخ تأسيسها بعمر حزب المؤتمر الوطني في السلطة ، لذلك يُقال في وسائل إعلام حكومة الإنقاذ : العيد الثامن عشر لقوات الدفاع الشعبي .
    والدفاع الشعبي قوات عقائدية وتتغذى بفكر تنظيمي واحد ، ويتمتع قادتها بسطوة حتى على قوات الجيش السوداني ، يقول الإنقاذيون أن تكوين هذه المليشيا جاء من أجل توفير السند الشعبي للجيش السوداني ، لكن ضباط الجيش السوداني الذين أجبرتهم ظروف الحرب في الجنوب على التعامل مع هذه المليشيا ، يقولون أنا قرار المبادأة بالهجوم والإنسحاب أثناء العمليات العسكرية يقوم بإتخاذه قادة قوات الدفاع الشعبي وليس ضباط الجيش السوداني . كما أن هذه القوات تتمتع بزخم إعلامي وسند مالي يبرره قربها من مراكز القرار في الخرطوم ، هذا الجيش البديل تعرض لهزة عنيفةبسبب إتفاقية نيفاشا أدت إلي تحجيم دوره وتقليل الحظوة التي كان يتمتع بها ، فكلنا نعرف أن قوات الدفاع الشعبي استمدت قدسيتها من طول أمد حرب الجنوب ، لذلك عندما وضع قرنق في بنود اتفاقية شرط تعريف القوات المشمولة ، حيث قسمها إلي الجيش الحكومي وجيش الحركة الشعبية والقوات المشتركة فهو كان يعني بالتحديد تحجيم قوات الدفاع الشعبي ، فهو كان يعلم أكثر من غيره أن هذه المليشيا الحزبية قد أرتكبت فظائع وجرائم حرب في حق الجنوبيين ، ما يؤيد هذا الإنطباع هو خلو عهدة القوات المسلحة من أي أسير حرب جنوبي ، فالقاعدة التي كان تتبعها قوات الدفاع الشعبي مع الجنوبيين هي " أحسنوا الذبحة " .لذلك تحفظ الراحل قرنق على توصيفها كقوات لها مشروعية في إتفاقية نيفاشا ، على الرغم أن الإعلام الحكومي في الشمال كان يؤكد في بياناته العسكرية أن قوات الدفاع الشعبي قد قتلت كذا ..ودمرت كذا معسكر ...و لكنه لم يكون يقول أسرنا كذا من جنود الحركة الشعبية ، وقد كان قتلى الدفاع الشعبي يجدون التبجيل والإحترام من قبل منظري الحرب ، وتُعلق صورهم في الشوارع والميادين العامة .وفي العادة يتم نسيان أو تجاهل شهداء القوات المسلحة ، هذه الحرب مات فيها أكثر من مليونين من السودانيين ، لكن إعلام الإنقاذ لا يعرف فيهم غير خمسين شخصاً ، يمثلون المكون العقائدي لهذه الحرب اللعينة .
    قبل أيام أحتفل المهندسون السودانيون بعيدهم ، ربما يكون هذا الموضوع غير ذي صلة بالسياق الخاص بقوات الدفاع الشعبي ، لكن العلاقة تتضح أكثر فأكثر إذا علمنا أن جمعية المهندسين السودانيين هي التي قامت بإنشاء داخلية " تهراقا" سابقاً بجامعة الخرطوم ، هذه الداخلية كانت مخصصة لطلاب السنة الخامسة بكلية الهندسة ، وهي مكونة من غرف يُطلق عليها (deluxe) بلغة العقار اليوم ، يسكنها كحد أقصى إثنان من الطلاب ، ذلك على خلفية أن طالب السنة الأخيرة بكلية الهندسة يحتاج لنوع محدد من الهدوء ، في أيام ثورة التعليم العالي قامت الإنقاذ بحرمان طلاب كلية الهندسة من هذا الإمتياز ، فقد أستولى الصندوق القومي للطلاب على هذه على المبنى ثم قام بتأجيره للميسورين من طلاب الشهادة العربية ، والتبرير لذلك أنه يجمع المال من الأغنياء ليصرفه على الطلاب الفقراء ، ليس هذا هو بيت القصيد كما قالت العرب ، فقد أتضحت الصورة أكثر فأكثر ، لأن الطلاب الفقراء أيضاً كانوا يدفعون لهذا الصندوق الذي تحوّل إلي مكتب عقار ناجح في تحصيل الإيجارات و يعج بالموظفين الفاسدين ، فعلاقته مع الطلاب كانت كعلاقة بين المستأجر والمُؤجر منه تبدأ عند الدفع وتنتهي عند التعثر في السداد ، إذاً ضاعت في السراب أسطورة " روبن هود " الذي يسرق أموال الأغنياء ليقوم بتوزيعها على الفقراء ، هنا اللص يسرق من الجميع بلا تفرقة .
    أستولى الصندوق القومي لدعم الطلاب على داخلية " تهراقا " ، تحت مسميات تقسيم السلطة والثروة كما أسلفنا ، وفي إطار ثورة التأصيل وطمس الهوية التاريخية للمجتمع السوداني أمرت قوات الدفاع الشعبي بتحويل مسمى الداخلية من " تهراقا" إلي " أبو دجانة " تجاوباً مع ثورة التأصيل والعودة إلي الجذور ، سألناهم ما العيب في إسم " تهراقا " ؟؟ فهو كملك لعب دوراً بارزاً في تاريخ السودان ، فقد أنشأ مملكة عظيمة وهزم المصريين ، فأبو دجانة كان طالباً بكلية التربية ، وقد تأثر بالفكر الجهادي منذ نعومة أظفاره ، وقد ذهب إلي ربه بما كان يراه صحيحاً في تلك الحرب التي فرضتها الإنقاذ على الجميع ، لكن ليس بالضرورة أن نتفق معه في أفكاره ، ودوره مهما تعمقنا في فهم دواعي الحرب لن يصل به إلي مكانة " تهراقا" الملك ، فإعلان الجهاد وهو شعيرة إسلامية على مواطن سوداني مبدأ يرفضه الجميع الآن . كان رفضهم لمسمى " تهراقا" على أساس أنه ملك غير مسلم ، وقبولهم لمسمى " أبو دجانة " على أساس أنه مجاهد مسلم حارب الكفار في جنوب كردفان حتى لقي ربه ، ربما لا يعلم الإنقاذيون أن التاريخ القبطي والفرعوني بقي في مصر سليماً لم يمسه أحد في كل العصور الإسلامية ، فعمرو بن العاص لم يهدم تمثال أبو الهول ، ولم ينهب المسلمون الأوائل الكنوز الفرعونية .
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 22-11-2007, 06:41 ص)
                  

03-08-2008, 04:22 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    من الذي سيربط الجرس حول عنق حزب المؤتمر الوطني ؟؟

    في الدولة المتقدمة ، حيث تسود الديمقراطية الحقيقية في تلك المجتمعات المتحضرة ، يُعتبر إستخدام الإعلام القومي من أجل ترويج البرامج الحزبية جريمة يُعاقب عليها القانون ، كما أن الحملات الحزبية تُمول من جيوب الناخبين الذين يؤيدون برامج الحزب ، فُفجعت وانا أرى حزب المؤتمر الوطني وهو يبدد مال الشعب السوداني على مؤتمره الثاني ، عرفت حجم المسافة التي تفصل بيننا وبين تلك الدول المتقدمة التي أسست لديمقراطية حقيقية تجيز تداول السلطة من غير عنف أو إراقة دماء ، ستة ألاف قد حضروا المؤتمر وهم في أحسن زينتهم ، وقد كستهم علامات رغد العيش وطيب الإقامة في بلدٍ يتسول دول العالم من أجل مكافحة وباء الملاريا ، هذا هو السودان ، ليس عليك أن تشاهده في الفضائية السودانية ، ذات النرجسية ،بخيال واسع لم نراه حتى في أفلام " هاري بوتر " ، ولا في مؤتمرات الحزب الحاكم التي أصبحت تعج بالفنانين وضاربي المزمار الذين هبوا من كل صوب وحدب ، فكأن المؤتمر كأنه ليلة عرس تمت من دون حضور " الغلابة " ، حيث أمنت تقارير الحكومة أن مائة منهم فقط ماتوا بحى الوادي المتصدع ، إذا أردت معرفة السودان على حقيقته عليك قراءة التقارير التي تنشرها منظمة الصحة العالمية ، الحمى النزفية ، الوادي المتصدع ، الإسهال المائي ، وغيرها من الأفات التي تطحن هذا الشعب المغلوب على أمره .

    المؤتمر الوطني ليس بحزب سياسي ، هو آلة متحركة تملك مفاصل الدولة بالكامل ، ويذكرني تأسيسه بقصة الحجاج عندما أتمنه الأمويين على حكم العراق ، سأله أهل الكوفة ..ما هو نسبك وحسبك ؟؟
    فأخرج سيفه من غمده وقال لهم هذا نسبي
    ونثر فوقهم الدنانير وقال لهم هذا حسبي
    فحزب المؤتمر الوطني يستمد شرعيته من شيئين ليس من بينهم حرية الناخب ، يستمد شرعيته من المؤسسة الأمنية والتي تطارد الآن رؤساء تحرير الصحف ، وتعاقبهم على كل مقال يتم نشره من دون أن يمر على مقص الرقيب ، أما المشروعية الثانية هي شراء الذمم بالمال والمناصب ، لذلك أستوعب حزب المؤتمر في بوتقته الخارجين على الأحزاب الكبرى والمغامرين وطلاب السلطة ، كما ضم إليهم النخب المايوية التي شاركت في عهد الرئيس النميري ، وهناك أمر خطير في تركيبة حزب المؤتمر الوطني ، فهو يخاطب في الناس الجهوية ويزرعها فيهم ، لذلك أبتدع في كسبه السياسي على ما يُسمى " ببيعة القبائل " ، وقد رأيت رجلاً طاعن في السن وهو يقف بين يدي الزعيم في الحزب الحاكم وهو يردد :
    أنا وزوجتي وأبنائي
    وقبيلتي وعشيرتي
    نبايع حزب المؤتمر الوطني في السر والعلن ، وفي السراء والضراء
    بينما يصيح الغوغاء من خلفه وهم يهتفون :
    الله أكبر
    الله أكبر
    وصحيفة حكومية تتحدث عن مبايعة كافة أبناء العشيرة لحزب المؤتمر الوطني !!
    إن كانت كل قبائل السودان قد بايعت هذا الحزب الهلامي فما الداعي للإنتخابات ؟؟ وإن كان الشعب السوداني قد قال كلمته وأختار ممثله قبل مجئ موعد الإنتخابات بعدة سنين فلماذا يدعو المؤتمر الوطني القوى السياسية الأخرى إلي التنافس ؟؟
    فحزب المؤتمر الوطني رفض الشراكة حتى مع الحركة الشعبية التي حملت في وجهه السلاح ، وقادته يقولون أنهم سوف يمضون في طريقهم من دون شريك حتى عام 2011 !! إذا ً من الذي يقف في وجه حزب المؤتمر الوطني ؟؟ فهو يملك السلطة والمال والإعلام ، وفكرة حزب المؤتمر الوطني مستوحاة من التجربة المصرية ، وهي تجربة شمولية فيها يحصد الحزب الحاكم نسبة 99.99 % من أصوات الناخبين ، كما قال السادات : كل الشعب قال نعم ماعدا 1% من الخونة والمأجورين والعملاء .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 04:24 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الصامتون والثائرون في معركة الهندي عزالدين

    بدأت الحملة ضد موقع سودانيزأونلانيز تحت قيادة الهندي عزالدين ، ومن خلال تتبعي لما كتبه الهندي في صحيفة آخر لحظة أحس بأن له مشكلة شخصية مع أمين الموقع الأخ بكري أبو بكر، ربما يكون مردها الكيد أو الحسد ، فالأخ بكري رجل ناجح بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني ، لأنه نجح في جذب رموز الفكر وأمراء الثقافة من السودانيين ، وعبر الدول والقارات ، للكتابة في هذا الموقع ، سودانيز أولاينز وطن سوداني مُصّغر ، لأنه يجمع الجنوبي مع الشمالي ، وأهل الغرب مع أهل الشرق ، عن طريق الكتابة والحوار ، فقد عجزت كافة المؤسسات الوطنية في السودان عن تجميع السودانيين بواسطة أفكارهم ، حتى صحف الخرطوم لا يكتب فيها الشلكاوي أو التاماوي ، أو الزغاوي ، فهي لا تمثل في كتاباتها إلا شريطاً محدوداً من المثقفين ، فإن أساء أحد للدينكا أو "الفور" فبالتأكيد لن تحدث هذه الضجة ، فقد عشنا هذه التجربة مع صحيفة الوفاق مع أيام المرحوم محمد طه محمد أحمد ، قد نجح الأخ بكري وعن طريق إستثمار وقته الخاص من تجميع سوداني الشتات ، وخلق منهم رأياً عاماً يطوف بكل أزمات السودان ، فليس من الغريب أن يحسده بعض الذين يستمدون نفسهم من وجود السلطة ،وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الإنقاذ طمس هذا الموقع تحت ذرائع محاربة الفكر الهدام أو الحفاظ على الفضيلة المنكوبة ، ومن خلال تجربتي مع رموز الإتجاه الإسلامي سابقاً ، والمؤتمر حالياً ، أنهم يدخلون الخاص مع العام ، ويزجون بالسلطة والإعلام في نزاعاتهم الشخصية .
    حاول الهندي عز الدين توريط الشيخ أبو زيد في هذه المعركة ، لكن على ما يبدو أن الشيخ بحسه الفطن قد عمد إلي التراجع ، فهو كما يقول لم يدعو إلي تدمير المنبر العام بقوة السلاح كما نقلت لنا صحيفة " آخر لحظة " بل بقوة الحوار ، وهذا أمر عملنا على تكريسه في المنبر العام ، فالأفكار طيور حرة طليقة ، تقفز من غصن إلي غصن ، بلا سياج أو أقفاص ، كما أن الشيخ أبو زيد في مراجعاته أعترف بأنه لم يطلع على سودانيز أولاينز إلا من خلال ما كتبه الهندي ، تماماً كما قالت العرب :
    يا أبو ذيل ..عندما شاهدك أبو الحصن قال ذيلي
    كما أنه لم يكن يعرف أن بعض أفراد الجماعة يكتبون فيه ، إذاً تعرض الشيخ أبو زيد إلي حملة تضليل بإستغلال عدم إطلاعه على الطريقة التي تُدار بها المنتديات في الشبكة العنكبوتية ، حيث يأتي مقص الرقيب متأخراً وبعد ردود المتداخلين ، لكن الشيخ ابو زيد لم يتراجع عن الدعاء للهندي عز الدين والطلب من الله أن ينصره ، مع علمي التام أن الأخير لم يقم بهذا العمل من أجل الله سبحانه وتعالى ، فهو كما أسلفت له حسابات شخصية وعدائيات مع هذا الموقع ، والدليل على ذلك أن هذه الحملة لم تُثار ضد المواقع الإباحية ، أو مواقع السحر والدجل والشعوذة ، فهذه المواقع من السهل إستجلابها في السودان ، لكن مع ذلك لم تستهدفها الحملة ، وهناك مواقع لبعض غلاة الشيعة ، تتحدث عن الكثير من القصص من بينها تكفير الصحابة ، وتتحدث عن الذات الألهية بشيء لا يرضاه الشيخ أبو زيد أو عبيد ، إذاً فالمعركة ليست من أجل الدين أو حفظ الفضيلة .
    جانب آخر من الأزمة ، هو إستخدام الهندي عزالدين لخطباء المساجد في حملته ، البداية كانت من مسجد الشيخ أبو زيد ، والنهاية كانت بمسجد أرباب العقائد في الخرطوم ، فقد نشرت صحيفة " آخر لحظة " مراسليها في هذه المساجد لتنقل للقراء الجديد من الفتاوي الخاصة بتدمير سودانيز أولاينز ، ما فات على الهندي عز الدين أن خطباء المساجد لم تعد لهم مصداقية في عهد الإنقاذ لأنهم اصبحوا جزءاً من السلطة ويتقاضون منها الرواتب والمخصصات ، وهذا واضح من تنديده بهيئة علماء المسلمين لأنها كما يزعم وقفت تتفرج على المشهد ولم تُفسق أو تُكفر الذين يكتبون في المنبر العام ، أي أنه لافرق بين مواقفهم وبين ما يُكتب في " آخر لحظة " ، هذه الحملات ساعدت في إنتشار الموقع بعد إفراد كل من البي.بي .سي وقناة العربية مساحة للحوار خاصة بهذا الإشتجار ، الآن هناك أطراف بقت على الحياد ، أحمد علي الإمام مستشار الـتأصيل لم يقول كلمته بعد ، وهناك الشيخ عبد الجليل الكاروري ، فهو يحتاج إلي خمس من خطب الجمعة ، سعة كل خطبة 3.50 ساعات لإثبات أن من يشرفون على هذا المنبر صنعتهم الإمبريالية والصهيونية العالمية ، ولا زال د.عبد الحي يوسف يرقد في ثباته (not summoned ) ، لم يجيب على نداء الفضيلة الذي يهزه الهندي عزالدين ، مجموعة الشيخ ربما تكون تحت التهيئة والإعداد ، على طريقة " العونيين " في لبنان ، ثورة من أجل اللا شيء ، هذا هو الواقع السوداني البائس يصنع من الحبة قبة ، يهيل التراب على الحقائق ويصنع عوضاً عنها تماثيل الثلج في عز حر الصيف .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 25-11-2007, 08:20 ص)
                  

03-08-2008, 04:26 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    لقد قرأت هذه القصة في موقع رويتر للأنباء ، وحسب رواية الموقع أن هذه المدرسة كانت تطلب من التلاميذ إحضار بعض الدمي في الفصل ، وهذه الدمى خاصة بالحيوانات المعنية بالدراسة ، في ذلك اليوم طلبت من التلاميذ إحضار دمية للدب ، وطلبت من التلاميذ أن يختاروا إسم للدمية عن الطريق التصويت ، فقام التلاميذ بإختيار الأسماء التالية "
    محمد
    عبد الله
    حسين
    من عدد أربعة وعشرين من التلاميذ صوّت عشرين لاسم محمد ، فقبلت المدرسة بهذه النتيجة ، فشكى بعض أولياء التلاميذ من ذلك ، وتدخلت الشرطة السودانية قامت بمداهمة المدرسة وإعتقلت المدرسة ، وحسب القانون السوداني من المفترض أن تُدان بالمادة 125 وهي الإساءة إلي الأديان ، مدرسة الوحدة الثانوية تأسست في عام 1905 ويدرس فيها أساتذة مسلمون ومسيحيون ، وهي تسير على النهج البريطاني في التعليم .

    لا أستطيع أن أحكم على هذه الواقعة ..لكن من واقع التجربة أن الإنقاذ سوف تستخدمها من أجل تصفية حساباتها مع بريطانية ، فهي تبحث عن أزمات بهذا النوع من أجل المساومة على موقفها في دارفور
                  

03-08-2008, 04:30 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    تصدر هذا الخبر معظم المواقع الإخبارية ، وتداخل مع تواريخ مثل تطبيق الشريعة الإسلامية ، وعلاقة الإنقاذ باسامة بن لادن ، وموقف النظام من المرأة ، حيث وصفته بأنه يُجبر النساء على تغطية روؤسهن ، أغلقت هذه المدرسة خوفاً من التهديدات ، لأن هناك مجموعات أحاطت بالمدرسة ونادت بقتل المدرسة ، مما خلق هلعاً في نفوس ذوي الطلاب ، ثم قام المدير بإغلاق أبواب المدرسة حرصاً على سلامة التلاميذ .
    ربما تُحاكم هذه المدرسة بالجلد 40 سوطاً ومدة زمنية في السجن أقلاها سنتين
    أجمع كل من مدير المدرسة وزملاؤها في المهنة وبعض أولياء الطلبة أن هذه المدرسة فعلت هذا بحسن النية ولم تقصد الإهانة .."وكان من الممكن قبول إعتذارها لأن الإسلام أمر بالصفح والعفو " هذا القول منسوب لأحد أمهات التلاميذ .
    مدرسة الوحدة الثانوية من العهد الفيكتوري ، كان يدرس بها أبناء الحكام الإنجليز في السودان ، وكانت تدرس الجبر وهندسة المثلثات واللغة اللاتينية .
    الآن يدرس بها أبناء الذوات "High heeled Class"من الأجانب الذين يعملون في شركات البترول والمنظمات الأجنبية .
    جليان جوبونز ، وهو إسم المدرسة ، ذات الأربعة وخمسين عاماً أتت للسودان في شهر أغسطس الماضي بعد أن تركت وظيفتها في ليفربول


    في المجتمعات الغربية لا توجد حساسية في تجسيد الرموز المسيحية ، فهناك من رسموا صورة السيد المسيح عليه السلام وأمه مريم . ولا يحمل الإسم عندهم دلالة دينية كما يحدث عندنا في جبال النوبة ، ربما تجد مسيحي اسمه محمد علي بشير .. والعكس تماماً ..والدليل على ذلك تركيبة إسم الأب فيليب عباس غبوش ..

    الإسلام لا يجيز التصوير أو التجسيد ..حتى بالنسبة للصحابة ..لكن في العراق هناك صور تُباع في الأساس على اساس أنها لسيدنا علي وابنه الحسين عليهم رضوان الله ، ذلك مخافة أن يشوه المصّور الصورة الأصلية .
    أغلب الظن أن هذه المدرسة أخطأت بحسن نية ..فنظام التعليم في بريطانيا يُجاري الطلاب في آرائهم ..الخطأ لم يكن مقصود ..لكن هناك من يخلق من الحبة قبة ..هذه المدرسة حديثة في عملها بالسودان فهي لا زالت في نمو التجربة ، لكن ردة الفعل البوليسية القاسية من قبل السلطة فسوف تجعل من هذه القضية اشبه بقضية الممرضات البلغاريات ..ضجة كبيرة والنهاية معروفة ..فليست الإنقاذ هي الحامي الوحيد الدين الإسلامي ..في قانون المدارس هناك شيء اسمه إنذار ..مجلس تأديب ..فصل من الخدمة ..هل لجأت وزارة التربية والتعليم إلي هذه الوسائل قبل التقدم بشكواها للشرطة ؟؟؟



                  

03-08-2008, 04:32 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    في لقاء خاص مع قناة العربية ، أفاض المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ، السيد/لورنس أوكمبو ، بالعديد من الإفادات ، وكشف أن الحكومة السودانية كانت متعاونة في التحقيقات في بداية الأمر ، لكن بعد صدور مذكرات الإعتقال بحقي كوشيب وأحمد هارون تراجعت عن ذلك التعاون ، وبالنسبة لأحمد هارون يقول أن هناك مائة شاهد ضده راؤه وهو يوزع الأموال ويصدر الأوامر للجنجويد ، كما أن هناك وثائق عن تورّط قيادات عليا في الحكومة السودانية في هذه الجرائم ، لكنه فضل أن يبدأ بأحمد هارون وكوشيب ، وعن طبيعة هذه الوثائق والمستندات وصحتها تحدث قائلاً :
    They should come to the court to judge them" "
    من خلال هذا اللقاء يبدو أن المجتمع الدولي مُصر على المضي في طريق المحاكمة ، وهناك في الخرطوم من يطلع المحقق الدولي بتحركات المشبوهين ، فكيف عرف السيد/أوكمبو أن أحمد هارون كان ينوي أداء فريضة الحج بجواز سفر مزور ؟؟ أو أن أحمد كوشيب حر طليق ؟؟
    فهناك جهة داخل نظام الإنقاذ تساوم بهذه المعلومات ، وكانت على وشك أن تعد هذا الكمين لأحمد هارون والذي يبدو أنه عدل عن فكرة الحج في اللحظة الأخيرة ، فقد أقسم قادة الإنقاذ على عدم تسليمه إلي المحكمة الدولية ، ولكن لا يدخل في إلتزامات هذا القسم إن قبض الأنتربول على أحمد هارون وهو خارج البلاد ، فكلنا نعلم أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بالقانون الدولي ، فهي لن تتردد في تسليم أحمد هارون إلي الأنتربول إذا طالبها بذلك .
    بدا المحقق الدولي واثقاً من أقواله في برنامج "لقاء خاص " مع قناة العربية ، وختم حديثه عن أحمد هارون قائلاً :-
    " سوف يحمونه مؤقتاً ولكن لن يحمونه إلي الأبد "
                  

03-08-2008, 04:33 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    المُدرسة جليان ومظاهرات " شراب الدم " في العاصمة الخرطوم

    قضية المُدرسة جليان ، وردات الفعل التي تبعتها ، لا زالت محل جدل في الشارع السوداني ، بين مُكذب ومصدق وحائر ، فكيف خرجت هذه القضية من مؤسسات وزارة التربية والتعليم ، لتحط الرحال في مراكز الشرطة والمباحث وأروقة المحاكم ، هذه الحادثة وقعت في شهر سبتمبر الماضي ، لكنها لم تخرج إلي العلن إلا في هذا الشهر ، مما يضع علامات إستفهامات كبيرة تقول بأن هذه القضية كانت مُدخرة للوقت المناسب ، فهي تدخل في بوابة الصراع الكبير بين حزب المؤتمر الوطني وقوى المجتمع الدولي ، الضجة التي أثارتها قضية المُدرسة جليان تُعبر عن حالة اليأس والقنوط التي أصابت هذا الحزب ، فهو لم يستثمر القضية في الداخل على أساس أنه حزب إسلامي يُطبق حدود الله ولا يخاف في الله لومة لائم ، لأن الحكم جاء رمزياً في الشكل والمضمون ، فإن كانت المُدرسة جليان قد أهانت الرسول ( ص ) بالفعل فليس من المفترض أن تُعاقب بالسجن لمدة 15 يوماً فقط ، لذلك غضب الغوغاء وتحركوا في شوارع الخرطوم وطالبوا بقتل هذه المُدرسة ، هتفوا وهم يحملون المدي والسكاكين ، هذه المظاهرات اليتيمة لم تجد حظها المناسب من الإهتمام ، فصحيفة " الغارديان " رصدت سيارات البيك أب التي كانت تنقل المتظاهرين ، كما رصدت موقف قوات الشرطة التي لم تتحرك لردع الجموع كما كانت تفعل عندما يتظاهر الناس ضد النظام وهم يطالبون بالحرية أو الخبز ، إذاً ، الذين خرجوا يوم الجمعة الذي تلى محاكمة المُدرسة جليان هم من الفصيل المُتطرف في الحزب الحاكم ، وهم لا يمثلون تيار الإسلام السوداني المتسامح الذي لا يعرف " العكاكيز " والسكاكين كوسيلة للحوار ، وشرب دم الضحية ليس من صفات المسلمين ، بالإضافة إلي كل ذلك، فقدت التظاهرة الروح العفوية التي تقود الناس إلي الشارع ، فلذلك تحدثت وسائل الإعلام العالمية عن مئات الناس فقط وليس عن ملايين ثائرة ومتجمهرة .ففي العادة كان رجال الإنقاذ يستخدمون نظام (Magnification ) في تضخيم الأرقام ، فعندما يتحدثون عن ندوة فيشيرون إليها بأنها " ندوى كبرى " وعندما يتحدثون عن مظاهرة يصفونها بأنها " مليونية " ، قد علّق أحد أبناء الجنوب في جامعة الخرطوم وهو الأخ : مادوت دينق على هذه الظاهرة قائلاً : أن الجبهة الإسلامية عندها مشكلة مع "calculation & Figures "
    لذلك كان عدد الذين تظاهروا ضد المُدرسة جليان أقلّ بكثير عن عدد الذين تظاهروا ضد القرار الأممي رقم 1593 ، مع الفارق الكبير بين المناسبتين ، فعندما يتعلق الأمر بروؤس رجال حزب المؤتمر الوطني يكون الضجيج أكثر ، ويعلو الصراخ والزعيق ، على المستوى الخارجي لم يستثمر الحزب الحاكم في هذه الأزمة بالشكل الذي يريده ، فبريطانيا واصلت الضغط على سفير الإنقاذ الحائر في لندن ، وقد أستدعته أكثر من مرة ، ولم تُلقي بثقلها الدبلوماسي بأكمله، فأرسلت إلي الإنقاذ مفاوضين مسلمين لا يحملون أي صفة دبلوماسية ، كل الدول الأوربية وقفت في مربع التنديد بالمحاكمة ولم تُقدم للإنقاذ شعائر الولاء والطاعة ، بل تنبهت القوى الغربية إلي مسألة نشر القوات الأممية في دارفور ، بعد أن غاب لعدة أيام عاد المحقق الدولي لورنس أكمبو من جديد وهو يقدم عريضة بأسماء المطلوبين ، رجال الإنقاذ مثل الشاة التي لقت حتفها بسبب ظلفها كما يقول المثل العربي ، يقيمون المحاكم ضد الأبرياء وينسون أنهم أول من تطلبه المحاكم .
                  

03-08-2008, 04:37 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    في أيام الإنقاذ الأولى قرأت لكاتب اسمه د.خالد المبارك ، كان يكتب عن الأصولية الإسلامية والتطرف وإنغلاق الفكر ، من خلال متابعتي لأزمة المُدرسة جليان لفت إنتباهي وجود شخص يعمل في السفارة السودانية بلندن اسمه خالد المبارك أستضافه تلفزيون البي .بي .سي من أجل تقصي وجهة نظره ، وقد أكد في المقابلة أن الحكومية السودانية لن تقدم عى توجيه أي تهمة للمُدرسة جليان ..فهل هو نفس الشخص الذي كان يكتب سابقاً عن خطر الأصولية الإسلامية ؟؟ أم أن البقر تشابه علينا ؟؟

    بالفعل هذا الرجل مفكر إستراتيجي وقد كتب مقالاً في صحيفة الرأي العام وهو ينكر هذه المقابلة ، والحقيقة لم تكن هناك ترجمة ، كما هو معروف أن تلفزيون البي.بي سي.يبث باللغة الإنجليزية ، إليكم ما كتبه هذا المفكر

    عنوان المقال : قالو وقلنا


    وصلتني عبر السفارة شكوى اليكترونية غاضبة ينتقد كاتبها الاستاذ أزرق بعض ما صرحت به لوسائل الإعلام البريطانية والعالمية حول إعتقال ومحاكمة المعلمة جيليان جيبونز .. بالرسالة سباب سأتجاهله وأركز على المسألة الجوهرية.

    لم أدل بأي تصريح لقناة «العربية» أو لأية قناة ناطقة باللغة العربية ولست مسؤولاً عن أية ترجمة مختلة أو خاطئة.

    ما حرصت عليه هو ادراك الفرق بين الجمهور المتلقى الغربي «البريطاني» الذى نستهدفه وبين الخطاب للساحة السودانية المحلية. هذا هو ما دفعني لأن اقول ما يبين زوايا قد لا تلتفت لها وسائل الاعلام الغربية.

    هذا هو السياق الذى قلت فيه ان مجرد وجود هذه المعلمة بالسودان دليل على ان بلادنا بها مدارس مسيحية أو مسيحية الادارة وان المسلمين لا يرون غضاضة في ان يتعلم ابناؤهم وبناتهم بها وان هذه المدارس لم تحرق أو تدمر بعد استقلال السودان وحتى يومنا هذا. ذكرت ايضاً ان وجود جيليان جيبونز في السودان ناجم عن الاهتمام المتزايد باللغة الانجليزية وعن حرص حكومة الوحدة الوطنية على تعزيز مكانة الانجليزية كلغة تعليم وادارة مثل اللغة العربية، الامر الذى سوف يصب في مصلحة عملية التنمية والإنفتاح على احدث التقنيات العالمية. ذكرت ايضاً ان القانون الذى اعتقلت بموجبه المعلمة لم يفصل للمسلمين وحدهم بل يرمي إلى حماية وتوقير المسيحية واليهودية والاديان الأفريقية الارواحية.

    التاريخ معيار صادق وقد قلت لكل من حاول استفزازي من مقدمي البرامج اننا في السودان عرفنا المسيحية قبل بعض الدول الأوروبية وإن تراثنا المسيحي محفوظ في متحفنا الوطني مع الآثار المروية والاسلامية. كما قلت ان النائب الأول لرئيس الجمهورية مسيحي وان عدداً من الوزراء الاتحاديين يدينون بالمسيحية ايضاً.

    قلت أيضاً لاحد الذين حاولوا استفزازي ان العاملين بالتعليم في السودان بينهم بعض الذين ينتمون إلى كنائس عرفت المسيحية قبل انجلترا.

    قلت أيضاً ان المعلمة البريطانية عوملت معاملة حسنة وانها وجدت رعاية من السفارة البريطانية وزيارات منتظمة وانها تحظى بدفاع محامين سودانيين. ذكرت أيضاً ان الادارة الاستعمارية كان بها مستشرقون يعلمون العادات المحلية والتقاليد بل يمتحنون مفتشي المراكز في اللغة العربية وان مثل هذه الاستعدادات ضرورية لتفادي الازمات أو المواجهات في المستقبل كما شرحت ان الدب حيوان لا وجود له في غابات السودان ولا يعتبر رمزاً محبباً في ثقافتنا.

    صحيح أنني لم اتحدث عن القضية القانونية التزاماً بالبعد عن «المحاكمة عبر وسائل الاعلام» كما لم أعلق على قرار القاضي الموقر. المنطلق الذى يفسر كل ما قلت ولم اقل هو انني اخاطب جمهوراً غير سوداني وقليل المعلومات عن السودان.

    قد لا يعلم كاتب الرسالة الاليكترونية أن السودان تعرض لحملة مغرضة حاولت فيها بعض وسائل الاعلام ان تصور ما حدث لجيليان حيبونز بأنه تآمر مدبر من قبل الحكومة السودانية رداً على موقف بريطانيا من ازمة دارفور!.

    وهذا هو السياق الذى قلت فيه أكثر من مرة أن لا صلة بين اعتقال المعلمة وازمة دارفور لأن السودان يقدر المساعدة التى قدمتها بريطانيا في الاتصالات التى افضت الى توقيع اتفاق ابوجا 2006م والاتصالات اللاحقة والمستمرة للتوصل إلى سلام، والاغاثة التي تقدم لنا. قلت أيضاً ان الحكومة لا تستطيع ان تصدر «أوامر» الى القضاء السوداني وان كل الاحتمالات واردة قبل اصدار الحكم وإننا ينبغي ان ننتظر حكم القضاء الذى يوفر حق الاستئناف.

    سئلت عن التظاهر الذى حدث بالخرطوم احتجاجاً على الحكم الذى صدر فقلت اننا ينبغي ان نتذكر ان المناخ العام قد تلوث بعد ارهاب الحادي عشر من سبتمبر 2001م ونشر افكار واعمال في الغرب تنادي بصدام الحضارات وتسئ الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي خلفية مهمة لمن يشاهد المتظاهرين ويعبر عن الاستغراب.

    بإختصار - ما يقال للخواجات - يختلف عما يقال داخل السودان. والخط الاعلامي ليس اجتهاداً فردياً بل يعتمد على تشاور وتوجهات يتفق عليها لاحراز افضل النتائج للوطن وتعزيز العلاقات السودانية البريطانية والحؤول دون ان يؤثر خطأ فردي ناجم عن الجهل على وشائج مهمة وحيوية.







    03-12-2007, 08:43 ص

    SARA ISSA


    .

    تاريخ التسجيل: 29-11-2004
    مجموع المشاركات: 1322
    Re: موظف في سفارتنا بلندن :يا ترى هل هو نفسه د.خالد المبارك الذي كان يكتب عن الأصولية الإسلامية (Re: SARA ISSA)

    بالفعل وبناءً عن المعلومات التي جمعتها عن هذا المفكر اللندني والذي دخل تواً في بئر الإنقاذ، فهو كان يحمل ماضياً جمهورياً ، وعاش في الكويت وكتب مقالات ضد الإنقاذ ، بعد الغزو العراقي لهذا البلد لجأ هذا المفكر الإستراتيجي للأردن ، وبناءً على المقالات التي كتبها ضد سياسة التمكين التي أنتهجتها الإنقاذ أستطاع أن يحصل على صفة لجوء سياسي في بريطانيا له ولأسرته ، المفارقة كيف قبل د.خالد المبارك بهذا الوضع ..فهل هو يعتقد أن بأن بريطانيا سوف تنصت لصوته وترضخ للإنقاذ ؟؟فالرجل عند نفى فرضية المحاكمة كان يدافع عن وجوده في لندن أكثر من دفاعه عن النظام



                  

03-08-2008, 04:39 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    اخيرا وصلت المدرسة جليان إلي لندن ، في مطار هيثرو تحدثت عن تجربها ، فهي ذهبت للسودان من أجل المغامرة لكنها وُجهت بأمر لم تكن تتوقعه ، ونوهت أن ما مر بها لا يجب أن يمنع الآخرين من الذهاب للسودان ، تحدثت عن المعاملة الجيدة التي حظيت بها في السجن ، في الايام الأولى وُضعت في سجن عادي ، مثلها ومثل أي سجين سوداني ، ثم نُقلت لسجن آخر ، حيث أرسل لها وزير الداخلية سرير وصفته " بأنه أجمل هدية رايتها في حياتي "
    سُئلت عن التهمة التي وُجهت إليها قالت : انها غير ملمة به حتى تعلق عليه لأنه نقطة صعبة وسهلة في نفس الوقت
                  

03-08-2008, 04:40 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    رحلتي مع " الكماسرة " وحزني على محجوب عبد الحفيظ

    عندما تشاهد برامج الفضائية السودانية ، تجدها تهتم كثيراً بالتغطيات السياسية ، فالضغوط التي يتعرض لها النظام من الخارج ، وطبيعة التعقيدات التي يواجهها في الداخل ، إنعكست على على وسائل الإعلام المملوكة بالكامل للدولة ، فالثقافة السودانية الواسعة في المعنى والمضمون غائبة عن التناول ، مرة سألني أحد الأخوان ، لماذا لا نرى في التلفزيون السوداني غير بروفيسور أو طبيب أو مفكر ، يحكون لنا سير حياتهم الذاتية ؟؟ هذه إحدى الآفات التي أصبحنا نعاني منها في السودان ، هذه الألقاب العلمية أصبحت هدفاً في حد ذاتها ، أصبحنا لا ننظر إلي العطاء الذي يقدمه أصحاب هذه الألقاب الفخمة بل ننظر إلي حرف ( الدال ) الذي يسبق أسماؤهم ، لذلك غابت عن شاشتنا الثقافية والإجتماعية الكثير من فئات الشعب السوداني ، الشماسة ، بائعات الشاي والكسرة ، النقلتية ، باعة المياه المتجولين ، الكماسرة ، المعوقين ، هذه الفئات المُهمشة لم تجد حظها من الإهتمام ، لذلك راسلني الكثيرون على بريدي الخاص وطلبوا مني التوثيق لهذه الفئات المهضومة الحقوق ، والمُجردة من أبسط الحقوق الإنسانية ، لا أحد أحد يسأل من أين جاوؤا ؟؟ وكيف قبلوا بهذه الأعمال التي لا تسد الرمق ؟؟ أين يسكنون ؟؟ وكيف يتلقون العلاج ؟؟ ، أحسبهم مثل الأخ عبد السلام الذي أستضافته قناة العربية ، فقد نقل لنا ما يقوله لهم ديوان الزكاة إذا هرعوا إليه وهم يطلبون الغوث و المساعدة ، يقول لهم مكتب الزكاة : أنتا جاي برجليك وتطلب الزكاة !! أي يستكثرون عليه نعمة الصحة في البدن ، يا هؤلاء ..من الذي قال أن الزكاة تُدفع فقط للمبتورين وناقصي الأطراف ؟؟فإن كان يُدفع منها بدل السكن والإجازة والهاتف للعاملين عليها ..فلماذا لا ندفع للإنسان الصحيح قبل أن يسقط في السقم والمرض !!
    هذه الفئة المُهمشة من الناس هي أفضل ناقل للمعاناة اليومية السودانية ، لكن رحل المغني ، وحلقت حمائمه في سماء النسيان ، في هذه الوهدة علينا أن نتذكر الإنسان محجوب عبد الحفيظ ، صاحب الصلاة الطيبة والذي نذر حياته للفئات المغلوبة من المجتمع السوداني ، ولو كان من بيننا عشرة اشخاص من لحمه ودمه لما عرف السودان الحروب المتوالية ودعوات المُطالبة بالإنصاف وإرجاع الحقوق ، بكلمة طيبة يمكننا أن نصد زخات الرصاص ، وبإعتراف متواضع بحقوق اللآخرين يُمكننا إسكات صوت المدافع إلي الأبد ، لكن سنة الله في خلقه أخذت الأخيار ، ولم يبقي في الديار الخربة سوى طائر البوم الذي ينعق من جوانبنا ويذكرنا بالحروب الأليمة .
    عاش الكماسرة مجدهم الذهبي مع دخول باصات " التاتا " إلي السودان ، يقومون بتحصيل المبالغ من الركاب ، وفي العادة يقومون بتسليم الحصيلة النقدية للسواق والذي أحياناً يلعب دور الرقيب ، ومن خلال الخبرة والملاحظة يستطيع أن يعرف ما نسميه في لغة القانون التجاري "cash abstract" ، وهي أن يقوم الكمساري بالتلاعب في النقدية ، لكن الضحايا في الغالب هم الركاب ، فالتعلل بعدم وجود " الفكة " يتسبب في عدم إرجاع الباقي للزبون .
    أكثر ما يخشاه " الكماسرة " هو العاملين في المؤسسة العسكرية وقطاع الطلاب ، هؤلاء يدفعون نصف القيمة بحكم أن الدولة في السابق كانت تدعم سلعة البنزين ، هؤلاء الكماسرة أيضاً لهم حظ من التعليم في حدود عملهم ، فمثلاً كانوا يرفضون بطاقات الدفاع الشعبي أو الشرطة الشعبية ، ومن المُمكن أن يرد عليهم الكمساري بحدة بقوله : انتو ما مشيتو الجهاد عشان تركبوا بلاش ..انتا مش جيش ، ولا يقبل الكماسرة أيضاً بطاقات الطلاب التي تصدر من المعاهد الأهلية الخاصة ، فيردون على حامليها بقولهم : انتو مش في مدارس حكومية ..انتو بتقروا بقروش "
    لذلك ينال إمتياز سعر نصف القيمة من هم يعملون في القوات النظامية ، ومن الطلاب من هم يدرسون بالمدارس الحكومية ، هذا الإمتياز قد سقط بالنسبة لهذه الفئات الآن ، وأنحسر دور باصات " التاتا " في الثورات ، فقد قضت الأمجاد والميلاد على أحلام جيل كامل من الكماسرة ، بسبب التردي الإقتصادي وإتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء ، أصبح معظم ملاك المركبات الكبيرة سائقين لها ، وحلّ إبن المالك في مكان الكمساري ، لأن الحصيلة الشحيحة بسبب غلاء الوقود وكثرة المخالفات المرورية أصبحت بالكاد تغطي تكاليف المركبة المباشرة ، هذه الشريحة التي كنا نقابلها في الذهاب والإياب ، وفي الصباح والمساء ، تلاشت من حياتنا من حياتنا الإجتماعية من غير أن يحس بها أحد .
    كثيراً ما كان الكمساري يواجه الإحتجاجات التي تقابله من الركاب بسبب زيادة التعريفة بشيء من الحكمة والتريث ، فيقول لهم : انتو ما بتقروا الجرايد ؟؟ وعندما يردون عليه بالإيجاب يخاطبهم قائلاً : طيب أسمعوا الإذاعة .. والما عندو ينزل ؟؟
    هناك بعض الركاب يحاولون دفع نصف القيمة لأنهم راكبين " شماعة " حسب زعمهم ، لكن الكمساري الفطن لا يقبل بهذه الفرضية المميتة ، لأن معظم الركاب هم من شاغلي مساحة "الشماعة " ، فإن قبل بهذا المنطق الذي يميل إلي التجزئة فإنه سوف يخسر الكثير ، لذلك نجده يرد على أصحاب هذه المقولة : نحن مش في طيارة ..درجة أولى وثانية ...البص دا كلوا واحد ..و في هذه النزاعات يقف السائق إلي جانب الكمساري .
    الآن ، نحن في زمان مختلف ، أخذ رجال السياسة كل شيء ، صرنا نجهل كل ما يحيط بنا ولكننا نعلم بأدق تفاصيل حياتهم ، فالنزاع لم يعد بين الراكب والكساري حول سعر " التعريفة " ، بل النزاع أصبح بين القطط السمان حول عائدات النفط ، مليارات الدولارات في خانة " الشلن " والريال " و " الطرادة " ، هذا هو السودان الجديد لكنه ليس السودان الذي خصاه الراحل قرنق بثورته .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 04:43 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الشماسة " كما أعتاد الناس أن يسموهم في السودان هم جزء من نسيجنا الإجتماعي ، سواء جعلنا هذا نشعر بالفخر أو الخجل ، وهذه الظاهرة هي ردة فعل طبيعية لحالة عدم الإستقرار والحروب الداخلية التي خاضها السودان ، فالحروب المتوالية أدت إلي ظاهرة النزوح نحو المدن ، وأدت أيضاً للتفكك الأسري ، فالحرب لن تمنحك الوقت الكافي لتجمع كل ما تعتز به من متاع ، حتى ولو كان أماً أو إبناً ، قبل الإنقاذ كان النسيج الإجتماعي للشماسة يتكون من أبناء الجنوب ، وبما أن مجتمع الخرطوم لفظهم ، كما أن السلطة الإدارية بسبب رواسب الحرب أصبحت تكن لهم العداء ، تطاردهم في الطرقات بغرض تجنيدهم في الجيش وإرسالهم إلي ميادين القتال ، عاش " الشماسة " في فتحات المجاري ، وفي المباني المهجورة ، وأحياناً حتى في الأسواق المزدحمة ، يتخذون من ورق الكرتون المقوى فرشاً ينامون عليه ، يقتاتون على ما نسميه " الكرتة " وهو فتات طعام المطاعم ، يستنشقون " السلسيون " وفي حالة العدم " البنزين " الذي يحصلون عليه من عملهم في غسيل السيارات ، يُمارس " الشماسة " لعبة " الملوص " ، وهي لعبة فيها نوع من الغش التجاري حيث يستطيعون خدعة الداخل الجديد للخرطوم بعد إغرائه بالمكاسب في بداية الأمر ، وفي كلامهم يستخدمون لغة " الرندوك " ، فيستخدمون لفظة " الفارة " للضحية ، وعدما يقولون " دقس الرافة " فهم يقصدون تدبير مقلب لها و " شامل نيو " وهم يقصدون إلي أين تذهب .
    هذا المجتمع المملوء بالحرمان والغدر الإجتماعي من قبل الدولة ، رفدت إليه فئة جديدة من دارفور وكردفان ، فقد غطى الأخ/سعد الدين مراسل قناة العربية الفجوات العميقة في هذا المجتمع المنبوذ ، في " مهمته الخاصة " واجه الأخ سعدالدين بعض الصعاب ، فقد رفضت السلطات الأمنية السماح له بتسجيل هذا البرنامج ، لأن إعلام الإنقاذ يتجاهل حقوق هذه الفئة المجردة من أبسط الحقوق الإنسانية ، فهو يرى أن تناول هذه الظاهرة سوف يسئ إلي مكانة السودان السامية في المحافل الدولية ، والصعوبة الثانية التي واجهت الأخ سعدالدين هي مسألة الثقة المفقودة بين مجتمع " الشماسة " وبين أجهزة الدولة الإعلامية ، فهناك توجس بأنهم ربما يثساقون إلي كمين محكم ، لذلك أستعان الأخ سعد الدين بباحثة إجتماعية لها باع طويل في التعامل مع هذا المجتمع .
    كما أسلفنا ، هناك إضافة جديدة لهذه الشريحة ، مصدرها دارفور وكردفان ، فحروب النظام المتنقلة تزيد من عدد البؤساء ، وقد خاض النظام حروباً ركز فيها على الجهد العسكري الذي يفضي إلي النصر من غير دراسة التوابع الإجتماعية لهذه الحروب ، فليست هناك مؤسسات تعني بشئون المشردين ، ودوائر الدولة رفضت أن تقوم قناة العربية بعمل جولة في بعض المراكز التي زعمت الدولة أنها قامت بإفتتاحها من أجل إستيعاب هذه الفئة ، فالحس الأمني والتكتم الشديد صفتان لازمتا الدولة في تعاملها مع أزمة المشردين .
    في فرح عامر يعج بالسيارات الفخمة أصطادت كاميرة الأخ سعد الدين بعض الشماسة وهم يقومون بحصاد الفتات من فضلات المعازيم ، وقد أستطاع أن يجمع بين " جنوبي " و " تعايشي " و " زغاوي " في مشهد واحد ، وقد حكى كل واحد منهم محنته ومأساته ، كيف تفرقت بهم السبل ؟؟ وكيف فارق الإبن أمه وأباه ؟؟
    المشهد الأليم كان لشخص يسكن في قارب يطفو فوق مياه نهر النيل ، يعمل في النهار " ماسحاً للورنيش " ، وفي الليل يجمع أطرافه وينام في هذا القارب المهجور ، وهو يعاني من عاهة في فمه تجعله عاجز عن أكل الطعام بالطريقة التي يقوم بها الناس ، وقد حفظ مقطعاً من نشيد : أبقى زولاً ليه قيمة ، ردد المقطع فسالت الدموع من مقلتي الأخ سعد الدين .
    المشهد الأخير كان قسمة الغنائم في المقابر ، قرب قبر لشخصية إعلامية مشهورة حدث عراك بين الشماسة حول قسمة الحصاد ، وهو عبارة عن فتات من الخبز وبقايا طعام زهدت فيها حتى الكلاب ، أحدهم خاطب زميله : شوف لك قبر تاني نوم عليهو !!
    هذا هو السودان ، النصف الآخر من القمر الذي لا يريد أحد رؤيته ، نخاف أن تنهار سمعتنا أمام المستثمرين العرب ، فندس روؤسنا في الرمال ، فنطوي ألم الذين لا نحس بهم ، فقد أنتهى العزاء بمراسم الدفن ، وربما سمع من في القبور بعذاب من هم على ظاهر الأرض ..فمتى نشعر نحن الأحياء بألآم غيرنا ومعاناتهم ؟؟
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 04:44 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    دروس وعبر من " جليان قيت "

    ظاهرة محاكمة الرعايا الغربيين بدأت في العراق ، كان الملثمون يقومون بتصوير الضحية وهي تستغيث وتطلب النجدة والمساعدة ، فيتم بعدها بث هذا الشريط عبر قناة الجزيرة والتي برعت في ترويج هذا النوع من الثقافة القاتلة ، يحدد الخاطفون مطالبهم ، فتهرع الدول الغربية وتحت الضغط الشعبي إلي تلبية مطالب الخاطفين ، وفي الغالب يتم دفع الفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن ، هذا المسلسل أحياناً ينتهي مثل الأفلام الهندية ، يتم إطلاق سراح الرهينة وسط جو إحتفالي بهيج ، يتم منح الرهينة مصحف ومسبحة ، وفي المؤتمر الصحفي تؤكد الرهينة أنها وجدت كل معاملة طيبة من قبل الخاطفين ، أما دولتها فتنكر أنها دفعت فدية مقابل ذلك ، وأن موقفها ثابت ولا يمكن أن تخضع للإبتزاز من قبل أي طرف ، وأحياناً يتحول هذا المشهد إلي صورة بشعة من أفلام الرعب ، مثل التي يُطلق عليها سلسلة " جايسون " ، تنتهي بقتل الضحية بصورة مريعة ، يتم ذبح الضحية كالخروف وتصويرها وهي تصرخ من الألم ، بعدها يتم بث هذا المشهد في المواقع الإلكترونية ، هذه الصورة الوحشية أشرف على تكريسها لدى العالم الغربي أمير دولة الإسلام في العراق أبو مصعب الزرقاوي والذي لم يكن يستثني حتى المسلمين من هذا العقاب القاسي ، وكلنا نعرف ما جرى للمرحومة أطوار بهجت ، مراسلة قناة العربية التي ساقها الحظر العاثر في الوقوع في يد هذه المجموعات التي شوهت صورة ديننا الذي يُحرم حتى قتل المرأة الغير مسلمة والطفل الصغير في الحرب ، وكما حدث أيضاً لسفير مصر في العراق ، وقد قتله هذه المجاميع بدم بارد ولم تشفع له التوسلات التي أطلقته أسرته من أجل إطلاق سراحه .
    قصة إعتقال المُدرسة جليان في السودان لا تخرج عن نفس السياق ، الفارق الوحيد أن التيار الذي يقود هذا النوع من الثقافة في السودان له دولة يخاف عليها من السقوط ، لذلك لم يجنح إلي معاقبة المُدرسة جليان بنفس الكيفية التي كان يقوم بها الزرقاوي ، وقد رأينا في المشاهد التي نقلتها قنوات التلفزة العالمية المجاميع التي تحمل المدي والسكاكين وتطالب بقتل هذه المُدرسة التي جاءت من وطنها ، وتركت الحياة الرغيدة هناك ، لتُعلم أطفالنا الصغار نفس اللغة التي يتحدث بها رموز نظامنا الحاكم عندما يحطون الرحال في هذه الدول الغربية ، لم يفلح الحزب الحاكم في ترويج هذه القضية بين الجمهور العربي الذي يتعطش لسماع مثل هذا النوع من المزاعم ، المسلمون في الدول الغربية أدانوا هذه المحاكمة وأثبتوا لحكوماتهم أنهم مع الدولة التي توفر لهم حق العيش الكريم والإقامة ، والأمن والعلاج ، وليس مع الدولة التي تتاجر بالدين ولا تهبهم غير الشعارات الكذابة .
    خسرت الإنقاذ في هذه القضية ، وأكتشف العالم الخلل الذي نعاني منه في القضاء وأجهزتنا العدلية الأخرى ، قضاء يصدر الحكم اليقين ، ورئيس جمهورية يتجاوز ذلك بالعفو الرئاسي في أقل من يومين من تاريخ بدء تنفيذ العقوبة ، هذه الحظوة لم يجدها رجل شريف وطاعن في السن مثل الأستاذ/علي محمود حسنين ،فمن غير محاكمة قعد في السجن بضعة أشهر وهناك من يتحدث إلي إستقلالية القضاء السوداني ، ونزاهته وعدله في القضايا التي يبت فيها ، هذه الضجة قد ماتت في المهد ، فوشاية في مدرسة لتعليم الصغار قادتنا إلي هذا المأزق ، أظهرتنا بصورة المسلمين المتوحشين الذي لا يعرفون التسامح عندما سجنا المُدرسة جليان ، وأظهرتنا بصورة الجبناء الذين يحيدون عن المبدأ عندما عفونا عنها ، تماماً مثل المنبت الذي لا أرضاً قطع ..ولا ظهراً أبقى
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 04:47 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    السماني الوسيلة في غاية الغضب


    هذا الإسم الجديد من رعيل الإنقاذ في الألفية الثالثة ، هو حريص على مصلحة الإنقاذ كما يحرص على المقعد الذي يجلس عليه ، لا ننسى أنه من حزب " الباكو " الذين أنشقوا عن الحزب الإتحادي الأم وأنضموا لحزب المؤتمر الوطني تحت مسمى "الحزب الإتحادي جناح الهندي " من غرائب هذا الحزب مع أن عدد كوادره لا يزيدون عن الألف إلا أنهم يعملون في أجهزة الدولة بنسبة 99% .
    بدأ السماني الوسيلة حياته في لندن ، هناك من يقول أنه من الذين تنعموا بصفة لاجئ في بريطانيا ، وصرف مثل غيره الإعاشة وبدل العطالة إلا أن فتح الله عليهم بدخول جنة الإنقاذ ، وهناك من يقول أن الرجل كان يعمل سائق بص " ابو دورين " .
    السماني الوسيلة يسوق نفسه للإنقاذ بأنه قادر على فك طوق العزلة الذي فرضتها عليه أمريكا ، وقد ذهب لأمريكا من أجل هذا الغرض ، ومن التقاه هناك ذكر بأن الرجل ذهب إلي رحلة علاقات إجتماعية ، وقد عاد من واشنطن بخفي حنين ،
    اليوم ظهر السماني الوسيلة في قناة العربية وقد بدأ عليه الغضب الشديد والإنفعال لأن المحققي الدولي طالب بتسلم أحمد هارون وعلي كوشيب ، يدعي السماني الوسيلة أن القضاء في السودان مستقل ...وأن السودان صمم الأنظمة القضائية في دول الخليج ..وعن الأدلة ضد ضد هارون يقول مولانا الوسيلةأنها جُمعت من طالبي اللجوء السياسي ...وعن مهمة المحقق الدولي يقول مولانا السماني الوسيلة ..أن هذا الرجل كان عليه أن يبدأ مهمته في العراق وفلسطين !! هذا هو السماني الوسيلة المحامي الذي يدافع عن الإنقاذ بمذهب السياسة ..لعن الله المنصب ...لماذا لا يتعظ هؤلاء من ميتة القاضي جلال علي لطفي والذي لم يسامحه خصومه حتى بعد موته
                  

03-08-2008, 04:50 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    السماني الوسيلة مُرتزق سياسي ، مثله ومثل عبد الباسط سبدرات وإسماعيل الحاج موسى وطيب الذكر عبد الله محمد أحمد ، وشقيق السماني الوسيلة هو اللواء حاتم الوسيلة الذي الذي قاد المجزرة ضد الأبرياء في بورتسودان عندما كان والياً على البحر الأحمر ، صحيح سمعت أن السماني الوسيلة كان رجل أعمال في لندن ، وهذا غير صحيح إطلاقاً وكلمة ممثل تجاري كل شخص يستطيع الحصول عليها..هناك ساعاتي جنوبي قرب البوستة بأمدرمان كتب على طاولته " أعمال روجر التجارية ، فالسماني الوسيلة تمتع بصفة اللجوء السياسي في بريطانيا وعاش لمدة من الزمن على فتات دافع الضرائب البريطاني .
    أنا لا أحسده على النعمة التي يتقلب عليها هو وأخوته في فرش الإنقاذ ، لأن ثمن ذلك كان تدمير الحزب الإتحادي الديمقراطي ،وثمن ذلك هو بيع الضمير والمتاجرة بدماء الأبرياء من أهلنا في دارفور ، فهو من أجل البقاء في منصبه يتبنى مواقف متصلبة ضد أهل دارفور ، وليس من حقه أن يشهد كذباً وزوراً بأن القضاء السوداني مستقل .. ، وليس من حقه أيضاً أن يشكك في الأدلة التي جُمعت عن أحمد هارون وكشيب على أساس أن مصدرها لاجئين سودانيين ..فما العيب في اللجوء السياسي ..فالسماني الوسيلة من غير أن يتعرض لأذى من الإنقاذ نال هذا الحق وتمتع به حتى فتح له دخوله في الإنقاذ
                  

03-08-2008, 04:52 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    بعد صدور فتوى تحريم الدراسة في المدارس الأجنبية ...لماذا أختار التكفيرون جامعة الخرطوم ؟؟


    لم تجد الندوة التي أقامها التكفيريون في الميدان الشرقي بجامعة الخرطوم حظها من الإهتمام المناسب ، على الرغم أن التكفيريون هذه المرة أتخذوا موقفاً حاسماً في قضية هي من إختصاص وزارة التربية والتعليم ، فقد حرّمت جماعات الهوس الديني الإلتحاق بالمدارس الأجنبية ، على أساس أن ذلك فيه تشبه بالكفار ومخافة أن يتعرض النشء الصغار للتنصير كما زعموا ، ولا أظن أن أحداً قد أهتم بهذه الفتوي الرخيصة لولا أن موقع سودانايل قد تحمل العناء وقام بنشرها للقراء ، هذه الفتوى الغريبة تدل على المسافة الكبيرة التي تفصل بين أدعياء الدين والوقع الذي نعيشه ، فجامعة الخرطوم التي أُقيمت فيها الندوة هي ثمرة العدو الغربي النصراني إذا قبلنا بنفس القياس ، كما أن معظم أساتذتها نالوا تعليمهم الفوق الجامعي في لندن وأمريكا وباريس ، ليس هذا فحسب ، فهناك من تخصص في اللغة العربية والدراسات الإسلامية في لندن وليس في جامعة أم القرى بالعربية السعودية أو الأزهر الشريف بمصر المؤمنة بأهل الله ، إذاً ، كيف أصبح الإلتحاق في المدارس الأجنبية حراماً بينما هناك مئات الأساتيذ السودانيين الذين يحملون شهادات دكتوراة وماجستير من جامعات غربية ؟؟
    فنحن نعيش في عهد غياب العقل السليم ، وظاهرة الفتاوي المثيرة للجدل طغت على الكثير من الأحداث المهمة ، ففتوى إرضاع الكبير لا زالت محل تندر وضحك في الشارع المصري ، يُقال أن ربة بيت مصرية سألت سألت زوجها ماذا يحب أن يأكل في طعام الإفطار ؟؟
    فرد عليها ببرود ؟؟ معليش ..مش عايز حاجة .. أصلي أنا عندي " رضعة " في المكتب !!
    وهناك فتوى في أندونيسيا حرّمت أكل السمك على أساس أنه تغذى على جثث الذين ماتوا غرقاً بسبب فيضان تسونامي ، هذه الفتوى أُستعلمت في العراق أيضاً ، فقد حرّم العلماء و الذين بالتأكيد يهمهم أمر المسلمين في كل مكان ، أكل سمك نهر دجلة والفرات ، لأنه تغذى أيضاً على الجثث البشرية التي لقى أصحابها الموت على يد المليشيات الطائفية ، هكذا وجد السمك حظه من الأمان في أندونيسيا والعراق ، وياليت هؤلاء العلماء لم يشغلوا أنفسهم كثيراً بأمر السمك ، فكان عليهم في المقام الأول تحريم قتل النفس المسلمة ، وإن حدث ذلك فعليهم تحريم رميها في النهر ، وحض الناس على دفنها مع التكريم والتبجيل والدعاء الصالح . كما أن هناك عالماً آخر قد أفتى بخلو ماشيتنا من مرض حمى الوادي المتصدع !! ولو أستمرينا على هذا المنوال سوف نجد من يفتي لنا في كيفية إعداد طبق اليوم .. وفي الحفاظ الذي يلائم أطفالنا الصغار ..وهل يجوز استخدام العدسات اللاصقة ؟؟ وكيف ومتى ؟؟
    ونحن في السودان أصبحت لنا اليد الطولى في هذا النوع من الفتاوى ، فهناك من أفتى بجهاد الجنوبيين الكفار ، مات بسبب هذه الحرب مليونين من البشر لم يكن من بينهم أحد هؤلاء العلماء الأفاضل الذين زينوا لنا صورة الحرب بأنها قادسية جديدة ، هذا الهوس محله الخرطوم لكن من يدفع ثمنه هم أهل الأصقاع النائية في الوطن المترامي الأطراف ، هذه الثقافة الإستئصالية المنفرة ولجت إلي بلادنا مع وصول الإنقاذ إلي سدة الحكم ، فحصدت أرواح المصلين في مسجد الثورة الحارة الأولى بأمدرمان ، ومات الفنان خوجلي عثمان مطعوناً على يد مهوس نجهل حتى هذه اللحظة اسم الشخص الذي أعطاه فكرة أن قتل الفنان يُقلل الرذيلة والفاحشة في المجتمع .
    التكفيريون في السودان لا يحاربون في الغابات والجبال والمزارع كما يفعل نظراؤهم في العراق والجزائر ومصر ، لأنهم في السودان موظفين في الدولة ويتمتعون في بيوتهم بتقنيات الحياة الحديثة ، ولذلك كان تظاهرهم ضد المُدرسة جليان بين القصر الجمهوري وميدان الأمم المتحدة ، فهم كما أسلفنا يشغلون وظائف كبيرة في المؤسسات الدينية الخاضعة للدولة وينالون مخصصات تجعلهم في مصاف الوزراء ، وهذه الحادثة لو وقعت في الجنينة أو " الليري " لما عرفوا بها ، فهم لا يعرفون في السودان غير المكان الذي يقبضون من الراتب .

    لهؤلاء العلماء الذين قاموا بالسطو على أمور حياتنا الدينية .. نسألهم .. لماذا لا تفتون بحرمة الدم المسلم في دارفور ؟؟ ولماذا لا تحرّمون إستخدام الإغتصاب الجماعي للمسلمات الحرائر كنوع من فنون القتال ؟؟ ولماذا لا تحرمون بناء القصور الشاهقة والصرف البذخي من المال العام الذي يموت مستحقيه أمام المستشفيات بسبب عدم إمتلاكهم لثمن الدواء ؟؟ الآن قد رحلت المُدرسة جليان إلي وطنها ، وهدأت العاصفة ..فهل ذلك يعني أن أزماتنا كمسلمين داخل السودان قد أنتهت ؟؟
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 08-12-2007, 10:38 ص)
                  

03-08-2008, 04:56 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الشعلة...السينما الهندية ايم زمان...


    في ذلك الزمن ، كان عندما تفتح أوراق الصحيفة اليومية ، تجد إعلاناً تحت اسم أين تسهر اليوم ؟؟ سينما الوطنية أمدرمان ، الوطنية بحري ، كلوزيوم ، العرضة ، بانت ، الحلفايا ، وسينما النخبة النيل الأزرق والتي أرتبط إسمها بطلاب جامعة الخرطوم ، كانت دور السينما تروّج لأفلامها بصورة جاذبة ، فالفلم الهندي يُوصف بالتحفة الهندية الرائعة ..غناء ..رقص ..ضرب من البداية حتى النهاية ، أما أفلام (Action) فيُطلق عليها إسم أفلام الجاسوسية ، ومن أفلام (wild West) عرفنا جاك بلانس وجون أوين وكيرك دوغلاس ، ومن أفلام المطاردة عرفنا شارلز برونسون وروجر مور ، كانت السينمات تنشر مادتها في الورقة الأخيرة من الصحف اليومية ، هذا قبل أن يطل علينا شبح المشروع الحضاري الذي جعل السودانيون يغلقون أبوابهم من السابعة مساءً ، ولم تعد التحفة الهندية الرائعة إلي مكانها الصحيح ، فبدلاً منها أصبحنا نجد في الصحف صور الساسة الذين يبشروننا بثقافة الموت والدمار ، وقد أمتلأت الوريقات العجاف بكلمات الرثاء والنعي والحزن لمن فقدناهم في هذه الحروب اللعينة ، والصفحة الأخيرة قد أمتلأت بإعلانات بنك السودان وهو يعلن آخر موعد لتقديم عطاء شراء الورق أو الأثاث المنزلي .
    كانت السينما تشعرنا بوجود نقلة نوعية في حياتنا عند آخر الأسبوع والذي ننتظره بفارغ الصبر ، فليس صحيحاً أن الشعب السوداني متطرف دينياً ويكره أن يعيش الحياة كما هي عليه وليس كما هو مطلوب منه كما يقول صُناع الإنسان الجديد ، كنا نتفاعل مع الأفلام الهندية ، فيها كنا نجد قصص الحب والوفاء والشجاعة ، يتعاطف الناس مع البطل بالتصفيق ، ويمقتون " الخائن " Villain ويهتفون في وجهه بالصفير الداوي ، ويكره الجمهور الخاتمة التي تنتهي بموت البطل ، فالسينما الهندية كانت تدعو إلي القيم الجميلة ، الحب والتفاني وإحترام الأسرة والقانون ونبذ الأشرار والفاسدين ،
    شاهدت أكثر من مرة فلم " الشعلة " الذي أنتجته بوليود عام 1975 والذي أستغرق إنتاجه أكثر من عامين ، حياة النجوم الذين لعبوا الأدوار في هذا الفلم أصبحت أسطورة يتناولها ناس من زمن إلي زمن ، تزوج دهرامندر من هيمامليني ، وتزوج أميتاب باتشان من جيا بهادوري ، أما المكان الذي دارت فيه أحداث الفلم (SET) بالقرب من بلدة بنقلور فقد تحول إلي مزار سياحي يؤمه الناس ، لازالت الشعلة حية في أذهان الذين شاهدوها ، قبل عدة سنوات رشحت قناة البي بي سي فلم الشعلة إلي جائزة الألفية الثالثة ، فقد عُرض هذا الفلم لمدة 286 أسبوعاً متوالية في دور العرض الهندية .
    الشعلة يتحدث عن قصة (Rampage) في المجتمعات الريفية النائية ، فقدم قام الشقي جبار سنج بفرض الأتاوة على الفقراء ، كما أنه نكّل بالمفتش ثاكور بقطع ذراعيه وقتل كافة أفراد أسرته ، عقد المفتش ثاكور صفقة مع شقيين من الصنف الذي نطلق عليه "Soft criminal" ، بموجبها يقومان بمواجهة الشقي جبار سنج ، يعيش الشقيين في البلدة الصغيرة ، حياة بسيطة ، برئية ، لم يألفاها من قبل ، يدخلان في صدام مع الشقي جبار ، وقد نجح الراحل أمجد خان في تمثيل هذا الدور ، كنت أغالب البكاء عندما أراه يأمر هيماليني بأن ترقص كي لا يقتل حبيبها ، ترقص وهي تغالب الإجهاد ، فيطلب جبار القاسي من مساعده "أروساما " بأن يلقي قناني الخمر تحت أقدامها ليعجزها عن الرقص ، فترقص بعد كل ذلك والدم يسيل من قدميها .
    قمة الوفاء تتجلى عندما يقترع الصديقان على الموت ..أيهما يذهب لطلب النجدة أو البقاء في خندق المقاومة لمواجهة جبار وعصابته ، يستخدم (Jiadev ) وهو إسم أميتاب باتشان في الفلم ، يستخدم قطعة نقود مغشوشة حتى يفدي صديقه (Veeru) دهرامندر . و الذي عندما يعود يجده في النزع الأخير .
    ما أريد أن أكتب عنه ليس فصول فلم الشعلة كاملةً ، بل أخص بالتعليق النهايتين لهذا الفلم ، ففي النهاية الأولى ظهر المفتش ثاكور وهو يقوم بالإنتقام من جبار سنج عن طريق الدوس على ذراعيه عن طريق حذاء مملوء بالمسامير خصصه لمثل هذا اليوم ، هذا المشهد أحدث ضجة في الأوساط الحكومية ، لأنه أظهر رجل الشرطة هو يأخذ القانون بيديه ، وهذا شيء مرفوض حتى ولو من باب الخيال ، فعمدت بوليود إلي تغيير الخاتمة ، فظهر المفتش ثاكور وهو يقوم بالقبض على المجرم جبار ويسلمه للدولة .
    هكذا يحافظ الهنود على هيبة الدولة والقانون ، ليس كما يحدث في السودان ، فنحن هنا لا نجنح إلي خيال بوليوود الواسع في رصد الوقائع ،لأننا نعيش الواقع كما في الأفلام ، في أيام الإنقاذ الأولى شاهدت مسرحية عن الدبابين ، ظهر فيها الدباب المجاهد وهو يقتل بشراسة أعدائه من " الطرف الآخر " ، وعندما فرغت ذخيرته أستل سيفه وبدأ يصيح الله أكبر في وجه خصومه من " الطرف الآخر " ، وقد عمل فيهم قتلاً وذبحاً وسط تهليل الحاضرين ، لذلك قلت لكم بأننا نعيش واقعاً أغرب من الخيال ، فقد قضت ثقافة الموت على ثقافة الحياة .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 04:59 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    المُعلمة جليان على صفحات الغارديان : ثمانية أيام من الخوف في السودان


    هدأت ضجة المُعلمة جليان في العاصمة الخرطوم ولكنها لم تهدأ إعلامياً في أوروبا ، لا زالت كبريات الصحف البريطانية مثل الأوبزفر والغارديان تناولان هذه الحادثة بمزيد من التشويق والإثارة ، وتكشفان لنا كل يوم ما غاب عن الرصد والتحليل ، فالصورة التي يخرج بها القارئ الغربي من خلال مطالعته لهذه الصحف هي أن السودان هو وطن الرعاع (Mobs) الذين لا يعرفون عن مدنية الحياة سوى القتل والطعن والذبح ، فقد حكت المُعلمة جليان لأهلها كل شيء ، وعن كيفية حصولها على هذه الوظيفة ، مأسآة هذه المُعلمة بدأت قبل عام ، عندما بعثر الطلاق عش الزوجية السعيد والذي دام لمدة ثلاثة عقود ونيف من الزمن ، وقد حصدت منه ابنتها جيسيكا ( 27 ) عاماً و جون (25 ) عاماً ، مات أخاها الأكبر الذي كان يُصارع مرض سرطان البنكرياس ، فوجدت جليان نفسها بلا زوج أو قريب يمد لها يد المساعدة ، فقررت ترتيب حياتها من جديد وعندما لاحت لها فرصة العمل في السودان لم تتردد في الذهاب ، شدت الرحال إلي العاصمة السودانية الخرطوم ، درست القليل عن الإسلام بحكم أن عملها يقع في وسط بيئة مسلمة لكنها لم تقرأ القرآءن ، تصفحت المواقع الإلكترونية لتعرف المزيد عن المعلومات عن هذا البلد ، أشترت بعض كتب السفر ، وقد وجدت الخرطوم عند رؤيتها لها للمرة الأولى مثل أفلام مايكل بالن ، مدينة شبيهة بليفربول ، متسخة ، فوضوية ، تعلوها الأدخنة ، لكنها مكان رائع وجميل .
    حُدد الراتب على أن يكون 450 جنيه إسترليني ، وهو راتب متواضع في مدرسة خاصة يدخلها أبناء الذوات ، لذلك تكلفت إدارة المدرسة بالسكن فمنحتها شقة داخل المجمع ، بالفعل بدأت جليان في التأقلم رويداً رويداً مع الوضع الجديد ، فأشترت أثاث للغرفة وطلت جدرانها بلون جديد ، ونجحت في خلق بعض الصداقات ، وهي كانت محبوبة في عملها ولها خبرة في تدريس الصغار تستشفها من خلال نظرتك لملامحها البريئة ، لذلك وقف معها بعض أولياء التلاميذ في هذه المحنة ، وقد أبتسم لها أحدهم في المحكمة ، وقد شعرت بالإمتنان ، فهي كانت في غمرة الخوف والرعب من المصير الذي سوف تواجهه . فقد كان الغوغاء يصرخون في الشوارع ويطالبون بإعدامها .
    فقد ندمت الُمعلمة جليان على ما فعلت ، وهي حتى هذه اللحظة لا تستوعب ما جرى ، ولم تلوم أحداً ، فقد لامت نفسها فقط على ما فعلت ، فالجهل بالقانون كما قالت ليس بدفاع "Ignorance of the law is no defense" .
    تقول الغارديان : أن ما حدث للمُعلمة جليان كان أشبه بالنكتة السخيفة التي يتداولها الموظفين الذين يملون من العمل المكتبي عن طريق البريد الإلكتروني ، لكن ما حدث لها لا يدخل في هذا الباب ، لأن الأمر برمته تحول إلي جموع هادرة تطالب بإعدامها ، فلا أحد كان يعلم أن وتيرة الأحداث سوف تتصاعد إلي هذه الدرجة .
    المُعلمة جليان كانت تعتبر الدب " تيدي " فرد من أفراد العائلة ، وتسميته محمد لم يكن مقصوداً بها الرسول (ص ) ، بل مقصودٌ بها الطالب الذي أحضر دمية الدب ، هذه التسمية الغير موفقة حدثت قبل شهرين من تفجر الأحداث ، أول من تنبه لهذا الأمر هو سكرتيرة المدرسة سارة الخواض والتي كانت في إحتدام دائم مع المدير ، عالج مدير المدرسة هذه الأزمة بهدوء وتريث ، أستوضح جليان عن إطلاق إسم محمد على اللعبة فأعتذرت له بأنها لم تقصد إهانة المسلمين ، خاصةً أنه لم يعترض أحد على التسمية ، لا المدرسين ولا أولياء التلاميذ ، فأعتبرت أن ما قامت به مقبولاً ولا يجرح عقيدة أحد ، قبل المدير بهذا الإعتذار ، بعد شهرين من التسمية سارع أحد الأشخاص إلي إبلاغ وزارة التربية والتعليم .
    في صباح 25 نوفمبر وصلت عربة للشرطة إلي المدرسة ، بها خمسة جنود مدججين بالسلاح ، قامت وزارة التربية بإغلاق أبواب المدرسة خوفاً من ردات الفعل ، وسط ذهول المدرسين والطلاب قامت هذه المفرزة بإعتقال المُعلمة جليان وتم حملها في سيارة ذات نوافذ سوداء من الخارج ، وقد تم إيداعها في أحد الحراسات القريبة في العاصمة الخرطوم ، عاجلها الإعتقال السريع لدرجة لم تمكنها من أخذ حقيبة أغراضها ، فهي كانت تعتقد أن الموضوع لن يستغرق أكثر من ساعة من الزمن ، وصفت محتويات الزنزانة ، قذراتها ، دبيب الفيران ، والضوء الخافض الذي جذب الناموس والحشرات ، قعقعة سلاح الجنود ، وكانت تتوقع أن يقوم أحدهم بتلقين هذه " الكافرة البيضاء " درساً ، تخيلت تعرضها للإغتصاب لكنها لم تجد تبريراً لذلك ، تم التحقيق معها لساعات طويلة ، فهي قد درست بعض الأشياء في اللغة العربية لم يكن بينها أسلوب الرد على المحققين ، وصلتها بعض السندوشات التي أرسلها لها بعض زملاؤها في المدرسة .
    المحاكمة و حضور الدب " تيد :-
    في المحاكمة حاولت جليان أن تدافع عن نفسها بأنها لم تقصد إيذاء أحد ، وقد حضر الدب تيد إلي قاعة المحكمة ، فقد قام الحاجب بفتح حقيبة ، كما يفعل الحواة عندما يخرجون الأرنب من القبعة ، خرج الدب تيد من الحقيبة وقد بدأ عليه الخوف الشديد كما وصفته ، تجلى ذلك عندما أشار القاضي بغضب إلي الدب قائلاً : هل هذا هو الدب ؟؟ كأن الدب يُحاكم أيضاً . هذه جعلني أضحك ..مع أن الموقف ليس مضحكاً .بعد مداولات في المحكمة أستمرت 10 ساعات قرر القاضي حكمها بالسجن لمدة 15 يوماً ، قامت بالبكاء والنحيب سألها الحراس لماذا تبكين ؟؟ قالت لهم :
    فقدت بيتي
    فقدت عملي
    وسوف أدخل السجن
    وهناك أناسٌ يطالبون بقتلي
    وسوف أُبعد من البلاد
    بعد ذلك تسألونني لماذا أبكي !!
    لم تٌنقل المُعلمة جليان إلي سجن أمدرمان الرهيب ، حفاظاً على سلامتها وُضعت في عدة أمكنة مختلفة تحت حراسة الشرطة ، تحسنت معاملتها بصورة كبيرة بعد وصول إثنين من أعضاء مجلس اللوردات المسلمين ، فقد تم إرسال بعض الأشياء لها ، في ذلك اليوم أطلعها القنصل البريطاني بأنه سوف يُطلق سراحهها بناءً على عفو خاص من الرئيس البشير ، وأخبرها أيضاً أن هناك مؤتمر صحفي سوف يعقد في تمام الساعة 11 صباحاً يُؤكد ذلك ، في ذلك اليوم سمح لها الحراس بمشاهدة التلفزيون ولكن إنقطاع التيار الكهربائي حال دون ذلك .
    خرجت المُعلمة جليان من سجنها ، لتروي للصحافة الغربية كيف تُدار شئون هذا البلد ، في رحلة العودة إلي بلادها عن طريق دبي تمتعت بوجبة شهية مكونة من البطاطس وأذناب جراد البحر ، فقد تركت شرب الكحول من زمن لكنها شربت نخب الخروج من السجن ، شعرت بالحرج لأنها شربت الفودكا ذلك امام اللوردين المسلمين ، لكنها كانت ترى أن المناسبة تستحق ذلك ، مغامرة أخرى في إنتظار المٌعلمة جليان ، فربما تحظى بفرصة عمل في الصين ، فهل يا ترى سوف تتذكر هناك ..قعقعة السلاح ..صياح الغوغاء وهم يطالبون بقتلها ..نظرة القاضي القاسية للدب تيد ..دبيب الفيران ..قرص النمل ..وغيرها من الذكريات التي حملتها من الأرض السودانية
                  

03-08-2008, 05:00 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    أكاد أجزم أن جنرالات العهد الإنتقالي هم البذرة الأولى لإنقلاب الجبهة الإسلامية القومية ، فالجنرال عبد الرحمن سوار الذهب هو موظف لدى هذا النظام ، يتقاضى مرتباً ومخصصات ، تُستأجر له طائرة خاصة لتطوف به في الفضاء العربي ، يُعين إبنه في سلك الوظائف الرفيعة ، إذاً فالرجل يتحرك في محيط مصالحه الخاصة عندما يحاول إنقاذ الإنقاذ ، ويعاونه الآن الجنرال عثمان عبد الله محمد في هيئتهم التي أسموها بهيئة جمع الصف الوطني ، وهي هيئة مشبوهة تسعى في المقام الأول إلي توحيد الشمال ضد الجنوب والغرب ، وفي المقام الثاني تسعى إلي إنقاذ الإنقاذ من خطرأن تطيح بها القوة الدولية ، لذلك لا تتحرك هذه الهيئة إلا عند صدور قرارات الأمم المتحدة ضد النظام ، وهي هيئة تتكون من نخب الشمال النيلي التي لها مصالح مباشرة من بقاء نظلم الإنقاذ في الحكم .
    من المدنيين الذين مثلونا في العهد الإنتقالي الدكتور الجزولي دفع الله ، بعد تمرير قوائم الصالح العام ، ودفن مئات القتلى في الحروب ، بعد مضي ما يقارب العقدين من ليالي التعذيب وهتك الحريات ، استيقظ الدكتور الجزولي دفع الله ، يُقدم مذكرة لرئيس الجمهورية مشفوعة – كما تقول قناة الجزيرة –بتوقيع 25 مؤسسة وهيئة مدنية ، وهي أيضاً تُطالب بالإصلاحات ورتق الفتق وجمع الصفي الوطني لمواجهة التحديات التي تواجه المواطن ، السؤال يقودنا إلي الأتي : أين كان دكتور الجزولي دفع الله طوال كل هذه السنين ؟؟ ولماذا أستيقظ فقط –كما فعل المشير سوار الدهب – عندما تتعرض الإنقاذ للخطر ..فهم لا يرون الخطر الذي أحدق بالشعب السوداني بسبب الإنقاذ ، حرب عبثية في الجنوبية ، وحرب عنصرية ضد أهل دارفور ، لماذا لا يقف هؤلاء الحكماء مع الحق والفضيلة مع غض النظر عن الإمتداد الإثني ؟؟ لماذا يُسارعون إلي حماية الصنم – مع أنه ليس في حاجةٍ إلي مساعدتهم – قبل حماية الأبرياء والمغبونين من أهل دارفور ؟؟
                  

03-08-2008, 05:08 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    رسالة من مشاهد يداوم على مشاهدة قناة الشروق



    تحية طيبة اختي الكريمة سارة
    أولا اعرفك بنفسي بأنني من المغتربين السودانين بالخارج وفي المملكة العربية السعودية بالتحديد
    قرأت مقالك عن قناة الشروق في العيد ووجدت أنك ربما تريدين فقط إثارة بعض المشاكل من وجهة نظري الشخصية وأن هنا لست مدافعا عن قناة الشروق و لا انتمي إليها وليس لي أحد من أقاربي أو أصحابي يعملون بهذه القناة فقط ومن باب أننا سودانيون ونعيش في غربة وجدنا ان هذه القناة تجعلنا نعيش وكأننا في وطننا السودان في كثير من برامجها المميزة التي غطت على كثيرمن القنوات الأخرى دون ذكر أسماء والدليل على ذلك أن معظم بل غالبية الذين أقابلهم يؤيدونني الرأي فقناة الشروق جمعت كل الفئات السودانية بمختلف أعراقها . ثانياً أن القناة ليست وحدها التي تأتي بمذيعات من الخارج وتزج بهم في تقديم برامجها خذي مثال على ذلك برنامج التحقيق فهو برنامج ناجح بكل المقاييس بالرغم من واحدة من مقدمي البرنامج ليست سودانية وبالتحديد مصرية الجنسية وهي تعرف كيف تناقش الضيف أو الشخص المحقق معه وطبعا هذا يندرج تحت إعداد ومعد البرنامج وفنيات البرنامج وأمور لانعرفعها نحن المشاهدين ولكن مااردت أن أوصله لك من هذه المعلومة هو فقط أن بعض المشاهدين من غير السودانيين أبدو إعجابهم بالقناة من خلال التنوع في البرامج وإضافة كوادر غير سودانية للعمل بالقناة وهذا يدل على أن القناة تعمل بمبدأ التنوع ليس فقط في البرامج وإنما أيضاً في تنوع مذيعي القناة ، نتعرج قليلا لحديثك عن ( نكاتي القناة ) كما ذكرت في مقالك فهذا الشخص محبوب لكافة المجتمع السوداني بكل فئاته وانا هنا لست مدافعاً عنه أيضاً ولكن لا أذيع لك سراً إذا قلت لك من خلال برامجه هذه تعرفت على كثير من المعلومات التي كنت لا أعرفها عن بلدي السودان وخاصة وأن أشاهد البرنامج ومعي زوجتي وأطفالي الذين اعجبوا بتلك المعلومات من خلال برنامج قناة الشروق مرت من هنا وهذا طبعا رأي شخصي في نطاق أسرتي وحتى أن إبني الصغير الذي لا يملك المقدرة على التحدث بطلاقة لصغر سنه يقول لي يا بابا افتح لنا مرت من هنا يقصد بذلك قناة الشروق وبرنامج الشروق مرت من هنا لكي تعرف على المعلومات التي تأتي في البرامج من خلال سماعه للإجابات عن طريق إخوته الكبار.
    لاتنسي أيضا برامج الأطفال وبرامج الأخبار وكثير من البرامج التي نالت إعجاب الكثيرين من المشاهدين لهذه القناة الرائعة والحديث يطول عن وودت فقط أن أناقشك بكل روح رياضية وأتبادل الرأي معك حول هذا الموضوع ولك التحية والإجلال
    خالد صالح
    العربية السعودية

    هذه الرسالة وصلتني من الأخ خالد صالح من العربية السعودية ، وبما أنه تجشم التعب وراسلني على بريدي الخاص ، شعرت أنه من الواجب أن أرد عليه ، هذا من باب حرصي على تنوع الآراء ، فالأخ خالد يخطب التنوع في قناة الشروق ، فهو كما يقول في رسالته أن التنوع هو ديدن الإعلام اليوم ، كما يحدث الآن في قناة الجزيرة والتي يهيمن على إدارتها أهل الشام ، لكن قناة الجزيرة – ربما عن قصد – لا يريد القيمون عليها تناول شأن الدولة المضيفة ، فشعب قطر كما قال المرحوم الشيخ زائد كمن يعيش في فندق إذا قارناهم بسكان دولة كبيرة مثل مصر ، وربما يكون المواطن القطري زاهد في العمل الإعلامي ، أو أنه لا يملك المهارة المطلوبة ، لذلك قفز هؤلاء الشوام " المؤدلجين " في مكانه .
    الواقع في السودان يختلف عن قطر التي يعيش أهلها في بحبوحة من العيش ، وتأسيس قناة فضائية في هذه الجزيرة الصغيرة يُعد من باب الإستثمار أو ملء الفراغ ، السودان وطن كالقارة ، وكلمة التنوع عندي هي الجمع بين الدينكاوي ، الحلفاوي ، الفوراوي ، النوبي ، أو غيرها من قوميات السودان الغنية بالثقافة والتراث في وعاء واحد ، والتنوع ليس هو الجمع بين السوداني ،الأردني ، الفلسطيني ، المصري ، كما تفعل قناة الشروق ، فمن لا يشعر بقيمة ثقافة بلده لا يصلح أن يكون رسولاً للثقافة ، ومن يرى عيباً في نقل الإحتفالات بالعيد في جوبا والجنينة لن تحلق به أجنحته بعيداً وهو ينقل لنا ما يجري في إمارات الخليج .
    قصة بائع النكات السخيفة الذي تحول إلي مقدم برنامج وهو يطوف بسيارة الجوائز في حي الصافية ويسأل الناس عن شخص د.عون الشريف قاسم !! فما هو السر الكبير الذي عرفته من هذا العبط ؟؟ وما هي المعلومة التي غابت عنك وعن أبنائك ووصلت إليها عن طريق هذا الُمنكت الذي أشتهر بنكاته العنصرية ضد " العوض " الغلابة ، وحسب علمي أن هذا المُنكت الشهير لا يملك حتى شهادة ثانوية عامة .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 05:10 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    السودان في ثالوث الدين والعرق والنفط

    عندما كانت المتحركات العسكرية تنطلق من الخرطوم وهي تتوجه صوب الجنوب ظن البعض أن حكومة الإنقاذ تحارب من أجل رفعة الدين وتطبيق الشريعة الإسلامية ، الشعارات المرفوعة كانت تؤكد ذلك ، والشعراء كانوا ينظمون الأبيات حول نهاية قرنق العميل ، ومغنى الإنقاذ يترنم :-
    الليل ولى وجاء دورك يا صباح
    سفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح
    أذكر في هذا المقام سجال دار في مقهى النشاط بجامعة الخرطوم بين الأخ عبد الله محمد حربكانين والدكتور ابوعبيدة ، الأخير كان عضواً في الإتجاه الإسلامي ثم تحوّر إلي قيادي في حركة الإسلاميين الوطنيين " حاو " ، بعدها أبتعثته المرحومة الدكتورة زكية ساتي إلي الخارج لنيل درجة الدكتوراة ، وحسب علمي أن الدكتور أبوعبيدة الآن ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن عبد الله الترابي ، في صحيفته " الفجر المرتقب " والتي تصدر في مقهى النشاط كتب الأخ حربكانين مقالاً عن ظاهرة " عسكرة الجامعة مما جعل الأخ عبيد الله الثائر يستشيط غضباً فيجهر بمقال مضاد يفتتحه بمقولة : يا حربكانين أركب معنا ولا تكن مع القاعدين
    فيرد عليه الأخ حربكانين : أنك تركب سفينة ضلال لا يُحمل عليها إلا أمثالك
    فقد مضى على هذه الواقعة سبعة عشر عاماً ، فهي كانت تشهد بثقافة طالب جامعة الخرطوم وحضوره الذهني ومقارعته الحجة بالحجة قبل أن يألف الناس ذلك في الفضائيات ، فقد كان أبو عبيدة متحمساً للإتجاه الإسلامي ويصف حزبي الأمة والإتحادي بالجمعيات التعاونية ، وكان يفاخر بأهله المسيرية ويقول : أن المسيرية وحدهم يكفون أهل السودان الجهاد ويقومون " بدرش " الحركة الشعبية .
    هكذا أستغلت النخب الشمالية أهل الهامش فوظفتهم في حروبها ضد الحركة الشعبية ، مع أن الرزيقات المحاميد والمسيرية يشكلون جزءاً أصيلاً من أهل الهامش ، فلا زالت مناطقهم ترزح تحت وطأة الفقر والجوع والمرض ، وما تصرفه حكومة المركز على شندي والجيلي وحوش بانقا وأم ضريوة لا يُقارن من حيث الضخامة بما تصرفه على أقاليم متسعة المساحة مثل كردفان ودارفور وجبال النوبة ، بفضل عائدات النفط تحولت الولاية الشمالية إلي ما يشبه الإمارة الخليجية ، ذلك من ناحية توفر الخدمات من صحة وإتصالات وتعليم وطرق معبدة ومشاريع إسثتمارية ، المجال الوحيد الذي فتحته النخب الشمالية الحاكمة لأهل الهامش هو المؤسسة العسكرية ، فقد ضمت القوات المسلحة في صفوفها العديد من الضباط الذين ينحدرون من قبيلة المسيرية الذين شكلوا رأس الرمح في محاربة الحركة الشعبية في الجنوب ، فقد كانت الحكومات الشمالية تلعب على وتر بث المخاوف في مناطق التماس ، لذلك وجدت في قبيلة المسيرية وقود حرب جاهز ، فقد أفتخر الدكتور عبيد الله عندما كان طالباً في جامعة الخرطوم بأن المسيرية وحدهم سوف يتكفلون بشعيرة الجهاد .لكن تلك الحرب الضروس أخطأ كل من أسماها جهاداً لأنها كانت حرباً لأجل النفط ، وداست الإنقاذ على كل الذين وظفتهم في هذه الحرب ، ولم تأبه لأمر قبيلة المسيرية عندما قررت التفاوض مع الحركة الشعبية ، ولو قبلت الحركة الشعبية بمبدأ تقاسم عوائد النفط المُستخرج من " أبي " مع حكومة الإنقاذ بعد الإنفصال فسوف لن نجد لهذه القضية شأن يُذكر ، فالمهم ليس الإنسان والشجر والبيئة والحيوان ، بل المهم الكسب السريع من الذهب الأسود وهجر المنطقة بعد نفاذ الكميات المخزونة ، حاول الراحل قرنق أن يجد مخرجاً للجميع ، فدعا إلي وجود جيشين فقط في المنطقة وهما الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية ، دعا قرنق إلي تسمية منطقة " أبي " بمنطقة الإختلاط "mixtures area " بدلاً من مسمى الفصل العنصري القديم منطقة التماس "Tangent area"
    فمستقبل أهلنا المسيرية هو في منطقتهم التي يعيشون فيها وليس في القرير وشندي وحوش بانقا ، مستقبلهم يقع في الجنوب حيث المطر والخضرة والعشب الذي يقي ماشيهم شر النفوق وليس في الصحاري والوديان القاحلة التي يعيش أهلها من ثمن الحروب ، وقد أستخدمت الإنقاذ نفس المعادلة في حرب دارفور ، فقد ورّطت بعض وجهاء القبائل بعد أن أوحت لهم بأنهم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح ، وبأنهم الفرسان العرب الذين يستأصلون شأفة الزنج الآبقين من أسيادهم ، سوف تخرج الإنقاذ من دارفور كما خرجت من الجنوب وهي تجر أذيال الهزيمة ، وسوف تترك أمر القبائل العربية التي حاربت معها لظروف القدر وتقلبات الزمان .
                  

03-08-2008, 05:15 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    قناة الشروق لا تعرف أن الطيب محمد الطيب قد مات !!

    تحياتي لك أختي سارة، في إحدى حلقات برنامجه السخيف في الأسبوع الماضي سأل هذا( النُكتنجي ) سؤالاً حول إسم مبدعنا العظيم كرومة والذي إسمه كما تعلمين عبد الكريم عبد الله مختار وفي حين أجابت إحدى الآنسات بالإجابة الصحيحة أعطى هذا الدعي الجائزة لشخص ذكر أن إسم كرومة هو عبد الله عبد الكريم مختار ، وفي برنامج آخر تطلب المذيعة من الجمهور توقع إسم الضيف القادم للمشاركة في البرنامج وتعطيهم عدة خيارات وفي تلك الحلقة كان الضيف المتوقع مشاركته هو د. عبد المطلب الفحل وقد أعطتهم المذيعة ثلاثة خيارات بأسماء ثلاثة أدباء ذكرت منهم الطيب أحمد الطيب ، لاحظي أولا أن أديبنا الوارد ضمن الخيارات هو الطيب محمد الطيب وليس الطيب أحمد الطيب وثانياً أنه متوفي ونسأل الله له الرحمة فكيف يكون ضمن المتوقع مشاركتهم في برنامج هذه المذيعة الأريبة التي لا فض فوها ومات من الضحك حاسدوها على قول أستاذنا الكبير السر قدور ، أما عن نطق المذيعات غير السودانيات للأسماء السودانية فحدث و لا حرج فالفكي ينطق كنطق (الفك + ي ) وحسب الرسول ينطق كنطقنا لحسب في حسبي الله ونعم الوكيل وفعلا حسبنا الله ونعم الوكيل فقد انتظرنا مخاض الجبل ولكنه تمخض وولد أم سلمبوية، والحكاية كلها لم تتعد عملية إستنساخ للمحطة الأولى الأسخف وكل عام وأنت بخير .
    مع تحياتي / محمد أحمد الشريف
    مسقط سلطنة عمان

    ذكرتني عملية توزيع الجوائز في برنامج " الشروق مرت من هنا " ، بأمر آخر له علاقة بإثنين من القائمين على أمر هذه القناة ، وهما الوليد محمد أحمد فايت مساعد رئيس مجلس الإدارة ، والمهندس محمد خير فتح الرحمن الذي يشغل منصب مدير مكتب القناة في الخرطوم ، هذين المؤسسين هما اللذين توليا عملية تغيير جلد تنظيم الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم في عام 93 ، حيث تمت تسميته بحركة الإسلاميين الوطنيين الشهيرة بين الطلاب بإسم " حاو " ، تحت ظروف التزوير والإرهاب وصل محمد خير فتح الرحمن إلي رئاسة إتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، فقد أبتكر هذا التنظيم الوليد بدعة جديدة من أجل جذب الطلاب لنشاطه ، فعند تعليق إعلانات الدعاية للندوات الفكرية ، والتي كان بطلها وقتذاك العميد/محمد الأمين خليفة ، كان يُكتب تحت البوستر : يوجد عشاء مجاني ومواصلات بعد بعد نهاية الندوة ، ولو حالفك الحظ وحضرت الندوة المهيبة سوف تُرزق بوجبة هامبر مجانية مع مشروب كوكاكولا ، أخي محمد الحوري وهو من أبناء الأبيض ، وكان يدرس بكلية الإقتصاد سمى هذه الوجبة المجانية بالعشاء الأخير للسيد/المسيح ، فهذين الشخصين لهما خبرة في هذا النوع من الدعاية الذي يخاطب العوز وإستغلال الحاجة ، وما يقدمانه للناس من هدايا أشبه بطُعم السمكة الذي يقودها للهلاك .
    ولقد توقف الناس كثيراً أمام هذه القناة والتي ترسم عن السودان صورة أشبه بعالم هاري بوتر الخيالي ، فهي ترسم عن السودان صورةً وردية ، مُضللة ، لا تكشف للناس وجه الحقيقة ، فبدلاً من أن تنقل واقع السودان للمغتربين العاملين في الخارج ، أصبحت تنقل إلي أهل الداخل كل ما يفعله أهل الخارج في بيوتهم ، ومقدمي البرامج في قناة الشروق تحولوا إلي سواح من الدرجة الأولي ، وتفرقوا بين العواصم الخليجية وهم يستضيفون فقط من تربطهم به صلة الرحم أو العلاقة التنظيمية .
    الأخ محمد أحمد شريف من سلطنة عمان كشف لنا بجلاء أن الذين أخذتهم ظروف السودان القاسية إلي أرض المهجر لا يعني ذلك بأنهم بلا ذاكرة ، أو لا يعوون تراثهم الغزير ، وما كتبه الأخ شريف فيما يخص كرومة والمرحوم الطيب محمد الطيب أمر غاب عن المحررين لهذه القناة وإلا كانوا أكتشفوا هذه الأخطاء ساعة وقوعها ، فبائع النكات السخيفة الذي نصبته قناة الشروق كمقدم برنامج يكشف أن الغرض من هذه القناة هو الدعاية وليس تعميق الثقافة السودانية .فبعد المرحوم الطيب محمد الطيب والمرحوم البروفيسور على الملك والأديب الطيب صالح وعوض بابكر جاء زمن آخر ، أصبحنا نستقي فيه ثقافتنا من أصحاب باعة النكات المتجولة ، وجد رجلٌ في العهد الذي أعقب وفاة سيدنا عمر الخطاب الشاعر الحطيئة وهو يقوم بهجاء بعض الناس ، وكما هو معلوم أن أمير المؤمنين عمر قام بشراء أعراض الناس منه مقابل ثلاثة آلاف درهم ، فذّكر هذا الرجل الحطيئة بالعهد الذي قطعه لعمر بن الخطاب ، فترحم الحطيئة على الخليفة عمر وقال لو كان هذا الرجل حياً لما فعلت هذا .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 05:18 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    درسٌ في الشجاعة كتبته بدمها إبنة المصير السيدة بنازير بوتو


    لا أحد يتذكر السيدة بوتو وإلا تذكر معها قيم الثورة و الحرية والديمقراطية والوقوف بشجاعة في وجه العسكر ، وإلا تذكر معها رياح الديمقراطية التي هبت في الثمانينات في أسيا والسودان ، السيدة بوتو في باكستان ، كروزان أكينو في الفلبين ، الصادق المهدي في السودان ، هؤلاء وصلوا إلي سدة الحكم عن طريق الصوت الإنتخابي ، وورثوا عرش العسكر بعد بذل التضحيات الجسام ، فقدت بوتو والدها الذي أعدمه الجنرال محمد ضياء الحق عام 79 ، لكن هذا لم يمنعها من المجازفة عندما أتخذت قرار العودة ، فالشجاعة أمر لا يكتسبه الإنسان بل يرثه ، فقد مات والدها ذو الفقار على بوتو على حبل المشنقة من غير أن يرف له جفن ، ودبابات الجنرال، الذي أحترق في حادث غامض ، لم تمنع هذا الصوت الأنثوي المنادي بالحرية من الوثوب ، تذكرت مقولة والدها عندما لاقى الجنرال حتفه في طائرة الموت : على القيصر أن يحذر من حراسه .وفي أرخبيل الفلبين عادت كروزان أكينو وهي يقتلها الحزن ، فقد نالت مقصلة الدكتاتور ماركوس من رأس زوجها ، فورثت الحزن ، وورثت معه حكم شعب مغلوب وفقير أكتوى بنار الظلم .
    في السودان تغلّب الشعب على حكم الطغاة ، أصبح السيد /الصادق المهدي رئيساً للوزراء ، خشى النميري من العودة فبقى في مصر ، هذا هو ديدن الطغاة ، نجدهم كباراً وهم في سدة الحكم ، يتباهون بزيهم العسكري وأوسمتهم الرفيعة التي صنعوها لأنفسم عندما يحين عيد ثورتهم ، لكنهم جبناء في لحظة الإمتحان ، والصادق المهدي أيضاً فقد عمه السيد/الهادي المهدي في مجزرة الجزيرة أبا ، والقاسم بين السيدة/بنازير والسيد/الصادق المهدي هو أكسفورد والتاريخ ألاسري العريق الذي أرتبط بحكم بلاد إسلامية تعج بالقوميات والطوائف الغير متجانسة .
    كان هناك رابط يجمع بين الطغاة الثلاثة ، ماركوس وضياء الحق والنميري ، رابط غير الفساد والإستبداد وظلم العباد وهو أنهم كانوا أدواتٌ للولايات المتحدة ، الجنرال ضياء الحق حارب نيابةً عنها في أفغانستان ، ومات وهو محترقاً بصحبة السفير الأمريكي ، وماركوس سمح لها ببناء القواعد العسكرية ، والنميري كان يتوق لأن يكون رجل أمريكا الأول في أفريقيا ، هذه الأمنية دفعته لأن يتعامل مع إسرائيل ويقوم بتهريب يهود الفلاشا حتى يحظى بهذه المرتبة .
    عائلة بوتو تذكرني بعائلة كل من غاندي وكينيدي ، فقد تخطفهم الحظ العاثر الواحد تلو الآخر وهم في قمة عطائهم السياسي ، والآن رحلت عنا السيدة بوتو ، رفيقة الفقراء ونصيرة الحرية والديمقراطية ، ماتت بشرف بين أبناء شعبها ولم تحتمي بالدروع الواقية والسيارات المصفحة ، ضحت بنفسها من أجل الحرية والديمقراطية بعد أن أعطتنا درساً في الشجاعة ، عاش العسكر في حصونهم بلا معركة ، يقاومون الموت بتشديد الحراسات والتلويح بسلاح الطوارئ كلما أدلهمت عليهم الخطوب ، ولكنهم لا يملكون ظفراً من شجاعة السيدة/بنازير ، فليرحمك الله ، وليحشرك بين الصديقين والشهداء ، وعلى جنس أمثالك فلتبكي البواكي .
    سارة عيسى
                  

03-08-2008, 05:24 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    تضارب الروايات حول مقتل الدبلوماسي الأمريكي


    إ غتيال الدبلوماسي الأمريكي جون غرينفيل في وضح النهار ، وفي وسط العاصمة الخرطوم ، لن يكون حدثاً بلا تداعيات ، لقد تريثت الإدارة الأمريكية في إصدار أي نوع من الإتهام ، فهي تريد سماع كل الروايات الرسمية ، فقد أعطت الإنقاذ إلي الآن تفسيرين للحادث ، التفسير الأول مصدره وسائل الإعلام المُقربة للحكومة ، وهو أن هناك ردة فعل تجاه القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل يوم من وقوع الحادث ، والقاضي بحظر الإستثمار الأمريكي في السودان ، ذلك بالإضافة إلي دخول القوات الأممية لأرض دار فور ، وهذا أمر كانت تدعو إليه الإدارة الأمريكية بإستمرار ، هذا التفسير يُعد الأقرب إلي الواقع إذا قارناه بمظاهرات التحريض على الولايات المتحدة ، وترديد الساسة الرسميين بإستمرار أن السودان سوف يتحول إلي عراق آخر إذا وطأته أقدام القوات الدولية ، من المحتمل ، أن تكون الإدارة الأمريكية في السابق قد تعاملت مع تصريحات الرسميين بهذا الخصوص على اساس أنها مادة للإستهلاك الإعلامي المحلي ، خاصةً وأن السودان يأتي في قائمة الدول التي أعانت الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب ، لذلك لم تحذر الولايات المتحدة رعاياها من مغبة التجول في شوارع العاصمة الخرطوم .
    التفسير الثاني لهذه الحادثة يأتي في غاية البساطة ، وسهل ، وقد تبنته وزارة الخارجية السودانية ، فهو يفيد بأن للحادث روابط إجرامية خالية من البعد السياسي ، وهو خلاف في أوليات السير في الطريق ، لأن شوارع الخرطوم في يوم الجريمة كانت مزدحمة بالسيارات بسبب تقاطر المواطنيين السودانيين والذين قدموا من كل مكان بغرض الإحتفال بعيدي رأس السنة والإستقلال ، نتج عن هذا الإزدحام إحتكاك بين أحد الدبلوماسي القتيل ومواطن سوداني ، نتج عنه قيام الأخير بإخراج سلاح ناري وإطلاق الرصاص على الدبلوماسي فأراده قتيلاً ثم لاذ بالفرار . أي أن للحادث ظلالاً شخصية أكثر مما هي سياسية ، بإختصار أن دوافع الحادث كانت شخصية فأدت إلي " شجار " ثم جريمة .
    هذا التفسير المبسط ذكرني بتفسير أجهزة الأمن الباكستانية لجريمة إغتيال الراحلة بنازير بوتو ، حيث أدعت أن القتيلة ماتت بسبب إرتطام رأسها بسقف السيارة التي كانت تقلها وليس بسبب طلق ناري ، بالتأكيد لن تقبل الولايات المتحدة بهذا التفسير وهي لها تداخل واسع في المحيط السوداني ، وحسب علمي أن الخرطوم عاصمة بلا سلاح إذا رجعنا إلي الحملة التي قامت بها وزارة الداخلية السودانية التي شملت حتى مكاتب الحركة الشعبية فجردتها حتى من السلاح الشخص ، وما يطعن في سياق هذه الرواية أن هناك شهود عيان رأوا الرصاص ينهمر من سيارة مسرعة على سيارة القتيل والذي أصيب في كتفه وبطنه ويده في آن، مما يدل أنها جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد .
    نعود لنتعرف قليلاً على شخصية القتيل ، وهو رجل في بداية العقد الرابع من العمر ، وقد عمل في عدة بلدان أفريقية ، عندما قُتل كان يعمل في الوكالة الأمريكية للتنمية ، وهي وكالة معنية بتطبيق إتفاق نيفاشا ، وقد عملت على نشر ثقافة السلام في مجتمع الجنوب الخارج للتو من الحرب ، وقد قامت بتمليك مواطني الجنوب أجهزة راديو ، لم تشر التقارير أن هذا القتيل كانت له بعض العداوات أو أنه تعرّض للتهديد ، فظروف الحرب على الإرهاب جعلت الأمريكيين أكثر حذراً في علاقاتهم الإجتماعية مع مواطني الدول المضيفة ، هذا الحادث له أبعاداً سياسية ، ويعطي الدليل بأن هناك مجموعات منفلتة تعمل داخل العاصمة الخرطوم ، ربما تتمكن – إذا تم التستر عليها – إلي جر السودان إلي مستنقع الفوضى كما حدث في العراق ، الشفافية هي المخرج الوحيد من هذا المأزق ، ولا ينفع مبدأ الإنكار أو منح تفسيرات لا يقبلها العقل .

    سارة عيسي








    0
                  

03-08-2008, 05:26 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    قناة الشروق والقائد ياسر عرمان


    عندما أشاهد الأستاذ/ياسر عرمان أو الدكتور منصور خالد وهما يتحدثان عن أزمات السودان ، أشعر بأن هناك أملاً في بقاء السودان موحداً ، متماسكاً رغم دعوات الإنفصاليين الذين لا يعرفون عن فضل هذا الوطن سوى صحيفة أو محطة فضائية . يكتبون من داخل بيوتهم الفارهة في الخرطوم عن وطنٍ لا زال قارةً مجهولة لم تطأها قدم من قبل ، الدكتور منصور خالد و الأستاذ ياسر عرمان صنف نادر في الحياة السياسية في السودان ، صحيح أن لهما كثير الأعداء ، والحساد الذين يحلموا بأن يكون هذان الرجلان في كنبة الإنتظار (Bench) ، بلا شغل ويقتلهما الفراغ ، يتفحصون قائمة وزراء الحركة ليعرفوا فقط أين ياسر عرمان في هذه التشكيلة؟؟ وهل خطف المنصور منهم وزارة الخارجية ؟؟ وقد تناسى هؤلاء أن هذا الجيل من المحاربين الذي وقف مع خانة السودان الموحد لم يكن همهم المناصب ، هذا جيل يقاتل من أجل رؤية سياسية ، وربما لا يعرف حسادهم أن الدكتور منصور خالد شغل منصب وزير الخارجية في أيام الحرب الباردة وعمره لم يكن يتجاوز الأربعين ، وقد كان ناجحاً في عمله ، وإذا أردنا قياس عمله بما يحدث الآن علينا بإحصاء القرارات التي صدرت ضد السودان في عهده وبين القرارات الأممية المتتالية التي صدرت ضد السودان في الفترة ما بين عامي 2000 و2007م ، ونحن الآن نستشرف عيد الإستقلال بوصول ستة وعشرون ألف جندي أممي ، وطأت أقدامهم أرض دارفور من أجل توفير الحماية للمدنيين السودانيين ، وهذه سابقة جديدة في عالم السياسة السودانية ، بل سابقة في القارة الإفريقية جمعاء تؤكد أن نفوذ الدولة السودانية بدأ في الإضمحلال في هذا العهد ، وهاهي الأمم المتحدة تتولى مشقة توفير الحماية للمدنيين في دارفور ، والمحكمة الدولية توفر لنا القضاء العادل ، فيا ترى ماذا تبقى من الدولة السودانية المتهالكة ؟؟ غداً سوف يأتيهم قرار أممي بضرورة تقنين عائدات النفط ، رويداً رويداً سوف لا يجدون من جسد السودان الممزق سوى قناة فضائية أو صحيفة مغمورة تحكيان لنا عن تاريخ تلاشى ودولة ذهبت بلا رجعة كان اسمها السودان .
    فالإنقاذ هي التي وضعت مبدأ رفع السلاح مقابل تداول السلطة ، وهي التي وظّفت الإثنيات في حروبها العبثية ، نتيجةً لذلك إنهار النسيج الإجتماعي في دارفور ، وها هي الآن تسعى إلي نشر نفس النموذج البغيض في جنوب كردفان .علينا أن نعترف بحدوث بعض الأخطاء ، نتج عنها إراقة الدماء الزكية ، لكن هذا لا يعني أن نُريق المزيد من الدماء ، هذا لن يقودنا إلي الحل ، ودعوات الثأر التي تنتشر في الفضائيات والمنتديات لن تزيد النار إلا وقوداً ، عندها وعند وقوع الكارثة علينا أن نوقد الشموع على أروح المئات من الموتى بدلاً من العشرات ، سوف لن تسع الأرض القبور الجديدة ، من السهل إطلاق الرصاصة الأولى ، لكن من الصعب إسكات صوت المدفعية إلي الأبد ، الحرب في السودان ليست نزهة ، فهي تستغرق نصف قرن في المكوث ، وعلى هؤلاء الذين ركبوا حصان الفتنة أن يرحموا هذا الشعب والذي نعم تواً بالسلام ، وقد استفدنا من درس الحرب التي أستمرت خمسين عاماً في أرض الجنوب ، بأن السلام – مهما كانت كلفة التنازلات – هو أقصر الطرق لصون الدماء ، وأن الحرب مهما بدت جذابة وسهلة فهي أكثر الطرق وعورة للوصول إلي الحل .

    نعم ، حدتث بعض الأحداث المؤسفة في جنوب كردفان ، من غير أن تحرك الحكومة ساكناً مما عداه الأخ ياسر عرمان نوعاً من التقصير المريب ، هذا التقصير غطته قناة الجزيرة ، وأنضمت إليها الآن قناة " الشروق " وهما تبثان مشاهد من النوع الذي يُقال لها : حرك لها حوارها تحن ، أنه قميص عثمان الذي استخدمه الأمويون في الدعوة لحروبهم ، تقومان بنشر بيانات الفتنة ، مما يوحي بأن الحرب قادمة إلي جنوب كردفان لا محالة ، ووصلت بقناة " الشروق " الجرأة بأن تسضيف القائد ياسر عرمان وتعقد له محاكمة بعد أن قرأت على مسامعه بيانات الفتنة المجهولة ، رفض الأخ ياسر مبدأ توصيف النزاع في جنوب كردفان بأنه نزاع عرقي بين المسيرية والدينكا ، بحكم أن هناك تاريخ مشترك بين هذه المجموعات ، وأن الحركة الشعبية هي الخاسر الوحيد إذا دار نزاع بهذا الشكل في منطقة بحر الغزال لأنها تقع في نطاق إدارتها ويهمها أن تستقر الأحوال في هذه المنطقة ، لكن معد البرنامج ، سعد ابو عرب ، كان منفعلاً ويقاطع حديث الأخ ياسر بإستمرار وهو يمسك ببيان تبنته إحدى الجهات المجهولة التي تسمى نفسها بإتحاد المسيرية ، وفي خاتمة الحلقة يُعلق هذا المذيع المُؤدلج على حديث القائد ياسر عرمان قائلاً : أن ما تقوله ليس مقنعاً بالنسبة لي ؟؟ وكأن الحوار هو بين شخصين فقط وليس أمام جمهور من المشاهدين ، وفي عالم الحوار يتم تلطيف الجو بين المذيع الذي يعد البرنامج والضيف الذي يتعرض للاسئلة الساخنة ، والكلمة الأخيرة هي للضيف بينما يقوم المذيع بشكره على قبول الدعوة ، لكن ما حدث مع الأخ ياسر كان في غاية السخف والفظاظة ، فالمذيع قال كلمته في رؤية الأخ ياسر عرمان لهذه الأزمة بكلمة " ما تقوله ليس مقنعاً بالنسبة لي " وجرت العادة مما نشاهده من حوارات أن يُترك هذا الحكم للمشاهد .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 05:38 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الجلابة بين الأمس واليوم

    قبل أيام شاهدت في إحدي الفضائيات السودانية فقرة إعلانية تقول : فلة ديلوكس فاخرة ، توجد بها مظلة للسيارة ، غرفة للحارس ، وغرفة للخادمة وصالة أنترنت ، هذه الفلة المحروسة لا توجد في دبي أو الشارقة حيث يشعر المواطن بثروته النفطية في كل شيء يريده ، بل في السودان هذا البلد الذي يموت فيه الناس شهداءً أمام أبواب المستشفيات بسبب عدم إمتلاكهم لثمن تذكرة الطبيب ، كنا في الماضي نعرف أن البيت السوداني متاح دخوله لكل القادمين ، ولا توجد خصوصية في البيوت بالشكل الذي أفاض فيه الإعلان ، كنا نتجنب حتي إستخدام كلمة " خادمة " والتي تعني في الثقافة الخليجية أمرٌ قريب من العبودية والسخرية ، ففي العادة كنا نستخدم لفظ " البنت الشغالة " لنتجنب الإلتباس في فهم المقصد وهي تشاركنا نفس السقف الذي نعيش فيه ، كما هي في أغلب الأحيان تمت لنا بصلة القرابة أو من المنطقة ، وفي بيوتنا ، كان من العيب إتخاذ حارس ليلي ، بسبب أن البيوت السودانية كانت تعج بالضيوف والطلاب ومرتادي المستشفيات وأرباب المعاشات ، فيتميز البيت السوداني –مهما علا شأن صاحبه - بالحركة البشرية ، لذلك كان اللصوص يتهيبون الإقتراب منه ، ففي العادة يتفرق هؤلاء الضيوف بين الحوش والديوان وغرف المنزل ، وإذا ضاقت المساحة نلجأ إلي فزعة الجار والذي يهب داره بطيب نفس ، هي حراسة مائة بالمائة تجمع بين الإلفة الإجتماعية وبين التعاضد والتماسك الذي كان يسود في المجتمع السوداني أنذاك قبل أن تهب علينا الرياح النفطية التي تركت الفقير يزداد فقراً والغني مثل قارون لا يعرف ماذا يفعل بأمواله ، فيطلع بأبهته على الفضائيات ويدعي أنه جمع ماله بعلم من عنده ، من حق الأثرياء في الخرطوم إستخدام الحراس الأمنيين حتى ولو كانت أجورهم تضاهي أجور منظمة بلاك ووتر ، فقد عاب أحد الخلفاء على أبو دلامة جبنه في الحروب ، فرد عليه أبو دلامة : يا أمير المؤمنين أنها نفس واحدة لا أملك غيرها ، بعد ما شاعت في الخرطوم جرائم القتل البشعة والإغتصاب والنهب أصبح من حق كل غني أن يستعين بحارس أمني مهما زادت الكلفة ، وزارة الداخلية لا تحمي المواطن قبل وقوع الجريمة لكنها تبرع في عقد المؤتمرات الصحفية ونسج الحكايات المثيرة ، أنها نفس واحدة كما قال أبو دلامة ، نعم ، بسبب أموال النفط المتدفقة تغير نمط الحياة الإقتصادية في السودان مما جعل رموز الرأسمالية الوطنية يخرجون من الساحة و يحل مكانهم جيل فضائي جديد من الشباب المسيسين ، هذا الجيل أتى بالشركات الأمنية مع إستقدام الخادمات من أندونيسيا والفلبين ، فالجلابة ليسوا في الجنوب فقط ، بل أصبحوا ينتشرون في كل مكان و لكن برؤية جديدة ومع طموح أكبر من السابق .
    في جنوب السودان كان من الممكن التعرف على هيئة الجلابي من ملبسه ، جلابية عريضة وعمامة ، شال في الوسط ، جزمة من جلد النمر ، يركب سيارة نقل من موديل بدفورد معبأة بكراتين الصابون والبسكويت وزيت الطبخ ، هذه الصورة الكلاسيكية للجلابة قد أنتهت ، كما أن نشاطهم لم يعد يقتصر على الجنوب كما كان يحدث في السابق ، الجلابة العصريين هم الذين يسكنون في تلك القصور الفاخرة التي خصصت غرفة للخادمة والحارس ، يتنقلون بسيارات الهمر داخل شوارع الخرطوم الضيقة ، يطلون على شاشة الفضائيات ووجوهم تكسوها المساحيق ، يرتدون الأزياء الباريسية ، في إحدى المرات فاز أحدهم بجائزة في مسابقة نظمتها إحدى الفضائيات ، وعندما تسلم الجائزة أمسك بشدة بيد مقدمة البرنامج وقال لها :-
    أنا إذا دخلت صفقة لازم ( اشيلا ) كلها !!
    أشيلا كلها ، انا أستحي من الخوض في الإيحاء الضمني لهذه العبارة التي جعلت المذيعة في صندوق الهدايا ، لكن هذا يكشف البون الشاسع بين جلابة اليوم والأمس ، فجلابة الجنوب كانوا طبقة من الناس نشأت تحت ظروف الحرب والحاجة ، أما جلابة الخرطوم فهم الدولة والحزب والإعلام ، يتعاملون مع الشعب السوداني بصيغة البائع والمشتري وقيمة البضاعة ، نعم ، لقد أحزنني ما حدث في كينيا ، هذا البلد وقف معنا في ترسيم السلام ، لذلك لن نشمت على أهله وهم يسقطون قتلى في الميادين العامة بسبب التجاذب السياسي ، لكن ما حدث في كينيا هو أفضل من السكوت على الخطأ ، نعم ، فلنقل أن هناك ضحايا سقطوا وقُدر عددهم بثلاثمائة شهيد ، لكن نحن في السودان سكتنا وقبلنا بالجلابة يحكموننا بقوة السلاح ، فمات بسبب حرب الجنوب مليونان من السودانيين ، وتشرّد ما يقارب الستة ملايين كنازحين بين دول الجوار ، السكوت على حرب الجنوب قاد الجلابة إلي تكرار نفس التجربة في دارفور ، فقتلوا خمسمائة ألف شخص ، وأحرقوا القرى والمدارس وشردوا أربعة ملايين إنسان ، هم قالوها منذ البداية : من أجل الثورة يجب أن يموت ثلثي أبناء الشعب السوداني ليبقى ثلث واحد يقوم بالحكم .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 15-01-2008, 08:04 ص)
                  

03-08-2008, 05:39 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    حديثٌ مع الجلابة

    توقفت كثيراً أمام مصطلح ساد في فترة الحرب بين الجنوب والشمال وهو مصطلح " الجلابة " ، فيا ترى ماذا يُقصد به ؟؟ ومن هم الجلابة ؟؟ ومن أي المكونات العرقية في السودان ينحدرون ؟؟ ، لا أحد يستطيع أن يجد التعريف المناسب لهذا المصطلح والذي أخذ حيزاً في مساحة إذاعة الحركة الشعبية عندما كانت تخاطب مستمعيها من أديس أببا ، لكن في كل الأحوال هذا المصطلح يرمز إلي المواقع المختل في السودان فيما يتعلق بتقاسم السلطة والثروة ، فالجلابي في أدبيات أهل الجنوب هو التاجر الجشع القادم من الشمال وهو يبيع لأهل الجنوب الملح والدواء والسكر بأسعار خرافية ، كانت هناك طُرفة تقول أن الجلابي يشتري من أهل الجنوب ديك الدجاج بقرش ويبيعهم ريشه بعشرة قروش ، فهناك قرى ومدن في السودان نمت وترعرعت بسبب تجارة الجنوب والعوائد الوفيرة التي تحققت لهم ، فمواطن الجنوب المحاصر بالحرب وطرق المواصلات الرديئة كان عليه التأقلم مع النظام الإقتصادي الذي وضعه " الجلابة " ، لذلك لم تسلم هذه الفئة من غضبة المحاربين ، لأنها كانت تُعتبر محسوبة على النظام المركزي في الشمال ، وبسبب الحرب وخطورة الأوضاع الأمنية فقد أنقرضت هذه الفئة ولم يعد لها وجود يُذكر في مجتمع الجنوب ، وهناك من توقع عودتها مجدداً بعد توقيع إتفاقية نيفاشا ، وقد أعتبر البعض أن تلاشي هذه الفئة الإقتصادية يُعد خسارة للجميع ، لأن الجلابة كانوا هم حلقة التواصل بين الشمال والجنوب ، وهم كانوا الأمل الوحيد في تأسيس السودان المُوحد القائم على مبدأ الإعتراف بالمصالح المتبادلة .
    فبعد توقيع معاهدة السلام بين الشمال والجنوب فقد أنتهى فصل في العلاقات بين الجارين ، وبخروج الجيش الإتحادي من الجنوب ، يكون الطريق ممهداً لقيام دولة جديدة في جنوب السودان رغم أنف المحللين الإستراتيجيين الذين تعج بهم الساحة السودانية ، فأنا لا أتحدث عن دولة ذات حدود جغرافية محددة بقدر ما أعني قيام كيان إجتماعي إقتصادي جديد في جنوب السودان ، هذا الكيان سوف يرتبط بدول الجوار الأفريقي أكثر من إرتباطه بالسودان دولة الوطن الأم ،و بسبب عدم الثقة وتدافع أجهزة إعلام حزب المؤتمر الوطني للنيل من هذا الكيان ، فليس من المستبعد أن يتحول هذا الكيان إلي دولة يحتاج فيه القادم من الشمال إلي تأشيرة دخول مسبقة من سفارة الجنوب في الخرطوم ، فهناك من يلعب بوتر الإختلافات العرقية والثقافية في السودان ، ويعتبر أنها الوسيلة المناسبة لتحقيق الغايات السياسية ، فقد راهن المحللون الإنقاذيون أن الرياح سوف تفتك بسفن الحركة الشعبية بعد رحيل القائد قرنق ، لكن الأيام أثبتت عكس ما يتوق إليه رجال السياسة ، نجحت الحركة الشعبية في تمثيل النسيج الإجتماعي في الجنوب ، بينما أخفق الشمال في الحفاظ على إقليم دارفور ، وهناك من زعم أن التدافع في قصعة الإستوزار سوف يقسم الحركة الشعبية إلي بؤر تقاتل بعضها بعضاً ، لكن حركة التاريخ قالت أن حرب المصالح الخاصة والتكالب على المناصب قسمت الجبهة الإسلامية إلي مؤتمرين شعبي ووطني ، ونفس الوباء قد سرى في جسد أحزاب الشمال من أمة وإتحادي ، فبعضهم لحق بالإنقاذ ، وبعضهم ينتظر العودة المجيدة التي تتأجل كل يوم ، وغابت عن شمال السودان الرؤية السياسية الشاملة التي توحد الجميع وطغت على مجتمعه الرؤية الجهوية التي تتعاطى مع القبيلة أكثر من الحزب .
    "كذب المنجمون لو صدقوا" ، كل من درسوا التاريخ وأستبصروا الغيب راهنوا على تدهور الأحوال في الجنوب تحت زعامة الحركة الشعبية ، لكنهم لا ينظرون في المقابل إلي ما يحدث في الشمال الآن ، في قضية مقتل الدبلوماسي الأمريكي جون غرينفيل وصل أربعين عنصراً من أفراد الشرطة الفديرالية ألأمريكية إلي الخرطوم ، وبينما يتباهى أبناء الشمال بصنع الدبابة والصاروخ في الساحة الخضراء بدأت طلائع القوات الدولية تتهافت على إقليم دارفور ، لكن هذا التطور لم يمنع النخب السياسية في الشمال من التطلع لزوال الحركة الشعبية في الجنوب ، هم الآن يراهنون على تدهور الأوضاع الأمنية في كينيا ، وبأنها الجنوب سوف يتحول إلي معيل للفارين من كينيا ، هكذا يعتقد منظري قناة " الشروق " ، يقول هؤلاء المستبصرون أن الأحوال المعيشية في الجنوب قد تدهورت بسبب الغلاء الفاحش وبسبب أن الجنوب قد فقد مصدراً مهما للمواد الغذائية وهو كينيا ،وقد تناسى هؤلاء المنظرين أن الغلاء هو ظاهرة عالمية لا يعاني منها الجنوب فقط بل كل العالم ، ومهما ساءت الأحوال في الجنوب نقول لهؤلاء المنظرين أن الجنوبيين لن يعودوا إلي القاعدة الإقتصادية التي تقول أبتاع الديك بقرش وبع ريشه بعشرة قروش
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 05:42 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    لماذا رمى الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده

    هناك جدل واسع يدور في المجالس السياسية في الخرطوم الآن ، وقد بدأ هذا الجدل بتصريح أطلقه السيد/الصادق المهدي قبل ايام نعت فيه نظام الإنقاذ " بالنصف شمولي " ، تلا ذلك التصريح خبر صحفي نشرته صحيفة " الإنتباهة " ، مفاده أن أحد أنجال الإمام قد تم تعيينه في جهاز الأمن الوطني والمخابرات ، ليس هذا فحسب ، فهناك ظنون ليست أكيدة ، بأن السيدة/رباح الصادق المهدي ربما تركب ايضاً قطار الإنقاذ السريع الذي يوصل بسرعة إلي محطة المصالح الذاتية ، فقد قيل أنها سوف تحظى بمنصب وزير دولة بوزارة الطاقة والتعدين ، هذه الوزارة التي تُعد من أقوى حصون الإنقاذ بعد الجيش وجهاز المخابرات ، موقف الحزب عن هذه التسريبات غير معروف ، فالإمام يجول في العواصم الأوربية يقول المراقبون أن هدف جولته غير معلن ، لكن من خلال هذه التسريبات بإمكاننا أن نستشف أن السيد/الصادق المهدي يحاول إستغلال العزلة الدولية المفروضة على النظام للترويج عن نفسه كبديل مقبول لدى الدول الغربية ، بل كشريك فاعل في نظام الإنقاذ مثلما فعلت الراحلة بنازير بوتو مع الجنرال برويز مشرف في باكستان ، أول الغيث كان دخول نجله المؤسسة العسكرية للإنقاذ مع أنه لم يتخرج من المؤسسة العسكرية السودانية ، وكلنا نذكر الضجة التي أثارتها الجبهة الإسلامية القومية في عهد الديمقراطية الثالثة عندما تم إلحاق عبد الرحمن الصادق المهدي بسلك القوات المسلحة بشهادة عسكرية من الأردن ، حيث قالت صحافة الجبهة الإسلامية أنذاك أن " ابن السيد " دخل من باب المحسوبية –لأن والده رئيس وزراء -لأنه لم يردد جلالات القوات المسلحة في كرري والمرخيات :
    يا زول يا زول انتا وين ماشي
    انا ماشي الجيش أبقي جياشي
    أنها مصنع الرجال وعرين الأبطال ، لذلك لم يُفصل عبد الرحمن الصادق المهدي من الجيش بسبب الغطاء السياسي ، بل أن الإنقلابيين زعموا أن " ابن السيد " دخل الجيش عن طريق الواسطة لذلك فصلوه عن الخدمة ، لذلك من الخطل في الرأي أن نتصور أن إلحاق ابن الزعيم بأكبر المؤسسات الأمنية في نظام الإنقاذ جاء من باب المصادفة ، فرائحة الطبخة بدت تفوح عندما قال السيد/الصادق المهدي أن نظام الإنقاذ نصف شمولي ، وهو سوف يسعى لتنقيته من غبار الشمولية حتى يصير نظام نظيف كامل لا تشوبه شائبة ، لذلك رمى السيد /الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده ، دار حزب الأمة كذبت الخبر بطريقة لطيفة : أن السيد/بشري لم يلتحق بجهاز الأمن والمخابرات ، بل ألتحق بفرع الإستخبارات العسكرية ، مما يعني أن هناك تباين في الأجهزة الأمنية داخل نظام الإنقاذ ، من يعمل في الإستخبارات العسكرية فهو وطني يريد أن يخدم بلاده ، أما من يعمل في جهاز الأمن والمخابرات فهو من باب الضرورة يجب أن يكون من طائفة النظام ، وعليه أيضاً أن يخلع قميص الأخلاق في سبيل حماية النظام حتى ولو تطلب ذلك إستخدام وسائل غير إنسانية مثل التعذيب وتلفيق التهم والقتل ، والمفارقة الثانية أن هذا الخبر نُشر في صحيفة الإنتباهة ، وكما هو متعارف عليه أن القانون في معظم دول العالم يحظر نشر أسماء المنتسبين لجهاز المخابرات العسكرية في وسائل الإعلام ، الإنقاذ تريد علاقة في العلن مبنية على مبدأ المصالح وتبادل المنافع ، لذلك أقتضى الوضع نشر الخبر ، بينما يريد السيد/الصادق المهدي التلويح بالعصاتين ، عصاة المعارضة عن طريق تقديم نفسه كالساحر الذي سوف يحل أزمة دارفور بحكم إرتباط حزبه التاريخي بهذا الإقليم ، وفي نفس الوقت يريد السيد/الصادق المهدي أن يستبق الوقت قبل عودة الميرغني ، ليعقد صفقة تمهد حسب ما يعتقد إلي تحويل نظام الإنقاذ من شمولي بنسبة 50 % إلي نظام تعددي بنسبة مائة في المائة ، هذا التحول الذي يقوده الصادق المهدي ذكرني بالمساجلات الشهيرة التي وقعت بينه وبين الراحل قرنق في أيام حربهما ضد النظام من اسمرا والقاهرة ، الراحل قرنق بخبرته الكبيرة كان قارئاً جيداً لمواقف الأحزاب الوطنية في الشمال ، كان يعلم أن المناصب ولا المبادئ هي التي تحدد برامج هذه الأحزاب ، وأنها يُمكن أن تنقلب عليه في أي لحظة ، وبهذا التحول سوف يصبح حزب الأمة صورة من نسخة القيادة الجماعية أو الإصلاح والتجديد ، أنها أحزاب قائمة على مواقف الأشخاص وليس على المبادئ .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 05:46 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    موسى هلال ورحلة التحول من سجين إلي مجرم حرب ثم مستشار رئاسي

    لاحظ أحد المهتمين أن قناة الشروق عندما بدأت الترويج لبرامجها كانت تعرض مقطعاً للراحل قرنق يتخلله صوت المذيع وهو يقول " رجال صنعوا الأحداث ، وبعده تعرض القناة مقطعٌ آخر للقائد سلفاكير بمقطع صوتي يقول : رجالٌ صنعتهم الأحداث " ، هذا هو رأي الأجهزة الإعلامية لحزب المؤتمر الوطني لشخص القائد سلفاكير ، وهذا هو رأيهم في القائد باقان أموم وغيرهم من قيادات الحركة الشعبية عندما يصفونهم " بأبناء جون " ومع ذلك يثور الأستاذ/الطيب مصطفى ويصف الحركة الشعبية بالعداء للتحول الديمقراطي ، وبأن الولايات المتحدة حرّضت الحركة الشعبية على إغلاق صحيفته العنصرية ، والأستاذ/الطيب مصطفى يعلم أكثر من غيره أن الحريات المتوفرة في السودان الآن هي من صناعة الحركة الشعبية ، وأنه لولا بندقية قرنق الشريفة لبقيت الإنقاذ تحكم الشعب السوداني بالحديد والنار كما كانت تفعل في التسعينات عندما كان الأستاذ/الطيب مصطفى أحد رموزها ، و الأستاذ/الطيب مصطفى عندما كان وزيراً للإتصالات وضع للشعب السوداني نظاماً تربوياً قاسياً مصدره ثقافة أحادية لا تمثل كافة النسيج الإجتماعي في السودان ، وأذكر في تلك الفترة أن تلفزيونه أخترع ما يُعرف بالحجاب الإلكتروني لتغطية أقدام الممثلات اللائي يظهرن في المسلسات مخافة أن يقع أبناء الشعب السوداني فريسة الشهوة التي يولدها النظر والتطلع ، فهو كان وصياُ على شعب كامل وليس صحيفة مغمورة لا تصل إلي أطراف العاصمة ، ولا يقرأها إلا من يشاركون سعادة الوزير السابق الحنين إلي أيام التمكين والإستعلاء ، ولا أظن أن توصيف وزير في حكومة الوحدة الوطنية بأنه " الكافر الذي يتمايل مع النفحات الصوفية " بالأمر اللائق ، أو النيل من المستشار الرئاسي الدكتور منصور خالد ونعته بالعميل للمخابرات الأمريكية ، فلماذا لا يشمل هذا النقد والتهكم رموز المؤتمر الوطني في حكومة الوحدة الوطنية ؟؟ ولماذا الإصرار فقط على النيل إعلامياً من رموز الحركة الشعبية مع أنها صاحبة التمثيل الضعيف في الحكومة ؟؟ ، أنه حزب المؤتمر الوطني الذي يمارس دوره من وراء الكواليس ، ينفق الأموال لإنشاء أوعية إعلامية تُكرس للفرقة والشتات والكراهية ، أنه حنين جارف إلي أيام مؤسسة الفداء للإنتاج الإعلامي ، تلك الأيام لن تعود حتى ولو ولج الجمل في سم الخياط . لا أحد يرغب الموت في حروب أتت محصلتها لزيد من الناس ، ليس كل الذين أغتنوا من مال البترول السوداني بالضرورة أن يكونوا قد حاربوا في الجنوب ، وليس بالضرورة أن تكون مناطق المحاربين قد حظيت بالتنمية والتقاسم العادل للسلطة والثروة ، وقد رأينا بهرجة الإنقاذ في الولاية الشمالية عندما تم إفتتاح مطار مروي الدولي ، فقد تساءلنا لماذا لم يكن هذا المطار في كوستي أو الأبيض ؟؟ خاصةً إذا توصلنا إلي نتيجة مهمة وهي أن الطرق البرية سالكة إلي الولاية الشمالية ، لكن يعفينا عن الإجابة والتساؤل أن الدولة السودانية في عهد الإنقاذ تتمسك بالحدود التي رسمها عبد الرحيم حمدي في ورقته الإقتصادية ، الترويج لمحور الشمال في الخارج وتقسيم الهبات الواصلة على المناطق التي يصوت أصحابها لحزب المؤتمر الوطني ، فهناك من يزعم أن أغنياء الخليج قد دعموا هذه المشاريع التي تكرس للإنفصال وتولد الغبن ، أي أن الدولة غير معنية بتوزيع هذه الهبات ، هذا الزعم يسقط إذا علمنا أن هؤلاء الخليجيين قدموا هذا الدعم إلي السودان كوطن شامل وليس عن طريق نافذة الجهوية والقبائل .ومهمة الحكومة المركزية أن توزع هذه الهدايا بالتساوي على أقاليم السودان المختلفة ، فلا توجد تنمية في سنار والدمازين والروصيرص والقضارف ، على الرغم أن هذه الأقليم تمد السودان بالذرة والطاقة .
    هذا الحديث لن يجرني بعيداً من الحديث عما يجري في دارفور ، من التنمية المتوازنة نلنا تعيين موسى هلال كمستشار إتحادي في حكومة الوحدة الوطنية ، لا نعرف المعايير لإختيار المستشارين في القصر الجمهوري لكن هذا القرار هو تحدي جديد بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية التي عجزت عن زحزحة أحمد هارون من منصبه كوزير للشئون الإنسانية ، وها هي تُفاجأ الآن بموسى هلال مستشاراً للرئيس البشير ، الصحافة الغربية وصفت هذا القرار بالترقية (Promotion ) لأن السيد هلال كان موجوداً في كل قرارات الحرب التي أتخذتها الإنقاذ في دارفور وتنسيقه لعمليات التطهير العرقي في شمال هذا الإقليم ، وينكر السيد/هلال التهم المنسوبة إليه ويحصر دوره في تحريضه لأتباعه من أبناء القبيلة بضرورة الإنضمام لقوات الدفاع الشعبي ، المليشيا الشبه حكومية و إحدى الأجهزة الأمنية لنظام الإنقاذ ، موسى هلال محظور من السفر بقائمة قدمتها الأمم المتحدة ، وفي عام 2003م كان سجيناً في بورتسودان إلي أن أطلقت سراحه السلطات عن طريق صفقة بموجبها شارك في حرب دارفور في الفترة ما بين 2003 إلي 2004م ، وهي الفترة التي شهدت أكبر عملية نزوح جماعي للسكان في تاريخ الإقليم ، وفيها أُرتكبت جرائم ضد الإنسانية مثل الحرق والإغتصاب والنهب . إذاً قررت الإنقاذ المضي في مواجهة المجتمع الدولي بعد أن ضمت في طاقمها الرئاسي كل الفريق الذي شارك في الحرب والإبادة الجماعية ، هذا القرار كما قالت منظمة هيومان رايتس وتش يُعد صفعة قوية لضحايا الحرب في دارفور ، المستشار موسى هلال بدأ حياته من سجين إلي مجرم حرب ، ثم ترقى ليصبح مستشاراً رئاسياً في حكومة الإنقاذ ، هذا التحول الكبير في حياة الرجل لم يصنعه بيديه بل صنعته الأحداث كما قالت قناة الشروق .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 05:49 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الجامعة العربية بين شعب غزة وشعب دارفور

    يُعتبر خالد مشعل من مرتادي نادي الديماغوجية العربية في الخطاب السياسي ، إذا سألته عن شيء واحد أعطاك مائة إجابة لا تجد من بينها إجابة دقيقة ، عندما دخلت حماس المعترك السياسي سأله الناس : كيف تتبنى حركة حماس خيار المقاومة وهي قد صعدت إلي السلطة عن طريق صناديق " أوسلو " ، رد عليهم بقوله : أن حركة حماس سوف تمارس الدورين المقاومة والسلطة لتحقيق الأهداف الفلسطينية ، قد وصلت حركة حماس إلي مبتغاها ، بعد أن وعدت الناس بالمن والسلوى ، وبأنها سوف توزع الأموال التي كان ينهبها رجال فتح على أسر الشهداء والمعوزين ، خطاب حماس السياسي يذكرني بخطاب الإنقاذ في السودان عندما وصلت إلي السلطة في عام 89، وعود وردية وأحلام مكذوبة ، من لا يملك قوته لا يملك قراره ، والثمن مقابل تلك الشعارات البراقة تمزيق الوحدة الوطنية وتفتيت النسيج الإجتماعي ، وظّفت حركة حماس مشروعها السياسي لصالح الأجندة الخارجية ، وفي أزمة الحصار المفروض على غزة كادت المجموعة العربية في مجلس الأمن أن تصدر قراراً يدين إسرائيل لولا تدخل خالد مشعل ، فمن دمشق أعلن أن قصف الصواريخ سوف يستمر مما جعل الولايات المتحدة تجهض قرار الإدانة ، وتشترط إضافة فقرة جديدة وهي إيقاف صواريخ القسام .
    التجاذب داخل البيت الفلسطيني هو سبب أزمة غزة ، وقد سُفك الدم الفلسطيني في أيام الإنقلاب الذي نفذته حماس وقد أكملت إسرائيل باقي المهمة ، هذا التجاذب يعيدنا إلي نموذج الإنقاذ الأم في السودان ، فهناك تشابه بين المشروعين في تعريف البطل والضحية ونوع العدالة ، ترى الإنقاذ في القائد القبلي موسى هلال صورة رجل السلام الذي يملك تأثيراً ونفوذاً في دارفور ، ومن غير محاكمة أو إجراء تحقيق يرى قادة الإنقاذ أن موسى هلال برئ من كل التهم المنسوبة إليه ، فمن قام بالقتل والحرق والإغتصاب – كما يرى رجال الإنقاذ- هم الدول الغربية ، والمُدهش في الأمر أن موسى هلال لم ينكر كل التهم المنسوبة إليه حتى ينال صك البراءة بالمجان ، فهو يعترف بأنه قام بتحريض رجاله للإنضمام لقوات الدفاع الشعبي ، وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة النيويورك تايمز قبل عام أعترف بأنه نفذ ما تطلبه منه الحكومة ، وهذا الخيط الرفيع هو الذي أقلق المتنفذين في الخرطوم ، فعرضوا على شيخ القبيلة المنصب من غير أن يطلبه ، فالرجل لا يملك المؤهلات التي تجعله مستشاراً للرئيس في شئون الحكم الإتحادي ، لكن تم منحه هذا المنصب شراءاً لسكوته ، ومهما كان موسى هلال جاهلاً بشئون السياسة إلا أنه ليس بالغباء الذي يجعله يقدم نفسه قرباناً مجانياً من أجل حماية روؤس الذين منحوه التسهيلات ومدوه بالإسلحة ، هو لن يتحمل وحده وزر هذه الحرب ، فمن المؤكد أنه سوف يتكلم ، وإذا تكلم سوف يجر معه الكثير من الروؤس العزيزة .
    نعم تحرك العرب من أجل شعب غزة ، وتجاوب الإعلام العربي مع تداعيات الأزمة ، فالفلسطينيون دائماً يُعاملون كضحايا ، خرجت النساء في غزة وهن يطالبن بالغاز والكهرباء والطحين ، فأين نساء دارفور من متطلبات الغاز والكهرباء والطحين ؟؟ ولماذا لا يتجاوب الإعلام العربي مع معاناتنا ونحن كما تقول صحائف الإنقاذ : أعضاء في الجامعة العربية ؟؟
                  

03-08-2008, 05:52 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    فصل المظالم في السودان
    كان الراحل قرنق يحمل بين جوانحه رؤية حالمة للسودان الوطن الكبير ، فقد كان يتوق لبناء وطن واحد يضم في أطيافه جميع مكونات المجتمع السوداني بلا إستثناء ، كان يريد أن يكون حق المواطنة هو الممر الوحيد لنيل الحقوق وتسليم الواجبات ، قد كفر الراحل قرنق بالأحزاب السياسية وهو كان محق في هذا التصرف ، لذلك حاربت الحركة الشعبية كل حكومات المركز في الشمال ، لأن هذه الحكومات ربما تكون مختلفة عن بعضها البعض في عدد من القضايا ولكنها تحمل تصوراً واحداً لقضية الجنوب ، بعد وصول الجبهة الإسلامية للحكم وبعثرتها للبيوتات الحزبية الكبيرة أتُيحت للتنظيمات السياسية في الشمال فرصة الإلتقاء مع الحركة الشعبية ، هذه الوحدة كانت من أجل إسقاط النظام ، لكن الآليات لعمل ذلك كانت تختلف بين الطرفين ، التجمع الوطني كان يراهن على إنتفاضة شعبية مسنودة من الخارج تعيد الشرعية المفقودة بينما كانت الحركة الشعبية تراهن على البندقية من أجل نيل الحقوق وإرساء قيم المساواة ، فإنتفاضتي أكتوبر 64 ورجب 85 غيرتا أنظمة مستبدة ، فاسدة ، لكنهما لم تغيران النظرة التقليدية لأهل الشمال نحو أهل الجنوب ، وحرب الجنوب الأخيرة بدأت في عهد السيد/الصادق المهدي ، وبرنامج الحرب الشهير " في ساحات الفداء " بدأ بثه في العهد الديمقراطي ، لذلك ليس من الغريب أن يعلن السيد/الصادق المهدي أن نظام الإنقاذ شمولي بنسبة خمسين في المائة ، وما يقوله أو يفعله اليوم لن يختلف عن ما قاله أو فعله مع نظام النميري ، فالتاريخ يعيد نفسه ، ورؤية حزب الأمة لأزمتي دارفور والجنوب لا تختلف عن رؤية الجبهة الإسلامية القومية ، ففي عهد السيد/الصادق المهدي كانت صحف الخرطوم تنشر في صفحاتها الأولى أخبار وصول أسلحة من العراق وإيران تدعم الجيش السوداني لمحاربة الحركة الشعبية ، وجمعية نساء " رائدات النهضة " كانت تجمع المصاغ والحلي من النساء من أجل دعم الحرب ، في هذا الجو المشحون بالكراهية لم يسأل أحد : لماذا تحاربون قرنق في الجنوب ؟؟ فالسؤال المطروح في تلك الساعات هو : انتو يا جماعة قرنق دا عايز يحرر السودان من شنو ؟؟؟
    الراحل قرنق كان يريد تحرير إرادة السودانيين من الخوف والتسلط ، كان يريد تحرير السودان من الظلم والإضطهاد ، كان يريد تحريره من سياسة الإستعلاء والإفقار التي كررتها كل الأنظمة التي تعاقبت على حكم السودان ، في السياسة السودانية محظور على أهل دارفور وكردفان والجنوب والشرق أن يكون منهم رئيس للسودان ، والحركة الإسلامية أنشقت في عهد الإنقاذ بسبب هذه القضية ، فقد تم إقصاء الدكتور علي الحاج محمد عن منصب نائب الرئيس بسبب كونه من دارفور وعوضاً عنه تم إختيار الأستاذ/علي عثمان محمد طه ، وتمت مطاردة علي الحاج بتهم الفساد والإختلاس وتوقف العمل في طريق الإنقاذ الغربي ، تم إهمال إقليم كامل وتفريغه من السكان ، الشمال في عهد الإنقاذ حظي بالتنمية ، ربط مدنه بالجسور والطرق البرية ، بناء المستشفيات وخزانات المياه ، هذه النهضة بدأت بعد إستخراج البترول ، وهذه النهضة تمت على حساب مدن مثل بانتيو وملكال وجوبا ، فإستخراج البترول بدأ في عام 98 ..فيا ترى ماذا قدمت الإنقاذ لأهل هذه الآبار ؟؟ فكم عدد المستشفيات في بانتيو ؟؟ وكم عدد الجامعات في جوبا ؟؟ وهل يا ترى تم بناء مطار دولي في ملكال ؟؟ كل ذلك لم يحدث ، نُهبت ثروة الجنوب في وضح النهار ، ولم ينال أهل الجنوب ودارفور وبقية مناطق السودان المُهمشة حتى خطاب تعزية ، أبناء الشمال عندما يفتتحون مشاريع التنمية لأهلهم في كريمة ومروي وشندي يرتدون الزي المدني كأنهم في ليلة عرس ، وعندما يزورون المناطق المهمشة في الجنوب ودارفور يرتدون الزي العسكري ، يحيون ظلامات الحروب وينشدون الشعر ويتعاهدون بجعل مناطقنا دار مستدامة للوغى .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 06:00 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الطريق إلي أنجمينا (1)

    قبل عدة أعوام سقطت بغداد حاضرة البعث العربي وعاصمة الخلافة الإسلامية في العهد العباسي ،و وجدت قوات المارنز الطريق ممهداً إلي عاصمة الرشيد ، الرئيس العراقي صدام حسين لم يقاتل الغزاة كما ينبغي ، تبخر هو وقيادته القطرية وتركوا القصور الرئاسية لتومي فرانك وجنوده والذين ناموا على سريره وشربوا من الخمر خاصته ، ودخنوا آخر سيجارات أحتفظ بها من الرفيقة كوبا ، الرئيس إدريس دبي حالة خاصة في الوضع الذي يعيشه الآن ، فقد منحه الغزاة طريقاً ليهرب ، لكن الجنرال العنيد رفض هذه المعالجة ، بقي في القصر وهو ممسك بالبندقية ، سوف يحارب الجنرال دبي حتى الطلقة الأخيرة ، على الرغم أن عجلة المعركة قد مضت بعيداً في قلب العاصمة أنجمينا ، النموذج الفوضوي الجديد في الحروب بدأ يلوح في سماء تشاد ، نهب للمحلات والدور الحكومية ، وجثث محروقة ملقاةعلى قارعة الطرقات ، قريباً سوف تبدأ ممارسات التهجير والقتل على خلفية العرق واللون إذا خسر الرئيس هذه الحرب ، فالذين أرسلوا هذه الهدايا لشعب تشاد لن تسعهم الفرحة طويلاً ، فهم يحاربون عدواً وهمياً اسمه الزغاوة ، انا لست بصدد الحديث عن أسطورة دولة الزغاوة الكبرى التي تروّج لها المخابرات السودانية ، فالزغاوة هم جزء من المكونات الإجتماعية لثلاثة دول وهي السودان وليبيا وتشاد ، مثلها ومثل قبيلة ( شمر ) والتي تمتد بين العراق والسعودية وسوريا ، وأزمة نظام الخرطوم ليست مع قبيلة الزغاوة فقط ، فنظام الخرطوم يعادي كل الألوان الزنجية من نوبا وشلك ونوير ودينكا ودلامة وهمج وفونج وفور ويعتبرهم وجودهم على أرض السودان نكسة لمشروعه القومي العربي والثقافي ، لكن صراع النظام مع الزغاوة تاه بين الحدود وأمتد ليصل إلي تشاد ، من يزرع الرياح يحصد الأعاصير ، فالمخابرات السودانية نجحت في تصدير الأزمة إلي تشاد ، لكنها ماذا ستحصد من هذا العمل ؟؟ الأشياء التي بين أيدينا تؤكد أن الإنقاذ لن تنال شيئاً في المقابل سوى فرحة عابرة ، وشماتة ، وتأييد ضمني وضع هذه التطورات في ميزان حسناتهم ، المتمردون أعلنوا أنهم لن يمنعوا القوات الدولية من الإنتشار في شرق تشاد، وهذه أول لطمة ، وهم ليسوا ضد فرنسا والتي وقفت قواتها على الحياد في هذه الحرب ، وهم في حاجة إلي إعتراف من المجتمع الدولي ، وقلب المجتمع الدولي هو أزمة دارفور ، وصراع المتمردين مع إدريس دبي ليس لأنه زغاوي ، بل هو صراع من أجل تقاسم السلطة والثروة ، استفاد المتمردون من الدعم اللوجستي الذي وفرته المخابرات السودانية ، لكن هذا لا يعني أن السودان قد أمتلك ناصية المتمردين إلي الأبد ، فالرئيس إدريس دبي نفسه كما يقول الذين عايشوا تجربته أنه أحد صنائع المخابرات السودانية ، لكن السحر أنقلب على الساحر ، ونفس التجربة تكررت في أثيوبيا وأرتريا ، وشواهد التاريخ أن علاقة الإنقاذ مع قادة الأنظمة التي صنعوها تحولت إلي عداء سافر في أقل من عام .
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 06:04 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الطريق إلي أنجمينا : سقوط نظرية الحديقة الخلفية

    أخيراً ظهر الرئيس إدريس دبي وهو في كامل صحته الجسدية ، غير مصاب ، ولا يتوكأ على عكازتين ، أعترف الرئيس دبي بأنه يحتفظ الآن فقط بربع حكومته السابقة ، فقد تعرض الرجل للخيانة في أصعب الظروف ، فهناك الكثيرون الذين راهنوا على نجاح حركة التمرد ، من بينهم الأصدقاء مثل ليبيا ، ومن بينهم الحلفاء مثل فرنسا ، أما الأعداء مثل نظام قادة الإنقاذ قد عدوا العصافير وهي في غصن الشجرة ، ماتت الأحلام وهي في المهد ، عاد الرئيس دبي وهو أقوى من الأول ، وعاد النازحون التشاديون إلي بيوتهم وقراهم ، في أقل من يوم عمدت السلطات التشادية ، وجيشها ينزف بعد أن قدم الشهداء الأبطال ، عمدت إلي إشعار المواطنين بالطمأنينة ودعتهم عبر مكبرات الصوت للعودة ، ما حدث بفعل ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ، نجح وزير الخارجية التشادي أحمد علامي والسيد /محمد أدم بشير ، سفير دولة تشاد في أمريكا ، نجحا في فرض العزلة الدولية على المتمردين ، فقد كان السيد/محمد أدم بشير متماسكاً وقد خاض المعركة ببرودة أعصاب هائلة ولم يقبل بالهزيمة على الرغم من الضجيج الإعلامي والإشاعات التي بثها المتمردون في قناة الجزيرة ، عبارة " أن اللعبة قد أنتهت " التي قالها العراقي محمد الدوري وهو يصف سقوط بغداد ، هذه العبارة لا تدخل في القاموس التشادي ، وأستغرب كثيراً لمفكري الإنقاذ وهم كما يقولون يريدون تأسيس إمارة عربية في وسط أفريقيا بينما تسقط بغداد عاصمة الرشيد في يد قوات المارنز بلا ثمن أو مقاومة ومن غير أن يستشيط أحداً من الغضب ، ودولة قطر التي ينطلق منها صوت قناة الجزيرة هي أيضاً قطر التي أنطلق منها صوت الجنرالات من أمثال جون أبو زيد ، تومي فرانك ، فنست بروكس ، وهم يطيحون بدولة البعث العربية على مسمع وعيون جمال ريان وخديجة بن قنة وأحمد منصور .
    هزيمة المتمردين وخروجهم من أنجمينا أكد بشهادة الجميع أن تشاد لم تعد الحديقة الخلفية لآمراء الحرب في الخرطوم ، كما أن الرئيس إدريس دبي الثعلب المراوغ قادر على خداع خصومه وإيهامهم بالنصر القريب ، بل جعلهم يعتقدون بأنه قُتل أو جُرح ، فقد أسترسل المتمردون في أحلامهم ، فقد سألت خديجة بن قنة أحد قادة المتمردين بغضب : يا ترى ماذا جرى بالضبط ؟؟
    سارة عيسي
                  

03-08-2008, 06:06 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    الطريق إلي أنجمينا : وتبدل الموقف الفرنسي

    أعرف أن السودان في عهد الإنقاذ تعج ساحته بالمحللين السياسيين الكثر والذين أصبح معظمهم يعملون في مستشارية القصر الرئاسي في الخرطوم ، عبد الله مسار يؤكد أن قائد الأركان التشادي قد قُتل في المعارك ، والسماني الوسيلة يشرح ملابسات هروب الرئيس إدريس دبي إلي الجنوب التشادي ، ووزير أمني يعد حكومته بسماع أخبار سارة في القريب العاجل ، وقد أنضم إلي هؤلاء المستشارين والوزراء الحالمين ،الوزير الجديد ، ومطلوب العدالة الدولية الذي ملأ دارفور بالقتل والدماء ، القائد القبلي موسى هلال ، والذي أكد للجميع : بأن ما يجري في تشاد سوف يأتي بالخير للسودان ؟؟ خير السودان أصبح لا يراه العلماء والمثقفين بل أصبح يراه شيوخ القبائل المتعنصرين للعرق والقبيلة ، لن أتعمق في دحض هذه الآراء الحالمة ، فتغيير الحكم في التشاد أو بقائه في يد الرئيس دبي لن يفيد السودان في شيء ، أزمة السودان معقدة في الداخل أكثر من الخارج ، فهناك أزمات تجتاح السودان من أقصى الشمال إلي الجنوب ، ومن الشرق إلي أقصى الغرب ، هؤلاء المستشارين الكثر كان عليهم النظر إلي أزمات السودان الداخلية والعمل على حلها عوضاً عن طرح الرؤساء المناسبين لتشاد ، ما صدر عن نظام الإنقاذ من تصريحات يؤكد أن لنظام الإنقاذ العنصري دخلاً في كل ما جرى في تشاد ، والمتمردون لم يدخلوا أنجمينا على مركبات فضائية بل كانوا محمولين على ثلاثمائة عربة عسكرية كلها أنطلقت من السودان ، فرنسا لم تتدخل وهي بالتأكيد تعلم بدخول هذا الجيش العرمرم إلي تشاد من ناحية الحدود السودانية ، فطائرة ميراج واحدة كانت قادرة على ضغط الزر وتحويل هذا المتحرك إلي اشلاء محروقة وسيارات محطمة- ذلك لو كانت فرنسا بالفعل تدعم نظام الرئيس دبي ، وأول بيان للمتمردين صدر من فرنسا حيث ظهر أحد قادة المتمردين وهو يبث صور الزحف من جهاز كمبيوتر محمول فضائي ، ثم كشف الفرنسيون أوراقهم عندما بدأوا يغازلون المتمردين ويصفونهم بأنهم مواطنين تشاديين ولم تقول الحكومة الفرنسية أنهم قوات مرتزقة قدموا من دولة مجاورة وقد قاموا بالإعتداء على نظام شرعي معترف به من قبل دول العالم ، كان المطلوب من فرنسا أن تقف بشدة ضد الجرائم التي أرتكبها المتمردين مثل القتل والسحل وترويع المدنيين ونهب المحلات ، النقمة الفرنسية على الرئيس دبي سببها قيام تشاد بمحاكمة الفرنسيين المتورطين في قضية تهريب الأطفال وعرض ذلك على وسائل الإعلام ورفض تشاد كل الضغوط وجهود الوساطة لطي ملف المحاكمة .
    حاول نظام الإنقاذ بكل السبل إنكار تورطه في هذه المسألة ، ذلك بعد أن رأي ردة فعل المجتمع الدولي الغاضبة ، وقرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، والإتحاد الأفريقي ، بضرورة دعم النظام الشرعي في تشاد ، ففي عام 1990 وقفت كل دول العالم ضد إحتلال الكويت ، وأخرجت الغزاة الذين كونوا حكومة عميلة جعلوا على رأس قيادتها ضابط كويتي برتبة ملازم . الرئيس دبي لم يحتاج إلي هذا الدعم العسكري لتحرير بلاده من دنس الغزاة ، فقط أحتاج إلي الشجاعة والصبر ، حدث هرج ومرج في صفوف المتمردين ، بعد أعلنوا أنهم سوف يعمدون إلي وقف إطلاق النار مقابل تخلي الرئيس دبي عن الرئاسة ، عادوا ليقولوا أن الرئيس دبي ربما يكون قد قُتل أو أصيب بجرح بالغ في العمليات ، عزفت وسائل الإعلام العالمية عن النظر إلي هذه الرواية و تصريحات المتمردين وبياناتهم العسكرية التي تضطرب من حين لآخر ، لم تعد هناك حرب غير ترويج الإشاعات وتداول الكذب ، أنتهى المتمردون وهم ينتظرون مصيرهم القاتل على مشارف العاصمة أنجمينا ، وكل يوم يمر سوف يكون لصالح الرئيس دبي الذي أمتلك زمام المبادرة فأربك حسابات المعتدين ومن يقف في خلفهم .أنتهت أزمة إحتلال أنجمينا بالفشل لكن الكوابيس المزعجة سوف تطارد أولئك الذين أعتقدوا أنهم قد حصدوا الثمار فلم يحصدوا سوى الخيبة والهزيمة .
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 06-02-2008, 08:15 ص)
                  

03-08-2008, 06:09 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    دكتور كمال العبيد ، الفريق عبد الرحيم محمد حسين ، الفريق صلاح عبد الله ، أنها بالفعل ليلة الأحياء الأموات ، أعتقدت أنه مؤتمر لولاية نهر النيل وليس مؤتمر يمثل أهله كل السودان ، كاد المريب أن يقول خذوني ، وردت عبارة قبيلة الزغاوة في المؤتمر أكثر من 15 مرة ، كما وردت أسماء قبائل أخرى مثل المساليت .... القرعان ... التاما ...القبائل العربية .. والغريب في الأمر أن صلاح قوش يقول أنه هو الذي طلب من المهاجمين الإنسحاب من العاصمة ..وتضارب قوله مع تصريح للمتمردين بأنهم أنسحبهم لإعادة ترتيب صفوفهم وتزويد جيشهم بالمؤن والذخائر ، مصنع جياد كان يزود الجيش التشادي بالأسلحة ، هذه المعلومة الوحيدة التي أستفدتها من المؤتمر ، وبما أن الحرب أصبحت حرب قبائل فما هي قبائل السادة الذين عقدوا هذا المؤتمر ؟؟ وما هو حجمهم في غرب أفريقيا ؟؟؟
                  

03-08-2008, 06:12 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    شيء في غاية الغرابة ، هؤلاء المتمردين كان هدفهم الإطاحة بالرئيس دبي ، وهاجموا العاصمة وقتلوا بعض الناس الأبرياء ، وهم كانوا يحاصرون القصر الرئاسي كما كانت تروج قناة الجزيرة ، فكيف يقبلون بالإنسحاب بناءً على مكالمة هاتفية من السيد|صلاح قوش ؟؟ عبد الرحيم حسين أنكر تصريحه ال1ي قال فيه : انكم سوف تسمعون بأخبار سارة قريباً وأتهم الصحافة بتحريف أقواله ، وصلاح قوش يقول أن المتمردين أتوا من جنوب تشاد وفي نفس الوقت السماني الوسيلة يقول أن الرئيس دبي هرب نحو جنوب تشاد ، هناك الكثير من التناقضات ، هذه العملية الفاشلة أربكت حسابات رجال الإنقاذ لذلك عقدوا هذا المؤتمر الهزيل وهم يدافعون عن أنفسهم

    المحاولة الإنقلابية التي رعتها الإنقاذ في تشاد سرعت قدوم القوات الدولية ، في هذ المؤتمر حاول صلاح قوش تملق الرئيس التشادي ووصفه بالرجل المهم لملف دارفور المعقد ، لكن الرئيس التشادي لن يخدعه هذا الغزل الذي أتي من غير ميعاده ، رمى صلاح قوش كل الأزمة في بيت أعيان الزغاوة ، ولا ننسى أن الإنقاذ حولت تصدير نموذجها الجهوي إلي دارفور
                  

03-08-2008, 06:22 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    من الذي قتل جون غرينفيل ؟؟

    في القانون الأمريكي توجد مادة ضد من يضللون العدالة (obstruction of justice) ، يُعاقب بها الذين يعيقون مجرى التحقيقات ، أو يخفون معلومات في غاية الأهمية كان من الممكن أن تقود للجناة بالسرعة المطلوبة ، وحتى نشر المعلومات الكاذبة حول سير التحقيقات يضر بالعدالة ، وفي قضية المرحوم محمد طه محمد أحمد ، وعبر الصحف ، أستمعنا لروايات مختلفة لحادث واحد ، عرفنا حتى نوع الأحكام التي سوف تصدر ضد الجناة ، جنسياتهم وأعراقهم ، تباعدت الروايات حول مقتل الأستاذ/محمد طه محمد أحمد ، وأصبحت لغزاً محيراً يُضاف إلي ألغاز طبيعة الموت المثيرة للجدل في عالم الحياة السياسية المعقدة ، في قضية المرحوم محمد طه أستطاع إعلام السلطة أن يحدد الجناة وكيفية وقوع الجريمة وأستبعد الخصوم الكثر لمحمد طه محمد أحمد ومن بينهم الجماعات التكفيرية التي وضعت رأسه في قائمة المطالب ، فإثبات التهمة على بعض المنتمين لإقليم دارفور أدخلت قضية المرحوم محمد طه في وعاء الصراع بين المركز والهامش ، وقد جاءت أحكام الإعدام قاسية ومتلقفة لرغبات شارع يتوق إلي التوصيف الجهوي للجريمة في غياب تام لمجموعات حقوق الإنسان والتي كان من المفترض أن تراقب مجريات التحقيق وتدعم المحاكمات النزيهة لان هناك إعترافات أُخذت عن طريق التعذيب ، في أمريكا أيضاً ، لا يستطيع قاضي أبيض ، إن ثبت في ماضيه العنصرية ضد السود ، أن يبت في قضية فيها طرف أسود ، في قضية المرحوم محمد طه محمد أحمد ألهمت الصحافة القضاة والمحققين بنوعية الحكم الذي سوف يصدر ، ولم يكن هناك توازن بين القضاة والمدعين والمحققين والذين أعتبرناهم يمثلون طيفاً محدداً من الواقع الجديد في السودان ، هذا الإنحراف في مجرى العدالة هو الذي مهد لجريمة رأس الميلادية الحالية والتي راح ضحيتها مواطني أمريكي جاء إلي بلادنا وهو يسعى إلي ترسيخ ثقافة السلام والوعي في بلد عاث فيه السياسيون فساداً كبيراً ، جون غرينفيل ليس بدبلوماسي كما جرى توصيفه – خطأً-حتى في الصحافة الغربية ، فهو رجل نذر نفسه للعمل في أفريقيا وقد كان يعلم بحجم الأخطار التي تُحدق به أين ما حل وأين ما ذهب ، والذين قتلوه هم الذين يكرهون ثقافة الحياة والأمل والإنسانية .

    مجدداً ، يعود السودان إلي بؤرة الإهتمام الدولي ، وبينما يباهي النظام بجبروت إمبراطورية الشرطة ، تُرتكب هذه الجريمة البشعة في وسط الخرطوم ، يقول الأستاذ/ياسر عرمان : أن الشرطة في السودان تحولت إلي جيش نظامي ، نعم تحوّلت إلي جيش نظامي ولكن الغرض منه ليس حماية المواطن السوداني ورعاية أمنه ، فبينما كانت تقوم بوضع المتاريس في التقاطعات لصد المظاهرات في الخرطوم ، تمكن قتلة المرحوم محمد طه من مداهمة منزله وإعتقاله من بين أفراد أسرته والهرب به نحو جهة مجهولة مع تنفيذ الجريمة ، من أقصى شمال العاصمة إلي أقصى جنوبها حدث كل ذلك وإمبراطورية الشرطة تنام كنوم قرير العين هانيها ، نحن لا نريد من وزارة الداخلية بياناً تؤكد فيه – كما أعتدنا أن نسمع – بأنها توصلت للجناة بالسرعة المطلوبة ، بل نريد ما يُعرف في عالم الجريمة بالإجراءات الإحترازية (Preemptive measures) ، هذه الكثافة البشرية من الجنود يُمكنها منع الجريمة قبل وقوعها ، لكن الإنتشار الأمني لهذه القوات كما أسلفت الغرض منه تأمين حماية النظام فقط ، والمواطن البسيط غير معني بذلك ، لذلك ألفنا وقوع جرائم القتل وإغتصاب القصر والنصب والإحتيال .
    نفس السيناريو تكرر في قضية الراحل جون غرينفيل ، بسرعة وجيزة أستطاعت وزارة الخارجية أن تحدد الجهة المسؤولة ، خناقة سير عادية في منتصف الليل ، دعمتها روايات في الصحف عن ترجل فتاتين من سيارة القتيل ، سيارة بيضاء بها أجانب وسيارة بيضاء بها سودانيين ، الإيحاء من هذا التوصيف يعوّل على إمكانية أن القتيل ربما يكون راح ضحية قضية ثأر كما يحدث في صعيد مصر ، رأي أحد السودانيين الغيوريين على العفة والشرف هذا المشهد فثار الدم في عروقه وغلى ، فأقدم على قتل الأمريكي وسائقه إنتقاماً للشرف السوداني المسلوب ، لكنه لم يقتل الفتاتين كما جرت العادة في صعيد مصر ، فربما تركهما لعقاب الضمير الذي لا يرحم .
    رواية وزارة الخارجية أدخلت النظام في حرج بالغ ، صحيح أنها حاولت صد تهمة الإرهاب عن هذا العمل لكنها أثبتت أن الفاعل هو سوداني الجنسية ، وأن المسافة بينه وبين العدالة هي مدة القبض عليه ، إذاً قطعت جهيزة قول كل خطيب ، كان من الممكن رمي قميص الإتهام على تنظيم القاعدة ، لكن تنظيم القاعدة أعتاد على تبني العمليات التي ينفذها لحظة وقوعها ، ويقوم بنعي المنفذين كما حدث في المغرب ولا يمنعه عن ذلك حرج ، فهو ينشر بياناته في شبكة الأنترنت بحرية تامة ، فإن لم يرتكب تنظيم القاعدة هذه الجريمة فيا ترى من قام بها ؟؟ الصحافة العنصرية في الخرطوم روّجت لفكرة أن الفاعلين ربما يكونوا من دارفور كما حدث في قضية المرحوم محمد طه ، لكن هذا الإفتراض يُعزز فكرة أن الفاعل سوداني وهو أمر لا تريده حكومة الخرطوم ، وهناك أمر آخر ، فبما أن المجني عليه يحمل الجنسية الأمريكية فإن الولايات المتحدة سوف تطالب بتسلم القاتل ومحاكمته في أراضيها بعد أن يقبع لفترة في غوانتامو ، إذاً فلا مجال لإدخال جناة مفترضين لم يقوموا بإرتكاب الجريمة .
    هذا هو السبب الذي جعلت السلطات تبحث عن مخرج آخر ، فلماذا لا يكون الفاعل غربي الجنسية ؟؟ أنهم ثلة من الرعايا الغربيين ، إجتمعوا وهم يحتفلون بليلة رأس السنة ، رقص وغناء وخمر وميسر ونساء ، يعود غرينيفل وهو منهك من هذه الحفلة الصاخبة وقد غنم مبالغ كبيرة من صالة القمار ، يلحق به خصومه الذين خسروا أموالهم ، لا يقتلونه في مكان الإحتفال ، بل يطاردونه في وسط الخرطوم ويردونه قتيلاً هو وسائقه ، ومن العجلة ينسون أخذ محفظته ، هذه الرواية أيضاً غير مستساغة ، ولا يقبلها عقل ، فإن علم الذين روجوا لهذه الكذبة بما كان يفعله المستر غرينفيل في مكان الإحتفال ، وهو مكان خاص وفقاً لما نُشر ، فلماذا لا يسمون لنا الجاني ويقطعون الشك باليقين ويريحون السلطات من عناء البحث .
    نأتي لرواية تنظيم جند التوحيد والذين ذكروا في بيانهم أنهم يحاربون التبشير المسيحي في السودان ؟؟ وبأنهم قتلوا السائق السوداني لأنه باع دينه بدنياه ، والسؤال البديهي ..لماذا تأخر هذا البيان كل هذا الوقت ، ومن أين لهذه الجماعة بعربة بيضاء تشبه سيارة القتيل كما اشارت وزارة الخارجية ؟؟ كما أن السودان بلد مختلط الديانات يُرفع فيه الآذان وتُقرع فيه أجراس الكنائس فهل سوف ينقل هذا التنظيم نمط حربه الجديدة إلي المسيحيين في السودان ؟؟ ، هذا البيان مفبرك والغرض منه خلط الأوراق وتشتيت الأنظار ، فالجهة التي أغتالت غرينفيل كانت تراقبه وتعرف الدور الذي يمارسه في السودان ، فلنبحث بين أعداء السلام في السودان لنعرف الجاني والذي بالتأكيد سوف يكرر فعلته من جديد ، خاصةً وأن هناك مسؤول أمني في حكومة الإنقاذ ، تعهد في السنة الماضية بقتل قادة الأحزاب السياسية إذا وافقوا على دخول القوات الأممية إلي دارفور .
    سارة عيسي








    0
                  

03-08-2008, 06:23 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    هناك أمر في غاية الغرابة ، أن الذين يدافعون عن نظام الإنقاذ بهذه الطريقة السمجة هم ليسوا من الجبهة الإسلامية ، وحتى داخل تنظيم المؤتمر الوطني فإن عضويتهم مكتوبة بقلم الرصاص ، كالعادة لم يعلق على هذه الحادثة علي كرتي أو مصطفي عثمان أو مطرف صديق ، فخبرتهم التنظيمية علمتهم تجنب مثل هذا الحرج ، لكنهم دفعوا بعلي الصادق لإلقاء هذا التصريح الذي أستغرب له المراقبين للشأن السوداني ، حتى الولايات المتحدة دخلت في حيرة شديدة ورفضت إلي هذه اللحظة إبداء أي نوع من التعليق ، كما أنها لم ترمي بالتهمة على تنظيم القاعدة كما كان متوقعاً ، ويبدو أنها تمسكت برواية علي الصادق التي تؤكد أن الفاعل سوداني الجنسية .
    الجيل الأخير في حزب المؤتمر الوطني أو ما نسميه في عالم المشتقات الصناعية ب (By product) هم الذين وضعوا نفسهم في رأس حربة الدفاع عن النظام
    د.الزهاوي إبراهيم مالك أعلن رفض السودان للقرار الأممي رقم 1593 ثم جاء علي عثمان ووافق عليه .
    من شلة لندن الدكتور خالد المبارك أعلن لتلفزيون البي بي سي أن المعلمة جليان لن تمثل للمحاكمة ..لكن الإنقاذ حاكمتها وسجنتها .
    يقول علي الصادق أن عملية إغتيال جون غرنيفيل عمل إجرامي بلا ظلال سياسية ودافع الجريمة هو التنازع على أوليات السير في خرطوم مزدحمة ، وقد أكد أن الجناة من السودانيين ..لكننا نسمع اليوم رواية مختلفة وهي أن سبب الجريمة هو التكالب على حصيلة صالة القمار ..

                  

03-08-2008, 06:29 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    التعديل الوزاري الآخير والمزيد من غياهب التهميش


    عندما أتابع أخبار دارفور في وسائل الإعلام العالمية ، أسمع بأن طائرات الإنقاذ قد قصفت ثلاثة قرى في دارفور و فقتلت من أهلها مائتين ، وماكينة الدعاية الحربية في الخرطوم تزعم أن هذه الطائرات قتلت متمردين كانوا متنكرين في ثياب مدنية عندما باغتهم الموت ، التحريف الإعلامي لم يستثني النساء والأطفال والعجزة من الجزم بأنهم مقاتلين ، فقانون الإنقاذ أشبه بالموت الرحيم (delicate Death) في أوروبا الذي يضع حداً لحياة المريض عن طريق حقنه البوتاسيوم في الوريد ، وحياة هؤلاء الناس التعساء لا تجعل الموتى يطمحون في البقاء على قيد الحياة ، وما حدث من حرقٍ لثلاثة قرى مدنية ، آهلة بالسكان ، لا يخرج عن إطار نقمة رجال الإنقاذ على أهل دارفور بعد فشل غزوة أنجمينا وردة الرئيس إدريس دبي الفعل القاسية تجاه الغزاة ، تستطيع الإنقاذ أن تعامل أهل دارفور بأنهم أجانب لا يستحقون حقوق المواطنة ، أو تشاديون كما تغمز صحافتها الصفراء في الخرطوم ، فقتلهم بالطائرات يحول دون حملهم للجنسية المزدوجة ، ، لكن هذا لا يمنع أن نقول أيضاً – أن رجال الإنقاذ - غرباء على هذا الإقليم ، وأنهم لا يحملون لأهله أي مشروع إنساني يفضي إلي الرخاء والمدنية ، أنهم يحاربون هذا الإقليم بالحصار والقصف الجوي وتمزيق النسيج الإجتماعي ،و لا يتعاملون مع المواطنين في هذه المنطقة بأنهم سودانيين يشاركونهم في التاريخ والجغرافيا حتى ولو من باب الإفتراض ، بل حتى التعامل الإنساني الموروث بالفطرة أصبح مفقوداً ، من بين جيوش الأمم المتحدة ، وتحت سمع ومرأى منظمات حقوق الإنسان ، هجمت الطائرات الحكومية على المواطنيين العزل في دارفور ، تقتل كما تريد أن تقتل ، وتحرق كما تريد أن تحرق ، من غير أن يتحرك أي صوت دولي يحمي هذا الشعب من سعير البطش والتنكيل ، فالكل يحرص على مد غزة في فلسطين بالكهرباء والدقيق والزعتر وماكينات الحلاقة ، والطلب من إسرائيل بإلحاح مستمر أن بأن ترفع يدها عن الفلسطينيين ، لكن من الذي يطلب ذلك من نظام الخرطوم ؟؟ مع أن المواطن هناك لا يريد منها كهرباء أو زعتر أو طحيناً ، لا يريد منها غير أن توقف هذا الطيران المجنون ، والمدفوع بروح التشفي والإنتقام ، أن يوقف هذا القتل العشوائي الذي لا يميز بين الجدار والشجرة ، ولا يميز بين الطفل والشيخ الكبير ، أنه هولوكوست عنصري مقيت ، فوزير الحرب يُرقي إلي وزيرٍ للشئون الإنسانية ، وقائد مليشيا قبلية ، مطلوب للعدالة الدولة ، يتحول إلي مستشار للحكم الإتحادي ، فهم يذكرونني بخطبة الحجاج عندما أستخلف أخيه على حكم العراق : "لقد أمرته أن يسئ إلي محسنكم ولا يتجاوز عن مسيئكم "
    هذه المعادلة المفروضة على أهل دارفور لا تساعد في بقاء السودان موحداً ، فالدولة السودانية أصبحت جزءهً اصيلاً من التجاذبات الإجتماعية التي يعج بها السودان الآن ، فهي لا ترعى لم الشمل بقدر ما تتدخل فتنصر هذا ضد ذاك وهي تستخدم مفردات لم تكن متضادة مثل العرب والأفارقة ، أو المسيحية والإسلام ، فهي بهذه الصورة لا تمثل كل من يعيش في السودان ، وأزمة دارفور بدأت في شكل خلاف نظري بين الدكتور علي الحاج محمد وبين علي عثمان محمد طه ، كما أن هناك خلاف دار بين صلاح عبد الله ، رئيس المخابرات ، وبين الدكتور خليل إبراهيم ، عندما كان هذا الأخير في السجن ، وهذا الخلاف هو الذي يفسر نظرة الفريق صلاح عبد الله لقبيلة الزغاوة والتي يراها راعية للتمرد ، هذا الخلاف سوف اشير إليه في مقال آخر ، وهو كان خلافاً حاداً توعد فيه كل طرف بالقضاء على إثنية الآخر ، أنها صورة طبق الأصل لما جري بين النميري والدكتور دريج عندما كان الآخير حاكماً لإقليم دارفور ، حاول دريج أن يقنع الرئيس النميري بضرورة إعلان دارفور منطقة منكوبة بسبب المجاعة والتصحر ، لكن منظري الإتحادي الإشتراكي رأوا أن نشر هذا الخبر سوف يضر بسمعة السودان لدى الدول العربية ، هذا التجاذب هو الذي أعاد نفس القادة العسكريين الشماليين - الذين كنا نراهم في برنامج ساحات الفداء - إلي دارفور وهم ينشرون بيانات النصر الكاذبة والقضاء على فلول الخوارج ، بينما هم يخرقون الشرف العسكري بإستهدافهم لعناصر مدنية ، أنهم نفس الشخوص وتكسوهم نفس السحنة ويمثلون السودان القديم القائم على ثقافة الإستعلاء وإنكار حقوق الآخرين .
    ما يجري في دارفور لا يمنعني عن الحديث عن ما يجري في مدينتي كسلا وبورتسودان ، فقد أنتقلت حمى التهميش المقرونة بسفك الدماء إلي الإقليم الشرقي ، فقد جرت العادة أن يتم قتل المواطنين بالرصاص إذا طالبوا بشغل مهن " حمالين " في الميناء ، الوالي ينفذ من فعلته وأخوه يبقى كوزير دولة يحلم كل يوم بموت الرئيس إدريس دبي وهو طريداً ، شريداً في جنوب تشاد ، لكنه لن يرى غير دبي " الشبح " الذي يطيل السهاد ويطرد النوم ، ومن أجل بناء مستوصف ينقذ مرضى الكلى تهرع السلطات إلي تقديم القرابين والضحايا ، فتقدم من أجل هذا المشروع المبارك بعض الجثث البشرية ، في بورتسودان نسمع عن شح المياه ، إرتفاع أسعار الخبز ، إغلاق المستشفي الوحيد في المدينة ، هذا يحدث كله بينما ينام إقليم واحد في السودان فوق ثروات السودان وينشر فصول الحرب غرباً ، وشرقاً وجنوباً ، ، أنه سودان القبيلة الجشع الذي لا يعرف أن هذا السلوك سوف يؤدي إلي تفكيك الوطن ، وتحت غياب الحريات وعدم عدالة توزيع السلطة والثروة سوف يتحول كل أهل السودان إلي مجاميع مسلحة ترفع رايات مصلحة القبيلة وتكفر بالدولة الوطنية ، وفي كل يومٍ يثبت رجال الإنقاذ عنصريتهم وتمسكهم بمبادئ ورقة حمدي الإقتصادية ، فالتعديل الوزاري الأخير ، الذي أخرج حمد وأتى بحاج حمد أعتمد نفس المعادلة القديمة في تقسيم المناصب ، وغاب أبناء دارفور وكردفان والنوبة والأنقسنا – كالعادة - عن هذه التشكيلة ، كما أبقت الإنقاذ على نفس طاقمها الحربي المعادي لأهل دارفور ، وبعد فشل غزوة أنجمينا كان عليها إقالة كل من وزيري والدفاع والمخابرات . سوف يبقى هؤلاء السادة في مناصبهم لأن الإنقاذ لا تملك غيرهم ، بينما يدفع المواطن السوداني فاتورة مغامراتهم الفاشلة .
    سارة عيسي
    (عدل بواسطة SARA ISSA on 19-02-2008, 10:26 ص)



                  

03-08-2008, 06:33 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير... (Re: Seif Elyazal Burae)

    HONG KONG, Feb. 15 (UPI) -- China has exported more advanced weapon systems to Sudan.

    TV video footage of a military parade during the 52nd anniversary of Sudanese independence last year shows that the country already had new-generation Chinese T96 and upgraded T59D main battle tanks and T92 wheeled infantry fighting vehicles fitted with Russian 2A72 30-mm cannon guns.

    China acquired the technology from Russia to produce 2A72 30-mm cannon guns, which is believed to have been used to upgrade the Chinese PLA ground forces' T86 infantry fighting vehicles, or IFVs. Installing 2A72 guns on T92 wheeled IFVs for export to Sudan is a recent development. So far the T-92 wheeled IFVs have been known to be provided only to the Chinese No.38 Group Army.

    This appears to be the first time China has exported T92 wheeled IFVs and T96 MBTs to an African nation. The technological standard of this equipment is far superior to ground force equipment China has previously exported to Africa.

    At the International Defense Exhibition and Conference 2007 held in Abu Dhabi last year, China introduced the upgraded variant of the T59D tank. African countries that are now using T59 tanks include Zambia and Tanzania.

    In recent years, China has largely reinforced military cooperation with African countries through the strategy of trading oil for weapons. Both Sudan and Nigeria have purchased China-made F7M fighters. In 2005 Sudan exported to China 6.62 million tons of crude oil, about 5.2 percent of China's total oil imports that year. China has a 40-percent stake in Sudan's largest international oil consortium.

    Other Chinese weapons currently in service in the Sudanese forces include Type 54 122-mm howitzers, Type 59-I 130-mm cannons, Type 81 122-mm rocket guns, Type 59 57-mm air-defense guns, mortars of different calibers, eight J-6 fighters and a number of J-7M fighters.

    Sudan has also expressed interest in purchasing 12 Chinese FC1 fighters, and the two sides are now negotiating technical details of the deal. In 1996 Sudan purchased six F7M fighters from China, and another two Y8 transport aircraft are also in service. Western military observers believe that those Chinese weapons were paid for with Sudanese oil.
    The Sudan military parade in 2007 had a strong Chinese color, as most of the armored weapons were from China. The same parade revealed that the Sudan air force had Chinese-made K8 military trainers. Three K8 trainers and three MiG-29s flew over the capital during the parade. Images from the parade have revealed to the world that the Sudanese army resembles a second Chinese Liberation Army.--

    (Andrei Chang is editor in chief of Kanwa Defense Review Monthly, registered in Toronto.)

    كنت أتوقع من المتداخلين حجةً أكثر من الجنوح إلي فهم معاني الترجمة ، فهل المقصود كان طائرات تدريب صينية ؟؟ أم أن الصينين هم الذين قادوا تلك الطائرات وقاموا بالتحليق فوق سماء الخرطوم بالصورة التي رأيناها ، المقال أشار إلي نقطة هامة وهي أن هذا السلاح المتطور تمت مقايضته بالنفط ، بالتحديد " نفط الجنوب " ، ومن هذا المال تم شراء السلاح الصيني لقبائل المسيرية ليقاتلوا الحركة الشعبية ، ومن هذا المال ، وعن طريق هذا السلاح أصبح موسى هلال يتنقل بهذه الطائرات الصينية في إقليم دارفور ويأمر قواته بالهجوم على المدنيين وإغتصاب نسائهم وحرق قراهم ، أي ان هذا السلاح لا تملكه دولة قومية ، بل يملكه نظام جهوي عنصري ، وقد رأينا هذا السلاح في غزوة أنجمينا الفاشلة .
    والآن قد أنتهت حرب الجنوب كما يُقال ، ودارفور تحرسها قوات الأمم المتحدة ، فما الفائدة من هذا السلاح ؟؟ وسوف يستخدمونه ضد من ؟؟ هذا هو السؤال الحقيقي ، أضف إلي ذلك أن رموز حزب المؤتمر الوطني أدعوا أم مصنع جياد قام بصنع هذه الأسلحة !! حتى فضحهم هذا المحلل العسكري الذي رأي أن الجيش السوداني أصبح صورة منسوخة من الجيش الأحمر الصيني ..
    سؤال : من الطيار الذي كان يقود الطائرة التي أحترق في بطنها قائد الحرب إبراهيم شمس الدين ؟؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de