صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2004, 11:46 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور

    صراعات النخبة
    وحديث الأزمة في دارفور


    صراعات النخبة وازمة السودان السياسية:

    يشهد السودان منذ عقود؛ صراعا مريرا بين النخبة الاجتماعية السياسية القديمة التي تضعف تدريجيا؛ ونخبة سياسة جديدة تتكون؛ وان كانت لم تحتل مواقع النخبة القديمة تماما. واذا كان الصراع بين هذين النخبتين يحسم تدريحيا لصالح النخبة الجديدة؛ فان صراعا اكثر مرارة يدور بين مختلف شرائح وتكوينات النخبة الجديدة؛ في صراع شرائحها المختلفة من اجل وضع افضل لنفسها في البلد المسمي بالسودان.

    وتتكون النخبة السودانية القديمة؛ من قادة الطوائف الدينية وزعماء القبائل والعشائر والتجار الشماليين التقليديين – الجلابة-؛ وبعض المخضرمين من الموظفين ورجال الجيش ورجال الدين؛ والذي تعبر عنهم علي المستوي السياسي الاحزاب التقليدية الرئيسية في السودان؛ وهي حزبي الامة والاتحادي الديمقراطي.

    اما النخبة الجديدة؛ او قل النخب الجديدة؛ فهي تعتمد علي قئة المثقفين والمتعلمين من ابناء المدن؛ وعلي العناصر المتعلمة والعصرية وسط المجتمعات التقليدية؛ وتدعمها فئات واسعة من الموظفين وسكان المدن وضباط الجيش الصغار والوسطيين؛ واعدادا مضطردة من العناصر التجارية العاملة في المضاربة والصفقات السريعة؛ وجماهيرا تتزايد باستمرار من المغتربين السودانيين. وقد وجدت مختلف الاحزاب العقائدية والاصلاحية مرتعا خصبا لنشاطها وسط هذه الفئات؛ مجندة من بينها ومكونة من خلالها النخبة الجديدة.

    وقد كانت هذه النخب الجديدة حتي نهاية الستينات؛ متوزعة ما بين توجه يساري؛ عير عنه الحزب الشيوعي ومختلف تيارات القوميين والاشتراكيين العرب؛ واتجاه يميني عبرت عنه حركة الاخوان المسلمين. ولم يكن غريبا وقتها؛ نتيجة لضعف الجناح اليميني وسط النخب الجديدة؛ ان يقف ممثلوه – الاخوان – ويتمترسوا وراء مواقع النخب القديمة؛ والتي بيمنيتها ومحافظتها وايدلوجيتها الدينية؛ قد كانت اقرب اليهم من اخوانهم – الاعداء في اليسار؛ ممن تجمعهم بهم الحداثة ومواقع الدراسة ومشترك التجارب؛ وان باعدت بينهم الايدلوجية.

    الا انه بمجئ نظام 25 مايو 1969 بقيادة جعفر نميري الي الحكم؛ فان ضربة عنيفة قد وجهت للنخبة القديمة؛ لم تستفق منها حتي الان. واذا كان نظام الفريق ابراهيم عبود العسكري الحاكم في السنوات 1958 -1964 قد نقل السلطة السياسية من يد الشريحة التقليدية من بين النخبة القديمة؛ وهي قيادات الاحزاب الطائفية؛ الي يد شريحة اخري؛ وهي كبار الجنرالات؛ فانه لم يمس مواقع مجمل النخبة القديمة الاقتصادية ولا نفوذها الفكري والاجتماعي بصورة كبيرة؛ ولذلك فقد عادت بعد اكتوبر وهي مستقرة المواقع نوعا ما؛ عكس ما جري لها ابان وبعد نظام مايو الحاكم في الفترة 1969-1985 .

    واذا كان النظام المايوي قد بدأ من مواقع النخبة الجديدة - اليسارية العلمانية- ؛ فانه قد تطور مع الايام؛ لادراج شرائح جديدة في تكوينه؛ من فئات النخب الجديدة؛ ومن بينها الاتجاه اليميني البيروقراطي في السنوات 1971-1977؛ وبعدها الاتجاه اليميني لنخبة الاخوان المسلمين؛ والذي بمختلف الموارد المالية – بنك فيصل – واموال الاغتراب وبفضل جهاز الدولة؛ قد اخذ موقعا متقدما في السيطرة علي ما اسماه الترابي "سبل البنوك والملوك" ؛ اي السيطرة علي المال والسلطة؛ واخذ موقع القيادة في التحالف المايوي؛ البروقراطي"الإشتراكي" الاسلاموي.

    هذا التحالف الجديد؛ سيكون له دوره فيما بعد؛ وسيكون كامنا وقويا طوال سنوات الديمقراطية الثالثة 1985-1989؛ لياتي الي السلطة؛ دون حماية نميري هذه المرة؛ وبالاصالة لا بالوكالة؛ في 30 يونيو 1989. بالمقابل فان الاتجاه اليساري وسط النخبة الجديدة؛ ونتيجة لضعفه وسيطرة التيارات اليمنية عليه؛ سيرجع القهقري؛ وسيمارس منذ العام 1977؛ وبصورة اكثر وضوحا بعد العام 1985 والي الان؛ ما مارسه الاخوان المسلمين في الستينات؛ وهوالاحتماء تحت عباءة القوي التقليدية والطائفية؛ وهو ما دري انها قوي تخرج تدريجيا خارج الميدان.

    مع ذلك؛ فقد اتفقت كل هذه الشرائح من النخبة الجديدة؛ رغم اختلافاتها؛ علي شي واحد: وهو ان يكون جهاز الدولة مصدرا للسلطة والثروة؛ وموقعا لاعادة توزيع السلطة والثروة. وفي هذا فقد استوي الماركسيون والاسلاميون والبروقراطيون؛ حيث عملوا كلهم علي محاربة آليات السوق الحر؛ وعلي التمسك بجهاز الدولة بما يوفره من امتيازات وبما يتيحه من سيطرة. ومن هنا فان كل التنظير اليساري والتدجيل البروقراطي والتدليس الاسلاموي؛ عن التنمية المستفلة والتطور في السودان وفي المنطقة؛ لم يخرج عن بناء راسمالية الدولة في افضل الاحيان؛ أو عن بناء طبقة طفيلية في اسؤاها .
                  

07-02-2004, 11:47 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    النخب الجديدة الحاكمة نخب شمالية وسطية امدرمانية:

    الا ان كل هذه النخب الجديدة؛ من يسارية متمركسة وبيروقراطية متعلمنة ويمينية متأسلمة؛ قد كانت نخبا تنحدر من سودان الوسط النبلي "الشمالي". وقد فشلت فشلا ذريعا في ان تستوعب في قوامها؛ ايا من ممثلي النخب الجديدة من الاطراف؛ من مناطق الشرق او الغرب او الجنوب. ولأن جهاز الدولة محدود؛ ولان الطابع الحاكم للاقتصاد السوداني قد كان طابعا ريعيا؛ متوجها نحو الاستهلاك؛ دون تطوير الانتاج؛ فقد ادي ذلك الي تقلص ما يمكن السيطرة عليه وتوزيعه واحتلابه؛ من خلال ذلك الجهاز.

    تزامن هذا كله؛ مع بروز النخب الجديدة لمناطق الاطراف ؛ وابعادها عن جهاز الدولة بآليات مختلفة؛ رصدها الدكتور ابكر آدم اسماعيل في مقاله الموسوم: جدلية المركز والهامش واشكالية الهوية في السودان. وقدتم هذا الاقصاء اساسا لان هذا الجهاز لا يكفي لاشباع كل تلك النخب؛ فكان ان ارادت النخبة الجديدة لعناصر الوسط والشمال ان تحافظ عليه بالقوة؛ وتم ابعاد واقصاء النخب الجديدة الاخري من اقاليم السودان المختلفة عنه؛ بينما كانت النخب القديمة تحافظ عليه بشكل من التراضي؛ وباشراك شركاؤها من نخب الاقاليم – زعماء العشائر – في بعض كعكته.

    هذا ما يفسر لنا؛ كون قوي النخب القديمة قد فضلت الشكل البرلماني (الرضائي) للدولة والادارة؛ وان كانت قد مارسته بدرجة فيها الكثير من التشويه وتغييب الجماهير؛ بينما مالت النخب الجديدة من يمينية ويسارية وبيروقراطية الي الشكل العسكري الانقلابي؛ واتخذت نظام الحزب الواحد المهيمن علي الدولة والمجتمع؛ سبيلا لحكمها وسيطرتها.

    بالمقابل فانه في سيادة مثل هذا النمط الريعي والاستهلاكي للاقتصاد؛ فقد حققت بعض نخب الاطراف تراكمات نقدية عن طريق عملها في التجارة وتجارة الحدود والاغتراب؛ وفي ذلك يتم ضرب المثال بتجار مجموعة الزغاوة الاثنية؛ والتي وان اكتسبت نخبتها مواقع اقتصادية ( نقدية اساسيا ) متقدمة؛ فانها ظلت مبعدة ومهمشة عن دائرة القرار السياسي؛ والذي ظل محتكرا في دائرة الوسط.

    هذا كله مربوطا بالتوسع – العشوائي- في التعليم؛ والانفتاح علي العالم من طرق مختلفة – اهل الجنوب عن طريق كينيا واوغندا؛ و اهل الغرب عن طريق ليبيا وتشاد وافريقيا الوسطي- ؛ قد ساهم في بناء نخب جديدة في الاقاليم؛ لم تجد لها مكانا وسط النخب القديمة؛ وفي نفس الوقت اقصتها النخب الجديدة النيلية "الامدرمانية" عن قوامها؛ وذلك لعدم وجود اي برنامج ومشروع وطني تنموي لها؛ واقتصارها كلها علي الوصول لكعكة الحكم وجهاز الدولة؛ وابعاد الاخرين عنه.
                  

07-02-2004, 11:48 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    نخبة دارفور الجديدة والمراوحة بين اليمين واليسار:

    النخبة الدارفورية القديمة من رجال الادارة الاهلية وزعماء العشائر؛ كانت توجهاتها واضحة؛ حيث قد ربطت نفسها بالنخب القديمة في المركز؛ وكانت حليفتها الاستراتيجية؛ وفي ذلك فقد كانت هي وفئة الجلابة؛ يعملوا في تنسيق تام مع قيادات احزابهم الطائفية؛ بل كانوا هم قيادات تلك الاحزاب في الاطراف؛ وهي المناطق التي كانت مصدر الدعم السياسي المضمون؛ واليد العاملة الرخيصة؛ والقوي المحاربة اذا استدعي الامر "الحرابة"؛ لقيادات الاحزاب الطائفية.

    اما النخب الدارفورية الجديدة؛ فقد راوحت بين اليمين واليسار؛ ولم تحسم موقفها تماما. كان هذا لطبيعتها المتاثرة بالريف والإسلام الشعبي؛ وغير الميالة للعقائدية من جهة؛ واقصائها المتعمد من جانب القوي العقائدية من الجهة الاخري. هذه المراوحة جعلت بعضها يبحث عن خيارات جديدة؛ فكانت "جبهة نهضة دارفور"؛ ذلك التنظيم الجبهوي الذي ضم النخبة الدارفورية الجديدة؛ من اليمين واليسار؛ في فترة الستينات؛ وكان له دور كبير في بزوغ ونشاط الاجيال اللاحقة من النخبة الدارفورية الجديدة.

    من جهة اخري؛ فان تاريخ دارفور وتراث سلطاناتها العظيم؛ وتميزها الثقافي عن بقية اقاليم السودان؛ وارتباطها بغرب افريقيا؛ قد جعل هناك امكانية لبروز تيار قومي دارفوري؛ يمكن ان تتحلق حوله بعض النخبة الدارفورية الجديدة؛ وقد كانت منظمة "سوني" المسلحة بذرة له؛ وان كان هذا التيار قد تعرض للهزيمة سريعا؛ وذلك للشكل الفطير الذي قامت به "سوني". وفي المستقبل لم يجد هذا التيار التعبير السياسي عن نفسه؛ الا في فترة قصيرة؛ هي فترة "جبهة تحرير دارفور".

    وكما خدع نظام مايو بعضا من النخب الجديدة في الوسط؛ فانه حاول خداع النخب الجديدة في الاطراف؛ وفي ذلك كانت اتفاقية اديس ابابا؛ والتي كسب بها لمدة؛ ولاء النحبة الجنوبية الجديدة. الا ان علاقة النظام بالنخبة الدارفورية كانت اسؤا حظا؛ ورغم نجاحه في جذب رجال مثل احمد ابراهيم دريج - الممثل التقليدي للنخبة الدارفورية الجديدة من جيل الستينات-؛ فانه قد فشل في المحصلة؛ حيث وقفت دارفور الشعبية ضده في انتفاضة يناير 1981؛ ودفعت النخبة ضده؛ وذلك عندما هجره دريج وذهب الي المعارضة في الخارج.

    ولكن ولان الطبيعة لا تعرف الفراغ؛ فان التمدد الاخواني في السلطة والمجتمع؛ قد صاحبه تمدد لهم وسط النخبة الدارفورية الجديدة الاصغر سنا؛ فكان ان شهدت السبعينات والثمانينات تحولا كبيرا وسط متعلمي دارفور؛ تجاه الاصولية. وربما كان للخلفية الانصارية للدارفوريين – وهي حركة دينية جهادية- ؛ او للاختراق الذي قامت به الحركة الاسلامية للاحزاب الطائفية في الجبهة الوطنية ؛ او غيرها من الاسباب؛ دورا في ان اتجهت هذه النخبة اسلاميا؛ وظل هذا حال معظمها؛ حتي تم انقلاب 30 يونيو 1989.

    وقد دعمت النخبة الدارفورية المشروع الاسلاموي في 1989؛ ولكنها سرعان ما صدمت فيه. وقد تجلي هذا في انفضاض ممثلين بارزين لها عن الحركة الاسلامية ؛ كفاروق احمد ادم؛ النائب الاخواني السابق؛ وكداؤود يحي بولاد الذي تحول الي معارضتها بالسلاح؛ وابتعاد ابراهيم ايدام؛ عضو مجلس الانقلاب عن الحكم؛ وخروج امين بناني نيو؛ بعد صراع حافل مع السلطة.. بالمقابل فان الحركة الاسلامية قد ابدت بعد ان وصلت للسلطة؛ ضيق افق "شماليا" ليس له حدود؛ حينما القت بثقلها كله وراء النموذح الوسطي الامدرماني؛ وابعدت وهمشت عناصرها من نخب الاطراف؛ وكل ذلك في ظل صغر حجم كعكة السلطة؛ و انعدام وجود اي مشروع تنموي وتحديثي لها؛ الامر الذي انكشف في تعاملها مع الازمة الاقتصادية –الاجتماعية – البيئيية العميقة في دارفور؛ والتي عالجتها بان ارسلت لهم ..الطيب سيخة حاكما.

    أدي كل هذا؛ مترابطا بالتصدع الكبير الذي مرت به الحركة الاسلامية؛ وكون الصراع في حزب الاسلاميين؛ قد اخذ الوجه القبيح لصراع اولاد البحر واولاد الغرب التاريخي؛ الي ان تنفض اغلبية النخبة الدارفورية عن الحركة الاسلامية؛ وان يبتعد عنها المواطن الدارفوري بصورة عامة. اما من بقي منهم في الحركة الاسلامية؛ فقد مال لصالح جناح الترابي؛ والذي اقنعهم – كاذبا والي حين – انه معهم؛ وان قلبه مع اولاد الغرب ضد اولاد البحر.

    في ظل هذا ؛ بدأت بعض الرموز القديمة في النخبة الدارفورية الجديدة في الحركة؛ فكان ان كون احمد ابراهيم دريج التحالف الفيدرالي السوداني. وكما كانت جبهة نهضة دارفور في الستينات غير محددة الاتجاه؛ فان التحالف الفيدرالي كان مائعا وغير محدد الاتجاه؛ وحينما طلب بعض ابناء دارفور من الاستاذ دريج تزعم تنظيم يجمع الدارفوريين كلهم في التسعينات؛ رفض بحجة انه رجل قومي سوداني؛ وكان التحالف الفيدرالي موزعا من جديد في هويته؛ ما بين كونه تنظيما دارفوريا؛ ام تنظيما لغرب السودان – دارفور وكردفان-؛ ام تنظيما قوميا سودانيا جامعا. كما كان موزعا في نشاطه؛ ما بين كونه تنظيم ثوري راديكالي يناضل بالسلاح؛ كما اراده شريف حرير؛ البروفسور الثائر ونائب رئيس الحزب؛ ام تنظيما اصلاحيا تدريجيا؛ كما يريده "الليبرالي" احمد ابراهيم دريج؛ رئيس الحزب.

    في خلال ذلك؛ وفي ظل ابتعاد النخبة الدارفورية الجديدة من جيل الستينات والسبعينات والثمانينات؛ عن واقع دارفور المرير ؛ وعن ازماتها العميقة؛ وعن جيلها الشاب؛ فقد برزت قيادات جديدة في التسعينات؛ بمعزل عن هذه النخب؛ واعلنت عن نفسها بانطلاق العمل المسلح في دارفور؛ كاعنف شكل من اشكطال الاشهار؛ وذلك بعد ان يئست من خلاص وقيادة يمكن ان تأتيها من النخبة الدارفورية المتأسلمة"علي الحاج" او تلك النهضوية " أحمد إبراهيم دريج".
                  

07-02-2004, 11:48 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    جبهة تحرير دارفور أم حركة تحرير السودان؟


    بدأت الحركة الأكبر وسط تنظيمات المعارضة المسلحة في دارفور؛ نشاطها العلني في اكتوبر 2002؛ بتوزيع بعض البيانات والكاسيتات؛ باسم جبهة تحرير دارفور؛ ثم ما لبثت ان غيرت اسمها في مارس 2003؛ اي بعد اقل من 6 اشهر علي بدء نشاطها العلني؛ وبعد انطلاق نشاطها المسلح الكبير؛ الي إاسم حركة تحرير السودان.

    تشكل قيادة جبهة تحرير دارفور / حركة تحرير السودان؛ جيلا شابا وجديدا؛ وسط شرائح النخبة الدارفورية الجديدة. فالمعلومات المتوفرة تقول ان المحامي عبدالواحد محمد نور؛ رئيس التنظيم؛ يبلغ من العمر 36 عاما؛ بينما القائد مني اركوي ميناوي؛ الامين العام للتنظيم؛ من مواليد عام 1972؛ وهو بذلك يبلغ الان 32 عاما؛ وهذه اعمار جد شابة في السياسة السودانية التي يسيطر عليها الديناصورات.

    هذا ما قد يفسر ؛ الانتقال السريع من اسم الي اسم؛ وهو تعبير عن الحراك الفكري والسياسي للمؤسسين والقادة؛ وربما يرجع الي ضعف التجربة السياسية؛ وانعدام او ضعف الاطر لنظرية للحركة في مجموعها. فالاسم الاول جري التخلي عنه بسرعة غريبة؛ والاسم الثاني جري اختياره؛ في تطابق يكاد يكون شاملا؛ لاسم تنظيم عامل علي الساحة السودانية.

    جبهة تحرير دارفور؛ تتماهي من جهة؛ مع الاسم التاريخي ل"جبهة نهضة دارفور" ؛ وها هنا قد ظلت كلمة الجبهة؛ تعبيرا عن الطبيعة العامة للتنظيم؛ وطابعة التوحيدي للدارفوريين؛ وظلت صيغة دارفور؛ باعتبارها الهدف الاساس للنشاط والمحور الرئيس للعمل؛ بينما تغيرت النهضة الي تحرير؛ في شبه يأس من ان تتم النهضة في تفاهم مع الاخرين؛ فكأن تحرير دارفور هو طريقها الي نهضتها؛ او هو بديلا عن نهضتها؛ او هو نهضتها في ظروف جديدة.

    تحرير دارفور من جهة اخري؛ يعيد الي الاذهان افكار القومية الدارفورية؛ والمشبعة بتراث السلطنة المستقلة؛ وعودة علي دينار مرة اخري؛ في صورة مني اركوي ميناوي. ومن جهة اخري استمرار لتجربة سوني؛ والتي رفعت السلاح؛ بديلا ايضا عن نهضة دارفور؛ او طريقا لنهضتها؛ حيث اعتبر الكثيرون سوني في وقتها؛ الجناح العسكري للجبهة التي ستعمل من بعد.

    من جهة اخري؛ فان اسم "جبهة تحرير دارفور"؛ هواعلان انفصالي لا يقبل الشك؛ وهو امر لم تنضج له حتي اكثر العناصر تطرفا؛ وسط مؤيدي القومية الدارفورية. كما هو مدخل لحوار – او قل نزاع- جدلي طويل؛ حول ما هي هذه القومية الدارفورية؛ وهل هي قومية الفور والزرقة فقط؛ ام هي قومية كل ساكني دارفور؛ واذا كانت الاخيرة؛ فما اختلافها عن القومية السودانية العامة؛ ثم هل يتقبل العالم والمنطقة طرحا انفصاليا؛ في هذا الجزء من السودان؟

    لذلك كان التخلي عن اسم جبهة تحرير دارفور؛ طالما بدأ التنظيم يخرج من مرحلة السرية الاولي؛ والتي كان يمكن فيها ان تلعب افكار القومية الدارفورية دورا محرضا للبعض؛ او لايعيرهمالبعض الاخر اهتماما؛ في ظل رغبتهم في "الحرابة"؛ بينما عندما اشتهر التنظيم واصبح هدفا للنقاش؛ ينبغي تفكيك المحاور التي يمكن ان تستغل ضده؛ ومن بينها محور "تحرير دارفور"

    كان الاختيار بالمقابل؛ لاسم حركة تحرير السودان وجيش تحرير السودان. لماذا تم اختيار هذا الاسم؛ والذي يذكرنا بالحركة (الشعبية) لتحرير السودان والجيش (الشعبي) لتحرير السودان؛ وباللغة الانجليزية – التي صيغ بها الاعلان التاسيسي لحركة تحرير السودان؛ فان تقارب الاسماء يكون اكثر وضوحا وسطوعا.

    ذهب البعض الي تاثير التجربة البولادية – نسبة الي داؤود بولاد- ؛ والذي اراد ان يأتي بالحركة الشعبية لتحرير السودان الي دارفور؛ ولكنه فشل. واذا كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان لا يمكن ان تأتي؛ لظروف عدة؛ واذا كانت جبهة تحرير دارفور لا يمكن ان تمر؛ لظروف اخري؛ فلماذا لا يكون الحل في تماه جديد؛ يسجل التقارب والاختلاف في آن؛ مع التحربة البولادية والتنظيم – الحليف- ؛ فتسمي الحركة باسم حركة تحرير السودان؟

    في هذا يكمن نموذج النخبة الجنوبية الجاذب؛ لهذا الجيل الثوري الشاب؛ وهي النحبة التي ناضلت بالسلاح؛ من اجل اشراكها ليس فقط في ادارة اقليمها؛ بعد ان كان مسيطرا عليه من قبل الجلابة – فئة التجار الشماليين – والدولة المعبرة عنهم؛ وانما في ادارة كل السودان؛ والانتصارات التي حققتها بهذا الصدد؛ رغم فداحة الثمن الذي دفعه المواطن الجنوبي البسيط؛ والمواطن السوداني البسيط عمموما؛ والمتضرر دائما من صراعات النخب.

    ربما كان هذا النموذج مؤثرا؛ خصوصا في ظل مناخات نيفاشا وما كانت تحققه النخبة الجنوبية؛ في دفع نخب الاطراف الاخري؛ وفي هذا الصدد النخبة الدارفورية؛ الي اختراط نفس الطريق؛ عسي بها ان تاخذ حصتها من السلطة السياسية والاقتصادية – وهما في واقع الدولة الريعية صنوان- ؛ او علي الاقل ان تسيطر علي مقدرات اقليمها الخاص؛ اذا فاتها ذاك.

    يبقي في النهاية معرفة مدلول تحرير السودان؛ ومدلول السودان الجديد الذي تطرحه حركة تحرير السودان؛ وهل هو طرح لاعادة تفكيك وتشكيل البنية الاجتماعية – السياسية في السودان؛ ام هو مجرد مدافرة من قبل بعض النخب الجديدة؛ للحصول علي موقع في علاقات السلطة والامتيازات؟ .. واذا كانت الحركة (الشعبية) لتحرير السودان؛ قد فشلت في ذلك التحرير؛ وبنت "السودان الجديد" وفق قسمة ضيزي لاقتسام الحكم مع من لايملك؛ وفي غياب المواطن السوداني؛ فما هي الضمانات لنا؛ ان مفهوم التحرير عند حركة تحرير السودان؛ وكذلك مفهوم السودان الجديد؛ يختلف عن ما مارسته "سميتها" واختها الكبيرة؛ وانها تبحث من ورائه عن شي؛ اكثر من صراع النخب علي الامتيازات والريع؟
                  

07-02-2004, 11:49 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    تنظيمات المعارضة في دارفور واشكاليات النخبة:

    فوق حركة تحرير السودان؛ فان في دارفور تعمل مجموعة من الحركات السياسية والعسكرية؛ ومن بينها حزب الامة؛ والتحالف الفيدرالي السوداني؛ وحركة العدل والمساواة؛ والمؤتمر الشعبي؛ ومجموعة من التنظيمات الفئوية والقبلية والتجمعات المدنية؛ والعاملة في دارفور او في الخرطوم او بالخارج.

    ما علاقة كل هذه التنظيمات وقياداتها وقواعدها ومؤيديها ياشكاليات النخبة وصراعاتها؛ وهل فرضت قيادات التمرد المسلح في دارفور نفسها كنخبة جديدة؛ ام ستخضع للنخب الاقدم ؛ وكيف ستحسم الخلافات الفكرية والسياسية فيما بينها – حركة تحرير السودان والعدل والمساواة؛ وما علاقتة القيادات العسكرية للتمرد؛ بالعناصر المدنية والنخبة التجارية التي اشرنا اليها آنفا؛ الخ الخ .

    نقول ان التمرد المسلح في دارفور قد كان معزولا في البداية عن النخب الدارفورية القديمة والجيل الاقدم من النخب الجديدة. ويبدو ان تنظيمه الاقوي؛ وهو حركة تحرير السودان؛ قد اسس من قبل شباب لهم تجربة سياسية وعلاقات محلية واقليمية محدودة؛ ولكن خبرة عسكرية وموارد مالية قوية. بينما اتجهت اصابع الاتهام للمؤتمر الشعبي وحسن الترابي؛ بالوقوف خلف حركة العدالة والمساواة؛ ودعمها ايدلوجيا وعسكريا وسياسيا.

    وقد حاولت بعض النخب الدارفورية؛ مثل احمد ابراهيم دريج؛ وقيادة حزب الامة ؛ التاثير في مجري الاحداث؛ وجبرها لمصلحتها السياسية. الا ان تبلور الصراع واشتداده قد دفعها للخلف؛ فكان أن انضم اغلب اعضاء التحالف الفيدرالي بغرب البلاد لحركة تحرير السودان؛ وكذلك بعض كوارد التحالف الخارجية؛ مما دعا التنظيمين لتوقيع اتفاق وحدوي بينهما؛ وبدأ كأن نائب رئيس التحالف الفيدرالي؛ "الثوري" شريف حرير يقف وراء التماهي مع الحركة او الاندماج بها؛ بينما يتنائي عن ذلك رئيسه"الليبرالي" احمد ابراهيم دريج؛ والذي التقي نائب رئيس النظام؛ علي عثمان محمد طه؛ في تصرف جلب عليه سخط كل الشباب الدارفوري المعارض.

    من جهة اخري فان تكرار اتهام كوادر حزب المؤتمر الشعبي؛ بدعم حركة العدالة والمساواة؛ يشير من جانب الحكومة الي الحبل السري الذي يربط بين التنظيمين. وفي ظل الخطاب الغامض الصادر من هذين التنظيمين حول تلك النقطة؛ والطابع القومي السوداني الاوضح – ولكن الاكثر ديماجوحية- في طرح حركة العدالة والمساواة؛ فاننا نتسائل هل تعبر هذه الحركة عن نهوض نخبة دارفورية مستقلة؛ ام هي جزء من المخبة الاسلاموية الترابية؛ تحاول في دارفور ان تنفذ جزءا من الصراع الدائر علي نطاق السودان كله؛ والمدار من قبل هذه الشريحة المهزومة والمغامرة.

    من الناحية الاخري يبدو حزب الامة؛ ومن يتبعه من النخبة الدارفورية القديمة؛ هو الخاسر الاكبر والمُهمش الاول بعد اندلاع التمرد. فقد فشل الحزب في احتواء التمرد او التاثير علي عناصره؛ او في التأثير علي الموالين للحكومة من الجنجويد؛ و اعترف الصادق المهدي زعيم الحزب؛ ان اعضاء حزبه يقاتلوا في الجانبين؛ وبهذا فان التمرد المسلح في دارفور؛ يدق جرس النهاية لنفوذ النخبة القديمة؛ المركزية والدارفورية؛ ممقلة في حزب الامة وقياداته المركزية والمحلية.

    من الناحية الثالثة؛ فاننا نرصد مع تردي الصراع في دارفور الي حالة حرب اهلية بين الدارفوريين انفسهم؛ بدلا من كونه مواجهة مسلحة ضد الحكومة المركزية؛ ارتفاع صوت الخطاب العنصري والعرقي من جانب النخب الدارفوية؛ من العناصر العربة او الزنجية. ان ارتفاع هذا الصوت وانتصاره وسط الحركات المعارضة؛ ووسط معارضيها؛ انما ينبئ عن خراب عظيم ينتظرنا؛ ويوضح ان النخبة الدارفورية الجديدة؛ او قل شرائحها الناشطة الان؛ لم ترتق الي مستوي المسؤولية التاريخية؛ ولا تزال تعلك اساليب ورؤي وعقلية "السودان القديم"؛ في اسؤا تجلياتها؛ وتعمل فقط للبحث عن مصالحها؛ في غمرة الانهيار العام الذي تتعرض له دارفور؛ ويتعرض له السودان.

    1 يوليو 2004
                  

07-02-2004, 01:32 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    الاخ عادل
    تحية طيبة

    اعجب منك اذ تري
    Quote: فقد اتفقت كل هذه الشرائح من النخبة الجديدة؛ رغم اختلافاتها؛ علي شي واحد: وهو ان يكون جهاز الدولة مصدرا للسلطة والثروة؛ وموقعا لاعادة توزيع السلطة والثروة

    و
    Quote: وعلي التمسك بجهاز الدولة بما يوفره من امتيازات وبما يتيحه من سيطرة


    ولكن تتساءل

    Quote: يبقي في النهاية معرفة مدلول تحرير السودان؛ ومدلول السودان الجديد الذي تطرحه حركة تحرير السودان؛ وهل هو طرح لاعادة تفكيك وتشكيل البنية الاجتماعية – السياسية في السودان؛ ام هو مجرد مدافرة من قبل بعض النخب الجديدة؛ للحصول علي موقع في علاقات السلطة والامتيازات؟


    Quote: واذا كانت الحركة (الشعبية) لتحرير السودان؛ قد فشلت في ذلك التحرير؛ وبنت "السودان الجديد" وفق قسمة ضيزي لاقتسام الحكم مع من لايملك؛


    يؤسفني يا عادل ان تري اساس المشكلة وتشخيص المرض و لكن لا تستطيع وضع العلاج، بل وتستنكر اقرب العلاجات ضمانا للتشافي

    يا عزيزي
    السودان دولة فقيرة، و الفقر و الغني فيها مرتبطان بالبعد و القرب من السلطة علي التوالي..لانه- كمااقريت انت سابقا- السلطة توفر الامتيازات..
    انت لا تري معني ان تكون وزارة البترول في ايدي قبيلة معينة ( من وزيرا لي غفيرا- كما يقال) او وزراة التجارة، ..الخ.. لا تري عواقب ذلك علي المجتمع، علي مقدرة مجموعات بعينها علي تعليم ابنائها، علاج مرضاها.. الخ، وما يعقب ذلك من تكريس للهيمنة الاقتصادية و بالتالي السياسية (والعكس) من جهة ومن جهة اخري احتقان المجتمع نتيجة للاحساس بالظلم..
    انا لا اتعجب ان لم تتفهم اصرار الحركة الشعبية علي تفاصيل التفاصيل فيما يخص تقاسم الثروة و السلطة، وما قد يؤدي اليه مجرد التقسيم هذا (ولو اكتفت الحركة بالسلطة فقط)..من اعادة التوازنات الاقتصادية و الاجتماعية في الدولة ككل..

    اذا اتسع خيالك معي قليلا، و تخيلت ان احد الجنوبيين ( من قبيلة الشلك مثلا)..استولي علي السلطة خلال هذا الويك اند وقطع رأس كل من يقول (بغم).. وسيطر علي الامن و الجيش، الا تري انه و في خلال عامين ثلاثة ستكون قبيلة الشلك اغني قبيلة في السودان؟؟
    وان نصف السفراء و المدراء و غيرو و غيرو سيكونون من الشلك؟؟
    (ضربت المثل بالشلك لانها ليست قبيلة كبيرة)

    التمايز الاجتماعي و الاقتصادي في السودان يا استاذ عادل سببه السلطة.. السلطة.. السلطة..
    اي جماعة او مجموعة لا تري ذلك، تظل تدور في فلك يظل يحجبها علي الدوام من رؤية شمس الحقيقة..
    ولان الحقيقة تظل هي الحقيقة، فان الباحثين عنها، سيبذلون المال و الارواح لنيلها..
    وانهم لبالغوها، وما نأسف الا لسفك دماء بعض هؤلاء، وسفك كثير من الحبر ( او الباندويدث) ههنا

    خالص ودي

    ايمن بشري
                  

07-02-2004, 10:51 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتذار لسيدة كريمة ولأعضاء المنبر وزواره !! (Re: aymen)

    العزيز ايمن بشري

    شكرا لك وتحية علي المداخلة؛ وانقاذ البوست هذا من الغوص الي القاع ..

    كتبت:
    ****
    ليؤسفني يا عادل ان تري اساس المشكلة وتشخيص المرض و لكن لا تستطيع وضع العلاج، بل وتستنكر اقرب العلاجات ضمانا للتشافي
    ***

    اتمني الا يدوم اسفك طويلا؛ وذلك حين تعرف العلاجات التي اقترحها؛ وهي نموذج دولة تبني وفق مشروع تنموي؛ معتمدة علي التوفير والانتاج؛ وليس علي البذخ والاستهلاك؛ وحيث الكسب مرهون بالقدرات والمبادرة؛ وليس علي القرب من السلطة او البعد عنها؛ وحيث جهاز الدولة بسيط ومحصور المهمة؛ وبيس المصدر الاول للسلطة والثروة واعادة توزيعمها - ولا اقول اعادة انتاجهما - .

    هذا النموذج للدولة؛ يفترض علاقة جديدة ما بين السلطة والنخبة من جهة؛ والنخبة والجماهير من الجهة الثانية؛ ويفترض ان نهدم مؤسسة الدولة هذه؛ ونعيد تركيبها علي اسس جديدة؛ لا تقوم علي استحلاب الضرع واقتاد الريع؛ وهذا ما سميناه بالثورة الليبرالية.

    كتبت:
    ****
    السودان دولة فقيرة، و الفقر و الغني فيها مرتبطان بالبعد و القرب من السلطة علي التوالي..لانه- كمااقريت انت سابقا- السلطة توفر الامتيازات..
    ***

    اتفق معك كما قلت انت في التحليل؛ ونختلف في العلاج؛ وهنا سؤالي: هل هناك امكانية لان نجعل من السودان دولة غنية؛ ومن امكانية الكسب - ما تسميه بالغني - امكانية خارجة عن اطار البعد والقرب من السلطة؛ وان يكون هناك تعامل جديد لمحاربة الفقر؛ اي بتطوير الانتاج؛ وليس بتوزيع الريع؛ وبرفع الحد الادني الاجتماعي باستمرار؛وباختصار هل هناك امطانية لان نسلك الطريق الذي بني "ثروة الامم"؛ وليس الطريق القائم علي الصراع حول ضرع الدولة المكرمش؟

    كتبت:
    ****
    انت لا تري معني ان تكون وزارة البترول في ايدي قبيلة معينة ( من وزيرا لي غفيرا- كما يقال) او وزراة التجارة، ..الخ.. لا تري عواقب ذلك علي المجتمع، علي مقدرة مجموعات بعينها علي تعليم ابنائها، علاج مرضاها.. الخ، وما يعقب ذلك من تكريس للهيمنة الاقتصادية و بالتالي السياسية (والعكس) من جهة ومن جهة اخري احتقان المجتمع نتيجة للاحساس بالظلم..
    ***

    انا اعرف معني ذلك جيدا؛ وقد ذكرت ان السيطرة علي السلطة من قبل النخبة النيلية الوسطية - القديمة والجديدة - قد ادي الي املاق المجتمع وافقاره ؛ والي ان يصبح السودان واحدا من اكثر الدول فقرا ؛ ومواطنه من اكثر المواطنين بؤسا .. وكذلك ادرك معني هذا في المستوي السياسي والاجتماعي والنفسي .. لكل ذلك ارفض ان يتغير هذا؛ ياستبدال فبيلة بقبيلة؛ او نخبة بنخبة؛ اوادخال نخبة ما؛ للنادي الحاكم لتتقاسم الريع؛ وادعو اي منهج مختلف تماما عن ذلك.

    كتبت:
    ***
    انا لا اتعجب ان لم تتفهم اصرار الحركة الشعبية علي تفاصيل التفاصيل فيما يخص تقاسم الثروة و السلطة، وما قد يؤدي اليه مجرد التقسيم هذا (ولو اكتفت الحركة بالسلطة فقط)..من اعادة التوازنات الاقتصادية و الاجتماعية في الدولة ككل..
    ***

    أنا لم افصل في هذا المقال الحديث عن النخبة الجنوبية ؛ او عن استراتيجية الحركة الشعبية؛ وان كتنتقد اشرت له في مناطق اخري.. ما اريد قوله هنا باختصار؛ وذلك حتي اشرحه بتفصيل لاحقا؛ هوان قيادةالحركة الشعبية؛ لم تتحدث اطلاقا عن انتاج الثروة ؛ اي تحويل واقع فقر البلاد واملاق المواطنين الي غني؛ وانما تحدثت عن تقسيم الثروة الموجودة؛ وبلغة اكثر وضوحا تقسيم الريع - القادم من البترول والضرائب والمضاربات والرخص الخ - ؛ اي انها تريد ان تدخل كنخبة جديدة؛ بالمشاركة او بالاستئثار؛ للحلبة وتحل محل النخبة الشمالية؛ دون تغيير البنية الاقتصادية الاجتماعية للسودان؛ اي انها تريد ان تحافظ علي نمظ راسمالية الدولة في احسن الاحوال ؛ او الدولة الريعية المسيطر عليها من قبل طبقة طفيلية تسيطر علي جهاز الدولة؛ وتستخدمه طريقا للثروة - لها لا للشعب- والسيطرة .

    كتبت:
    ***
    اذا اتسع خيالك معي قليلا، و تخيلت ان احد الجنوبيين ( من قبيلة الشلك مثلا)..استولي علي السلطة خلال هذا الويك اند وقطع رأس كل من يقول (بغم).. وسيطر علي الامن و الجيش، الا تري انه و في خلال عامين ثلاثة ستكون قبيلة الشلك اغني قبيلة في السودان؟؟
    وان نصف السفراء و المدراء و غيرو و غيرو سيكونون من الشلك؟؟
    ***

    يتسع خيالي معك؛ واقول لك ان النخبة الوسطية الامدرمانية قد فعلتذلك ؛ لكن قبائلها لم تتحول الي اغني القبائل؛ بل تحول رجال النخبة الي اغني الناس؛ وبالتاكيد في ظل اقتصاد متخلف؛ لنيتحول كل الشلك الي اغنياء؛ وانما ستتحول نخبتهم الي الغني؛ وعموم القبيلة الي وضع افضل ؛ ولكن المجتمعفي عمومه سيكونفي فقر ..
    لذلك نطالب بمنهجية جديدة قائمة علي انتاج الثروة اولا؛ لان اسودان فقير ومواطنية مدقعين؛ وقائمة علي تقليص الدولة والسلطة ثانيا؛ بحيث لا تتحول الي مصدر للثروة؛ وقائمة علي تشجيع النشاطات الحرة ثالثا؛ بوصفها الطريق الصحيح لخلق الثروة الفردية والجماعية؛ وعلي تفكيك الدولة وقلب العلاقات الاجتماعية اخيرا؛ بحيث نكسر طابعها القبلي والمناطقي والعنصري والنخبوي .

    كتبت:
    ***
    التمايز الاجتماعي و الاقتصادي في السودان يا استاذ عادل سببه السلطة.. السلطة.. السلطة..
    اي جماعة او مجموعة لا تري ذلك، تظل تدور في فلك يظل يحجبها علي الدوام من رؤية شمس الحقيقة..
    ولان الحقيقة تظل هي الحقيقة، فان الباحثين عنها، سيبذلون المال و الارواح لنيلها..
    وانهم لبالغوها، وما نأسف الا لسفك دماء بعض هؤلاء، وسفك كثير من الحبر ( او الباندويدث) ههناوانهم لبالغوها، وما نأسف الا لسفك دماء بعض هؤلاء،
    ***

    اعلم ذلك؛ ولكني اعتقد ان اسلوب النخب المختلفة القائم علي الاستيلاء علي السلطة؛ واستخدامها لمصلحة النخبة المحددة ومن يدعمها؛ قد آن له ان يذهب. اعتقد ان نموذ ج الدولة الريعية الموروث عن السودانالكولنيالي؛ وقبله عن السودان شبه الاقطاعي القديم؛ يجب ان ينتهي .. اعتقد ان غول الدولة والسلطة؛ يجب ان نواجهه بابداع وتمرد الفرد والمجتمع؛ وبنخبة جديدة وعلاقات جديدة؛ تكنس فيما تكنس علاقات السلطة هذه؛ وعلاقات الانتاج هذه؛ وعلاقات النخبة هذه

    هل وصلت الرسالة؛ ام ان ما نطلبه اكبر من حدود مشاريع ومطامع النخب والثوار ؟

    عادل
                  

07-02-2004, 10:11 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    سلام ياعادل.

    صراحة لا ازال في حيرة من امرك، من حيث طريقة تفكيرك، وهذه القراءة الخاطئة تؤكد ماذهبت اليه من قبل، وهي انك بتنطلق من مركزية شمالية، تنظر لبقية مناطق السودان كامتداد للبنية الفكرية لاقلية الشمال.
    لذلك لاتفرق بين الحركة الشعبية ونظام جلابة الشمال، في عاصمة الجلابة الخرطوم.

    فانت بتتكلم عن دارفور انطلاقا من معايير التركيبة السياسية لاقلية الشمال، وباستخدام ذات مفردات ادبها السياسي!

    ياعزيزي لا دخل لغير اقلية الشمال، ببنية السلطة والثروة لدولة الجلابة، يسار يمين او وسط!

    هذه التركيبة ونمط تفكير الجلابي، بعامة، وضع اساسها وصاغها ببراعة الاحتلال الثنائي، من خام وهم العروبة وواقع الحرب الاهلية مابين الغرب والشمال علي ايام التعايشي!

    الشمال تامر علي الدولة المهدية وكثمن عهد الاحتلال المصري الانجليزي بالسودان كله للشمال، كمفاول من الباطن، مهمته الاساسية الحفاظ علي وديعة الاحتلال:
    السودان القديم، بالذات مهام صيانة القنبلة الزمنية او الحرب الاهلية، واللتي تم اعادة تركيبها في دارفور من اول او جديد!

    فياعادل انت بعيد كل البعد من الحاصل، او بتعرض برة دارة السودان، وفي قلب دارة الشمال، كعادة كل جلابي!
                  

07-02-2004, 10:55 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتذار لسيدة كريمة ولأعضاء المنبر وزواره !! (Re: Bashasha)

    العزيز بشاشه
    تحياتي واشواقي ..

    كالعادة لا استطيع نقاشك؛ اذ انت ترسل احكام عامة؛ لا تسندها باي شي من اقوالي؛ بل لا تحدد مكان اعتراضك بالضبط علي ما اطرح؛ وانما تكرر اكليشهيات لا تتغير مع تغير مختلف المواضيع ؛ وليس لها سند من الخطاب الذي اطرحه.

    انظر الي مداخلة الاخ ايمن؛ والي ردي عليها؛ لتدرك ان كل ما قد قلته اعلاه؛ يعبر عن انك لم تفهم اطلاقا؛ ما اريد قوله.

    عادل
                  

07-03-2004, 00:55 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    عادل سلام.

    فاهم كلامك، لكن انت ما فاهم كلامي.

    كلامك من A to Z، بينطلق من مركزية شمالية تنظر لباقي السودان كامتداد للشمال.

    ذي ما قلت ليك كلامك عن النخب واليمين واليسار، لايخص كوكو ولا ادمو ولا ملوال ولاحتي اوهاج في شئ.

    مصطلح مركز يفرغ الصراع من محتواه العنيف الحقيقي تماما. الصراع الدموي الفي بلدنا ما صراع نخب الا في حدود الشمال، وانما صراع هوية او علي الاقل صراع تحرر من هيمنة الشمال "المركز".

    بالعربي كلامك وصف لي ترف الصراع علي السلطة والثروة داخل منظومة الشمال نفسها، لانو مادار في الجنوب والجبال، والان الغرب موجه ضد هيمنة الشمال بكل نخبو، علي عكس تصورك للصراع كامتداد لذات الصراع داخل حوش البنية السياسية للشمال "المركز" المهيمن علي كل شئ في السودان.

    بالنسبة لي وصفك لي كلامي بالاكليشي، فصحيح هو مكرر في المنبر او من اضطلعو عليه داخل المنبر مثلك.

    اما كلامك من شدة ماقديم او مكرر علي مدي الخمسين سنة الماضية، وعلي نطاق السودان كلو فلا لون ولاطعم ولا رائحة له!!

    هكذا يتضح كيف كلامنا جديد لنج ويشكل مشروع مخرج، من جحر الضب الخرب الحشرنا فيه كلامك القديم والعفي عليه الزمن، ليدفع ملايين السودانيين حياتهم كثمن لي طرح عادل، المأخوذ من كتاب السودان القديم.

    فالمسائل جايطة في راسك جوطة شديدة خلاص!

    فغير تشخيصك الخاطئ باستمرار لي طبيعة الصراع الاجتماعي في بلدنا، فها انت تتبني اللبرالية، اللي لاموقع لها من الاعراب في الصراع الحالي!

    والانكأ من ده كولو انك قادم لي اللبرالية من مواقع ادب العنف الثوري في الماركسية!

    فما تعرف انت من وين، او علي وين؟
                  

07-03-2004, 01:22 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ركز معاى يا بشاشه !! (Re: Bashasha)

    العزيز بشاشه

    هل قمت بتلخيص مقالي؛ او الاتيان بقتباسات منه؛ تثبت مقولتك باني "أنطلق من مركزية شمالية تنظر للسودان كامتدلد للشمال"؛ وغيرها من التخريصات التي ما فتئت تلصقها بمخالفيك الراي؛ في ممارسة من اللامسؤولية المطلقة عن الكلمة؛ لا يجب ان تقع فيها انت!!

    مقالي ينقسم الي محورين رئيسين؛ جزء سردي يتحدث عن مآلات النخب السياسية المختلفة؛ من قديمة وجديدة؛ وآخر يحلل برامج تلك النخب؛ فهل نفيت لي اي شي من الجانب السردي؛ او قدمت تحليلك البديل؛ لما اتينا به من حيثيات؟.

    المقال المتواضع المبتسر اعلاه؛ لم يقل انه ينظر للصراع الدائر في السودان عموما؛ وهو صراع له حلقات متعددة؛ وانما تناول نقطة واحدة فيه؛ وهو دور النخب تحديدا؛ او بمقولة اخري؛ العلاقة بين صراع النخبة والازمة في دارفور؛ فهل عالج المقال هذه النقطة شيئا ما؛ ام كانت به نواقص وقصور ؟

    لقد حاولنا ان نقدم تعريفات لما نستخدمه من مصطلحات؛ ونماذج تاريخية؛ وان نطرح تساؤلات؛ ولكنك لا تهتم بكل هذا؛ بل تبتسر حديثنا كله؛ باننا ننطلق من نظرة مركزية شمالية؛ وان المسائل جايطة في راسنا؛ واانا نشخص الصراع خطأ؛ دون ان تأتي باقتباس واحد منا؛ او ان تناقش فكرة واحدة لنا؛ مثل ما فعل الاخ ايمن؛ فيكون بذلك كل حديثك "كلام ساي"

    يهمني جدا الحوار معك يا بشاشه؛ فمثلا انا لا اعتقد ان الصراع هو صراع هوية؛ وانما اعتقد انه صراع اجتماعي؛ علي الموارد؛ اخذ شكل الصراع علي الهوية؛ وذلك لطبيعة الوعي المشوه والطابع "الامدرماني" للدولة السودانية؛ واعتقد ان اغلب النخب من جديدة وقديمة؛ من المركز او الاقاليم؛ قد تصارعت حول تقسيم هذه الموارد؛ رافعة اسلحة الهوية لاخفاء صراع المصالح؛ بينما المطلوب هو تنمية الموار في المقام الاول عندنا.

    لتمنية الموارد؛ نطرح الليبرالية؛ وهذه هي علاقة الليبرالية بالموضوع؛ اما ما يدحض حديثك عن ان الصراع صراع هوية؛ هو ان القرنقيين والكيزان؛ قد عبروا سريعا عن موضوع الهوية؛ الا من بعض الغبار الذي تثتروه حول ما يسمي بطبيعة الخرطوم؛ واختلفوا بشدة وامضوا الساعات الطوال؛ يتباحثوا حول قسمة الثروة؛ والتي هي لا ثروة ولا شي؛ وانما هي الريع المستحلب من ضرع الدولة البروقراطية الطفيلية التي تعيش علي حساب المجتمع.

    لا اخفيك انني استخدم مناهج شتي؛ لقراءة الواقع الاجتماعي في السودان؛ ولا اخفيك ان المنهج الماركسي يحمل امكانيات قوية لرؤية الازمات؛ اذا ما استخدم بصورة مبدعة وخلاقة؛ وليس بالصورة الستالينية؛ولا اخفيك ان الليبرالية فيها محفزات قوية لنوازع الحرية والكسب؛ كما لا اخفيك ان هناك اتجاها ليبراليا جديدا؛ مرتبط بالعدالة الاجتماعية؛ وفي بعض تفرعاته معاد هو للراسمالية حتي؛ يحاول ان يقدم حلولا تفي بحاجات الافراد والمجتمعات نحو التطور؛ دون ان تنع في دوغما راسمالية او استعباد سلعي جديد؛ ولكن لهذا مقام آخر.

    عادل

                  

07-03-2004, 03:49 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    ياعادل.

    التناول من اساسو خاطئ، عشان كده فضلت اركز علي الغابة بدل مانطش بين الاشجار مع شيطان التفاصيل.

    فانت لمان لخصت الامر كصراع نخب، قلنا ليك ده مابخص غير الشماليين ذي ناس ادام من الغرب ولا ادروب من الشرق ولا ملوال من الجنوب في شئ، الا من حيث انعكاس هذا الصراع عليهم!

    فالشيوعيين ربما كانو اخف وطأة من الجهادية الكيزان.

    خلاف كده احمد الشيوعي او حاج احمد الكوز يظلان ممثلان لقطبي الصراع داخل التركيبة السياسية لدولة الجلابة ذاتها!

    علي كده انت ابدا ماطلعت خارج هموم الصراع السياسي داخل مجتمع اهل الحظوة بالميلاد، او CAST البراهما الشمالي!

    الخطورة الماحقة في طرحك تتمثل في تناولك لواقع الuntouchables انطلاقا من واقع البراهما!

    انت بتنظر للسودان كجسد سياسي واحد، علي نحو تجريدي، من دون ادني تمييز، او ده اخطر شئ.

    عشان تشوف بي طريقة افضل، شيل الماركسية او مفهوم الصراع الطبقي والتفسير المادي والعامل الاقتصادي، برة خالص.

    اهو ده ذاتو الصقت حجرنا من الاول!

    خلينا نصل لي شئ هنا، بعد داك نمشي علي طبيعة الصراع او موضوع الهوية.
                  

07-03-2004, 11:33 AM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Bashasha)

    الاخ عادل
    اشكر تكبدك جهد الرد علي مداخلتي، و لي عودة للرد علي النقاط المختلفة في ردك

    والي ذلك الحين اعتقد انك يمكن ان تنظر الي كلام بشاشا بصورة اخري وتطرح هذا السؤال علي نفسك: اذا نشرت مقالك هذا في سودانايل باسم مجهول، من اي جهات السودان الاربع تظن ان القراء سيظنون منشأ كاتبه؟
    فكما هو ليس من الصعب اكتشاف المنطلقات الفكرية و الحزبية لكاتب مقال ما، فللاسف لا نزال في السودان نستطيع اكتشاف اصل كاتب مقال ما..
    قد تستغرب كلامي هذا، ولكن انظر كم من معركة دارت في هذا المنبر لاثبات (كيزانية) هذا او تلك، فقط من الافكار المعروضة..
    المشكلة فيما نحن بصدده هو ان معظم الشمانيليين* يتحدثون عن السودان الواحد، وهم لا يستطيعون ادراك انهم جهويون، جهويون جهويون..بالنسبة لي هذا لا يعبر عن انعدام ذكاء لدي هؤلاء، ولكنها مشكلة نفسية بحتة
    علي الاقل هذا فهمي لما اسماه بشاشا (المركزية الشمالية)، دون ان ازعم ادراكي التام لابعاد فهم بشاشا لهذا المصطلح

    وساعود لردك بعد حين


    * شمانيليون: مصطلح نجرته لتوي للشماليين من الجيلي الي حلفا




    لك خالص الود

    ايمن بشري
                  

07-03-2004, 01:18 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: aymen)

    الاخ عادل
    سلام
    اعتقد ان هذه اطروحة جيدة ولكني كنت اتمنى لو اسهبت قليلا في قرائتك التاريخية للجباه التي قامت في دارفور واقصد سوني وجبهة نهضة دارفور لانها البذرة الاولى للحركة الدارفورية التي تستقل بكيان خاص بها تعبر من خلاله عن اطروحتها السياسية ، وكيف ولماذا تم حل كلا الجبهتين دون الرجوع للقواعد ، وكيف قايضنا جبهة نهضة دارفور بوزارة التعاون ليكون رئيس الجبهة وزيرا وعضوا في حزب الامة مقابل حل الجبهة لصالح الحزب ، وكيف تسعى تلك النخب التي اشرت لها الى احتواء ابناء دارفور داخل منظومتها ، والصراع الراهن نحو الخروج من عباءة الامامة والمشروع الاسلامي اتفق معك انه يمر بمنعطفات حادة ـ ويبرز فيه الوجه الجهوي ، لكن وبقراءة متأنية كان لابد ان يحدث هذا وللنخب دور فيه ، وهنالك ايادي ليست خفية في توجيه الصراع نحو هذا المنحنى ، لكني اعتقد ان المسألة ستنعدل خصوصا وكما اشرت انت ان القيادات الشابة التي تقود العمل الان لها القدرة على احداث تغيير بعد ان ثبت عمليا ان الاتكاء على القبيلة او المنطقة لن يوصل هذه الجهود الى نهاياتها ، وبالتالي لابد من العمل من اجل لملمة جسد دارفور الممزق والنهوض به بشكل جماعي ، يوافق الكثيرون على هذا وفي ظل الواقع الراهن يبدوا هذا صعبا لكنه ليس مستحيلا ، اتفق معك حول الخسارة الفادحة لحزب الامة او خروجه من الرهان ، ولكن يجب ان يكون لصالح مشروع نهضوي لدارفور ونرى ان كردفان ايضا مرشحة للخروج من العباءة ومن مظلة التخبة الاسلامية الكيزانية ، حول دارفور لا اعتقد ان المشروع الدارفوري يسعي لاعادة صورة على دينار في شخص اي من القادة الراهنين ، لكن يتبلور الحلم الدارفوري في ايجاد مكان لهذه الشخصية في الدولة السودانية ، ودلالة التحويل من اسم الى آخر دون تغير الخطاب السياسي هو اتقاءا لتهم جاهزة ، مثل حركة اتفصالية او عنصرية او جهوية تلك التهم التي تعرفها ، ولكن ظل خطاب حركة تخرير السودان يدور حول دارفور ولم يخرج لطرح رؤى على المستوى القومي مما يدل على انها حركة تحمل في رحمها مشروع نهضة دارفور وسوني ، واذا استطاعت الخروج من نفق القبيلة الى رحاب دارفور بأتساعها هي المرشح الاقوى لاحتلال كل الميدان الذي لعب فيه حزب الامة والاسلاميين
    عذرا لهذا الرد السريع لكني سأعود

    (عدل بواسطة ابنوس on 07-03-2004, 01:25 PM)

                  

07-03-2004, 10:16 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: ابنوس)

    العزيز عزت ..

    شكرا لهذه المداخلة المهمة ؛ والتي اعتقد انها دخلت للب الموضوع الذي حاولت طرحه.

    عن سوني وجبهة نهضة دارفور؛ فان الاولي نشاطها غير موثق؛ ولذلك فان الحديث عن تلك التجربة يكون محصورا في العموميات؛ حتي يتوفر لنا توثيق جيد لها؛ اتمني مممن كانوا قريبين من الحدث او قريبين ممن شاركوا في الحدث؛ ان يقوموا به.

    اما عن جبهة نهضة دارفور؛ فان الامر معها كما قلت؛ وقد تابعت محاولات في الثمانينات لاستنهاضها؛ ولكن ما عاد الزمان هو الزمان؛ وربما تكون لاحظت صراع الشيوعيين والاخوان عليها في ذلك الوقت؛ الامر الذي اوضح انها خرجت تماما عن ان تكون منظمة للمواطن الدارفوري؛ وحلقة في استكمال الوعي القومي الجديد؛ واصبحت مجرد واجهة اقليمية؛ تريد ان تستغلها بعض الاحزاب.

    يهمني كذلك التوثيق لتجربة التحالف الفيدرالي وفشله؛ حيث ان الفيدرالي قد فشل في استقطاب المواطن الدارفوري او تمثيله؛ وظل حزبا نخبويا؛ وما انقسام اغلب عضويته وانضمامها لحركة تحرير السودان؛ الا دلالة علي هذا الفشل؛ وهنا نتمني من الاخوان القربيبين من تلك التجربة رصدها لنا.

    الجزء الثاني من مداخلتك واضائتك المهمة؛ تجدني متفقا معها؛ وتجدني احمل نفس الهم؛ في بزوغ قيدات جديدة او نخب جديدة؛ او علاقات جديدة ما بين النخبة والمواطنين؛ تفتح الافاق امام مشروع تنموي وطني حرياتي؛ تنهض به القوي والقيادات الجديدة؛ يهدف الي حل ازمة كل اقليم في خصوصيتها ؛ في ترابط مع حل ازمة السودان المتشابكة في في نفس الآن.
                  

07-03-2004, 09:52 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرة اخري عن النخبة والبدائل: (Re: aymen)

    العزيز ايمن

    بل هو حوار ممتع ومفيد بالنسبة لي؛ واشكرك علي المساهمة فيه ..

    لا استطيع ان اتحاور مع بشاشه؛ لانه لا يري ما هو مكتوب؛ وانما ما يريد ان يراه؛ دون ان يكلف نفسه عناء التخيص الجيد او الاقتباس الواضح؛ لدعم ما ياتي به من فهم؛ بعيد عن منطوق النص.

    من ناحية اخري؛ لا اعرف من اي الجهات سيظن القراء منشأ صاحب مقالي؛ لو كتبته باسم مجهول؛ وعلي كل فانا اقرأ للعديدين دون ان اكلف نفسي مسألة البحث عن منشئهم؛ واحكم علي ما يكتبون وليس علي المنشأ الذي منه ينحدرون؛ وفي احيان كثيرة لا اعرفه ولا اعتقد ذلك مهما؛ لان منطلقات الوطنية السودانية والعموم افريقية والانسانية؛ تجعلني اتفاعل مع كل القضايا الانسانية؛ علي قدم المساواة.

    عن المنطلقات الحزبية والفكرية لكاتب المقال؛ فهذه يمكن ان نعرفها من طيات المقال؛ ولكن حتي اذا لم نعرفها؛ يظل للنص وجوده المستقل؛ والذي ينبغي ان ينظر اليه ويحاكم به من داخله؛ وليس كما يفعل اخونا بشاشه؛ وفي النهاية لا اري ما اهمية اصلي في كل هذا النقاش حول المقال؛ واعتقد انه رجوع الي مربع بشاشه غير العلمي وغير المنطقي.

    نعم هناك الكثيرون من ابناء الوسط النيلي؛ ممن يتحدث عن الوحدة وهي غطاء عنده للسيطرة المناطقية والجهوية والعنصرية والطبقية؛ ومرة اخري لا ادري ما علاقة ذلك بالحوار الدائر؛ الا ان تكون تري رأي بشاشه عني؛ في اني اتبني المركزية الشمالية؛ وهو قول ما انزل الله به من سلطان؛ ولم يأت بشاشه عليه بدليل.

    اتمني رجوعك لاثراء النقاش.

    عادل
                  

07-04-2004, 12:28 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: (Re: Abdel Aati)

    الاخ عادل

    قلت
    Quote: اتمني الا يدوم اسفك طويلا؛ وذلك حين تعرف العلاجات التي اقترحها؛ وهي نموذج دولة تبني وفق مشروع تنموي؛ معتمدة علي التوفير والانتاج؛ وليس علي البذخ والاستهلاك؛ وحيث الكسب مرهون بالقدرات والمبادرة؛ وليس علي القرب من السلطة او البعد عنها؛ وحيث جهاز الدولة بسيط ومحصور المهمة؛ وبيس المصدر الاول للسلطة والثروة واعادة توزيعمها - ولا اقول اعادة انتاجهما - .

    هذا النموذج للدولة؛ يفترض علاقة جديدة ما بين السلطة والنخبة من جهة؛ والنخبة والجماهير من الجهة الثانية؛ ويفترض ان نهدم مؤسسة الدولة هذه؛ ونعيد تركيبها علي اسس جديدة؛ لا تقوم علي استحلاب الضرع واقتاد الريع؛ وهذا ما سميناه بالثورة الليبرالية.




    Quote: اتفق معك كما قلت انت في التحليل؛ ونختلف في العلاج؛ وهنا سؤالي: هل هناك امكانية لان نجعل من السودان دولة غنية؛ ومن امكانية الكسب - ما تسميه بالغني - امكانية خارجة عن اطار البعد والقرب من السلطة؛ وان يكون هناك تعامل جديد لمحاربة الفقر؛ اي بتطوير الانتاج؛ وليس بتوزيع الريع؛ وبرفع الحد الادني الاجتماعي باستمرار؛وباختصار هل هناك امطانية لان نسلك الطريق الذي بني "ثروة الامم"؛ وليس الطريق القائم علي الصراع حول ضرع الدولة المكرمش؟



    وانا اري ان قولك هذا قد باعد بيننا السبل. لا اظنك ستستكين لو ان الحكومة الحالية، ودعت مشروعها الحضاري و تبنت حلولك لمشكلة السودان بنظرتك الاقتصادية التي تراها..ليقيني ان قناعتك هي ان الديمقراطية هي الاساس الذي تقوم عليه باقي الاشياء . وهذا امر (اذا صح يقيني ) يتفق معك فيه اهل الهامش..غير ان ما لا تراه انت هو ان اهل الهامش لا يعجبهم شكل الديموقراطية التي سادت السودان والتي ما فتئت- شأنها شان الديكتاتوريات- تقصيهم وتفقرهم..
    ان ما يراه اهل الهامش هو ان يتم تفكيك البنية السياسية السودانية من الاساس تتمثل في صورتها التطبيقية في الفدرالية..والتي تضمن لهم الاستقلال السياسي و الاقتصادي (وما ينبني عليهما: الثقافي، الاجتماعي،....)، هذا بغض النظر عن شكل الحكم المركزي او البنية الاقتصادية للدولة.. بعد تحقيق هذا الاساس يأتي مباشرة النظر في شكل الحكم المركزي و البنية الاقتصادية للدولة، لماذا؟؟ لانها تضمن الاستمرارية..وهذا امر معروف في كافة المجالات..ففي المجال الطبي مثلا اذا اتي احدهم بضغط دم عالٍ Hyertensive crisis فهو يعطي دواء معينا لانزاله موقتا، ثم (ثم هذه للتراخي) يبدأ في نفس الوقت العلاج بدواء اخر لضمان استمرارية العلاج..والمثال الاكثر قربا للفهم هو قيادة السيارة، فانت تبدا بالجير او الترس الاول و لكنك لا تستطيع الاستمرار به، والا سيتحرق الموتور.. فانت تذهب مباشرة للترس التاني، وبعد ذلك تغير التروس حسب السرعة و الصعود او الهبوط في او من الارتفاعات (هذا المثل ما يطبق فعليا في الجانب الاقتصادي في الغرب من تنظيم لنسبة الفائدة في البنوك، سعر صرف العملة،الضرائب،...- غير ان الترس الاول تم استعماله منذ امد بعيد، وهو مساعدة مارشال المليارية الامريكية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والتي جعلت اوروبا الغربية فيما هي عليه الان (ولننسي لحين الثورة الصناعية ,وتداعيات الاستعمار) )..
    اخي عادل، انت لا تري ان ما تحته خط مما اوردته من اقتباس من ردك، هو ما يجب ان يأتي بعد (ثم)..اهمية تقسيم التخطيط لما قبل (ثم) وما بعد (ثم) تأتي من ان مرحلة ما قبل (ثم) تمثل الدستور الذي تبني عليه كافة الاشياء الاخري..اما ما بعد (ثم) فهي مرحلة لها وجهين علي الاقل، اولاهما هو ان السياسات الاقتصادية قابلة للتغيير، نتيجة للتغير الذاتي في المجتمع و تطوره او نتيجة للتغييرات الاقتصادية او السياسية في العالم او الاقليم.. وهي فوق ذلك سياسات قد ترتبط بالاحزاب الي حد بعيد..اما الوجه الاخر، و الذي هو لب المشكلة السودانية، فهو يأتي من كون تلك المرحلة تمثل ما يريد ان يعكسه الهامش من ذات و لمسات.. اذ ان رفع يد المركز عن وضع السياسات الفوقية كفيل بان يفجر الطاقات في الاقاليم لتركز علي ما تراه مناسبا لها اقتصاديا، فهذا الاقليم قد يركز علي الزراعة وذاك علي الصناعة.. ثم ان تباين السياسات الاقتصادية يعطي ميزان و امثلة لمدي الفشل و النجاح، مما يحذر او يحفز الاقاليم الاخري..
    ان ضمان تطبيق دستور بالحيثيات التي يقاتل من اجلها الهامش بصورة تبدو عبثية/تآمرية/ عمالية(من عمالة)/ خيانية عظموية(من خيانة عظمي)/عنصرية/جهوية...الي اخر ما قد تنجره عقلية المركز من صفات اقل ما يمكن ان توصف به هي انها ماري انطوانيتية ( من ماري انتوانيت زوجة الملك الفرنسي لويس السادس عشر و التي – عندما بررت لها ثورة المواطنين بانهم لا يجدون خبزا- قالت و لم لا يأكلون الكيك)..اقول ان ضمان دستور كذاك يجعل من قولك
    Quote: وذلك حين تعرف العلاجات التي اقترحها؛ وهي نموذج دولة تبني وفق مشروع تنموي؛ معتمدة علي التوفير والانتاج؛ وليس علي البذخ والاستهلاك؛ وحيث الكسب مرهون بالقدرات والمبادرة؛ وليس علي القرب من السلطة او البعد عنها؛ وحيث جهاز الدولة بسيط ومحصور المهمة؛ وبيس المصدر الاول للسلطة والثروة واعادة توزيعمها - ولا اقول اعادة انتاجهما - .

    من البدهيات.. ولكن تطبيق قولك لن يطفئ نيران الحروب.. وربما أدي الي وضع الحطب عليها..لعجزك عن فهم ما يريد الهامش اولا، و لايمانك اللا متناهي من جدوي طرحك..مما يخلق حالة حادة من الاستقطاب و الاستقطاب المضاد.

    اما ما وضعته في ايتالك and blod italic مما ورد في الاقتباسات، و ما اسميته انت بالثورة الليبرالية، فهو طرح السودان الجديد عينه.. وهنا استحضر ما قاله السيد الصادق المهدي عن الخيارات المتاحة لمستقبل السودان ورفضه لنموزج الكيزان ولنموذج السودان الجديد .. ليضع نموذجه الخاص، و الذي هو صلب نموذج السودان الجديد ( بعد سحب مكون سؤ الظن الشمالي المتخيل عنه).. واسماه اسما لم يستطع معه فكاكا من صلب محتوي السودان الجديد وهو السودان المتجدد..
    واذا تأملنا قوانين نيوتن للحركة، فسنجد العذر كله للسيد الصادق المهدي..فلكي تغير سرعة شئ الي سرعة اكبر، تمر حتما بالتسارع او العجلة، و التي هي ليست المبتغي علي اي حال..ولكنها حالة حتمية .. و كلمة تجدد التي ذكرها الصادق هي نفسها عجلة التسارع، و لا يمكن ان يكون التجدد هو المبتغي دون وضع الهدف من هذا التجدد.. ولا اريد الخوض في مدي فهم السيد الصادق اللفيزيائي او االغوي لمعني التجدد، ولكنه يدرك تماما معناه السياسي و الاجتماعي فيما اعتقد..ذلك ان السودان الجديد هو نقض للسودان القديم الذي يمثل الصادق المهدي و عائلته احد اهم دعائمه..وربما يرتاع الصادق المهدي عند مجرد تصور شكل السودان الجديد.. رغم ادراكه لجدواه.. بل و حتميته.. ولكنه يريد ان يكون له قدحا معلي في الوصول اليه، لذلك هو ينظر الي مرحلة الترانسيت او العجلة او ما تجلت عنه بلاغته ( المتجدد)، والتي لا يستطيع حتي جون قرنق تجاوزها( بصادقها).. العذر الذي يمكن ان نعطيه للصادق هو ان التركيز علي ( المتجدد) يعطيه الحرية في تحديد سرعة التجديد، و لكن النظر مباشرة الي (الجديد) تسلبه هذه الحرية..

    نعود الي موضوعنا


    تقول
    Quote: أنا لم افصل في هذا المقال الحديث عن النخبة الجنوبية ؛ او عن استراتيجية الحركة الشعبية؛ وان كتنتقد اشرت له في مناطق اخري.. ما اريد قوله هنا باختصار؛ وذلك حتي اشرحه بتفصيل لاحقا؛ هوان قيادةالحركة الشعبية؛ لم تتحدث اطلاقا عن انتاج الثروة ؛ اي تحويل واقع فقر البلاد واملاق المواطنين الي غني؛ وانما تحدثت عن تقسيم الثروة الموجودة؛ وبلغة اكثر وضوحا تقسيم الريع - القادم من البترول والضرائب والمضاربات والرخص الخ - ؛ اي انها تريد ان تدخل كنخبة جديدة؛ بالمشاركة او بالاستئثار؛ للحلبة وتحل محل النخبة الشمالية؛ دون تغيير البنية الاقتصادية الاجتماعية للسودان؛ اي انها تريد ان تحافظ علي نمظ راسمالية الدولة في احسن الاحوال ؛ او الدولة الريعية المسيطر عليها من قبل طبقة طفيلية تسيطر علي جهاز الدولة؛ وتستخدمه طريقا للثروة - لها لا للشعب- والسيطرة


    وستجد رأئي في مداخلتي الاولي و فيما سياتي لاحقا، غير اني اود توضيح شئ عما وضعت تحت خط.. قد يكون كلامك صحيحا، ولكنه يظل مجرد تخمين في احسن الاحوال، وربما سؤ ظن.. ذلك لانك لا تملك دليلا عليه، اذ ان هذه المرحلة من الصراع الي الان تطلبت التركيز علي ما هو اساسي ( حسب فهمي انا و فهم اهل الهامش الرافعون للسلاح).. ولكن مما يري مما يؤكد عكس ما ذهبت اليه هو موضوع طرح العملة الجديدة في الجنوب، وهي اول الاشارات الي تفكير الحركة في الجانب الاقتصادي، مما حدي برئيس البنك المركزي بان يصرح بخوفه- بلا خجل- من اختلال الاستثار في الشقين من البلد ( لصالح الجنوب طبعا) لان رأس المال العالمي سيتجه للجنوب ( طبعا ليس للجنية الجديد ولكن للنظام المصرفي نفسه).. ، و اي يكن من امر فهذا امر خاضع لما بعد (ثم)

    كتبت
    Quote: يتسع خيالي معك؛ واقول لك ان النخبة الوسطية الامدرمانية قد فعلتذلك ؛ لكن قبائلها لم تتحول الي اغني القبائل؛ بل تحول رجال النخبة الي اغني الناس؛

    الاخ عادل، ان الامر اكثر تعقيدا من الغني بعني جمال المنازل، مويل العربات، الرصيد في البنك..الامر نسبي..
    احد الامثلة و التي تخجل النفس من ذكرها هو موضوع الكوارث و تداعياتها، عندما فاض النيل في الشمالية و تضرر الناس، وضفت كل امكانيات الدولة و العلاقات الخارجية من اجل انقاذ اهل المنطقة، وهو تصرف حميد و صحيح، جنب الناس النزوح الي اطراف المدن الكبيرة و التسول ( واشياء اخري كريهة)، قماذا كان تصرف الحكومة ازاء اهل شمال كردفان و دارفور في ازمة الجفاف.. اعرف ان ذكاءك يلهمك الي تخيل عواقب ذلك الامر، ولكن احدهم سأل في سودان.نت ذات مرة عن لماذا لا يوجد شماليون يعملون خدما في بيوت اهل الغرب و الجنوب..( رددت عليه ردا اقنعه فاوقف التداخل في البوست المعني تماما- رغم بساطة ردي، الذي دعمته بالامثلة، فلعله من قوم يفقهون)

    عزيزي عادل:
    التغاضي عن بعض الاشياء في بلادنا يعد ترفا ليس لنا اليه سبيل

    Quote: اعلم ذلك؛ ولكني اعتقد ان اسلوب النخب المختلفة القائم علي الاستيلاء علي السلطة؛ واستخدامها لمصلحة النخبة المحددة ومن يدعمها؛ قد آن له ان يذهب


    صدق او لا تصدق.. هذا بالضبط ما ستؤدي اليه هذه الاتفاقية، فارخِ السمع..

    Quote: اعتقد ان غول الدولة والسلطة؛ يجب ان نواجهه بابداع وتمرد الفرد والمجتمع؛ وبنخبة جديدة وعلاقات جديدة؛ تكنس فيما تكنس علاقات السلطة هذه؛ وعلاقات الانتاج هذه؛ وعلاقات النخبة هذه


    هذا بالضبط ما فعله الجنوب و يفعله الغرب و الشرق و هناك ارهاصات من اقصي الشمال، فلم التبخيس، و سؤ الظن، وربما اقول فلم هذا المقال


    وساعود الي ترف غض النظر عن اصل كاتب مقال ما، بعد حين

    ولك ودي
                  

07-28-2004, 02:27 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: (Re: aymen)

    سلام ايمن والجميع

    كتبت يا ايمن :

    Quote: وانا اري ان قولك هذا قد باعد بيننا السبل. لا اظنك ستستكين لو ان الحكومة الحالية، ودعت مشروعها الحضاري و تبنت حلولك لمشكلة السودان بنظرتك الاقتصادية التي تراها..ليقيني ان قناعتك هي ان الديمقراطية هي الاساس الذي تقوم عليه باقي الاشياء . وهذا امر (اذا صح يقيني ) يتفق معك فيه اهل الهامش..غير ان ما لا تراه انت هو ان اهل الهامش لا يعجبهم شكل الديموقراطية التي سادت السودان والتي ما فتئت- شأنها شان الديكتاتوريات- تقصيهم وتفقرهم..


    لا اعلم لماذا يباعد حديثي بيننا السبل؛ وانت تري ان قناعتي هي الديمقراطية التي تقوم عليه باقي الاشياء؛ وتقول اني اتفق مع اهل الهامش في ذلك - رغم عدم تحديدك كيف عرفت ان اهل الهامش كلهم يتبنوا هذا الطرح !!
    فيما يختص بعدم رؤيتي لان اهل الهامش لا يعجبهم شكل الديمقراطية التي سادت في السودان؛ فارجو ان توضح علي اي الحيثيات بنيت هذا القول. من جهتي انا اتفق مع الراي بان الديمقراطية التي سادت قد كانت مهمشة لاغلبية المواطنين السودانيين؛ وليس اهل الهامش فقط؛ ولي كتابات عديدة حول جوانب قصورها؛ لذلك لا اري اننا نتباعد في هذه النقطة

    كتبت
    Quote: ان ما يراه اهل الهامش هو ان يتم تفكيك البنية السياسية السودانية من الاساس تتمثل في صورتها التطبيقية في الفدرالية..والتي تضمن لهم الاستقلال السياسي و الاقتصادي (وما ينبني عليهما: الثقافي، الاجتماعي،....)، هذا بغض النظر عن شكل الحكم المركزي او البنية الاقتصادية للدولة.. بعد تحقيق هذا الاساس يأتي مباشرة النظر في شكل الحكم المركزي و البنية الاقتصادية للدولة، لماذا؟؟ لانها تضمن الاستمرارية..وهذا امر معروف في كافة المجالات


    لا اظن انه يخفي عليك دعوتي والتنظيم الذي انتمي اليه للفدراليةو واللامركزية وتوسيع اطر الحكم المحلي؛ اي ممارسة السلطة قاعديا وعن طريق المواطنين في محلياتهم .. بالمقابل نحن ايضا لا نغض النظر عن شكل الحكم المركزي والبنية الاقتصادية ؛ لانه لا يمكن ان تبني نظاما فيدراليا في الاطراف وتحتفظ بنفس نمط الدولة المركزيةو الشمولية في المركز .. من الناحية الثانية فان تقسيمك لاوليات معينة يرجع لك؛ ولكني اري ان الازمة السودانية شسملة ؛ ويجب حلها بحزمة اجراءات اقتصادية اجتماعية سياسية؛ واتفق معك ان التغيير السياسي مقدم علي بقية الاجراءات؛ وهو شرط لقيامها.

    كتبت:
    Quote: ..اقول ان ضمان دستور كذاك يجعل من قولك

    وذلك حين تعرف العلاجات التي اقترحها؛ وهي نموذج دولة تبني وفق مشروع تنموي؛ معتمدة علي التوفير والانتاج؛ وليس علي البذخ والاستهلاك؛ وحيث الكسب مرهون بالقدرات والمبادرة؛ وليس علي القرب من السلطة او البعد عنها؛ وحيث جهاز الدولة بسيط ومحصور المهمة؛ وبيس المصدر الاول للسلطة والثروة واعادة توزيعمها - ولا اقول اعادة انتاجهما - .

    من البدهيات.. ولكن تطبيق قولك لن يطفئ نيران الحروب.. وربما أدي الي وضع الحطب عليها..لعجزك عن فهم ما يريد الهامش اولا، و لايمانك اللا متناهي من جدوي طرحك..مما يخلق حالة حادة من الاستقطاب و الاستقطاب المضاد.


    لا اعرف كيف يمكن ان تؤدي البديهيات؛ الي وضع الحطب علي نيران الحرب؛ والي خلق حالة من الاستقطاب والاستقطاب المضاد؛ فالبديهيات حسب اهل اللغة والمنطق هي الحقائق الاولي الاساسية التي يتفق عليها كل الناس؛ فكيف تؤدي الي الاستقطاب الحاد؛ ما دام الناس متفقون عليها ؟
    ان الشمس تشرق مثلا من الشرق؛ وهذه من البديهيات؛ فهل لو قال بها احد؛ وكان مؤمنا بذلك ايمانا لا متناهي؛ لساهم في الاستقطاب؛ واشعل نيران حرب او وضع عليها حطبا ام ماذا؟

    من الواضح لي اننا نتفق في نقطة تفكيك الدولة وبناء دولة بسيطة ولا مركزية ومختلفة؛ ولا اعلم ما هو وجه الخلاف الذي تراه معي في هذا النقطة ؛ حيث انك تؤيدها ثم تعود لتصفها بانها ستؤدي الي الاستقطاب الحاد؛ وانت تعلم من هم الذين يمارسوا الاستقطاب الحاد وكيف


    كتبت:
    Quote: اما ما وضعته في ايتالك and blod italic مما ورد في الاقتباسات، و ما اسميته انت بالثورة الليبرالية، فهو طرح السودان الجديد عينه.. وهنا استحضر ما قاله السيد الصادق المهدي عن الخيارات المتاحة لمستقبل السودان ورفضه لنموزج الكيزان ولنموذج السودان الجديد .. ليضع نموذجه الخاص، و الذي هو صلب نموذج السودان الجديد ( بعد سحب مكون سؤ الظن الشمالي المتخيل عنه).. واسماه اسما لم يستطع معه فكاكا من صلب محتوي السودان الجديد وهو السودان المتجدد..


    قد يكون هذا وقد لا يكون؛ حيث ان ما اسميه انا بالثورة الليبرالية قائم علي اسس واضحة؛ وهو تقليص نجال نشاط الدولة وتحجميمها؛ واطلاق المبادرة الفردية؛ ولامركزية الحكم وفيدراليته؛ واحترام الحقوق الاساسية وحمايتها؛ وحرية النشاطات الاقتصادية. اما برنامج السودان الجديد فخشم بيوت؛ فهو مرة طرح اجتماعي -اقتصادي؛ ومرة مكفهوم كغرافي؛ ومرات ثالثة مفهوم اثني عرقي قائم علي الهوية ؛ وربما نعود لضبابية وغموض هذا المصطلح في اثناء النقاش.


    كتبت:
    Quote: واذا تأملنا قوانين نيوتن للحركة، فسنجد العذر كله للسيد الصادق المهدي..فلكي تغير سرعة شئ الي سرعة اكبر، تمر حتما بالتسارع او العجلة، و التي هي ليست المبتغي علي اي حال..ولكنها حالة حتمية .. و كلمة تجدد التي ذكرها الصادق هي نفسها عجلة التسارع، و لا يمكن ان يكون التجدد هو المبتغي دون وضع الهدف من هذا التجدد.. ولا اريد الخوض في مدي فهم السيد الصادق اللفيزيائي او االغوي لمعني التجدد، ولكنه يدرك تماما معناه السياسي و الاجتماعي فيما اعتقد..ذلك ان السودان الجديد هو نقض للسودان القديم الذي يمثل الصادق المهدي و عائلته احد اهم دعائمه..وربما يرتاع الصادق المهدي عند مجرد تصور شكل السودان الجديد.. رغم ادراكه لجدواه.. بل و حتميته.. ولكنه يريد ان يكون له قدحا معلي في الوصول اليه، لذلك هو ينظر الي مرحلة الترانسيت او العجلة او ما تجلت عنه بلاغته ( المتجدد)، والتي لا يستطيع حتي جون قرنق تجاوزها( بصادقها).. العذر الذي يمكن ان نعطيه للصادق هو ان التركيز علي ( المتجدد) يعطيه الحرية في تحديد سرعة التجديد، و لكن النظر مباشرة الي (الجديد) تسلبه هذه الحرية


    الصادق المهدي عندي انتهازي سياسي وسادن للسودان القديم وحديثه عن السودان المتجدد هو من قبيل الحذلقة اللفظية ومحاولة جديدة للخداع الفكري والاستهبال السياسي.

    كتبت:
    Quote: وستجد رأئي في مداخلتي الاولي و فيما سياتي لاحقا، غير اني اود توضيح شئ عما وضعت تحت خط.. قد يكون كلامك صحيحا، ولكنه يظل مجرد تخمين في احسن الاحوال، وربما سؤ ظن.. ذلك لانك لا تملك دليلا عليه، اذ ان هذه المرحلة من الصراع الي الان تطلبت التركيز علي ما هو اساسي ( حسب فهمي انا و فهم اهل الهامش الرافعون للسلاح)..


    جاء ردك هذا علي زعمي بان الاتفاق بين الحركة والنظام قام علي تقسيم الامتيازات والسلطة والموارد المحدودة؛ وليس علي تطويرها. ومصدر زعمي يأتي من قراءة بروتوكولات الاتفاق؛ والتي تحدثت كلها عن تقسيم الموارد؛ ولم يأت فيها اي شي عن تطويرها؛ واذا وجدت شيئا من ذلك هناك فهاته.

    ايضا لي اعتراض بسيط علي حديثك باسم جميع اهل الهامش؛ او جميع اهل الهامش الحاملون للسلاح؛ فاهل الهامش مواطنون مختلفون؛ تختلف ارائهم السياسية والفكرية وانتماءاتهم الحزبية ؛ ولا يمكن ان يتوحدوا معك او معي في كل ارائنا؛ ويكون مفيدا لو ركزنا علي طرح افكارنا نحن؛ دون ان نعطيها حجية زائفة من انها تعبر عن اهل الهامش او غيرهم؛ فهذا امر لا يحسم الا عن طريق صندوق الانتخابات.


    كتبت:
    Quote: احد الامثلة و التي تخجل النفس من ذكرها هو موضوع الكوارث و تداعياتها، عندما فاض النيل في الشمالية و تضرر الناس، وضفت كل امكانيات الدولة و العلاقات الخارجية من اجل انقاذ اهل المنطقة، وهو تصرف حميد و صحيح، جنب الناس النزوح الي اطراف المدن الكبيرة و التسول ( واشياء اخري كريهة)، قماذا كان تصرف الحكومة ازاء اهل شمال كردفان و دارفور في ازمة الجفاف..


    اتفق معك في تحيز الحكومات المركزية المختلفة ضد اقاليم السودان؛ بما في ذلك الشمالية ذاتها؟؛ وقد كنت شاهدا علي فيضان العام 1988 في الشمالية؛ ورأيت كيف نزح الناس وتسولوا؛ وكيف اعادوا بناء ما يملكوه بجهدهم الذاتي؛ بينما كان الدعم العالمي يباع في سوق ليبيا بالخرطوم.
    هذا كله يرجع لتخلي الدولة عن دورها كضامن للامن وباني للبنية التحتية؛ واقتصار دورها علي النهب واحتلاب الفائض؛ وفيس ذلك فان المتضرر الاكبر هو اهل الاقاليم طبعا؛ ومن اكثرها دارفور والشرق والجنوب.

    كتبت:
    Quote: التغاضي عن بعض الاشياء في بلادنا يعد ترفا ليس لنا اليه سبيل
    Quote: اعلم ذلك؛ ولكني اعتقد ان اسلوب النخب المختلفة القائم علي الاستيلاء علي السلطة؛ واستخدامها لمصلحة النخبة المحددة ومن يدعمها؛ قد آن له ان يذهب

    صدق او لا تصدق.. هذا بالضبط ما ستؤدي اليه هذه الاتفاقية، فارخِ السمع..

    لا اصدق ان الاتفاقية ستؤدي الي هذا؛ وابني عدم تصديقي علي معرفتي العميقة بنهج وتاريخ من وقعوها؛ وكذلك علي نصوص الاتفاقية

    كتبت:
    Quote: Quote: اعتقد ان غول الدولة والسلطة؛ يجب ان نواجهه بابداع وتمرد الفرد والمجتمع؛ وبنخبة جديدة وعلاقات جديدة؛ تكنس فيما تكنس علاقات السلطة هذه؛ وعلاقات الانتاج هذه؛ وعلاقات النخبة هذه

    هذا بالضبط ما فعله الجنوب و يفعله الغرب و الشرق و هناك ارهاصات من اقصي الشمال، فلم التبخيس، و سؤ الظن، وربما اقول فلم هذا المقال


    لا اعتقد ان هذا ما فعلته الحركة الشعبية ؛ ولا الحركات المسلحة في دارفور؛ واتحفظ مرة ثانية علي حديثك المعمم عن الجنوب والغرب والشرق - هذا ما فعله الجنوب والغرب والشرق- ؛ حيث ان الجنوب والغرب والشرق ليس كتلا صماء؛ وانما هو جماع مواطنين مختلفين في توجهاتهم ومصالحهم واراؤهم؛ بل ينخرطوا في صراع بين بعضهم البعض؛ وكذلك نفس الحال فقي الشمال

    من جهة ثانية فاين هو التبخيس وسؤء الظن في مقالي؟ ارجو ان توضحه بدقة؛ وان توضح عدم استناده علي الوقائع؛ اما المقال فهو محاولة لتحريك بعض المسكوت عنه؛ واطلاق صوت الحوار والتساؤل؛ والذي طغي عليه صوت البندقية والسيف؛ والرجوع بقضايا المواطنين الملحة؛ وانتزاعها من بين برثن النخبة التي فشلت.

    وساظل في انتظار ردك حول ترف غض النظر عن اصل الكاتب.

    مع الود

    عادل
                  

07-28-2004, 07:46 AM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: (Re: Abdel Aati)

    عادل

    نهاراتك شذي وازهار

    مع ودي
                  

08-02-2004, 04:48 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: (Re: Alia awadelkareem)

    العزيزة عاليه

    مرحبا بالطلة وحمدلا علي السلامة ..
    ابهجني دخولك هنا؛ وهذه التمنيات الطيبة ..
    لك الود كله..

    عادل
                  

08-06-2004, 06:29 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: (Re: Abdel Aati)

    up

    Adil
                  

08-07-2004, 06:29 AM

ود حماد
<aود حماد
تاريخ التسجيل: 03-16-2003
مجموع المشاركات: 330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور (Re: Abdel Aati)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de