|
صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور
|
صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور
صراعات النخبة وازمة السودان السياسية:
يشهد السودان منذ عقود؛ صراعا مريرا بين النخبة الاجتماعية السياسية القديمة التي تضعف تدريجيا؛ ونخبة سياسة جديدة تتكون؛ وان كانت لم تحتل مواقع النخبة القديمة تماما. واذا كان الصراع بين هذين النخبتين يحسم تدريحيا لصالح النخبة الجديدة؛ فان صراعا اكثر مرارة يدور بين مختلف شرائح وتكوينات النخبة الجديدة؛ في صراع شرائحها المختلفة من اجل وضع افضل لنفسها في البلد المسمي بالسودان.
وتتكون النخبة السودانية القديمة؛ من قادة الطوائف الدينية وزعماء القبائل والعشائر والتجار الشماليين التقليديين – الجلابة-؛ وبعض المخضرمين من الموظفين ورجال الجيش ورجال الدين؛ والذي تعبر عنهم علي المستوي السياسي الاحزاب التقليدية الرئيسية في السودان؛ وهي حزبي الامة والاتحادي الديمقراطي.
اما النخبة الجديدة؛ او قل النخب الجديدة؛ فهي تعتمد علي قئة المثقفين والمتعلمين من ابناء المدن؛ وعلي العناصر المتعلمة والعصرية وسط المجتمعات التقليدية؛ وتدعمها فئات واسعة من الموظفين وسكان المدن وضباط الجيش الصغار والوسطيين؛ واعدادا مضطردة من العناصر التجارية العاملة في المضاربة والصفقات السريعة؛ وجماهيرا تتزايد باستمرار من المغتربين السودانيين. وقد وجدت مختلف الاحزاب العقائدية والاصلاحية مرتعا خصبا لنشاطها وسط هذه الفئات؛ مجندة من بينها ومكونة من خلالها النخبة الجديدة.
وقد كانت هذه النخب الجديدة حتي نهاية الستينات؛ متوزعة ما بين توجه يساري؛ عير عنه الحزب الشيوعي ومختلف تيارات القوميين والاشتراكيين العرب؛ واتجاه يميني عبرت عنه حركة الاخوان المسلمين. ولم يكن غريبا وقتها؛ نتيجة لضعف الجناح اليميني وسط النخب الجديدة؛ ان يقف ممثلوه – الاخوان – ويتمترسوا وراء مواقع النخب القديمة؛ والتي بيمنيتها ومحافظتها وايدلوجيتها الدينية؛ قد كانت اقرب اليهم من اخوانهم – الاعداء في اليسار؛ ممن تجمعهم بهم الحداثة ومواقع الدراسة ومشترك التجارب؛ وان باعدت بينهم الايدلوجية.
الا انه بمجئ نظام 25 مايو 1969 بقيادة جعفر نميري الي الحكم؛ فان ضربة عنيفة قد وجهت للنخبة القديمة؛ لم تستفق منها حتي الان. واذا كان نظام الفريق ابراهيم عبود العسكري الحاكم في السنوات 1958 -1964 قد نقل السلطة السياسية من يد الشريحة التقليدية من بين النخبة القديمة؛ وهي قيادات الاحزاب الطائفية؛ الي يد شريحة اخري؛ وهي كبار الجنرالات؛ فانه لم يمس مواقع مجمل النخبة القديمة الاقتصادية ولا نفوذها الفكري والاجتماعي بصورة كبيرة؛ ولذلك فقد عادت بعد اكتوبر وهي مستقرة المواقع نوعا ما؛ عكس ما جري لها ابان وبعد نظام مايو الحاكم في الفترة 1969-1985 .
واذا كان النظام المايوي قد بدأ من مواقع النخبة الجديدة - اليسارية العلمانية- ؛ فانه قد تطور مع الايام؛ لادراج شرائح جديدة في تكوينه؛ من فئات النخب الجديدة؛ ومن بينها الاتجاه اليميني البيروقراطي في السنوات 1971-1977؛ وبعدها الاتجاه اليميني لنخبة الاخوان المسلمين؛ والذي بمختلف الموارد المالية – بنك فيصل – واموال الاغتراب وبفضل جهاز الدولة؛ قد اخذ موقعا متقدما في السيطرة علي ما اسماه الترابي "سبل البنوك والملوك" ؛ اي السيطرة علي المال والسلطة؛ واخذ موقع القيادة في التحالف المايوي؛ البروقراطي"الإشتراكي" الاسلاموي.
هذا التحالف الجديد؛ سيكون له دوره فيما بعد؛ وسيكون كامنا وقويا طوال سنوات الديمقراطية الثالثة 1985-1989؛ لياتي الي السلطة؛ دون حماية نميري هذه المرة؛ وبالاصالة لا بالوكالة؛ في 30 يونيو 1989. بالمقابل فان الاتجاه اليساري وسط النخبة الجديدة؛ ونتيجة لضعفه وسيطرة التيارات اليمنية عليه؛ سيرجع القهقري؛ وسيمارس منذ العام 1977؛ وبصورة اكثر وضوحا بعد العام 1985 والي الان؛ ما مارسه الاخوان المسلمين في الستينات؛ وهوالاحتماء تحت عباءة القوي التقليدية والطائفية؛ وهو ما دري انها قوي تخرج تدريجيا خارج الميدان.
مع ذلك؛ فقد اتفقت كل هذه الشرائح من النخبة الجديدة؛ رغم اختلافاتها؛ علي شي واحد: وهو ان يكون جهاز الدولة مصدرا للسلطة والثروة؛ وموقعا لاعادة توزيع السلطة والثروة. وفي هذا فقد استوي الماركسيون والاسلاميون والبروقراطيون؛ حيث عملوا كلهم علي محاربة آليات السوق الحر؛ وعلي التمسك بجهاز الدولة بما يوفره من امتيازات وبما يتيحه من سيطرة. ومن هنا فان كل التنظير اليساري والتدجيل البروقراطي والتدليس الاسلاموي؛ عن التنمية المستفلة والتطور في السودان وفي المنطقة؛ لم يخرج عن بناء راسمالية الدولة في افضل الاحيان؛ أو عن بناء طبقة طفيلية في اسؤاها .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Abdel Aati | 07-02-04, 11:46 AM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Abdel Aati | 07-02-04, 11:47 AM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Abdel Aati | 07-02-04, 11:48 AM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Abdel Aati | 07-02-04, 11:48 AM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Abdel Aati | 07-02-04, 11:49 AM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | aymen | 07-02-04, 01:32 PM |
Re: إعتذار لسيدة كريمة ولأعضاء المنبر وزواره !! | Abdel Aati | 07-02-04, 10:51 PM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Bashasha | 07-02-04, 10:11 PM |
Re: إعتذار لسيدة كريمة ولأعضاء المنبر وزواره !! | Abdel Aati | 07-02-04, 10:55 PM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Bashasha | 07-03-04, 00:55 AM |
ركز معاى يا بشاشه !! | Abdel Aati | 07-03-04, 01:22 AM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Bashasha | 07-03-04, 03:49 AM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | aymen | 07-03-04, 11:33 AM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | ابنوس | 07-03-04, 01:18 PM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | Abdel Aati | 07-03-04, 10:16 PM |
مرة اخري عن النخبة والبدائل: | Abdel Aati | 07-03-04, 09:52 PM |
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: | aymen | 07-04-04, 12:28 PM |
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: | Abdel Aati | 07-28-04, 02:27 AM |
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: | Alia awadelkareem | 07-28-04, 07:46 AM |
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: | Abdel Aati | 08-02-04, 04:48 AM |
Re: مرة اخري عن النخبة والبدائل: | Abdel Aati | 08-06-04, 06:29 PM |
Re: صراعات النخبة وحديث الأزمة في دارفور | ود حماد | 08-07-04, 06:29 AM |
|
|
|