|
مبارزات فكرية ام حروب يموت فيها الابرياء ؟
|
الاخوات والاخوة
تحية طيبة
نعي علينا البعض اننا نخلق حالة من المبارزات الفكرية في البورد ؛ ونوعا من الحرب الالكترونية ؛ ونهدف الي هدم احزاب بعينها ؛ ونجلد المخالفين لنا بالكلمات ؛ونقلب مواجع الماضي ؛ الخ الخ
ونحن نعترف ببعض هذه التهم ؛ ونرفض بعضها ؛ فنحن فعلا نسعي الي مساجلة فكرية مغ تيارات الفكر السياسي السوداني المعاصر ؛ ونحن فعلا نسعي الي رفع الحجب عن سؤوات قيادات السودان السياسية التي اوصلته للخلراب ؛ ولا باس ان يدعو البعض هذا مبارزة فكرية
في المقابل فاننا نشعر بالاشمئزاز الشديد؛ ونحن نري هذه القيادات ؛ تشعل الحرب تلو الاخري ؛ تدفع فيها بالابرياء ؛ ولتعود بعد سنوات وتتفاهم فيما بينها ؛ وتقتسم الاسلاب علي اجساد الضحايا من البسطاء
انظروا مثلا الي حزب الامة ؛ كيف دفع البسطاء الي حروب ومغامرات عسكرية الواحدة تلو الاخري ؛ من احداث مارس 1954 ؛ واحداث المولد ضد عبود ؛ واحداث امدرنمان والجزيرة ابا في عام 1970 ؛ وعمليات الجبهة الوطنية في 1976 وا1975 ؛ وحرب جيش تحرير الامة القصيرة ضد الانقاذ؛ مضحيا في كل ذلك بالاف الابرياء ؛ كل ذلك ليصل الصادق المهدي واسرته السعيدة الي الحكم
انظروا الي جون قرنق يشعل حربا لمدة عشرين عاما ؛ يقتل فيها من يقتل ؛ ويتيتم من يتيتم ؛ ويجرح من يجرح ؛ ويهجر من يهجر ؛ ثم يعود ليدخل في صفقة حقيرة مع نظام من اكثر الانظمة تفاهة واجراما وتسلطا ؛
انظروا الي المتاسلمين من جماعتي البشير والترابي ؛ كيف دفعوا الاطفال والمراهقين الي الحرب ؛ ووعدوهم بالحور العين ؛ وحدثوهم عن الجنة والجهاد ؛ لياتي احدهم ويتحالف مع قرنق ؛ ويرغب الثاني في قسمة السلطة معه
انظروا الي الاحزاب العقائدية تنظم الانقلابات الفاشلة ؛ والتي يعدم الرجال علي اثرها ؛ وتدفع بنشطائها الي مواجهات ؛ يعاملها النظام بالبطش والتعذيب والقتل ؛ بينما قادتها مختفون تحت الارض او مهاجرون في ارض الله ؛ يصلوا الي شيخوخة هادئة ؛ وتدرس بناتهم وابنائهم في احسن الجامعات الشرقية والغربية
الشعب السوداني كما قال شهيد الفكر ؛ الاستاذ محمود محمد طه ؛ كهو عملاق يقوده اقزام
والشهيد محمود ؛ كان رجلا يمارس المساجلات الفكرية طول عمره ؛ ولكنه لم لم يخض حربا او يدفع احدا الي قتال ؛ وعندما استدعي الامر دفع حياته من اجل فكره ؛ لكنه لم يتسبب في موت انسان قط ؛ كما فعل دعاة الديمقراطية الكاذبين ؛ ودعاة الاسلام المنافقين ؛ ودعاة الثورة المختفين ؛ من ترابي وميرغني وقرنق وصادق ونقد
انا من جانبي فقد ايدت كثيرا العمل المسلح ضد الطغمة الحاكمة ؛ وحين ايدته فقد ايدته كشكل من اشكال الدفاع عن النفس ؛ ولا ازال اؤمن بحق الضعيف في مواجهة القوي ؛ لاسترداد حقه ؛ ولكني جهلت او تعاميت ان كل هؤلاء القادة ؛ ممن يقودوا الثورات والتمردات ؛ انما يسعوا الي مصالحهم الشخصية ؛ ويستخدموا الابرياء طريقا ومعبرا للسلطة المشتهاة
انني اعلن اليوم انني لا زال مع عهدي مع الشهداء ؛ وانني لن اضع يدي في يد قاتل وكذاب وسافك للدماء مثل البشير ؛ ولن اكف عن فضح تجار الدين وتجار الوطن وتجار الثورة ؛ وان المساجلات معهم لن تنتهي ؛ حتي يظهر الحق
في كل ذلك ستكون المبارزات فكرية اما الحرب ؛ اذا كانت ؛ فهي ستكون شخصية ؛ لن ادعو احدا اليها ؛ اتحمل مسؤوليتها وحدي ؛ واخوضها وحدي
عادل
|
|
|
|
|
|
|
|
|