حكاية إسمها "الزومة"؟؟!!

Quote: بين قوسين هل في سجوننا معتقلون سياسيون؟ عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-11-25 على مدى ثلاثة أيام، من الأربعاء الحادي والعشرين من نوفمبر وحتى الجمعة الثالث والعشرين منه، شغل المجتمع السوداني وكذلك المجتمعات العربية والإسلامية وربما المجتمع الدولي، بحدث مهم هو انعقاد المؤتمر العام (التنشيطي) للمؤتمر الوطني في دورة الانعقاد الثانية. ولا أريد بطبيعة الحال أن أركز على ما هو معروف بالضرورة من دقة التنظيم والانضباط في الجلسات والأوراق التي تمت مناقشتها، ولا مواضيعها، ولا كذلك التغطية الإعلامية المنسقة والذكية التي سهرت عليها مجموعة من (الشباب) على رأسهم أميرهم الأستاذ عادل عوض و(أركان حربه)، وهو الأمر الذي ساعد على اخراج الحدث بتلك الصورة الزاهية. لقد تجولت في ردهات المؤتمر و(دهاليزه) طيلة الأيام الثلاثة. لقد استمعت كثيراً، ولم أتحدث الا قليلاً، وذلك في محاولة للخروج بما وراء (تلك) البهرجة البراقة. كنت في بحثي أحاول قراءة (الرسائل) التي يريد المؤتمر الوطني أن يرسلها الى عضويته ومن وراء ذلك (الى الكل). وسأبدأ بآخر منشط من مناشط المؤتمر، وهو المؤتمر الصحفي الذي خاطبه المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني ظهر الجمعة بدار المؤتمر الوطني، وذلك في ختام فعاليات المؤتمر. في ذلك المؤتمر وجه رئيس تحرير صحيفة (الخرطوم) الأخ الأستاذ فضل الله محمد سؤالاً مباشراً من ضمن حفنة من الأسئلة الى السيد الرئيس واحد منها كان عن اطلاق سراح (المعتقلين السياسيين)! حقاً لقد تلفت يمنة ويسرة لأرى ردة فعل السؤال على من حولي من الذين كانوا يتابعون الأسئلة. السبب في ذلك أن السؤال قد وضع في صيغة توحي أنه بالفعل يوجد (معتقلون سياسيون) يقبعون في سجوننا. من جهة أخرى، فإنه حسب علمي لا يوجد في سجوننا فئة من المعتقلين يمكن أن يطلق عليها هذا اللقب الذي تخلصنا منه بحمد الله منذ زمن بعيد. قبل أن يجيب السيد الرئيس وبمجرد سماعي للسؤال قلت في نفسي مخاطباً الأخ والصديق العزيز الأستاذ فضل الله: يا اخي فال الله ولا فالك... ولماذا تريد منا الرجوع الى عهود المعتقلين السياسيين وقد شفانا الله منها؟ غير أنه انتابتني (نوبة) من القلق والترقب وذلك في انتظار انتهاء معالي البروفيسور ابراهيم احمد عمر والذي كان يدير الحوار وذلك حتى ينتهي من (كوتة) الأسئلة ويعطي الفرصة للسيد الرئيس ليجيب على الأسئلة ومن ضمنها السؤال عن المعتقلين السياسيين.. فعلى الرغم من ثقتي، كما ذكرت، في عدم وجود معتقلين سياسيين الا أنني خشيت أن يكون الأخ فضل الله لديه معلومات عن (سجون سرية) يديرها السيد الفريق صلاح قوش على طريقة السجون السرية التي تديرها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والتي اضطرت للاعتراف بوجودها بعد طول انكار. أجاب السيد الرئيس على السؤال بالطريقة التي توقعتها والتي تعبر عن واقع الحال. السودان لا يوجد في سجونه (معتقل سياسي) واحد. هنالك أناس (صحيح بعضهم سياسيون) لكنهم ليسوا معتقلين بهذه الصفة. بعبارة أخرى انهم ليسوا معتقلين لأنهم يعارضون الحكومة، وهذه مسألة بديهية والشواهد عليها أوسع من أن يحتويها الحصر. هؤلاء أناس معتقلون على خلفية قضايا جنائية وهم رهن التحقيق على خلفية تلك القضايا وسيقدمون للمحاكمات على ضوء تلك التهم، والقضاء هو الجهة الوحيدة التي ستبت في تلك القضايا. ولعل السيد الرئيس كان يرد (ضمناً) على بعض الذين يحاولون (خلط الأوراق) والمطالبة بإطلاق سراح أولئك المعتقلين! وهذه مناسبة لتبيان نقطة مهمة وهي أن صفة (سياسي) ليست حصانة ضد المساءلة القانونية، والقانون لا يفرق بين السياسي وغير السياسي عندما يتعلق الأمر به.