|
|
 Re: عطبــــــــــــــره (Re: الملك)
|
يا الملك
عن عطبرة لن احيد
وعن البوست انا بالمرصاد
لكن فربت افتر
حتى لايسقط
كن دائما متابع حتىنصل الف مداخلة وبعدها نشوف
مع تحياتى
العطبراوي قبطان الاغنية الوطنية
عملت بالتمريض والتجارة والجزارة وانتهى بي المطاف مغنياً
عطبرة مدينة السحر والاسرار .. فيها تفجرت مواهبي وسأبقي ملتصقاً بها حتى الأبد
الازهري الذي حملته الجماهير هو وعربته قال لي «ليتني كنت فنانا»
بسبب «الضواحي» نلت علقة ساخنة ويا غريب يلا لي بلدك سجنتني لــ 3 اشهر
تغنيت للبكباشي عبد الله خليف وابو داؤود اقرب الاصدقاء الي نفسي
اشجع الهلال واتغنى له وأعفر اقدامي بمحبة المريخ حين يعود منتصراً
حوار : محمد مجذوب
للوهلة الأولى ظننت ان الخاطر الذي شملني وسيطر على جميع اقطاري لن يكون سوى طيف عابر او مجرد حلم يومض داخلي ويدفعني دفعاً لعبور محطات العمر وإجتياز برزخ التاريخ.
انا ألتقية هكذا ودون سابق ميعاد ذاك ما أخافني وفجر تواتر الاستفهامات وقذف بي في بحر اللاإجابة حيث لا ساحل ولا مرفأ..
هل من المفروض ان ابحث عنه.. وماذا اقول له هل اتركه وامضي؟ ام اشرع اوراقي ومدادي وابحر لمضايقته بالأسئلة كأي بحار فضولي؟.
هل اقترب منه ام أبتعد أكثر واترك ذلك لمن هو أهل له..؟ هل وام وهل وام وكلها تدور حول حلقة مفرغة واجد شيئاً واحداً هو انني ـ الآن ـ اطرق على باب ذاكرته والرجل يلتقيني هاشاً باشاً في داره العامرة وعطبرة المدينة بكل تاريخها ونضالها.. فنها وإبداعها احسها كأنها ترهف السمع لخفقات قلبي ومع ذلك تستبقيني فيطيب لي المقام باللقاء العطبراوي ذلك الصاري الشامخ ومشيد صروح الأغنية الوطنية.. كان طريقنا للأحلام والآمال الكبار.. الخبز والحرية وبزوغ الفجر وموعد الصبح الجديد.
ذلك الطيب الذي اشاع فينا مهرجاناً للقيم وشكل بأنغامه الفريدة والمتجددة وجدانا وصاغه على مرتكز من التجرد والإلتزام والإنحياز للحق.. للذي يجب.. وبرائعته «انا لن احيد».. وهو نفسه من خرج شاهراً عذب أغنياته حيز الإكتمال غير المسبوق.. حين تعانقت روائع كلماته ياغريب يللا لي بلدك مع اللواء الأبيض ومؤتمر الخريجين وغيرها من ثمود الرائعين.
وهو العطبراوي عينه الذي حين اشكل على مؤسسات الثقافة لون الوطن وطعمه ورائحته وتوزعت بين المدارس «ابادماك والغابة والصحراء» ـ خرج عليهم بغنائيته النافذة «انا سوداني» مؤكداً الخصوصية ومجسراً في الوقت ذاته لمعنى الهوية حسن خليفة العطبراوي فنه وحياته يؤكدان انه من أكبر المجددين على مر تاريخ الغناء السوداني وانه قنديل من العطاء مضاء أثرى اللب والوجدان ولهذا حق لنا ان نتوب عن ضراعات شعب كامل يتلهف لمعرفة اسراره وسحر ابداعه الدفين وان نطلبه كي ينثر اوراق عمره المديد بإذن الله على صفحات مطبوعتنا ويحيلها الى حدائق ناضرة بعاطر سيرته.
طفولة ونشأة
قلت له لتقل ما تريد عن محطات العمر الزواهر وقوفاً عند البدايات؟
ـ حسن خليفة الفضل المشهور بالعطبراوي قالها والزهو يطل من بين جوانحه في شديد الإعتداد بعطبراويته ويردف من مواليد عطبرة سبتمبر عام 1921 درست الخلوة وتعلمت القرآن والتجويد علي يد الشيخ حمزة محمد حامد ومن ثم التحقت بالمدرسة الشرقية الإبتدائية التي تخرجت منها في بدايات العام 1936م.. وهو العام نفسه الذي التحقت فيه بالمصلحة الطبية برفقة اربعة آخرين وتم توظيفنا كممرضين بمستشفى عطبرة العمومي.
(مباغتاً قلت).. ولكن هذا الطريق لا يقود الى الفن؟
ـ قال: ان علاقته بالفن بدأت بالعزف على العود منذ ان كان طالباً وانه واصدقاؤه كانوا ينفقون ما يتبقى من اليوم الدراسي في الاستماع الى روائع كرومه وسرور وابراهيم عبد الجليل وعبد العزيز مصطفى ومحمد الأمين بادي بالإضافة الى روائع ابراهيم عوض وخليل فرح والتي كانت بطرف الصديق ابراهيم عثمان سيد أحمد والذي كان حينها صنائعياً بالسكة حديد ويسكن حي المربعات ـ مستدركاً ـ لقد كان بيت الرجل استديو متكامل للفونغراف والأسطوانات.
وعن اولى الأغنيات التي رددها بإعجاب وترنم بها طويلاً يقول؟
ـ ان اغنية الضواحي وطرف المدائن كانت اولى الأغاني التي شغف بها حباً وانه حين كان يرددها يشعر ان العالم اجمع يسمعها ولا يمل ترديدها ويذكر انه قبض عليه ذات مرة متلبساً بترديدها فطالبه ناظر المدرسة بكتابتها على التختة وما ان فرغ من ذلك حتى جلد بسببها عشرين سوطاً.
مصر المحروسة
وعن مصر احدى المحطات المهمة في حياته سألته فأجاب؟
ـ اخي الأكبر كان من سكان الإسكندرية قصدته وبقيت معه قرابة السنتين وهناك استمعت للكثير من الروائع المدهشة وصقلت موهبتي في العزف كما تعرفت على الأوركسترا عن قرب.
وفي مصر مكثت حتى العام 1939م عام ضرب الإسكندرية بقنابل الحرب العالمية الثانية.. ومن ثم عدت للسودان والإستقرار فيه من جديد.
وكيف وجدت عطبرة مسقط الرأس حين عدت اليها؟
ـ كما هي (قالها ككلمة اجراها الله على لسانه).. واضاف: بحثت عن العمل فور وصولي. فكان ان التحقت بشركة إيطالية تستثمر في«بعو الدوم» وتصنع منها الزراير.. صاحب الشركة كان اغريقياً واسمه شيكارغرو وكانت له اهتمامات بالفن. ومعه عملت كفني منشار ثم انتقلت للعمل في المدقاب. وفي الأقسام المختلفة تعرفت على عدد من أبناء عطبرة لهم ميول فنية فاتفقنا علي تكوين فرقة.. وانضم لنا عدد من الشعراء منهم محمد سليم النجار شاعر الوادي السعيد والذي اهداني فيما بعد قصيدته التي يقول مطلعها: السادن المحبوب شرفت للميدان وليك انجلى الشادي وليك رنت العيدان.
قلت وكيف كان اول حفل شاركتم فيه؟
(جال بخاطره بعيداً بعيداً.. ثم افاض كانما استيقظت ذاكرته من طول سبات).. قال: ان ختاناً كان يخص اسرة زميله المحاسب توفيق زيدان منحهم فرصة الإطلاله الأولى والتي قال واصفاً لها: مشينا غنينا واشتهرنا وبقى أي واحد عنده مناسبة يطلبنا وبقينا متكيفين خالص من الحكاية دي.. ويمضي العطبراوي في حديثه قائلاً.. بعد ذلك تكشف لي نهمي الكثير للاطلاع والحفظ وكانت اولى ثمار هذه التجربة الإنفتاح على إبداع الخارج وكلمات الأغنية الكبيرة «في الأسى ضاعت سنيني» والتي التقطتها عيني من مجلة مصرية وهي لشاعر مصري تغنيت له دون ان اعرف حتى اسمه والأغنية ماتزال بمكتبة الإذاعة.
(مقاطعاً سألته).. من تذكر من رواد تلك الفترة ادباً وغناء؟
لم يكن هناك مغنٍ غيري.. كان هناك كورس يتنقل معي لإحياء الحفلات بين مدن بربر والدامر وعطبرة وكانت توجد مجموعة من الممثلين امثال عبد الرحيم عبد الله والرشيد مهدي الذين تعاونت معهم حتى تمكنا من عمل اول فيلم سوداني بعنوان آمال وأحلم.
وعن الرحلة من محطة الوطن الكبير عطبرة الى ام درمان والإذاعة والتلفزيون يقول الأستاذ العطبراوي؟
ام درمان كانت قبلة المبدعين وما تزال ومنها تنطلق قطارات الشهرة والتعريف بالمبدع اينما كان ومن حيث اتى.. زرتها للمرة الأولى مع وفد فني يقدم الإبداع ككوكتيل متنوع غناءً وتمثيلاً وفي نادي الخريجين قدمنا عروضنا التي سبقتها الدعاية والترويج اللازمين عبر الإذاعة والتي كان مقرها حينذاك بيت الأمانة وكان يديرها السيد متولى عيد اما ابرز المذيعين الذين كانوا فيها عند منتصف الأربعينيات فهم محمد صالح فهمي ومبارك ابراهيم وعبد الرحمن زياد وحلمي. بينما كان علاء الدين حمزة ومؤمن فضل الله وعازف العود مجذوب الشيخ من اوائل العازفين وبالطبع كان كرومة وسرور والكاشف وعبد الحميد يوسف وعائشة الفلاتية ومنى الخير وابراهيم عبد الجليل اشهر الفنانين.
وفي الإذاعة قدمت اغنيتين على الهواء احداهما «الننو مالو» والأخرى لا اذكرها وحالما فرغت من ادائهما هنأني الأستاذ متولى عيد وأعلن ترحيبه بي في أي وقت على الملأ ومن مايكرفون الإذاعة وبعدها قفلت عائداً الى مدينتي الحبيبة عطبرة.
اول الغيث
مع الأغنية الوطنية صرت أكثر ذيوعاً.. ـ قلت له ـ فما هي الأغنية التي إبتدرت بها عزفك على الأوتار؟
يقول العطبراوي: تغنيت للأستاذ الطيب حسن الطيب اول سكرتير لنقابة السكة حديد بقصيدة ياوطني العزيز يا أول وآخر.. فأعجب بها الكثيرون وقد كانت بادرة محطاتي مع الأغنية الوطنية اعقبتها اغنية «انا سوداني» والتي ارسلها لي صاحب ديوان رياض الأمل الأستاذ محمد عثمان عبد الرحيم الموجود حالياً برفاعة وكان اسمها في ديوان الشعر «السودان» وبهذه الأغنية واغنية عزة في هواك بالإضافة لأغنية وطني العزيز ارتبط اسمي بالأغنية الوطنية.
وماذا عن العطبراوي اللقب الذي مايزال سارياً؟
لقب العطبروي اطلقه علىَّ عازف كمنجة في الإذاعة واسمه حسن فرح بعد اول اغنية سجلتها وحين سألوني عن اسمي تكرم بالإجابة إنابة عني وقال انني حسن خليفة العطبراوي ومنذ ذلك الحين سارت علىَّ التسمية.
الأحزاب والسياسة ومسيرة العطبراوي والإرتباط بالغناء في الليالي السياسية؟
يقول العطبراوي: لم اكن آبة بالسياسة اول عهدي ولاحقاً انضممت لحزب الأشقاء والذي كانت تسيطر انشطته وبرامجه على انسان عطبرة فحزب الأمة حينها لم يكن موجوداً بذات القدر.
تأثرت في بداياتي بأفكار الوحدة تحت التاج المصري وسرعان ما قلّ اهتمامي بالنواحي التنظيمية لاتفرغ بالكامل لعملي في«الجزارة» بسوق عطبرة واحياء الليالي الغنائية وحدث ان قرأت قصيدة بجريدة الصراحة لمحي الدين فارس فكانت اغنية «انا لن احيد».. وهي دلالة على ان خيطاً خفياً يوجهني نحو الأغنية الوطنية دون التزام سياسي بعينه وهذا ما أحببته وفضلته حقاً.
ومع ذلك تعرضت للسجن والمضايقات من حكومة المستعمر.. كيف حدث ذلك؟
سكرتير حزب الأمة الشاعر عبد الله بشير ودونما قصد اهداني اغنية «ياغريب يللا لي بلدك» التي اثارت حفيظة الأخوان في حزب الأشقاء لأن مفرداتها قريبة المعاني لشعارات حزب الأمة وقتها والتي كانت تنادي بأن يكون السودان للسودانيين. من خلال هتافات.. انزعوا العلمين..
ويللا امشوا.. انجليز ومصريين
ـ يواصل العطبراوي ـ وكنتيجة طبيعية لاختلاف الأحزاب قامت الليالي السياسية التي تندد بالسياسة الاستعمارية وتطالب بجلاء المستعمر. وفي ليلة منها بالدامر قدمت اغنية «ياغريب يللا لي بلدك» وسمعها مستر ماجن مدير المديرية.. بعد ان تكرم بعض الأخوان السودانيين (عفا الله عنهم) بترجمة كلمات الأغنية للخواجة الذي امر من فوره باعتقالي.
الطريق الى المعتقل
وماذا عن تجربة الاعتقال والتحقيق والأحكام بالسجن؟
يقول العطبراوي بعد ان اصدر القرار باعتقالي اخذني عساكر المامور ولكن الطريق الذي يمر بك الى السجن يلتقيك ايضاً ببعض ابناء الوطن الشرفاء ومن هؤلاء كان توفيق صالح جبريل والذي لم تمنعه وظيفته كنائب مامور من مؤازرتي فقد قال لي بالحرف الواحد: «اركز وما تخاف من الخواجة الجزمة دا» كتر خيرو كان راجل مواطن ـ قالها العطبراوي ـ وكانه يتحسر على غيره مِن مَن ارتبطوا بالمستعمر.
ليضيف: وهناك في مكتب والي الولاية الحالي دا بمدينة الدامر تم استجوابي بواسطة خواجة ينطق باللغة العربية فسألني
انت جيتا هنا ليه
ـ فأشرت بيدي متسائلاً وين..؟
اضاف .. هنا في الدامر..؟
ـ فقلت هذا بلدي.. فضرب التربيزة بقبضة يده وامر بحبسي
ولكن قيل ان الدامر وأبناءها خرجوا لمؤازرتك حتى خرجت من السجن كبطل؟
ـ رد العطبراوي لا انكر فضل المجاذيب والشيخ احمد البشير المجذوب ضابط التعليم في المديرية. الذي استنفر اهله المجاذيب في الدامر وخرج بهم في موكب حتى مكاتب المديرية وهناك طلب منهم اخلاء سبيلي او تصعيد الأمر حتى السكرتير الإداري والذي يعادل وزير الداخلية حالياً ـ قالها العطبراوي موضحاً ـ واضاف أخيراً حكم علىَّ بثلاثة اشهر اشترط معها اهلى المجاذيب ان لا ادخل مع المساجين وهو ما حدث بالفعل وبقيت مع الكراكون حيث وفرت لي مرتبة وبطانية ووجبات منتظمة ولم تمنع زيارتي.
وقبل خروجي زج بعدد آخر من الشرفاء من عمال السكة حديد من بينهم عبد القادر سالم الرجل الذي كان يجيد التقاط قنابل البمبان قبل ان ترتطم بالأرض ويعيدها مرة اخرى للعدو فتوقع ضحايا بين افراده.
كذلك اعتقل المناضل الشفيع احمد الشيخ والمناضل قاسم امين وحوكم كل منهم بعامين سجناً وحينما حان وقت خروجي من المعتقل اطلقت العبارة الشهيرة التي ظل الكثيرون يتندرون بها وقلت فيها «الناس اللي انا طالع عشانهم وماشي ليهم في اتبرا جابوهم لي هنا».. وما ان علم المجاذيب بموعد خروجي حتى احضروا لي توفيق صالح جبريل الذي ترجاني ان اطلع وفي نفس يوم خروجي احييت حفلة في النادي الأهلي دون غيره لأنه النادي الذي حلقت فوق فضائه ارواح خمسة من العمال الشرفاء ضربهم المستعمر بالقنابل في ليلة سياسية شهيرة احياها القيادي بحزب الأشقاء محمد نور الدين. وكانت هذه الأرواح الطاهرة وغيرها مهراً للاستقلال وثمناً لنيل الحرية.
ثم ماذا عن ازهري والإعلان من داخل البرلمان؟
ـ يقول العطبراوي: ازهري ذاك رجل.. وانا اعرفه وأقدره حق قدره. فقد كنت رفيق انسه في رحلته للتبشير باستقلال السودان وزرنا الشمال حتى حدود الأقاصي وفي مدينة الدبيبة احتفى بي الحضور أكثر من الأزهري نفسه وطالبوني بتقديم وصلات غنائية فما كان من الزعيم الأزهري الا ان همس في اذني قائلاً: ياريت لو بقيت فنان.
واسرتك ألم تعارض توجهك الفني خاصة بعد ان جرَّت عليك الأغنية الوطنية بعض المصائب؟
ـ (يسرح بعيداً كانما يلاحق فكرة عصية.. وما يلبث ان يقول) منذ البداية عارضني الذين ارتموا باكراً في احضان الإستعمار فأبي رجل حارب الاستعمار وما يزال اثر الجرح بأعلى كتفه وحين كانوا يقولون له انت ياخليفة ما تمسك ولدك دا طالقوا يشتم في الحكومة.. كان يرد يقول: انا عاوزه يكون زي كدة غناي ووطني تمام.
ولهذا شعرت بعد إعلان الأزهري للاستقلال ان طريقي وأبي وبقية الوطنيين هو الذي انتصر ورد على كيد المتربصين.
والأغنية العاطفية ألم تكن الفرصة سانحة لها بالكامل بعد نيل الاستقلال؟
ـ يجيب العطبراوي: في الأصل انا لدي الكثير من الأغاني العاطفية الا ان الناس اعتادوا أكثر على الأغنيات الوطنية لدرجة انهم حتى في مناسباتهم الاجتماعية الخاصة يطلبونها. وكانوا يطلقون عليها غنوة الحرب.
قلت للأستاذ العطبروي: يتهمك البعض بالغناء لكل الحكومات.. فماذا تقول..؟
ـ الفريق عبود هو الذي طلبني ـ قالها بثقة ـ واضاف لقد ارسل لي المرحوم طلعت فريد وزير الاستعلامات والعمل حينها وذلك للمشاركة في حفل افتتاح الإذاعة حيث قدمت اغنية انا سوداني ولم اتغن لعبود شخصياً.
واكتوبر كيف عايشتها؟
ـ كنا في عطبرة وهي مدينة اشتهرت بالمقاومة والصدام وعندما تفجرت ثورةاكتوبر كان لهيئة السكة حديد ونقابات العمال القدح المعلي.. اما انا فقد كان نصيبي قصيدة كتبتها ويقول مطلعها:
ساد الشعب في اكتوبر كالسيل الجارف لما سار
لا تهاون بعد اليوم لا أحلاف ولا استعمار
ونميري ومايو وتكريمك؟
ـ (بقليل ضيق رد العطبراوي بقوله): نميري دا راجل ما ساهل قبل اشهر سمع انني مريض فما كان منه الا ان زارني وهذا يعني ان علاقته بالآخرين ليست مرتبطة بالسلطة وتمجيدها. فالرجل سوداني بمعنى الكلمة وهو نادر الوفاء ويبادر لمشاركة الناس في السراء والضراء وكلنا بشر وفينا الخطاؤون وخيرنا كما يقول الأثر التوابون.
والإنقاذ ماذا قدمت لك؟
ـ الإنقاذ كرمتني بوسام النيلين الرفيع قلدني اياه الفريق البشير بمناسبة اعياد الإستقلال. وهو بمثابة براءة من خدمة الدولة كما تم تكريمي ايضاً بوسام العلم.
اذن مع من السياسيين كنت اكثر ارتباطاً؟
ـ الأزهري كما أسلفت (يقولها العطبراوي بمحبة خالصة ويواصل): لم أكن الوحيد الذي يحبه واذكر انه في زيارة له بمدينة عطبرة وكان يركب عربة الحاكم العام. حمله المواطنون هو وعربته من فرط حبهم له ـ يضيف ـ هذا هو الأزهري الذي احببت وهو رجل يحب الشعر والغناء ويواصل الناس وكان زعيماً حقيقياً، مازلت اذكره وهو يرتدي الدمور ويركب عربته القديمة وحين كنت ازوره لم نكن نتحدث عن السياسة. فقط نتناقش في الفنون والآداب.
والمحجوب السسياسي الأديب..؟
ـ علاقتي بالمحجوب نفسها جميلة ــ هكذا عبر الفنان حسن خليفة ـ ومضى يقول لقد تغنيت بثلاث أغانٍ للمحجوب وجميعها مسجلة بالاذاعة. وللمحجوب اشعار بالفصحى تتفوق على اشعار الكثير من الشعراء العرب، ويكفيني انني تغنيت له باغنية «البعيد القريب» و«أذكريني» والأخيرة من أروع الاغاني ولكن للاسف لا خبر لها في الاذاعة.
قلت للعطبراوي. ابوداؤود كان الاقرب الى نفسك.. ليتك تحدثنا عنه.
اعترف ـ ابتدر بها العطبراوي رده واضاف ـ ابو داؤود واحمد المصطفى وحسن سليمان وحسن عطية كانوا اصدقائي وصحيح ان الراحل عبد العزيز داؤود كان اقربهم الى نفسي وذلك بحكم النشأة والمواطنة فالراحل العزيز من اهالي بربر وكثيراً ما كنا نقوم سوياً بالجولات الفنية ونطوف معظم ولايات السودان غرباً وشرقاً. وشمالاً وجنوباً. وللرجل عبقرية مفرطة في الاداء والتطريب والتلحين تجعل فنه وابداعه خالداً على مر الازمان. وقد درجنا طوال حياة الراحل بعد ان استقر في الخرطوم ان ازوره واقضي معه نحو عشرة ايام ليأتي هو ويردها لي بمدينة عطبرة التي يعرف عشقي لها ورفضي لعروض الزعماء ازهري وعبود ومديري الاذاعة والتلفزيون بشأن الاستقرار في الخرطوم والراحل المقيم كان اخي الذي لم تلده امي فقد كان عظيم الخلق ونادر المثال.
وعن العلاقة بالاذاعة والتلفزيون حالياً سألت العطبراوي؟
(صمت هنيهة وطبقة من الحزن تكسو وجهه، ثم مالبث ان قال): انا ناقم كثيراً على الاذاعة والتلفزيون فالاولى لم تعد تبث الكثير من اغنياتنا واصبح العاملون فيها «ما يجيبوا خبرنا» - ومستدركاً قال - كتر خيرهم عوض جادين وكمال عبادي والاخير كان مدير الاذاعة هنا. فرد الوفاء بالوفاء وحضر لعمل حلقة لصالة العرض استضافني فيها ورد بها بعضاً من روحي اما التلفزيون فقد كان في الزمان السابق يبعث لنا بتذكرة الطائرة للحضور الي الخرطوم والاقامة بافخم الفنادق وكنا نسجل الاغاني منذ ان كان المبنى الرئيسي للتلفزيون عبارة عن كشك يتبع لفندق تملكه هيئة مرطبات السكة حديد.
في الرياضة
وعن الهلال والانتماء وتأثير ذلك على شعبيته (قذفت بالسؤال مصوباً نحو الايقاع به؟)
وبهدوء اجاب: انا هلالابي منذ الصغر ومع ذلك احتفظ بعلاقات مودة مع المريخاب اكثر من الهلالاب. واحسن الفصل بين الانتماء المعقول والتعصب وقد نظمت الكثير من الاشعار في تمجيد الهلال وابنائه على مر المراحل. فقد كتبت فيه:
هلال العظمة هلّ علينا
اصدح وغني يا شادينا
وافرح بي بطل وادينا
وعن المريخ يقول العطبراوي: ايضاً اشارك ابناء المريخ انتصاراتهم فعندما احرزوا كاس سيكافا وكنت حينها في الخرطوم هنأتهم كما خرجت جماهير الهلال لاستقبالهم بالمطار. كذلك وعند زيارة المريخ الاخيرة لعطبرة كرمني سكرتير النادي ومنحني جائزة مالية كبيرة جداً. فانشدت قائلاً:
افرح انت يا سودان
اكتب انت يا تاريخ
اشهد انت يا ميدان
واحني الهامة للمريخ
على خفيف مع العطبراوي
- متى تفرح؟
لفرح الناس وخيرهم اسعد.
- ومتى تحزن؟
عندما لا استطيع تقديم العون.
- النقد كيف تراه؟
اعرفه في شخص ميرغني الكبري.
- والخرطوم كعاصمة للثقافة؟
نحن اهل الثقافة واهل العربية.
- ماذا يعني لك البحر؟
يعلمني النقش على الاوتار
- والامل؟
ظمئي اليه لا يرتوي.
- الطموح؟
دائماً ما يقودني احساسي الخارق الى حيث اجده واجني من ثماره.
- والشعر؟
تعجبني القصيدة التي تبحر في الغزل العفيف. كالقلب الذاكر التي تغنيت بها وهي من اشعار البنا.
- الوطن؟
اتمنى ان اتوه في عشقه حتى حدود النهاية.
- الاسرة الصغيرة؟
وحدها تستطيع ترتيبي حيث الدفء والامان.
- كلمة اخيرة؟
اشكر لكم قدومكم ووفاءكم للمبدعين.
منقول من صحيفة الاضواء
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 عطبــــــــــــــره | الملك | 01-25-05, 02:38 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-25-05, 02:50 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | Abdalla mohamed | 01-26-05, 02:22 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 04:45 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | عمر الفاروق شيخ الدين | 01-26-05, 02:43 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | طارق اسماعيل | 01-26-05, 03:02 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | ابو جهينة | 01-26-05, 04:55 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 05:23 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 05:16 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | alfazia3 | 02-03-05, 00:26 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 05:02 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | bayan | 01-26-05, 05:11 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 05:38 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | alfazia3 | 01-26-05, 05:39 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 05:42 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | alfazia3 | 01-26-05, 05:56 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 02:48 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | Fadel Alhillo | 01-26-05, 05:32 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 05:48 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-26-05, 10:16 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-26-05, 02:59 PM |
| رحلة الى ...عطبره ...سيرا على الأقدام فى صحبة الكاميرا | الملك | 01-26-05, 03:11 PM |
| Re: رحلة الى ...عطبره ...سيرا على الأقدام فى صحبة الكاميرا | الملك | 01-26-05, 03:59 PM |
| الجامع الكبير | الملك | 01-26-05, 04:12 PM |
| السوق | الملك | 01-26-05, 04:22 PM |
| Re: السوق | الملك | 01-26-05, 04:28 PM |
| عطـــــــــــــــــــــــبره | الملك | 01-26-05, 04:38 PM |
| Re: السوق | المسافر | 01-26-05, 04:47 PM |
| Re: السوق | الملك | 01-26-05, 05:05 PM |
| Re: السوق | المسافر | 01-26-05, 06:02 PM |
| Re: السوق | الملك | 01-27-05, 04:41 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | Fadel Alhillo | 01-26-05, 06:20 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | bayan | 01-26-05, 08:23 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | ابو جهينة | 01-26-05, 11:07 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:08 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:00 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 04:45 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | Ahmed Al Bashir | 01-26-05, 11:52 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | alfazia3 | 01-27-05, 00:52 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:11 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:10 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | Abdalla mohamed | 01-27-05, 02:45 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-27-05, 05:12 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:20 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:16 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:30 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | Fadel Alhillo | 01-27-05, 05:29 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:41 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-31-05, 04:27 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | المكاشفي الخضر الطاهر | 01-27-05, 05:37 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 05:52 AM |
| النيل ... | الملك | 01-27-05, 05:56 AM |
| المشرع...البنطون | الملك | 01-27-05, 06:01 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | المكاشفي الخضر الطاهر | 01-27-05, 06:11 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-27-05, 06:32 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | المكاشفي الخضر الطاهر | 01-27-05, 06:43 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-28-05, 05:42 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | المسافر | 01-28-05, 03:07 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 02:56 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 02:55 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 02:42 PM |
| عطبـــــــــــره | Ahmed Daoud | 01-28-05, 11:42 PM |
| Re: عطبـــــــــــره | ابو جهينة | 01-29-05, 00:44 AM |
| Re: عطبـــــــــــره | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-29-05, 02:53 AM |
| Re: عطبـــــــــــره | ابو جهينة | 01-29-05, 05:48 AM |
| Re: عطبـــــــــــره | alfazia3 | 01-30-05, 00:44 AM |
| Re: عطبـــــــــــره | الملك | 01-31-05, 04:45 PM |
| Re: عطبـــــــــــره | alfazia3 | 02-03-05, 00:35 AM |
| Re: عطبـــــــــــره | الملك | 01-31-05, 05:00 PM |
| Re: عطبـــــــــــره | الملك | 01-29-05, 03:01 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | محمد الامين احمد | 01-29-05, 11:34 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 03:14 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 03:43 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 03:46 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 04:02 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 05:11 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 05:16 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 05:22 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 05:34 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 05:42 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 05:50 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 05:53 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 06:02 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 06:34 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 06:41 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 06:48 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 06:51 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 06:58 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 07:11 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-31-05, 04:12 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | Ahmed Al Bashir | 01-29-05, 06:53 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-29-05, 07:24 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | المسافر | 01-29-05, 10:07 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-30-05, 01:07 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-30-05, 12:42 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-29-05, 10:27 PM |
| Re: عطبــــــــــــــره | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-30-05, 03:33 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | ابو جهينة | 01-30-05, 04:31 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-30-05, 05:31 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | bayan | 01-30-05, 06:36 AM |
| Re: عطبــــــــــــــره | الملك | 01-30-05, 01:29 PM |
|
| |
صلاح الدين عبدالله محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست