ليبرو : جدل الثقافة والديمقراطية ومشروع الإنقاذ ال"ضد ثقافي"
جاء في كلمة العدد لنشرة ليبرو _ عدد يوليو : جدل الثقافة والديمقراطية ومشروع الإنقاذ "ضد الثقافي" أصبح في حكم المؤكد، إن الديمقراطية والثقافة جناحان لنهضة الأمم، لا يكون أحداهما بمعزل عن الآخر، حيث لا تزدهر الثقافة في ظل الشمولية، ولا تكون الديمقراطية دون ثقافة تدعمها وتضخ ماء الحياة في عروقها. في هذا الصدد، فان حوالي عقدين من حكم الإنقاذ في بلادنا، قد كانا وبالا على الثقافة والمثقفين، حينما كانا وبالا على الديمقراطية ومؤسساتها. في هذا العهد رأينا رؤية العين كيف قُتل المبدعين وشردوا في ارض وكيف اضُطهد المثقفين وكيف اُمتهنت كرامة العلم والتعليم. بالمقابل سعت الإنقاذ بمنهجها الشمولي، إلى تسويق ردة حضارية شاملة، باسم المشروع الحضاري، سببت شروخا عميقة في النسيج الاجتماعي السوداني، وارتدت ببلادنا عشرات السنين إلى الوراء، وأنتجت العنف والدم ثمرات مرة لذلك المشروع العقيم. إننا هنا لا نتحدث عن "ثقافة" الإنقاذ، فليس للإنقاذ "ثقافة"، وإنما مشروعها في الأساس "ضد ثقافي". إذ يسعى هو بالارتداد بالوطن والمواطنين إلى حكم قرون وسطى وهيهات، في نفس الوقت الذي تستهلك فيه الإنقاذ الغث والتافه من منجزات الحضارة الحديثة، وفقا لمبدأ الفيء الثقافي، والتزاما بنهجها الطفيلي المنبت. ولا فيء في الثقافة وإنما إبداع وإنتاج، لا يقدر عليه الطفيليون والمنبتون. وإذا كان لنا أن نصف خصائص "ضد الثقافة" الإنقاذية، لقلنا أنها تتميز بالعنف والقبح والتسلط. فالعنف هو ديدن الإنقاذ ولب طرحها: نشرته في وسائل الإعلام وفي الخطاب الأيدلوجي وفي تصريحات رئيسها وفي الأناشيد السمجة وبرامج ساحات الفداء وغيرها، تعبيرا عن جوهرها الفعلي. كما لا تزال تمارسه في الواقع ضد مواطنينا وآخره في كجبار. أما القبح فان مظاهرة تمتد من العمارة المشوهة إلى الذوق الخرب في الآداب والفنون وانتهاء بالملابس القبيحة التي فرضت باسم الإسلام، وما هي إلا من تقاليد الفرس والمجتمعات المعادية للمرأة والجمال. إن روح الإنقاذ القبيحة لا يمكن إن تنتج الجمال ولن تنتجه، بل يمكن فقط أن تنتج القبح وتعيد إنتاجه. أما التسلط فقد تبدى في محاولة إقصاء الإنقاذ لكل الأصوات الجادة والمبدعة في الثقافة السودانية، وذلك بالتشريد والقمع والتهميش، وكذلك في محاولة تسويق عطالى الفكر والإبداع من المروجين لها. إن هذا الحال يتغير تدريجيا بزيادة ضغط المثقفين والمجتمع المدني على الإنقاذ، وبواقع إن إنتاجها الغث لا ينافس. إلا أن وسائل الإعلام الرئيسية والمؤثرة لا تزال في يد الإنقاذ، تسيطر عليها وتريد أن تسيطر بها على الجماهير، لرد بعض الروح إلى مشروع ردتها الحضارية المندحر. لا بأس أذن.. لن نمارس البكاء على الإطلال هنا، وإنما سنحاول أن نضع الأساس المتين لعلاقة جديدة ما بين الثقافة والعمل العام، وان نستشرف دورا اكبر للمثقفين في التحول الاجتماعي. من اجل كل هذا نكرس ملف الغدد الحالي من ليبرو، دون أن نزعم أننا قد قلنا فيه كلمتنا الأخيرة، فما زلنا في هذا الميدان في أول الطريق. المرجع : ليبرو - عدد يوليو 2007 http://liberalsudan.org/index.php?option=com_docman&tas...oad&gid=28&Itemid=39 (عدل بواسطة Abdel Aati on 07-06-2007, 08:46 AM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]