يبدو احيانا اننا في زحمة احداث الراهن السوداني الكارثي التعيس وانفعالاتنا الصادقة به يغشانا خلسةاحيانا (داء عمى البصيرة) وتبدو لنا بعض الصغائر في حجم الكبائر وايضاالعكس صحيح وهو امر يضعنا في خانة (العميان) وكاننا غير متابعين للمشهدالسودانى من يوم كارثة الثلاثين من يونيو المشئوم عام 1989 وحتى اليوم بل عائشين خارج جغرافيا الوطن في كوكب اخر غير كوكب الارض وهي غيبوبة ما بعدها غيبوبة.... اذ كيف نندهش ونهلل لمجرد اخبار تتحدث عن فضيحة سرقة البشير ل 9 بلايين دولار وننسى او نتناسي ان ذات اللص سارق ال 9 بلايين هو ذات اللص الذي سرق ( الجمل بما حمل) اي سرق كل الوطن بمقدراته....ونصير كما الاغبياء الذين اقتحم لص بيتهم واستولى على كل محتوياته بعد ان طردهم وشردهم منه و في قمة لحظات الغيبوبة والضعف واليأس هلل بعضهم بانهم اكتشفوا ان ذات اللص في الشارع وقد راوه منتعلا ومرتديا (سروالا و سفنجة ) من اشيائهم التي حازها اللص في ذات البيت المستولى عليه وانتشر الخبر الساذج سريعا بين جموع اخرى من عماة البصيرة ليزدادوا تهليلا وتكبيرا لهذا الظفر العظيم!
فيا سادتي الطيبين ان اللص عمر البشير سرق ما هو اغلى من هذه الدراهم المعدودات فقد سرق منكم اعماركم وزهرات شبابكم واجمل امانيكم واحلامكم بل سرق مستقبلكم ومستقبل افلاذ اكبادكم وسرق كل مقدرات الوطن له ولاهله ومعيته وبطانته بل سرق احلامكم في وطن واحد موحد وقد احاله اليوم نصف وطن والنصف الاخر عرضة للتقسيم في اي زمان واي مكان... وهل هنالك اغلى من هذه المسروقات وهي في هيئة احلام واماني وامال وتطلعات فالمال غاد ورائح ولكن الامال والاحلام والطموحات حتما ستضيع وتندثر ولن تعود عندما يضيع الوطن في رابعة النهار واهله عماة لا يبصرون شمس الحق والحقيقة وهم لا يدركون ان سرقة وطن بحاله ليست امر اغلى من 9 بلايين من الدولارات ولله في خلقه شئون![/B]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة