|
|
 عفوا صديقي الجميل واخي في الوطن مولانا عادل سمير توفيق!!
|
العزيز اخي عادل
سلامات
منذ زمن واسئلة حائرة ظلت تدور في ذهني وقد ألقيت بها ذات يوم في هذا المنبر علها تجد من يعطيها حقها في الرد ممن خاطبتهم بها..ولسوء الحظ ظلت في المنبر تائهة زمنا طويلا بلا اجابات حتى تبخرت..ولكنها ظلت حبيسة اضبورة الكترونية..هي ارشيف هذا الفضاء الجميل.
مضطر جدا ان اخاطبك اليوم اخا صديقا و ايضا بشكل هام اخا مواطنا سودانيا حرا بالغا عاقلا ومؤهلا جمعتني بك روح الزمالة في الدراسة وتجمعني بك اساسارابطة المواطنة السودانية والتي ينبغي ان نتساوى في حقوقها وواجباتها بغض النظر عن اختلاف مشاربنا السياسية والعقدية والفكرية... اخاطبك والوطن السودان اليوم يكابد الخراب والضياع بواسطة هذا النظام الثيوقراطي الجائر المهووس البليد والذي شوه كل قيم المحبة والاخاء والتالف والتسامح السوداني القويم بواسطة سياساته الاقصائية الاجرامية البشعة لخصومه السياسيين وايضا المذهبيين والدينيين..وهو نظام يقوض كل يوم في اساس بنيان هذا البيت السوداني القائم علي تلكم الاسس والاعمدة من المحبة والتاخي والتسامح بين اهل بمختلف سحناتهم واديانهم وثقافاتهم.
اخاطبك اليوم وانت سوداني ينبغي ان تكون اكثر تضررا وتأزما من وجود هذا النظام الشائه العطيب... من كثيرين من خصوم هذا النظام من مواطنيك فقط لكونك مواطنا سودانيا غير مسلم..مواطن سوداني مسيحي تضرر اهلك وطائفتك كثيرا من وجود هذا الواقع الجديد العطيب الذي هدد مصالحهم الاقتصادية والتجارية وشردهم في كل اصقاع الدنيا لانهم اضحوا مواطنين من الدرجة الثانية بحكم هذا الواقع الجديد والذي حقيقة هو واقع يهدد مواطنتك وكرامتك وعقيدتك ويهدر ادميتك فيما تعتقد من دين ليس هو الاسلام!
وضد هذا الواقع الظالم ناضل وقاتل كثير من الشهداء الابطال من مواطنيك وجراء مواقفهم البطولية قتلوا وعذبوا وشردوا وطوردوا وفصلوا وترملت نساؤهم وتيتم اطفالهم وهم جلهم سودانيون ينتمون لذات الدين الذي شوهه اولئك المجرمون الحاكمون وقدموا ارواحهم قربانا يفدونا جميعا لاجل هذا الوطن العظيم بمسلميه ومسيحييه ويهوده ووثنييه..وهو ليس ذات الدين المتسامح الذي ساوى ذات بين هباني المسلم وعادل القبطي وجعل بار كوستا الاغريقي في مواجهة حلواني برعي المسلم الاخواني..واستجار فيه اليهودي مجاهد بالدويم ببيت الناظر ادريس هباني من غضبة الغاضبين من اهالي الدويم المسلمين بعد هزيمة حزيران67!!
وانا ادرك ان اهلنا اقباط السودان جزء اصيل من هذا النسيج الاجتماعي ولا يستطيع اي كائن انكار دورهم الحيوي والهام في حياتنا و قد ساهموا في نهضتنا التجارية والاقتصادية والعلمية بخبراتهم وكفاءاتهم طيلة مكوثهم واستقرارهم ببلاد السودان بعد ان هجروا مواطنهم الاصلية بسبب اضطهادات دينية قاسوها هناك في مواطنهم الاصلية.. ولكنهم احسنوا الاختيار حين لاذوا باهلهم في السودان الامن الجميل حيث وجدوا المستقر الامن والحضن الدافيءالمتاخي المتسامح الجميل. اذن ان اي خطر يتهدد هذا الواقع المتسامح والمتاخي الجميل او يحاول النيل من استقراره والذي تعايش فيه الناس عقودا وعقودا ينبغي علي الجميع الزود عنه اذا ما هددته الخطوب والمكاره!!
ان شريعة جعفر نميري وقوانينه الجائرةالظالمة في سبتمبر 83 والتي ليست من دين الاسلام في شيء كانت بدايةالطوفان وهي المهدد الاول لهذا الواقع (اليوتوبيا) الذي تعايش فيه الجميع بمختلف اديانهم وثقافاتهم رغم بعض النتوءات والظلامات وهو امر طبيعي.. ولكنها كانت في طريقها للاندمال من خلال التدامج القومي السوداني المستمر! وقد كانت شريعة نميري ايضا مجسا حقيقيا لمدى عمق الانتماء والايمان عند الاخرين وهم المستفيدون من هذا الجو المتسامح والذي عصفت به تلكم التشوهات!
ونهض الوطنيون الغيورون لمقاومة هذا الواقع التشويهي المجرم وكانوا جلهم من مواطنين
من ذات الدين الذي حاول تشويهه السفاح نميري.. وقاتلوا قتال الابطال وعذبوا وقتلوا وسجنوا وتشردوا في كل الاصقاع وسقط الشهيد الشيخ محمود محمد طه بن السبعين عاما شامخا في مشنقة الطغام.... وثار اهلنا في كل الاصقاع وقامت حركةثورية سياسية في الجنوب..من اهلنا الجنوبيين وجلهم من المسيحيين السودانيين وانضم اليهم اخوتهم ابطال من مسلمي الشمال لقتال ذلك النظام المهووس والذي عصف باجواء المحبة والتاخي والتسامح والسلام
واغلقت البارات والمطاعم التي كانت مملوكة لاهلنا الاقباط واضطهد الاخوة السودانيون الاقباط وقد صاروا مواطنين ذميين من الدرجة الثانية بحكم ذلكم التشويه!!
والشيء الطبيعي المتوقع ان تتولد ردة فعل طبيعية لمقاومة هذا الظلم البائن من قبل اهلنا الاقباط وكنت اتوقع الافا والافا من شبابهم ينخرطون في صفوف حزب قبطي سوداني وطني جديد للدفاع عن كريم المعتقدات وادمية الانسان ..او ينضمون للحركة الشعبية لتحرير السودان وذلك لغالبية اعضائها من المسيحيين السودانيين باعداد تفوق اضعاف واضعاف من اعضائها من ابناء الشمال المسلمين!!
ولكن للاسف حتى اليوم منذ ان قامت الحركة الشعبية 83وحتى نيفاشا2004 اي بعد اكثر من عشرين عاما لم اسمع بعضو سوداني قبطي واحد من بين مئات الالاف من الاقباط السودانيين المنتشرين في كل بقاع العالم مهاجرين او لاجئين وهم قوة اقتصادية ضاربة ومستقرة..لم اسمع ان احدهم الا القليلين جدااعلن ذات يوم او حاول محاولة انشاء تنظيم وطني قبطي سوداني مناهض لظلم (مايو او يونيو) او اعلن انضمامه للجيش الشعبي والحركة الشعبيةاو لاي فصيل وطني لمقاومة هذا التشويه والظلم الكبير سواء في فترة التيه المايوية او في هذا الزمن الترابي الكريه اللهم الا الشهيد العظيم والخالد سليمان ميلاد حنا وحده القبطي السوداني الواضح والذي ظل له شرف الصمود والفداء!!
اذن السؤال المنطقي والطبيعي يا صديقي الجميل عادل السوداني القبطي.... وانت ربما تملك اجابة بحكم مهنة القانون وارتباطها بالحقوق والدفاع عن المظاليم وهو تخصص مرتبط ارتباطا عضويا بالاخلاق والقيم الانسانية حيث الدفاع هنا عن مظاليم بحجم وطن والظلم بائن وواقع والظالم واضح ومفضوح وهو معترف بجرمه وهو دفاع ليس مدفوع الاتعاب كما يفعل اهل مهنة القانون !! ما الذي جعل المستنيرين وانت منهم من اخوتنا اقباط السودان حتى هذه اللحظة متقاعسين عن التعبير الوطني عن انتمائهم لهذا التراب الوطني وهم مواطنون سودانيون متضررون جدا جدا من هذا النظام المجرم والذي شردهم في كل الاصقاع والمنافي وهم يؤكدون كغيرهم من المواطنين ايضا واجبهم الوطني في التعبير عن انتمائهم وارتباطهم بهذا الوطن وطنا للجميع مسيحيين ومسلمين ويهود ولا دينيين بشيء من البذل والعطاء حتى ولو بمجرد الاقوال او ابداء نوع من التضجر والامتعاض!! وحيث ما عاد النضال ومقارعة الظالم ودفع الضرر امرا اختياريا بل واجبا وطنيا مقدسا علي الجميع ولا احد وحده يتحمل مسئولية النضال عن اخرين بينما الاخرون يمارسون الفرجة والانهزام!!
محبتي واحترامي
اخوك ابدا هشام هباني
|
|
 
|
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
| |
هشام هباني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست