طرائف البورد

Quote: في مدينتنا ( الأبيض ) رجل ليس غريب الأطوار لكنه غريب الكلام و كثيره و ليس له هم غير مناطحة الحكومة و سبها جهاراً نهارا ، قيل أنه أحد ضحايا الصالح العام فكان بينه و الحكومة ثأر بايت ، قيل أنه مجنون و قيل أنه أعقل من أي عاقل ، أختلف الناس حوله لكن غالبيتهم أحبوه و أحبوا نظمه السجعي الذي يتخيره لمناطحة الحكومة ، و الغريب أنه يجهر بحديثه في سوق المدينةو تم اعتقاله كثيراً حتى عجزت الحكومة من أن تفعل له شيئاً بعد أن اعتبرته مجنوناً ، أنا شخصياً جلست معه و تحادثت فلم أرى فيه شيئاً غير جرأته الزائدة عن الحد في نقده للحكومة والتي تجعل من مجرد الجلوس إليه شبهة بالانتماء للطابور الخامس ،، كان ذاك في وقت اشتدت فيه القبضة الأمنية على الرقاب لكنه لم يستكن . و من مواقفه المشهودة و التي يرويها أهل المدينة: شاع بين أهل المدينة أن واليهم الذي تم تعيينه مؤخراً كان يسكن قبل الانقلاب في حي ـ من أحياء المدينة ـ توجد فيه بعض المنازل التي تصنع الخمورالبلدية ، و و كان صاحبنا من المستغربين لذلك الأمر فكان خرج إلى الناس في سوق المدينة ذات نهار و هو يضرب كفاً بكف و يعلن استغرابه جهاراً : ( سبحان الذي أسرى بعبده من الأنداية إلى رئاسة الولاية ) و جرت تلك المقولة بين أهل المدينة استهزاءا بواليهم. و حيث عرف عن الوالي المذكور بأنه كان نهماً في بيع كافة قطع الأراضي و المنازل الحكومية و الساحات الرياضية بحجة دعم خزينة الولاية، كما عرف عنه حبه للتجوال ليلاً بسيارته ( ليلى علوي ) فقد تفتقت عبقرية صاحبنا ليطلق على السيد الوالي لقب ( أبو الرقيع الجنو بيع ) و أبو الرقيع لمن لا يعرفه هو الخفاش أو الوطواط. و في ذات الصدد يروى و العهدة على الراوي أن الوالي المذكور كان في زيارة للمستشفى لعيادة مريض من أقربائه و صادف أن تقابل مع صاحبنا الذي ما إن رآه حتى أمسك ببوابة المستشفى ليحاول منع سيارة الوالي من الدخول للمستشفى و قال له متوسلاًُ كهندي مستهبل: ( الله و النبي .. الله و الرسول كان تبيعها ـ يقصد المستشفى ـ ياها دي الفضلت لينا بس ) أي أنه كان يتوسل إلى الوالي حتى لا يقوم ببيع المستشفى. أما الموقف الأشهر لصاحبنا فيقال أنه كان في حضور رئيس الجمهورية الذي قدم لافتتاح مشروع مياه مدينة الأبيض و معلوم أن مياه المشروع تم جلبها من حوض بارا الجوفي و كان موقع الاحتفال بعيداً خارج المدينة فتم نقل الجماهير إلى هناك و لأن صاحبنا يكره الخطب الحماسية للقيادات المحلية كان يعلم أن آخر فقرة من فقرات الاحتفال عادة ما تكون الفقرة التي ( يعرض ) أو ( يرقص ) فيها الرئيس مع الأغاني الحماسية بصحبة الموسيقى النحاسية،، لكن صاحبنا أراد إبداء رأيه في برنامج الاحتفال و ربما برنامج الحكومة ذاتها ، فرفع صوته عالياً حتى سمعه جمع كبير من ضيوف الحفل و شهود الاحتفال : ( يا جماعة هوووي.. يا أخوانا... نحنا بيوتنا بعاد.. رقصوا لينا الرئيس دا خلونا نمشي أهلنا.. !!!! ) فضحك الناس و كأنهم في بيت عرس و قد سرى بهم الليل انتظارا لقطع الرحط..