مواضيع توثقية متميزة

بين أبادماك و بورتبيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 09:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2004, 03:30 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Salah Yousif)

    الاخ الكريم صلاح

    شكرا لكم

    مزيدا من التداعى
    لو كنت قد رايت هذا البوست قبل كتابة بحثى
    لكنت كتبته بصورة احسن واعمق
    لانى كنت استشف اجواء ذلك الزمن الجميل عن طريق قراءة الصحف القديمة
    و التحدث مع استاذى العظيم هاشم صديق
    بحثى بعنوان

    ثنائية الغابة والصحراء فى شعر سنوات الستين
    التطبيق فى قصيدة العودة الى سنار
    تحت رغبة المشرف واللجنة التى اجازت خطة البحث
    تم تغير العنوان الى
    ثنائية الغابة والصحراء عند محمد عبدالحى
    وهذا البحث لم ينشر بعد
    اتمنى ان اجد ناشرا له
    وهذه فرصة لعمل اعلان له
    فى هذا البوست العظيم
                  

03-29-2004, 09:36 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: bayan)

    وصلتني المساهمة التالية من الأستاذة نجاة محمد علي، من باريس. وكم أسعدني أن تنفذ مساهمتها إلى القراء من طريقي. وأتمنى أن يدخلها الأخ بكري، قريبا، من بابه الكبير، الواسع. دخول نجاة أمر مفرح، فهي ممن في اليسار، وباليسار، وتنفسوا هواءه، وعركوا تضاريس مسيرته. والأمر المفرح الآخر، هو أننا قد اقتربنا بدخول نجاة، من أستاذنا الجليل عبد الله بولا، الذي أتوق لكي أراه بيننا قريبا. فنجاة محمد علي، هي رفيقة كل دروبه، الشخصي منها، والعام.

    أرجو ان نرى أستاذنا بولا بيننا هو الآخر، في أقرب وقت. فهو شاهد على تاريخ شديد الأهمية. بل هو أحد صانعي ذلك التاريخ، البارزين. وحين نؤرخ مستقبلا للتحول في مفهوم العلاقة بين الأستاذ والطالب، ونحن نستشرف آفاق فهم جديد للتعليم، وممارسة جديدة له، فإن شخص عبد الله بولا، المعلم، سوف يكون أحد شواهدنا البارزة.
    _____________________________________________________________

    الرسالة:
    باريس في 28 مارس 2004

    العزيز النور،
    تحياتي الطيبات لك ولأسماء، جارتي. ولها في القلب مكانٌ مثلما لأبيها العظيم وابتسامته الطيبة التي انطبعت في أذهان الناس وإلى الأبد، وفي ذهني منذ أن كنت طفلةً.

    وجدت متعة كبيرة وأنا أتابع سردك الرصين ـ والمداخلات الرصينة أيضاًـ، ولي تعليق أود أن تنقله عني إلى صفحات المنبر الحر.

    أبدأ أولاً بملاحظة حول تجربة الطلاب اليساريين في جامعة الخرطوم في السبعينيات ومساهمتهم في حركة الحداثة وتأثير تجربتكم في كلية الفنون في هذه المساهمة، فهذه تجربة عشتها خلال العامين اللذين قضيتهما في جامعة الخرطوم (73ـ1975)، قبل أن أذهب للدراسة في فرنسا. ثم أنتقل بعدها إلى ملاحظة أخرى حول الهوة الواسعة التي تفصل بين الطلاب والأساتذة على صعيدي الاهتمامات والمساهمة.

    أُعيد في عام 1974 تأسيس جمعية الثقافة السودانية والفكر التقدمي بجامعة الخرطوم، وكنت من أعضائها ضمن أصدقاء نيّرين منهم صدقي كبلو ومبارك بشير وبشرى الفاضل ومحمد المهدي عبد الوهاب وغيرهم. ومن أول النشاطات التي قمنا بتنظيمها معرضٌ لعبد الله بولا وحسن موسى شارك فيه أيضاً عدد من طلاب الكلية منهم الباقر موسى، عبد الله محمد الطيب (أب سفة)، هاشم محمد صالح، كوثر إبراهيم علي، الراحل أسامة عبد الرحيم وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة باستحضار أسمائهم. كنت من الذين أوكل إليهم أمر المشاركة في تنظيم المعرض بكافتيريا كلية الهندسة، فسنحت لي تلك الفرصة أن أتعرف على هاشم محمد صالح [يا لإنسانيته الفياضة وقدرته على حفظ الود] الذي كان لقائي به نقطة هامة في حياتي، إن لم أقل نقطة تحول، فمعه تعرفت على هذه الكوكبة الخلاقة النشطة وعلى أصدقاء العمر، بشرى الفاضل، حسن موسى، وعبد الله بولا. بعد هذه الأيام الثرّة بالمناقشات التي صاحبت المعرض، أصبحنا، نحن معشر الطلاب اليساريين (استخدم مصطلح اليسار مثل استخدامك له ولا أحصره في المنضوين تحت لواء التنظيمات) في جامعة الخرطوم، نَرِد الأماكن التي يقيم فيها أهل كلية الفنون معارضهم ونقاشاتهم، إلى جانب ـ بالطبع ـ نشاطاتنا السياسية والفكرية. فتفتحت عيوني على اكتشافات جديدة، فإن كنت على إطلاع بحركة أباداماك وتفتح صباي على قراءة ومتابعة إنتاج المساهمين في تأسيسها، فإنني "اكتشفت" طلائع الهدهد من معرفتي بعبد الله بولا، ومن صلتي بهاشم محمد صالح وبشرى الفاضل وغيرهما من خريجي حنتوب (ويسأل العزيز حسن الجزولي عن انعدام مثل هذه النشاطات في مدارس البنات، فهل منحونا الفرصة لكي نعرف ونكتشف ونبادر؟ لاحقتنا وزارة التعليم بالنُّظار القساة، الفارضين رقابتهم ونظراتهم المرعبة، وكانت خلايا الجبهة الديمقراطية السرية هي متنفسنا الوحيد إلى جانب الجمعيات الأدبية التي تمتد إليها دائماً يد الرقيب. أتوقف هنا لحظةً، لأدعو الناس إلى إحياء ذكرى أبوبكر خالد، فقد كان معلماً من طينةٍ نادرة، جعل من تشجيع الموهوبات في أمدرمان الثانوية للبنات واحداً من مشروعاته كأديب وتربوي عظيم، لكن "اليد الواحدة ما بتصفق").

    أردت بالحديث عن ما شهدته جامعة الخرطوم في تلك الفترة التي عايشتها القول بأن ذلك النشاط كان جزءاً من حركة الحداثة وهي تبلغ قمة تألقها في السبعينيات. ولا أقول إن تجربة الطلاب اليساريين في جامعة الخرطوم نتجت عما يحدث في كلية الفنون، وإنما كان لما تشهده كلية الفنون الجميلة تأثيره الواضح في ساحة اليسار في جامعة الخرطوم التي كان من نتاج حركة الحداثة فيها ـ خلال الفترة التي أتحدث عنها ـ وجوهاً مشرقة مثل مبارك بشير، الخاتم عدلان، محمد أحمد محمود، فاطمة بابكر، صدق كبلو، محمد المهدي عبد الوهاب، صلاح حسن أحمد، والقادِمَين من طلائع الهدهد بشرى الفاضل وهاشم محمد صالح، وغيرهم من النساء والرجال المبدعين.

    كانت الموسيقى مجالٌ آخر شهد مساهمات أخرى في ترسيخ مفهوم الحداثة. وفي جامعة الخرطوم، في تلك الفترة، كان الترحيب حاراً بمساهمات محمد وردي الجديدة وهو ينتقل في انتقاء أغنياته إلى شعراء يستخدمون لغةً جديدة ورموزاً جديدة ونوعاً جديداً من أنواع الالتزام، مثل محمد الأمين الذي كان الترحيب به كبيراً بنفس القدر، ومنذ أن طالعنا بالملحمة العظيمة. أو ليست ثورة أكتوبر هي معلم بارز في مسار حركة الحداثة في بلادنا، إن لم نقل إنها هي "المعلم البارز"؟ فمع أكتوبر وُلدت بذرة جديدة من بذور الحداثة بنشوء فكرة احترام حقوق الإنسان بالانتباه لجذور مشكلة الجنوب، وبروز مفهوم حقوق المرأة. وبالطبع، إن مفهوم حقوق الإنسان فكرةٌ لا تزال تتطلب منّا مزيداً من العمل الدؤوب من أجل ترسيخها.

    شيء ثانٍ أوقفني في حديثك، هو عمق الهوة بين اهتمامات الطلاب واهتمامات الأساتذة في كلية الفنون الجميلة. إن المشهد في جامعة الخرطوم لا يقل إثارةً للأسى. جئت إلى كلية الآداب في عام 1973 وكانت المواد التي اخترتها هي الجغرافيا واللغة الإنجليزية والفرنسية إلى جانب اللغة العربية التي هي مادة إلزامية لكل الطلاب. أول ما لاحظته وأنا أرتاد مكتبة الجامعة لأول مرة هو أن عدداً كبيراً من المراجع التي كان علينا أن "ننهل" منها في مادة الجغرافيا يعود تاريخها إلى عقود مضت، بل ويحمل بعضها ختم "كلية غردون التذكارية". أجل!!! ونحن في هذا العالم المتغير الملامح الذي تبدل فيه مفهوم "الجغرافيا" نفسه. بينما توفرت لأساتذتنا فرص التحصيل في جامعات الدول المتقدمة والوقوف على تطور مناهجها التعليمية. والأمر نفسه يسري على كتب اللغتين الإنجليزية والعربية. لم تكن العلاقة مع غالبية الأساتذة تتجاوز وقت المحاضرات. لكنني، ويا للسعادة، تعرفت عن قربٍ على أحد المساهمين البارزين في حركة الحداثة في بلادنا، محمد عبد الحي، الذي، لسوء حظي، لم التق به أستاذاً في قاعات الدرس.

    كنت شابة مهووسة بالرسم ـ الذي تركته منذ زمن طويل ـ، ومسكونة بالشعر، وباحثة عن آفاق جديدة. وعلى الرغم من اجتهادي لم أنجح في السنة الدراسية الثانية. ربما بسبب عدم تقيدي بالمقررات التي كان من المفروض أن نحفظها عن ظهر قلب. كنت أعتقد إن الأساتذة سيرون في "التخريم" عن المقررات إنعتاقاً، فوجدته يتحول إلى سبب فصلٍ من الجامعة. جئت لباريس في عام 1976وأنا متنازعة بين الشعور بالإحباط والرغبة في التحصيل. لكن، كان الجو "الحداثي" الذي عشته في الخرطوم زاداً وحصناً وحافزاً للنجاح الدراسي في فرنسا.

    قبل أن اختتم حديثي أود أن أقول شيئاً أخيراً.
    حينما كان عبد الله بولا يستعد للذهاب لفرنسا التي وصلتها قبله بعام، كتب إليّ طالباً عناوين الجامعات التي من الممكن أن يجد فيها الدراسة التي ينشدها. قال في واحد من خطاباته ما معناه، أو ربما بالضبط،: "لا أبحث عن نورٍ أفضل من أصل نورنا، بل أقوى". وحينما وصل بولا وجاء بعده حسن موسى، التقيت يوماً بالبروفيسور جان لود الذي أشرف على رسالة بولا لنيل الدكتوراه بجامعة السوربون، حيث كلفني حسن موسى بإكمال إجراءات التسجيل له في الجامعة مع الأستاذ نفسه، وكان حينها يدرس اللغة الفرنسية في مدينة ليل بشمال فرنسا. ذهبت للبروفيسور لود للحصول على توقيعه وموافقته على تسجيل حسن، وكان يستعد لدخول قاعة المحاضرات مع مجموعة من تلاميذه، وقف معي لحظةً، ثم دعاني إلى مكتبه وتلاميذه ينتظرون، سألني عن بولا وعن حسن معبِّراً عن اندهاشٍ عميق أن يأتيه من أصقاعٍ نائية أشخاص يمتلكون كل هذه الموهبة والجسارة. قال لي: سألت إبني بلادك عن سر هذه المعرفة والفكر المستنير، فقالا إن في بلادكم كثيرون مثلهما، فهل هذا صحيح؟ قلت له بولا وحسن نتاج حركة الحداثة في بلادي واثنين من المساهمين الأساسيين في مسارها، وغيرهم كثرٌ.
    سخر حيدر إبراهيم من بولا وهو يقول على صفحات الخرطوم: "أدهش بولا حتى أستاذه المسكين". وأقول، إندهش العالم الفذ جان لود ليس أمام بولا وحسن موسى فحسب، وإنما أمام هذا البلد العظيم الذي استطاع رغم التخلف والفقر والدكتاتوريات المتعاقبة أن يأتي بحركة ثقافية وفكرية ثرّة ومستنيرة من مؤسسيها أنت، عزيزي النور، وهما، وكل الرجال والنساء الذين يتطلعون إلى سودان تترسخ فيه قيم الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الفرد.

    حينما شهر حيدر إبراهيم كلماته ضد المثقفين السودانيين وعباراته القاسية التي وصف فيها بولا، ضمن نعوت أخرى، بالبلطجة والنرجسية المفرطة، اضطر بولا للدفاع عن كل هؤلاء عندما مست كلمات حيدر الجائرة كل المثقفين السودانيين ونفت مساهماتهم التي من ضمنها مساهمة أبداماك، ولم يجد بولا من يكتب في حقه كلمة منصفة، فمن الصحاب من صمت ومنهم من أمسك العصا من منتصفها (مع إنني لا أنفي المحادثات الهاتفية التي جاءته من كل بقاع العالم والترحاب الذي وجدته مقالاته على صفحات الخرطوم). هل أقول لك إن غلالة من الحزن لا زالت تلف داخله، وأحسها دون أن يفصح عنها؟ والآن أرى كلماتك المنصفات أزالت أسىً ظلّ عالقاً بقلبه كل تلك الفترة التي انقضت.
    أقول كلمة أخيرة [أصبحت كلماتي الأخيرات كالونسة قدام خشم الباب في وداع ضيف عزيز]. بمناسبة الحديث آنفاً عن حقوق الإنسان، أريد أن أقول تعليقاً على تعليق الذين لم تعجبهم مداخلة عضو البورد رودا في خصوص استقبال عبد الله على إبراهيم. أقول لهم ولغيرهم، بما إن المثقف هو ضمير أمته الحي، فإن صمت المثقف حينما ينبغي له أن يتكلم إثم كبير، والسكوت إزاء صمته إثم أكبر. إن عبد الله علي إبراهيم مثقف رصين لا يختلف اثنان حول عظمة مساهمته في ساحتنا الفكرية والثقافية، ولنا أن نساءله إن غض الطرف يوماً عن واجب لا بد له، كمثقف، من الاضطلاع به. أقول لكم أيضاً "الجمرة تحرق الواطيها" فهذه امرأة من الجنوب، تنطلق عن تاريخ طويل من الغبن والحروب، من الرق في الماضي والآثار المترتبة عليه في الحاضر. قيل "الحداثة أخت التسامح"، فمن أراد لمفهوم الحداثة أن يرسخ فليتسامح. فلا حداثة لبلادنا دون احترامٍ لحقوق المواطن، ابتداءً بحقه في الحياة، وحقه في التعبير، فدعوها، هي وغيرها من أبناء الجنوب أو الشمال، أن ينشدوا الحياة التي يتوقون إليها، وأن يعبروا عن رأيهم كيفما شاءوا.

    توفَّر للثورة الفرنسية ضمان نجاحها وبقائها لأنها ارتكزت على مبدأ حقوق الإنسان والمواطن. وازدهر عصر الأنوار لأنه استند على مبدأ حقوق الإنسان كركيزة أولى. فلنستفد من تجارب الأمم ولنجعل من حقوق الإنسان ضامناً للديمقراطية الآتية وللحرية التي نصبو إليها وللحداثة التي نبتغيها.

    نجاة محمد علي


                  

03-29-2004, 03:51 PM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Salah Yousif)

    up
                  

03-31-2004, 04:28 AM

Hashim.Elhassan
<aHashim.Elhassan
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Salah Yousif)

    ياالأستاذات و الأساتذة الكريمات و الكرام
    تحيات
    طال الغياب..غيابكم.... فهومت في الأفاق ، و في أفق منها أخضر، هو منتديات موقع كسلا مدينة الجمال في الشبكة،الذي اسسه و يقوم بأمره مع نفر قدير، الأخ ياسر هاشم خليل عضو هذا المنبر. هناك و جدت هذا الحوار الذي اجراه مع الدكتور عبد الله علي إبراهيم و نشره من قبل ألأخ االسمؤال حسان ابو عاقلة العضو بهذا المنبر ايضاً..ودونما استئذان قبلي منهما وإكتفاءاً بذاكرة عن مكارمهما لم يصدئها بعد المكان و لا تنائي الزمان، فإني رايت أن إستنسخه هنا، فلربماإستثارت عجاجته الحميات و(الذواكر)!!! وعودا على بدء من سيرة أبادماك والرواد و الأسئلة؟؟؟؟
    تسلموا




    Quote: السموأل حسان ابوعاقله


    Quote: هذه من حصيلة حوار التقيت فيه بالمفكر السوداني المقيم بامريكا و المثير للجدل في السودان الدكتور عبد الله علي ابراهيم... حصلت عليه و انا اقلب بعض الاوراق و ازعم بان فيه الكثير الذي يمكن الاستفاده منه وعلي اقل تقدير اثارة الحوار بشأنه، سأحاول هنا بقدر ما يسمح به الوقت ان اسجل الحوار بكامله وان كنت سافعل ذلك علي حلقات لسببين، الاول هو الكثافة النسبية للماده و غوصها في تعقيدات و تشابكات ثقافيه قد تحتاج لقراءة هادئه، و الثاني لان المادة ليست مسجله لدي في قرص مرن او ملف بالكمبيوتر وانما اقوم بنقلها من الصحيفة التي نشر بها في العام 2001 وهذا قد يستغرق بعض الوقت حيث انني لست حاذقا في الصف السريع للحروف. غاية ما ارجوه ان يحقق الاطلاع علي هذا الحوار شيئا من المرجو وهو فتح هذه الملفات علي منبرنا هذا او علي اي منبر اخر بحيث نكون اكثر ملامسه لهواجسنا الثقافيه و الاجتماعيه.

    الي نص الحوار.....

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. عبد الله علي ابراهيم: رموز مدرسة الغابة و الصحراء ثقافتهم استشراقيه

    أعمل علي مقاربة الشأن الثقافي السوداني بمنظور فكري مختلف

    حوار: السموأل أبوسن

    تأتي اهمية الحوار مع المفكر السوداني الدكتور عبدالله علي ابراهيم من اهمية الدور الذي ظل يلعبه منذ الستينات كأحد الرموز الثقافيه التي صاغت حوارات الهويه و التعدد الثقافي في السودان، من ناحيه، و من ناحية اخري من خلال دوره العلمي الذي لعبه في حقل دراسات الانثربولوجيا الثقافيه التي له فيها اسهامات مقدره ، سواء كان ذلك اثناء بجامعة الخرطوم، سابقا او من خلال دوره الحالي كمحاضر بجامعة انديانا الامريكيه. للدكتور عبد الله علي ابراهيم عدد من الكتب منها " الصراع بين المهدي و العلماء" ، " انس الكتب" عبير الامكنه" ، الثقافه و الديمقراطيه في السودان". كما له تحت الطبع، " الماركسيه و مسألة اللغات في السودان" ، " الارهاق الخلاق" . الي جانب ذلك له اهتمامات ادبيه و نقديه واسعه و اهتمام خاص بالمسرح حيث قدم له عددا من المسرحيات منها " الجرح و الغرنوق" ، السكه الحديد قربت المسافات" . و بالرغم من ان العديد من آرائه اثار جدلا واسعا و خصوصا تلك المتعلقه بقضايا اللغة و الثقافه و الهويه في السودان ، الا ان ذلك لا ينفي وعيه المبكر بخطورة هذه الاشكالات التي قفزت في الفترة الاخيره الي دائرة الاهتمام لدي كل الفعاليات الثقافيه و السياسيه في السودان

    * حوارات التعدد اللغوي و الاثني و الديني و تدافع القوامات الثقافيه شكلت جزءا
    اساسيا من اهتمامك و تجلي ذلك في تناولك لموقف الكاتب السوداني ابرهيم اسحق الداعم لاستخدام اللغة العربية كلغة رسميه و في مثال اخر موقفك من " الافروعروبيه" و مدرسة الغابة والصحراء هل ثمة تغير في موقفك ، ام لا تزال املاءات ذلك الموقف قائمة لديك ، و كيف تقوم لديك كمفكر عملية الانتقال من موقف لآخر تجاه قضية بعينها؟؟:::::::::::::::::::::::::
    ج - بالاحري اقول ان بامكاننا ان نلجأ الي منظور معين و نطبقه في اوقات مختلفه علي حالات تعذر الوصول فيها الي حل مبكر . يعني اذا بدأنا بابراهيم اسحق فهو المثال لديمقراطية الثقافه و ديمقراطية اللغة، التي تحتم علينا ان نقبل بغير مواربة بان السودان يتشكل من عدد من اللغات و ليس اللهجات ، وان نحاول ان ننفذ الي هذه الجماعات و نحررها من التردد بشأن ثقافاتها المحلية التي لديها عقيده بانها ايلة للاندثار و هي - أي هذه الجماعات- حلة قبول لفكرة ان اللغة العربية ستسود ليس بوصفها اللغة الرسمية للدوله و لكن بوصفها لغة كل سوداني علي حده. وهناك فرق كبير بين هذا وبين التصور القائل بان علي اي انسان ان يتبناها ويهجر ما عداها. هكذا كانت فكرة المقال المشار اليه و دعوت الي النظر في هذه اللغات باعتبارها لغات يجب ان تخضع لعملية احياء سواء كان ذلك من الدولة او من الجماعات القومية نفسها. و اعرف الان ان النوبيين يدرسون لغتهم ويتعلمونها بعيدا عن الدوله زو كل هذا الموقف مستمد من كتاب ساصدره قريبا و هو كان قد كتب في فترة الكتابات السريه، أعني كتاب " الماركسية و مسألة اللغات في السودان" و هو صدر سنة 1976 . وقد كانت الكتابات عن موقف ابراهيم اسحق تلك الواجهة العلنية له لكن الفكرة الكامله للكتاب كانت كما ذكرت و وصلت فيها الي بطلان الدعوة الي لاعلان لغة رسمية لان ما يترتب علي ذلك اشكالات كبيره لا يمكن الاحاطة بها. و ابرز مثال علي ذلك، الاشكالات التي تحدث في المحاكم علي سبيل المثال و التي يطالب فيها شخص غير متحدث بالعربية بتبرئة ساحته باللغة العربية. كما لاحظت عددا من الاشكالات مع بعض الاشخاص الذين التقيتهم في المعتقل. و بالرغم من ذلك فان المحاكم الشرعية كانت افضل لانها قررت تعيين مترجمين للغات المحلية وهو امر متقدم عن موقف المحاكم المدنية التي لم يرد لديها ذلك. فالفكرة انك حينما تقول بان اللغة العربية هي اللغة الرسمية في السودان فكانما تقول ان من يتحدث غيرالعربية ليس بسوداني، وفي هذا حجر علي المواطنه وتضييق له اساس في الدستور و هذا هو موقفي الاساسي من موضوع اللغات و علاقتها بالديمقراطيه و تجلي بشكل واضح في مثال ابراهيم اسحق. أما في موضوع الافروعروبيه فكنت احوال ان اصنع فرصة للجماعات غيرالعربيه لان تكون متميزه في الوطن بثقافاتها و علي قوامها وعودها الثقافي بغير ان تجبر علي هجنة غير واقعيه.

    * ما المقصود بهجنة غير واقعية؟؟:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    ج- يعني ، أن الغابة و الصحراء هي هجنه مصطنعه ، مجموعة من المثقفين كانت مؤرقة بهموم الهوية و الصراع بين الشمال والجنوب والصراع بين العروبة و الافريقية و الصياغات التي تمت في حركات التحرر في العالمين العربي والافريقي في ذلك الوقت. قررت هذه المجموعة ان تخلق كيمياء معينه تقول ان السودان نشأته في الاصل عربية افريقية أو " خلاسي" كما قال محمد المكي ابراهيم، و ان القانون الذي سيسير فيه للامام هو القانون الخلاسي و اننا سنعيد انتاج مملكة سنار التي كانت ثمرة تزاوج العرب الوافدين مع الافارقه ، فأنا اعتقد ان هذا ميثاق و فرح شمالي فقط و اعتقد ان الجنوبين في الجانب الاخر لا يرون مثل هذا الراي و يعتقدون ان ثقافتهم مستقله و انهم لم يهجنوا بعد وانه ليست عليهم اي تأثيرات عربية سطحيه ، أو انهم رافضون لها.

    * ولكن رغم وصفك لهذا الاتجاه بأنه ميثاق شمالي أو فرح شمالي بمعني انه يمثل حالة احتفالية وسط تيار الثقافة العربية الاسلاميه ، فانك اتهمته في نفس السياق بالتآمر علي العروبة و الاسلام، كيف؟؟::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    أنا اتهمهم بأنهم رجعوا لكي يصنعوا هذه الهجنه و هذه التوليفة فقالوا ان اسلامنا هو ليس الاسلام الاصلي ، و كما ارادوا ان يقولوا ان اسلامنا خرج عن جادة الاسلام و عربيتنا كذلك، وانا أري في ذلك تبخيس لنا ، فنحن مسلمون حقيقة و نحن عرب حقيقة يعني أن لغتنا قائمة علي النحو العربي و علي اصوت العربية وان كانت استلفت بعض المفردات من اللغة النوبية و غيرها و لكن لايمكن تهجينها بهذه الصورة. أي لغة يمكن ان تستعير مفردات من الوسط حولها. و هو ما حدث للعربية انها خرجت عن اصلها و عن ديباجتها العربيه. و الاسلام لدينا صوفي و لكن لا يمكن القول بانه خارج عن الاصول الفقهية و الكلاميه . فهم يروجوا لفكرة الهجنه وهي مشروع سياسي في شكل ثقافي أو ثقافي في شكل سياسي ، حاولوا أن يمحوا الثقافة العربية الاسلامية في الشمال ويصفونها كأنها ثقافة ضحلة و كأنها تهجنت حينما جاءت الي افريقيا تأفرقت و اصبحت علي غير اصولها الثقافية و هذا ينطوي علي خطأين:
    الأول هو ان افريقيا حينما تدخلها الاشياء تسوء و تخرج عن قواعدها ، يعني اذا كان هناك فقه فأن الافارقه ليسوا قادرين علي موضوع القه هذا فيضفون عليه صفة الافريقية و يصير الامر كلعية . فما الخطر في ان نتعامل مع ثقافة جاده؟؟ و الخطأ الثاني هو ان افريقيا حينما تدخلها الاشياء تتوحش و تصبح وحشية و تتنازل عن قواعدها الفلسفية و تصبح ، يعني ، فولكلوريه.

    نواصل

    (عدل بواسطة Hashim.Elhassan on 03-31-2004, 04:45 AM)

                  

03-31-2004, 04:39 AM

Hashim.Elhassan
<aHashim.Elhassan
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Salah Yousif)

    ويتواصل الحوار

    Quote: و لكن لماذا لا نعكس الصوره ونقول ان افريقيا تضفي طابعها علي الثقافه الوافده و تتفاعل معها لتكسبها بعض افريقيتها و تأخذ منها كذلك، لماذا لا نقول ان الاسلام عند دخوله الي افريقيا يكتسب ملامح جديده و ليس بالضروره ان نربط الامر بالضحاله؟؟::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    ج - هذا هو الاصل ، في الاسلام حتي عندما نشأ في البيئة الجاهليه ، هذا قانون ينطبق علي اي دين.

    * إذا لماذا وصف الامر بالضحاله؟:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    ج - هم يقولون ان الاسلام حينما جاءنا جاء صوفيا و اخذنا عنه و كأنما الذهن الافريقي لا يحتمل القضايا لافقهية و هذا امر غير صحيح تركنا الفقه و الشريعه و اصبح لدينا فقط الاسلام الصوفي لانه يتناسب مع الايقاع الافريقي . انا اقول ان الصوفيه جاءت و ادخلنا عليها الايقاع الافريقي ، و كذلك جاء الفقه وادخلنا عليه الايقاع الافريقي ، فليس من الممكن ان تتجزأ ثقافه بأكملها من اجل افريقيا، الثقافه تأتي الي الذهن الافريقي الذي لديه السعة وا لمكون الفلسفي و الذي يمكنه من التعامل مع كل الثقافات و لكن هؤلاء يقولون فقط ان الانسان الافريقي انسان راقص نهذا تعامل مع النمطيات القديمة عن افريقيا و هذه ليست افريقيا الحقيقيه . هذه افريقيا في النمطيات العربية القديمه لاننا نجد تصور الافريقي في الذهن العربي القديم انه اذا هبط من السماء هبط بأيقاع ، مجرد انسان ايقاعي وهذا يقودنا الي ادبيات سنغور الذي يتحدث دائما عن الايقاع ، فهذا الايقاع كأنه نوع من الطبيعه الافريقية التي تحول دون الافريقي و الاشتباك مع نظم فلسفية و عقائديه و لكن الافريقي لذيه هذه النظم و هذا التعقيد و تلاحظه اذا درست ديانات الدينكا والقبائل العربية.
    في تقديري ان رموز الغابة و الصحراء مع ذلك لم يكونوا متشبعين بثقافة عربية اسلامية و انما بثقافة غربية استشراقية و هي ثقافة اتضحت في كتاب ترمنجهام " الاسلام في السودان" و هو الكتاب المعتمد لدي الصفوة التي تتحدث عنها ، يعني كل مقولاتها منقوله عن ترمنجهام وهو الذي قال ان الاسلام عندما جاء السودان اكتسب صفات وثنيه. فهؤلاء قرءوا ترمنجهام و اعتمدوه المرجع النهائي في الثقافة الاسلامية في السودان، و انا اعتقد ان هذا من الشطط ان تعتبر داعية مسيحيا ، مرجعك النهائي في قضية كهذه. و اذا رجعت الي مكتبة جامعة انديانا التي فرخت عددا كبيرا من المثقفين فانك فانك تجد كتاب ترمنجهام من اكتر الكتب المستهلكه و تلاحظ انه مهترئ من كثرة استخدام السودانيين له و كذلك كتاب " العرب في السودان" لهارولد ماكمايكل فهو كتاب معتمد تماما و كان مرجع اهتمام البقاره بالثورة المهدية في اشارة الي دمهم الحار الحماسي الذي لا يحكمه عقل.
    فعندما ترث مدرسة كل هذا الاستشراق فلا بد ان يكون نتاجها بهذه الصورة ، فأنا اقوم بعملية تفكيك هنا و احاول ان ارد الفكره الي مناشئها كفكرة استشراقيه و الفكرة الاستشراقية كما تعلم هي فكرة حكم في الاساس و لذا اسميتها الغش الثقافي مما اغضب المرحوم محمد عبد الحي.

    * أشرت الي ضرورة ان يوطن" اهل الشمال المسلم " حسب تعبيرك في ثقافتهم قيم الحرية و ان يكفوا عن خلع ثقافتهم بدعوي الهجنه ، كيف تري ذلك وانت ترفض فكرة التمازج كما طرحتها مدرسة الغابة و الصحراء؟
    ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    ج - اعتقد ان لدينا مكونات ثقافية كثيرة ستمد باطروحات التمازج هذه ،فالتمازج سيستمر و ستزيد وتيرته لا ان لظروف الاضطراب السياسي لانه حدث اقتلاع مفاجئ دفع الناس دفعا للتمازج و النزوح الكبير ،القري الطرفيه في الخرطوم وحول المدن ، لم يكن واضحا الطريق الذي يستمر فيه التمازج في الماضي ، سرعته ومعدلاته، كنا نتحدث عن ظروف طبيعيه بمعني ان الكيان الافريقي موجود في الجنوب و الكيان العربي في الشمال فحدثت خلطة وامتزاجات طرحت تحديها و النظر الثقافي المتجدد اليها. و هذا البحث الذي اعكف عليه الان هو لمعرفة هذه الوتائر المتسارعه في الفترة الاخيره بحيث نمنح مسألة الهجنه و الاختلاط براحات اوسع . لكن الافتراضات السابقه كانت تتحدث عن ان الهجنه حدثت اصلا و ستحدث لكن كان هناك اعتراض حول وجود قوامات ثقافية ، و هي تطرح اهمية ان تكون الدولة محايده تجاه الثقافات ، بمعني ان يكون هناك برنامج لديمقراطية الثقافه. فمسألة كيف يكون التعليم علي سبيل المثال و بأي لغة هذا ليس من شأن الدولة ان تصدر فيه قرارا و كلذل بالنسبة للعادات وشرائع الناس و قوانينهم. نريد انا نستل من الدولة كل هذا العنف و نجعلها محايده تجاه العملية الثقافية بقدر ما يمكن ان يكون ا لحياد. هذه اهم عناصر برنامج ديمقراطية الثقافه وهو بالطبع ما لم يكن حاصلا ابدا، لان الدوله كانت مستخدمة باستمرار لا غراض ايديولوجيه و سياسية مباشرة في ان تقرر ما الثقافة . مثال الان الشرعية يصب ي اتجاه عدم حياد الدولة تجاه القوامات الثقافية ، فلذلك انا اطالب الجماعة العربية ان تحرر نفسها بنفسها و ان تقرر بنفسها تجاه مسألة الشريعة ما تريده و ما لاتريده و ألا تذهب في اتجاه تأكيد ان ثقافتنا هجنه و ممتزجه وغير ذلك مما اسميه الغش الثقافي الذي يجد من ورائه من هم من غيرالعرب والمسلمين حقهم مبخوسا في الدولة من جراء هذه الاتجاهات


    * لماذا اصررت علي انه غش ثقافي ، وليس عدم استبصار مثلا، لماذا افترضت سوء النيه لدي ذلك التيار؟؟


    ج- اذا انت لم تدرس الامر دراسة دقيقه و لم تتحر الصدق و اخذت عناصر من هنا و هناك و ركبتها مع بعضها و البعض و لم تتحر مصلحة الطرف الاخر و لم تسأله عن رأيه ، فماذا تسمي ذلك؟ لأنه في نفس الوقت الذي كانوا يدعونه فيه الي السناريه ، كان هناك شعراء اخرون من الجنوب علي سبيل امثال يتبرأون من هذه الفكره و يقولون صراحة " نحن لسنا منكم" و" ليس ثمة ما نجده منكم غير الاذي فدعونا نفكر بالطريقة التي نراها " كما ان تيار الغابة و الصحراء في اساسه كان يمثله افي الغالب بعض شعراء مدفوعين بدوافع عاطفيه و لم تساعدهم رؤاهم الفكريه علي تحري الضبط في هذا الامر من ناحية و من ناحية اخري انهم لم يستشيروا اي طرف من ممثلي الثقافات الاخري حول جمال مشروعهم فاصبح له البريق و الرونق و ضلل الناس عن ضرورة تفكيكه و النظر في جذوره و نجد مثلا محمد المكي ابراهيم يشير صراحة الي فكرة الافريقي الراقص ،هذا تحامل عجيب سواء كان من الاستشراق العربي او الاستشراق الاوروبي ،فكل هذا تأتي به وتقول أن هذه فكره سلاميه؟ هذه فكرة عدوانيه فكأنما جئت تحمل كل التحامل وغلفته بعبارات سلاميه. أنا في مقالي المذكور كنت فعلا ادافع عن افريقيا مقابل التصور الاستشراقي لها . و هو التصور نفسه الذي جاءت به مجموعة الغابة و الصحراء . و طبعا محمد عبدا لحي نفسه ارتد عن فكرة الغابة والصحراء و قال : "أنا عربي" و ما عاد مشروع الغابة و الصحراء يناسبه.



    * في نفس الفتره تقريبا اسست مع مجموعة من المثقفين جماعة ابادماك، ما هي الاسس الفكريه و المنطلقات التي قامت عليها تلك الجماعه و اين هي الان؟



    ج- ابادماك نشأت في ملابسات ما بين الاسلام السياسي و دعوتنا الاجتماعيه في العام 1968 و هي كانت فترة حرب شديده بين الاسلاميين و القوي الاخري حول الدستور الاسلامي، و عملية الاسلمه بشكل عام التي كانت تسير ، ففكرة الجماعة كانت في الاساس
    انزعاج من هذه الطريقه في التفكير و من فكرة الدولة الاسلاميه بحد ذاتها. و هذه تجسدت في واحدة من صورها في قصيدة امير المؤمنين التي كتبها المرحوم عبد الرحيم ابوذكري و نشرت في صحيفة الميدان وكان هناك احتجاج شديد عليها واحتج عليها بصورة واضحه حسن مكي في كتابه عن الاخوان المسلمين و ذكرها دون غيرها من الاشياء. فالفكرة كانت تقوم علي المشروع الاجتماعي الي كنا ندعو اليه وهو المشروع الاجتماعي التعددي واننا نحن حملة و ورثة كل التقاليد السودانيه و كان رأينا ان الدعوة للدستور الاسلامي لا تعطي اعتبارا للجنوب و غيره من التشكيلات الموجوده و بالتالي كان هم المجموعة كلها هم المعارضه لهذا الامر و لاستشراء التفكير بالطريقه الاجرائيه السياسيه الاسلاميه في كل الساحه. و خصوصا تلك الحادثة التي حدثت لنا اثناء تنظيمنا لمهرجان ثقافي لدعم حملتنا الانتخابيه في الجامعه و هي حادثة اعتداء جماعة الاخوان المسلمين بقيادة عبد الرحيم علي الذي شغل فيما بعد منصب منصب رئيس مجلس شوري حزب المؤتمر الوطني و الذي يشغل حاليا منصبا مرموقا في جامعة افريقيا العالمية حاليا. و هو ذلك الاعتداء الذي رفضوا فيه بصورة قاطعه دخول الطالبات لحلبة الرقص. و كانت تحملهم في ذلك المنافسة السياسيه فاعتبرنا ان ذلك الاعتداء له دلالاته و خرجنا و نحن نشعر بان هذا هجوم علي الفكرة الشعبية الفولكلوريه و نفس الطريقة الاحتجاجيه دفعتنا للتفكير في انشاء كيان يعمل بصورة منظمه للدفاع عن الثقافة السودانيه و كانت تلك البداية لتكوين جماعة ابادماك في العام .1968


    * و لماذا اختيار ابادماك؟ لماذا الاحاله الي ذلك الاله النوبي تحديدا؟



    طبعا هو الاله النوبي القديم و استظرفنا فكرة ان لديه ثلاثة وجوه كل وجه منها يحمل قيمة من القيم. وكأنما اردنا ان نقول ان هذا ما يمثل الثقافة السودانيه بتعددها. ولكن مؤخرا و لما اشتدت هجمة الاسلاميين في الثمانينات حاولت ان تبخس و تقلل من قيمة التراث القومي الشعبي باغلاق المتاحف و كانت هناك اشياء من هذا القبيل. ولكن الفكرة التي سميت فيما بعد ب" أبادماك للكتاب و الفنانين التقدميين" قوبلت بما قوبلت به من استنكار و اتهام بالوثنيه و لكنها كانت تعبر عن الثقافة السودانيه و عن ان الثقافه السودانيه اشمل و اقدم مما تظنون و ان اي خطه سياسيه أو ثقافيه لاحقه يجب ان تضع هذه الاشياء في الاعتبار و اعتقد ان الفكرة كانت نوعا من التدخل السياسي الثقافي للحد من خطورة الهجمة التي قادها الاسلاميون.
    _________________


                  

03-31-2004, 10:49 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Hashim.Elhassan)

    الأخوة و الأخوات البورداب
    التحايا والأشواق لكم أجمعين
    تحيايا قلبية صادقة وأشواق حارة ، وأمنية.. هي أن أكون فردا فاعلا خلال وسط جمعكم الجميل هذا وأواصل معكم في ذكريات أبادماك

    جمع الأدب والثقافة والفنون بين الأبادماكيين وجعل منهم أسرة واحدة يلتقون يومياً ... وامتدت هذه العلاقة رغم السنين العجاف التي عصفت بالوطن كرياح ( الهبباي ) وغيرت وجهة الصبوح .. أثلجت صدري رسالة العزيز صلاح يوسف لأنها أعادتني إلى زمن التصافي والنقاء .... زمن الناس الذين لم تعرف قلوبهم غير المودة والحب .. كان زماناً غير زماننا هذا الذي يعيشه أبناؤنا ، ونعيشه فيه نحن كأننا ضيوف أتوا من كوكب آخر :: حطت بهم ( آلة الزمن ) على بلد آخر .. نتأملهم بحزن شديد ولا نملك أدوات لتغيير الواقع .. فقط نرثي لهم وحتى لا نعيش زماننا وزمان غيرنا ، نركن إلى أنفسنا لنستعيد تلك الأيام التي شكلت وجداننا الجميل والرافض لما يدور حولنا الآن من زيف وخواء وأنانية .
    كانت قافلة أبادماك إلى الجزيرة فرصة طيبة لتعميق تلك الصلات الحميمة والتي ازدادت حميمية بما أتاح لنا الزمان . كنا نتقاسم وجباتنا الجماعية وشرفات قاعة اتحاد المزارعين بمدنى كمأوي جماعي بلا حواجز .. فيها متسع للجميع ولاسيما وان القلوب كانت اكثر من ( متطايبة ) نعود إليها بعد كل أمسية ثقافية نقدمها في ربي الجزيرة الخضراء لتبدأ أمسياتنا الخاصة التي كانت عامرة بالجمال.
    في ليلة واحدة قدم أبادماك أمسيات ثقافية في كل من نادي السكة حديد – مدرسة البنات الثانوية – بركات – مارنجان وكان علينا التنقل بين كل تلك الأندية ، وكنا سعداء بذلك ... كما شهد ميدان المولد بالقرب من محطة السكة حديد مدينة ثقافية أبادماكية مثل تلك التي أقيمت في مقرن النيليين وكان لأندية أبادماك حضور مشهود في تلك الساحة التي ازدانت بالشعر والمسرح والتشكيل والموسيقي والسينما بعد أن أعيتها الليالي السياسية والدافوري.
    من طرائف الأمثال السودانية مثل يقول " ما تشكر لي مدني في الخريف " إشارة إلى تربتها الزراعية التي ( تلخها ) الأمطار فتصير مدينة من طين ولكني أشكرها وأجر فيها القول لأن هذه المدينة بخريفها ( المعفرت ) وطينها ( اللكه ) هي التي بقت في الذاكرة وارتبطت بتلك الرحلة الفريدة ولم يتكرر ذلك الشعور في كل زيارتي اللاحقة لها . إنها عبقرية المكان التي ترتبط بالوجدان وتجعلني من عشاق ودمني .
    وكنا نتحرك منها عصر كل يوم ونعود إليها بعد رحلة شاقة إلى احدي القرى المبرمجة من ضمن القافلة وكانت ( بورتبيل ) أولي المحطات وأهمها – وأدعو الأخوة جلاب – طلحة – وراق لتوثيق هذه التجربة التي ستبقي علامة في مسيرة ابادماك تمنح للمثقف دور يصعب إدراكه الآن مع عنهجية المثقفين وأشباههم الذين يملأون الصحف وأجهزة الأعلام الأخرى ضجيجاً بعد أن وجدوا الأبواب مشرعة في زمن الخواء بعد الفراغ الذي تركه مبدعي ذلك الزمن الجميل .
    شملت الرحلة – بورتبيل – طيبة – المسلمية – الحصاحيصا – ابو فروع وكانت ودمدني هي المقر الذي نعود إليه بعد كل رحلة في آخر الليل سعداء بما قدمنا – وفي الطريق إليها نجعل من البص مسرحاً خاصاً يزيل عنا عناء السفر ليلاً وسط زخات المطر وشعا ليل البرق ورائحة الدعاش .
    أحمد طه
                  

03-31-2004, 05:20 PM

Hashim.Elhassan
<aHashim.Elhassan
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: أحمد طه)

    WELCOME GENERAL
    SALUTE
    and
    ......
    Greetings
    wa
    SALAMAT
    Hashim
                  

04-01-2004, 11:10 AM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Salah Yousif)

    صلاح يوسف
    د.النور
    د.حسن
    صديق ضرار
    د.عبدالله
    د.بشرى
    د.بيان
    احمد طه

    تدفق المعلومات وسيل الذكريات يغرى بالانتظار..نحن هنا نرابط
                  

04-02-2004, 01:47 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: bushra suleiman)

    رسالة نجاة محمد علي تطرح قضية هامة وهي إمتداد الحركة الثقافية التقدمية وما أصطلح على تسميته حراكة الحداثة بعد التغييب التنظيمي لأيادماك كنتيجة لهزيمة حركة 19 يوليو العسكرية بقيادة هاشم العطا.
    نجاة تتحدث عن عودة جمعية الثقافة الوطنية وجمعية الفكر التقدمي، وهنا لا بد من الحديث عن بعض مبدعي تلك الفترة: مأمون الباقر والذي أخرج عدد من المسرحيات وهشام الفيل وميرغني عبدالله مالك المعروف بميرغني الشايب والشاعر مبارك بشير وكلهم من جامعة الخرطوم. وكانت مهرجانات الجمعيتين لا تتم إلا بمشاركة فنية فذة من حسن موسى والباقر موسى والفيد العزيز أحمد البشير الماحي وهاشم محمد صالح وبشير زمبة وأحمد سيدأحمد وجيل كامل من كلية الفنون وكان أساتذهم المبدع عبدالله بولا دائما هناك.
    ثم جاءت فترة منتصف السبعينات وما أسمية فترة الملحق الثقافي أو الصفحة الثقافية للأيام والتي أشرف عليها حسن موسى وكتب فيها كمال الجزولي بإسم كمال الدين دياب وعبدالله بولا ودارت فيها مناقشات ثرة إشترك فيها الفنان أبوسبيب وعبد المنعم الجزولي ثم أوقفت بقرار وزاري من إسماعيل حاج موسى!
    ثم غاب عبدالله بولا وحسن موسى بسفرهما لفرنسا وكمال الجزلي بالإعتقالات المتكررة. وكان عبداالله علي إبراهيم الذي إختفى متفرغا للحزب الشيوعي منذ أواخر 1973 يبذل جهدا ثقافيا مقدرا من تحت الأرض بنشره كاتب الشونة ومحاولة لدراسة تحقيق دبوان التجاني إشراقة وكتاب عن الماركسية واللغة وإستمر جهده في ظروف صعبة حتى إستقالته من الحزب الشيوعي بعيد المصالحة عام 1977
    ولعل الجدير بالذكر الدور الذي لعبه طلاب كلية الهندسة بجامعة الخرطوم خلال تلك الفترة في الحركة الثقافية والفنية باستضافتهم للمعارض الفنية والمحاضرات والليالي الشعرية وتقديمهم للموسيقيين الطليعيين.
    لآ أستطيع أن أكتب كثيرا عن قترة بعد 1979 إذ أنني قضيت معظمها معتقلا بين كوبر وسجن بورتسودان(1989-1983) ولكن قد تتاح لي فرصة للكتابة عن نشاط المعتقلين الثقافي وإبداعاتهم الفنية في وقت آخر
                  

04-03-2004, 08:49 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Sidgi Kaballo)

    تشرفت بمعرفتك عن قرب...استاذنا صلاح يوسف....واصل...فالذاكرة لا زالت بكر...برغم اشتعال الرأس شيبا...فللحوار ازقة وحواري كثيرا..
    لا زالت...تحتاج الي استكشاف واضاءة...
                  

04-03-2004, 10:08 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: nazar hussien)

    الأعزاء مشاركو هذا البوست وقارئوه

    وصلتني الوثيقة التاريخية التالية من الدكتور عبد الله علي إبراهيم، وهي عبارة عن مسودة مانفيستو ابادماك.

    لا يزال الدكتور عبدالله علي إبراهيم، يواجه مشكلة فنية في الدخول المباشر إلى البورد.
    النور حمد
    _____________________________________________________________________________________

    الأخ النور،

    شكراً لعنايتكم. الرجاء نشر هذا البيان "تحريرا" للساحة ونتوقع المزيد من خيطكم. عبدالله

    هذا هو نص مسودة "مانيفستو" تجمع الكتاب والفنانين التقدميين (ابادماك لاحقاً) التي ناقشها إجتماعهم التمهيدي بجمعية الصداقة الإلمانية بالخرطوم صباح جمعة ما من يناير 1969. وقد اجازها الإجتماع بغير تعديل. ويحتاج الأمر مع ذلك الي الرجوع الي نص الوثيقة كما نشرت بعد إجازتها في الصحف.


    وثيقة للنقاش في سبيل تجمع الكتاب والفنانين التقدميين (يناير 1969)

    إذا كنا نحتفل الآن بالذكري الثالثة عشر لاستقلال السودان فلابد أننا قد نلنا الاستقلال في عام 1956. وهكذا يجري الحساب: 1956، 1957، 1958، 1959، 1960، 1961، 1962، 1963، 1964، 1965، 1966، 1967، 1968. العام يساوي 12 شهراً، والشهر يساوي معدل 30 يوماً، واليوم يساوي 24 ساعة، والساعة تساوي 60 دقيقة، والدقيقة تساوي 60 ثانية. فحصاد الإستقلال من الثواني =13 x 12 x 30x 24 x 60 x 60 = 40435200 ثانية حزن. إذاً 40435200 وحدة من الحزن في ظل الإستقلال. ولا مفر أن نعيش حياتنا ثانية بثانية، حزناً بحزن، فبين أن نموت وأن نحيا ثانية واحدة.

    حسبت الطبقات الحاكمة في بلادنا، بخلفيتها الثقافية التي تعني بالإشتقاق، أن الإحتفال بذكري الإستقلال يعني سوق الذكريات واجترارها. ما جاء ذكر لدور الخريجين في الإستقلال حتي نهقوا بكلمات مستر سايمز ،مدير الخرطوم، لدي إفتتاح نادي الخريجيين (بأم درمان، 1919): "سيكون لهذا النادي أيما شأن في تاريخ هذه البلاد". كلمات مقرفة تنال الرضا من لسان الطغيان بحجة أن الفضل ما شهدت به الأعداء. في مثل هذا اليوم من كل عام تتواتر ذكرياتهم مع المآمير ومساعدي مفتشي المراكز ومفتشي المراكز ومدير المديريات والسكرتير القضائي والسكرتير المالي والسكرتير الإداري ومدير المخابرات والحاكم العام. ذكريات فيها تصورات باهتة وقاصرة للعمل الوطني وفيها قدر من المخازي يتندي لها الجبين.

    باسم تلك الذكريات نحكم بل نلجم بل نلعن ما اراد هذا الجيل أن يضع بصمته تغييراً وإبداعاً علي وجه الحياة. ولكأن الذكريات وقف علي فئة معينة. يريدون بذلك أن نلقي الأبناء والأحفاد وذواكرنا (تقرأ ذاكرات بحسب تصحيح المرحوم محمد سعيد معروف) فارغة إلا من الأحلام المثخنة بجراحها والطموح المعفر بالهزيمة والهواجس والمفازع.

    وبإسم تلك الذكريات يتورد خد طلائع المتعلمين بالعافية والرونق والبهاء. تتحدث عنهم أبواب المجتمع كوجهاء أيان حلوا لعلاج أو لصفقة أو لتهريب أو لنزوة أو لسمسرة أو شهوة. المدينة تنشأ تحت العلم المثلث الألوان وتحبل تحت قبة البرلمان وتلد بمصاحبة السلام الوطني المعمار المثلوم الزهو وافخر ما يبتاعه المال من الناس والأشياء. وتدفن (المدينة) السلاة، دمامتها الخلقية، فتنبت قري من الكرتون وشعب من الهزال والوحشة والإرهاق. تحت قبضة الإطمئنان الوقح الجريء تتفتت بلادنا أشلاء وسيصبح ذات يوم فإذا خانة (كل البلدان) في جوازات سفرنا شاملة ربما لجمهورية دارفور أو حكومة أزانيا أو دولة كسلا. وسنفقد لو ن العسل من عيوننا تماماَ. إزاء الخواء الروحي وجفاف شرايين الإلهام في الطبقات الحاكمة (تخرج، كلمة غير واضحة) قوي الردة الرجعية الأصيلة النسب تطرح بديلاً لشعبنا حقداً ودماً ملوكياً أزرق ورؤي متشجنة تلوي عنق الماضي قسراً وأبتذالاً ليجيب علي الأسئلة المعاصرة في عالم العصر. حديث فقير العاطفة ناقص العقل عن الدستور الإسلامي يتصيدون به حركة التقدم والمعاصرة لإغراق أمتنا ملايين الفراسخ في قاع التاريخ. أناخ بهم الكفاف فأنكفاوا علي مصالحهم الممجوجة فلجأوا الي الأقنعة المستعارة. شحوا عن البذل الصادق والواعد للشعب فتدافعوا الي وجدانه يخوضون في صفائه بارجلهم الملطخة بالأوبئة والجراثيم والحمي الراجعة.

    تتقيأ أوربا الرأسمالية عقدها النفسية علي أرضنا العربية، إسرائيل، لتصبح واجهة ليبرالية راسمالية في دائرة النظام الغربي الرأسمالي ولتأكيد سيادة العقل الرأسمالي علي أنماطنا الحضارية العربية وليس في حعبة التخلف والردة في بلادنا غير التوسط الدبلوماسي المزري أو النكوص الي التاريخ هرباً من التحدي وفراراً من العصر.

    بلادنا، هذه القنطرة بين حضارة أفريقيا وحضارة العرب، ما تزال ثقافة طلائع المتعلمين البرجوازيين والرجعيين تعجز أن تحل الكلمات مكان الرصاصة حيث يلتقي الإنسان بالإنسان قاتلاً ومقتولا وحيث الموت المجاني. وبدلاً من مواجهة التحدي في سبيل أن نتعارف علي هذه الرقعة من العالم شعوباً وقبائلاً في إحترام متبادل لموروثاتنا تساق التبريرات للعجز وتصنف المعاذير وتستعلي الجهالة الجوفاء وتتمطي سدود الغباء البشري في تقليد ومحاكاة مؤسفة لسدود الطبيعة.
    ظل اول يناير فجيعة كبري لجيل من الكتاب والفنانين حسبوا أن السيادة الوطنية ستثمر قطرة عافية في عيون قوي الشعب العاملة والمكدودة. فما زاد الرمد الحبيبي في عيون تلك القوي الإ صديداً.

    وظل ذلك الجيل يشهد إنفطار الأمة الي أمتين وانقسام إمتدادات قطع الأراضي السكنية الي إمتدادين أو ثلاثة وإنفلاق جمهور الشارع الي سابلة وراكبة وانشطار السوق الي سوق للشمس وآخر للنيون. ظل ذلك الجيل يشهد ثقافة طلائع البرجوازيين تظلع مستغفرة الي الحضن الرجعي القديم، الي كنف الإدارة الأهلية ومحاكم الشرع ومنظمات قطاع الطرق للتقدم. ظل الجيل يشهد شعارات الإشتراكية تسرق (كلمة غير واضحة) لتوضع علي واجهات الطموح الخصي والمصالح البائرة. وحين التحموا (الجيل) بالحياة عراكاً وتضحية في سبيل إكتوبر 1964 شاءت الطبقة الحاكمة إلا أن تجعل ذلك الإلتحام ذكري مصبوغة بالأسي والخيانة والنهب الصريح تصل الأبناء والأحفاد من خلال الحسرة وأصطفاق الأيدي والتنهد المرير.

    علي تلك الرؤي الحافلة بالحزن والتمرد والغضب يقف هذا الجيل من الكتاب والفنانين مستشرفاً الإشتراكية خلاصاً ومخرجاً لأن الإنقباض في عيون العمال والأسي علي قسمات المزارعين والخيبة في صدور المتعلمين العامرة قلوبهم بحب الأرض والشعب . . . لأن ذلك جميعاً قد إستعصي علي التعبير. لأن الأسي والإنقباض والخيبة قد تفاقمت بدرجة أذلت الحرف وأهابت باللون وبصقت في وجه اللحن. وهتفت قدرات التعبير في هذا الجيل أن لا مناص من الإنغماس حتي (الآذان، غير واضحة) تعبيراً وقتالاً في سبيل وعي جديد يسترشد به الشعب. توبخنا الرؤي الفنية المضمخة بالأسي والثورة إن وقفنا بها أما باب الواعظ أو القاضي أو الناظر في المظالم أو المحتسب أو الخطيب أو جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نبتغي الإذن والسماحة والنوال. فقد أدرنا ظهورنا نهائياً للمواعظ البليغة وللوصاية البلهاء. فشعبنا يذله الهوام ويبتزه الوالغون في شرفه والعالم يمتد رهيباً يغري بالمغامرة في اشكال التعبير ومحتواه. مغامرة تلد المغامرة في حراسة مثل الإبداع الرصينة وبلذة الإكتشاف المروع والمدهش. مغامرة تتجاوز إطمئنان البرجوازيين ومساوماتهم المخلة وتجرف سدود دعاة الرجعية والتقليد الذين انتهي العالم عندهم البارحة عشاءً.

    من أسي طبقات الشعب المصفد. من تطلع التطلع في عيون الناس: النساء والرجال. من مقومات مقومات التراث السوداني وفي سبيل أمة معاصرة لا يخطب كتابها وفنانوها ود هالة القمر شعراً وتبتلاً في زمان اصبح فيه القمر بلونين رمادي وأزرق ومناطق خالية من اللون تماماً.

    وصوب الإشتراكية تنطلق مسيرة هذا القبيل من الكتاب والفنانين برصيد 40435200 وحدة من الحزن في بنك الإرتياد والمغامرة والصلابة. . . مسيرة الذكريات الجديدة لا مع مفتش المركز ومدراء المديريات والسكرتير القضائي والمالي والإداري والحاكم والمفوض المصري والإنجليزي . . . الذكريات الجديدة مع مزارعي مشروع أم دقرسي، وعمال مصنع السكر بخشم القرب,، واعراب بني هلبة والمجانين والمساكين الطوال والقصار والمسيرية الزرق والحمر، مع دينكا علياب والأشولي، النقو والفرتيت. . مع ماركس، مع لينين، مع سارتر، مع بول روبنسون، مع سان سيمون، مع فرانز فانون، مع بيكاسو، مع روسيليني، مع خالد محمد خالد، مع نايريري، مع كازنتيزاكس، مع رسل، مع قانون فائض القيمة والديالكتيك، مع قوانين إنتشار الثقافة والعوائد والتغيير. . . مع الشمس القمر النجوم ومراكب الفضاء. . . مع التقدم. . . مع العصر . . . مع الثواني جميعاً بالفرح والحزن والفخر.

    في عيون (شعبنا) الذكاء والثورة فكيف صنعوا من بلادنا هذه الكتلة الغريبة البلهاء؟
    خدود الشعب عجفاء شاحبة فكيف توردت خدودهم لمعة وسكرة وأمتلاء؟
    مساحة بلادنا ملبون ميل مربع فكيف نبتت قري الكرتون؟
    ما هذا الأسي؟
    ما هذه القروح؟
    كيف نكتب بدون قتال؟

    سكرتارية التحضير لتجمع الكتاب والفنانين التقدميين
                  

04-04-2004, 05:19 PM

Salah Yousif
<aSalah Yousif
تاريخ التسجيل: 01-24-2004
مجموع المشاركات: 176

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Salah Yousif)

    الأستاذ نزار حسين

    وكذلك سعدت أنا بمقابلتك وجها لوجه خاصة وأنك أول بوردابي التقيه0 أشكرك على إشارتك الحاضرة وأشكر الذين كانوا وراء تلك الليلة الليلاء بفندق كارلتون البحرين وخاصة مولانا حمزة محمد نور حيث أمتعنا المطرب مصطفى السني بمختارات رائعة من عيون الغناء السوداني الأصيل أمام جمع أسري معافى أعاد لنا لذكريات السودان وأيامه الخالدة0

    الدكتور النور حمد

    لقد أفلحت - بما أثرت من شجون أدبية ومراحل توثيق ضرورية للحراك الثقافي في تلك الفترة - في استضافة الدكتور عبد الله علي إبراهيم وهو يتأبط مانيفستو تجمع الكتاب والفنانين والتقدميين الذي طالبت به الأستاذة بيان وبعض المهتمين0 ومع أنه ربما يكون مسك الختام لهذا البوست (على الأقل حتى الآن) حسب تقديري، فربما فتح شهية البعض لحوار تحليلي خاصة وأنه ابتدر بمقدمة غاية في الدقة والجدة في تناول الأشياء بغرض إعطاء صورة عن بعض الدوافع التي حركت همم الكتاب لكي يقفوا خلفه0

    وبتعليقي المقتضب هذا، يكون البوست قد قفز إلى الأعلى عسى أن يكون في متناول من يرغب في الأضافة0

    صلاح يوسف
                  

06-10-2004, 04:46 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Salah Yousif)

    بوست جميل رفعته للفائدة العامة
                  

06-10-2004, 06:40 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: بكرى ابوبكر)

    شكرا يا بكري
    أرجو أن يعاود كتاب هذا البوست زيارته. فارضه لا تزال حبلى بكثير من الممكن.
                  

06-16-2004, 10:26 PM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Salah Yousif)

    فوق..لتنوير الغافلين وتعليم الجاهلين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de