|
Re: أنا بتك يا أبوي........أماني فاروق حمدالله (Re: bayan)
|
شكرا bayan ,
كنت في سيرة أماني فاروق مع بن جدها " معاوية هاشم حمدناالله " علي التلفون قبل بضعة أيام, بمناسبة إتصالها التلفوني/ التلفزيوني " ببرنامج في الواجهة/بابكر عوض الله " !
لم ألتقي أماني و إنما رأيتها صغيرة,
نشأنا و ترعرعنا و أسرة هاشم حمدنا الله , عم الشهيد , حيث تزين صورته الكبيرة المثيرة حائط صالون تلك الدار العامرة بالشعور الوطني و القومي ,
أقرب أصدقائي في هذه الفانية هما أزهري و معاوية هاشم حمدنا الله , و هي من أكثر الأسر قرابة و انصهار مع أسرتنا الكبيرة ,
كنت صغيرا حينما تشرفت بتلقي التحايا و الإبتسام من الشهيد , و هو سيرة عطرة لم تبرح أوجدتنا حتي اللحظة ,
كنت صغيرا كذلك حينما باغتت طفولتنا تلويحة أخيرة من الشهيد و هو يبتسم في وجه قتلته و يستهزئ بقصر قاماتهم و غوغائيتهم و جهلهم ,
حينها , و في حذن طفولي , و عقل لا يستطيع تفهم ما يجري , صادف أن كنت متواجدا بداخل أحد المحال التجارية , كان ذلك تحديدا في الثالث و العشرين من يوليو من عام 1971 , أي في يوم إستشهاده و رفاقته , و في ما " أذكر " , كان الوقت يوحي بموعد تناول وجبة الغداء , فوجئت " كطفل " بشخص ما يتآبط سلاحه و هو في زيه العسكري , و يقف أمام مجموعة من المواطنين كانوا قد تجمعوا حوله داخل المحل و هو يروي لهم قصة قدومه للتو من مشاركته في عملية إعدام فاروق , أستطيع أن أتذكر جيدا تعابير وجه ذلك العسكري " الفخورة " وهو يحدثهم عن " شجاعة و كبرياء فاروق " , أقسم بالله العظيم , و برغم صغر سني آنذاك " حوالي التسعة أعوام " , كان يروي لهم قائلا: " والله فاروق ده راجل شجاع بشكل , ضربناه , و قبل ما يموت ,ظل " يزرزر " في كم قميص البدله زي الما حاصلة حاجة" ! , هل يمكن تصور هذا النوع من الكبرياء و الشهامة و ......!!!..
أها , أنا من هناك , و بحكم خصوصية فاروق لأسرتنا , جريت جري و حكيت لأمي , أدمعت و الله و سمعتها تردد شئ من الدعاء بصوت خافض ,
جلست كثيرا لوالدة الشهيد رحمهما الله , كنت و ظللت مفعم بالإنطباع العميق حول عظم المأساة و الدرجة العالية من الإيمان و الصبر علي الظلم الهائل الذين ظلت تحتضنهما حتي رحيلها عنا حوالي منتصف ثمانينات القرن المنصرم, كانت تصلي جالسة , و كنت أري في وجهها مايوحي بالكثير من الأسئلة و الأجوبة في آن ! , بل ما صعب علي إدراكه و تفسيره حتي هذه اللحظة !
لا شئ في ما قرأت أو سمعت أو عرفت يوحي بانتماء البطل فاروق لأي من المنظمات السياسية المعروفة , تحديدا في الفترة ما بين 68 - 71 !, و ليس لدي أدني شك أو تساؤل حول هذه المسألة , أحب فاروق ذلك البلد بأهله و أرضه , أحس بجسامة مسئوليته و قدم روحه شهيدا لا أكثر و لا أقل !
أنتهزها فرصة لأحي هذه الأسرة العملاقة , يؤرقني الشوق لمعرفة أخبار " أشرف فاروق " و سأسعي للإتصال بهم قريبا , بصورة أو بأخري,
التحية مجددا , و التقدير علي هذه السانحة مدام نجاة ,
(عدل بواسطة Elmuez on 03-30-2006, 02:14 AM) (عدل بواسطة Elmuez on 03-30-2006, 03:39 AM)
|
|
|
|
|
|