آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.نجاة محمود احمد الامين(د.نجاة محمود&bayan)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2006, 09:54 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري

    خليل حاوي.. شاعري المفضل.. أحببت اشعاره..
    قراتها وكدت ان احفظها على ظهر قلب..منذ صباي
    الباكر.

    لعيد ميلاد ابي 78


    للذكري للاخت المرحومة نعمات هارون
    والصديقة العزيزة امينة النور.
    قراءات جميلة..في شتاء
    1981
    قتل الشاعر نفسه احتجاجا على اجتياح بيروت وصمت العرب..
    في عام 1982




    حفرة بلا قاع
    عمّقِ الحفرة يا حفَّارُ,

    عمِّقها لِقاع لا قرارْ

    يرتمي خلف مدار الشمسِ

    ليلاً من رمادٍ

    وبقايا نجمة مدفونة خلف المدارْ

    لا صدى يرشح من دوَّامة الحمّى

    ومن دولاب نارْ

    آهِ لا تلقِ على جسمي

    ترابًا أحمرًا حيًّا طري

    رَحِمًا يمخره الشرش ويلتفُّ

    على المَيْت بعنف بربري

    ما ترى لو مدَّ صوبي

    رأسه المحمومَ

    لو غرَّق في لحمي نيوبهْ

    من وريدي راح يمتصُّ حليبَهْ

    لُفَّ جسمي, لُفَّه, حنِّطْه, واطمرْهُ

    بكلس مالح, صخرٍ من الكبريتِ,

    فحمٍ حجري

    ***


    كيف يُحييني ليجلو

    عتْمةً غصَّت بها أُختي الحزينَهْ

    دون أن يمسح عن جفنيَّ

    حمّى الرعب والرؤيا اللعينَهْ:

    لم يزلْ ما كان من قبلُ وكانْ

    لم يزل ما كانَ:

    برقٌ فوق رأسي يتلوَّى أُفعوانْ

    شارع تعبره الغولُ

    وقطعان الكهوف المعتمَهْ

    مارد هشَّم وجه الشمسِ

    عرَّى زهوها عن جمجمَهْ

    عَتْمة تنزف من وهج الثمارْ,

    اَلجماهير التي يعلكها دولابُ نارْ,

    وتموت النار في العتْمةِ,

    والعتْمة تنحلُّ لِنارْ
                  

04-20-2006, 09:59 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    للذكرى

    مجذوب عيدروس, مصطفى دراج. المرحوم حسب الرسول احمد عبدالرحيم
    احمد فضل...



    نهر الرماد


    ليالي بيروت


    في ليالي الضِّيقِ والحرمانِ

    والريحِ المدوِّي في متاهاتِ الدروبْ

    مَن يُقَوِّينا على حَمْلِ الصليبْ

    مَن يَقينا سَأمَ الصَّحْراءِ,

    مَن يَطْرُدُ عنَّا ذلك الوحشَ الرَّهيبْ

    عندما يزحَفُ من كَهفِ المغيبْ

    واجِمًا محتَقِنًا عبرَ الأزقَّهْ,

    أَنَّةٌ تُجْهِشُ في الريحِ, وَحُرْقَه,

    أعينٌ مشبوهَةُ الوَمضِ

    وأشباحٌ دَميمَهْ.

    ويثورُ الجنُّ فينا

    وتُغاوينا الذنُوبْ

    والجَريمهْ:

    "إنَّ في بيروتَ دنيا غيرَ دنيا"

    "الكَدحِ والمَوتِ الرتيبْ"

    "إنَّ فيها حانةً مسحورةً,"

    "خمرًا, سريرًا مِن طيوبْ"

    "للحيارى"

    في متاهات الصحارَى,

    في الدهاليزِ اللعينَهْ

    ومواخيرِ المدينَهْ

    (...)

    مَن يقوِّينا على حملِ الصليبْ

    كيف نَنجُو مِن غِواياتِ الذنوبْ

    والجَريمَهْ?

    مَن يقينا وهلةَ النَّوْمِ

    وما تَحملُ مِن حُمَّى النَّهارْ.

    أين ظلُّ الوردِ والرَّيْحانِ

    يا مِروحَةَ النوْمِ الرَّحيمَهْ?

    آهِ مِن نومي وكابوسي الذي

    ينفُضُ الرُّعْبَ بوَجْهي وَجَحيمَهْ

    مُخدعي ظلُّ جدارٍ يتداعى

    ثُمَّ ينهارُ على صَدْري الجِدارْ

    وغريقًا ميِّتًا أطفو على دَوَّامةٍ

    حرَّى ويُعميني الدُّوارْ

    آهِ والحقْدُ بقلبي مِصهرٌ

    أمتَصُّ, أجترُّ سمومَهْ

    ويدي تُمسِكُ في خِذْلانها

    خَنجَرَ الغَدرِ, وسُمَّ الانتِحارْ,

    رُدَّ لي يا صُبحُ وجهي المستعارْ

    رُدَّ لي, لا, أي وجهٍ

    وجحيمي في دمي, كيف الفِرارْ

    وأنا في الصبحِ عبدٌ للطواغيتِ الكبارْ

    وأنا في الصبحِ شيءٌ تافهٌ, آهِ من الصبحِ

    وجَبْروتِ النَّهارْ!

    أَنَجُرُّ العمرَ مشلولاً مدمًّى

    في دروبٍ هدَّها عبءُ الصليبْ

    دون جدوى, دون إِيمانٍ

    بفردوسٍ قريبْ?

    عمرُنا الميِّتُ ما عادتْ تدمِّيه الذنوبْ

    والنيوب

    ما علَيْنا لَوْ رَهنَّاهُ لدى الوحشِ,

    أو لدى الثعلَبِ في السوقِ المُريبْ

    ومَلأنَا جَوفَنا المَنْهومَ

    مِنْ وهجِ النُّضار

    ثُمَّ نادَمنا الطواغِيتَ الكبارْ

    فاعتَصَرْنا الخمرَ من جوعِ العَذارى

    والتَهمْنا لحمَ أطفالٍ صغارْ,

    وَغَفوْنا غَفْوَ دُبٍّ قُطُبيٍّ

    كهْفُه منطمِسٌ, أعمى الجِدارْ
                  

04-20-2006, 10:06 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى هذا الشعب الطيب
    متى تخرج من جوف الحوت متى؟

    الى
    محمد الحاج
    شاعر ينقل الاخفاقات والخفقات..
    الى عثمان محمد صالح
    قلم نضيض يبحث عن طرق للخروج من جوف الحوت..


    في جوف الحوت


    ومتى يُمْهِلُنا الجَلاَّدُ والسَّوطُ المُدَمَّى?

    فنموتْ

    بين أيدٍ حانياتٍ,

    في سكوتٍ, في سكوتْ

    ومتى يَخْجَلُ مصباحُ الخفيرْ

    من مخازي العارِ

    والدمعِ المدوِّي من سريرٍ لسريرْ?

    ومتى يُحْتَضَرُ الضوءُ المقيتْ

    ويموتْ

    عن بقايا خِرَقٍ شوهاءَ,

    عنَّا, عن نُفاياتِ المقاهي والبيوتْ?

    حُشِرَت في مِصْهَرِ الكبريتِ,

    في مستَنْقعِ الحمَّى,

    رَسَتْ في جَوفِ حوتْ

    مُضْغَةً يجْترُّها الغازُ الجحيميُّ السعيرْ,

    حشرجاتٍ تَتَعالى

    سُحُبًا صفراءَ في وجه القديرْ

    والضميرْ

    ذلك الصوت المُرائي

    كم يُرائي المستَجيرْ,

    ذلك الجوُّ الجحيميُّ السعيرْ

    في مداه لا غدٌ يُشرِقُ,

    لا أمسٌ يفوت

    غيرَ آنٍ ناءَ كالصَّخر على دنيا تموتْ

    أتُراهُ كان لي دنيا سِواها,

    كانَ لي يومٌ نضيرْ

    وعرفتُ الحلمَ والإيمانَ والحبَّ القريرْ:

    نَبْضُ قلبينِ, وَزنْدٌ لَيِّنٌ,

    وصدًى يهمسُه دفءُ الحريرْ,

    وَصليبٌ وَرِعٌ فوق السريرْ

    وخيالٌ يتحدَّى

    عَتْمَةَ المجهولِ والسرَّ الكبيرْ.

    أتُراهُ كانَ لي يومٌ معافًى ونضيرْ

    أم حكاياتُ ثلوجٍ مَدَّها

    البُحْرانُ في وَهْجِ الهجيرْ?

    كل ما أذكرُه أنِّي أسيرْ,

    عُمْرُهُ ما كان عُمْرًا,

    كان كهفًا في زواياهُ

    تدبُّ العنكبوتْ

    والخفافيشُ تطير ْ

    في أسى الصمتِ المريرْ

    وأنا في الكَهف محمومٌ ضريرْ

    يتمطَّى الموتُ في أعضائِهِ,

    عُضوًا فعُضوًا, ويموتْ

    كلُّ ما أعْرفه أنِّي أموتْ

    مُضغَةً تافهةً في جوف حوتْ

    السجين


    أتُرى هلْ جُنَّ حسِّي فانطوى الرعبُ

    تُرى عادَ الصدى, عادَ الدُّوارْ?

    مَن تُرى زحزح ليلَ السجنِ عن صدري

    وكابوسَ الجدار?

    اَلكوى العميا يغطّيها

    سوادٌ رَطِبٌ, طينٌ عتيقْ

    اَلكوى ما للكوى تنشقُّ

    عن صبحٍ عميقْ

    وصدى يهزج من صوب الطريقْ:

    "هِيَ, والشَّمسُ, وضحكات الصغارْ,"

    "وبقايا الخِصبِ في الحَقْل البوارْ,"

    "كلُّها تذكر ظلِّي, تَعَبي"

    "كَفِّي المغَنِّي للبذار"

    "كلُّها تُغري وتُغري بالفرار".

    طالما أغرى الصدى قلبي وجفني

    طالما راوَغَني صوت المُغنِّي

    طالما أدْمَتْ يدي جدْرانُ سِجني

    طالما ماتَتْ على كيْد الجدارْ

    ردَّ باب السِّجنِ في وجه النهارْ

    كان قبل اليوم يُغري العفوُ

    أو يُغري الفرارْ

    قبلَ أن تصدأ في قلبي الثواني

    لا صدى تُحصيهِ, لا حمَّى انتظارْ

    قبل أن تمتصَّني عتمَةُ سجني

    قبْلَ أنْ يأكُلَ جفنيَّ الغبارْ

    قبلَ أنْ تنحلَّ أشلاءُ السَّجينْ

    رِمَّةً, طينًا, عِظامًا

    بعثَرتْها أرجلُ الفيرانِ

    رثَّت من سنينْ

    كيْفَ تلتمُّ وتحْيا وتلينْ,

    كيف تخضرُّ خُيوطُ العنكبوتْ

    تتَشهَّى عودَةً للمَوْتِ

    في دنيا تموتْ?

    ما الذي يَهْذي تُرى?

    صوتُ المُغنِّي

    لم يعد يخْدع كَفَّيَّ وجفني

    لم يعد يخدعني العَفوُ اللَّعينْ

    بعد أن رثَّت عظامي من سنينْ

    هل أخَلِّيها, أُخلِّيها وأمضي

    خاويَ الأعضاءِ وجهًا لا يبينْ

    شبحًا تجلده الريحُ

    وضوءُ الشمْس يُخزيهِ

    وضحكاتُ الصغارْ

    يتخَفَّى من جدارٍ لجِدارْ

    ردَّ باب السِّجْن في وجه النهارْ

    كان قبل اليومِ

    يُغري العفو أو يُغري الفرار

    سدوم


    ماتَتِ البَلوَى ومُتنا مِن سنينْ

    سَوفَ تبْقى مثلما كانتْ

    ليالى الميِّتينْ

    لا اذِّكارٌ يُلهِبُ الحسْرَةَ

    من حينٍ لحِينْ

    لا فصولٌ,

    سوف نَبْقى خلْفَ مرمى

    الشمسِ والثلجِ الحزينْ

    ليس يُغوينا ابتهالٌ

    يَجتدي العاتي يقينًا مطمئنًّا

    يَجتَديه بعضَ ما استنزف منًّا

    بعضَ إشراقِ الرؤى بعضَ اليقينْ

    بعضَ ذكرى

    أيُّ ذِكْرى, أيُّ ذكرى

    من فراغٍ ميِّتِ الآفاقِ.. صَحْرا

    مسحتْ ما قبْلها, ثم اضمحلَّتْ

    خَلَّفتْ مطرحَها طعمَ رمادْ

    مطرحَ الشمسِ رمادًا وسوادْ,

    هيَ ذكرى ذلك الصبحِ اللَّعينْ

    كان صبحًا شاحبًا

    أتعسَ من ليلٍ حزينْ,

    كان في الآفاقِ والأرضِ سكونْ

    ثم صاحَتْ بومةٌ, هاجتْ خفافيشٌ

    دجا الأفقُ اكْفهرَّا

    وَدَوَت جَلجلةُ الرعدِ

    فشقَّتْ سحُبًا حمراءَ حرَّى

    أمطرتْ جمرًا وكبريتًا وملحًا وسموم

    وجرى السيلُ براكينَ الجَحيمْ

    أحرقَ القرية, عرّاها,

    طوى القتلى ومرَّا

    عَبَرَتنا محنةُ النارِ

    عَبَرْنا هَوْلَها قبرًا فقبرا

    وتلَفَّتْنا إلى مطرحِ ما كانَ لنا

    بيتٌ, وسمَّارٌ, وذِكرى

    فإِذا أضلُعُنا صمتُ صخورٍ

    وفراغٌ مَيِّتُ الآفاقِ.. صَحْرَا

    وإذا نحنُ عواميدٌ من الملحِ,

    مُسُوخٌ من بلاهاتِ السنينْ

    إنْ تُذَكِّرْ عابرَ الدربِ

    بحالِ الميِّتينْ

    فهي لا تذكرُ, جوفاءَ,

    بلا أمسٍ, بلا يومٍ وذكرى
                  

04-20-2006, 10:15 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى نخلات من بلادي
    منى خوجلي
    نور تاور
    مني احمد
    دومة
    سلوى صيام



    حب وجلجلة


    وأَنا في وحشَة المَنفَى

    مَع الداءِ الذي ينثرُ لَحْمي

    ومع الصمت وإِيقَاعِ السُّعالْ,

    أنفُض النومَ لَعلِّي أَتَّقي

    الكابوسَ والجِنَّ التي تحتلُّ جِسْمي

    وإِذا الليلُ على صدري جلاميدٌ,

    جدارُ الليلِ في وجهي

    وفي قلبي دخانٌ واشتعالْ,

    آهِ ربِّي! صوتهم يصرخُ في قبري:

    تعالْ!!

    كيف لا أنفضُ عن صدري الجلاميدَ

    الجلاميدَ الثقالْ

    كيف لا أصرعُ أوجاعي ومَوتي

    كيف لا أضرعُ في ذلٍّ وصمتِ:

    "رُدَّني, ربي, إِلى أرضي"

    "أعِدني للحياة"

    وليكن ما كانَ, ما عانيتُ منها

    محنةَ الصلب وأعيادَ الطغاة.

    غير أني سوف ألقى كل من أحببتُ

    مَنْ لولاهُمُ ما كان لي

    بعثٌ, حنينٌ, وتمنِّي

    بِي حنينٌ موجع, نارٌ تدوِّي

    في جليد القبر, في العرق المواتْ,

    بِي حنينٌ لعبير الأرضِ,

    للعصفور عند الصبحِ, للنبعِ المغنِّي

    لشبابٍ وصبايا

    من كنوزِ الشمس, من ثلجِ الجبالْ

    لصغارٍ ينثرونَ المرجَ

    مِنْ زهوِ خطاهمْ والظِّلالْ

    في بيوتٍ نَسيَتْ أَنَّ وراءَ

    السور مرجًا وظلال.

    أنتُمُ أَنتنَّ يا نسل إلهٍ.

    دمُهُ يُنبت نيسانَ التِّلالْ

    أنتُمُ أَنتنَّ في عمري

    مصابيحٌ, مروجٌ, وكفاهْ

    وأنا في حُبِّكمْ, في حبكنَّ

    - وفِدى الزنبق في تلك الجباهْ -

    أتحدَّى محنةَ الصَّلبِ,

    أُعاني الموتَ في حبِّ الحياهْ
                  

04-20-2006, 10:18 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى
    منعم الجزولي
    على الحلاوي
    طيفور


    دعوى قديمة


    (العمرُ والزمن وَهْمٌ وغَفلة.)


    أفلاطون والأمثال الشعبية

    (الصدى طائر يستصرخ ويطلب الثأر.)


    أساطير الجاهلية

    (رأيت في أروقة الجحيم بشرًا لا يعيشون ولا يموتون.)


    دانتي

    ضجَّةُ "الطَّاحونَةِ الحمرا"

    ضباب التبْغ والخَمْرةِ, والحمَّى اللئيمَهْ

    غُصَّتي الحَرَّى لِفَخْذٍ وجَريمَهْ,

    وارتخاءُ الشفة السُّفلى على الشَهْوةِ

    والرعبُ متى شدَّت يدي "نينا" الشهيَّهْ.

    وأنا ثوب بلا ظلٍّ, بلا ضوءٍ

    سوى البَسْمَةِ في عَينيَّ

    تستَعْطي التَحِيَّهْ

    ضعف أعصابي, ارْتِفاع الضغطِ

    والحمَّى اللَّئيمَهْ,

    غُصَّتي الحَرَّى على مُرضِعَة الأمس الرحيمَهْ,

    حضنُها كَهْفٌ من الصفْصافِ

    رَيَّانُ الظِلالْ:

    "إن لَفْحَ الشمسِ يُحفي"

    "الجفْنَ وَالحاجِبَ في جرد الجبال".

    زندُها التفَّ على أَعْناقِنا

    سمَّرنا في حنوة الظلٍّ, مُحال..

    ضحك أَطفالٍ, سريرٌ دافىءٌ, حلمٌ,

    حكاياتٌ بجَنْبِ النار, أَعيادٌ, وليمَهْ

    ما جرى بَعدَ الوَليمَهْ

    للرياحينِ الصغارْ?

    أتُرى تَهْويمَ بعد الظهر هوَّمْنا

    أفقْنا سربَ غربانٍ كبارْ

    في بَقايا شَعْرِنا يُزهرُ وهْجُ الثَلْجِ

    أدغالاً على الصَحراءِ تلتفُّ إطارْ

    حلوةُ الحَيِّ

    تُرى مَن مطَّ ثديَيْها إِلى البَطنِ

    وألوى أنفَها مِنقارَ بُومهْ?

    كيف لا يدوي ويحْتَجُّ الصَّدى

    يدوي جريمَهْ??

    إنَّها دَعوى قديمَهْ

    عفَّنتْ في سلَّة للمُهْمَلاتْ

    ما لها قاعٌ, وفيها ماردٌ

    يبْتَلِعُ الحقّ المواتْ

    رحمَةً كانت على الأمِّ الرحيمَهْ

    عَمِيتْ, وانْطَفأتْ بعد الوَليمَهْ

    ضعفُ أعصابي, ارتفاع الضغطِ

    والحمَّي اللئِيمَهْ

    الجروح السود


    خليتُها تَروحْ

    وانهارَ قلبي رُمةً

    جنازَةً خرساءَ لا تنوحْ

    تطلُّ من رسم على الجدارْ

    ضحكةُ عينيها.. وعبر الدرب والغُبارْ

    اِمرَآةٌ تُخفي بكفٍّ عينها

    المزرقةَ الرهيبَهْ

    تعيا بثقل الشمس والحقيبَهْ

    تمضي إلى محطة القطارْ

    مرارةٌ وعارْ

    تفلٌ بلا طعمٍ

    بقايا الحب, تفلُ الحقد في القرارْ.

    وكيفَ أصبحْنا عدوَّينِ

    وجسمٌ واحدٌ يضمُّنا, نفاقْ

    كلٌّ يعاني سجنَهُ, جحيمَهُ

    في غمرة العناقْ

    لو كان فينا جمرةٌ خضرا

    لثارَتْ واستَحالتْ خنجرًا يصيحْ

    من لَهَبٍ أخْضرَ في الجروحْ

    تُفتِّقُ البلسمَ والريحانَ والظلالْ,

    كانت جروحٌ.. عاصفٌ وزالْ.

    خلَّيتُها تروحْ,

    جنازةٌ خرساءُ لا تنوحْ,

    حمَّى جروحٍ

    ودمٌ يَسْودُّ في الجُروحْ

    جحيم بارد


    ليتَني ما زلتُ في الشارع أصطادُ الذُّبابْ

    أنا والأعمى المُغَنِّي والكِلابْ

    وطَوافي بزوايا الليلِ,

    بالحاناتِ مِن بابٍ لِبابْ

    أتَصدَّى لذئاب الدربِ..!

    ماذا? ليتَني ما زِلتُ دربًا للذئابْ

    وعلى حشرجة الأنقاض في صدري,

    على الكَهْف الخَرابْ

    يلهثُ الوغدُ بحمَّى رئتَيهِ

    بدعابات السكارى, بالسِّبابْ

    أنا والدربُ نعاني الليل وَطْئًا وسِبابْ

    ليتَه ما لَمَّني من وحلة الشارعِ

    ما عوَّدني دفءَ البيوتْ

    ويدًا تمسحُ عاري وشحوبي

    ليت ما سلَّفَني ثوبًا وقوتْ..

    وَنَعِمْنا بعضَ ليْلاتٍ.. تَلاها:

    هذيانٌ, سأَمٌ, رعْبٌ, سكوتْ

    اَلرؤى السوداءُ, ربِّي, صَرَعتْهُ

    خَلَّفَتْهُ باردًا مرًّا مقيتْ

    ليت هذا البارِدَ المشلولَ

    يحيا أو يموتْ

    رثَّ فيه حسُّه,

    أعصابُه انحلَّت شِباكًا مِن خيوط العنكبوتْ

    شاعَ في البيت مُناخُ القبرِ: دلفٌ,

    عَتْمةٌ, ريحٌ حبيسٌ, وسكوتْ

    بِرْكةٌ سوداءُ يطفو في أَساها

    وَجْهُه المُرُّ الترابيُّ الصَّموتْ,

    ليْتَ هذا البارِدَ المشلولَ

    يَحْيَا أو يموتْ

    ليته!

    يا ليت ما سلَّفني دفئًا وقوتْ
                  

04-20-2006, 10:23 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى عادل البدوي..



    بعد الجليد

    ( 1 ) عصر الجليد
    عندما ماتتْ عروقُ الأرضِ

    في عصرِ الجليدْ

    مات فينا كلُّ عِرْقٍ

    يبستْ أعضاؤنا لحمًا قديدْ

    عَبثًا كُنَّا نصدُّ الريحَ

    والليْلَ الحزينا

    ونداري رعشةً

    مقطوعةَ الأنفاسِ فينا,

    رعشةَ الموتِ الأكيدْ

    في خلايا العظمِ, في سرِّ الخلايا

    في لُهاثِ الشمسِ, في صحو المرايا

    في صريرِ البابِ, في أقبيَةِ الغَلَّةِ,

    في الخمرةِ, في ما ترشحُ الجدرانُ

    من ماءِ الصَديدْ

    رعشةُ الموت الأكيدْ

    ***


    يا إلهَ الخصبِ, يا بعلاً يفض

    التربةَ العاقِرَ

    يا شمسَ الحصيدْ

    يا إلهًا ينفضُ القبرَ

    ويا فِصْحًا مجيد,

    أنتَ يا تموزُ, يا شمسَ الحصىدْ

    نَجِّنا, نجِّ عروقَ الأرضِ

    من عُقْمٍ دَهاها ودهانا,

    أَدْفئِ المَوتَى الحزانى

    والجلاميدَ العَبيدْ

    عَبْرَ صحراءِ الجليدْ

    أَنتَ يا تمُّوزُ, يا شمسَ الحصىدْ.

    عَبثًا كنا نصلِّي ونصلِّي

    غرَّقتْنا عتْمَةُ الليلِ المهلِّ

    عَبثًا نَعْوي ونعْوي ونُعيدْ

    عَبْرَ صحراءِ الجليدْ

    نَحنُ والذئبُ الطريدْ

    عبثًا كنا نهزُّ الموتَ

    نبكي, نتحدّى,

    حُبُّنا أقوى من الموتِ

    وأَقوي جمرُنا الغَضُّ المُندَّى.

    وارتمَيْنا جثثًا, لحمًا حزينَا

    ضمَّ في حسرته لحمًا قديدْ,

    عبثًا نغتصبُ الشَّهْوةَ حرَّى

    عَبثًا نسْكبُها خمْرًا وجمْرا

    مِنْ بقايا في الوَريدْ,

    علَّهُ يُفرخ من أَنقاضنا نسلٌ جديدْ

    ينفُضُ الموْتَ, يغلُّ الريحَ,

    يدوي نبضَة حرَّى

    بصحراءِ الجليدْ

    "حُبُّنا أقوى من الموتِ العنيدْ"

    غير أنَّ الحبَّ لم يُنبِتْ

    مِن اللحْمِ القديدْ

    غَيْر أَجْيالٍ من الموتى الحزانى

    تتمطَّى في فم الموت البليدْ

    ***

    ( 2 ) بعد الجليد
    كيف ظلَّتْ شهوةُ الأرضِ

    تدوِّي تحت أَطباقِ الجليدْ

    شَهوةٌ للشمسِ, للغيثِ المغنِّي

    للبذارِ الحيِّ, للغَلَّةِ في قبوٍ ودنِّ

    للإله البعلِ, تمُّوزِ الحصىدْ,

    شَهوةٌ خضراءُ تأبي أنْ تبيد,

    وحنينٌ نبضُه يسري إلى القبرِ, إلينا,

    يا حنينَ الأرضِ لا تقسُ علينا

    لا تحر الدمَ في الأمواتِ, فينا

    موجِعٌ نبضُ الدَّمِ المحرُورِ

    في اللَّحمِ القديدْ,

    في عروقٍ بَعْضُها حُمَّى ربيعٍ

    وجحيمٌ يبْتَلينا

    بعضُها صمتٌ ثقيلٌ وجليدْ,

    إنْ يكنْ, ربَّاهُ,

    لا يُحيي عروقَ الميِّتينا

    غيرُ نارٍ تلدُ العنقاءَ, نارْ

    تتغذَّى من رمادِ الموتِ فينا,

    في القرارْ,

    فَلْنعانِ من جحيمِ النارِ

    ما يمنحُنا البعثَ اليَقينا:

    أُممًا تنفضُ عنها عفنَ التاريخِ,

    واللعنَةَ, والغيبَ الحزينا

    تنفُضُ الأمسَ الذي حجَّرَ

    عَينَيها يواقِيتًا بلا ضوءٍ ونارْ,

    وبحيراتٍ من الملحِ البوارْ,

    تنفُضُ الأمسَ الحزينا

    والمهينا,

    ثم تحيا حُرةً خضراءَ تزهو وتُصلِّي

    لصدى الصبحِ المطلِّ

    وتُعيدْ

    مِن ضِفاف "الكنجِ" "للأردنِّ" "للنيلِ"

    تصلِّي وتُعيدْ:

    يا إِله الخصبِ, يا تمُّوزُ, يا شمسَ الحصىدْ

    بارِكِ الأرضَ التي تُعطي رجالاً

    أقوياءَ الصُّلبِ نسلاً لا يَبيدْ

    يَرثونَ الأرضَ للدهرِ الأبيدْ,

    باركِ النَسل العَتيدْ

    باركِ النَسل العَتيدْ

    باركِ النَسلَ العتيدْ

    يا إله الخصبِ, يا تموزُ, يا شمسَ الحصيدْ

    الجسر


    وكفاني أَنَّ لي أطفالَ أترابي

    ولي في حُبِّهم خمرٌ وزادْ

    مِن حصادِ الحَقلِ عندي ما كفاني

    وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ,

    أنَّ لي عيدًا وعيدْ

    كُلَّما ضَوَّأَ في القَريةِ مصباحٌ جديدْ,

    غَيرَ أَنِّي ما حملتُ الحب للموتى

    طيوبًا, ذهبًا, خمرًا, كنوزْ

    طفلُهُم يُولدُ خفَّاشًا عجوزْ

    أينَ مَنْ يُفني ويُحيي ويُعيدْ

    يتولَّى خَلْقَه طفلاً جديدْ

    غَسْلَهُ بالزيتِ والكبريت

    مِن نَتنِ الصديدْ

    أينَ مَن يُفْني ويُحيي ويُعيد

    يَتَولّى خَلْقَ فرخ النسرِ

    مِن نَسلِ العَبيدْ

    أنكَرَ الطفلُ أباهُ, أُمَّهُ

    ليسَ فيه منهُما شبْهٌ بَعيدْ

    ما لَهُ يَنْشَقُّ فينا البَيْتُ بَيْتَينِ

    وَيَجري البَحرُ ما بَيْنَ جديدٍ وعتيقْ

    صرخةٌ, تقطيعُ أرحامٍ,

    وتَمزيقُ عُروقْ,

    كَيفَ نَبقي تحتَ سَقفٍ واحدٍ

    وبحارٌ بيننا.. سورٌ..

    وصَحراءُ رمادٍ باردِ

    وجليدْ.

    ومتى نطفرُ مِن قبوٍ وسجْنِ

    ومتى, ربَّاهُ, نشتدُّ ونبني

    بِيَدينا بَيتنا الحُرَّ الجَديدْ

    يَعبرونَ الجِسرَ في الصبحِ خفافًا

    أَضلُعي امتَدَّتْ لَهُم جِسْرًا وطيدْ

    مِن كُهوفِ الشرقِ, مِن مُستنْقعِ الشَرقِ

    إِلى الشَّرقِ الجديدْ

    أَضْلُعي امْتَدَّتْ لَهُم جِسرًا وطيدْ

    "سوفَ يَمضونَ وتَبْقى"

    "صَنَمًا خلَّفَهُ الكهَّانُ للريحِ"

    "التي تُوسِعُهُ جَلْدًا وَحرْقًا"

    "فارغَ الكَفَّيْنِ, مصلوبًا, وحيدْ"

    "في ليالى الثَّلْجِ والأفقُ رمادٌ"

    "ورمادُ النارِ, والخبز رمادْ"

    "جامِدَ الدَّمْعَةِ في لَيْلِ السهادْ"

    "ويوافيكَ مع الصبحِ البريدْ:"

    ".. صَفحَةُ الأخبارِ.. كم تجترّ ما فيها"

    "تُفَلِّيها.. تُعيدْ..!"

    "سوفَ يَمضونَ وتبقى"

    "فارغَ الكَفَّيْن, مصلوبًا, وحيدْ".

    ***


    اِخرسي يا بُومةً تقرعُ صدري

    بومةُ التاريخِ مِنِّي ما تُريدْ?

    في صَناديقي كُنوزٌ لا تَبيدْ:

    فرحي في كُلِّ ما أَطعَمتُ

    مِن جَوهرِ عُمْري,

    فَرَحُ الأيدي التي أعْطَتْ وإِيمانٌ وذِكرى,

    إنَّ لي جَمْرًا وخَمْرًا

    إِنَّ لي أطفالَ أترابي

    ولي في حُبِّهم خَمْرٌ وزادْ

    مِن حصادِ الحَقْلِ عندي ما كفاني

    وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ,

    يا مَعادَ الثلجِ لَن أخْشاكَ

    لي خَمْرٌ وجَمْرٌ للمَعادْ
                  

04-20-2006, 10:26 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى
    وليد 500



    الناي والريح


    بعد الجليد

    ( 1 ) في الصومعهْ
    بيني وبينَ البابِ أقلامٌ وَمِحْبرةٌ,

    صَدًى متأفِّفٌ,

    كُوَمٌ من الوَرَقِ العتيقْ.

    هَمُّ العبورِ,

    وخطوةٌ أو خطْوتانِ

    إلى يقين البابِ, ثمَّ إلى الطريقْ

    ( 2 ) كذبٌ,
    دَمي ينحَرُّ, يشتمني, يَئنُّ:

    إِلى متى أزني, وأبصِقُ

    جَبهتي, رِئَتي

    على لقبٍ وكرسيٍّ

    أُضاجعُ مومياءْ?

    أنا لستُ منكمْ طغمةَ النسَّاكِ

    واللحمَ المقدَّدَ في خلايا الصومعَهْ

    لن يستحيلَ دمي إلى مصْلٍ

    كذبتُ, كذبتُ,

    جرُّوني إلى الساحاتِ, عرُّوني

    اسلخوا عنِّي شِعَارَ الجامعَهْ

    ( 3 ) اَلنَّاي
    "اِبني, وقاهُ اللهُ, كنزُ أبيهِ,"

    "جسرُ البيتِ, يحملُ همَّنا همًّا ثقيلْ"

    "... اَلعامُ خلفَ البابِ يا بِنْتي, يعودُ"

    "غدًا, يعودُ إِليكِ, بَعْضَ الصَّبرِ"

    "سوفَ يعُودُ, واللهُ الكفيلْ."

    ***


    ولربَّما ماتَتْ غدًا

    تلكَ التي يبسَتْ على اِسمي

    ومصَّ دماءَها شَبحِي

    وما احتفلتْ بلذَّاتِ الدماءْ,

    ماتَتْ مع النايِ الذي تهواهُ

    يسْحَبُ حزنَهُ عَبْرَ المساءْ

    ومع الورودِ متى التوَتْ

    بيضاءَ, ينسجُ عُرسهَا ثلجُ الشتاءْ

    طولَ النهارِ

    مدى النهارْ

    تنحلُّ في عَصَبي جِنازَتُها

    يحزُّ النَّايُ فيهِ

    وما يزيحُ عنِ القرارْ:

    ماتَتْ وما احتفلتْ وما عَرَفَتْ

    رَفَاهَ يدٍ تُظلّلُها ودارْ.

    ( 4 ) الرِّيح
    طولَ النهارِ

    مدى النهارْ

    رَبّي متى أَنشقُّ عن أُمِّي, أَبي

    كُتُبي, وصومَعَتي, وعَن تلكَ التي

    تحيا, تموتُ على انتظارْ

    أطأُ القلوبَ, وبينها قلبي,

    وَأَشرَبُ من مراراتِ الدروبِ بلا مرارَهْ,

    ولعلَّ تخصِبُ مرة أُخرى

    وتعْصِفُ في مدى شَفَتِي العِبارَهْ.

    دربي إلى البدويَّةِ السمراءِ

    واحاتِ العَجينِ البكرِ,

    والفجواتِ أَوديةِ الهجيرْ,

    وزوابعِ الرملِ المريرْ.

    تعصَى وليْسَ يَرُوضُها

    غيرُ الذي يتقمَّصُ الجَمَلَ الصَّبُورْ

    وبقلبهِ طفلٌ يكوِّر جنَّةً,

    غيرُ الذي يقتاتُ من ثَمَرٍ عجيبْ:

    نِصْفٌ من الجنَّاتِ يسقطُ في السلاَلْ

    يأْتي بلا تَعَبٍ حلالْ

    نصْفٌ من العَرَقِ الصَّبيبْ.

    اَلشوكُ ينبتُ في شقوقِ أظافِري

    اَلشوكُ في شفتيَّ يمرجُ باللهيبْ

    ... في وجهها عَبَقُ الغريزةِ

    حين تصْمتُ عن سؤَالْ

    ... نهضَتْ تلمُّ غرورَ نهدَيْها

    وتنفضُ عن جدائلها حكاياتِ الرمالْ,

    تحدو, تدورُ كما أُشيرُ بإصبعِي

    ولربَّما اصطَادَتْ بُروقًا

    في دهاليزي تمرُّ وما أَعي

    وبدونِ أَن أُملي الحروف وأَدَّعي

    تحدو, تدورُ, تزوغُ زوبعَةً طروبْ

    وأَرى الرياحَ تسيحُ; تنبعُ

    من يدَيْها:

    منبعَ الريحِ المعطَّرةِ الجنوبْ

    ومنابعَ الريحِ الطَّريَّةِ والغضوبْ

    للريحِ موسمُها الغضوبْ.

    ***


    وحدي مع البدويةِ السمراءِ

    كنتُ مع العِبارَهْ

    في الرملِ كنتُ أَخوضُ

    عَتْمَتهُ ونارَهْ

    شربُ المراراتِ الثقالِ

    بلا مرارَهْ.

    ***


    ريحٌ تهبُّ كما تشيرُ عبارتي

    للريحِ موسمُها الغضوبْ,

    للريحِ جوعُ مَبارِدِ الفولاذِ

    تمسحُ ما تحجَّرَ

    من سياجات عتيقَهْ

    ويعُود ما كانت عليهِ

    التربةُ السمراءُ في بدء الخليقَهْ

    بكرًا لأوَّلِ مرَّةٍ تشهَى

    بحضنِ الشمسِ, ليلُ الرعدِ

    يوجعُها وتَسْتَمْري بروقَهْ

    ماذا سوى أَرضٍ تَعُبُّ

    الحلْمَ, تُنبِتُهُ كرومًا والكرومُ

    لها شروشُ السنديانِ,

    لها عروق السنديان

    وَرَفَاهُ فيءِ البيلسانْ,

    ماذَا سوى عَقْدِ القبابِ البيضِ

    بيتًا واحدًا يزهو بأَعمدةِ الجباهْ

    يزهو بغاباتٍ من المُدُنِ الصَّبايا

    لِين أَرصفةٍ وَجَاهْ

    أَيصحُّ عَبْرَ البحرِ تفسيخُ المياهْ?

    ***


    وأرى, أَرى الطَاووسَ يُبْحِرُ

    في مراوحِ ريشهِ,

    نشوانَ يبحر وهو في ظلِّ السياجْ

    ويظُنُّ أَنَّ الوردَ والشِّعْرَ المنمَّقَ

    يسترانِ العَارَ في تكوينهِ والمهزلَهْ

    في صدره ثديانِ

    ما نبتَا لمرضعَةٍ

    ولا للعَانسِ المُسْترجلَهْ

    ثديانِ يأْكلُ منهما عسلاً

    ويحصدُ منْهما ذهبًا وعاجْ

    لو يستحقُّ صلبتُهُ

    ما شأنهُ بصَلِيبِ إيمانٍ

    يسوقُ لجُلْجُلَهْ

    وكَّلْتُ ريحَ الرملِ

    تعْجنُهُ بوحلةِ شارعٍ أَو مزبلَهْ

    هو والسياجْ

    وطيوبُ ثديَيْهِ وما حصَداهُ

    من عَسلٍ وعاجْ

    في موسم الريحِ الغضوب

    مَسْحُ السياجات العتيقة في العقولِ

    وفي الدروبْ

    ( 5 ) الناسك
    ألنَّاسكُ المخذولُ في رأْسي

    يُطِلُّ عليَّ, يَسألني, يَحَارْ

    "أَهملتَ فرضَكَ",

    "هَلْ جُنِنْتَ فرحتَ تحلُمُ في النهارْ"

    "حلم النَّهَارْ"

    "مدى النَّهَارْ?"

    "هلْ كنْتَ تتبعُ ذلكَ الجنِّيَّ"

    "هل أغواكَ شيطَانُ المغارَهْ?"

    - وحدي مع البدويةِ السمراءِ

    كنْتُ مع العبارَهْ

    في الرملِ كنْتُ أَخوضُ

    عَتْمتَهُ ونارَهْ,

    شربُ المراراتِ الثِقالِ

    بلا مرارَهْ.

    - "أَلغازُ مجنونٍ" وعاد

    لغرفةِ الآثارِ في رأْسي,

    وللسلعِ العَتيقةِ,

    عاد منخَلعَ الوقارْ.

    ( 6 ) طولَ النَّهارِ
    مدى النهارْ

    اَلحينُ بعْدَ الحينِ تعْبرُ جَبْهَتي

    صُوَرٌ وتنْبتُ في الطَّريقْ

    صورٌ يشوِّهُها الدوارْ

    أُمِي, أَبي, تلك التي

    تحيا تموتُ على انتظارْ.

    اَلنَّاسك المخْذولُ في رَأسي

    يشدُّ قُواهُ ينهرني, أُفيقْ:

    بيني وبين البابِ

    صحراءٌ منَ الورقِ العَتيقِ وخلفَها

    وادٍ منَ الورقِ العَتيقِ وخلفَها

    عمرٌ من الورقِ العَتيقْ
                  

04-20-2006, 10:30 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى
    كتاب القصة في البورد
    شكرا للامتاع


    وجوه السندباد

    ( 1 ) وَجْهانِ
    لَمْ تَرَ الغربةَ في وجهي

    ولي رسمٌ بِعَينَيْها

    طريٌّ ما تغَيَّرْ

    آمِنٌ في مَطْرحٍ لا يعْتريهْ

    ما اعترى وجهي

    الذي جارَتْ عليهِ

    دمغَةُ العُمرِ السفيهْ

    كيْفَ - ربي - لا تَرَى

    ما زَوَّرَ العُمرُ وحفَّر,

    كيفَ مرَّ العُمرُ من بعْدي,

    وما مرَّ,

    فظلَّتْ طفلةُ الأمسِ وأَصغَرْ

    تغْزل الرسمَ على وجهي,

    وتحكي ما حكته لي مِرَارْ

    عن صبيٍّ غصَّ بالدمعَةِ

    في مقهى المطَار

    "غِبْتَ عنِّي,

    والثواني مَرِضَتْ,

    ماتَتْ على قلبي,

    فما دَارَ النَّهارْ,

    ... ليلُنَا في الأرْزِ من دهرٍ تُراهُ

    أم تُراهُ البارحهْ?

    ... صدرُكَ الطَّيِّبُ

    نفسُ الدفءِ والعُنْفِ,

    ونفسُ الرائحَهْ,

    وجهك الأسمرُ..."

    - أدري أنَّ لي وجهًا طريًّا

    أسمرًا لا يعْتريهْ

    ما اعترى وجهي

    الذي جارَتْ عليهِ

    دمغَةُ العُمر السفيهْ

    وجهيَ المنْسوجَ من شتَّى الوجوهْ

    وجهَ مَنْ راح يتيهْ:

    ( 2 ) سجينٌ في قطارْ
    مُرَّةٌ ليلتهُ الأولى

    ومُرٌّ يومُهُ الأولُ

    في أرضٍ غريبَهْ,

    مُرَّةً كانتْ ليَاليهِ الرتيبَهْ,

    طالما عضَّ على الجوعِ

    على الشهوةِ حرَّى

    وانطَوى يعْلِكُ ذكْرَى

    يمسحُ الغَبرةَ عن أمتعة ملءَ الحقيبَهْ.

    حَجَرٌ تحملُهُ الدوَّامةُ الحرَّى,

    سجينٌ في قطَارْ

    ما دَرَى ما نكهةُ الشمسِ,

    وما طِيبُ الغُبارْ

    ورشاشُ الملحِ في ريج البحارْ.

    ***


    مِن أَسابيعَ وفي غرفتِهِ

    تلك الكئيبهْ.

    تأكلُ الغبرةُ أشيَاءَ الحقيبَهْ

    تأكلُ الوجهَ الذي خلَّفَهُ

    لمـَّا تعرَّى

    ومضى وجهًا طريًّا

    ما له أَمسٌ وذِكْرى.

    ( 3 ) مع الغَجَر
    مَنْ تُرَى يحْتلُّ ذاكَ الفنْدقَ الريفيَّ,

    عُرسُ الجنِّ فيه... مُحْرَقَهْ!

    لَهَبُ الرقصِ,

    ورقصٌ في اللهَبْ,

    والتعَبْ?

    مَنْ تُرَى يتعبُ مِنْ

    لينِ الزنودِ المحرقَهْ

    مَنْ تُرَى يرتاحُ في حُمَّى السريرْ!

    صاحَ: "هذا الكأسُ لي

    من أَهرقَهْ?"

    ضَحِكَتْ:

    "ثوبي الدِّمَشْقِي الحرير ْ

    لستُ أَدري, لَم أَسَلْ مَنْ مَزَّقَهْ"

    ***


    أَتْقَنَ الدوخةَ من خَصْرٍ لخَصْرٍ,

    عادَ من عُرسِ الغَجَرْ

    دمغَةٌ في وجههِ,

    في دمهِ شلاَّلُ نارٍ

    وعلى قُمْصانِهِ ألفُ أثَرْ.

    موجةٌ واحدةٌ في دمهِ,

    في زوغةِ الشمسِ,

    وحمَّى المعْدنِ المصْهورِ,

    في البركانِ, في وَهْجِ الثمارْ,

    موجةٌ تغزلُ في المرجِ فراشاتٍ,

    وتغْفو في خوابي الخمرِ

    تغْفو في قوارير البَهارْ,

    موجةٌ فوَّرها في دمهِ

    عرسُ الغَجَرْ

    عاد منْه ما له ذاكرةٌ

    تُحصي الصُوَرْ

    عمرُهُ ثانيةٌ عَبْرَ الثواني

    يتلقَّاها, وينْسى ما عَبَرْ,

    عمرهُ عمرُ الغَجَرْ

    وله وجهُ الغَجَرْ

    وجهُ من تبصُقُهُ الدوامةُ الحرَّى

    فيرسو في المواني

    ومحطاتِ القطَارْ

    لِبَنَاتِ "البارِ" ما في جيْبهِ,

    ضحكةٌ

    حشرجةٌ خلفَ الستارْ,

    وجهُ من يتعَبُ من نارٍ

    فيرتاحُ لنارْ.

    ( 4 ) بعْد الحمَّى
    وجهُ مَنْ يصْحو من الحمَّى:

    فراغٌ, شاشةٌ ترتجُّ

    عينٌ مطْفأَه,

    وصريرُ المدفأَهْ.

    ( 5 ) جنَّةُ الضجَر
    وجهُ ذاك الطَّالبِ القاسي

    على أعصَابِ عينٍ متعَبَهْ

    في زوايا متحَفٍ, في مكتَبَهْ

    وجهُهُ يعْرقُ مصْلوبًا

    على سِفْرٍ عتيقْ

    وعلى صمتِ الصُورْ
    ,
                  

04-20-2006, 10:37 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى الاخ العزيز
    عبدالله عقيد
    مع التقدير

    من جحيم الكوميديا


    قطار المحطّة


    ما زالَ من عامٍ

    يُرَاوحُ في محطّتِهِ قطارْ

    يَفْري على الخطَّينِ

    أَشلاءَ الصغارِ مع الكبارْ

    ***


    في زَحمة القتلَى

    على كفنٍ وتابوتٍ وبئرٍ ضَيِّقَهْ

    عايَنْتُ خطًّا يَمَّحي

    بَينَ الزمانِ ولا زَمانْ

    عايَنْتُ خطًّا يمَّحي

    بينَ التوهُّمِ والعيانْ

    أَعددتُ للأعمارِ في الدنيا

    جنائزَ مطلقَهْ

    ***


    أوغَلْتُ في نَفَقٍ

    من الهولِ الثقيلِ إلى المبيتْ

    صوتٌ جريحٌ يستجيرُ ولا يُجارْ

    تَتَفتقُ الأَصْدَاءُ

    عن شررٍ يشيعُ مدى السكوتْ

    أُمِّي العجوزُ

    يَعَضُّهَا ظنٌّ, يرسِّخُهُ انتظارْ

    وتكادُ من جَزَعٍ تموتْ.

    ***


    رَاوَغْتُ طولَ الليلِ,

    غولَ مؤَامراتٍ واغتِيالْ

    يَشْتَفُّ طَعْمَ غرائبِ التعذيبِ

    ممتعةً, حلالْ,

    وحمدتُ ذئبًا يشتهي

    لحمَ الفريسةِ

    غصَّةَ الأَعضاءِ غيرَ مشوَّهَهْ,

    وبَلوتُ لسعَ السوطِ

    في جسد البريءِ

    وعشتُ في أعضائِهِ المتأوّهَهْ

    ***


    لو كان يعصم عفَّةَ الأُنثى امتناعْ

    ما غَوّرَتْ دربٌ, مدى الساقينِ,

    واسعةً مُشَاعْ

    تجتاحُهَا حمَّى الحماةِ بلا انقطاعْ

    ***


    بشرٌ يمدُّ لسانَهُ فأْرًا

    ويمخر مُزْبِلَهْ

    اَلعارُ أَصلُ طباعِهِ

    لن يُخجلَهْ

    ***


    اَلسيِّدُ المختارُ

    يُتقنُ من صراعِ الفكرِ

    حالاتِ التشنُّجِ في الصريعْ

    يُرْغِي بحبِّ اللهِ والإنسانِ

    والقيمِ التي تَلِدُ الحضارَهْ

    وأَرَى فروخَ البومِ

    تنبتُ في ضميرٍ بَاعَ نارَهْ

    ومضى يَبيعْ

    لحمًا تبعثَر في الشوارعِ

    لحمَ لبنانَ "المخلَّعِ" و"المنيعْ".

    ***


    أُمِّي تخافُ النَّوْمَ يَفْتَحُ

    ثقلَ جفنَيْهَا على غَضَبِ السماءِ,

    بلى, بلى... غضَبٌ.. مُحَالْ,

    يا مَنْ تعوَّدَ أَن يُريحَ المتعبينَ,

    بلا سؤَالْ

    ***


    ما همَّ لو بَكَتِ العجوزُ

    ذبيحةً بين الذبائحِ

    تفتَدِي جبلَ الطيوبْ,

    تَجلُوهُ من كيدٍ

    تَصلَّبَ في القلوبْ

    في البدءِ لم يفتِكْ أَخٌ بأخيهِ

    لم يهربْ من العينِ الخفيةِ والعليمهْ

    في البدءِ لم تكن الجريمهْ!!

    لبنانُ سوف يشدُّ يمناهُ على اليُسْرَى,

    يعودُ, تضمُّهُ الأُم الكريمَهْ

    ***


    لِمَ لا أَقولْ:

    خوفٌ خفيٌّ يَنْطوِي, ينسَلُّ

    في صُلْبِ الفوارسِ والوُعُولْ

    يدوي فيَرْتَجِفُ الحجَرْ,

    يمضى فيبتسم الضَّجرْ,

    حرفُ الرغيفِ

    يشدُّ أَفواهًا تئنُّ, تئنُّ

    تلهثُ في مَدَارْ

    أَلقى صحابي في المدارِ على احتقارْ

    يرتدُّ خَنْجَرُهُ إلى صَمْتي

    ويبتلعُ الوحولْ

    قلبٌ يهمُّ ولا يقولْ,

    لِمَ لا أَقولْ:

    تَتَحَجَّرُ العينانِ

    في صمتٍ يحجِّرهُ الذهولْ:

    إِنَّ الفجائعَ مُزْمنَهْ

    إِنَّ الغمائمَ مزمنَهْ

    لونَ ياقوت, جمان, أُرْجُوَانْ,

    وبياضَ حلمِ الطفلِ

    يهجعُ وهو يرضعُ في أَمانْ,

    حُلْمٌ

    يولِّدُهُ سوادُ القلبِ

    يُزْهرُ في عروق موهنَهْ

    إنّ الفجائعَ مزمنَهْ

    إن الغمائمَ مزمنَهْ

    أَدركتُ سرَّكَ

    يا أبا الهولِ الذي لا يلتقي

    عبرَ الزمانْ

    سرًّا أصيلاً يستجدُّ فيعلنَهْ
                  

05-07-2006, 04:49 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)



    عفوا مكرر

    (عدل بواسطة طيفور on 05-07-2006, 05:01 PM)

                  

05-07-2006, 04:50 PM

طيفور
<aطيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)



    الصدى


    في حانة الليل

    اكاليل من عوسج الروح

    والحبر الخديج.. والموت المحقق

    من الخرطوم الى بصرى

    تمشي الغوايات جزلى

    والشعر في أكفانه الأولى..

    قواف خصيّة ويقين ملفق





    الرنين



    قامتان على الطريق

    تناصبان الليل حروق الماء..

    والرعشات..

    والعرق المعتق..

    والرحيل..

    مناصفة!

    فخذي بيدي

    ارمم فيك ذاكرتي

    اعيد لعيني ط زاجة الالوان

    والنخل المديد والبروق الراعفة



    أجلس فيّ صامتاً واصغي ..
    لورقة خضراء محتقنة بالكلورفيل تحتفي باصلها...
    الى الاستاذ الوالد(مد الله في عمره) في عامه الـ 78



    عش مديداً ما طاب لك
    ايها النخل الصبي بنسله
    وامتلئ بهجة ورضا
    فهنا..
    في حبة القلب اللهيفة
    فردت نجاة قماش الذكريات
    على قيح السنين الشاردة
    فعمّدها بنارك..
    نافلة لحمى اشتهاءات الشمع الملوّن
    او دعها تمضي ببريقها المغسول
    في زمن الطفولة
    فقط لا تغب او تغيب وهجك القدسي
    خلف برودة المرآة






    ؤبث
                  

04-20-2006, 02:32 PM

Bannaga ELias
<aBannaga ELias
تاريخ التسجيل: 01-24-2006
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    شكرا لك على هذه القصيدة الجميلة التي جعلتني امارس استحضارا قلقا للماضي كم كان يسكنني خليل حاوي في نهايات السبعينات لقد أحزنني موته الفاجع كان احتجاجا مأساوياعلى خيبات هذا العالم. كان من حولي يقولون لي شاعرك متشائم وانت أسير حزن لن تخرج منه باستمرارك في ترديد قصائده وكان ردي هل تعرفون رافي شينكار عازف السيتار الهندي الشهير ويقولون لي إنه متشائم آخر وكان ردي عندما يعصف بي الحزن أضع ( الهدفون) على راسي واسمع عزفه على السيتار فيحلق بي بعيدا حتى البكاء وعندما انفجر دمعاتبدأ رحلة الرجوع إلى الفرح واصبح كاالثوب المغسول من دنسه صافياواقول الحياة جميلة ياصاحبي. فشكرا لك وشكرا لأستاذي النور عثمان أبكر أول من عرفني بمجلة شعر وتيارات الشعر الحديث وشكرا لصديقي المهندس عثمان الخير الذي علمني الأستماع للموسيقي وعشقها.والى اللقاء.
                  

04-20-2006, 08:17 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: Bannaga ELias)

    الى العزيز بانقا الياس

    مع كامل الاحترام والتقدير ايها الاديب..



    الرعد الجريح


    ضباب وبروق


    طَالَمَا أَوْغَلْتُ في بَحْرٍ خَفيٍّ

    لا يُداني

    شَطَّهُ المَرْصودَ إيقاعُ الثـّواني,

    حيْثُ لا يَشْتدّ هَوْلُ المَوْجِ

    حتّى يمّحي نَجْمٌ وصُبْحٌ ومواني

    حيْثُ لا يَنْشَقُّ مَرْعى الغَيْمِ

    عَنْ وَهْجِ البُروقْ

    غَابةً سَوْدَا وأَدْغالاً

    يُدَمّيها الحَريقْ

    شَبَحٌ يُبحِرُ في البُحْرَانِ

    يُغويه السَرابْ

    تَلْتقيهِ في ضَبابِ التَّبْغِ

    أَشْباحٌ يُغَشّيها الضَبابْ,

    وسَوَادٌ صامِتٌ

    يَهْبطُ في المَقْهى

    على وَهْجِ الشّرَابْ

    ***


    طالَمَا عايَنْتُ رَسْمًا

    في ضَبابِ التَّبْغِ يَنْمو بَيْنَ

    عَيْنيَّ ويَنمو في وُجُومْ

    يَتَخَطَّى فُسْحَةَ المَقْهى

    ويُخْفي ظلُّه سَيْلَ الرُّسومْ,

    كَيْفَ كانَتْ تَلْتَوي الشَّهْوَةُ

    في وَجْهِ خَصِيٍّ

    سَخِرَتْ مِنْه الجَواري

    يَمْتطي الفُرْسانَ

    مَرْهوبًا, وليًّا, لا يُدَاري

    كَيْفَ ساقَتْني إلى غَيْب الصّحَارِي

    لَعْنةُ العارِ القَديمْ,

    (...)

    فتَجَلَّتْ فيه نارٌ صَلْبةٌ

    تَعْصى عَلى نارِ الجَحيمْ

    تَتَعالى شُهُبًا

    من رَحِمِ الأَرضِ لأبْراجِ النُّجُومْ

    ***


    طالما أَغْمَضْتُ دون البَرْقِ

    عَيْنيّ, وأَرْخَيْتُ الستائرْ

    وتَرَكْتُ اللّيْلَ

    يَنهَالُ على أَشْلاَءِ مِصْباحٍ يَموتْ

    وتَلَحَّفْتُ السّكُوتْ

    فَتَلَوْتُ خَلْفَ جَفْنَيّ

    مِنَ البَرْقِ التِماعاتُ الخَنَاجرْ:

    أنْتَ يا مَنْ غوَّرَتْ

    في جَوْفه الرّؤْيَا وغَصّتْ

    فاسْتحالتْ جَمْرةً مُلْتهمَهْ

    تلْكَ رؤْيا اخْتَنَقَتْ

    في الكَلِمَهْ

    حين ثَارَتْ, وتَحَدَّتْ

    لعنةً ما بَرِحَت تَشْتدُّ

    من جيلٍ لجيلْ,

    لعنةَ الأرْضِ البغيِّ الهَرمَهْ

    يَوْمَ كانَ الصّبْحُ يَنْهلُّ على

    أَرْضٍ بَتُولْ

    فَجّرَتْ فيها سُيولاً وَسُيولْ

    مِنْ خُيولِ الفَتْحِ

    رؤْيا التَمَعَتْ في كَلِمَهْ

    ***


    أَتُرَى هَلْ كَان ما عَايَنْتَهُ يَوْمًا

    سِوى صُبْحٍ غَريبْ

    شَمْسُهُ تَطْلعُ مِنْ صَوْبِ المَغيبْ

    وَسِوى نَهْرٍ عَجِيبْ

    تمَّحي اللّعنةُ فيه,

    والتّجاعيدُ, وَيَنْحَلُّ المَشيبْ?

    ***


    كان أَجْدَى

    لَوْ بَنَتْ كفَّاكَ بُرْجًا مُتَعالي

    في حنايا صَمْتِهِ

    يَرْفلُ وَهْجُ الطّيبِ

    في وَهْج اللآلي

    وَغُلالاتٍ مِنَ الوَهْمِ المُغَالي

    وشَّحَتْهَا حَنْوةُ اللّيْلِ الطّري

    وصفاءٌ مُخْمَليٌّ قَمَرِي

    يَلْتوي عَنْها جُنُونُ الشَّمْسِ

    تَرتدُّ ظُنونُ الأَعْيُنِ المُتَّهمَهْ

    كان أَجدَى

    لو تَبَرَّجْتَ

    وبَرَّجْتَ البَغِيَّ الهِرمَهْ

    ***


    طَالمَا غَرَّبْتُ في الخَمرةِ

    عَنْ طَبْعي وحالي

    غِبْتُ في طَبْعِ صَبيٍّ لا يبالي

    غِبْتُ في طَبْعِ الدّوالي

    أَرتوي من مَرَحِ الشّمْسِ

    وما يَنْهَلُّ مِنْ صَحْوِ السّحَابْ.

    ضَجَّةُ المَقْهَى,

    ضَبابُ التَّبْغِ

    مِصْباحٌ وأشْباحٌ يُغَشّيهَا الضَّبابْ

    لا أُبالي

    إِنّ لي طَبْعَ الدّوالي

    وَطِباعًا وطباعًا وطِباعْ:

    شررًا, مَوْجًا, غُيومْ,

    بَعْضُهَا يَنْحَلُّ في بَعْضٍ

    ولا يُبقي

    سِوى طَعْمِ الصّراعْ

    وسوى طَعْمِ الضّياعْ.

    إِن يَكُنْ يَطْمَعُ بالغُفْرَانِ

    مَنْ يَبْكي, يُصَلّي, وَيَصومْ

    فأَنا طَبْعٌ غَريبٌ لا يَدومْ

    يكتوي بالرّعبِ مِنْ طَبْعٍ

    غريبٍ لا يَدومْ

    ***


    في جبالٍ مِنْ كوابيسِ التّخلّي والسّهَادْ

    حَيْثُ حَطَّت بومةٌ خَرْسَاءُ

    تَجْترُّ السّوادْ

    اَلصّدى, وَالظِّلُّ, والدّمعُ جمادْ,

    يَتَجلّى فارسٌ غَضٌّ مَنيعْ

    فارسٌ يَمْسَحُ غَصّاتِ الحزانى والجِياعْ

    ويُعَرّي الفِعْلَ

    من اِسْمٍ وظَرْفٍ وقِناعْ,

    وتَودُّ البومةُ الخَرْسَاءُ

    لَوْ ماتَ الجَميعْ

    لو تَوارَى الفارِسُ الغَضُّ المَنيعْ

    مَوْجَةً يلهو بها, يَهْدمُهَا

    مَوْجُ الطّباعْ

    وَأَرى الفارِسَ يَهوي وَيغيبْ

    وأَرى البُومَةَ تَهْوي وتَغيبْ

    بَيْنَ شطَّيْنِ مِنَ المَوْجِ العُبابْ

    وَأَرى عبْرَ الغيابْ

    شَبَحًا يُبحرُ في البُحْرَانِ

    يُغويهِ السّرَابْ

    تَلتقيهِ في ضَبابِ التّبْغِ

    أَشْباحٌ يُغَشِّيهَا الضَّبابْ
                  

04-20-2006, 08:27 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: Bannaga ELias)

    اخي العزيز بانقا..

    تحية عاطرة

    احضر ابي الذي يهتم بالادب كل مجلات شعر عند
    عودته من بيروت حيث كان يدرس في الجامعة الامريكية..
    وكان معجبا بحركة الحداثة.. وشعر التفعيلة...
    وهو من عرفني بخليل حاوي..
    في عطلتي السابقة.. وجدته لم يعد يذكر هذه الاشياء
    تساقطت من ذاكرته تماما.. كان فخورا بانه يعرفه..
    دكتور خانجي كان قدم كتب مقالا في مجلة الخرطوم اذا لم تخن الذاكرة
    تنبا فيها بانتحاره..وكان خانجي يدرسنا النقد النظري والتطبيقي
    واذكر انه كان معجبا به كثيرا..فقد قمت بعمل تطبيق النقد
    الادبي على قصيدة العازر 62
    التى تعجبني كثيرا.. وبها تتصاعد العواطف وتهبط
    في حركة غريبة جدا لم اراها في قصيدة الا العودة الى سنار..
    لدي احساس عميق بان هناك اثر من خليل على عبدالحي
    ولكنني لم اجد الصلة لأوثقها.. ولكن هناك شي يجمعهما..
    ربما محبتي لهما
    سعيدة بانك تحب خليل حاوي ويشجيك مثلي..
    مودتي
                  

04-20-2006, 08:31 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى استاذي وصديقي هاشم صديق

    من جحيم الكوميديا


    قطار المحطّة


    ما زالَ من عامٍ

    يُرَاوحُ في محطّتِهِ قطارْ

    يَفْري على الخطَّينِ

    أَشلاءَ الصغارِ مع الكبارْ

    ***


    في زَحمة القتلَى

    على كفنٍ وتابوتٍ وبئرٍ ضَيِّقَهْ

    عايَنْتُ خطًّا يَمَّحي

    بَينَ الزمانِ ولا زَمانْ

    عايَنْتُ خطًّا يمَّحي

    بينَ التوهُّمِ والعيانْ

    أَعددتُ للأعمارِ في الدنيا

    جنائزَ مطلقَهْ

    ***


    أوغَلْتُ في نَفَقٍ

    من الهولِ الثقيلِ إلى المبيتْ

    صوتٌ جريحٌ يستجيرُ ولا يُجارْ

    تَتَفتقُ الأَصْدَاءُ

    عن شررٍ يشيعُ مدى السكوتْ

    أُمِّي العجوزُ

    يَعَضُّهَا ظنٌّ, يرسِّخُهُ انتظارْ

    وتكادُ من جَزَعٍ تموتْ.

    ***


    رَاوَغْتُ طولَ الليلِ,

    غولَ مؤَامراتٍ واغتِيالْ

    يَشْتَفُّ طَعْمَ غرائبِ التعذيبِ

    ممتعةً, حلالْ,

    وحمدتُ ذئبًا يشتهي

    لحمَ الفريسةِ

    غصَّةَ الأَعضاءِ غيرَ مشوَّهَهْ,

    وبَلوتُ لسعَ السوطِ

    في جسد البريءِ

    وعشتُ في أعضائِهِ المتأوّهَهْ

    ***


    لو كان يعصم عفَّةَ الأُنثى امتناعْ

    ما غَوّرَتْ دربٌ, مدى الساقينِ,

    واسعةً مُشَاعْ

    تجتاحُهَا حمَّى الحماةِ بلا انقطاعْ

    ***


    بشرٌ يمدُّ لسانَهُ فأْرًا

    ويمخر مُزْبِلَهْ

    اَلعارُ أَصلُ طباعِهِ

    لن يُخجلَهْ

    ***


    اَلسيِّدُ المختارُ

    يُتقنُ من صراعِ الفكرِ

    حالاتِ التشنُّجِ في الصريعْ

    يُرْغِي بحبِّ اللهِ والإنسانِ

    والقيمِ التي تَلِدُ الحضارَهْ

    وأَرَى فروخَ البومِ

    تنبتُ في ضميرٍ بَاعَ نارَهْ

    ومضى يَبيعْ

    لحمًا تبعثَر في الشوارعِ

    لحمَ لبنانَ "المخلَّعِ" و"المنيعْ".

    ***


    أُمِّي تخافُ النَّوْمَ يَفْتَحُ

    ثقلَ جفنَيْهَا على غَضَبِ السماءِ,

    بلى, بلى... غضَبٌ.. مُحَالْ,

    يا مَنْ تعوَّدَ أَن يُريحَ المتعبينَ,

    بلا سؤَالْ

    ***


    ما همَّ لو بَكَتِ العجوزُ

    ذبيحةً بين الذبائحِ

    تفتَدِي جبلَ الطيوبْ,

    تَجلُوهُ من كيدٍ

    تَصلَّبَ في القلوبْ

    في البدءِ لم يفتِكْ أَخٌ بأخيهِ

    لم يهربْ من العينِ الخفيةِ والعليمهْ

    في البدءِ لم تكن الجريمهْ!!

    لبنانُ سوف يشدُّ يمناهُ على اليُسْرَى,

    يعودُ, تضمُّهُ الأُم الكريمَهْ

    ***


    لِمَ لا أَقولْ:

    خوفٌ خفيٌّ يَنْطوِي, ينسَلُّ

    في صُلْبِ الفوارسِ والوُعُولْ

    يدوي فيَرْتَجِفُ الحجَرْ,

    يمضى فيبتسم الضَّجرْ,

    حرفُ الرغيفِ

    يشدُّ أَفواهًا تئنُّ, تئنُّ

    تلهثُ في مَدَارْ

    أَلقى صحابي في المدارِ على احتقارْ

    يرتدُّ خَنْجَرُهُ إلى صَمْتي

    ويبتلعُ الوحولْ

    قلبٌ يهمُّ ولا يقولْ,

    لِمَ لا أَقولْ:

    تَتَحَجَّرُ العينانِ

    في صمتٍ يحجِّرهُ الذهولْ:

    إِنَّ الفجائعَ مُزْمنَهْ

    إِنَّ الغمائمَ مزمنَهْ

    لونَ ياقوت, جمان, أُرْجُوَانْ,

    وبياضَ حلمِ الطفلِ

    يهجعُ وهو يرضعُ في أَمانْ,

    حُلْمٌ

    يولِّدُهُ سوادُ القلبِ

    يُزْهرُ في عروق موهنَهْ

    إنّ الفجائعَ مزمنَهْ

    إن الغمائمَ مزمنَهْ

    أَدركتُ سرَّكَ

    يا أبا الهولِ الذي لا يلتقي

    عبرَ الزمانْ

    سرًّا أصيلاً يستجدُّ فيعلنَهْ
                  

04-20-2006, 08:34 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى دينق يد البورد الواجعاه
    مع التحية

    في الجنوب


    جُولي سَبَايا الأَرضِ

    فِي أَرْضِي

    وَصُولي واطْحَنِي شَعْبِي

    جُولي وَصُولي

    واطحنِي صُلبي

    لَنْ يَكْتَوي قَلْبي

    لنْ يكتوي قلبي ولَنْ يَدْمَى

    تنحلُّ حمَّى العَارِ

    فِي غيبوبةِ الحُمّى

    لن يَكْتَوي قَلْبي ولَنْ يَدْمَى

    قَلْبي الأَصمُّ الأَبْكَمُ الأَعمَى
                  

04-20-2006, 08:35 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى برير يوسف
    مع المودة


    أرض الوطن


    أَغمضتَ عينيكَ عَلى رَمَادْ

    أَغمضتَ عينيكَ عَلى سَوَادْ

    ***


    تغُورُ في أَرضٍ بِلا سريرهْ

    غُصَّاتُكَ المريرهْ
                  

04-20-2006, 08:39 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    الى نادية ست اللهيج السكري

    قطع اللّسان


    خَلَعَ الرمحُ سِنانَهْ

    بين كفَّيْ خارجيٍّ

    قطع الفلسُ لسانَهْ

    وتجلَّى في ضميرِهْ

    ومصيرِهْ

    بارقٌ ينهلُّ

    من ختم أَميرِهْ

    ***


    كانَ يمشي مرِحًا,

    يَزْهُو ويلهو ويَنامْ

    نومَ طفلٍ

    يَجتني من جنَّةٍ ما يشتهيهْ

    حيثُ لا تُفزعُهُ

    أظفارُ جنيٍّ كريهْ

    حيثُ لا تصرخُ في عينيهِ

    غصَّاتُ الفطامْ

    كانَ يَلقى وجهَهُ الريّانَ

    يلقى ما تعوَّدْ

    وامّحى ما كان وَعْرًا شاهقًا

    في صمتِ صخرٍ يتمرّدْ

    لا يلبّي غيرَ جبَّارٍ

    خفيٍّ يتوعّدْ

    ***


    كانَ قبل اليومِ

    غِرًّا يتَّقي طعمَ الحرامْ

    يتَّقي منقارَ نسرٍ

    ينهشُ الأكبادَ في طبعِ اللئَامْ

    أنتِ


    أَنتِ يا فرخَ الحَمامْ

    أَنتِ يا زهرَ الغَمامْ

    وغَمامَ الزهرِ في

    ضَوءِ القمرْ

    حِينَ ينهلُّ

    عَلَى صحوِ السَّحَرْ

    ***


    أَنتِ يا مَنْ تَغْسلُ الدُّنْيا

    رُؤَاهَا

    وكَفَاهَا

    ظِلُّهَا الرَّيّانُ

    عَنْ وَهْجِ الدَّرَارِي

    أَنتِ يا مَنْ لا تُدَارِي

    لا تُضَامْ

    لا تُدَانيهَا

    كوابيسُ الظَّلاَمْ

    والضَّوَارِي

    تَرتَوي في ظلِّهَا الريَّانِ

    مِنْ طِيبِ الصِّيَامْ

    زحفت يداك


    زحفت يداك

    من السفوحِ إلى الأعالي

    وعرفت

    ما طعمُ الصواعق في جبالي

    وعرفت

    جفوة مطرح يعلو المطارح

    عزم الضواري يلتوي

    عن حدّه الأدنى

    وأجنحة الجوارح

    وعرفت

    ما صحو يرصِّعه الندى

    صحو يهلّ ولا يبالي

    وسمعت

    صمت الصحو

    بلّورًا يفسّخه الصدى

    ويشف

    عن طعم الصواعق في جبالى

    لبنان


    كنا جدارًا يلتقي جدار

    ما أوجع الحوار

    ما أوجع القطيعه

    تغصُّ بالفجيعه

    ما أوجع الجوار
                  

05-03-2006, 10:51 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    فووووووووووووووووووووووووق
                  

05-03-2006, 11:47 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    Quote: بِي حنينٌ لعبير الأرضِ,

    للعصفور عند الصبحِ, للنبعِ المغنِّي

    لشبابٍ وصبايا

    من كنوزِ الشمس, من ثلجِ الجبالْ

    لصغارٍ ينثرونَ المرجَ

    مِنْ زهوِ خطاهمْ والظِّلالْ

    في بيوتٍ نَسيَتْ أَنَّ وراءَ

    السور مرجًا وظلال.


    شـكـرا كـبيرة بيـان علي إهـدائـك الجميـل...صـباحـك منـور دائمـا بـدرجـة الضـوء لتي تتمـنين...

    ولـعيـد ميلاد والـدك كـل الأمـاني الزاهـية ألـوانهـا....وأحضـان الإبنة المشتاقـة لـوالـدهـا.. وأفـراح بأجـراس لا نهـاية لهـا..






    مـني
                  

05-05-2006, 07:32 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: Muna Khugali)

    العزيزة مني
    شكرا على مرورك المزهر الجميل

    دائما لما تكتبينه لي
    قدرة على جعل اليوم جميلا..

    مودة
                  

05-04-2006, 02:29 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    يا بيان
    وهذا اسم اخر يجمعنا على محبته

    لأبوك كل المنى
    وللاصدقاء المشتركين ( عيدروس والاخرين ) امنيات بلقاء قريب

    محبتي
                  

05-04-2006, 03:50 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: الجندرية)

    سلامات يا أستاذة بيان والشكر لكِ ولأبيكِ

    أرجو أن تسمحي لي أن أهدي لأبيك في عيد ميلاده قول جبران خليل جبران:
    Quote: The appearance of things change according to the emotions
    and thus we see magic and beauty in them
    while the magic and beauty are really in ourselves

    أسأل الله أن يمتِّع أباك بوافر الصحة وأتمَّ العافية.
                  

05-05-2006, 07:07 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: Adil Al Badawi)

    Quote
    Quote: : The appearance of things change according to the emotions
    and thus we see magic and beauty in them
    while the magic and beauty are really in ourselves


    اخي العزيز عادل

    شكرا لك كثيرا قد لامس اهدائك شغاف قلبي,,
    ابي يحب جبران كثيرا .. مـتاكدة كان سيعجبه ما كتبته..
    سوف اطبع هذا البوست وأريه له..
    عله يتذكر شيئا..
    يحزنني انه لم يعد يتذكر هذه الكتب وهذا العالم


    هو قارئ نهم ورجل مثقف ثقافة شاملة رغم انه استاذ فزياء
    الا انه حجة في الادب والتأريخ والفلسفةوالفنون دائما يشتري الكتب
    ويشترك لنا في مكتية اينما حللنا..
    اذكر في شندي كنا نذهب من المعهد "بالكونتاك" أسبوعيا
    (سيارة تربط المعهد بالمدينة). كنا نذهب الى مكتبة الجمري
    وكل منا ياخذ كتاب..
    وهكذا كان يفعل في بخت الرضا..
    يعتقد ان المعرفة توسع الافق وتكسب الوعي

    شكرا لك مرة اخرى. لقد احضرت ما يحبه ابي..
                  

05-05-2006, 07:29 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: الجندرية)

    الملكة اماني..

    كم جميلة عوالم حاوي..
    وانت جميلة لانك تحبينها,,,

    قال حاوي


    Quote: ما لها فرَّتْ وغابتْ

    حلوةً كانت, وكانت طيِّعَهْ

    وهذا ما اقوله للايام الجميلة
    التي جمعتني بهذه الصحبة العيظمة
    زادت سعادتي وغبطتي ان الايام جمعتك بهم..
    شوفتيهم لذاذ وعزاز كيف؟
                  

05-05-2006, 06:25 AM

تيسير عووضة
<aتيسير عووضة
تاريخ التسجيل: 12-20-2005
مجموع المشاركات: 7136

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    دكتورة نجاة ..


    كنت زهجانة ..
    لغاية ما قريت هذا البوست
    استمتعت بكل حرف هنا
    شكراً لكِ
    اختيار جميل , يسلم ذوقك ..
                  

05-05-2006, 06:52 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: تيسير عووضة)

    العزيز الابنة تيسير
    لا شئ يبدد الزهج مثل الكلمة الناصعة الصادقة
    وكلمات حاوي هكذا..

    جميل ان ارى شابة تحب شعر التفعيلة...وجيلكم يحب قصيدة النثر...


    هذه لك يا اميرة



    في سدوم للمرّة الثالثة


    أَمسي احتراقٌ

    واحتراقٌ غدي

    وخطوةٌ مرهقةٌ مرهقَهْ

    تَهمُّ في الظنِّ ولا تَبتدي

    في سَبْخةٍ محروقةٍ محرقَهْ

    ***


    يَحْتَرقُ التُّرَابْ!

    يَحْتَرِقُ الحَجَرْ!

    يَحْتَرِقُ السَّحَابْ!

    ***


    لا يَلْتَقي ظلٌّ على أَرضِهَا

    مِنْ غَيمةٍ أَو نَبْتةٍ مُورِقَهْ.

    ***


    حوافرُ الدوابْ

    تُرصِّعُ الأَوحالَ بالحُفَرْ.

    ***


    بعضُ البياضِ الشاهقِ البعيدْ

    ينحلُّ فيهَا, يمَّحي فِي رَغْوةِ الصديدْ

    ***


    وشهوةُ البشَرْ

    تشتفُّ ما لا تشتهي

    وغيرَ ما تريدْ

    مَا يَلْتوي عَنْهُ دويُّ اللهَبِ

    المسعورِ في الكِلاَبْ

    وتَلْتَوي قَنَاطِرُ الذُبَابْ

    مسعورةً, تشفُّ عَنْ شَرَرْ

    ***


    يَحْتَرقُ التُّرَابْ!

    يَحْترِقُ الحَجرْ!

    لست أدري


    لستُ أدري

    كيف تصفو أسطري

    صفوة الوهجِ الطري

    أتراها انسكبت

    من دفقة الينبوع

    لفظًا ومعاني?

    أم ترى صفّيت

    لفظًا ومعاني

    عبر عصرٍ يتمطى ويعاني

    ما يعانيه اجترارا

    في اجترارِ

    دون طعمِ الملح

    أو طعمِ البهارِ??
                  

05-05-2006, 07:09 AM

تيسير عووضة
<aتيسير عووضة
تاريخ التسجيل: 12-20-2005
مجموع المشاركات: 7136

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    دكتورة نجاة ..

    أفضل القصيدة النثرية (باي ديفولت)
    لكن وجود نصوص جميلة كهذه ينتزع إعجابي
    ثم أن خليل حاوي هذا فعلاً (حاوي) ..

    شكراً للإهداء وتسلمي ,,
                  

05-05-2006, 08:08 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: تيسير عووضة)

    الابنة العزيز تيسير

    انا عندي راي كبير في قصيدة النثر...

    لكن اوعدك اعمل ليك بوست جهبذ
    اجمع ليك فيه قصائد نثرية,,
    ارسلت لي مجموعة من الدواوين للشباب
    وشابات بواسطة زميلنا الغامدي..
    مشكور.
    اها كل يوم بقرأ فيهم
    وشكلي كدا حأنهزم..

    واحب قصيدة النثر..

    بعد الارشفة طوالي هديتك عندك..
    او عايزة شعر تفعيلة.. عندي شاعرة ما حصلت
    ممكن انشر قصائدها هنا
    اني خيرتك فاختاري

    شباب
    ولا
    شيبة
    ؟
                  

05-05-2006, 08:18 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)

    بيان
    لك ولوالدك الف تحية
    الوفا والمحبة والذكرى الطيبة هي ديدن الناس الحقيقية
    لك مرة اخرى الامنيات الطيبة وجميل المنى
    وكل عام والجميع عندك بخير وصحة وعافية
    وجميل المنى
                  

05-05-2006, 08:30 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آهِ لا تلقِ على جسمي ترابًا أحمرًا حيًّا طري (Re: bayan)


    العزيزة بيان

    كل الأماني الطيبة لوالدك في عيد مولده

    وربنا يطول في عمره ويشوف أحفاد أحفادك ان شاءالله



    أما عن قصائد الشاعر خليل حاوي

    فأنا عاوزه أشكرك على إشراكنا بهذه المتعة


    لك كل الود والتحية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de