|
الغابة والصحراء ....... مرة اخرى
|
الفصل الثاني:
الغابة والصحراء بين النظرية والتطبيق
المبحث الأول : الغابة والصحراء .. البعد التنظيري ص 89 المبحث الثاني : تطبيقات على مفاهيم الغابة والصحراء ص 107 الفصل الثاني:
الغابة والصحراء بين النظرية والتطبيق
المبحث الأول: الغابة والصحراء .. البعد التنظيري
إن فكرة الغابة والصحراء لم تولد من فراغ، بل أتت عبر مخاض مؤلم وطويل، وبحث دائب عن الهوية، فلا غرو فهي ظهرت بعد الاستقلال مباشرة، وعندما كانت الدعوة للقومية تفرض وجودها في بداية القرن، كانت في الأساس لتوحيد الشعور الجمعي السوداني وتزكية النفوس لتوحيد الصف السوداني لدحر الاستعمار ... وبعد أن نال السودان استقلاله ظهرت التساؤلات التي تخص الهوية السودانية. وهذا ما قد يجعل المبدع يحتفي بإفريقيته كقيمة حضارية بقدر احتفائه بعروبته، وقيل في ذلك "عن موروثنا الإفريقي يجب أن نعتز به ونفاخر به بدلاً أن نقلد غيرنا فلا نحسن التقليد". ومن ثم "إن خصوصية الثقافة ليست مظهرية أو خارجية ولكنها كنه مستبطن لا بد من التنقيب فيه والتفتيش عنه" ، إن حركة الغابة والصحراء هي من مجملها حركة "لبعث" العنصر الإفريقي في تكوين السوداني و"ليس معنى الحركة أنها (إدارة) ظهر لكل ما هو عربي بقدر ما هي التفات جاد إلى كل ما هو سوداني". ويقول محمد عبد الحي في ذلك: "جماع الغابة والصحراء لم يكن ودياً في البداية ولكن زحام هذا اللقاء الشرس بين فرسان الخيول العربية وبين سبايا الغاب الإفريقي نحتنا وجوهنا ... الأفكار لا تجدي ... الاعتراف، عودة إلى الجذور الأصلية المنسية، ضغوط، يتم لقاؤنا بشمس الحقيقة". فالثقافة التي ننشدها يجب أن تكون ثقافة هجينة مثلنا، "فهي إفريقية أصلاً ولكنها عربية الملامح". كما أن دعوة الهجنة في أصولها "العرقية عند (ماكمايكل) وتجلياتها الثقافية عند (ترمنجهام)، تنطوي على فرضية انحطاط وهو انحطاط نجم في نظر دعاتها على امتزاج العرب المسلمين بالنوبة الإفريقيين". ثم شرح ما يرمي إليه قائلاً: "فقد جاء عند ماكمايكل ما يوحي بأن (الدم) العربي أرفع من الدم الإفريقي، وجاء عند ترمنجهام أن الهجين العربي الإفريقي قد سرب من العقائد إلى الإسلام ما أدخله في الوثنية. من الواضح أن المكون الإفريقي في هذا الهجين هو أكثر من تأذى لنظرية الانحطاط هذه". وقيل: "وثاني ما ينبغي أن نذكره هو أنه إذا كان السودانيون نتاج امتزاج العنصر العربي الإفريقي، فلا ننسى أن العنصر العربي كان هو الظافر المنتصر ـ منه الفاتحون ـ ومنه السادة، الذين أسروا العبيد واقتنوا الرقيق، وملكوا الأرض، فلا عجب أن يحاول أحفادهم تغليب العنصر السيد على العنصر المسود في تكوينهم، الطبيعي أن يكون شعورهم الأول هو التقليل من أهمية العنصر المغلوب أو إنكاره بتاتاً". ثم أردف قائلاً: "في هذا العامل قوة تذكرنا إن العنصر العربي المنتصر لم يكن أعلى شأنا من الناحية العسكرية وحدها بل كان أرقى ثقافة وأنضج من حضارة راقية لا يعرفون لها نظيراً لدى العنصر الإفريقي الذي لم يعرف إلا همجية وبدائية ـ بل له لغة هي أعلى كعباً من مراقي اللغات البشرية وعن جميع اللَّهجات واللغات الإفريقية التي لا تعرف حتى مجرد الكتابة". ومما قيل، نجد أن عدم الموضوعية وعدم معرفة بعض النقاد* المصريين بتأريخ السودان، يجعلهم يطلقون أحكاماً مطلقة تدل على الجهل المتعمد، لوضع السودانيين في درجة أقل وهي درجة المتلقي وليس المرسل، والمتأثر وليس المؤثر. فالمعروف تاريخياً، أنه عندما دخل العرب السودان، كانت هنالك ممالك مجيدة، مثل النوبة، والمقرة وعلوة وقبلها كانت مملكة مروي**، التي استخدمت اللغة المروية وهي لغة مكتوبة وآثارها باقية إلى الآن.*** ومن ثم انبثقت الغابة والصحراء كحركة بعثية لتبعث العنصر الزنجي في السودان. وإننا بتجاهلنا، واحتقارنا لهذا المكون الزنجي الذي يبدو في ملامحنا، ولوننا، كعلامات فارقة بيننا وبين العرب الخلص ـ الذين بدورهم ينظرون إلى السوداني بدونية واحتقار ـ لن تكتمل هويتنا. "وعدَّ محمد عبد الحي انتماءنا إلى العرب تكبراً أجوفاً". كما أضاف محمد المكي إبراهيم في هذا الأمر قائلاً بـ"إننا أنكرنا إفريقيتنا في تلهفنا للانتماء الأكبر". والمثير للدهشة أن النور عثمان أبكر ـ أول من استخدم رمزية الغابة والصحراء في السودان ـ فكر في سؤال الهوية بصورة جدية حال وجوده في ألمانيا، في عام 1963، أي أنه كان يعيش في محيط حضاري غربي، ونجده يقول في ذلك: "إن انتباهي إلى مسألة الغابة والصحراء تم لي وأنا في محيط حضاري غربي رفض هويتي الإفريقية حين أفكر ورفض هويتي العربية حين أكون". وعن فلسفة الفكرة نجد أنه عندما تحدث عن العنصر الزنجي في مكون السوداني، قام بنشر مقال أثار ضجة كبيرة وردود فعل متباينة في عام 1967، وفي ذلك المقال نوه أنه كتب هذه المقالات في شكل مذكرات عام 1962 وهي بعنوان (لست عربياً ... ولكن). ومضمون هذا المقال الذي يعد من بدايات الغابة والصحراء، يحوم حول تمجيد العنصر الإفريقي في مكوّن الإنسان السوداني، وكذلك تمجيد للثقافة الإفريقية، كما إنه أرجع بعض الظواهر في الثقافة السودانية إلى العنصر الإفريقي، مثل الانفعالات الدينية التي تحدث عن حالة الجذب الصوفي، وقد افتتح النور عثمان أبكر مقاله الشهير قائلاً: "كل ما هو غيبي وعميق في السودان إنما هو عطاء الغاب .. تجريدية الفكر الإسلامي استحالت إلى ليونة المدنية البدائية التي تأخذ فكرها على حاجتها المباشرة الخيط الأساسي في وجودنا ليس هو الصوفية الشرقية بل هو الحركة الرخيمة لرقصات الغاب، وللطبل وللبوق". كما نجده أرجع حلقات الذكر وإيقاعاتها ولغة الجسد و(النوبة) والحالة الأخيرة للتقمص (الجذب والفناء) إلى البدائية الإفريقية وليس الإسلام، كما أضاف أن نبضنا وإيقاعنا إفريقي بدائي قائلاً: "إيقاع عمرنا سماحه وتبذيراً وخمراً واستهتاراً وحباً* للَّهو والمرح، إيقاع نبض عمرنا إفريقي بدائي أما الأمور التي تقدمه له فهي ما يحتاجه هذا الإيقاع ليعبر هوة الاتصال بينه وبين (جلابته)**". ويقول موضحاً: "التردد حقيقة في انطلاق جرس هذا الإيقاع بعيداً عن جذوره ومصادره الهامة الأصلية". كما نلاحظ أن النور عثمان أبكر يرى أن العلاقة بين الغابة والصحراء ليس علاقة مترابطة بل هناك نزاع وصراع ولكنه يلطف الأمر قائلاً: "نزاع الغاب والصحراء في عمرنا هو لونية هذه السماحة في علاقتنا مع إخواننا العرب وإخواننا الزنج". ويمضي في مقاله متحدثاً عن موضوع في غاية الحساسية وهو الرق ويحمل مسؤوليته للعرب الجلابة قائلاً: "الخروج من الغاب إلى الصحراء والوادي المحدد بها تم عن طريق (الجلابة) أو المارق الذي في بطن ذاكرته أفراح لم ينعم بها عاد يسترق منها مقاطع يبيعها إن لم يحتفظ بها (أبو لكيلك)*** وأيامه مرقه من الغاب وعوده إلى الغاب". ثم يتحدث عن كيفية تكوينه قائلاً: "يتم التقاء بخيت آخر بمرجانه ويكون المارق (نوراً) كيف له إذن أن يدعي أنه عربي؟" . ثم يتساءل النور عثمان أبكر باللسان؟**** أي هل هو عربي لأنه فقط يتحدث باللغة العربية. فهو يرى أن "عربيته تطويع لاحتياجات إيقاع الرعب والفرح الوجودي الأولي في التعبير بعد أن فقد شكل كلمة القبيلة". ثم يستطرد ليدلل عدم أهمية اللسان أو اللغة في بينونة أصول الإنسان. "إذن مثل الجزائري الناطق بالفرنسية الصدور عن الغاب، عن الأوراس عبر لغة مكتسبة". ثم بعد أن أورد هذه الحجة الخطيرة أراد أن يبعد سوء الظن عنه قائلاً: "الكاتب لا يضمر أي تلميح لاستعمار العربي لأرض الزنج". ويجد أن ما قاله هو الذي جعل الكثيرين يشككون في نواياه ويتهمونه بالشعوبية وبأنه ضد الإسلام والعروبة، وفي ذلك نجده يتحدث في مقابلة معه: "إن الإفصاح الفكري والسلوك الإبداعي من مسألة الغابة والصحراء هي مسؤولية النور عثمان أبكر وقد ذاق الأمرين متهماً في إسلامه وفي عروبة لا يدعيها وفي مواقفه السياسية في قضية النضال العربي". ونجد أن التوقيت الذي اختاره "النور عثمان أبكر" لنشر مقالاته، التي سجلها في شكل مذكرات في نهاية 1962، وقام بنشرها في 19/9/1967، هي التي أدت إلى اتهامه في مواقفه السياسية، تجاه قضية النضال العربي إذ نشرت في وقت غير مناسب البتة. إذ نشرت بعد نكسة 1967 مباشرة، وكانت العروبة آنذاك جرحاً نازفاً، والسودان استضاف مؤتمر قمة عربي شاركت فيه كل الفعاليات العربية. وقرُبت الآراء وسُميت الخرطوم بعاصمة "اللاءات" الثلاثة، واستقبل عبد الناصر في الخرطوم استقبال الفاتحين، على الرغم من الهزيمة، إذن في هذا الوقت بالذات كانت مقالة "النور عثمان أبكر" تعد خطأ لا يغتفر في حق العروبة، وخيانة للأمة العربية، نجد أنه قد احتفظ بهذه المذكرات منذ 1962 لينشرها في ذلك الوقت، بالتحديد مع سبق الإصرار والترصد. ولكن نرجع إلى أن حرية الرأي هي جوهر الديمقراطية، وحق لكل مبدع لينشر ما يريد وقتما يريد. ولذلك اتهمه الكثيرون بالخيانة، والعداء للعروبة وبالتالي الإسلام، وها هو صديقه "صلاح أحمد إبراهيم" ينبري للرد عليه في ذات المنبر الذي انطلق منه بمقال عنوانه (بل نحن عرب العرب) في جريدة الصحافة في 25/10/1967م، حيث سنعرضه لبلورة فكرة الغابة والصحراء. ابتدأ "صلاح أحمد إبراهيم" مقاله منتقداً التوقيت الذي اختاره "النور عثمان أبكر" لنشر مقاله، قائلاً: "في رأيي أن المقال غير موفق من حيث توقيته على الأقل ـ فجنودنا الذين في خط النار قد اختاروا مصيرهم هناك في مواجهة المعتدين الصهاينة، المصريون على شمالهم والجزائريون على يمينهم وقلوب العرب ـ كل العرب ـ ترف عليهم لا تفكر أصابعهم القابضة على الرشاش إذا كانت أصابع عربي أو زنجية أو بين بين". ثم بعد هذه المقدمة دلف معلقاً على مقال النور عثمان أبكر حيث يصف سؤاله (لست عربياً ... ولكن؟) بالعنصرية، وإنه سؤال لا معنى له قائلاً: "السؤال مطروح على صعيد عنصري لا معنى له ولا يمكن أن تكون له إجابة نهائية أو قيمة حقيقية ولكن قد يكون تساؤلاً سياسياً ومراجعة لمواقعنا الرائعة أو التشكيك فيها". ثم احتج على استخدام النور عثمان أبكر لكلمة "نزاع" متسائلاً: "نزاع الغابة والصحراء ـ أي نزاع بين الغاب والصحراء" ثم عرض بالنور عثمان أبكر قائلاً: "الزنجي بأكثر من النور عثمان أبكر، والمناضل بأكثر من النور عثمان أبكر (كوامي نكروما) أوقف حياته لأن يحث ويؤكد بأن الصحراء لم تكن في يوم من الأيام حاجزاً بين عرب الشمال وزنج الجنوب بل ظلت حتى قدم الرجل الأبيض طريق القوافل حاملة الملح إلى الأشانتي وقافلة بالذهب من كوماسي". كما يرد على قول النور عن السوداني "في قاعة الجامعة العربية يلهج الابن بعروبته وفي كوناكري يصر على إفريقيته". فيعلق صلاح على ذلك بأنه في وضعه للعروبة في مقابلة للإفريقية خبث قائلاً: "إن وضع العروبة مقابلاً للإفريقية هو مفهوم خبيث فالعروبة قد تكون إفريقية في الواقع وأكثر من سبعين بالمائة من العرب إفريقيون". ثم يتهم مقال النور بالشعوبية "وإن قال الكاتب إنه لا يضمر أي تلميح لاستعمار عربي لأرض الزنج". كما يعلق صلاح قائلاً: "لأن هذه الأفكار ليست جديدة ومهما كانت دوافع النور في قول مثل هذا القول فهو لا يقول جديداً .. أعداء العرب الذي يدرسون عوره العرب في المعاهد الخاصة ويحاولون طعن العرب في كعب أخيلهم يثيرونها بطريقة النور هذه من المحيط إلى الخليج". ثم يمضي في مقاله معدداً للفتن في الوطن العربي آنذاك، في مصر الدعوة الفرعونية وفي سوريا الدعوة الفينيقية الخ ... الخ .. ثم ذهب إلى أن توحد السودانيون لطرد المستعمر كان بسبب العروبة قائلاً: "بل إن كل ما هو عزيز لدينا شعورنا بالكرامة ونهضتنا القومية وحركتنا الوطنية سببها العروبة". ثم يوضح قائلاً: "سؤال الهوية من نحن؟ وهل نحن عرب أم إفريقيون؟ وهل نحن عرب؟ أسئلة تطلق أحياناً في براءة وأحياناً في خبث .. أسئلة تنبع من جهل صادق أحياناً وأحياناً من خطة ماكرة". ثم يسترسل متهما النور بعدم الاطلاع الكافي، الذي يؤهله لخوض هذا الموضوع الشائك، بعد أن يؤكد أننا "عرب العرب" لما فينا من أخلاق العرب وكرمهم وشجاعتهم الخ ... الخ. وبعد كل هذا الحماس والتأكيد على عروبتنا. يراجع صلاح أحمد إبراهيم نفسه في خاتمة مقاله قائلاً: "لا يا نور بل نحن عرب العرب جمعنا ما في العرب من نبل وكرم وخير ما في الزنج من شدة وحمية". ثم يحضر صلاح شاهداً من الشعر السوداني. وأحسب أن التوفيق قد جانبه في الاختيار إذ أن فيه تنميط لشخصية الإفريقي، والشاهد للشاعر صالح عبد القادر. "أنا ابن وادي النيل لو فتشتني لوجدت في بردى بطش أسود وأنا ابن وادي النيل لو فتشتتني تجدين مجموع الكرامة والنهى تجدين حلم البيض جهل السود". ومن هذا العرض للمقالين اللذين يرى غالبية مؤرخو* الأدب السوداني، أنهما بذرة الغابة والصحراء. فهذين المقالين يفتقدان إلى العقلانية والموضوعية، ودوافع كتابتهما دوافع عاطفية ولحظية. استخدم النور لغة زئبقية شاعرية كما وصفها صلاح أحمد إبراهيم، الذي بدوره استخدم خط دفاعي وتقريري وعاطفي. وبما أن هذين المقالين نشرا في عام 1967 فإذن كيف تكون هي بداية لمدرسة الغابة والصحراء!؟ فقد بدأ كتابها يكتبون منذ أوائل سنوات الستين مثل قصيدة (العودة إلى سنار) لمحمد عبد الحي التي كتبها في سنة 1963 وقصيدة (صحو الكلمات المنسية) للنور عثمان أبكر وكتبها في عام 1963 أيضاً، وكذلك قصيدة يوسف عيدابي (أبو دليق) كتبت في عام 1963 وقصيدة (أصابع الشمع) لمصطفى سند كتبت كذلك في سنة 1963*، هكذا دون اتفاق كتبت هذه القصائد، وهي تحوم حول سؤال الهوية. وقد تحدث النور عثمان أبكر في صحيفة الأيام بشأن الغابة والصحراء والبدايات مجيباً عن سؤال: في حياتنا الفكرية كانت مدرسة الغابة والصحراء إلى أي مدى تركت هذه المدرسة بصماتها؟ أتت إجابة النور عثمان أبكر على هذا السؤال: "إن أول قصيدة كررت لفظ الغابة والصحراء وحاولت الغابة والصحراء هي قصيدة (صحو الكلمات المنسية) كتبت 1963 ـ وهي منطلقة من مقالة سجلت في شكل مذكرات نهاية 1962 ونشرت بالصحافة عام 1967 عنوانها (ليس عربياً ... ولكن) أيامها كان محمد المكي إبراهيم معي بألمانيا الاتحادية". ثم بعد ذلك تحدث عن محمد عبد الحي وعلي عبد القيوم ومن هو واضع اللبنات الأولى لهذه المدرسة قائلاً: "كان محمد عبد الحي وعلي عبد القيوم في بداية دراستهما. يمكن أن تسجل هنا أنني تخرجت من الجامعة سنة 1962 جامعة الخرطوم. وأريد أن أسجل شيئاً يخصني ويهمني حتى لا يتهمني أحدهم مستقبلاً بأنني زميل "محمد عبد الحي" أو "علي عبد القيوم" أو "النصيري" أو أنني شاركت في مسألة الغابة والصحراء، أود أن أسجل مقطع واحد* له دلالته بالنسبة لشعر كثير واهتمام ببعض المدن السودانية المداخل والمخارج". من كاهن هذا المعبد أوصده في وجه العابر والساعي؟ غرت على "سنار" رفعت ندائي غضبي أشهر من مصباح اللؤلؤ "سنغانيب": خزيت أرحام الموتى شبعاً، عافية، راحة بال ووساد حتى يرفع إنسان رأسه يرعب، يجرف اطمئنان الموت على "مروي" الغرس الطيب يعطي الغصن الأخضر والمرعى من يصعد جبل الرب يبيع حشاه الأوحد كي نعطي غرساً يرجى؟ من يضرب بعصاه الصخر، فتنبجس الأعين، يعلم كلّ مشربه نسقي، نرعى مولود الغابة والصحراء. من هذا الطافر كالجبل الأسمر كمنارة ساحلنا الأزرق، رجل أوقظ؟ غاب؟ مرآة الأعمار الأولى؟ ذهبٌ ألق الجبهة، قضب الزيتون، عواميد اللَّهب الممتد الأعراف إلى قمم الآفاق العاليه هذا صحو الكلمات المنسيه. يتابع إجابته عن السؤال قائلاً: "لا أدري كيف بلور الأصدقاء أعضاء رابطة أدباء الجامعة على أيام علي عبد القيوم ومحمد عبد الحي مفهوم الغابة والصحراء؟". ثم ربط هذه المدرسة فيما بعد بمدرسة الخرطوم التشكيلية. ولكنه يؤكد ادعاءه على أنه أول من فكر في مسألة الغابة والصحراء قائلاً: "ما أدركه يقيناً أن الإفصاح الفكري والسلوك الإبداعي في مسألة الغابة والصحراء مسؤولية النور عثمان أبكر". وقد أكد هذا الأمر الشاعر "محمد المكي إبراهيم" في مقابلة أجريت معه في مجلة "الثقافة الوطنية" حيث قال عن بداية مدرسة الغابة والصحراء: "وكنت وصديقي "النور عثمان أبكر" حينما بدأنا هذه الحركة بمواجهة القضية ونحن في ألمانيا ونحن نسأل إن كنا عرباً أم أفارقة .. وكان هناك توتر وعدم اقتناع بإجابة كل منا حينما يقول النور: إنه (إفريقي) وأقول: (إني عربي) وبدأنا البحث والتدارس والتراسل وعبارة (الغابة والصحراء) من صياغة النور وابتكاره المعهود" ثم أردف مؤكدا دوره في تأسيس الغابة والصحراء قائلاً: "ورجعت إلى السودان قبل النور عثمان وحملت معي هذه النار المقدسة وجدت تجاوباً من كثير من الإخوان. واستطعنا أن ننشر ونبدأ الكتابة". وكان كثير من النقاد قد زعموا تأثر هؤلاء بـ"سنغور" نفى محمد المكي تأثرهم بـ"سنغور" الذي عرفوه فيما بعد وذكر أن هناك فارقاً كبيراً بين حركة الزنوجة التي يرى أنها كانت مرحلية وحركة الغابة والصحراء دائمة، ولا مجال للمقارنة بين دعوة لتنبيه الناس إلى هوية ودعوى توفيقية لإشعار شعبين من شعوب العالم الثالث بأنهم شيء واحد وأن الوشائج التي تربطهم أكثر من الخلافات التي تفرقهم. وفي هذا الأمر يقول محمد عبد الحي: "في وقت واحد تقريباً وقبل أن يعرفوا بعضهم البعض ـ بدأ "محمد المكي إبراهيم" و"النور عثمان أبكر" في ألمانيا و"صلاح أحمد إبراهيم" في غانا و"يوسف عيدابي" من رفاعه بقصيدة (أبو دليق) 1963 و"مصطفى سند" في أم درمان في (أصابع الشمس) 1963، و"محمد عبد الحي" في (العودة إلى سنار) 1963 في الخرطوم. يكتبون شعراً فيه بعض الملامح المشتركة التي لا تخفى الاختلاف العميق في العناصر المكونة لرؤاهم الشعرية وفي التشكيل واللغة الشعرية في قصائدهم". والذي يجدر ذكره أنه لم يكن هناك خطاب تأسيسي لهذه الجماعة، شأنها شأن مدرسة الخرطوم التشكيلية. كما أن كثيراً من الشعراء الذين أدرجوا في هذه المدرسة من قبل نقاد*، أكدوا عدم انتمائهم لها فيما بعد. وهنا نخلص إلى بعض الأسباب التي أرى أنها السبب الرئيس في رفض أو إنكار بعض شعراء هذه الجماعة الانتماء لما يسمى (الغابة والصحراء) بعد استقراء للظرف التأريخي آنذاك. والأسباب التي من أجلها نفى بعض شعراء هذه الجماعة انتماءهم لهذه المدرسة هي: أولاً ـ كان الفكر السياسي المسيطر آنذاك على الساحة هو الفكر اليساري، ونجد بعض هؤلاء الكتاب محسوبين على الحزب الشيوعي السوداني مثل: "محمد المكي إبراهيم"، و"صلاح أحمد إبراهيم" فاندراجهم تحت ما يسمى بالغابة والصحراء يتناقض مع مبادئ وأساسيات الفكر الشيوعي، إذ أن مثل هذه الدعاوي هي في حد ذاتها دعاوي شعوبية ضيقة والشيوعية فكر أممي حسب رأي الشيوعيين. ثانياً ـ في تلك الفترة تأريخياً بالتحديد، مثل هذه الدعوة التي تدعو إلى بعث ثقافة العنصر الزنجي، تُعَد خيانة للعروبة وقضيتها، وخيانة بالتالي لـ"عبد الناصر" الذي كان مثار تقدير وإعجاب لدى السودانيين. ثالثاً ـ هؤلاء الشعراء ما عدا "النور عثمان أبكر" يؤمنون في دواخلهم أنهم عرب ولو أنهم اعترفوا بالعنصر الزنجي كمكون آخر لهم. وقد نجد أن فترة سنوات الستين، أفرزت كثيراً من الحركات الأدبية والفكرية، بالإضافة إلى الغابة والصحراء ، ظهر الأكتوبريون تيمناً بثورة أكتوبر عام 1964 التي انتصرت فيها إرادة الشعب بطرد العساكر وإرجاعهم إلى الثكنات، وقيام حكومة ديمقراطية. وكتب الشاعر محمد المكي إبراهيم أكتوبراياته الشهيرة، وصلاح أحمد إبراهيم، وكجراي، والشعراء التقليديون، والمحدثون، احتفوا بهذه الثورة، والتقليديون مثل الشيخ أحمد محمد صالح الذي كتب قصيدة طويلة عن أكتوبر ورد فيها هذا البيت: كلهم كانوا المنادي قرشياً مظفراً ميمونا ويقول "عبده بدوي" معلقاً على شعر أكتوبر وعلى قصيدة أحمد محمد صالح: "فالتقليديون فرحوا به ـ يعني أكتوبر ـ وراحوا يربطونه بالأمجاد القرشية والوطنية، في الوقت نفسه داخلهم الزهو بالتراث". لا يخفى هنا أن عبده بدوي جانب الصواب في إرجاع "قرشياً" إلى قريش، فالمعروف هنا أنها ترمز إلى القرشي الشهيد، وهذه على ما يبدو سمة عند كثير من النقاد العرب عند ينتقدون أعمال الأدباء السودانيين، فكثيراً ما يخطئون في تفسير كثير من الظواهر وهذا يرجع في رأيي لعدم الاهتمام الكافي بمعرفة الآخر الذي هو السوداني وآدابه. وفي أواخر سنوات الستين ظهرت حركة "ابيداماك" تيمناً بالإله النوبي "أبيداماك"، وهذه الحركة تبناها اليساريون فانظر إلى هذا التناقض بين الفكر والسلوك لديهم! وكان كتاب هذه الجماعة في الغالب يكتبون بالعامية عن أشياء سودانية بحتة ولكن سرعان ما انتهت هذه الجمعية، وكما ذكرنا سابقاً في الفصل الأول أن محمد عبد الحي كان قد نشر تكذيباً عندما ادعى البعض أنه ينتمي إلى هذه الجماعة مما أثار غضب اليسار عليه.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: الغابة والصحراء ....... مرة اخرى (Re: bayan)
|
المراجع محمد أحمد محجوب، في أول عدد لمجلة الفجر الجديد. زين العابدين، أحمد الطيب، (مقال السودانوية التشكيلية)، حروف، ص 23. المرجع السابق، ص 24. المرجع السابق، ص 24. المرجع السابق، ص 27. علي إبراهيم، عبد الله، تحالف الهاربين، ص 160. المرجع السابق. صديق، عبد الهادي: أصول الشعر السوداني، دار جامعة الخرطوم للنشر، ط2، 1989م. المرجع السابق. * للاستزادة راجع كتاب: تأريخ وجغرافية السودان، لنعوم شقير، مطبعة دار المعارف، القاهرة، 1930. ** مملكة مروي من ممالك وادي النيل، وكانت قبل الميلاد وكان بها حضارة مجيدة، ما زالت آثارها باقية إلى الآن. *** راجع: النويهي محمد، الاتجاهات الشعرية في الأدب السوداني، مطبعة النهضة، القاهرة، 1957. علي إبراهيم، عبد الله، (تحالف الهاربين)، ص 162. أصول الشعر السوداني. ملف الآداب والفنون، صحيفة الأيام، مقابلة مع النور عثمان أبكر، يوم 24/3/1979. المرجع السابق. * وردت هذه الأخطاء النحوية في النص والصحيح هو: تبذيرٌ وخمرٌ واستهتار وحبٌّ. ** الجلابة تعني العرب. المرجع السابق، المرجع السابق. المرجع السابق. *** أبو لكيلك قائد من قواد المهدية. مقابلة النور عثمان أبكر. مقال لست عربياً ... ولكن؟. **** حديث الرسول صلى اللَّه عليه وسلم: « إنما العربية اللسان »، قال ابن عساكر في (تأريخ دمشق) 407ـ21 بسنده، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: « يا أيها الناس إن الرب واحد والأب واحد وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم، وإنما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي ». المرجع السابق. المرجع السابق. المرجع السابق. مقابلة مع النور عثمان أبكر، ملف الآداب، الأيام. أحمد إبراهيم، صلاح، نحن عرب العرب، الصحافة، يوميات الصحافة، 25/10/1976. المرجع السابق. المرجع السابق. لست عربياً ... ولكن؟. بل نحن عرب العرب. المرجع السابق. المرجع السابق. المرجع السابق. المرجع السابق. المرجع السابق. المرجع السابق. * النويهي، عبده بدوي، عبد الهادي الصديق، إحسان عباس. * راجع: الجيوشي، سلمى خضراء، مجلة الثقافة السودانية. مقابلة النور عثمان أبكر. المرجع السابق. * هذا خطأ لغوي في النص، الصحيح: مقطعاً واحداً. المرجع السابق. المرجع السابق. المرجع السابق. المرجع السابق. عيدروس، مجذوب، جلسة حوار مع الشاعر محمد المكي إبراهيم، مجلة الثقافة الوطنية، العدد الثالث، السنة الأولى، نوفمبر 1988م. مجلة الثقافة الوطنية كانت في فترة الديمقراطية الثالثة، ووقفت بعد ثورة الإنقاذ. مقابلة مع محمد المكي إبراهيم. الجيوشي، سلمى خضراء،. * راجع: الجيوشي، سلمى خضراء، والنويهي، محمد، الصديق، عبد الهادي. راجع: كتاب أصول الشعر السوداني لعبد الهادي صديق. بدوي، عبده، الشعر في السودان، ص 310. مصطفى سند، حروف، ص 172. * راجع: مقال تحالف الهاربين. ** راجع: كتاب السودان والإفريقانية، الصديق، عبد الهادي، سلسلة دراسات استراتيجية، مركز الدراسات الاستراتيجية، الخرطوم، 1997م. إبراهيم، عبد اللَّه علي: تحالف الهاربين. * الجيوشي، سلمى خضراء، بدوي، عبده، الصديق عبد الهادي. راجع: غضبة الهبباي وغابة الأبنوس، لصلاح أحمد إبراهيم، أمتي لمحمد المكي إبراهيم، البحرا لقديم لمصطفى سند، العودة إلى سنار لمحمد عبد الحي. الجيوشي، سلمى خضراء: مقال (الشعر العربي في السودان ...)، ص 93. * راجع: الصديق عبد الهادي، السودان والأفريقانية، سلسلة الدراسات الاستراتيجية، 1997. وراجع: الخاتم، عبد القدوس، مقالات نقدية، إدارة النشر الثقافي، 1977. وراجع: سنغور، ليوبولد، الزنجية والعروبة، مجلة المجلة المصرية، عدد 123، مارس 1967. * الصديق، عبد الهادي، عيدروس مجذوب، بدوي، عبده. ** راجع صفحة 104. * صلاح أحمد إبراهيم: ولد بأم درمان ودرس بمدارس أم درمان، ثم نال دبلوم جامعة الخرطوم في الأداب سنة 1958، وعمل بالسلك الدبلوماسي، وكان نشطاً سياسياً وثقافياً وقد نفى نفسه إلى باريس بعد استيلاء الجبهة الإسلامية على الحكم 1989، وتوفي بباريس 1992 رحمه اللَّه. ** ملوال اسم لشخص من قبيلة الدينكا النيلية، ورمز لأبناء الجنوب. أحمد إبراهيم، صلاح، غضبة الهبباي، دار الثقافة، بيروت، د.ت، ص 43. المرجع السابق، ص 45. * راجع: دينق، فرانسيس، طائر الشؤم، ترجمة عبد اللَّه النعيم، شركة ميردابت ومكني أبكر، لندن، الطبعة الأولى، 1992. * للاستزادة في معرفة عادات قبيلة الدينكا، راجع كتابات فرانسيس دينق عن الدينكا، ديوان غابة الأبنوس، قصيدة أخي قابيل، ص 43. ** النور عثمان أبكر: درس في جامعة الخرطوم كلية الآداب، وعمل معلماً بالمدارس الثانوية ثم بعد ذلك خرج من السودان إلى الخليج وهو من أشهر شعراء السودان ويمتاز شعره بجودة الخيال ونصاعة اللغة. أبكر، النور عثمان، صحو الكلمات المنسية، دار التأليف والنشر، الطبعة الأولى، د.ت.، ص 6. * راجع: الصديق، عبد الهادي، السودان والإفريقانية. * مصطفى سند: والده كان شاعراً، ولد بأم درمان وعمل بمصلحة البريد، درس الآداب في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، يمتاز شعره بالجمال وهو من الشعراء القلائل الذين كونوا قاموساً خاصاً بهم وهو غزير الإنتاج. بدوي، عبده، الشعر في السودان، ص 312. بدوي، عبده، الشعر في السودان، ص 203. شقير، نعوم، تأريخ وجغرافية السودان. أبكر، النور عثمان، صحو الكلمات المنسية، ص 76. * سنار مدينة في أواسط السودان، وكانت مملكة إسلامية عظيمة. ** جزيرة في البحر الأحمر قرب بورسودان. *** مدينة في شمال السودان، كانت مملكة عظيمة قديماً. عبد الحي، محمد، الأعمال الشعرية الكاملة، ص 54. المرجع السابق، ص 55. شقير نعوم، تأريخ وجغرافية السودان. شبيكة، مكي، السودان عبر القرون، دار الثقافة، بيروت، 1966. إبراهيم، محمد المكي، ص 161. أحمد إبراهيم، صلاح، ص 35. راجع: الطيب صالح: رواية موسم الهجرة إلى الشمال، دار العودة، بيروت. راجع: علي إبراهيم، عبد اللَّه، مقال تحالف الهاربين، مرجع سابق، ص . * الهركولة: التي تتمتع بجسم حسن. ** الهيدكر: التي تتبختر. المك علي: مختارات من الأدب السوداني، دار جامعة الخرطوم للنشر، د.ت. انظر: قصيدة محمد سعيد العباسي في مختارات من الأدب السوداني. * محمد المكي إبراهيم: من مواليد الأبيض بإقليم كردفان في غرب السودان تلقى تعليمه هناك، تخرج في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم، قضى قرابة العامين قبل تخرجه في أوربا حيث كتب قصيدته الخرطوم الثانية، اشتغل بالمحاماة قرابة العام وتركها إلى الدبلوماسية، درس اللغة الفرنسية بباريس حيث كتب مجموعة قصائد زنزباريات وهي أكثر تشرباً بالإفريقية، يعد من طليعة شعراء السودان، ويمتاز شعره بنضارة الأسلوب ونقاء الخيال وجمال الصورة، وهو الآن في منفى اختياري بفرنسا لخلاف دب بينه وبين نظام الجبهة الإسلامية. علي المك، مختارات، ص 18. عبد الله الطيب، محمد سعيد العباسي، محمد المكي إبراهيم، ص 48. أحمد، إبراهيم صلاح، غابة الأبنوس، ص 42. اللون الأسمر هو لون بين الأسود والأبيض، وهو اللون المميز للسودانيين. مجذوب عيدروس، الثقافة الوطنية. أحمد إبراهيم، صلاح، غابة الأبنوس، ص 16. * دبايوا: تعني كلمة الترحيب عند الهدندوة. ** الشوتال: خنجر الهدندري. *** الودك: دهن حيواني يستخدمه الهدندوة. * راجع: شقير، نعوم، جغرافية وتأريخ السودان، ص 155. ** Fuzzy Wuzzy اصطلاح أطلقه "تبلنج" على قبيلة الهدندوة بشرقي السودان وسارت عليهم. عثمان أبكر، النور، صحو الكلمات المنسية، ص 48. إبراهيم، محمد المكي، أمتي، ص 136. عبد الحي، محمد، العودة إلى سنار، ص 9. * راجع: دينق فرانسس، طائر الشؤم، ترجمة عبد اللَّه النعيم، شركة ميرادتب ومكني أبكر، لندن، 1992م. * المداح هو المادح أو المنشد لشعر في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبكر، النور عثمان: صحو الكلمات المنسية، ص 7. المرجع السابق، ص 32. راجع: بدوي، عبده، الشعر الحديث في السودان. صديق، عبد الهادي، السودان والأفريقانية. مقابلة النور عثمان أبكر. مقابلة محمد المكي إبراهيم. ديوان أبكر، النور عثمان. ديوان المكي، محمد إبراهيم، ص 48. علي، إبراهيم عبد اللَّه.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|