محمد ولد ..... الدلوعة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 02:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-28-2007, 11:18 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد ولد ..... الدلوعة

    أوراق شخصية

    أمي تهبك الامان حين تدخل الي باحة روحها ، وبيتها ، ذاك البيت الكبير الذي ضمنا لامد ليس بالطويل ...
    وداعة تكسو محياها ، طيبة ممزوجة بالعصب والدم فيها ، ملامحها تشبه ملامح كل أم عرفتها ، وكل خالة احببتها ، وكل عمة تودك ابنا لاخيها ، تحس انك تعرف امي منذ الازل ، حتي ان كانت المرة الاولي التي تلتقيها ، وقارها يجيئ ناحيتك ، يصاحبك ، تحس إلفته ، ولا تود مفارقته ، تسألك أمي دائما سؤالها المفضل
    ـ انت من وين يا ولدي ، أو يمكنك تأنيث السؤال
    تجيبها ، تتسع الإبتسامة لتكشف عن نضارة الشلوخ الستة التي تشدك الي ملامح الوجه البرئ الساكنة اليه الطفولة في غير ما عنت ، رغم تجاوزها الستين ، مع ذلك تحسها تلك البريئة المكسوة بذاك المحيا ، لها قامة فارعة ، لونها اسمر ، عيناها واسعتان ، بيضاوان كسريرتها ، فمها دقيق لاتنتظمه اي سن الآن ، لكن حديثها لا يجعلك تفكر سوي بحديثها الشهي الملئ بالحكمة ، والقصص التي تجيد حكاياتها ، بطريقة لا تحس معها بالملل ، قصص من هنا ومن هناك ، حفظتها علي مر الزمن ، من الحياة ومن التجارب التي عركتها ، والكتب التي ما توقفت عن قراءتها ، تجدها لكل مقام مقال ، ولكل حدث حديث ، لديها المقدرة علي تحريك الاحداث والصور في مخيلتك كمخرج بارع يعرف كيف يصطاد مشاهده ، في حضرتها تحس انك داخل الي متن عريق من متون كليلة ودمنة ، او رواية كتبها جابريل جارثيا ماركيز ، لا فرق فمن يحكي هي امي والحديث أخاذ ، تحكي لك عن تجربتها في المدرسة أربعينيات القرن العشرين ، أيام كانت تلميذة في المدرسة الوسطي ، في ام درمان ، كأن الحدث ما يزال طازجا ، وكأن امدرمان الاميرية ما تزال علي حالها ذاك ، أو كأن الانجليز لم يبارحوا بقوامهم العسكري والمدني قابضين علي مدارات الحياة بعد ، بكل خطوط تماسها ، وانفلاتاتها ، كأن مسز ماتيلدا ، بيننا ، تدخن بشراهة تصفها امي ، وكيف حال لون الوسطي والسبابة من اصابعها الي لون أصفر غامق ، وكيف انها كانت ( تولع السجارة بالتانية) ليس لانها مولعة بالتدخين ، بل لانها مولعة بالتفاصيل ، ، ثم تعرج بك الي حصص التدبير المنزلي ، وكيف انها تعلمت الحياكة( الخياطة) بسرعة البرق ، واحبت ذلك الفعل ، حاكت امي كل ملابسنا في الصبا الباكر ، حين لم نكن نعرف دروب الموضات والخياطة ، ( من مرايل النوم في الطفولة الي الحفاضات ، الي الفساتين لاحقا ، ولكم زهونا بها بين أقراننا )اعرف انها كانت تسهر الليالي ساعة نأوي للنوم ، لتحيك الطواقي والفوط ، والملاءات لتبيعها وتكمل ما نقص من مصروف البيت ،كل هذا تعلمته من مسز فريتوال
    تعيش امي علي ماضيها البراق ، يرف علي ذاكرتها رفيف الحمام ، كانها وهي تحكي لك ،تبكي علي مفارقة ذلك الفضاء لتغدو امنا ، حينها تحس بوجه خبيئ قد انكشف لك ، كانت تتاوه في صمت وتردد :
    ـ مدارسنا زمان ما زي مدارسكم هسي ، شتان ، ما بين دي وديك ، لمن كملت رابعة وسطي ، كنا قرينا لغاية ( ريدر سيكس) ، المدارس ذاتا كانت هيبة ، ندخل المدرسة في الصباح الساعة سته ، نقوم من الصباح ، ننضف البيت ، ونسوي البنقدر عليهو ، لانهم بقولو مشيتنا للمدرسة دي ما في ليها داعي ، عشان نسد الباب دا ، بنسوي الدايرنو مننا وزيادة لانهم شايفين المدارس دي حقت النصاري وبس ، ولو ما خالي امين ما كان لقيت اللقيتو من التعليم دا ، كان بدفع لي مصاريف المدرسة ، وبشجعني ، لغاية ما وصلت سنه رابعة وامتحنت للثانوي ، وجبت مجموع بدخلني الثانوي ، الوكت داك كان معاي ثريا امبابي ، وسعاد الفاتح ، واختها ، ، لكين البركةفيكم ، لانه خالي امين الوكت داك نقلوه الجنوب ، ومافي زول بهمو ان مشيت المدرسة ولا ما مشيت ، المهم ، عرسوني لي ابوكن )
    كانت امي الابنة الوحيدة وسط اخوتها الذكور ، حكت لي يوم ( ساقوها لبيت الشلوخ ) وذلك ايضا حدث في غياب راعيها خالها امين ، الذي كان من ضمن المناهضين للشلوخ ، خاصة بعد أن فعلوا ما فعلوا بامي ، فالدمامل ملات وجهها ، والحمي كادت ان تفتك بها ، لولا رعاية الله ، لكن ملامحها الجميلة سرعان ما انستني ما احسسته من حزن لحظة ان حكت لي بما اصابها ، فهي اجمل الامهات في نظري
    تزوجت عقب امتحان اللجنة مباشرة كانت في الرابعة عشر من عمرها ، وكعادة الاهل كان الزوج ابن العم ، وانجبتنا تلك الام المتفوقة ، فجئنا محاولين اتمام ما انقطع لدنها ، نكابد ونكابد .
    كنت الثالثة بين اخوتي الذكور ، والبنت الاولي ، ازعم انها لم تكن ثمة فرحة بي ، لا لسبب ، ولم يهلل احد لمولدي ، ومما زاد ذلك الزعم عندي كبرا ، انني خرجت عليلة ، وكان هذا مدعاة لتهبني امي لامها ، حدثتني انها كانت موقنة من موتي ، قالت لامها وهي تهبني اياها :
    ـ ان ماتت الحمد لله ، وان عاشت ، بتك ، ربيها زي ما عاوزة
    غادرت اذن عطبرة حيث تمت ولادتي الي ام درمان .
    كانت امي كالانبياء ، فلم اسمعها تشكو قط ، بل احيانا كانت تقول لنا : امشوا كلموا حاجة فاطمة الداية
    ونتساءل لماذا؟ فتقول : خلاص ،حيكون عندكم اخو جديد ، لم تشكو فقرنا ، ولا من مرض الا بالدرجة التي تستدعي إحضار الطبيب ، ومازالت تكره ( الحكما والدويات ) علي حد قولها
    من جانبه والدي ، كان كمساريا في القطارات ، في السكة الحديد ، مربوع القامة ، أسمر شديد السمرة ، لدرجة السواد ، ملامحه دقيقة لا تخفي وسامة ، ان لم يكن جمالا ، له ابتسامة لم ار نظيرا لها لجمالها وروعتها برق يخلب مشعا حين يبتسم ، ونادرا ما يحدث باتجاهنا ، وباتجاهي علي وجه الدقة...
    علي صهوة القطار امضي ردحا من الزمان ، زارعا المسافة من حلفا الي واو ، ومن الابيض الي خشم القربة ، مرورا بالقضارف ، وعطبرة ، رحلات كانت تاخذه عنا لايام طويلة ، لكنه في الابيض استقر نوعا وظل بها حتي نزوله المعاش .
    هنا في الابيض كان له برنامج مختلف ، وثابت ، يبدأ في الصباح عند السادسة صباحا ، يعود للافطار ، ثم
    عند بعد الظهيرة ، يبقي في البيت حتي قبيل العصر بقليل ، يخرج لصلاة المغرب ، لا يعود الا في التاسعة
    طوال هذه المدة كانت امي هي من ترعانا ، بكل ما تحوي الرعاية من معني ، من المذاكرة الي العشاء ، الي سرد حكايات ما قبل النوم التي نستحلفها ونحن كبار ان تحكي لنا ، رغم علمنا التام بكل ما تحكي
    ذاك الزمان بدأت فيه علاقتي الحقيقية باسرتي .....
    بدا لي المكان غريبا ، الاسرة نفسها كفكرة ، كانت كيان مختلف ، والد ، ام ، مختلفان عن الذين عشت معهم من قبل (جدى وجدتى ، واخوة امى)، أصوات اطفال تموء في الليل ، او تبكي ، ضاحكة احيانا باكية اخري ، متشاحنة ، متراضية، لم يدخل الاطفال قاموسي من قبل ، كل من حولي كانوا كبارا ، رجالا علي وجه الدقة ، هم اخوة امي ، من جانبهم لم يدخروا وسعا لاغدو مثلهم ، ملابسهم وطريقة كلامهم ، اتفاعل مع الاحداث علي نحو صبياني ، لا انوثة فيه حتي الشتائم كانت من وحي قاموسهم ، اصفر بالالحان مثلما يفعلون ، اصفر كما يصفر الصبية لمناداة احدهم بوضع اليد في الفم ، امشي مشيهم ، كل شيئ مثلما كانوا يفعلون ، من جانبها جدتي ، لم يكن ما افعله من تصرفات امرا خلافيا ، كان يعنيها فقط ان تصون الامانة
    كان اسمي بين اهلي ( محمد ولد) وارد ذلك لتسمية جاءتني من احد اصدقاء خؤولتي كنت اناديه (نصرة ) وعلق به ذلك الاسم حتي الآن ، خيلانى ولم يتركوا شاردة ولا واردة من فنون الصبية الا وعلموني اياها حتي تشجيع فرق الدرجة الثانية لكرة القدم في دار الرياضة في ام درمان ، فخالي فخري كان مولعا بفرق الدرجة الثانية ، يصحبني معه اليها وصار ذلك الفعل جزءا من نسيجي الكيميائي ، نشأت اذن وفي نسيجي ذاك الحب للرياضة بكل فروعها ، ( مؤخرا بت اشجع كرة القدم الامريكية ، والبيسبول ، عدا عن السلة ، والتنس وحتي الجولف بعد دخول تايجر وود الي رحابه كاول اسود يحوز البطولة ) بل غدوت محررا رياضيا في ( التسعينات ) في جريدة الاتحادي في القاهرة من العام 1993 الي ان تولي الزميل ديدي تحرير الصفحة عام 1996، وحدث ان جاء ذات يوم احد اعضاء مجلس الادارة في الجريدة متسائلا عن هوية المحرر الرياضي ، جاء غاضبا من بعض تعليق كتبته ، سأل عن المحرر الرياضي فقالوا له : سلمي
    ضحك وردد قوله : أخونا سلمي ؟ ما تقولوا طيب ، انت القلت الهلال بقي ما نافع ؟
    وبات الاسم المفضل له في مناداتي
    فالهلال كان فريقي المفضل ، والذي احس بالانتماء له وفي كل مكان كان اسم الهلال يرد تجدني مشجعة له ومن حبي للهلال كنت اعلق الالوان الزرقاء في اي مكان يتسع لذلك ، وما زلت احن الي تلك الايام حين كان الهلال هلالا ،وكانت الكرة لعبة تحس انك المسؤول عن مسيرها ، لا ترضي لها هزيمة ابدا
    ذات يوم تعرضت تعرضت لهزيمةمن نوع آخر ، هكذا احسستها ، عدت من المدرسة بوجه شاحب كان فستاني يحمل نذيرا ما ، ملون بالوان الانوثة التي لن تفارقني ، مدت لي جدتي يدها حانية ، ورقيقة ، أدخلتني حضنها ، لبثت طويلا ،لا اود الفكاك ، ساقتني الي الحمام ، امرتني بغسل جسدي كله ، خرجت من الحمام حزينة ، هونت علي ، قبل ان اخرج مدت الي ببعض اللفافات وامرتني ان اضعها بكيفية محددة ، كنت مطيعة وخائفة في الآن نفسه ، بكيت ، لا اعرف لماذا ؟ قادتني الي حيث تضع الغلال في مخزنها ملات كفيها بحبات من الذرة وضعت حملها علي كفي ، وامرتنى ان اضعه علي طرف ثوبي ، ملات كفها ايضا بعدد من البقول ، وربطتها في ( صرة ) مدت الي بها وامرتني ان احفظها ،
    لكني لا اعرف اين هي الآن ؟ ثم تتالت الاوامر : تلبسي الطرحة ، مافي قعاد مع الاولاد وانا مافي ، ما في طلوع للشارع سبب بلا سبب ، مافي لعب بلي تاني مع الاولاد ، ما في مرقة الا معاي ، سامعه؟ بقيتي مرة خلاص ....
    عدت امراة ، استدرت واستدار الزمان ، جسد ونهود كنت استغرب نموها ، تغيرت الاشياء بناظرى ، لكنني لم امارس مع ذلك اي شان انثوي وحتي الآن ، فلم ادعك وجهي بمستحضرات كيميائية ، للتجميل ،لم اسع الي تبييض لون بشرتي السوداء خوفا من الاصابة التي حلت باحدي قريبات امي ، فقد حال لونها الي لون آخر غير الذي كانته، واصبحت برصاء ؟
    اعود الآن الي الي رحم اسرتي الحقيقية ، امي بطيبتها وسماحتها تفعل كل ما بوسعها لتظل سارية البيت مرفوعة ، ان يظل كل شئ كما يجب ان يكون ، ان ناكل ونشرب ولا يتعطل مسير احد باتجاه المدرسة ، كنا نسمعها وهي تبكي في بعض الاحيان ، لكن ذلك البكاء يغادر في الصباح حين نجدها قد انهت حلب الغنم وبدأت طقس الشاي ، تعده لنا حتي لا نتاخر عن مواقيت المدرسة ، نراها حزينة لكنها لا تبوح لنا ، تظل صامتة كعادتها ، لا تشكو ابدا كقديسة لا تود مفارقة ديرها ، ها لك يا امي لو عرفنا مقدارك ، لو عرف ايا منا ما قدمته لنا من تضحية لما نام ساعة ولا كف عن تدليلك الدلال الذي تستحقينه ، لكم كنتي عصية علي الانكسار حتي نظل اقوياء بك ايتها الام العظيمة التي ما بخلت علينا بشيئ هنيئا لك بكل ما فعلت ، من جانبه ابي كان نادرا ما يظل معنا في البيت لا يبقي الا في حال كان مريضا وذلك امر نادر الحدوث ، يخرج دائما عند العصر لاداء صلاة المغرب ولا يعود الا بعد العشاء ، يكون الصغار غارقين في النوم ، والكبار يتناومون خوفا ، لانه في بعض الاحيان لا نعرف لماذا يتصرف معنا علي ذلك النحو الغريب ، فكنا نلجا للتناوم ، لا نتحدث اليه الا نادرا ، ومن جانبه لا يفعل، لم نكن علي علاقة حميمة به ، كأنه لا يعنينا في شيئ ، لم اكن علي نحو خاص علي وداد معه ، كان يضربني وكثيرا ، احيانا بدون ابداء السبب ، لا يكلمني الا لحظة السؤال عن ضبط المؤشر في اذاعة لندن ، كنت اطير فرحا لانه تحدث معي ، لم يكن التلفزيون حتي منتصف السبعينات من ضمن المقتنيات في البيت ولم يدخل الينا الا بعد ان جلبته إدارة السكة الحديد ووزعته علي موظفيها ، فالراديو كان وسيطنا الترفيهي الوحيد ، كان لدي راديو خاص بي يهمني ان اكون الي جوار (توصيلة ) في البيت ايا كان موقعها ، المهم ان يظل الراديو مفتوحا ، وان استمع الي الاذاعات ، لا يهم ايها ، بقدرما يهم ان استمع ، لذلك كانت الاذاعة احد وسائط الاعلام التي احبها وما ازال الي الآن ، اول راديو اقتنيه كان لونه اصفر اهداه لي خالي محي الدين الذي كان يعمل في السعودية ، ، كنت تجدني استمع الي مونتكارلو واحيانا لندن وصوت امريكا ، خاصة البرامج الغنائية التي كان يقدمها عبد الرحمن زياد ، لم اكن اميل للغناء العربي باي حال وحتي الآن ، مهما كانت حيويته
    كنت استمع للغناء الغربي والمحلي والهندي ، في الصباح كنت استمع للتلاوة من راديو امدرمان خاصة بصوت المقرئ عوض عمر ، وارد ذلك لدراستي في الخلوة ، كنت امشي اليها مع الصبيان في سني ( خلوة الشيخ البدوي ) نتأرجح في اثناء القراءة يمنة ويسرة ، وكان الفقيه يضربنا لابسط الاخطاء بلا هوادة لا فرق لديه بين انثي وذكر ، احيانا يضربنا (الفلقة) يمددنا الي الارض واضعا عودا محنيا الي اقدامنا لتثبيتها ، ولذلك السبب لم تدعني امي نفيسة اكمل القرآن في الخلوة ، رغم متعتنا يوم الخميس بما كنا نحمله من اطعمة لختم الجزء ، كل واحد منا كان يحمل ( بستلته) المحشوة (بالبليلة )يضعها الفكي الي (صينية ) كبيرة او صحن كبير ، نتدافع اليها متهافتين ، لكنه كان يضربنا حتي تعلمنا ان نكون ( اولادناس ) وناكل بادب
    خرجت من الخلوة الي الروضة ، فضاءات مختلفة ، في الروضة كانت مدرستنا ( ست وهيبة ) سمراء داكنة اللون ،قصيرة القامة ، خداها ( مشلخان ) شلوخ لامعة ، تلبس (طرحة) وفستان قصير ، لم اكن قد بلغت سن المدرسة بعد ، لكنني كنت احفظ اجزاء من القرآن ولدي من ثم ذخيرة كنت اتباهي بها علي اقراني الذين كنت الوحيدة بينهم حين درست فى درست الخلوة ، احببت الروضة لان ست وهيبة لم تكن تضربنا ، وتوفر لنا بعض ادوات الترفيه التي تخرجنا عن عالم الواقع كل يوم خميس ، ثمة شبان كانوا يجيئون الينا يطلبون منا ان نغلق النوافذ ويسدلون الاغطية علي النوافذ حتي يعم الظلام الذي لم نكن نخافه ، ويجرون جهازا للسينما يحوي افلام كارتونية كنا نستمتع بمشاهدتها وننتظر يوم الخميس بفارق الصبر ، أو كان يزورنا احيانا (عم خضرالحاوي ) عارضا هوايته امامنا مقابل قرش او اثنين ، يخيفنا ما يعرضه لكننا مندفعون باتجاهه .
    حل اليوم الاول لي في المدرسة كنت قد بدات مرحلة جديدة ، ودخلت مكانا جديدا علي ، فهنا لا فقيه يضربنا الفلقة ولا سينما بعد الظهر يوم الخميس ، ولا فصول صغيرة كالتي كانت لدي ست وهيبة ، فصل كبير يضم عددا كبيرا من الفتيات في مثل سني ، انضباط ، دخول الي الفصل وفق ميقات وخروج منضبط ايضا ، اليوم فيه يبدأ بجرس وينتهي ايضا بما بدأ به ، زي مدرسي موحد ، مقاعد خشبية وادراج ، شنطة مملوءة بالكتب ، والكراسات والاقلام ، افطار تلفه امي نفيسة في ورق الجريدة ، زمزمية للماء ، ، فصل معلقة الي جدرانه الصور الايضاحية نخرج من الفصل اثناء الدرس لنكتب الي الارض الارقام والحروف ، كانت تلك هي افضل اللحظات الي قلبي ، وافضلها تماما حصة الحكايات التي تطلب منا المدرسة ان نجلس الي اعلي الادراج ، وتطلب الينا الصمت لتحكي القصة ، نطيعها في صمت ، وتبدأ في سرد الحكاية ، كنت احيانا اوجه المدرسة الي السرد ، لان امي نفيسة لم تحكها هكذا او حبوبة عائشة لم تقلها هكذا
    فيعرضني ذلك للتوبيخ تارة والعقاب تارة اخري ، البنات كن يسالنني من اين لي بمعرفة الحكايات التي ترويها المدرسة ؟ ويسالنني ان احكي لهن بدلا عن المدرسة ، كنت ازهو بذلك لان رصيدي كان عاليا من حكايات حبوبة عائشة وامي نفيسة وزينباية التي كانت تجئ مع (خالتي مريم ) من الضعين وهي فتاة من فتيات الرزيقات ، تظل تحكي لي حكايات لم اسمع بها من قبل ، كانت تحكي لي عن (الامير الاصبع )، و(اضان دحش ) حكايات تلهب الخيال ، ولم اسمع بها حتي الآن سوي منها ، خيال ملتهب ، وروح تواقة للمزيد ، فعلي ايامنا لم يكن التلفزيون قد صادر المتعة بعد ، متعة الحكي والسرد، ولا كانت الحياة ترزح تحت وطاة المعيشة واللهث التي تراها الان ، نساء قانعات بما كتب لهن بلا طموح يذكر همهن مواءمة الحياة الي بعضها لتسير كما كتب لها ، وسد لما عجز الزوج عن سده من ثغرات . الرجال من جانبهم كانوا كما وصفهم الاستاذ حمدنا الله عبدالقادر في مسلسله الشهير ( خطوبة سهير ) كانوا كالساعات ، يخرجون في الصباح الي اشغالهم ويعودون بعد الظهيرة يتغدون بغداء معتاد ، يشبه ما سبقه في اليوم الفائت ، لا يختلف الا بحلول ضيف ، او يهل غداء جماعي للاسرة في مناسبة ما لتنضاف المكرونة او الارز والمحشي والكفته، لم اكن تستهويني المعارف في امر الطبخ ، وفنونه ، لان جدتي كانت لا تودني ان افعل ، تابي علي ذلك خوف ان يندلق الي جسدي ما يحرقه ، مع ذلك كاجراء من اجراءات العناد التي جبلت عليها كنت افعل في غفلة منها ، بغرض ان اثبت لاقراني انني لست (دلوعة ) كما يصفنني دائما ، ويتحدينني ، لكن كان ثمة امر آخر يشدني اليه ، كنت في السنة الثانية من المرحلة الابتدائية ، وكنت اتحداهن ان يقرأن ما اقرأ من كتب ، ومجلات ، ( ميكي وسوبرمان والوطواط ) التي سرعان ما مللتها ، فلجأت (لسرقة ) ما هو اكبر من ذلك ، من خالي حميد ، ولم تنقطع تلك السرقة الا بعد ان سافرت الي الابيض حيث مكتبة والدي
    قبل ذلك كان رحيل جدتي ليس بالامر الهين علي ،فلقد ادخلني رحيلها الي دوامة من القلق والسؤال ، كيف اغادر الي موطن غير الذي عرفته ؟ ملاعب الصبا ، الدافوري مع العيال في الحوش ؟ البلي ، نط الحبل ؟ الحوش ، حيث الجدات يتناغمن في العصريات للخروج؟ يتقاسمن اجرة التاكسي من نقود لففنها الي اطراف اثوابهن ، يستمعن بنهم الي نشرة الثامنة اوالعاشرة صباحا ، كانما يتوقعن من يموت قبل موته ؟ يتنادين لحضور ( الدافنه ) هذا في شجرة ماحي بك ، وذاك في الكاملين ، وآخر في العزوزاب ، او حي مكي ، او حي السوق ، او القطينه؟ كيف لي ان اتخلي عن كل ذلك الارث وامضي الي حيث اجهل ؟
    كنت احيانا اسافر صحبة امي نفيسة الي الاماكن التي لم اكن لازورها لو لا جدتي (الكاملين القطينة )، او القضارف لمعاودة امي سكينة واولادها ( لم اكن انادي امي باسمها الا بعد وفاة جدتي امي نفيسة ) هناك تعرفت الي حياة جديدة في القضارف تعرفت الي الاستماع للغناء السوداني لاول مرة عبر جهاز التسجيل الذي كان يشتغل (بالريل ) فلم يكن الكاسيت قد ظهر بعد ، منتصف الستينات ، لم اكن قد دخلت المدرسة بعد ، حين يكون والدي موجودا ، فهو من يدير الجهاز كنا نستمع الي خليل فرح وابراهيم الكاشف وصلاح ابن البادية ، ومحمد وردي ، وابراهيم عبدالجليل ، في العصر ، اما يوم الجمعة في الصباح فكان الراديو الكبير الموضوع الي تربيزة عالية كنا نستمع منه الي حقيبة الفن وما يطلبه المستمعون ، وهو كما اذكر كان يدار ببطارية كبيرة نوعا ما ويحرص والدي ان لا يجعله دائرا لامد طويل لانه كان يخاف علي البطارية ، كل هذه الاسباب جعلت الراديو احد اهم اصدقائي لاحقا فكان يتبعني اينما حللت ، في الحمام ، في المطبخ بعد ان صار الطبخ الزاميا بعد حلولي مع اسرتي في الابيض ، وحتي حين دخلت المستشفي كان احد زواري ، فبعد ان افقت من المخدر سالت عنه ، مما اضحك كل من كانوا حولي ...
    تلك اول مرة ادخل فيها الي المستشفي كمريضة لا بد من اجراء استئصال للزائدة الدودية عندي ، عادة لا اهتم بزيارة الطبيب مهما كان مرضي اتاحت لي تلك الايام ما لم تتحه لي كل الحياة في ذلك الوقت ، اول ايامي الاربعة في المستشفي ، كان الوقت ليلا ، داخل العنبر الطويل الذي يتسع لعدد كبير من النساء ، الجميع كانوا نياما ، وحدي كنت ارقب العالم من حولي ، جارتي لم تكن قد نامت بعد ، فلقد كانت تعاني من الالم جراء بتر ساقيها اثر حادث القطار قبل عدة ايام من دخولي ، كانت تتاوه ، كنت خائفة من الدخول الي غرفة العمليات في الصباح ، دخل الطبيب الي العنبر ، بدا كمن يسرق في الليل الحالك ، سال عن مريضة محددة كان اسمها ام جمعة وصفت له الممرضة مكانها ، لم يشأ ان ينتظر ، داهم السرير دفعة واحدة ، كشف عن المريضة ما كان يسترها من غطاء ، ودفعة واحدة ندت عنه آهة لم يتوقعها احد ، ذعرت المريضة وبسرعة جلست القرفصاء الي قلب السرير ، ويا لهول ما رأيت ، كنت اري آية من الجمال لم ار مثلها في حياتي كاني اري مانيكان او موديل نفد مثيله ، جسد من المرمر وجه من كل حسن العالم ، لون ما كان بالابيض او الاسمر ، ( حكاية ) نزلت عن سريري ناحيتها لاري هل كانت بشر مثلنا ام ملاك نزل من السماء ؟ كانت ما تزال تحت الصدمة التي سببها لها الطبيب باكية ، اسدلت عليها ثوبها ، سالتها من اين جاءت ؟ لم اشا ان اسالها عن سر جمالها قالت من بين ادمعها :
    ـ نحنا شنابلة
    جمال مدهش ، مذهل ان شئنا الدقة ، اوشكت ان اسالها عن سر جمالها ، لكنني تمنيت لحظتها ان لو كانت لدينا مسابقات للجمال وملكات الجمال ، لما ترددت في اختيارها ملكة لجمال الكون ، سالتها لماذا لا تلبس ملابسا اثناء النوم ؟ فقالت :
    ـ نحنا اصلنا بنوم زي ده ما بنلبس
    في الصباح وكنت ما ازال تحت تاثير مخدر جمال ام جمعة حين دخل زوجها لاري مطلعا لنجم من هوليوود
    ولم يتركهن خلفه لدقيقة لانه سحبهن وخرج !!
    ثمة اشخاص يدخلون حياتك ويخرجون للابد ، او من يبقي الي الابد ايضا ، بعضهم يبقي لبعض الوقت ، وبعضهم من تتآلف معه وتجده معك ، حتى في غيابه ، وهذا ما حدث لي مع احدهم ، استاذ الرياضيات في المرحلة المتوسطة

    ايوا 2004


    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 04-28-2007, 11:43 PM)

                  

04-29-2007, 00:19 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)



    يا سلمى

    دي من الكتابات التي يصعب التعليق عليها ، لحيويتها الشديدة
    وسحرها الذي يحكي بصدق جميل ..
    لقد إستمتعت فعلاً وأنا أقرأ هذه التفاصيل وأري فيها ما لم أر
    من قبل ، وده حمال الحكاية !

                  

04-29-2007, 03:43 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: طلال عفيفي)

    صديقى طلال تاسرنى مثل هذه النوعية من الكتابة لكنى احيانا اخاف من جراتى ان تزداد، لكنى يقينالابد ان اكتبها فهى تاريخى وحاضرى ربما لعزة ان تعرف كيف كانت هى الحياة قبل ان تولد قبل ان نكون ما صرنا اليه شكرا لك على احتفائك بما اكتب ودمت
                  

04-29-2007, 00:33 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    شكرا سلمي

    لقد أعدت لي جانبا من حياتي
    التحية لهم فردا فردا
    بين بيوت السكة حديد
    ومحطة جعفر

    الباقر موسى
                  

04-29-2007, 00:47 AM

مروان جمال الدين

تاريخ التسجيل: 02-22-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Elbagir Osman)

    Written with great love..Read with great delight..

    ...
    Thanks Salma for introducing us to
    these beautiful people
    ..
    God bless them all..
                  

04-29-2007, 00:56 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: مروان جمال الدين)

    سلمى الشيخ سلامه
    سلام،
    وياسلام يا زوله ياست الكلام
    محبوك تمام عالي المقام
    وتسلم ريشتك المغموسه
    في نبض المسام
    وليكي من كل الحروف تعظيم سلام
    وسلام ..سلام ياسلمى حياك الغمام
    نص يقطر عذوبة وجمالا، قرأته بمتعة لامتناهية.
    مع صادق الود وفائق التقدير.

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-29-2007, 00:58 AM)

                  

04-29-2007, 04:17 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: صلاح الأحمر)

    يا صلاح اه ياصلاح ذلك نشيد كان يحب ان يغنيه ويكتبه صديقى زهاء الطاهر لكن لى معزوفة اخرى عن تجربة الطفولة ( لم يكن اللعب باحلى منه تلك الايام ، خاصة الجمعة ، فبعد الافطار تدخل الى بيتنا ( بت الجيران/ حلوت ) التى كان باب بيتهم مجاورا لبيتنا ، كانت تكبرنى بقليل ، لكن مع ذلك ، لم يكن ذلك الفارق ليكون خلافا فى امر اللعب ، كنا نشكل فريقا مشتركا من البنات مكون من سامية، واخواتها من بنات خالتى سيدة ، التى كنت معجبة بشكل خاص باختهن عنايات التى كانت فى نفس سنى ، وهى اصغرهن ، اكثر ما كان يعجبنى فيها لونها الذى يتطابق مع الازرق ، مثل لونى ، وكثيرا ما كنا (نلعب ) بشعرها الناعم الطويل نسرحه ونجدله فى ضفيرة طويلة ، او ما نشاء
    كنا نلعب بعلب الصلصة الفارغة من مقالب الزبالة كنا نجلبها ، ونجمع اعواد القصب التى كانت امى تتفنن لنا فيها صانعة لنا بنات ( ام لعاب) كانت تخيطها لنا من بقايا الاقمشة وتكسو بها العيدان وترسم لنا الوجه بكامله ، وكنا نسمى البنات باسماء نحبها ، ونزوج لهن من نشاء من الاولاد الذين كنا نصنعهم من الاعواد دون مساعدة امى ، ونصنع بيوتا من الكرتون والعلب الفارغة من بقايا حلويات العيد ، ، نسورها وننسج فيها احلامنا واشواقنا البريئة ، نطبخ ، ونتنادى لحضور مناسبات وهمية نرقص ونغنى فيها ولها ، نشترى لها الحلوى والعصير من الدكان المجاور للسكة الحديد ، الذى طالما حذرونا من المشى اليه ، لان علينا ان نعبر الشريط الحديدى ، وهو ما يراه اهلنا خطرا علينا لكنا كنا نفعل 0
    كانت حلوت الاكثر شراسة بيننا ، فاذا ما اغضبها احد منا فانها تلجأ الى تكسير كل ما صنعناه من بنات ، وبيوت ،من ضمن المجموعة التى كانت معنا اذكر من كنا نناديهن ( بنات صفرة ) ولا اعرف هل هى بالسين ام بالصاد ؟ المهم انهن كن ياتين للعب معنا ، نجاة كانت هى التى تهدئ الاوضاع حين تحتدم ، وتعيد ترتيب البيت الى ما كان عليه ، من جانبي كنت ( خوافة ) ولعمرى ما ازال احافظ على خوفى هذا الى الان اكره المشاكل وال(شّكل )ومن يفتعلونه ،اباعد بينى وبين تلك المشاكل ، لكن طارق لم يكن كذلك ابدا فى طفولته ، فلقد كان خصما عنيدا لا تلين له عريكة ولا يخاف ، تحكى عنه امى ( كان لمن ينوى الشر ،اول حاجة بطلع راس البيت ،معاهو النبلة ، وحجار صغار ولا ورق مطبق ،فى شكل مكعبات ، ويقوم ينشن على الزول الداير يضربو ، كان نياش ، اصلو ما بجلى ، وكنت اسمع الشفع يبكو ويجو امهاتن معاهن ، ويقولو طارق ضربنا ، هو طارق ذاتووين ؟ نلقاهو طالع فى راس البيت ، وشايل النبلة وواقع فى الناس ضرب من فوق ،و لو ابوه حاضر ما بسوى كدى الا لمن ابوه يسافر بلقى خاترو فى الشفع والكبار ، وكان ابوه فى00 اها عاد وقع ما سمى )
    وماتزال (اثار العدوان مرسومة على ساقيه حتى الان )
                  

04-29-2007, 01:00 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: مروان جمال الدين)

    حين هتفت يومها أيوه يا أيوا ..
    كنت أحس بأن قلمك مسكون بكجور من الإبداع ..
    واصلي ..
    فأمامي الآن تجلس أمي بشلوخها الستة ..
    الشلوخ دي ذكرتني بحكاية حكاها لي شحص عن الوالد رحمه الله ..
    قال كان برفقته في مكتب الجوازات لأستخراج جنسية ؟
    تصدقي وقتها كان عمره فوق الستين ..
    سأله الضابط المسئول ..
    معاك شهود ..
    رد عليه نعم عندي سته ..
    قال له الضابط أدخلهم ..
    فأومأ له بخده الأيمن وقال ديل ثلاته , ثم اومأ له بخده الأيسر وقال ليه ديل تمامة الشهود السته .

    دامت لك الطيبات .
                  

04-29-2007, 04:03 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: محمد على طه الملك)

    يا سلمي...
    ما تقيفي...
    ربنا يخضر ضراعك..
                  

04-29-2007, 04:26 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: bayan)

    نجاة بت محمود الغالية اهدى لك هذا المقطع (، كنا نحن ابناء الاقاليم حين نهل علي العاصمة ( لم يكن اسمها العاصمة القومية ، فلقد درسونا لها : انها عاصمة السودان وفيها المصالح الحكومية وحديقة الحيوان ) وحين نهل اول ما نفعله في اول جمعة فاننا نزور حديقة الحيوان او جنينة النزهة كما كانت تناديها امي ، نصحو باكرا ونبدأ في الاحتشاد لذلك الفعل تسالنا امي
    ـ ( استحميتوا ؟ الما بستحم ما بنسوقو معانا )
    فندخل طائعين الي الحمام ،ونلبس ( هدوم العيد ) ونبدو حقيقة في حالة من حالات العيد البهية ،يوم لن ننساه ما حيينا ، نبدا فيه بحمل السجاجيد الصغيرة والاطعمة الجاهزة منذ الليل ، فلقد وقفت امي علي طبخها ، ونجهز التلج من (كشك عم سعيد ) والفول من عم الصافي والرغيف من فرن ... لا اذكر ،ونبدأ في التاهب الي المغادرة ، نركب الباص الذي نترجل عنه في محطة الحديقة ، التذاكر ، ندخل في صف طويل احيانا ، نضع حمولتنا ونبدا رحلة التعرف الي المكان ، نبدو وكاننا نزوره للمرة الاولي ففى كل مرة بظل للحديقة مذاق خاص يعلق بالاذهان حتي الاجازة القادمة ، احيانا نصادف حفلات خيرية ونتعرف خلالها علي من هم في اعمارنا ، وحين كبرنا ، وصار لدينا ابناء ، كنا نمضي الي حديقة الحيوان بنفس حماستنا تلك ، ونعرف ابناءنا وبناتنا علي حيوانات الغابة واماكن عيشها فى الاماكن المختلفة التى جاءت منها ت ..
    الآن والحديقة في خبر كان والكتاب المدرسى ايضا فمن اين سيعرف الابناء اسماء الحيوانات ؟ ومن اين سيتعرفون الي الطيور ؟ واشياء كانت ترفيهية تعليمية ضاعت الي الابد ؟حقيقة من اين نعيد ذلك الصرح وكيف ؟









                  

04-29-2007, 04:34 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: محمد على طه الملك)

    الاخ العزيز محمد على طه الملك ساقول لك عن جدى وهو مثل والدك لكنه كان يمثل لى حالة خاصة وحب خاص
    كان جدى يهوي ان يحكي لنا مغامراته ، وتجاربه 000 حكي لنا ذات مرة عن تجربته في الحج وكيف انهم سافروا بالابل الي سواكن ومنها الي جدة (بالبحر ) ومنها بالابل الي الاراضي المقدسة لكني لم أسجلها له وهذا من دواعي حزني 0
    كان يسافر داخل البلاد أيضا وكثيرا من بربر الي اتبرا كما كان يحلو له مناداتها ، يسافر( راجلا ) وبليل ، حكي لنا ذات مرة عن مرة عن يوم لن ينساه كما قال :
    - الوكت كان ليل بلحيل ، ، والوكت داك قمر مافي ، ما كان في انوار زي هسي ، بهايمي قدامي ، طلع لي راجل من وسط( خشه ) راجلا تليع ومنيع ، طول بي عرض ، قال لي :
    - طلع العندك
    - انت طلع العندك
    جدي كان طويلا وقويا ويده لا تحتاج الي سند ليسبب لمن يضربه عاهة ، قال (الراجل جفل لمن شافني راكز، حسيت بنفسو يناهد، ضربتو خبته واحدة وقع متل هناك ، نفضتو ما خليتلو الاسرواله الكان لابسو حتي مركوبو وحمارو سقتو منو ومشيت )
    ضحك جدي ، فالامر مضحك بالقطع( بعد خمسين سنة من ذلك الحدث التقيا:قال كنا فى القطر ماشين بربر لعزاء كان قدامى قاعد راجل كلما ارفع عيني القاهو بعاين لي ، محل ما قبلت القاهو مباريني ، يزح ويزح لمن بقي قبلي ، قال لي :
    - انت ياحاج بابكر ماك عارفني ولانسيتني ؟ خبارك؟
    - عاد كيفن بنساها دقتك وقلعة حمارك ديكي الليلة؟
    الراجل تم سكت وتاني ما شفتو رقبتو في القطر لمن وصلنا بربر0)
                  

04-29-2007, 04:09 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: مروان جمال الدين)

    اخى العزيز مروان جمال الدين ن دائما لدى شجن للماضى وبى رغبة ان اعيد نسيجه على اية حال وباى سبيل فلا اجد سوى هذا التداعى(ما كان يسعدنى هو لحظة ان نتسلل الى ( زريبة المحاصيل ) فى القضارف التى كانت تعرف بالصومعة ،كنا اذن نتسلل الى هناك معنيون بسرقة الصمغ العربى ، رغم ان الزريبة كانت تحوى عديد اصناف من الغلال من السمسم والفول وغير ذلك ، لكن الصمغ وحده كان بغيتنا ، نغافل الحارس وندخل ونخرج محملين بارتال منه ، وازعم ان معاوية وطارق ما كانا ليصحبانى معهما حبا فى صحبتى ولكن لاننى البس الفستان الذى كانوا يعقدون طرفه ليغدو مخزنا مرتجلا ليسع اكبر قدر من( المسروقا ت )نعود محملين بغنائمنا (الصمغية) كنا نشويه ونذيب ما تبقى منه لزوم اغراض المدارس ،
    وربما كان اكتشافنا الكبير هو فاعلية الصمغ فى علاج الفشل الكلوى ، الذى صار كشفا طبيا كبيرا 0

    اخرج الان الى بر آخر فى هذا العالم ، لكنى ما ازال محتشدة بذكريات الطفولة فى تلك المدينة التى حكت لى امى ان اسمها جاء نتاجا لتسمية اطلقها التجار الذين كانوا يحلون عليها وكانوا يقولون حين تنتهى نوبة تجارتهم بقولهم ( القضا يرف ) اى من انتهى منكم فليذهب الى اهله ، وهى تحسب ان تلك الكلمة كانت هى المصدر الرئيسى للتسمية الذى اضيف منه الاول والثانى وصار الاسم هو القضارف
    مررت بها عابرة ذات خريف باتجاه مدينة بورتسودان ، فوجدتها تغيرت ملامحها ، وهو امر حتمى ، حيث حلت اللمبات مكان الفوانيس ، واضاءت المدينة لمبات النيون ، اختلست النظر الى الصومعة فوجدتها ما كانته ، فارعة فقط حال لونها الى البنى ، لكنها تمت منافستها من مبان اخرى طاولتها وعلت عليها ، تلفت اروم رؤية اصدقاء الطفولة ، وقع نظرى على ( حوش بيتنا ) المسور باشجار النيم والعوير ، اشجار ما تزال خضراء ، وسامقة ، سألت عن ملاعب صبانا ، وعن صبى كان هناك ذات يوم ؟ هل ما زال اندادى واترابى هناك ؟ هل مازالوا باقين على تلك الذكريات مثلى ام انهم تركوها ورحلوا ؟ورمت بهم الحياة الى مدن اخرى كما اخذتنى

                  

04-29-2007, 03:57 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Elbagir Osman)

    الباقر ود خالتى فاطنة الصلحى كما يحلو لى مناداتك وانت تعرف ذلك ( فى القضارف كنا نسكن فى بيت مكون من قطيتين وحوش صغير ومطبخ بالكاد يحوى فردا ،او ل ما يصادفك حين تفتح الباب المزيرة ، ترى(الزيرين ) الابيضين (القناويين ) كناية عن محافظة قنا المصرية التى كانوا يستوردون منها الازيارتعنى بهما امى ايما عناية ، تدعكهما من الداخل والخارج بليف سلكى ناعم ، وبمساعدة الطوب الاحمر من الخارج كانت تبقى عليهما نظيفان ،و لتبعد عنهما الطحالب
    ( السقا ) كان يدلق الماء الى جوف الازيار من صفيحتين معلقتين الى كتفيه
    ويتبع ذلك بملئ البرميل الذى كانت مياهه للاستخدام اليومى ، من غسيل وحمام ، حتي الماء لم يكن قد وصل الى البيت انذاك عن طريق الماسورة (اواسط الستينات ) كانت امى تتوفر على تحميمنا من ماء البرميل ،لانه لم يكن ثمة حمام بالمعنى المتعارف عليه ، كانت تحممنا امام المطبخ ، او داخل ( القطية ) فى ( الطشت )وتملا الجردل وتدلق الينا الماء من ( كوز)وترشنا بها ، لكن ما كان يؤلمنى استخدام الجردل فى المقعد فى ( بيت الراحة ) وهو عبارة عن جردل موضوع اسفل فتحة نطلع لها بدرج من (عتبتين ) وتحرقنا روائح النشادر الصادرة عن الجردل ، وتؤلم عيوننا ، فنختصر( الجلسة ) هذا الجردل يتم اخراجه ليلا من موقعه ذاك ويتم استبداله بواحد جديد ، ( كثيرا ما كنا ندخل فى مشاحنات مع ناس العيفونة فيرشقوننا بالبقايا من تلك الجرادل )
    البيت الجديد الذى رحلنا اليه كان اكبر بقليل من السابق ، وذلك بعد ترقية والدى الى درجة ( ناظر محطة ) كانت لدينا فيه ثلاجة تشتغل بالجاز ، ولان الكهرباء لم تكن بالامر المتوفر فكانت امى تذاكر لاخوتى الكبار طارق ومعاوية (بلمبة الكيروسين او الرتينة )
    حين يمضى معاوية وطارق الى المدرسة كنت اظل وحدى فى البيت ، واعانى وحشة فراقهما ، لكن ذلك الوضع لا يستمر طويلا ، سرعان ما ينتهى اليوم الدراسى ويعودان ، حين عودتهما ، خاصة طارق كنت اجد معه متعة لانه يدخلنا الى فضاء المغامرة ، التى لم تكن تنتهى بنتف ذيل الحصان لصنع الشراك للطير ، او ليجرى بنا بحثا عن الاعواد التى تبدو كرقم ال(7) لصنع النبال والشراك التى كثيرا ما كنا ضحاياها
                  

04-29-2007, 04:06 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    نتابع بحب ..ونشرب نخب الكلام
                  

04-29-2007, 01:22 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: القلب النابض)

    القلب النابض (تحية واحتراما) ، استعير طريقة استاذى صلاح الدين الفاضل فى السلام واقول لك (كنت لا اكتب مذكراتى كما افعل الان ربما لاننى ما كنت لاهتم باليوم الذى يمضى ، لكنه زهاء الطاهر ، ذات مرة ارسل يحضنى على الكتابة وكتابة المذكرات اليومية سواء سواء التى حدثت فى الماضى او الحاضر ، وبت اكتب كلما يعن لى منها حتى بات لدى كتاب قدمته للزميل احمد الطيب عبد المكرم كيما يكتب لى مقدمته،وهذا النص منه ، اسميته (اوراق شخصية )
    بعد ذلك كان اسامة الخواض احد محرضينى على الكتابة حين كنا نحكى فى التلفون يقول لى (اكتبى الحاجات دى )كنت اخاف الكتابة من هذا النوع لانها احيانا (جارحة )ولكنى استقى خطى استاذى محمد شكرى الذى علمنى دون ان يدرى بالقطع ان الكتابة المباشرة بلغة بسيطة هى التى تتجه الى القلب مباشرة ولك القلب يا صديقتى
                  

04-29-2007, 05:01 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)


    النبلة يا سلمى الشيخ.. ما للطفولة معنى دون نبلة.. وعريس وعروس..
    كتابتك ساحرة..
    بماذا تكتبين؟
    بقلمك؟
    أم
    بقلبك؟
                  

04-29-2007, 05:15 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Adil Osman)

    يا سلام يا سلمى

    تعرفي كأنك بتحكي عن طفولتنا.. ارى ان حياة اولاد الموظفين
    والترحال من مدينة الى مدينة تكان تتطابق...

    يلا ما تقيفي..
                  

04-29-2007, 04:28 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: bayan)

    نجاة لعلك تذكرين ان النجاشى كان احد العلامات فى حياتنا لكنه بشكل اخر دخل الى حياة ااسرتنا ليس صدفة بل عن قصد
    (كنا نسكن معا في بيت العباسية ( الحوش )حوش جدنا الكبير الذي ورثته جدتي عن والدها المأذون ، كان معنا أيضا من اخوتي حسان ومن خؤولتي فتح الرحمن وعبد الحفيظ وفخر الدين ، ايامها كنت طالبة في المعهد العالي للموسيقي والمسرح ، ذات مساء كنا مدعويين لحضور حفل زواج أحد الاصدقاء الذي يسكن قريبا من ييتنا ، حدثني الزملاء عن نيتهم المبيت عندي في حال تأخر الباص أو لم يجدوا وسيلة توصلهم ، وتركتهم وانصرفت عدت الي البيت ، البيت كان مقسم الي مربعات من ناحية( الزقاق ) جامع الشيخ اسحاق حمد النيل ، وكان دخولنا منه ، وحين تدخل فانت في مواجهة الغرفة ( الوسطانية) إلي يسارك الصالون ، إلي يمينك خلف الباب تماما (حمام الرجال ) تمر من ( زقاق) يفصل الغرفة عن بيت خالي ( محي الدين ) تقابلك في نهاية ( الزقاق ) ( برنده) إذا نظرت عميقا ناحية اليمين هناك حوش تفتح عليه غرفة يلاصقها المطبخ و( حمام النسوان ) في خلفية الحمام ( مزيرة تعلن نهاية الجزء الخاص بامي نفيسة ، يبدأ بعدها الطرف الآخر للحوش حيث كنت أسكن ، وهو مكون من غرفة وحمام وصالة وحوش صغير ، هذا الجزء تجاوره طلمبة توتال للبنزين المعروفة في شارع الاربعين ، وفي هذا الجانب لن يتاح لك سماع صوت أي أحد من الجانب الآ خر للبيت ( الحوش) لكني في غبش الليل سمعت من يتحدث الي ورأيت أشباحا تحوم حول السرير قمت مفزوعة ، زال فزعي حالما رأيت آمنه أمين وزكية مجمد عبد الله وأمينة النور ، وغالية حسن ، زميلاتي 0
    في الصباح وكنا نشرب الشاي معا ، قال لي زميلنا النجاشي في نبرة ساخرة وجادة في آن واحد :
    -سلمي الشيخ
    - نعم
    - لو سمحتي
    - خير
    - الاستقبال بتاعكم دا غيروه
    - ياتو استقبال ؟ يا ربي عندنا استقبال من ورايا ؟
    - جدك ياخي
    ضحكنا جميعنا ، فجدي بالفعل ينام في مقدم البيت ، أول الفسحات ، وغالبا ما يكون وحده في ذلك المكان
    قال النجاشي وما تزال نبرة السخرية عالية لديه ، دقينا الباب جانا الصوت :
    - منو الفي الباب؟
    - النجاشي
    - النجاشي منو؟
    - النجاشي صلاح الدين
    - صلاح الدين منو ؟
    - يا عمي الحاج دايرين حسان
    - حسان منو؟
    - حسان الشيخ
    احس حسان بتلك المحادثة الصارخة ، ففتح الباب مسالما ، قال :
    - ياخي انت الباب دا ما فاتح ، كنت تجر السلك بفتح ليك الباب
    - ليه انتو اصلو دا بيتكم ولا جامع ؟
    - ما عندنا مفتاح شفت ليك بيت في امدرمان دي عندو مفتاح؟ ما يا متكول بي عود ولا تجر السقاطه وخلاص
    ضحكنا من فكرة الاستقبال التي نشر فكرتها النجاشي بيننا وصار اسما ملازما لجدي نطلقه بيننا
                  

04-29-2007, 01:59 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Adil Osman)

    صديقى عادل عثمان ، لا اعرف بايهما اكتب (وكنت قد سالتنى هل اكتب بقلمى ام قلبى) القلب صاحب الشان الاعلى فى الكتابة ( قلب المؤمن دليله)لكنى مؤمنة ان الكتابة كلما كانت لغتها تدخل القلب كلما كانت محل حب لاخرين ،ربما اننى ورثت الحكى عن جدتى (امى نفيسة ، او امى سكينة ، او ابى او جدى لامى فلقد كانوا جميعا يقولون ان (ناس بربر حكايين)وهذا ما كان مثار نقاشنا ذات يوم حين مددت بهذا الكتاب (اوراق شخصية ) لخالى حميد وجعلنا نتناقش حوله حدثنى انه كان يبكى فى بعض المقاطع وقال لى ( عندك ذاكرة زى جدك)فجدى كان يحفظ القصص ويعيدها علينا تكون قد مر عليها اكثر من خمسين عاما لكنك تحسها طازجة،حتى امى رحمها الله كانت تقول اننى ( حكايا)احب الحكى الصادر من القلب، ولك حبى بلا انقطاع
                  

04-29-2007, 05:20 AM

بدرالدين شنا
<aبدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الأخ سلمى
    سلامي وإحترامي

    أنا عمري ما قريت لي كلام كتير قدر دا لأني ملول بطبعي وبزهج من الكتابة الكتيرة لكن البوست دا أجبرني أقراهو من طقطق لي سلمى الشيخ سلامة عليكم
    إذا كانت كل هذه الدروس لعزة كي تتعلم منها فأنا وعزة أولاد دفعة

    شكراً سلمى بت أمي نفيسة
                  

04-29-2007, 02:39 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: بدرالدين شنا)

    يا بدر البدور اهلا يوم تزور ،متذكر يوم غنيت فى زواج حسان اخوى ؟كان جدى يسال عنك ، الولد الغنا دا منو ؟ اقول بدر الدين ، يضحك ، يقول لى دمه خفيف وغناهو ظريف ،عمتى حسنى كانت الاكثر ولعا بالاصدقاء ( الفرقة ) يوم جيت للحفلة كان معاك جعفر سعيد الريح انت لاتعرف مدى سعادتها وهى كانت لاتحب (الشغل ولا ان تقوم بواجب ما) لكنها تلك الامسية قامت الى عشاء صنعته حبا فيكم يا اهل الاصدقاء وذاك يوم ما تزال تتحدث به الركبان ، يوم ان كان الغناء الصادر عن قلبك يشجى الناس ويجعلهم جنون فى الطرب ، هل ما زلت تغنى ؟احرمونى ولا تحرمونى سنه الاسلام السلام ، وسنة بدر الدين الغنا الشجى ، فى الباص من الداخلية الى المعهد كنت انت سيد الغناء وصحبتك عثمان سنط ، كنتما تحولان الباص الى حفل بهى ، وفى طريق العودة غالبا ، لكن فى الصباح كانت تلك عادة يومية كنا نحبها ، وندعوك للغناء ، كنت احيانا تتمنع علينا لكنك سرعان ماتنسى وتدندن بلحنك الاثير (زى لون امنه ما لاقانى ما شفتوها يا خلانى ؟)او اغنية الكاشف (واحدة منى والتانية منو ، تالته منى والرابعة منو ، خامسة منى سادسة منو سابعة منى التامنة منو ، تاسعة منى العاشرة منو ، لتقول بعد ذلك وارتفعت الحرارة )تكون حرارة الضحك قد وصلت الى عم محمد سواق الباص ن الذى يكون فى تلك اللحظة قد وصل الى شارع تسعة وخمسين فى العمارات وندخل قسم الموسيقى اولا نشرب الشاى الصباحى عند عبد الباقى سيد الكافتريااو النادى الجاد، ونغادر الى قسم المسرح حيث (بيتنا بهناك )
    سقى الله تلك الايام يا صديقى بفيض الجنة حيث كانت حياتنا وكنا نتنفسها
                  

04-29-2007, 12:26 PM

Mohammed Elhaj
<aMohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)


    الواحد ما مفروض يقرا الكلام دا ويطلع بدون ما يخت اسمو
    تبقي زي السرقة بتاعة الصمغ
    Quote: نتابع بحب ..ونشرب نخب الكلام
                  

04-29-2007, 04:00 PM

بخاري بشير
<aبخاري بشير
تاريخ التسجيل: 07-07-2005
مجموع المشاركات: 294

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Mohammed Elhaj)

    دخل الطبيب الي العنبر ، بدا كمن يسرق في الليل الحالك ، سال عن مريضة محددة كان اسمها ام جمعة وصفت له الممرضة مكانها ، لم يشأ ان ينتظر ، داهم السرير دفعة واحدة ، كشف عن المريضة ما كان يسترها من غطاء ، ودفعة واحدة ندت عنه آهة لم يتوقعها احد ، ذعرت المريضة وبسرعة جلست القرفصاء الي قلب السرير ، ويا لهول ما رأيت ، كنت اري آية من الجمال لم ار مثلها في حياتي كاني اري مانيكان او موديل نفد مثيله ، جسد من المرمر وجه من كل حسن العالم ، لون ما كان بالابيض او الاسمر ، ( حكاية ) نزلت عن سريري ناحيتها لاري هل كانت بشر مثلنا ام ملاك نزل من السماء ؟ كانت ما تزال تحت الصدمة التي سببها لها الطبيب باكية ، اسدلت عليها ثوبها ، سالتها من اين جاءت ؟ لم اشا ان اسالها عن سر جمالها قالت من بين ادمعها :
    ـ نحنا شنابلة
    جمال مدهش ، مذهل ان شئنا الدقة ، اوشكت ان اسالها عن سر جمالها ، لكنني تمنيت لحظتها ان لو كانت لدينا مسابقات للجمال وملكات الجمال ، لما ترددت في اختيارها ملكة لجمال الكون ، سالتها لماذا لا تلبس ملابسا اثناء النوم ؟ فقالت :
    ـ نحنا اصلنا بنوم زي ده ما بنلبس
    في الصباح وكنت ما ازال تحت تاثير مخدر جمال ام جمعة حين دخل زوجها لاري مطلعا لنجم من هوليوود
    ولم يتركهن خلفه لدقيقة لانه سحبهن وخرج !!
    ثمة اشخاص يدخلون حياتك ويخرجون للابد ، او من يبقي الي الابد ايضا ، بعضهم يبقي لبعض الوقت ، وبعضهم من تتآلف معه وتجده معك ، حتى في غيابه ، وهذا ما حدث لي مع احدهم ، استاذ الرياضيات في المرحلة المتوسطة

    ///////////////

    يابت الشيخ حيرتينا وادهشتينا، يبدو انو ورثت هذا الحكي المدهش من جداتك وأماتك ، ايتها الرائعة
    نحن في انتظار المزيد.. وصدق الذي قال ان هذا البوست اذا دخلتو ،،لابد من تعلق عليهو... ويسلم صاحب الحكي
    شكرا سلمى
                  

04-29-2007, 04:43 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: بخاري بشير)

    صديقى بخارى بشير شكرا لك للوقوف على مشهد الحياة لدنى ، انها حياة وددتها تعود ليتنى الان اجلس الى حبوبة عشة بت عبد الله وهى تحكى لى (الاجازات الصيفية كانت المناسبة الوحيدة التي تجمعنا ، حيث نهل مهاجرين من الابيض الي امدرمان ، الي بربر ، كعصافير تروم اللحاق بما تبقي من مطر ، بربر، مدينة تبدو لك مهجورة بمبانيها العتيقة العريقة(آخر مرة شهدتها كان العام 1971) التي تحمل عبق التركية ، بانحناءات المداخل والطوب الكبير ( الدبش ) المعتمد في بناء البيوت والاسواق ، بيوت تختنق فيها ليلا انفاسنا من فرط الغبار الذي يكتسحنا ، فنصحو بملامح غير التي نعرفها ، كل منا يغدو شبحا يستنكف الاستحمام ، لان امي تشير علينا به ، ولان ذلك معناه ان نتعطل عن اللعب الصباحي في الشارع رغم انها تنهينا عنه لان الشمس تشرق شروقا حارا منذ البداية ، ترسل صهدها من الصباح حتي المغيب مع ذلك كنا نجترح الاكاذيب للخروج .
    كنت امتلئ بسعادة خفية كلما حدثونا ان وجهتنا ستكون بربر ، رغم انها تهبني التهاب اللوزتين ، والحمي المصاحبة ، لكن حافزي اننا موعودين بتامل مشهد الغروب وانعكاس اللون الاحمر القانى علي صفحة النيل وصرير الساقية بصبيانها الجالسين الي ظهور ثيرانهم بلا ملل .
    نتراكض علي الشاطئ لالتقاط ثمار ( تمر ابونا والالوب ) التي نعود محملين بها لنجد حبوبة عائشة علي اهبة الاستعداد لتحذيرنا من اكلها فهي علي حد قولها ( بتجيب المرض التعب ) تلعب معنا حبوبة عائشة كطفل ، استعذب لعبها ، تمتلئ غبطة حين تفعل ، وتغتبط اكثر حين نستجديها لتحكي لنا القصص فهي تجيد ذلك القص ، من ناحيتنا لا يعنينا ان كان الوقت عصرا او صباحا ، همنا ان تحكي لنا وكفي ، في الصباح كانت تتابي علينا
    ـ الحدا في الصباح ما سمح
    لكننا ننهال عليها بحرير القول حتي ترضي ويرق قلبها ، فهي تلفزيوننا وبرنامج اطفاله نحن ، ولتفعل ذلك كان لدينا الحلول ، فالمدينة مليئة بالبيوت المهجورة التي تصلح زمانا ومكانا لذلك الغرض فهي خالية مفتوحة الابواب دهاليز كبيرة مسقوفة بسيقان الدوم الضخمة الطويلة ، تنتهي الاعمدة المصلوبة الي قلب الغرفة بالشكل( 7 )جدرانها مطلية برمال ناعمة تشربت بالسواد وكذا تراب الارضية ، ناعما وباردا كبساط مشدود ، تجلس اليه مطمئنا ، لا اضاءة سوي تلك التي تتخلل النوافذ العالية الصغيرة التي تتقاطع علي الجدران وارضية المكان تذكرك بالمعابد النوبية القديمة ، تثيرالاشعة خيالاتنا لدرجة انك ترسم ما لا يخطر ببال بشر ، وتخاف ان مر نسيم ، او خشخش ورق متطاير ، في ركن ما ، فانت مفزوع لا ريب ندخل اذن صحبة حبوبة عائشة الي احد تلك البيوت المهجورة ، نبقي هناك ما شاء الله لنا البقاء ، تجدنا ممددتين الي الارضية الباردة ، متكئتين الي احد الاعمدة ، او الجدران ، اوعز لها ان المساء حل الآن لتبدأ القص غالبا ما نكون وحدنا ، فلم تكن الحكايات تدخل الي كيمياء اخوتي فيتركوننا وحيدتين ، نظل هناك لامد طويل ، لا نفيق الا علي اصوات من يبحثون عنا ، يجدوننا في ثبات ماكثتين ، هي مسندة ظهرها الي الجدران ، وعلي حجرها اغفو .
    منحتني حكاياتها هبة السرد والحكي ، ( ربما لان معظم اهل بربر يمتازون بهذه الخاصية ) كنت اجد بت عبد الله ماثلة لدي في ( كليلة ودمنه ) و( الف ليلة وليلة ) والاحاجي السودانية ، كنت احار في امرها فهي لم تدخل مدرسة قط ،امية من الطراز الاول ، من المهد الي اللحد
                  

04-29-2007, 04:34 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Mohammed Elhaj)

    صديقى محمد الحاج سلام يغشاك (قال جدى ذات مساء اخضر:ـ :
    - ( زمان كنت بشرب اللبن بالسمن والبلح المبلول من في الليل ، دا قبل الشاي كورية لبن ما كباية متل زمنكن الناشف دا ، بعد داك الشاي باللبن المقنن ، العشا مديدة حلبة ولا دخن باللبن والسمن ، الزيت بعطن فيهو كرعيني وبستحم منه ، وندفقو، زيت سمسم صافي ، ربع البلح دا ونسة ساكت بكمل ، وكمان ان بقي معاهو قراصة بي سمنه ، ولا كان فطيرة بي لبن ، ما زيكن هسي تاكلو الفول ، الفول الله يقطعو خرب بطنا واذاها ، مجبورين عليهو ، زمنكن الناشف دا علمنا اكل الفول )
    ربما كان لكل ما كان يأكل في صباه ذاك الاثر الذي لم ينمح ، فقياسا لسنه كان جدي رشيقا ، بل كان يقوم بكل ما امكنه القيام به ، كان يغسل ملابسه (علي كيفو ) يرتب اشياءه البسيطة ايضا، رحمه الله)
    كنت محبة لجدى ولاننى كنت قد عشت طفولتى الباكرة معه تجدنى انساق خلف حكاياته وما يزال صوته يرن فى اذنى ضاحكا تلك الضحكة الصافية التى تجئ من القلب لك حبى يا صديقى
                  

04-29-2007, 04:16 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    سلمي ياصحبي ...صباح اليوم وقبل ان ابدء عملي شدني اسم مقالك ورغم ان السطور كثيرة لم اشعر بذلك ولا بمواعيد ..اخذني سردك الشفاف الصادق وحين انتهيت من القراءة كتبت سطورا حسبت انني حفظتها ولكن يبدو وانا اركض الي مواعيدي التي كانت سطورك قد نستني اياها لم احفظها ..
    "حكي بياخد العقل " - متلما يقول اهل الشام- اخد عقلي ...
    مودتي
                  

04-29-2007, 05:29 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: abubakr)

    يا صحبى ابوبكر اننى امراة مسكونة (بحب جدتى )وحبها هو مدخلى لهذا العالم ( غالبا ما كنا في الامسيات نسمع ان زواج فلان سيكون يوم الخميس ، كنا نستعد بعد ان تجئ البنات الشابات الي جدتي داعيات لها حضور زواج فلان ابن فلانه من فلانه بنت فلان حيث الكروت لم تكن للاهل بل للاغراب،، لم اكن اعرف الكثير عن الاهل والاقارب ، لسبب من الاسباب لا اعرفه
    المهم اننا سنكون يوم الخميس خارج البيت وهذا يعني الكثير ، فعلي جدتى اعداد الكثير من الطعام ووضعه في الثلاجة مراعاة لكون اولادها سيحتاجون بالقطع للطعام ، نركب المواصلات ونمضى الي ذلك البيت المدعو بيت العرس .
    قبل الذهاب ،كانت جدتي امراة معنية بالجمال ، تجترح كل ما له علاقة بذلك ولا تتردد في اقتناء الاشياء الجميلة قط ، فهي تلبس الفساتين ذات الالوان الراقية ( لا اعرف كيف اصفها سوي انها راقية ) المهم انها تجئ بما لا يدع مجالا للشك انها جميلة وتدعو للاحترام تمضي الي السوق شارية الملابس لي ولها والحلي الذهبية وتتحنن وتمشط شعرها وتلك قصة طويلة تبدا مع الصباح وتنتهي في المساء بما فيها شراء السمك من الموردة والبرنجى او البحاري للمشاطة وطبيخ (مفروز العيشة ) للمشاطة ، وبن خاص ، وجبنة خاصة ، وجلسة خاصة للمشاط ، علي عكسها لم اتعلم تلك الخاصية قط ، اعني ان اشتبك مع الاشياء النسائية والي يومنا هذا ، لا اعرف كيف تضع الفتيات المساحيق ولا كل وسائط التجميل
    المهم اننا كنا نمضي لبيت العرس ، لم اكن اجتماعية ، لكني احب احاديث الكبار في اي مكان اذهب اليه ، فدائما كنت الي جوار جدتي في كل الاوقات لا يهمني اللعب مع البنات او الاولاد ( لكني افضل لعب الاولاد ففيه تحديات من امثلة البلي ، وكمبلت )استمع الي النساء وهن يثرثرن ويتناقلن الخباثة وينقلنها من هنا الي هناك ، لكني كنت معنية بشئ واحد هو طريقة الكلام حتي اقلدها في لحظة قادمة ، معلنة تفوقي لقريناتي انني ( امثل ) واقوم بتقليد هذى وتلك وادفع بصديقاتي ان نفعل ونصنع مسرحا جميلا نؤدي فيه تمثيليات كنت افتتحها مزيلة مادة الخوف عن باقي الزميلات ، وينتهي العرس دون ان اكون قد فهمت منه سوي انه زواج قريب جدتي فى مكان ما يوم الخميس .
                  

04-29-2007, 06:43 PM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote: جمال مدهش ، مذهل ان شئنا الدقة ، اوشكت ان اسالها عن سر جمالها


    قصه و لا اجمل كادت تفلت مني نتيجه قراتي الانطباع عن العنوان !.

    لم اعرف انها ستدراج جميل حتى دخلت الدار .

    شكرا لك .
                  

04-29-2007, 09:58 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    الاخ شهاب ازيك ، (داك زمن ما برجع تانى ، زمن كان فيهو الناس حنينة ومعصورة على بعض ، الحوش الوسيع ، والجرى من نفاج لى نفاج ، المواصلات ساهلة والناس ملمومة من العصر فى قدام التلفزيون ، والونسة والحكايات مع الحبوبة حتى مع التلفزيون ، تحكى لينا اى واحدة من حبوباتنا الحكايات وننوم على صوتا المتل الهدهدة ، نصبح على المدارس ، المدارس مجانية لا زول طردوه عشان مصروف ولا عشان ما جاب حق الدرس ، والدرس بنتهى مع اليوم الدراسى فى الابتدائى ، المذاكرة مع الخال او الخالة ، او الام البتعرف تقرا ، لا دق لا ملاواة ، الهم قليل ، والحياة ساهلة ، لا ام تقوم النجمة ولا ايو مكشر ، كلمة طلاق دى نسمعا فى السنه حسنه ، كانت امى بتقول المثل (تمينا يا ابو مدينة كان العفو طلاق ) لانو ما كان اسموعفو ، وكان عفو ، وكتين الحياة تستحيل الواحدة تقول لزوجها ( ادينى العفو ) جا المثل ( العفو طلاق ) دحين هسى كان الواحدة دايرة تتطلق الله يستر عليها من القوالات حمانا الله ، ومروق العيوب ، دحين يعنى الناس اتغيرت ، ودى سنة الحياة لكين للاسوأ ودى المشكلة ، غايتو الله يدينا العافية ويديكم
                  

04-29-2007, 09:09 PM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الاخت سلمى

    معك متابعين هذا السرد البسيط العميق
                  

04-30-2007, 00:52 AM

علي طاهر
<aعلي طاهر
تاريخ التسجيل: 03-02-2007
مجموع المشاركات: 108

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: maia)

    سلمى ..


    تفاصيل موغلة في الجمال ..
    يلازمك احساس جميل بالانتماء الى وطن بهذه البساطة ..
    و احساس اجمل بمعرفة اناس نادر وجودهم في هذه الدنيا ..
    سرد يأخذك عنوة الى ازقة الأحياء و القرى و الى مساحات الصبا المليئة بالفرح ..


    واصلي سرد هذا التاريخ الجميل
    دعينا نتعلم كيف نفتح مخابئ الماضي ..
                  

04-30-2007, 03:12 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: علي طاهر)

    تعرفى يا سلمى من يقرأ لك مره يدمن قراءة ما تكتبين والى الأبد لا أدرى أى بهار تكشحين بإتقان فى موائد عرضك الشيق الدسم لنهمى القراءه وأى توابل وأى بونط وأى زنجبار وأى جذر هنديه كانت أو ملاويه تجلبين منها السحر ذلك... تلك عينه للكتابه لا يملكها ولا يمتلك القدره عليها إلا قدير جدير بإقباط الآخرين لمعرفته لأذواقهم العصيه...فيا سلمى كتبتى سيرتك الذاتيه والتى إن ترجمت ستتراجع لك كتائب من المشاهير فاتحين لك بربخا ودهليزا لتتقدميهم


    برافو عليك وخالص السلام والود


    منصور
                  

04-30-2007, 04:51 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: munswor almophtah)

    اخى الحبيب منصور لك الود على جميل كلم لكننى تعلمت من امى (هى امى التى تعرف كيف تدير الحوار الشهى فى السياسة , وتنحاز الى الجانب الاقوى دائما، كانت لا تود ان ترى اى احد مهزوما ، خاصة فى السياسة وتقف الى جانب حسن نصر الله وبن لادن ، كنت اقول لها (تعرفى لو عرفو انك مناصرة لبن لادن سجمك يا حجوج)
    وكلما شاهدت بوش او كونداليزا رايس فى التلفزيون كانت تسبهما سبا وتلعن الصهاينة ، فلقد كانت تفرق بين اليهودية والصهيونية على نحو دقيق
    حين حكيت لها عن اليهود وكيف انهم يعانون الاضطهاد بين الامريكان ، لم تكن تصدق ما اقول ، لكننى كنت فى كل مرة اردد عليها كم انهم بشر طيب ومضطهد فى تلك البلاد وكم انهم يعانون الى الان من اوضاع سيئةلم تكن تصدق فى بادئ الامر ، لكنها عزت الامر الى انهم مساكين (من هتلر لي بوش ) رغم انهم الان افضل حالا من ايام هتلر
    كانت تحكى لنا عن الحرب العالمية الثانية وكيف ان تلك الحرب نالت منهم ( ابن خالتها الصبى )وكيف ان عائشة الفلاتية كانت تغنى لتلك الحرب وان الاذاعة فى ذلك الحين كانت الوسيط الوحيد لتلقى المعلومات عن الحرب ، وانهم كانوا يقتنون راديو (كبير بشتغل بالبطارية الكبيرة ، كان الناس ما عندهن راديو فى البيوت بختوه غالبا فى النادى او فى الميادين ، وكنا ممنوعين نمشى هناك ، لكين بكلمونا بالحاصل كلو ، بنعرف الاخبار من اهلنا ، خاصة المتعلمين ، وما كانوا كتيرين ، لكين زمان الزول ما ضرورى يكون قارى الجامعة الخلوة دى بتعلمو كل حاجة بس يفك الخط )
    الاذاعة كانت فى البوسته ، الفنانين بجو يسجلو ، ناس حسن عطية واحمد المصطفى ، وناس عثمان الشفيع والكاشف ، البنات ما كانت فى غير عاشة الفلاتية وفاطمة الحاج امكن الله اعلم ما بقدر اقول ليك فى ولا مافى ، لكين كنا بنسمع ناس عاشة الفلاتية صوتا جميل خلاص ، والحفلات ما كانت زى حفلات هسي دى ، كانت البنات الكلام دا فى الخمسينات كنا شباب فى الوكت داك ،كنا بنلبس الكلوش ، والتياب (الحمام طار،القمر بوبا) يعنى التوب بطلع مع الاغنية لمن ظهر عثمان حسين كان فى ( عشرة الايام ، وشجن ، والوكر المهجور ) يعنى كل اغنية باسم من اسماء التياب، والموضات كانت بتجينا من مصر ، لكين ما كنا شديدين عليها ، يعنى الناس العندهن قدرة هم البلبسو الموضة ، والاخوانهن بسافرو برة برضو كانوا ببارو الموضات ، لكين نحنا ناس مساكين الحمد لله ما عندنا قدرة ومستورين
    فى المدرسة ما كانت فى واحدة بتمشى الا (مبلمة)كنا بنخاف يلاقينا زول بنعرفو يمشى يكلم اهلنا اننا بنمشى المدرسة ، لانهن كانوا بفتكرو المدارس دى حقت النصارى ، والبمشى ببقى نصرانى ،عشان كدة البلامة كانت حاضرة ، لكين بعد الاستقلال بقينا نمشى عادى مافى واحدة بتتبلم ، بالعكس بقت البلامة عيب
    البنات زمان ما كانت الواحدة بتتكلم مع خطيبا زي هسي ، الواحدة لمن يخطبوها كان ولد عمها او ولد الجيران ما عندها الحق تقول ( بغم )ترضى بيهو وتنستر معاهو ، ان بقى ( لبن عشر ) برضو ياهو قسمتا ، والبتطلق ديك ، وا شيلة حسها ، الناس ما بتريحا ، لكين هسى الزمن اتغير كتير ، البنات بقن متل الوليدات واحد
    حتى رحيلها لم تسالنى قط عن اسباب انفصالى، لكنها كانت موقنة اننى لا استطيع الى الحياة الزوجية سبيلا ،وانها مع ذلك تتمنى لى كل السعادة ان كانت مع احد او غير ذلك ، فى آخر ايامها معنا ، كان قد تقدم لخطبتى رجل لم اكن اعرفه الا عبر التلفون ، لكنها ضحكت من فكرته ، وقالت :
    ـ الناس العديل بتشوفن عندها فيهن كلام ، هسي يعنى من التلفون داير يقنعك ؟الله يهون يا بتى اكان دايراهو اخدى ، لكين اتعلمتى على انك تطلعى وكتين ما دايرة وترجعى متين ما دايرة ، لا ضقلا يعتر ولا ابويا ينتر ، دحين بتقدرى على ( غلب الرجال ؟ ان بتقدرى اخير ليك )لكنها كانت تضحك من فكرتى فى الحياة غالبا ما كان يضحكها اننى اسخر من كل شئ حتى نفسى ، لا آبه للغد فقط اقول لها ( احنا اولاد النهار دا ياامى )
    امى سكينة تهبك الامان حين تهل داخلا بيتها وداعة تكسوها وملامح تشابه ام كل منا ، وقار يجئ ولا يراوح مكانه تحس انها شخص اليف الى روحك لامى كل الرحمة ولنا حسن العزاء فى فقدها الجليل .
                  

04-30-2007, 06:41 AM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-19-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    المسافر يصل منهكا فى العادة بعد التنقل بين المحطات الكثيرة
    ولكننى كلما أصل محطة من محطاتك أزداد نشاطا وأهرول للمحطة التى
    تليها فقد صادف قولك هوى فى قلبى أضف إليه شغفى بالقراْة . أتنقل
    مابين شلوخ الوالدة الصامدة والقوية جدا إلى حكاوى الحبوبة وبنات
    أم لعاب ديل حكاية براهن ، إلى جمال أهلنا الشنابلة ( والنوم بدون هدوم )
    وهذه عادات لازالت راسخة عند حبوباتنا( لزوم المسوح ) وياللصحة ونضار الأجساد.
    دمت نضرة باسقة .
                  

04-30-2007, 01:45 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سمية الحسن طلحة)

    سمية ايتها السامية الجميلة النخلة التى احب ثمارها اليانعة(اذكر وكنا صبية بعد ، كنت عائدة من (درس العصر ) حيث كانت تلك الدروس الزامية خاصة حين كنا ممتحنين لمرحلة الثانوى العالى ، كانت المدرسة تبعد عدة كيلومترات من البيت ، نذهب راجلين رغم ذلك فلم تكن المواصلات بالامر المتاح فى تلك الايام الا للصباحات المدرسية ، فى العصر كنا واحد من امرين اما ان نبقى فى المدرسة حتى يحين (درس العصر)او نعود راجلين الى بيوتنا، ، لكننا بناءعلى رغباتناالطفولية نبقى فى المدرسة حتى موعد الحصص العصرية ، نتشاغل بالدراسة او المطالعة التى كنت ادمنها، احيانا كنت اتوجه الى بيت ابنة خالتى اعتماد عليها الرحمةذلكم القريب الى المدرسة ..او الجأ الى زميلات الدراسة نفيسة عبد الرحمن أو آمال الركابى
    كنت اذن فى المرحلة المتوسطة اوالثانوية العامة منتصف السبعينات من القرن العشرين كنا رهط من التلميذات عائدات من المدرسة ذلك الوقت (قبل قليل من ميقات صلاةالمغرب )حيث الرؤية ليست تلك الواضحة ، شخص ما استوقفنى ، مد الىّ بكتاب ، كنت ارتجف فى تلك اللحظة خوفا ، لان الصبية كانوا يلعبون كرة القدم فى الميدان الذى يشق الحى الى نصفين ، بطبيعة الحال كان بين اولئك الصبية احد اخوتى ، لذلك اعترانى الخوف من ان يرانى ، فلبثت خائفة لم اكلم الصبى الذى مد الىّ بالكتاب بكلمة واحدة فالخوف هو سيد اللحظة ، لم اتبين من هو الا بعد سنوات من ذلك الحادث ، لعله الان نسى ما فعل بى تلك الامسية ( قالوا انه محاضر باحد الجامعات الكبيرة فى الخرطوم فقد كان يكبرنى بعدد من الاعوام) ، المهم اننى اخذت الكتاب ، لم اكن اعرف ما فى داخله ، لذلك حين دلفت الى الباب مرتعبة مددته الى امى التى كانت تعرف جيدا كيف تقرا وهى خريجة المدرسة الوسطى فى ام درمان تلك المدرسة التى ظلت متعلقة بها الى هذا اليوم ، تحكى لك عن تفاصيل الدراسة وتصف ما تعلمناه بالخائب وتصف السلم التعليمى بانه كارثة ادت الى اميتنا ونحن الذين كنا نفاخر اننا درسنا مراحل احسن بكثير من غيرنا من الاخوةونحن فوق كل ذلك كانت تعدنا احسن حالا من احفادها الذين ماتت اللغة على ايامهم ايا كانت العربية ام الانجليزية (ابنتى كانت تفاخر نديداتها انها تلميذة لجدتها وكذا ابناء اخوتى الذين تربوا معنا فى البيت )
    كانت ذات بال طويل لا تعنى المشاغبات الطفولية لها الا كل الخير ، المهم ان تلك اللحظة التى دلقت اليها بالكتاب كانت لحظة مهيبة كنت اخشى ان توبخنى وان تقيم الدنيا ولا تقعدها كمثل الامهات اللاتى عرفتهن صارمات تجاه امثال تلك الافعال الصبيانية ، لكنها طالعت الخطاب الزى كان ملفوفا الى قلب الكتاب ، لم تقل سوى
    ـ انه زول ما عندو ذوق
    لكن تلك اللحظة ابت ان تمضى بسلام لان حذيفة شقيقى الاصغر كان قد لمح الصبى وهو يمد لى الكتاب ، وعاد بعد اللعب مستأسدا ، اخذنى الى جانب مهددا
    ـ لو ما دفعتى لى حق السينما ، حاكلم امى
    هى سمعته ، فجاءت الى مكان وقوفه :
    ـ تكلمنى بشنو ؟
    ـ بالولد الاداها الكتاب
    ـ دا ولد طايش قبيل قرينا الجواب وشرطناهو
    وحطت رائحة الابتزاز ارضا مع كلماتها الاخيرة
    لم تكن بالقاسية ابدا ، رغم ان كل ان كل الدوافع كانت فى صالح تلك الخاصية
                  

04-30-2007, 01:27 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: علي طاهر)

    ابنى الحبيب على طاهر(حين بدات صداقتنا كانت فى الار بعين وكنت فى الخامسة عشر من عمرى ، لعلها كانت تنظر الى بعين الاخت التى لم تنلها فى حياتها فهى الابنة الوحيدة التى لم تكن مدللة بقدرمامحبوبة ، كانت لا (تنهر) او تتحدث اليك بفاسق القول ، ولعلى لم اسمعها تردد مقولة جارحة لاحد ، ليس لانها امى لكنها لم تفعل ، حتى فى احلك لحظات الغضب كانت تتماسك ولا ترد بكلمة نابية ، لم ترد على احد فى مرة بكلمة غير لائقة ، وان تصادف وقالها احدنا فالويل له :
    ـ دا كلام ما بتقال فى البيوت ، عارف لو عايز تقولو ...هناك فى الشارع ، ما اسمع كلمة زى دى فى البيت دا تانى مفهوم؟
                  

04-30-2007, 04:41 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: maia)

    الاخت العزيزة مايا ان كنت قد ترجمت الاسم صحيحا(فى المدرسة الثانوية لم اكن فى حال يسمح لى ان اكون سوى ما كنته فلم تكن دراسة التدبير المنزلى احد همومى ، كنت كل ( حصة ) اجابه بالطرد من لدن مدرسةالفصل ، اخرج راضية مرضية بل احيانا يعترينى الفرح ، حين كاشفت امى فى ذلك الصدد قالت لى (جيبى لى انا بخيط ليك ) كنت كلما اكملت صفا دراسيا تسالنى الزميلات ( اها امك جابت كم ؟)
    لم تكن الامور تستهوينى على العكس من امى تماما، فلقد كانت احسن من يخيط لنا الفساتين فى المناسبات حتى اذا كبرنا بتنا نتعالى عليها ونرفض ما كانت تحيكه لنا ، مع ذلك كانت تفعل ليس رغما عنا لكن (بالمنطق ) :
    ـ الزول كان ما عندو ما بعاين للفى ايد الناس ودى قدرتنا ، كان ما دايرين خلاص على كيفكن، لكين الزول احسن يعمل البقدر عليهو ، والحياة ما ها هدوم ، العلم يا هو سماحة البنات ، باكر لمن تتخرجن البسن الدايراتنو ، على كيفكن، لكين هسى دا العندنا وما فى غيرو
    ونذعن لها صاغرين لانها لم تتجاوز الحقيقة قط
    تلك المراة التى ما توانت ان تبيع كل ما ملكت من مصوغات ذهبية لتكرمنا بها فى اكمال مصاريف البيت والمدرسة
    فى الصباح ونحن ذهاب الى المدرسة كانت اول ما تفعله تضع لكل واحد من الاطفال افطاره الذى كان عبارة عن ( ساندوتش من العسل الذى تتوفر على صناعته فى البيت ، كانت تغلى السكر وتضيف له نقطتين من الليمون حتى يصير حامضا بعض الشئ وتلفه فى كيس من النايلون ، واحيانا تضع لنا ما تبقى من العشاء فى بستلة من الالمنيوم ) لم اكن تستهوينى فكرة الافطار ولعلى الى هذا اليوم لا اتعاطى افطارا ،ليس بسبب ان تلك الاطعمة لم تكن تروقنى ولكن بسبب اننى كنت ادخر (قروش الفطور لشراء الكتب نهاية الاسبوع )وتلك قصة اخرى
    امى يا لامى كانت تخترع الاكلات بدون لحم ، كثيرا ما تغدينا باكلات تعرف وحدها كيف تصنعها ، وتشهدنا عليها حتى نتعلمها وتقول :
    ـ الدنيا ما معروفة احسن تتعلمو تعملو من الفسيخ شربات وهذا ما كانت تفعله
    كانت تقطع البطاطس لانه ارخص خضار فى السوق ، او الباذنجان ، وتقليهما فى النار حتى يتحمر لونهما ، ثم تضيف اليهم قليل من الصلصة ولا يشترط ان تكون الصلصة المعلبة فهى كانت تصنعها وحدها من الطماطم فى المواسم وتدخرها لزمن ماكر ،ثم تضيف الى تلك الاطعمة البهارات وبعض الدقيق حتى تجعل لها قواما، وتقدمها لنا وناكلها بشهية مفتوحة
                  

04-30-2007, 09:12 AM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    العزيزة سلمى

    كم عظيمة هذه الام .. وكم عظيمة كل ام

    واصلي عزيزتي هذا الجمال

    حتلقيني قعدة كتير هنا
                  

04-30-2007, 11:26 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: maia)

    Quote: ـ الزول كان ما عندو ما بعاين للفى ايد الناس ودى قدرتنا ، كان ما دايرين خلاص على كيفكن، لكين الزول احسن يعمل البقدر عليهو ، والحياة ما ها هدوم ، العلم يا هو سماحة البنات ، باكر لمن تتخرجن البسن الدايراتنو ، على كيفكن، لكين هسى دا العندنا وما فى غيرو


    مثل هذه الأم الأم الجوهرة يندر وجودها في هذا الزمان
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    منذ زمن بعيد لم أشد بحزن عميق وأندهاشة سوى هذا اليوم عبر هذا القلم الرائع "سلمى الشيخ سلامة" الذي يسطر الجمال
    وكأنك تحكين عن عوالم عشناها سوياً
    نفس جمال الجيران وروعة الأهل وجمال المشهد الآخاذ
    ووداعة الطفولة البريئة وشقاوتها

    ومن بين مشاهد هذا السرد تارة أتذكر عهد صباي وأنا أحمل أدوات لعبي .. وتذكرت الجلوس بقربهم الوالدة والجد والحبوبة عليهم رحمات من رب العالمين جلست بقربهم اليوم .. نظرت إليهم وابتسمت لهم .. ثم أدركت أنني في زمن سحيق في ذكرى زمن يعبق بالجمال فتحسست نفسي ولعنت اللحظة؟؟ لم أزل في حيرة من أمري
    واصلي
    واصلي
    واصلي يا سلمى ,احكي لنا عن جدك والذكريات
    عن ذلك الجد كشجرة السيال "إن جدي كان كشجرة السيال .. حادة الأشواك صغيرة الأوراق .. تصارع الموت لانها لاتسرف في الحياة" - أو كما قال الروائي الطيب صالح أطال الله عمره
                  

04-30-2007, 01:57 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: othman mohmmadien)

    اخى العزيز عثمان محمدين لك خالص ودى(صوفي جدي ، في شبابه كان أغني إخوته أجمع ، كان يمتلك عددا كبيرا من الماشية ، يطلع بها مشيا بين بربر وأتبرا كما يحلو له تسميتها ويعود منها محملا بمال جم ، حكي لي ذات مرة أنه رأي فيما يري النائم رجلا جاء يوم الحشر وقد كان يجر رأس فأس كما يجر جبلا ويتأوه من حمله ذاك ، قال سألت الرجل
    - مالك يا زول ؟ قال فرد عليه الرجل الكان في المنام :
    - ماك شايفني جاري الجبل دا ؟
    - قال : ياتو جبل ؟ راس الفاس دا؟
    - قال الرجل : بلحيل كنت بكسربو الحطب ، وتراني جاريهو جبل متل ماك شايف قال جدي من محلي داك قمت علي البهايم وزعتهن ، وكل قرش عندي ما بات معاي يوم تاني ، وقعدت يا مولاي متل ما خلقتني ، معلم الله ، ماني داير من الدنيا جنس شيتا يتقل علي ، الاضان باردة والقلب ثابت ،الاقي ربي خفيف ؟؟؟
    أضحكتني الفكرة كيف يمكن لاحد أن يتصرف علي هذا النحو ؟ في زمن الجميع فيه يلهث باتجاه المال وتكديسه ؟ لا يهم كيف في بعض الاحيان ، المهم ان يتوفر !
    فهمت الآن موقف جدي ، وزال تعجبي حين رأيته ممدا في سريره تلك الليلة000خالي الوفاض الا من حبنا ، ومسبحته ، وما كان يستره 000
                  

04-30-2007, 06:10 PM

ibrahim kojan
<aibrahim kojan
تاريخ التسجيل: 03-29-2007
مجموع المشاركات: 1457

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الرائعات .... سلمي هذا التداعي هذا الحكي هذا الانين آخ لن اواصل....

    اريد قاموسا اخرا لاعبر عن الفرح اللذي تجولني وانا اقرءك

    واصلي هذا التداعي ربما يصيبنا الوطن.. يوما

    لك كل رايات الصباح

    كوجان
                  

04-30-2007, 11:42 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: ibrahim kojan)

    الاخ ابراهيم كوجان دعنى اسالك سؤال خاص هل اى علاقة بالاخ الفنان عادل كوجان ( عادل عبد الرحمن، هذا ان لم يكن لديك مانع حيث كنا فى الابيض لامد ليس بالطويل بعدها تفرقت بنا السبل)اسفة لكن هذا ماعن لى لكنى ساحكى لك عن والدى لاننى بالقدر نفسه احبه (فابى كان رجلا متشددا معنا غاية التشدد مع ذلك فى داخله ينام طفل من الود واللطف ، لكن ربما لانه تربى فى وسط كالح الملامح لم يشا ان يغير تلك القسوة من على ظهر قلبه فلم تكن مع ذلك قسوة عظيمة كالتى نراها لدن الاخرين من ابناء جيله ، كان حريصا ان نتخرج فى اعلى المدارس ، رغم انه لم يقل ذلك لاحد منا ، لكنه كان يرمى الينا بذلك القفاز من التحفيز موازيا يرينا كيف ان ابن فلان قد نال اعلى الدرجات فى الجامعة وابنة فلان فعلت نفس الامر ، يشهدنا على ابناء اهله من الذين تلقوا اعلى الدرجات ويظل يضرب الامثال الى ما لانهاية، ولم ننتبه الى ذلك التحفيز الا بعد رحيله
    اكتشفت على صعيد خاص انه كان يحمل ما كتبته فى الصحف السودانية طوال سنوات الدراسة فى معهد الموسيقى والمسرح الى ملف اجترحه لتلك الاوراق وما بعد التخرج وكيف انه كان يستمع الى برامجى الاذاعية بنهم وحرص حقيقيين،ولم ادرك ذلك الا حين ارسل الىّ آخر خطاب له قبل وفاته بقليل، حدثنى فى ذلك الخطاب عنها وانه ( عافى منى وراضى على ، و انه كان يعرف اننى احب تلك الكتابة التى جعلتنى معروفة لدى الناس ، وانه لم يكن ليقسو على الا لاجل مصلحتى )
    يا لهما ..كانا على النقيض ، فهى كانت تحمل شعرة معاوية وكثيرا ، تتحداه بها
    وكان احيانايقسو حتى على نفسه لكنه الحب الذى ما كان يعرف كيف يبوح به ناحيتنا او باتجاهها!.

    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 04-30-2007, 11:51 PM)

                  

04-30-2007, 11:10 PM

علي طاهر
<aعلي طاهر
تاريخ التسجيل: 03-02-2007
مجموع المشاركات: 108

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    لقد أدرك جدك ما لم نستطيع ادراكه فباع دنياهـ و اشترى آخرته ...
    شد ما جذبتني حكاويك . ترحلت معك في كل المناطق التي كانت مادة خصبة لهذه الروعة القصصية الفائقة الجمال
    فلك كل الود و انت ترسلين الى الأفئدة تلك الذكريات المحببية الى القلب
                  

05-01-2007, 00:00 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: علي طاهر)

    ابنى الحبيب على طاهر ( ذات مساء من شهر اكتوبر العام 1988، كان مساء لا ككل المساءات التي عشتها ، فلم يكن عاديا قط ، جدي كان ممددا في سريره في الممر الفاصل بين الصالتين الطويلتين في بيتنا ، كان يحب ذلك المكان ، فهو مثلي أو كنت مثله ، لا يحب الغرف ، ولا الأمكنة المغلقة ، ولا الحر من ثم ، الحر علي وجه الدقة كان سببا كافيا لتكديره وكذا يفعل بي ، كان اذن ممددا الي سريره كنخلة تأبي السقوط ، شامخة تهفهف سعفاتها ، يقينا كان قامة وظلا أظلنا باجمعنا ووقانا طوفان الزمن تشتتا 000 قال لامي بصوت يشبه الهمس :
    -سكينة بتي ، الوكت جا
    رفع لحظتها كل من سمع ذلك الحوار حاجبيه دهشة ، كيف لانسان أن يعرف منيته ؟ ومتي تكون ؟ كيف تأتي الي من كان مسد الحياة وشكّل وجوده كل تلك الزوايا والركائز في حياتنا ؟ أي الجدارات ستسندنا في غيابه؟ رغم ضعفه الذي كان واضحا لكنه ركيزتنا بلا منازع ، رايته ما زال فتيا ، روحه وثابة ، فتوته سارية لم يأخذ منها الزمن ، وهو من كنت اليه اعود كلما ضاقت بي الجهات ، فيعزيني ، وحين تستعصي علّي الحياة استمد منه الحكايات التي تلهمني وتخفف عني وطأة ما كنت أحس ، نضحك معا منها ومن سذاجتي ( (وعودي الني ) كما كان يصف قلة تجاربي ، هشة بدوت في تلك اللحظة ، رغم انه كان يراني (راجل واكتر من الرجال كمان والله يا بتي كان الرجال متلك كان البلد دي حالا انعدل وبقت لها علي بصيرة ) كنت أضحك من مقولته تلك وأقول له:
    - هسي يا ابوي تسويني راجل عديل كدي ؟
    يضحك مني
    - لو في راجل تب ، تراها امي دي
    - نان امك ما متلك ، أخدي منها ، قدر ما تقدري ، واديها بتستاهل
    امي كانت لها صفاته ، فلم تكن تشكو أبدا الا من( الشديد القوي )قالت لنا في تلك اللحظة بين دموع حاولت الي إخفائها ، فلقد كتب عليها ان تكون شاهدته :
    - قوموا نضفوا البيت ، جهزوا الجرادل للبرود، وحاجات الناس البشيلو 000
    لم تكمل الجملة حالت عبرتها دون ذلك000 انها اللحظات الاخيرة لاقرب الناس اليها000
    غالطناها ، بكينا ، بكيت علي نحو خاص
                  

04-30-2007, 11:26 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: maia)

    العزيزة مايا(وهى كذلك فهى (العزيزة) التى تسال عن (ظروفنا ) وحروفنا وكلماتنا ، تسبح باغنيات غيابنا وترتب حناياناحتى ونحن فى تلك الاصقاع البعيدة معنا تجدها فى المنام والصحو وفى الغياب حضور ، ترتب بشجوها (الحنين) الخلايا لدن كل منا فنتسبين كم كنا نفتقدها اجمعنا،لا تمر لحظة دون شجن يذكرنا بطفولتنا فتنساب الحكايا كجدول، تحكى لك مغامراتك ومغامرات غيرك من اخوتك ، وتزهو بصبانا الحلو ، تلك الحكايا الملفوفة بسلوفان حب اجترحته لنا
    هى امى ، الصديقة حين تعز الصديقات ، تنبه الى خطورة الموقف ان كان من تلك النواحى العاطفية الفجة ، لا تعير اى التفات لاى موقف هش ، فقط تقول لك:ـ
    ـ يا هو كدى ،دا ما نافع انسيهو دا جاهل
    او تجدها تصفف لك شعر حكاية مماثلة فى دقة حتى لا تستبين ايهما تتحدث عنه انت ام الذى حكت لك حكايته ، وفى نهاية الامر ترى الى خيبتك وحدك دون ان تقول لك كم انت خائب ، وذلك امر محسوم.
    كانت محل الاستشارة لاى كان فهى الكبيرة لدنا وهى الام التى تتقطع حناياها لاجلنا منذ ان كنا صغارا فهى المرجع لاىّ منا )
                  

04-30-2007, 08:33 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote: وبعضهم من تتآلف معه وتجده معك ، حتى في غيابه ، وهذا ما حدث لي مع احدهم ، استاذ الرياضيات في المرحلة المتوسطة


    ياربى ما اكون محظوظ زى الاستاذ ده؟؟
    جاييك بى مهل يا البوست ود الكلب....
    عليكم الله ما ياهو البوست الما بتقدر تقول فيه اى شىء غير البوست ود الكلب،،،،،
                  

04-30-2007, 09:08 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: صديق الموج)

    Quote: كانت امي كالانبياء ، فلم اسمعها تشكو قط
                  

05-01-2007, 00:43 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    اخى الجليل محمد عبد الجليل هى تماما ماوصفتها فهى كالانبياء، كتبت عنها رواية كاملة اسميتها (احن الى صوت امى ) ربما كتبتها قبل ان ترحل عنا لكننى كنت ارى ذلك الغياب يلفنى واننى سا فتقدها (فى العام 1982 كنت قد طالعت لاول مرة رواية الكاتب الكولمومبى جابريل جارثيا ماركيز (مئة عام من العزلة)وحينها كنت فى الصف الثانى فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح كنت الحظ اننى كنت اطالع شخصية امى المماثلة لتلك الشخصية التى كانت الام وكانت الاخت وكانت الحبيبة التى تضفى على آل بيونديا كل تلك الحيوية ، كنت اسمى امى بارسولا تلك البطلة التى ما ماتت قط فى ثنايا الرواية منذ اول كلمة الى اخر لحظة ،لكن امى لم تمت حتى هذا الحين ، فلقد كانت الحياة التى لا تنضب )
                  

05-01-2007, 00:17 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: صديق الموج)

    رغم انك ترى اليه على انه ولد كلب يا صديقى صديق يا موج لكننى عدت(عودتى التى لا اعرف سرها الى هذه اللحظة فبعد غياب امتد لخمسة عشر عاما وجدتنى منجذبة الى هذى البلاد ، عدت اليها ، لم اكن تلك التى خرجت قبل الآن ، عدت اكثر حميمية وامى ، لا استطيع ان اخرج دون ان اوقع على امر الخروج من البيت كنت انظر اليها وهى نائمة قيلولتها لحظة خروجى واحس اننى لن التقيها فى حال عودتى ، كنت احرص حين عودتى ان اكشف غطاء وجهها واتاملها وهى نائمة ، احيانا افعل واحيانا اسالمها من بعيد حتى لا ازعجهافى منامها
    فى الصباح كنت اقدم لها جريدة الامس فى الغالب لانى اعود متاخرة وتكون هى اما نائمة او ان الاضاءة لا تعينها على القراءة ، كانت تطالع الصحف بنهم غريب ، وتحلل الاخبار ، لا يعجبها الحال المائل ، كانت تحرص ان تناقشنى فيما اكتب ، وتقول لى محذرة ( يا بتى خليك فى السليم ) لكنها مع ذلك كانت معجبة ب(فياقة حريم ) الكلام الصح ما بدوروه الناس ديل ) خلى بالك من نفسك، يالامى، لم تكن تدرك مدى حرصى على ان تقرأ عمودى كل سبت ، كنت فى احيان كثيرة حين امد لها بالجريدة تسالنى ( اها الليلة مشاكلة منو ؟)
    فى حين اننى لم اكن ( اشاكل احدا) ، سوى اننى اريد لكل شئ وعلى نحو مثالى ان يبدو ، كانت تقول لى :
    ـ امريكا ما زى هنا ، هناك الناس بعرفو قيمة الانسان، عليك الله يا بتى ارخص من البنى آدم هنا فى؟
    لم تكن تخاف الحق ولا قول الحق تنادينى احيانا كثيرة وتوجهنى دون ان تدرك كم ستظل تلك الكلمات محفورة تقول ( الزول يا بتى بعيش مرة واحدة فى الدنيا دحين الصاح يا هو البمشى ، وما فى حاكم عادل للاسف جانا لغاية الليلة ، غايتو انشاء الله يجى ، لكين نحنا ما بنحضرو ، وكل الحضرناهن ديل ، دا اسجم من دا )
    كانت تحدثنى عن اننى احتاج لاحد ان يقف معى :ماضرورى يكون زى ما انتى عايزاهو ، وزى ما متخيلاهو ، الرجال يا بتى ما بنقدرو ، وانتى الدنيا بتقول ليك باكر بتكبري وبتكونى دايرة زول يقيف معاك ، صحى عارفاك انك بتحبى حريتك ، لكين كمان الزول بدون رفيق ما سمح ،الدنيا بتقول كلام ونحنا بنقول كلام )
                  

04-30-2007, 09:44 PM

عمر فالكاو
<aعمر فالكاو
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 474

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يا عزيزتى سلمى اصبحتي لى مرسي اخاف الا اجده فى يوم ما. وفى زمن ياتينا الالم من كل صوب يظهر قلمك ليخفف لنا الامنا لقد اصبحت اثيرا لقلمك واتمنى له الدوام من قلب ظل يبحث عن الادب الجميل وخصوصا ما يتعلق بوطنى الذى فارقته كرها قلمك رجعنى الى حوارى ام درمان والى الابيض الجيله الضعين التى عملت بها معلما لمدة عام تجولت فى المناطق المجاورة لها ذكريت لن يمحىها الزمن لقد جعلتبنى افكر بامى التى اشتاقها واخاف الا تتعرف على عندما التقيها مرة اخرى عشرة سنين غياب عهنا يعترينى احساس غريب اصارعه من اجل البقاء متوازنا لاننا مهما ظللنا من زمن خارج الوطن وحتى لو حملنا كل جنسيات الدول الاخرى لن نشعر بالاستقرار الى فى المدعو حبينا السودان اكبتى لناوانعشى جوانا الحنين انه سلاحناضد الغربة والامها
    ولكى ودى
    فالكاو
                  

05-01-2007, 00:01 AM

عفاف أبو حريرة
<aعفاف أبو حريرة
تاريخ التسجيل: 12-28-2006
مجموع المشاركات: 1818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: عمر فالكاو)

    استاذه سلمي ياالبحر الما بنضب
    ماعارفه ليه لكن بمجرد ما قريت
    كلامك ده جا في بالي قصيده الرايعه
    المقيمه الراحله صلحه الكارب
    ما عارفه الرابط شنو لكن انا حسيته
    واحساسي عمره ما خاني



    كل ما أقـــول باقــي الكــلام تميـــتو

    يهــف لي من جـــديد زي التقــول ناديــتو

    زي هبــة نســيم تفتح دريب ســـديتـــو

    يجــفاني الغميــد ليــل الســهر خاويــتو

    زي جاهــــلي الصحى يــومي النســيت غتيــتو

    أســـافر لي بعيــد أزور الحبيـــيب في بيـــتو

    والقانـــي قاعــدة هنــاك كأني ما غبيــتو

    والعجــب العجيـــيب زعلي كان ما لفيــتو

    زي طفـــلاً بيبكــي ويضحــك أكــان رضيـــتو

    ســـري الــداني زي حبوبتــي كم حجيتــو

    حليل بيـــتي الكبيــر توب الغـُتــا الفريــتو

    يا ريحـــة الهــدم جديـــد وما فشـــيتو

    يا الشــوف والسـمع زي النعاس لوليتــو

    يا غيــمي العميم ريحــة الدِعاش شـميتو

    في أهــلي العقاب حارســيـن وما خليتـــو

    أمــي العزيــزة ليــك منـي الســلام اهــديتو

    حقك علي كان الجــواب ما مامضيتــو

    حقــك علي إن فاتني شيــتاً سيــتو

    حقــك علي كان في الصبــاح ما طريــتو



    وكان بالليـــل نٍعســــتٌ قــبُـــل ما اقـــول أمســـيتو

    وكـــان طولــت الغيــاب ودينــي ما حليــتو

    ونسيــت الحســـاب والعنـــدي ما عدَيــتو

    وحيـــات النبــي مغبـــــــونة من خليـــــــتو

    ا

    لله يجـــازي للســفر البعيــــــــــد مارضيــتو

    أريتـــِك كـان حِــــضرتًي يـــوم قلت لا ولاويتـــــــو

    واريتني كان ختيــــــت مُشـــرعي العــديتو

    أتلفــت وراي زي القليــــــبي نســــــــــــيتو



    كمـــلت اليقيــــن فتشـــــــــتو مانـي لقيتــو

    لحنـــت الحنيـــــــــــن في شـــعري كم غنيتــــو

    ساهرت الليــــــالي ونــوم العيون جافيـــــــــــتو

    والطاعـــــــــم مِســـــخ والمٌــــــــر براكٍ حســـيتو

    مشــــتهياك يمـــــــة وشوقي ليـــــــك مديتـــــــــو

    وجايــــــــأك بُكــــــــرة أحكيلـــــك القاســــــــيتو

    أتونــس حِـــــــداك قولاً كتيــــــــر ما حكيتـــو

    واتنفـــــس هــــــواك يا داب النفــــــــس ختيـــــــتو



    كامل محبتي واحترامي

    (عدل بواسطة عفاف أبو حريرة on 05-01-2007, 00:11 AM)

                  

05-01-2007, 01:00 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: عفاف أبو حريرة)

    الحبيبة عفاف ابو حريرة لعلى لا اختلف كثيرا عن الراحلة الحبيبة صلحة الكارب ، فلى مثل ما لها من التياع الى مواطن اخشى اننى لن اراها لا اعرف لدى يقين لكننى احاول ان اثنيه كنت(تخترقني الآن الاف الصور من زمن جميل عشته كنت ذاك الصباح اقف متاملة ما حولي في ذلك البيت الصغير في مدينة ايوا ، وجدتني احسب الايام التي عشتها بعيدا عن موطن احببته ، وصلت الي منتصف العمر الجميل دون ان اكون هناك لسبب من الاسباب ، رتبت كل الصور الي ذهني بضربة صغيرة علي حاسب الدماغ ، صور بعضها ما زال بلونه وطعمه ورائحته ، واخري زال عنها الوضوح ، صفيتها صفا صفا ، وضعتها الي مائدة المراجعة والشوف ، والشوق في آن واحد ، اقارب الصور واحدة تلوالاخري ، صور الاماكن ، والناس ، فردا فردا ومكانا مكانا ، بين المدن ترحلت دخلت الي الابيض عبر الباص والقطار والمطار نزلت الي امدرمان ، الي اثينا ، القاهرة ، هيوستن ، ايوا ، منيابلوس ، اسكندرية فرجينيا ، واسكندرية لويزيانا ، اسكندرية مصر ، حيث كنت امضي الاجازات صحبة سامر وسيداحمد وبثينة زوجة مصطفي سيد احمد عليه رضوان الله ورحمته ، واشنطن دي سي ، لوس انجلوس ، خلصت الي ضيق هذا العالم رغم مزاعم اتساعه ، فهو بناظري لا يساوي متعة ان تكون في امدرمان ، او الابيض علي اية حال0 وجدتني صباح ذلك اليوم من العا شر من ذي الحجة احن الي تلك البقعة واطير اليها من ايوا الي امدرمان حينها رايت عزة تحتضنني مهنئة بالعيد ، اخذتها الي حضني ودفنت ادمعي علي كتفيها، جلسنا الي حافة الكنبة ، نتناول التليفون ، تدير هي الارقام، رغم برودة الطقس لكن صوت امي منحني دفئا لا تعوضه كل مدافئ الدنيا ، تسيل ادمعنا معا
    ـ كل سنة وانتي طيبة يا امي القابلة علي امنياتك
    ننهي المحادثة باكيتين ، اعدو باتجاه المطبخ لاعداد الافطار ( فطور العيد0 ) تجدني انتقلت علي موجات من الشجن بمونتاج عالي التقنية لا يحتاج اجراؤه سوي لتلك اللحظة المستدعاة لتحل 0وقفة العيد ، هالله ، فوضي محببة الي روحي التائقة الآن اليها، اشتاق الي هزلها وجدها فرحتها وترقبها ، حين تغدو البيوت ( الف احمر )منذ الصباح الباكر ان كانت الوقفة محددة من قبل ، في الفطر ، وهي دوما معلومة في الاضحي ، بشائرها تحدث عنها ( فالخروف مربوط الي الحوش الخلفي ) والاطفال لا يهدأ لهم بال في المراوحة بين الاسواق جيئة وذهابا لشراء جديد الاحذية والملابس ، النساء مهمومات ( بخت الحنه وتبادل المعلومات حول الخبيز ، والجديد في اصنافه ) وشراء ما امكن من اثاث جديد او بتغيير الاوضاع في البيت برسم خرط خاصة بهن ، وهنا يقع العبء الاكبر علي البنات في البيت ، لا فرق ان كن صغارا او كبارا ( علي الاقل هذا ما كان يحدث ايامنا ) يبدأن بالحملة الكبري من اخراج (العفش ) الي خارج الغرف والبرندات لا تكل الواحدة ، بل تجدها متالقة بالق خاص بذاك اليوم ، سعيدة بما تقوم به 0
    البداية بعد اخراج العفش الي الخارج تكون بالتسعيف ، لكل ما احاط الاركان من عناكب وغبار عالق ، البعض يتجه الي المطبخ وتبدأعملية اخراج (العده ) ، كل محتويات المطبخ فتجدك وسط تلك( العدة المترترة) بلا حول ولا قوة ، سوي ان الآنية الزجاجية توضع بحرص لتبدأ البنات الغسيل بكل ما اوتين من عناية ، ويعاد تصفيف الآنية حسب (رصة ) جديدة تليق بالعيد ، كل البيت يغدو تحت رحمة التجديد ، ينتصف النهار وانت لا ترى اثر لمن همه تدبير الغداء اوالفطور ، في ( وقفة الاضحى )غالبا ما يكونون صائمين وقفة عرفة
    اما فى رمضان فلا سؤال عن ذلك الهم لان الافطار سيكون فى الغد معروفا ، من ( العصيدة ، ملاح التقلية ، الشعيرية ، والفطير )، اما في الاضحى ، ففى الغد هناك سماط طويل سيمتد ، تبدأ ترتيباته من اليوم السابق وهى ليلة لها مذاق خاص بها ، فالاطفال مجتمعون حول الخروف المربوط الى ( الزقاق) الخلفى فى البيت ، مادين له كل الانواع من المأكولات حتي التي لا تكون من النبات ، لايهم فالخروف لابد ان ياكل ، والنساء فى( الراكوبة ) يبدأن في التحضيرات ، من ( تقشير البصل ، ونظاقة الثوم وسحنه ، الكوانين للشية الصاج للحمة ، الحلل الكبار للشوربة ، الكوارع ، والضلع والراس )، الخضار يتم تجهيزه أيضا كل شئ معد للعيد 0
    يشقشق الآن صباح جديد ، يرتفع فيه صوت المؤذن بالتكبير والتهليل ، واصوات تليه مهللة مكبرة ، من كل صوب تاتيك الاصوات هنا من العباسية ، من قبةالبدوى ، من جامع الخليفة حيث يتجمع الانصار ، من ميدان الربيع ، نساء فى خريف العمر يحملن المصلايات بهندام كامل ، الفساتين ذات الاكمام الطويلة ، الطرحة تستريح بين الثوب والفستان الثوب ابيض ناصع ،الرجال بجلاليبهم البيضاء الناصعةالبياض ، الملافح الواردة من شندى خصيصا لهذا اليوم ، مراكيب تصرحين الخطو عليها ، معلنة عن جدتها وجودة جلدها ، مسابح تتدلى من الايدى وحناجر تجهر بالتكبير صحبتهم الاطفال فى ملابسهم التى سهروا علي اختيارها او تفصيلها ، او غسيلها ، اكفهم الصغيرة تحمل المصلايات ، يتقافزون كالفراشات بين المصلين ، تنتهى مراسم الصلاة ، تبدأ التهانى ،
    ـ العيد مبارك علينا وعليكم
    ـ القابلة على امانيكم
    ـ القابلة على منى
    البنات فى البيوت يتهامسن ضاحكات ( السنة الجاية ) كل تحلم بفارسها يخطفها قبل نهاية التبريكات بالعيد ، ويحدث ، ففى ايام العيد ، منذاليوم الاول يجيئك الاثير حاملا اصوات المغنين ، هنا خطوبة ، هناك حفل زواج ، تنتهى الليلة الاولى للعيد ، خاصة عيد الفطر ، لكن للاضحى شان اخر ، حيث تستمر احيانا الاضاحى لعدد من الايام تصل الى اليوم الثالث مما ينغص على الاطفال ، الذين يتابون تقسيم ( اللحم ) على الجيران هناك حفل زواج ، تنتهى الليلة الاولى للعيد ، خاصة عيد الفطر ، لكن للاضحى شان اخر ، حيث تستمر احيانا الاضاحى لعدد من الايام تصل الى اليوم الثالث مما ينغص على الاطفال ، الذين يتناوبون تقسيم ( اللحم ) على الجيران ، ومع ذلك يفعلون تحت تاثير الكلام الحلو والوعود بالزيارات ، الى اماكن يحبونها ويشتهون زيارتها
    ولعل عيد الفطريمتاز بحلاوة خاصة ، فهو يجئ بعد صوم شهر كامل ، يهل والكل يحلم بالكعك

    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 05-01-2007, 01:08 AM)

                  

05-02-2007, 00:31 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: عمر فالكاو)

    عمر الحبيب قلب الام لا يخطئ ولو بعد الف عام ،امشى ليها خلى قلبك يوديك ما تمشى بدون كلام قلبك وحتلقاها حتلقى حنان الدنيا فى ضراها، دى الام حبيبى ، لمن قررت ارجع السودان كل يوم كنت بقول لاصحابى ماشه (احقص جنب امى ) وحقصت معاها واتونسنا وضحكنا وسجلت كتير من حاجات تاريخ كانت حتضيع خاصة المدرسة وعلاقتها بالحياة علاقاتها الاسرية والنشاة وكل ما يمكن ان يتسجل ، كانت ايام جميلة يا صحبى ايام بلون ما بتوصف لانه من الصدق والحيوية بما لا يحد ، عشان كده امش لامك حبيبى ارقد فى حجرا وخليها تحكى ليك تفليك وتقردن ليك شعرك وتحضنك وتسوى ليك شاى الصباح وتتونس معاها فى ضل الضحى وتتبارو من اوضة لى اوضة زى الشفع ، تدخل المطبخ ادخل وراها ، تدخل الاوضة ادخل وراها ، باريها حتلاقى انك اسعد زول فى الدنيا ، جرب وصفتى دى وكان ما نفعت ماتدينى ايدك ، امشى حبيبى امشى لضرا الام ضرا الام ما فى اوسع منه ولا اجمل منه ، قلب الام ما بقيف من الحب للاولاد حتى لو بقوا محنيين، حنينة الام ، مهما قست حنينة وما بتقسى الا عشان الحاجات تمشى صاح الام حبيبى انا مافى زيها وحاتك كان ماكنت فى جمبها يوم تعيا وتواسيها لمن تزعل ما مننا فايدة ، مالو كلامى بقى زى الوعظ لكن برضو امشى لامك ، زمان فى القضارف كان فى واحد ببيع حلاوة قصب ، بجى يكورك (امشى لابوك اديك تعريفة كان ابوك ابى امشى لامك امك حنينة بتديك تعريفة )

    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 05-02-2007, 00:59 AM)

                  

05-01-2007, 00:09 AM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    سلمى يا حبيبة.. إنتي ما محمد ولد. إنتي حبوبة عدييل

    أجمل شئ في الدنيا الحجا.. تعرفي أنا لغاية دلوقتي بقيس الناس والمواقف بالعرفتو من الحجا.. وبدون ما أشعر ألاقي زول أو زولة بيذكرني بشخصية في حجوة..

    تعرفي دخلت البوست ده 3 مرات.. الخط الصغير وقفني أتابع. لكن الليلة قلت (يا غرق يا جيت حازمها)..

    بعد ما إستمتعتا عفيت ليك صغر الخط.. إنتي ما شايفة النضارات دي يعني..

    ليك من الود الكتير
                  

05-01-2007, 01:15 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يا صديقتى رجاء العباسى سلام عليك وعلى القاهرة وللقاهرةالحب الذى لا ينتهى حتى بكتابة رواية عنها اعدها الان اسميتها ( القاهرة محطة فى حياتى)(حين بدأت علاقتى الابدية بمصر بدأت من بيت ا لسنى
    فى اليوم الاول وحتى الاسبوع الثانى، كنت اخشى ان انزل الى الشارع وحدى ممتلئة بخوف غير مرئى من بشر صورتهم السينما المصرية على نحو مغاير فهم ابناء (العصابات ،وبائعى المخدرات ، المومسات ، القوادات ، والقوادين( مجتمع يمتلئ بالرعب من خلال السينما والمسلسلات التى تنتجها المؤسسة المصرية للسينما والتلفزيون شخوص كنا نراهم فى مسلسلات وافلام استوردوها لنا واصبحنا نؤمن جراها ان تلك هى مصر ، نمتلئ بالرعب لمجرد ان نراها ( فى مرة طلبوا الى ان اسافر الى مصر لتلقى كورس تدريبى لكنى رفضت حيث امتثلت تلك الصور المخيفة فى راسى)
    فى الاسبوع الاول كنت لا اتوانى فى سؤال السنى ان يمشى معى الى حيثما اريد ، سالنى بفضول:
    ــ : انتى بتخافى من شنو ؟
    فاوضحت له سرى ، ضحك منى وقال:
    ــ هنا فى امان اكتر من اى حته فى الدنيا
    واكتشفت السر ، سر المدينة، بت اعود الى السكن فى وقت متأخر من الليل ، كنت اجوس المدينة من اقصاها الى ادناها انزل حيث موقف الباصات ، اختار باصا فى غير ما تحديد ، اجول عبره فى الانحاء ، اتعرف على المدينة التى ستغدو صديقتى الحميمة ، اكتشف ان اللغة اليومية تختلف من هنا الى هناك ، فى الاسواق وفى المقاهى حيث المناداة للنادل تختلف وتبدو لك غريبة من (المطرية شمالا، الى حلوان جنوبا ) هنا فى حلوان ينادون القاهرة ( مصر ) يقول لك احدهم (نازل مصر ) ويعنى القاهرة ، كما يفعل اهل اسكندرية وشبين الكوم والمنصورة شمالا ، واسوان فى الجنوب ، اللغة فى الاسواق الفخيمة غيرها بالقطع عن تلك المتداولة فى وسط البلد والعتبة وسوق غزة
    فى الايام الاولى كنت احاول التعرف والتعارف مع كل ما كنت اجهل فى تلك المدينة وما اكثر ما كنت اجهل ، فلاول مرة اكون فى قلب مدينة بحجم القاهرة فلقد اعتدت المدن فى بلادى تلك الصغيرة التى لا تصل الى حجم القاهرة بالتاكيد فاكبر مدينة لا يتجاوز عدد سكانها المليونين فى ذلك الحين ، فيما كانت القاهرة مسكونة فى كل يوم بعدد يتراوح بين خمسة وعشرين وسبعة وعشرين مليونا فى الصباح وحتى منتصف اليوم او ما بعد الظهيرة حيث يفد اليها اعداد من اهل الاقاليم تساوى سكان بلادى اجمعهم .
    فى بداية حياتى فى القاهرة كان كل يوم يعنى اكتشاف جديد ، ففى اسفل العمارة (عمارة النصر)كان ثمة (كشك ) حدثنى صاحبه انه لم يغلق منذ افتتاحه قبل اكثر من عشرين عاما ، وظل مفتوحا حتى غادرت القاهرة فى العام (1999) يبيع الكشك كل شئ يخطر على البال من الاوانى الى الاحذية الى الصحف اليومية الى العاب الاطفال الى الملابس لاتفوت صاحب الكشك فائتة
                  

05-01-2007, 03:44 AM

عاصم الطيب قرشى

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الاخت العزيزة بت البلد سلمى

    لك الود والسلام والاحترام.


    طربت جدا لمتونك المكتنزة

    بالسودانوية.

    و سعدت وهمت بعشق روحك

    المعطونة فى حبر قلمك .


    وبقدر ذلك حزنت جدا لتأخر

    ميلاد معرفتى بك.



    *مسدار سلام*
                  

05-01-2007, 11:57 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: عاصم الطيب قرشى)

    اخى الحبيب عاصم الطيب ،سلام عليك ياابن معهدى ، لعمرى تلك مؤسسة جديرة ان نكتب كل يوم عنها لانها ظلت الام التى ما فتئت تدعونا لحضنها وقلبها يخفق بنا دوما ، لم اكن اعرف انك ابن امى تلك ، تلك الام التى نحبها جميعا ونخاف عليها من اناس لا يخافون الله فيها ، تلك ام، يا لها يا عاصم اخشى ان لانجدها بيننا ، اخشى ان ، لكننا سنظل ابناءها وروحها وقلبها الذى يخفق لها وبها حبا ، شكرا لك حبيبى وابن معهدى
                  

05-01-2007, 07:35 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    حكاية .. كتابة بهار الحياة

    وقفت كثيراً امامها ما اجمل الحزن والامل والفرح والمحبة .
    ما اجمل الدنيا بكل ما تحمله وما ابتع الانسان وأشد بأسه
    الانسان الكائن الذي يغزل من الحزن امل ومن البهجة مسرح
    سعيد أنا حين اقرأ ما تكتبين فبين حرف وحرف بذرة امل وشعاع
    ضو في تمازج هارمني متناغم تنقلين العيون والعقول والاروح بهذه
    الحروف فتكون المساررة والحكاية والذكري شجئ وشجن يِشعرني كمتابع
    وقاري إني أمُلك هذه الكتابة وانها تخصني .

    ست سلمي ... ويح قلبي الما انفك خافق !
    وعليك سلام الله ومحبة وبركاته.

    واصلي يا ست سلمي واصلي
                  

05-01-2007, 12:40 PM

Yasir Bastawi

تاريخ التسجيل: 10-17-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سفيان بشير نابرى)

    سلمى بت الشيخ سلامة.......
    والله اقول ليك الجد.....
    حيرتيني........
    تعرفي؟... كتاباتك تشيل الزول وتختو زي ما عايزة, تدخل بيك البيوت الشوارع الزقاقات ... وحتى القلوب
    ده من شنو يارب؟؟؟
    نهر...... شلال.... اقول ليك؟ والله ما بقدر اوصف.
    بس اكتبي
    الله يديك العافية
    يا ست البنات
    و لا فض فوك
                  

05-01-2007, 09:04 PM

Omayma Alfargony
<aOmayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Yasir Bastawi)

    سلمى...

    لا اوقف الله لك مدادا.

    أحب كتاباتك...حب المريد.

    تقتلني التفاصيل يا سلمى....

    التفاصيل الزكية... حين تبنى داخلناما سوف يكون، حبة تلو حبة لنصحو ذات يوم ونحن ملأ بالحب.

    تفاصيل طفولتنا...مراهقتنا...هي

    أبواب لا تمل الفتح والغلق...

    دخول وخروج...

    تفضي بنا الي حيث أناس نحبهم...

    ونهرب خلالها من أناس يحبوننا...

    وبين هذا وذاك...نحلل ونتأمل، نتمنى ونحلم...

    نفرح ونحزن، نندم ونتحسر...

    ليت،...ربما..ماذا لو...؟

    وكان يا ما كان....


    ما أجمل البوح والحكي حيث تكونين.

    أميمة


                  

05-01-2007, 10:12 PM

ibrahim kojan
<aibrahim kojan
تاريخ التسجيل: 03-29-2007
مجموع المشاركات: 1457

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Omayma Alfargony)

    سلمي... لو عادل ده كان استاذ بالابيض الصناعيه في اواخر الثمانينات واوئل التسعينات وابوه عبدالرحمن حسن وبيرسم وبيلعب كوره وصوته زي الرعد يطلع اخوي!! كوجان ده لقب قصتو طويله... اما انا ترزي كنت....في سوق الفاشر وهسع اعمل جراح قلب بلندن ومافي فرق بين المهنتين ,,, وعشان تعرفي اكثر ادعوك لقراءة مداخلتي في بوست هشام ادم ...ساحر لايمتلك عصاه ولكن.. ريشه
    على فكره عادل الان بامريكا وله عزه والشريف مخلوقان من ماء الضوء ...
    التقيك ....حتما
    ابراهيم كوجان
                  

05-02-2007, 02:37 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: ibrahim kojan)

    واحلالى يا ابراهيم كوجان ياهو زاتو اخوى عادل كنت فى كلية المعلمات مدرسة وكان فى الصناعية وكان بدرس الشماشة واتصاحبنا معاهن ، لمن نجى نركب المواصلات ما بندفع ولا بنتزاحم مع الناس لاننا الاساتذة زى ما كانوا بسمونا ، كنا نمشى من بيت النعمان الى بيت العميرى ومنه الى بيت طارق الشيخ عازف الكمان ، نقاشاتنا وطموحاتنا فى شان هذا البلد لا تحدها حدود،ونجى بيت عمى الزين اخر المحطات لانى كنت عايشة معاهم ، كنا لا نفترق الا للنوم ، يجمعنا دار اتحاد الشباب السودانى فى الامسيات ونتفارق بعد جلسة فى خور القبة القريب من بيت عم الزين احمد خليفة عليه الرحمة فى طريق العودة من سينما كردفان او عروس الرمال ، تلك ايام بطعم الشهد، ادخلتنى محراب الابيض تلك المدينة التى لا اعشق سواها، الان ولا فى اى يوم ، لسماحة اهلها وطيب معشرهم ، ما نزال وسنظل اسراها
                  

05-01-2007, 10:22 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Omayma Alfargony)


    سلمى يا نعناع الجنينة
    نعنعتى المنابر
    وعتقتى المحابر
    الله عليك
    واصلى سرد الصدق
    سلام
                  

05-03-2007, 00:43 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Osman Musa)

    اخى عثمان لك كل الود واجزل الشكر على كلماتك (لكل اسبوع طعمه ولكل يوم دلالته ولكل ساعة نحياها امد ولكل حياة نعيشها مذاق يختلف من هنا الى هناك ، يوم الاثنين الموافق الثلاثون من يوليو كان يوما لا يضاهى فى الثقل ، ان كانت الحياة قبل ذلك التاريخ خفيفة ومهضومة الايام ، لكن ذلك اليوم حين صحوت ولم تكن امى فى سريرها مختفية اختفاءها الابدى الذى احال الحياة الى كائن غير محتمل الثقل ، ما زلت اغالب الاحساس بالحزن وينفرط عقد الحزن فى اى مكان لا يهم اين المهم انه ينفرط ويجعلنى ابكى دون قصد رغم اننى كبيرة كما ارى لكنى ما ازال احتاج الى صوت امى وهى تقول لى : ودعتك الله كلما راودنى ذلك الاحساس بالسفر ، لم تكن تمانع سفرى بل كانت ترى فيه مخرجا لى من كثير ازمات تعتبره احيانا المعبر الوحيد لشقائى ، لكم تعذبت بفقدها ولكم ساتعذب لاننى لن اجد من يقول لى :يا بتى الرجال غلبن حار يا تستحملى ولا اخير ليك حريتك من الغلب والهم
    رحمة الله عليك يا امى
                  

05-03-2007, 00:24 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Omayma Alfargony)

    يا اميمة الحبيبة شكرا لك على رقيق كلماتك تجديننى اكتب عن تلك الايام سقاها وارواها احن اليها لسبب ما تجديننى اؤرخ لباص المدرسة الذى لم يكن الا مجانا او ندفع بعض الملالين (اعلم انك لم تلتق تلك العملة ) لكنها اصغر العملات ، المهم للباص شجن فى نفسى (

    يا سواق وليه شلتو؟

    ذلك كان لسان حال المغني ابو عبيدة حسن ذات زمان نقي عفي مضي لم يكن فيه باص المدرسة ( بدعة) او مرهون بالمدارس الخاصة ، كنا ننتظر الباص في الصباح ويقلنا عند الظهرالي بيوتنا
    في مدينة الابيض كان علينا ان نصحو باكرا نقوم بترتيب البيت واعادته الي هيئته الاولي ، ما امكن ، ثم نتسابق باتجاه الحمام ، لابد من ذلك (فالتفتيش ) ينتظرنا ، نظافة ان اهملت فيها يقودك ذلك الي الضرب الذي لا رحمة فيه من جانب مدرسة لاتعرف الرحمة الي قلبها سبيلا ،فسوف تضربك امام الجميع ، لا فرق بين بنت الوزير والغفير، لابد ان يكون الفستان مغسولا ومكويا ( نظيفا ) علي اي حال ، الطرحة لابد ان تكون كذلك ، الشراب والجزمة البلاستيك لابد من نصاعتمها ايضا ، كنت اشرب الشاي على عجل ، لان الباص سيكون في المحطة عند السادسة تماما ، لا مجال لان يفوتك ، لانه ان حدث ذلك فلك الويل والثبور وعظائم ان تقطع مسافةلا تقل عن الثمانية اميال حسوما ، والويل كل الويل ان كان الفصل شتاءا ، لذلك كنت اصحو باكرا ، وما زلت افعل حتي الان تلك العادة التي سرت مسري الدم ، رغم مرور الاعوام 0
    ( باصنا ) كان من النوع الغريب الذي كنا نسميه( باص اللبن ) صغير بمقاعد تمتد يطول الباص مكونة من ثلاثة مستويات واحدة في اليمين والاخري في اليسار واخري في الوسط ، كنا ننحشر فيه( كالسردين ) لكننا كنا متالفات مع لك الوضع ، تمضي الرحلة من اولي المحطات التي كانت محطتي ثم نتوجه الي محطة فاطمة حسن ، التي تسكن في نفس الحي ( السكة حديد ) ثم يتجه الباص الي حي امير ، ثم البترول ، ثم ( الدرجة )ثم الي حي الموظفين ،تنتهي الرحلة في ود الياس حيث المدرسة هناك ، ( الابيض الشعبية الثانوية العامة للبنات ) ولا اعرف من اين جاءت الشعبية تلك ؟
                  

05-02-2007, 11:45 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: Yasir Bastawi)

    ياسر بسطاوى يا اعز الناس (سيد بيت النمل )وكنت ابن اخر لمنظمة حقوق الانسان حفظت سرها ودارها واهلها ، كنت احد علاماتها وشواهدها ، يجئ اليك الناس فلا تتبرم ولا تنزعج تقف على قدم وساق لمساعدتهم واجلاء امرهم وتحويلهم للماكنة البشرية الاخرى دكتور حمودة فتح الرحمن امد الله فى ايامه ، ومع ذلك تغنى وتمنى النفس ان الغناء يزيل عن كاهل الانسان ما وضعته الايام
    وللقاهرة شجن فيك وفينى ، كنت تسال عزة دائما حين يطلب (عثمان بشرى او طارق محمد عثمان ـ ملاح الشرموط بالقراصة ـ عزة العمل الاكل دا منو ؟ فتجيبك :ماما ، كنت تضحك وتقول لها :سلمى الشيخ شن عرفا تعمل طبيخ ؟واضحك من ازدرائك واعرف من اين يجئ ؟ لانك شلالى تعرف معنى الطبخ ومقاديره، سقى الله تلك الايام يا صديقى بندى الذكرى الجميلة ولك الحب والاعزاز
                  

05-02-2007, 01:21 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سفيان بشير نابرى)

    ابنى الحبيب سفيان
    (كنا فى تلك الازمان نحمل عبء الاهل باكثر من اى شئ آخر ، كنا نحن الفتيات اللاتى نشان فى تلك الايام تربينا على حسن ظن اهلنا فينا ، فكنا نتبارى لارضائهم ولانألوا جهدا فى ذلك مهما كلفنا من مشقة
    (حين دخلت المدرسة الثانوية كان كل حلمى ان اغدو محامية تلبية لرغبة امى نفيسة (جدتى) تلك المراة التى كانت فخورة باحد زوجات ابناء اختها التى كانت محامية وكانت كل رغبتها ان اعود فى مستقبلى تلك المحامية، تحدث صديقاتها عن تلك الرغبة العظيمة التى علىّ ان البيها لها ، ولم اتردد لحظة حين دخلت المدرسة الثانوية بل تباهيت على صديقاتى اننى ساكون اول محامية فى اسرتى
    فى ذلك الحين كانوا يسمحون لنا بالانتقال عبر المدن التى نختارها ، فكان ان اخترت امدرمان ، ودخلت احد مدارسها الثانوية لكنى لم اهنأ بتلك المدرسة فسرعان ما عاد والدى من الابيض ليصحبنى او ليسحبنى الى مدينة الابيض بحجة اننى لابد ان ادرس كلية المعلمات
    فى زعمى ان تلك المدرسة لم تكن لتؤهلنى لدخول كلية القانون فى جامعة الخرطوم ،لذلك لم اكن تلك المجدة فى التعاطى مع الدروس ، وانتقلت الى فضاء آخر ، لم اكن بعيدة عنه طوال حياتى ، فمنذ المرحلة المتوسطة كانت الكتب انيسى وجليسى لم افارقها قط لذلك غدت الان احد همومى طالما اننى لن ادخل كلية القانون ، بت اكثر حميمية معها ، اطالع الليل والنهار ، كان استاذى عمر مودى احد العلامات الفارقة فى تلك الفترة الى جانبى ، علمنى كيفية التعاطى مع اشياء جديدة ، الكتب السياسية والثقافية المختلفة لذلك لم اكن امّل القراءة والتحاور معه هو واستاذى محمود عمر محمود، كانا اول من اشرف على كتابتى المسرحية التى ازعم انها حولت مجرى حياتى الى هذه اللحظة ، لكن ابى كان مهموما من جانبه لان الاطفال كانوا فى حاجة الى من يعينه على تربيتهم على نحو مادى
    كانت الكلية تمنح الطالبات عددا من الجنيهات تعينهن على مسير الحياة ، لذلك كنت لا اتوانى عن الدفع بتلك المنصرفات الضئيلة الى يد والدى
                  

05-07-2007, 08:20 PM

Omayma Alfargony
<aOmayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ٍٍسلمى

    أحكـ

    فالتفاصيل لا تشبع...

    والأحرف لا ترتوي...

    وأروقة الذاكرة لا تكف عن الضجيج...

    ونحن لا نكف عن التململ...

    نقطع اواصر الانتظار...

    بمجيئك...
                  

05-07-2007, 09:59 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الحبيبةاميمة الفرجونى لكم وددت ان احكى عن جدى ذاكم الرجل الذى تربيت فى كنفه اهددى اليك هذا النص ( الآن ، وقد تخطيت الاربعين من سنوات عمري ، وغطي البياض ما كان أسودا ، أظل نفس تلك الطفلة التي تتمني عودة ما كان ، مع علمها التام استحالة العودة ، مع ذلك تجدني أحلم ، وأرسم للباكر بروح ملؤها التفاؤل ، فلم يتخط الشيب رأسي بعد ، لم يدخل الروح ، ولن ، فما زال امامي الآف الأميال لأمشيها ، اسعي للوصول ما استطعت الي ذلك سبيلا ، أتمثل جدي –أبوي بابكر – كما كان يحلو له ولي تسميته ، ومناداته ، كأني به ما يزال بيننا ، اشتم رائحة جلده ، أحممه أقلم له أظافره ، فتقطر دما ، فاصابعه باتت لدنة ، كنت أخاف المشهد ، لكنه يلح علي ان أكمل ما بدأته ، يا لذلكم الرجل ، لكم أحبه ، أصلح له ما انقلب من ( مركوبه ) اعدل له سريره في الصباح ، اضع الي جانب السرير (التربيزة الصغيرة ) أضع له فيها الماء وكوب اللبن الحار في المساء ، وفي الصباح تحوي التربيزة ( كباية الشاي باللبن ، واللقيمات إن وجد ) ثم لاحقا الإفطار ، والغداء ان كنت في الإجازة ، أجلس الي سريره ممسدة قدميه ، كأني به عداء انهكه العدو ، يضحك جدي بفمه الخاوي( تلك الضحكة الرقيقة) ، الذي يستنكف وضع (الطقم ) فيه ، ذلكم الطقم الكان دائما له كوب خاص به موضوع الي تحت سريره ، أغير له الماء وأغسله بفرشاة الاسنان الخاصة به ، وأعيده الي موقعه ككنز منسي
    اجلس الي جدي أشكو له تعبي ومشاويري البعيدة التي أمشيها من الإذاعة حتي البيت في امبدة بسبب العناد أحيانا وانعدام المواصلات أحيانا أخري ، وكانت تدهشه تلك المغامرة ، ويتمني لو كان بمستطاعه ان يساعدني :
    - يا بتي هسي متل المشي البتمشيهو دا ما اخير منو قعاد البيت ؟خليهو الشغل دا متعب
    - اها يا ابوى كان قعدت في البيت ، الحال ما بنعوج
    - أها نان كيفن الدبارة ؟ ماكتير عليك ، الله يقويك يا بتي
    - انت بس يا ابوي قول انشا الله يدوني الوظيفة ما ببقي ست البيت بعد داك ، دعواتك يابا
    كان جدي يتلصص في سماع الحكايات التي كنت أحكيها لابنتي عزة ، ويضحك من المفارقات في الحكايات التي كانت تعجبه ، تجده احيانا يقهقه بالضحك حتي يشرق
    ـ الله يجازيك بالخير ضحكتني الحكاية بلحيل
    رحمة الله عليه ، فلقد عاد طفلا في أواخر ايامه ، طفلا حلوا لا تود مفارقته ، لكم أحببته ، واحببتكم جميعكم فانتم عزوتي وناسي ، من وضع لبنة الحياة الصحيحة لدي الآن والي الابد
    هاهي الأعوام تنصرم ، أجدني أدور بين العواصم والمدن والقارات لكن مقامكم دوما هنا بين الجوانح ، لا مفر ولا مخرج الا بموتي
    ذات مساء من شهر اكتوبر العام 1988، كان مساء لا ككل المساءات التي عشتها ، فلم يكن عاديا قط ، جدي كان ممددا في سريره في الممر الفاصل بين الصالتين الطويلتين في بيتنا ، كان يحب ذلك المكان ، فهو مثلي أو كنت مثله ، لا يحب الغرف ، ولا الأمكنة المغلقة ، ولا الحر من ثم ، الحر علي وجه الدقة كان سببا كافيا لتكديره وكذا يفعل بي ، كان اذن ممددا الي سريره كنخلة تأبي السقوط ، شامخة تهفهف سعفاتها ، يقينا كان قامة وظلا أظلنا باجمعنا ووقانا طوفان الزمن تشتتا قال لامي بصوت يشبه الهامس :
    -سكينة بتي ، الوكت جا
    رفع لحظتها كل من سمع ذلك الحوار حاجبيه دهشة ، كيف لانسان أن يعرف منيته ؟ ومتي تكون ؟ كيف تأتي الي من كان مسد الحياة وشكّل وجوده كل تلك الزوايا والركائز في حياتنا ؟ أي الجدارات ستسندنا في غيابه؟ رغم ضعفه الذي كان واضحا لكنه ركيزتنا بلا منازع ، رايته ما زال فتيا ، روحه وثابة ، فتوته سارية لم يأخذ منها الزمن ، وهو من كنت اليه اعود كلما ضاقت بي الجهات ، فيعزيني ، وحين تستعصي علّي الحياة استمد منه الحكايات التي تلهمني وتخفف عني وطأة ما كنت أحس ، نضحك معا منها ومن سذاجتي ( (وعودي الني ) كما كان يصف قلة تجاربي ، هشة بدوت في تلك اللحظة ، رغم انه كان يراني (راجل واكتر من الرجال كمان والله يا بتي كان الرجال متلك كان البلد دي حالا انعدل وبقت لها علي بصيرة ) كنت أضحك من مقولته تلك وأقول له:
    - هسي يا ابوي تسويني راجل عديل كدي ؟
    يضحك مني
    - لو في راجل تب ، تراها امي دي
    - نان امك ما متلك ، أخدي منها ، قدر ما تقدري ، واديها بتستاهل
    امي كانت لها صفاته ، فلم تكن تشكو أبدا الا من( الشديد القوي )قالت لنا في تلك اللحظة بين دموع حاولت الي إخفائها ، فلقد كتب عليها ان تكون شاهدته :
    - قوموا نضفوا البيت ، جهزوا الجرادل للبرود، وحاجات الناس البشيلو
    لم تكمل الجملة حالت عبرتها دون ذلك، انها اللحظات الاخيرة لاقرب الناس اليها
    غالطناها ، بكينا ، بكيت علي نحو خاص ، فهو من ظللت طوال حياتي اناديه (ابوي) ، بكيت ولم اكف ، فهو احد الزوايا في مربع حياتي ، وزاوية لا تنغلق فهي ليست منفرجة ولا منعكسة ولا تشبه أي زوايا أخري ، مفتوحة علي كل حياتي ، ما انكرت عليه ذلك الحق ابدا ان يكون والدي ، وسط سحب الدموع قلت لامي
    ـ : نمشي ننادي الدكتور يا امي ، ابوي ما مات
    أومأت لي بادبها الجم :
    -انتو ما بتعرفوا الموت ؟
    الموت ؟ وكيف؟ لماذا ؟ لمن ؟ابوى ؟ لا
    لحظتها نبح الكلب الكان مربوط الي أقصي أركان البيت ، نبح نباحا غريبا ، اتبع ذلك النباح ان توقفت المروحة الكانت موضوعة إلي جانب سريره دونما أن يكون ذلك بسبب إنقطاع التيار الكهربائي تزامن كل ذلك مع زفرة اطلقها جدي مسلما الروح لبارئها مضت روحه خفيفة حيث السرمد ،مضي فارس من فرسان كل الازمان ولعمري مضي في جلال الملوك وهيبتهم ،فله رهبة لم تبارحه حتي مماته ، ظللت ملامحه ، فبدا كفارس في قلب طفل ، ملامح تجبرك علي توقيره ، قامة كالنخل ،عرضه بطول النيل ، وجهه وسامة لا تخفي ، بشلوخه الغائرة في وجنتيه ، محياه ينم عن ( صلاح ) ومهابة تنطوي علي احترام الذات
    هو ابوي ، الحقيقي ، رباني في كنفه ، وكان لا يرضي ان اناديه جدي ، ولحظة يزل لساني بذلك ينهرني ويقول :
    -أنا ما جدك أنا أبوك ، اخوانك مخيرين ، لكين انتي بتي فهمتي ؟
    هالله ، أفاض علّي حبا لم يمنحني اياه أحد ، أضفي علي حياتي معني ما كان ليكون لو لم يكن اسا حقيقيا فيها ، رغم الصرامة اللافتة ، البادية مظهريا عليه ، لكنه كان يمتلك حاسة فنية وحدسا نقديا عاليا اورثني إياه، مزودا اياي بتلك الخصائص دونما قصد ، فهو ذواقة للموسيقي ، للغناء الجميل ، وإن كان لا يردده قط فلم أسمعه يترنم ، مع ذلك كان يشجيه صوت الفنان حسن سليمان (الهاوي ) ورمضان حسن ، ومحمد ميرغني الذي كان فنانه المفضل ، وفناني من ثم
    يوم تزوج حسان شقيقي ، كانت ليلة لم ينسها احد ممن حضروها ، غني فيها العديد من الفنانين من زملائي واصدقائي من المعهد والخريجين ،كان بينهم الفنان حيدر حدربي ، ناداني جدي :
    - الوليد الغنا دا منو ؟
    - ياتو فيهن ؟
    - الهسي غني طلعت القمرة
    - حيدر حدربي ، عجبك يا أبوي ؟
    صمت لبرهة كأنما يستعيد الصوت في ذاكرته التي ظلت ناصعة رغم تقدم السن
    - صوتوجميل ناديهو لي أسلم عليهو
    ورايتهما غائصان في حديث شهي لا اعرف كنهه ، لكني أشهد أنه ناقد متخصص في شأن الغناء هكذا بدا لي وحيدر بأدبه الجم وبساطته التي تدل علي عظمة العارف ورقته يستمع وجدي لايني يسوق الحديث بلباقة العارف وذرابة اللبق
    يستمع جدي للاصوات باذن الخبير ، يميز الأصوات ، من كان جديدا وجديرا بأن يستمع إليه ، كان محبا لصوتين من البنات ، زينب الحويرص وسمية حسن ، كان يري اصواتهن كأصوات الملائكة أو هكذا وصفهن ، كان يقارن صوتهن بصوت الفنانة عائشة الفلاتيه ، لكنه يقول :
    ـ ما خلن للفلاتية شيتا تغنيهو فاتنها لقدام .


    ورثت عن جدي ميله للحرية والزهد، فهو كان كارها للقيود وأعني الكلمة
    فهو كما عرفت لم يشتغل في الجهاز الحكومي في حياته الإ بالقدر اليسير وتركها ولسان حاله يقول ما بدور عبودية الحكومة )، حتي في ملبسه كان مثالا للصوفي الزاهد ، ملبسه كان ( عراقي خفيف من القطن ، سروال ابيض يتلفع بثوب أبيض أيضا ، يحب البياض فلم يلبس سوي اللون الأبيض في كل ما رأيته يلبس ، حتي الطاقية بيضاء ، يحلق شعره نمرة واحد ) ، لم يكن قد عاني الصلع ، يحمل عصاته بيده اليسري ، والمسبحة باليمني، ولعصاته حكاية :فهو كان دائما يلّوح بها ( للحرامي ) الذي لم يصادفه قط ، ( والله ان جانا الحرامي الا عصاتي دي تاباهو ) فهي ـ العصي ـ طويلة تنتهي ( بصامولة) كافية ( لفتح راس ايا من تسول له نفسه الاقتراب منه ) وحدث أن زارنا الحرامي لكن جدي لم يكن موجودا حينها ليلحق بذلك الشرف الذي طالما تمناه وهفت نفسه اليه كان فى الجامع يصلى الفجر الذى لم يكن يصليه الا فى مسجد الشيخ اسحق حمد النيل
    صوفي جدي ، في شبابه كان أغني إخوته أجمع ، كان يمتلك عددا كبيرا من الماشية ، يطلع بها مشيا بين بربر وأتبرا كما يحلو له تسميتها ويعود منها محملا بمال جم ، حكي لي ذات مرة أنه رأي فيما يري النائم رجلا جاء يوم الحشر وقد كان يجر رأس فأسا كما يجر جبلا ويتأوه من حمله ذاك ، قال سألت الرجل
    - مالك يا زول ؟ قال فرد عليه الرجل الكان في المنام :
    - ماك شايفني جاري الجبل دا ؟
    - قال : ياتو جبل ؟ راس الفاس دا؟
    - قال الرجل : بلحيل كنت بكسربو الحطب ، وتراني جاريهو جبل متل ماك شايف قال جدي من محلي داك قمت علي البهايم وزعتهن ، وكل قرش عندي ما بات معاي يوم تاني ، وقعدت يا مولاي متل ما خلقتني ، معلم الله ، ماني داير من الدنيا جنس شيتا يتقل علي ، الاضان باردة والقلب ثابت ،الاقي ربي خفيف ؟؟؟
    أضحكتني الفكرة كيف يمكن لاحد أن يتصرف علي هذا النحو ؟ في زمن الجميع فيه يلهث باتجاه المال وتكديسه ؟ لا يهم كيف في بعض الاحيان ، المهم ان يتوفر !
    فهمت الآن موقف جدي ، وزال تعجبي حين رأيته ممددا في سريره تلك الليلة،خالي الوفاض الا من حبنا ، ومسبحته ، وما كان يستره
    اذكره الآن فوح لم تتغير وردته التي ما تزال تنشر ذلك العبق بيننا عبق من النبل والمرح رغم التجهم البادي ، تبقت منه أصالته وكرامته التي لم يستطع الزمن ان يحني لها عودا ، يا لجدي المتسم بالعفة في الحديث ، فلم اسمعه يشتم بنابي القول ولا تطاول في القول ، لكم أحبك يا جدي

    جدي كان دائم السؤال ، يسأل من يدخل ومن يخرج ، أحيانا يتعامل مع البعض بروح ملؤها التآمر ، حين ( يتغابي العرفة ) حتي أنه ذات مرة وكان أحد ابنائه خالي حفيظ ، جاء لزيارته ، بعد ان استقر به المقام في بيت والدي في امبدة، جاء إذن حفيظ :
    - ابوي ازيك
    - انت منو ؟
    - عبدالحفيظ
    - عبد الحفيظ منو ؟
    ليجد انه امام ابنه ، ومع ذلك كان يمعن الانكار ، لكنه سرعان ما تعود إليه طفولته ووداعته ، فينادي من أنكر قبلا ، وينتهي المشهد باكيا ، ولا يقف الامر عند هذا الحد ، ففي بعض الاحيان حين تزوره بعض قريباته ، وأقرباؤه ويكون غير راغب في السلام عليهم ، فإنه يدعي النوم ، وينسي انه قد فعل ، فينادي أحدنا بعد قليل من ذلك التناوم ، فيقوم أهله لمسالمته ، لكنه يعود إلي ما كنا نسميه ( حركات جدي) أو كما كانت تقول عنها هدي رحمها الله ، ( الحالة س) ولا يأبه لمن مد له يده ، او تجده مادا أطراف أصابعه ويرد السلام من دون نفس
    هو ذاك عم بابكر كما كان يحلو لنا مناداته أحيانا ، تراه يلعب الطاولة بخبرة العارف ، لكنه لا يفعل ذلك كثيرا ، ربما كان يري انها ملهاة له عن فروضه أو000 لا أعرف 000
    مع ذلك كان يهوي ان يحكي لنا مغامراته ، وتجاربه 000
    في ايامه الاخيرة كانت قد عادت لجدي طفولته التي ربما تاهت عنه لبعض الوقت ، كنت تراه يبكي لاقل المشاهد تاثيرا ، ويضحك لابسط المواقف طرافة ،عاد شفيفا كما تكون الشفافية والرقة ، كنت أحيانا اعود الي البيت باكرا ، فنستلقي معا صحبة ابنتي ، احكي لها حكايات ما قبل النوم ، أو أقرأ لها من كتابها المفضل قصصا حين تكون الكهرباء متوفرة ، واحيانا لا أفعل ايا منهما بفعل الاجهاد أو الانشغال ببعض أمور البيت ، حينها ترتفع وتيرة جدي واستجابته الشرطية فيسأل عزة :
    - انتو الليلة يا عزة ما في حجا؟
    تضحكنا طرافة الرغبة , وأقوم طائعة لاداء ذلك الواجب اللذيذ ، أحكي لهما بصوت عال ، رغم انه لم يفقد حاسة السمع ، ولا النظر الا بما هو معادل لسنه لم ترتجف يداه مثل بقية الشيوخ في سنه ، لم اسمع انه كان في زيارة الطبيب الا مرة واحدة وكانت للكشف لاستخراج النظارة الطبية له ، لم أسمعه ينادي سائلا عن مواقيت الدواء ، ( ولعلي ورثت عنه كرهه للاطباء والحكما كما يسميهم والدويات) بل كان يسأل عن الطعام ، كان محبا للطعام الجيد خاصة ، ولا يحب (الاكل الخمجان ) علي حد قوله، رغم تهالك اسنانه ، لكنه مع ذلك يعنيه تماما ان يشرب في الصباح والمساء ما امكن (الشاي باللبن بالكباية الكبيرة) حبذا لو كانت مصحوبة برغيف أو ما تجود به أمي من (لقيمات ) في الصباح
    قال جدى ذات مساء اخضر:ـ :
    - ( زمان كنت بشرب اللبن بالسمن والبلح المبلول من في الليل ، دا قبل الشاي كورية لبن ما كباية متل زمنكن الناشف دا ، بعد داك الشاي باللبن المقنن ، العشا مديدة حلبة ولا دخن باللبن والسمن ، الزيت بعطن فيهو كرعيني وبستحم منه ، وندفقو، زيت سمسم صافي ، ربع البلح دا ونسة ساكت بكمل ، وكمان ان بقي معاهو قراصة بي سمنه ، ولا كان فطيرة بي لبن ، ما زيكن هسي تاكلو الفول ، الفول الله يقطعو خرب بطنا واذاها ، مجبورين عليهو ، زمنكن الناشف دا علمنا اكل الفول )
    ربما كان لكل ما كان يأكل في صباه ذاك الاثر الذي لم ينمح ، فقياسا لسنه كان جدي رشيقا ، بل كان يقوم بكل ما امكنه القيام به ، كان يغسل ملابسه (علي كيفو ) يرتب اشياءه البسيطة ايضا، رحمه الله

    لحين سكن معنا شاب جاء من تشاد أو افريقيا الوسطي ، لا اعرف تحديدا ، المهم ، جاء رفقة ابناء خالتنا ( يرحمهم الله) من نيالا بعد ان ضاقت بهم سبل الحياة هناك ، أواسط الثمانينات ، لم تكن أمورهم قد ترتبت بعد ، فتركوا عبد الله يعيش بيننا الي حين ، ويا لروعة مقامه بيننا ، فقد كان خلا وفيا لجدي ، مراعيا له في غيابنا عن البيت ، يطعمه ويسقيه ، ويقف علي كل طلباته ، بلا من او تبرم، يؤدي ما عجزنا عن ادائه ، يحكي لجدي بدماثة عن بلاده ، وجدي يضحك من حكايات عبد الله ، ومن دهشته من الخرطوم كاكبرمدينة يراها في حياته، ، يحكي عن بنات الخرطوم (السمهات ،عمي بابكر هسي ما بعرسو لي واحد من بنات الخرتوم دا؟ ) ، ولا يخيب جدي ظنه فبقول له ضاحكا من التذكير الذي لحقهن :
    ـ انت بس شد حيلك واشتغل كويس بنعرس ليك الدايرا فيهن
    وكان لذلك يتاجر بالسجاير في زمن الندرة ، ولا اعرف من أين كان يحصل عليه،ويدخر مالا كثبرا ، كنت ادبر له امر صونه ، لكنه في المقابل ماتواني عن تلبية طلبات والدي ، كان يجلب له الدخن والسمن واللبن ، ويصنع له (المديدة) التي طالما احبها ، تجدهما ياكلان ويضحكان كصبيين في سن واحدة ، لكن عبد الله أختفي لامد طويل ولم يعرف احد اين ذهب ؟ البعض يقول انه مات والبعض لا يعرف ، فلقد بات لغزا لم يحله احد بعد؟

    قلت ان جدي يحب الضحك ، ففي ذات مساء صيفي نام الجميع سوانا ، كنا نشاهد التلفزيون ، سهرة غنائية ، فاذا بجدي فجأة يضحك دون مقدمات ، انتظرته حتي انهي موجة ضحكه ، سألته عن سر ضحكه ، فلم يجبني لحظتها
    بل بادرني :
    - دحين انحنا اتعشينا ؟
    كانت الساعة حينها تشير الي منتصف الليل ، قلت له :
    - آي يا ابوي ...
    فضحك مشيرا للتلفزيون :
    -السجم دا بجوع ، دحين هسي ما بتلقي لينا شيتا نسكتبو عيال الجوع ؟



    رحمة الله عليك عليك ياوالدي ، فلكم أضأت لي ظلمة ما كنت احسبها ستضاء لولاك ، لكم كشفت عني غمة ما كانت تزول لو لا وجودك في حياتي ، يا من أضحكتني ساعة حزني ، والبستني ساعة عريي من الامل املا ، سيجتني بحبك ونسجتني ، علمتني ما لم اطالعه في الكتب ، منحتني ما لم تمنحه لاحد من كل الذين حولنا ، رأيت معك دنيا ( وسيعة) ملؤها الحياة ، بشموخك الذي اتمناه يلبسني ، وسموك الذي اسعي الي بلوغه ، حتي حزنك اشتهيه الآن ، لانه حزن ما رايت انبل منه ،
    رأيت ذلك وكنت في عداد الاطفال بعد ، يوم رحلت أنيستك ورفيقة روحك امي نفيسة ، ذاك اليوم شهدت الشموخ يبكي بشموخ ، والعزة تتالم ، أدخلتني الي صدرك شهقة ، وشهقت معك بالبكاء ، لم ار رجلا يبكي الا ذاك اليوم ، فلقد بكيتها كمحبوبة لم يبك احد محبوبته علي نحوك ، فلطالما احسست حين رحلت انها فقدي وحدي ، حتي رايتك تبكي ، فوجدت حزنها يلبسنا معا ، حزنك ظل جليلا ، مجللا لك طوال ما تبقي من سنواتك ، لا تراه ، لكنك تحسه فلقد ظللنا نداري ذاك الجرح في ركن قصي من الذاكرة ، لكنك تخرجه ، وتتقلب علي مجامره ، كنت حين اضبط دمعة تجري علي خدك دونما سبب ، اسالك ، فتجيب
    ــ: لا لا ما في حاجة
    أفهم لحظتها انك قلبت مجمرة الذاكرة وانها التهبت من ثم ، رغم السنوات التي عبرت ، وانسربت 0
    مشدودة الي قوس ايامي معك يا أعظم الاباء جميعا ، لك كل الرحمة

    ايوا 5/5/ 2004



                  

05-08-2007, 03:04 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    شكري الجزيل لك يا سلمى
    سبحان الذي أنعم علينا بقدراتك ومهاراتك المختلفة في الكتابة التي تظهرينها بشكل متميز
    والآن أبوح بحبي لكل من كتبت عنه
    وتعلق قلبي بجدك
    أحتاج إلى جرعة من فيض عزيمته حتى تعيننا ومتناقضات هذا العصر وترصد البشر بك وتتبع خطواتك
    جدك جعلني أستشعر أن هذه الحياة قضية يجب أن نشعر بالمسئولية تجاهها وأن نسعى للتغيير بإتجاه الأفضل والأفضل هنا قيمنا وقيمتنا،،،،
    يلا أحكي لي عن جدك شوية
                  

05-09-2007, 01:20 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ولد ..... الدلوعة (Re: othman mohmmadien)

    اخى وصديقى عبد المنعم ، كل الشكر لك على ما تفضلت به من حب ارهقنى واعادنى الى حيث ينبغى ان اكون واحكى لك قصة صغيرة عن جدى
    جدى كان ينظر الى على اننى خائبة فى الطبخ لا يؤمن بما اطبخ وينعتنى اننى لا اعرف الي الطبخ سبيلا ( عدت ذات مساء رمضاني في السودان ، منهكة كل احلامي ان أغفو قليلا قبل الرجوع الي الاذاعة العام (89)لكن امي طلبت الي ان (اعمل عصيدة وملاح تقلية) وخاطر امي غال ، بعد ان انجزت ما طلب مني ، قدمت نموذجا منه لجدي رحمه الله ، فاذابه يصيح متسائلا :
    ـ انتو الليلة الرسلكم عصيدة من الحله منو ؟
    فاجابته امي:
    ـ سوتا سلمي بتي
    فارسل قهقهة عالية ، مردفا اياها بضحكة ساخرة
    : اول سلمى بتى شن عرفا بالطبيخ؟
    ولعلى اعانى من هذه الازمة مع كل اصدقائى واهلى الذين يظنوننى زولة ورق ساكت ( حقارة منهم) يا صديقى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de