|
الكلية الحربية ..لمحاربة من ؟؟؟؟
|
فى معرض قراءتى لما كتبه العميد عبد العزيز خالد...استوقفتنى الجملة التالية:-
اقتباس..}..(فالمتحدثان لم يتخرجا من الكلية الحربية) وإنما تم استيعابهما كفنيين، فمنهج البيان الرسمي الحالي ليس منفصلا عن السياسة التي ظلت تتبعها الإنقاذ خلال 17 عاما تجاه الجيش السوداني والتي أدت إلي فصله عن الشعب وإضعافه ثم إقصائه عن دوره والتحدث باسمه.{
تذكرت القول البلدى ( ابو سنينة يضحك على ابو سنينتين)....وفى هذا المقام( ابو سنينة يستعلى على ابو سنينتين)...ما بين خريج الحربية وغيره الملحق بالجيش.... ثم برزت الاسئلة التالية :- السؤال الاول ..منذ ابتدار هذه التسمية ( الكلية الحربية)...ما هى المهام الحربية التى قام بها هؤلاء المحاربون؟ ما بين الحرب لاجل حماية الدولة(الشعب) من العدوان الخارجى...كديباجة اعتقد انها موجودة فى ادبيات الجيش السودانى...الى اشعال القتال وممارسة الحرب ضد الشعب باسم الوحدة ..وحدة الدولة..والتى ثبت انها ذريعة طغيان تمنع اى جهوية شعبية من ممارسة حقها السيادى فى السلطة....فكانت حرب الجيش ضد الشعب فى جنوب السودان ..وما زالت حرب الجيش ضد الشعب مستمرة بابشع صورها فى دارفور...تلك هى الحرب المباشرة ..القتال لاجل هزيمة الشعب او جزء من الشعب.... اما الحرب غير المباشرة ..فهى الهمبتة ..من همبتة السلطة الى همبتة الاراضى والتسهيلات..باستثناء الذين تمردوا على هذه المؤسسة حيث شملهم الحرمان... اذن الهمبتة الرسمية القائمة على احقية العسكرى واولويته على غيره فى مصادر الخدمات ...ويمكن ان نلحظ ذلك فى الخطاب التحريضى من عبد العزيز خالد لزملائه من ذوى الضمائر فى الجيش ..اقتباس .( أما الأراضي التي ينتظرها الصقور فيمكن الاستفادة منها بمشاريع لضباطكم وجنودكم .. الأراضي ملكم)....
ليس فى ذلك انتقاص من مقال عبد العزيز خالد..فالرجل قد تضمن فى مقاله رأيا يقول به كل انسان متمدين حريص على السودان...
اقتباس....( والاهم بناء جيش عصري بمنظور علمي يرتبط عضويا بالدستور والقوانين ويتميز بقدرات احترافية ومرونة تنظيمية)....
السؤال الثانى :- هل هنالك تميز لخريجى الكلية الحربية يجعلهم افضل من غيرهم سواء من العسكريين التكنوقراط..او المدنيين؟ من الملاحظات الهامة التى عند دخول المستجدين للكلية الحربية فى السودان والتى تسميها بعض الدول الكلية العسكرية...ان يفاجأ مشروع الضابط الصغير.انه دخل حياة اخرى ..وهى كذلك بالفعل فى المجتمعات المتخلفة والمتهتكة اقتصاديا..يفاجأ مشروع الضابط الصغير بتنظيم قسرى لحياته..وذلك لاعداده عسكريا ولمآرب أخرى ... ابتداْ من التحية العسكرية .كيف يمشى بأيقاع الاخرين ..كيف يجلس كيف يهتم (بنفسه)..من لبس الينيفورم الى الاصطفاف بانتظار التفتيش...بل كيف يتناول وجبته بهيبة لا يخلخلها الااحيانا مشروع تأديب جماعى..كيف يصف ملابسه وكيف يحاففظ على مستوى نمو شعره...هنالك ثورة كاملة تحدث فى حياة ذلك الضابط الصغير ..كل ذلك ليحس بانه معد لمهام خاصة ووطنية سامية هذا فى حالة الجيوش التى تخدم شعوبها ..اما فى حالة الجيش السودانى تحدث ثورة استعلائية للضابط يحس معها بانه اعد ليكون افضل من المدنى...وهو كذلك حينما يخرج للحياة ويحس الفرق فى الانضباط بينه وبيت التعساء من ابناء الشعب ..فينتفخ انفه بدلا من ان يحس بالشفقة على من لم ينالو فى الحياة الا ابخس الحظوظ.... فى المجتمعات النامية او المتطورة ينتفى ذلك الاحساس الشاذ لدى العسكرى لأن الحياة العامة ..المدنية خاصة على درجة من الرقى فى السلوك والانضباط الطوعيين بحكم ارادة الاختيار المدنى نحو الافضل ..وغالبا ماتتفوق الحياة المدنية فى عدد كبير من مؤسساتها على المؤسسة العسكرية من حيث النظام والادارة المتقنة..ففى بعض المدن يحاكم المواطن اذا بصق على الرصيف.. اذن يتخرج الضابط وينمو فى استعلائه حتى يشمل رفيقه فى الرتبة من غير قطيعه فى التدريب...وتتحول مناهج التربية القهرية..الى ميزة شخصية تتطلع الى ما فى وسعها والى الذى خارج حدود امكانياتها...ولانه افهم قسريا ولمصلحته هو.. عليه ان يؤمن بأ ن لا شىء فوق طاقته وخارج قدراته ابتداء من قيادة دبابة الى قيادة دولة متعددة الاعراق متباينة الثقافات ..
يتواصل.....
|
|
|
|
|
|
|
|
|