|
|
 ود الغرب ما بـــيسر القلب .... ابوبكر القاضي نموذجا
|
كتب الطيب عبدالرازق النقر من كوالالمبور- ماليزيا ردا على الكاتب ابوبكر القاضى
قيل لبعض الحكماء بما يعرف عقل الرجل ،قال: بقلة سقط كلامه وكثرة اصابته فيه، ويستدل على عقل الرجل بعدة امور منها ميله الى محاسن الاخلاق واجتنابه السئ منها ورغبته فى اسداء صنائع المعروف واعراضه عن كل ما يكسبه عاراً او يورثه سوء السمعة وقبح الصيت
عنت لى هذه الخواطر وانا اقرا عدة مقالات دبجتها أقلام انساقت وراء عواطفها فكتبت من غير تفكير وسطرت من غير تدبير ،فأتت مدوناتهم قالة سيئة ماضية تمخر عباب الفتن وتضطرم فى شعاب الإحن والضلال ونسيت او تناست قول الاخطل
إن الكلام من الفؤاد وانما
جُعِل اللسان على الفؤاد دليلا
وقول الخطفى بن البدر
عجِبتُ لازدراء العيى بنفسه
وصمت الذى قد كان بالقول أعلما
وفى الصمت سترُ للعيى وإنما
صحيفة لُب المرء ان يتكلما
نعم ايها السادة أتت مقالاتهم كقطع الليل المظلم سوداء حالكة السواد تكشف عن قرائح فاسدة وقلوب إغتلت بمراجل العداوة وإلتهبت بنار البغضاء على اولاد البحر ومن هم على شاكلة أولاد البحر،أولاد البحر الذين اعلونها عالية خفاقة [يحكمنا المصريون ولا يحكمنا اولاد الغرب] و[البجى من الغرب ما يسر القلب]على حد زعم (القاضى) الذى يسعى لان تكون الفتنة جذعة فتية بين ابناء الوطن الواحد ،(القاضى) الذى تفيض العصبية من كلماته والكره من نظراته لكل ما يمت لاولاد البحر بصلة (القاضى) الذى سخر الصفات التى حباه الله بها من ذهن لا يكل ولسان لا يفتر وحركة لا تخمد لتوسيع الخرق على الراقع وجعل المودة والسلام حلما تندرس معالمه وتنضب معانيه (القاضى) الذى لا يريد للجفون القريحة ان تندمل وللقلوب القريحة ان تلتئم فما تضع حرباً اوزارها حتى تنشب اخرى اشد ضراوة واشد فتكاً(القاضى) الذى يتهادى النور امام بصره ولكنه لا يبصر بل يعيش فى ظلام دامس لان الظلام يبزغ من داخله (القاضى) الذى زان مقالاته بلون صارخ تمجة النفوس الصحيحة وتنفر منه العيون السليمة (القاضى) الذى مطمع بصره الكليل و حديث امانيه العجاف ان يرى الفرقة والشتات توطدت أركانها بين السودانيين قاطبة
على رسلك سيدى القاضى ودعنى اسالك فى ادب جم لما تعمل على زعزعة ما اقامتة الايام وتسعى لاذكاء حزازات تكفل الموت باخمادها ؟ ولما يصور لك خيالك المريض ان اولاد البحر ورصفائهم اولاد الغرب الذين ينحدرون من مشكاة واحدة وهت بينهما اسباب المودة وإستحكمت عوضاً عنها عٌرى الضغينة،آوا تسمح لى سيدى القاضى ان ابرهن لك ان مزاعمك هذه تعتبر إفتئات صارخ على الحقائق ولعل خير دليل يجعل ترهاتك التى بنيتها على شفا جرف هار تتقوض وتتلاشى ان السودانيين وحدت بينهم الالام والامال وتوثقت بينهم حبال المحبة منذ امد بعيد وليس فقط لإختيارالجالية السودانية بقطر والبحرين لكادرين ينتميان لدارفورالأبية
حتماً هناك عدة مسوغات جعلت الحالتين تركن اليهم وتوليهم زمام الامور وليس لمبرارتك التى سقتها والتى حبرتها فى مقالك الموشى بخيوط السخيمة والمعنون بعنوان يجعل الاكف تضرع الى الله ان يمن عليك بعاجل الشفاء[بصيص أمل لتعايش اولاد البحر واولاد الغرب] وكأن الغرب والشمال كانا يعيشان فى أتون حرب مستعر، كلا سيدى لقد اطمانت الجالية السودانية بالبحرين وقطر للأستاذين ووثقت بهما ثقة مفرطة وآثرت اختيارهما دون سواهما ليس نكاية بالنظام القائم او الاعتراف بعدالة قضية دارفور كما تفضلت التى لا تصطرع حولها الاراء بل لأنهما من الشرفاء الذين توفرت فيهما شروط الكفاءة والقدرة على حمل الأعباء ،علماً بان هذه الصفات التى آهلتهم لنيل هذا التكليف اذا لم يتحلوا بها لزاغت عنهم الأبصار ولأعرضت عنهم الجوانح
ولكن اسمح لى سيدى القاضى ان أتحفك بسؤال آخر وعسى الا يضيق صدرك الرحب بكثرة اسئلتى، هل تعتبر هذا الاختيار مدعاة للفرح والتفاؤل وكأن اولاد البحر ومن هم على شاكلتهم مستحوذين على مقاليد الامور فى شتى البقاع ،يا للذهول إن هذا أمر عادى يقدم عليه السودانيين المقيمين بالخارج فيرشحوا من رآق لهم عير آبهين بمسقط راسه او لأى القبائل ينتمى.
اننى آخذ عليك سيدى القاضى غلوك فى فى الدعوى والاغراق فى تصويرها ،وإلقاءك التهم جزافا دون بينة او تمحيص لرجال شايعوا المهدى ورددوا كلمته وترسموا خطاه فقاتلوا معه حماية للدار وصوناً للذمار فما ينبغى لك ان تنكر الفضل لاهله وتجحد الخير فى مظآنه وتتدعى أن اولاد البحر نكصوا على عقبيهم فى معركة كررى وتخاذلوا عن نصرة الخليفة عبدالله التعايشى الذى ينحدر من ارومة كريمة طيبة ،بل تماديت فى غيك وزعمت ان اولاد البحر بلغ بغضهم للخليفة حداً جعلهم ينضموا لصفوف الجيش الغازى وانا هنا سيدى القاضى اطالبك بالبينة والدليل وأناشد البروفيسور احمد ابراهيم ابوشوك استاذ التاريخ بالجامعة الاسلامية العالمية ان يدلوا بدلوه ويدحض هذه الفرية ،ولا ادرى سيدى القاضى ماذا تسمى لجوء بعض ابناء دارفور البررة بالاستعانة بدول الصلف والغرور لتخليصهم من تعسف الحاكم وجبروته؟ لقد احالوا الغرب برمته الذى كان يتدفق بالخير ويتباهى بالجمال الى قفار مجدبة تموج بالاخطار وتلطتم بالمخاوف ،نعم هم والنظام يتحملان تبعة هذا التردى وهذا العار الذى لا تنمحى سبته ابد الدهر
لقد تبدت شخصيتك بأجلى مظاهرها سيدى القاضى وانت تعاتب د.على الحاج الذى لبس الجلابية والعمامة وتخلى عن( جلدته) السوداء التى نحمل جميعاً سماتها وخصائصها وزهد فى بنات اقليمه ومنته نفسه المشرئبة بالزواج من بنات البحر او الشمال وتالله لقد اثار قولك هذا شفقتى وعطفى عليك آوا ما تعلم سيدى ان السودانيين باختلاف مشاربهم وبيئاتهم قد تشابكت أوشاجهم وتصاهروا منذ حقبِ بعيدة فيما بينهم وان رموز من رجالات الانقاذ تزوجوا من قلائد الغرب ولم يكن زواجهم هذا مدعاة للتهكم من قبل ذويهم او معارفهم فهون على نفسك سيدى القاضى ولا تجعل الهم يعتلج صدرك والاسى يتلظى به وجهك نتيجة لهذا الامتزاج ودعنا جميعا نعمل على كسر هذا الجمود والتطرف ودحر هذا الصوت الناشز الذى ياتى من جوف الماضى السحيق والذى يدعو للتنابز والفبلية وتفضيل عرق على عرق ،ولنشعلها حربا لا هوادة فيها على العصبية البغيضة ونسعى جاهدين للنهوض بالسودان الذى شفه المرض وذوت بقوته العلل فى كافة المجالات حتى يتبؤا الدور المنوط به وياخذ مكانه فى مصاف الدول المتقدمة التى يعول عليها حل الازمات ومعالجة القضايا الخطيرة التى تقف حجرة عثرة امام رقى الدول المهيضة الجناح.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
سيف الدين حسن العوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست